بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار النداب يا ايها الذين امنوا نداء عزيز ولهذا يقول ابن مسعود اذا سمعت يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه وفيه تزكية لمن اتصف او امتثل ما سيأتي بعد النداء من امر او نهي لان الايمان اخص من الاسلام ولا يمتثل ما سيأتي من امر او نهي الا من كان متصفا بالايمان وفيه لفت جلب اهتمام المخاطب ولفت نظره لما سيأتي يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار اذا لقيتم الذين كفروا يعني في الحرب عند التقاء الصفين وزحفا الزحف الاصل فيه الدنو قليلا قليلا هذا هو الزحف يعني انه اذا التقى جيش الاسلام بجيش الكفار يزحف بعضهم الى بعض يدنو بعضهم الى بعض قليلا قليلا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا وهذا فيه اشارة الى ان ده الزحف المراد به لقاء العدو وليس معناه ان هناك حرب او قتال للكفار لا يكون زحفا لكن هذا لبياني حال قتال الكفار انه يكون زحفا. يزحف جيش على اخر فيزحف جيش الاسلام على جيش الكفار ويدنوا ومنهم ولهذا جاء في الحديث اه بيان تحريم الفرار من الزحف عند التقاء الصفين قال فلا تولوهم الادبار اذا لقيتم الكفار وزحفتم اليهم فقاتلتموهم والتقى الصفان فلا تولوهم الادبار اي لا تنهزموا فتدبر عنهم وهذا فيه دليل على ان التولي يوم الزحف انه من كبائر الذنوب كما جاء في الحديث من قال استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه غفر له وان كان قد فر من الزحف قال ومن يولهم يومئذ يومئذ دبره. من يولي الكفار يومئذ عند اي يوم التقاء الصفين زحفا الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله من يولي الكفار وينهزم اذا التقى صف المسلمين مع صف الكفار فانهزم وولاهم دبره وانهزم عنهم هذا له عند الله جل وعلا عذاب عظيم وهو انه يبوء ويرجع بغضب الله جل وعلا ومرجعه ومآله الى النار. فدل على ان التولي من الزحف من كبائر الذنوب كما جاءت بذلك الاحاديث الا انه استثنى صنفين وقال الا متحرفا لقتال والتحرف يعني هو ان يعمل عملا ليتمكن من الكفار ويوقع بهم كما لو انهزم امامهم ولا هم دبره حتى ينقادوا وراءه ويتفرق جمعهم فيكر عليهم او يجعل لهم كمينا ولهذا قال ابن جرير الطبري الا مستطردا لقتال عدوه يطلب عورة له نعم يطلب عورة له يمكنه اصابتها فيكر عليه ونحن ونحوه عبارة ابن كثير رحمه الله قال ان يفروا بين يدي قرنه خصمه مكيدة ليريه انه قد خاف منه فيتبعه ثم يكر عليه فيقتله فلا بأس عليه في ذلك. نص عليه سعيد بن جبير والسدي اذا هذا هو التحرف للقتال ولا هم دبره واظهر انه منهزم. لكن هو بالحقيقة هذا من باب التحرف وعمل الحيلة او لعمل طريقة يتمكن بها من العدو فيكر عليهم فهذا معفو عنه لان هذا ليس هزيمة ليس هزيمة ولا فرارا من القتال وانما من باب التحرف قال او متحيزا الى فئة المتحيز الى الفئة متحيز يعني من الانحياز كانه يكون يقاتل مع مجموعة في جهة يقاتلون الكفار فغلبهم الكفار واشتدوا عليهم فانحازوا اي فر من الكفار وانحاز الى طائفة اخرى من المسلمين والى كثرة المسلمين حتى يكون معهم فان هذا لا لا شيء فيه هذا معفو عنه اذا كان تحيزه من اجل ان ان يرجع الى فئة من المسلمين ليتقوى بهم ويقاتل معهم وليس فرارا وهربا من القتال ولهذا قال بعض المفسرين هذه الاية خاصة باهل بدر والصواب ان الاية عامة ولهذا جاء في حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه يقول ابن عمر قال ابن عمر كنت في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فحاص الناس حيصة يعني فروا من امام العدو وكنت فيمن حاصى فقلنا كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبوؤنا بالغضب ثم قلنا لو دخلنا المدينة فبتنا ثم قلنا لو عرضنا انفسنا على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فان كانت لنا توبة والا ذهبنا فاتيناه قبل صلاة الغداة قبل صلاة الفجر فخرج فقال من القوم؟ فقلنا نحن الفرارون قال لا بل انتم العكارون والعكارون يعني الكرارون في الحرب قال بل انتم العكارون انا فئتكم وانا فئة المسلمين لمن انحازوا الى النبي صلى الله عليه وسلم لانه فئتهم وهكذا ثبت عن عمر انه يقول انا فئة المؤمنين ولما قاتل ابو عبيدة رضي الله عنه وقتل على الجسر بارض فارس لكثرة جيش جيش الكفار قال عمر لو انحاز الي لكنت لو انحاز الي كنت له فئة فالحسن العلماء اختلفوا في هذا ولكن لا شك انه يدخل في هذا من انحاز في ارض المعركة الى طائفة اخرى قريبة موجودة من المسلمين او رجع الى الجيوش التي خلفها وراءه حتى يأوي اليهم ويتقوى بهم ونيته القتال مرة اخرى. وليس الهزيمة والفرار وتولية الدبر فان كان من باب التحرف او التحيز فان هذا مستثنى. واما اذا كان فراره من العدو ليس من باب التحيز ولا من باب التحرف فان له عذاب فان له عذاب جهنم وبئس المصير وعليه غضب من الله. دليل ان هذا الفعل من كبائر الذنوب قال ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتالنا متحيزا الى فئة فقد باء. اي رجع بغضب من الله اي مصيره ومنقلبه يوم معاده انه يبوء بغضب ربه جل وعلا عليه ومأواه جهنم مأواه ما يأوي اليه ويرجع اليه جهنم اي نار جهنم بئس المصير اي قبح ذلك المصير والمرجع الذي يصير اليه. لانه يصير الى نار جهنم ثم قال جل وعلا فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ان الله سميع عليم فلم تقتلوهم يقول ابن كثير رحمه الله يبين تعالى انه خالق افعال العباد وانه المحمود على جميع ما صدر عنهم من خير لانه هو الذي وفقهم لذلك واعانهم عليه ويقول نعم فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم الذي نفاه عنهم غير الذي اثبته لهم. وان كان القتل لم يثبت لهم انهم قتلوا لكنهم قد قتلوا كفار قريش يوم بدر وقتلوا سبعين منهم ولكنه يبين هنا ان قتل من قتل انما هو بتوفيق الله وتسديده فهو الذي هيأ اسباب ذلك. وثبت المؤمنين وايدهم بالملائكة حتى تمكنوا من العدو فقتلوهم فلم يقتلوهم منفردين بذلك لكن الله هو الذي قتلهم وهيأ اسباب ذلك واعانهم عليهم اهل السنة والجماعة يقولون افعال العباد ينتابها وجهان او وجه انها فعل العباد وهي كسبهم وهذه الافعال مخلوقة لله جل وعلا فالله خلقكم وما تعملون والله خلق العباد واعمالهم فهي من جهة تنسب اليهم لانهم باشروها لكن هم وافعالهم مخلوقون لله جل وعلا هو الذي خلقهم فالذي نفاهم هنا ما يتعلق به جل وعلا الذي نفاه عنهم فهو الذي خلق ذلك وقدره ولم ينفردوا هم بذلك ويتجلى ذلك ويظهر في قوله وما رميت اذ رميت وذلك ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لما كان يستغيث بربه في غزوة بدر قبل غزوة بدر وهو في العريش انه لما خرج وبدأت المعركة حينما ارادوا ان يبدأوا المعركة خرج من عريشه واخذ كفا من حصباء من تراب فرماها جهة المشركين وقال شاهة الوجوه فما تركت عين احد من المشركين وفمه الا دخلت فيه فيقول وما رميت اذ رميت فرمي التراب هذا رمي النبي صلى الله عليه وسلم لكن ايصال هذا التراب الى اعينهم ودخوله في انوفهم وافواههم هذا فعل الله جل وعلا قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الرمي في الاية رميان الاول حذف المرمي وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي اضافه الله اليه. اذ رميت والثاني ايصال المرمي الى اعين الكفار الذي رماهم النبي صلى الله عليه وسلم بالتراب يوم بدر فهذا من فعل الله جل وعلا ونحوه كلام ابن القيم رحمه الله قال ابن القيم في القتل وكذلك القتل الذي نفاه عنهم هو قتل لم تباشره ايديهم وانما باشرته وايدي الملائكة. يعني كأن ابن القيم هنا يقول فلم تقتلوهم يجعلوا ان ان المراد به قتل الملائكة لان الملائكة قتلوا عددا كبيرا من المشركين ذكر ابن كثير اثار انه بعضها في الصحيح ان الصحابة كانوا يتحدثون قال انه كان في اثر احد الكفار فسمع صوتا من فوقه يقول اقدم حيزوم وسمع مثل ضرب الصوت قال واذا العدو المشرك قد سقط على الارض فجاء اليه واذا هو قد وسم على وجهه وعلى ظهره من قتل الملائكة لهم قال اه يقول ابن القيم وكذلك القتل الذي نفاه الله عنهم هو قتل قتل لم تباشره ايديهم انما باشرته ايدي الملائكة. فكان احدهم يشتد في اثر الفارس واذا برأسه قد وقع امامه وقال ابن تيمية قتلهم حصل بامور خارجة عن قدرتهم قبل مثل انزال الملائكة والقاء الرعب في قلوبهم. هذا الذي يظهر والله اعلم ان قوله فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم مثل قوله وما رميت اذ رميت فالمنفي عنهم حقيقة القتل ما وقع بجهدهم الخاص لكن الله هو الذي هيأ اسباب ذلك فانزل الملائكة والقى الرعب في قلوب الكفار وثبت المؤمنين فقتلوه فالله جل وعلا هو الذي هيأ اسباب ذلك ولم ينفردوا به. وعلى كل حال هذه هي مسألة خلق افعال العباد. فالعباد افعالهم مخلوقة وهم وافعالهم مخلوقون لله جل وعلا قال جل وعلا فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى هذه كرامة معجزة ان الكفار عددهم الف كلهم تصل اليهم يصل اليهم التراب من قبضة واحدة فتدخلوا في اعينهم وتشغلهم عن القتال وتدخلوا في افواههم وان هذا مما اكرم الله به نبيه صلى الله عليه وسلم وايده به قال وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا البلاء هنا هو بمعنى الانعام اي ولينعم وهذا اختيار ابن جرير الطبري. قال وليبلي المؤمنين قال الطبري معناه ولينعم على المؤمنين بالله بالظفر باعدائهم ويغنمهم ما معهم ويثبت لهم اجور اعمالهم وجهادهم مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا البلاء هنا هي النعمة وليبلي المؤمنين منه بلاء حسن اي لينعم على المؤمنين نعمة وبلاء حسنا وهو ما وفقهم له من الظفر باعدائهم وقتلهم وسبيهم واخذ اموالهم ما ما اعده الله لهم في الدنيا والاخرة من الثواب العظيم وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا. اذا البلاء يكون حسنا ويكون غير حسن لكن يدل على ذلك السياق وهنا المراد به البلاء الحسن ولهذا قال بلاء حسنا. ان الله سميع عليم سميع بكل شيء لكل شيء عليم بكل شيء. ومن ذلك سماعه جل وعلا لما حصل من الكفار وما حصل من المؤمنين وكذلك علمه بحال الفريقين واعمال الفريقين وخاصة ما دار في ارض المعركة قال ذلكم وان الله موهن كيد الكافرين ذلكم الذي حصل هو من الله وكذلك الله موهن اي مظعف كيد الكافرين لان الكفار كان لهم كيد عظيم اخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم من مكة حتى هاجر الى المدينة ارادوا قتله كان لهم كيد عظيم كان الامر لهم وكانوا يعذبون المؤمنين ويريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم فاوهن الله كيدهم واظعفهم بل النبي صلى الله عليه وسلم خرج في السنة العاشرة من البعثة وبعد ثمان سنوات بل بعد ست سنوات يأتي محاصرا لمكة الا انهم صالحوه وصالحهم تعظيما لامر البيت وفي السنة الثمانية بقت ثمان سنوات يدخل صلى الله عليه وسلم فاتحا لمكة اظعف الله الكفار واوهن كيدهم ونصر جنده سبحانه وتعالى ثم قال سبحانه وتعالى ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ان تستمتعوا بالاستفتاح هو طلب الفتح الاستفتاح هو طلب الفتح ومعنى ذلك ان يستفتح احد الفريقين ويطلب فتح الله لاحد الفريقين وهذا كما جاء بسند صحيح ان وهو عند الامام احمد من حديث عبد الله بن ثعلبة بسند صحيح انه قال ان ابا جهل قال حين التقى القوم يوم بدر اللهم اقطعنا للرحم واتانا بما لا نعرف فاحنه الغداة الحين انه الغداة يعني اهلكه غدا اجعل والغداة هي اول النهار يعني غدا في اول النهار هذا كان في الليل قال فاحنوا الغداة فكان المستفتح كان هو المستفتح ووقعت على رأسه فكان هو اقطع اقطعهم للرحم هو وجنده وهم الذين اتوا بما لا يعرف اتوا بالشرك والاصل في الناس هو التوحيد وايراد الله جل وعلا بالعبادة فاحانه الله الغداة فقتله واهلك معه تسعة وستين من صناديد قريش وكفار قريش وذكر السدي قال كان المشركون حين خرجوا من مكة الى بدر يعني من اجل غزوة بدر اخذوا باستار الكعبة فاستنصروا فاستنصروا الله وقالوا اللهم انصر اعلى الجندين واكرم الفئتين وخير القبيلتين. فقال الله ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح يقول قد نصرت ما قلتم وهو محمد ومن معه صلى الله عليه واله وسلم ونحوه اه قول عبد الرحمن ابن زيد فالحاصل ان هذا هو الاستفتاح انهم طلبوا الفتح وكانوا يظنون انهم اعلى الجندين وانهم اوصلوا للرحم وانهم وانهم فاستجاب الله لهم لانهم كانوا كانوا هم اقطعوا للرحم وهم اسفل الجندين والنبي صلى الله عليه وسلم كان خيرا منه واصحابه فنصرهم الله عليهم قال وان تنتهوا فهو خير لكم هذا من رحمة الله يعني مع انهم استفتحوا وجاؤوا يحاربون الاسلام ليقضوا عليه واهلك من اهلك منهم فتح لهم باب التوبة فقال وان وان تندوه فهو خير لكم ان تنتوا وعن ما انتم فيه من الكفر والتكذيب ومشاقة الاسلام والمؤمنين ان تنتهوا عن ذلك فهو خير لكم لان الله يتوب عليكم ان انتهوا وتابوا ورجعوا فهو خير لهم يغفر الله لهم ذلك ويكون مع حزب المؤمنين ويدخلهم الجنة ان ماتوا على تقواه وطاعته قال وان تعودوا نعد وان تعودوا الى قتال المؤمنين وارادة القضاء على الاسلام مع ما اتصفتم به من البطر والرئة والرياء نعد الى اهلاككم والى هزيمتكم والى القضاء عليكم وتعذيبكم قال جل وعلا ولن تغني عنكم فئتكم شيئا الفئة هي الجماعة لهم فئة جماعة كثرة كاثرة والمسلمون كانوا قلة فبين جل وعلا ان كثرت هذه الفئة وهذه الجماعة وهؤلاء الانصار لا تغني عنكم شيئا فلا تنصرون بها ولن تصد عنكم ما ننزله بكم من عذاب على ايدي اولياء قال جل وعلا ولو كثرت لو كانت فئة كثيرة لان النصر ما هو بالكثرة النصر من عند الله وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة وما النصر الا من عند الله جل وعلا قال بل قال المؤمنين يوم حنين لما حصل منهم ما حصل ما حصل ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم من الله شيئا فكثرة البيئة ليست دليل على النصر النصر من عند الله قال ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وان الله مع المؤمنين. المعية الخاصة التي من مقتضاها ومن اثارها التثبيت والتشديد والاعانة والتوفيق معهم نصره وتأييده وتثبيته معية خاصة للانبياء ولاتباع الانبياء لا تكون الا لاهل الايمان وهذه هي المعية الخاصة وهناك معية عامة ان الله مع الخلق جميعا بعلمه واحاطته جل وعلا لا يخفى عليه شيء من حالهم لكن هذه هي التي يمدح اهلها الاخرى تدل على كمال الله جل وعلا ولكن الثانية تدل على كمال الله وعلى خصوصية لاهل الايمان فيسميها العلماء معية خاصة للانبياء واتباعهم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون ينادي بهذا النداء العزيز على نفوس المؤمنين فيستمعون له وينصتون له ليعملوا بمقتضاه اطيعوا الله ورسوله لان الله جل وعلا لا يأمر الا بالحق ورسوله صلى الله عليه وسلم معصوم لا يأمر الا بالحق فتجب طاعتهما على كل حال بلا استثناء وهذا حال اهل الايمان اذا سمعوا امر الله وامر رسوله قالوا سمعنا واطعنا فيجب طاعتهما على كل حال وتقديمه على كل قول اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه تترك طاعته وتعرظ عنها تتركون امتثال اوامره وترك زواجله وانتم تسمعون تسمعون دعاءه لكم وما انزله على نبيه صلى الله عليه وسلم من الحق وامركم به فبعد ما سمعتم اوامره ونواهيه احذروا من التولي لانها قد قامت عليكم الحجة وليس من يعلمك من لا يعلم هذا الحقيقة هذه الاية عظيمة كبقية اياتك كتاب الله جل وعلا لكن فيها ان من علمه الله صار على علم انه المسؤولية عليه اكبر وهذا يخص طلاب العلم وغير طلاب العلم ممن وفقه الله وعلم شيئا من دين الله عز وجل فتوليه بعد سماعه للحق اعظم واشد قال جل وعلا ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون هم المشركون على على ما اختاره من جرير الطبري قال ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون وهم كفار قريش سمعوا الحق سمعوا القرآن سمعوا الايات ولا وقالوا سمعنا قولك لكن هم لا يسمعون سماع الانتباه اما سماع الصوت سمعوا ولكن ما سمعوا السماع الذي يحمل على الانتباه ولهذا في ايات نص الله عز وجل على ان المنافقين انهم صم بكم عمري مع ان لهم الالات الاذان والالسن والاعين لكن لما لم ينتفعوا بها كانوا بمثابة من عدمها فكذلك هنا ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون اختار الطبري انهم المشركون وقال ابن اسحاق انهم المنافقون ورجح ابن كثير شمولها للامرين ولا شك في هذا ان كلا الفريقين حصل منهم هذا سمعوا الحق وتولوا عنه بعد سماعهم له فسمعوا الصوت سمعوا النصوص عرفوا امر الله ولكنهم لا يسمعون سماع الانتباه الذي يقتضي ان ان يؤمنوا ويعملوا بما سمعوا من الحق وهذا حصل من المشركين وحصل من المنافقين ثم قال جل وعلا انشر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون هذا شر ما دب على الارض من خلق الله الصم عن سماع الحق البكم عن النطق به الذين لا يعقلون لا يفهمون ولا يعقلون عن الله امره ونهيه هذا شر من دب على الارض من المخلوقات فهم صم عن سماع الحق. الاذان موجودة. لكن صم لا يسمعون سماء يحملهم على العمل يسمعون سماء يحملهم على الكفر والانكار وهم بكم عن النطق بالحق يتكلمون لكنهم بكم لا ينطقون بالحق بعدين عرفوا وهم كذلك لا يعقلون لا يعقلون عن الله مراده لا يفهمون ولا يعقلون عن الله امره ونهيه هؤلاء هم شر الدواب الكفرة بالله جل وعلا الذين سمعوا الحق وامتنعوا عن النطق به وامتنعوا عن تحكيم عقولهم او الاتعاظ والاعتبار والفهم والادراك بما وهبهم الله من العقول لما انزله الله من الحق وهذا وان كانت في الكفار لكن هي ايضا تحذير للمسلمين بعض الناس يسمع الحق ويتركه ولا يعمل به وكانه لا يعقله فلكل نصيب وان كان لا شك ان الكافر يختلف عن المؤمن كافر كافر كثره مخرج من الملة لكن حتى من كان من المسلمين فسمع الحق واعرض عنه ولم ينطق به ولم يقف عنده ليفهمه ويتعظ به فانه على خطر عظيم قال جل وعلا ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون لو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم لكن الله جل وعلا علم ازلا انهم لا لا خير فيهم ولهذا يقول ابن كثير ثم اخبر تعالى بانهم لا فهم لهم صحيح ولا قصد لهم صحيح لو فرض ان لهم فهما قال ثم اخبر تعالى بانهم لا فهم لهم صحيح ولا قصد لهم صحيح لو فرض ان لهم فهما فقال ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم اي لافهمهم وتقدير الكلام ولكن لا خير فيهم فلم يفهمهم. لانه يعلم انه لو اسمعهم اي افهمهم لتولوا عن ذلك قصدا وعنادا بعد فهمه وهم معرضون وقالها ابن جرير الطبري لو علم الله في هؤلاء القائلين خيرا لاسمعهم مواعظ القرآن وعبرة حتى يعقلوا عن الله حججا حتى يعقلوا عن الله حججه ولكنه قد علم انه لا خير فيهم وانهم ممن كتب لهم الشقاء فهم لا يؤمنون ولو افهمهم ذلك حتى يعلموا او يفقهوا لتولوا عن الله ورسوله هذا حصل كلام الائمة ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم. وقد علم الله انهم لا خير فيهم فلم يسمعهم والمراد سماع التفهم. السماع الذي يؤثر على صاحبه الانتفاع بما سمع ولو اسمعهم جل وعلا وفهمهم حتى عقلوا وعرفوا وفهموا لتولوا تتولوهم معرضون لتولوا عن الايمان وعما فهموا وعقلوا وعلموا وايقنوا لتولوا وادبروا وهم معرظون عن الحق واهله وقوله هنا ولو اسمعهم لتولوهم معرضون الله لم يسمعهم في اول الاية لو علم الله فيهم الخير لاسمعهم ولو اسمعهم وهذا مستحيل يعني في نظر الناس. ومن هنا قال من قال من بعض المفسرين لما يأتي على مثل هذه الامور يقول الله عليم بكل معلوم سميع بكل مسموع. بصير بكل مبصر. قدير على كل مقدور هذا من الغلط العظيم لان هذا اصله رأي كلام المعتزلة عقيدة المعتزلة. يقول افعال الله وصفاته لا تتعلق بالمستحيل وتبعه من تبعهم الاشاعرة وغيرهم لكن اهل السنة والجماعة يقولون ابدا الله على كل شيء قدير. المستحيل وغير المستحيل ولهذا هنا قال ولو علم فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم مع انهم ما اسمعهم جل وعلا وما وفقهم لهذا قدرا وازلا كما قال جل وعلا ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم استجيبوا كما مر معنا استجاب يعني اجيبوا وليس الصين هنا للطلب وانما السين والتاء منهم من قال انها المبالغة ومنهم من قال ان اهل التوكيد ما نستجيب يعني اجيبوا وليس معناه اطلبوا الاجابة بل اجيبوا وقولوا سمعنا واطعنا بلا تردد يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم لان الله ورسوله لا يدعون الخلق الا لما يحييهم فتحي به قلوبهم فيدخلون بالايمان ثم يسير مآلهم الى الحياة الابدية في دار النعيم كما قال جل وعلا او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ولهذا ثبت في البخاري من حديث سعيد ابن المعلى انه قال كنت اصلي في المسجد فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فسلم علي وطلبني قال كنت اصلي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فلم اته حتى صليت ثم اتيت فقال ما منعك ان تأتيني اذ دعوتك؟ او ان تجيبني اذ دعوتك قال قلت يا رسول الله اني في صلاة قال الم تسمع قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم قال لا اعود يا رسول الله ثم قال لاعلمنك بافضل سورة في كتاب الله قبل ان تخرج من الباب فاخبره انها فاتحة الكتاب هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اتاه الله نبيه فالحاصل ان هذا دليل على معتقد اهل السنة والجماعة على وجوب الانقياد لله ورسوله وان كل ما كل قول الله حق وكل قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا صح وثبت اليه فهو حق لا مرية فيه ولا يجوز لاحد ان يتردد بل هذا من علامات النفاق فالله جل وعلا العليم بكل شيء. والنبي صلى الله عليه وسلم معصوم عصمه الله جل وعلا فلا يقول الا حقا اذا يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم قال الشيخ السعدي مفصلا مبينا قال وصف ملازم لكل ما دعا. لكل ما دعا الله ورسوله اليه وبيان لفائدته وحكمته فان حياة القلب والروح بعبودية الله ولزوم طاعته وطاعة رسوله على الدوام. يستجيب كل اوامر الله عز وجل وهو من رسوله صلى الله عليه وسلم. طبعا الواجبة اما غير الواجبة فاتقوا الله ما استطعتم اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. ما يستطيع الانسان ان يأتي بكل الاوامر. لكن الواجبات والفرائض لا بد منها وهذا دليل على ان طاعة الله وطاعة رسوله حياة حياة للقلب حياة للانسان حياته في الدنيا وحياة في الاخرة قال جل وعلا واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه يحول بين المرء وقلبه. يريد الامام فيحول بينه وبين الايمان ما يستطيع يؤمن وان كان قد قامت عليه الحجج وايقن وعلم يحول الله بينه وبين الايمان. ولهذا قال آآ مجاهد لما يحييكم؟ قال هو الحق وقال قتادة لما يحييكم هو هذا القرآن فيه النجاة والتقاة والتقاة والحياة وقال السدي لما يحييكم ففي الاسلام احياؤهم بعد موتهم بالكفر ونحو ذلك من العبارات وكما قال بعض المفسرين قال اية شاملة لكل ما دعا الله اليه ورسوله من القرآن والاسلام وغير ذلك من الاحكام قال ومعنى قوله يحول بين المرء وقلبه قال ابن عباس يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر والايمان والله ما تستطيع تؤمن الا اذا من الله عليك بداره وما تستطيع تعمل الاعمال الا اذا من الله عز وجل عليك بذلك فاحيانا بعض الاعمال ما تعملها وانت على يقين ولا تردد عندك بان هذا هو الحق وهي السنة وكذا وكذا ويحال بين العبد وبين قلبه لأن العبد مركب على قلبه ولهذا لذلك اسبابا فالذين اهتدوا زادهم هدوءتهم تقواهم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم اجتهد اعمل الاعمال الصالحة وسببا لهدايتك يهديك الله سبحانه وتعالى ويوفقك قال ابن عباس يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الايمان وروي مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم لكنه لا يصح وقال مجاهد يحول بين المرء وقلبه حتى تركه لا يعقل فقال السدي يحول بين الانسان وقلبه فلا يستطيع ان يؤمن ولا يكفر الا باذنه وقال نعم وذكر بعض الاحاديث لكن كلها الحديث الذي ورد في هذا المعنى ضعيف لكن جاءت احاديث تؤيد معنى الاية ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ان يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقالوا الصحابة يا رسول الله امنا بك واتبعناك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال نعم ان قلوب العباد بين اصبعين ان القلوب بين اصبعين من اصابع الله تعالى يقلبها كيف شاء فذكر ابن كثير عدة طرق لهذا الحديث وذكر ايضا حديثا الى فضياء مصرف القلوب صرف قلوبنا الى طاعتك الله هو مقلب القلوب ومصرف القلوب الله جل وعلا يحول بين المرء وقلبه فعليه ان يلجأ الى الله بالاعمال الصالحة التي تكون سببا لهدايته لان الجزاء من جنس العمل وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون قال واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشر تحشرون من الحشر وهو الجمع عشان الناس يجمعون ويبعثون ويوقفون بين يدي الله جل وعلا وعند ذلك يجازي كل عامل بعمله هذه من ثمرات الايمان باليوم الاخر ولهذا كثيرا ما يذكر الله جل وعلا الايمان به يقرن الامام باليوم الاخر مع الايمان به لان الايمان بالله يحمل على الاخلاص والايمان باليوم الاخر يحمل على العمل والاستعداد لذلك اليوم لانه يؤمن بان هناك يوم وهذا اليوم لابد يجازى على عمله فيحسن العمل ثم قال سبحانه وتعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب الفتنة الاصل هي الاختبار والمحنة يعم بها المسيء وغيره فاتقوا فتنة اختبارا ومحنة لا تختصوا بمن فعلوها وذلك عند عدم الانكار عليهم واما اذا حصل انكار المنكر فان الناس ينجون ولكن حينما يسكت الناس عن انكار المنكر فان هذا سبب للهلاك يعمهم ويبعثون على نياتهم ولهذا او قبل ذلك نقرأ كلام الطبري في تفسير الاية يقول اتقوا فتنة يقول اختبارا من الله يختبركم وبلاء وبلاء يبتليكم لا تصيبن هذه الفتنة التي حذرتكموها الذين ظلموا فقط وانما تتعداهم الى غيرهم وقال الشوكاني اي اتقوا فتنة تتعدى الظالم وتصيب الصالح والطائع ولا تختص اصابتها بمن يباشر الظلم منكم وقد اورد ابن كثير رحمه الله تأييدا لهذا جملة من النصوص فاورد قول الزبير انا قرأنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال لم نكن نحسب ان اهلها حتى وقعت منا حيث وقعت وهذا قاله جوابا على هذا الحديث رواه الامام احمد بسند حسنه وصححه احمد شاكر قاله جوابا مطرف قال قلنا للزبير يا ابا عبدالله ما جاء بكم؟ ضيعتم الخليفة الذي قتل ثم جئتم تطالبون بدمه؟ فقال الزبير انا قرأنا على عهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة لم نكن نحسب ان اهلها حتى وقعت من ناحية وقعت لان ما اقتصر الفتنة التي حصلت على قتلة عثمان بل تعدته معمة المسلمين وهكذا يجب على الجميع ينكر المنكر ما استطاعوا طبعا بالطرق الشرعية بالطرق التي جاء بيانها بالشرع التي لا تحدث شرا اعظم ولابد من انكار المنكر ولا ولا يربط المنكر بالاشخاص. كثير من الناس اذا اراد ينكر يربط المنكر بصاحبه فينقلب سبا لذاته فليغضب لنفسه ويحصل بسبب ذلك شر. لا الواجب ان ينكر المنكر لانه منكر. ولا يربط باحد ولا يرد باحد. المهم ان هذا المنكر يبين انه منكر وبذلك يكون الانسان قد بين الحق وقام لله بالحق قال ابن كثير وهذا في الحقيقة يعني ترجيح جميل قبل ذلك قال قال ابن عباس واتقوا فتنة لا تصيبنا الذين ظلموا منكم خاصة قال امر الله المؤمنين الا يقروا المنكر بين ظهرانيهم بين ظهرانيهم فيعمهم الله بالعذاب لكن كما قدمنا يسب ويشتم ويكسر ويفعل لكن المهم انه ينكر المنكر وينكره بينه وبين من فعله خفية خاصة اذا كان ولي امر كما جاء في الحديث اذا رأى من امامه اذا رأى احدكم من امامه ما ما يكره فليأخذ بيده وليخلو به ولينصحه فان استجابه والا قد ادى الذي عليه ان يبتعد الانسان عن طريقة الخوارج في الانكار الذي ظرره اكثر من نفعه وانت معايا ما عليك ان يتغير المنكر تحب ان يتغير وتبذل السبب لكن تغيره عدم تغيره هذا راجع الى قضاء الله وقدره. لكن انت عليك ان تنكر هذا المنكر يقول ابن كثير بعد قول ابن عباس امر الله المؤمنين الا يقروا المنكر بين ظهرانيهم فيعمهم الله بالعذاب قال هذا تفسير حسن جدا ولهذا قال مجاهد في قوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلمكم خاصة قال هي ايظا لكم وكذلك الظحاك وغير واحد يعني ليس خاصة بالصحابة على ضوء ما جاء عن الزبير ثم قال ابن كثير والقول بان هذا التحذير يعم الصحابة وغيرهم والقول هو ان هذا التحذير يعم الصحابة وغيرهم. وان كان الخطاب معهم هو الصحيح ويدلوا له ويدل على ذلك الاحاديث الواردة في التحذير من الفتن وذكر بعض الاحاديث التي لا تخلو بعضها من ضعف وبعضها حسن كقوله بما رواه الامام احمد من حديث حذيفة بن اليمان قول النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم ايضا اورد ما رواه البخاري وغيره قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها والمدهن فيها كقوم كمثل قوم ركبوا سفينة فاصاب بعضهم اسفلها واوعرها وشرها واصاب بعضهم اعلاها فكان الذين في اسفلها اذا استقوا الماء مروا على مروا على من فوقهم فاذوهم فقالوا لو خرقنا في نصيبنا خرقا فاستقينا منه ولم نؤذي من فوقنا. فان تركوهم وامرهم ملكوا جميعا وان اخذوا على ايديهم نجوا جميعا وايضا جاء في الحديث الذي رواه الامام احمد بسند حسن في حديث ام سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا ظهرت المعاصي في امتي عمهم الله بعذاب من عنده فقلت يا رسول الله اما فيهم اناس صالحون؟ قال بلى قالت فكيف يصنع اولئك؟ قال يصيبهم ما اصاب الناس ثم يصيرون الى مغفرة من الله ورضوان المراد اذا سكت عن انكار المنكر بالكلية تواطأ الجميع. اما اذا وجد من ينكر فهذا سبيل نجاة واورد ايضا ما رواه الامام احمد بسند حسن من حديث جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم يعمل ما من قوم يعملون بالمعاصي وفيهم رجل اعز منهم وامنع لا يغيرون الا عمهم الله بعقاب او اصابهم العقاب وافاد واجاد الحافظ ابن كثير رحمه الله في ذكر الاحاديث والاثار في وجوبه ان كانوا منكر وعدم السكوت بالطريقة الشرعية ولهذا قال واتقوا فتنة لا تصيبنا الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب فاذا لم ينكر المنكر ولم يبين الحق فان الله جل وعلا عقابه شديد اذا اخذ العباد ولذلك يهلك حتى الصالحون ولكن يبعثون على نياتهم ثم قالت عائشة انهلكه فينا الصالحون؟ قال نعم اذا كثر الخبث وهذا الحقيقة هذه الايات وما شابهها تقتضي منا ان نتواصى بالحق باص بالصبر وان ينكر المنكر بالطريقة الشرعية التي لا تثير ولا تجلب شرا اعظم لكن يقام لله بحجة وقد يسر الله سبل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الان والبيان والايضاح ايضاح الحق عبر الوسائل ووسائل التواصل الموجودة لكن بالطريقة الشرعية فمثلا كان شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله دائما يفتي بنون على الدرب في بيان تحريم الربا وانه لا يجوز لكن ما ربطه باحد كما يقول بعض الناس انظروا ماذا يفعلون وفلان يفعل كذا الحاكم الفلاني يفعل كذا هذا ليس بمسلم يثيرون الناس على حكامهم. يا اخي انت انكر المنكر والحاكم فيما بينك وبينه بالطريقة الشرعية وبهذا تسلم الامة هذه سفينة النجاة. الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال واذكروا اذ انتم قليل المستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس واذكروا وهذا في المهاجرين قال اكثر المفسرين على ان هذا في المهاجرين واذكروا اذ انتم قليل المستضعفون في مكة قليل عددكم يستضعفكم كفار قريش في الارض وهي ارض مكة تخافون ان يتخطفكم الناس لان الناس كلهم ضدهم كما قالها ابن كثير قال يخافون ان يتخطفهم الناس من سائر بلاد الله من مشرك ومجوسي ورومي كلهم اعداء لهم. لقلتهم وعدم قوتهم فلم يزل ذلك دأبهم حتى اذن الله لهم في الهجرة الى المدينة فاواهم اليها وقيظ لهم اهلها او ونصروا يوم بدر وغيره وواسوا باموالهم وبذلوا مهجهم في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه واله وسلم وتذكير الانسان بما كان عليه شيء مهم جدا. كثير منا الا من رحم الله ينسى ما كان عليه من الحالة السابقة سواء من قلة ذات اليد او من المرض او من الضعف او عدم الذرية او عدم المكانة فاذا انعم الله عليه عز وجل بهذه الامور نسيها آآ نعم ها؟ ايه طيب قال واذكروا اذا انتم قليل المستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس. فاواكم وايدكم بنصره يدكم من التأييد والتقوية في نصر من عنده جل وعلا مثل ما حصل يوم بدر قال ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون. من عليكم بالطيبات وفتح عليكم ابواب الرزق لعلكم تشكرونه جل وعلا على ذلك. لان النعم اذا شكرت قرت وقيدت واذا كفرت ذهبت وهذا عام في كل الامور ادر الله علينا الرزق يا اخوان. اشكروا الله يجب ان نشكر الله على هذه النعم وهذا الخير المدرار حتى يبقى ويقيد ها اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اه اشهد ان محمدا رسول الله اه حي على الصلاة على الصلاة اه على الفلاح حيي على الفلاح الله اكبر الله اكبر اله الا الله اه لا اله الا الله اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم ثم قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم وانتم تعلمون ذكر جمع من المفسرين انها نزلت في ابي لبابة ابن عبد المنذر لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى بني قريظة ينزل على حكم رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشعروه بذلك فاشار بيده الى حلقه قال انه الذبح ثم تفطن ابو لبابة الى ذلك فرجع وذهب وربط نفسه في المسجد وتاب الى الله جل وعلا ومكث فيما ذكروا تسعة ايام لا يأكل ولا يشرب حتى تاب الله جل وعلا عليه واراد ان ينخلع من ماله كله وهذه قصة مشهورة وان كان الحافظ ابن حجر بفتح الباري يضعفه هذه القصة وهذا الامر يقول فيه موسى بن عبيدة او ابن عبيدة فانه ضعيف لكنه على كل حال مشهور وذكر غير ابي لبابة ذكر انها نزلت في من قتل عثمان وجاء ايضا انه انها نزلت في بعض الصحابة اخبروا ابا سفيان في اعداد النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه اليهم وذكروا امورا لكن كما قال ابن كثير رحمه الله قال والصحيح ان الاية عامة وان صح انها وردت على سبب خاص فالاخذ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عند الجماهير من العلما والخيانة تعم الذنوب الصغار والكبار اللازمة والمتعدية فهذا دليل على انه يجب على المسلم ان يحذر من الخيانة وهي ترك العمل بالشرع لهذا قال ابن عباس لا تخونوا الله والرسول بترك سنته وارتكاب معصيته وقال عروة ابن الزبير اي لا تظهروا له من الحق ما يرضى ما يرضى به منكم ثم تخالفوه في السر الى غيره. فان ذلك هلاك لاماناتكم وخيانة لانفسكم وقال السدي اذا خانوا الله والرسول فقد خانوا اماناتهم الى غير ذلك. والحاصل انه يجب على المسلم ان يتقي الله يحذر لا تخون الله والرسول لا تخن كن صادقا امينا واياك والخيانة يعني ما ذكر او غيره والله عز وجل نهى والنهي يقتضي التحريم. لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانتكم وهو ما اؤتمن عليه الانسان من سر او غيره او امانة مالية او غير ذلك فيجب الوفاء وعدم الخيانة ولا يخونوا امانته ولا يخون الله ورسوله هذا الواجب على كل مؤمن وانتم تعلمون يعني على علم منكم وعمد منكم لكن قد يحصل احيانا بعض الامور انه يحصل يعني شيء من الخلل لكنه عن غير علم وعن غير قصد فافضت الامور الى مثل هذا لكن المراد ما كان عالما مستحظرا ولهذا قال جل وعلا واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة اعلموا ايها الناس انما اموالكم واولادكم فتنة اي اختبار وبلاء اعطاكم الله ليختبركم بها وينظر كيف تعملون هل تؤدون حق الله فيها وتنتهون الى امره ونهيه ام انكم تخالفون امر الله جل وعلا حرصا على المال او من اجل الابناء من الناس يترك امر الله اما من اجل الدنيا او من اجل ابناءه هذي فتنة ابتلاء يا اخي ما يلزم تكون نعمة ولهذا جاء في الحديث الذي رواه الامام احمد عي على ابن مرة وصححه الشيخ الالباني رحمه الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الولد مبخلة مجبنة مبخلة مجبنة تبخل من اجله وتجبن من اجله تبخل عالماء تقول لا العيال ما عندهم شي ماني مخليهم محتاجين مجبنة يجبن عن الجهاد في سبيل الله يجبن يقول ما وش اخلي ابنائي ما عندهم احد الى غير ذلك وجاء عند الحاكم ان الولد مجبنة مبخلة مجهلة محزنة من حديث خولة بنت حكيم فالحاصل ان الانسان يتقي الله عز وجل فلا يحمله ما له ولا ولده على معصية الله جل وعلا يقيمهم على امر الله عز وجل واذا ادى يعني صار الامر اما ان يحافظ على ماله ويطيع ولده او يعصي الله فيعصي الله او يطيع الله لا يطيع الله ولا ولا يحسن الله جل وعلا ولو كان من اجل ما لو من اجل الابناء قال وان الله عنده اجر عظيم. هذا وعد من الله حث للمؤمنين الله عنده الاجر العظيم خير من الدنيا والاموال وخير من الاولاد فلا يحملكم اولادكم واموالكم على معصية الله بل اطيعوا الله وابشروا بالثواب العظيم عنده جل وعلا ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم تكرر يا ايها الذين امنوا في هذه السورة لان هذه السورة مدنية كما قدمنا هذا يخاطب المؤمنين يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا بينما الغالب في السور المكية يا ايها الناس لقلة المؤمنين. كم مرة معنا من هذا النداء؟ لهذا قال بعض من الف في كتب علوم القرآن ان من علامات المكي والمدني علامات المدنية ايها الذين امنوا والمكي يا ايها الناس وان كان الصحيح ان هذا بحسب الغالب الاعم الاغلب والا قد جاء في السور المكية يا ايها الناس كما في سورة البقرة سورة النساء وقد يوجد ايضا يا ايها الذين امنوا في حال اهل مكة اخاطب المؤمنين خاصة لكن هذا من حيث الاعم الاغلب وهو صحيح بهذا الاعتبار يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا تقوى الله يا اخوان اساس كل خير ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا يعني فصلا بين الحق والباطل قال ابن عباس نجاة وفي رواية نصرا فرقان؟ قال نجاة نصرا. وقال محمد ابن اسحاق فرقانا اي فصلا بين الحق والباطل وقال الطبري يجعل لكم فصلا وفرقا بين حقكم وباطل من يبغيكم السوء من اعدائكم المشركين. بنصره اياكم عليهم اعطائكم الظفر بهم اذا اتق الله يجعل لك مخرجا يرزقك من حيث لا تحتسب يجعل لك فرقانا في كل الامور. والله صار عندك قضية او موضوع او امر عليك بتقوى بتقوى الله يجعل لك الله فرقانا وفصلا ونجاة في هذا الموضوع الذي وقع فيك. بس اتق الله حق التقوى هذا وعد من الله هذا خبر من الله عز وجل وهذا مما يحث المؤمن على ان يتقي الله في كل حال فمن اتقى الله وقاه ويجعل له فرقانا وبيانا وفصلا في الامر الذي وقع فيه يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم تكفر عنكم ذنوبكم الصغار والكبار ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم والله ذو الفضل العظيم يعني يكفر عنكم السيئات ويغفر لكم الذنوب ويمن عليكم بفضله وهو ذو الفضل اي صاحب الفضل العظيم الذي لا يقادر فظله اذا تفضل به على عبده وكل ذلك بسبب التقوى فمن اتقى الله وقاه وجعل له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا قال جل وعلا واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين اورد ابن كثير ونقله وكذلك ابن جرير ان هذه في كفار قريش واذ يمكر بك الذين كفروا وذلك حينما تآمروا في مكة على النبي صلى الله عليه وسلم واجتمع بعضهم الى بعض فاجتمعوا وقالوا لا بد ان ننظر في هذا الامر في امر محمد. فقال بعضهم نخرجه من عندنا من بين اظهرنا ونرتاح من شره وبعضهم قال نتربص به نحاول نكف شره ونتربص به حتى يهلك مثل ما هلك من قبله وكان قد حظر الشيطان على صورة سراقة بن مالك مجلس قريش كفار قريش فكلما قال احد منهم رأي قال اليس هذا برأي ثم يذكر علة ذلك ثم قال ابو جهل عندي رأي فيه وهو النجم فتيانا من كل القبائل والبطون ونعطيهم سيوف فاذا خرج ظربوه ظربة رجل واحد فلا تستطيع بنو هاشم ان يطالبوا وان يقاتلوا العرب كلهم او قريشا كلهم فيرضون ويسلمون للدية فقال الشيطان هذا هو الرأي ففعلوا ذلك واجتمعوا عليه سبب خروجه صلى الله عليه وسلم فلما اخبره جبريل قام وخرج وقال لعلي ابقى في فراش ابقى الى الصباح وامره ببعض الودائع وخرج النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الروايات انه حثى ترابا على رؤوسهم كلهم وخرج هو ابو بكر فهم كانوا يريدون ان يثبتوه بعضهم يقول احبسوه اسجنوه هذا هو يثبت وبعضهم قال اقتله كما هو رأي ابي جهل وبعضهم قال اخرجوا من عندكم واسلموا واسلموا من شره وكل هذا مكر من مكرهم من المكر والاصل في المكر التوصل الى اللقاء بالخصم من حيث لا يشعر فخرج النبي صلى الله عليه وسلم واختفى في غار حراء واستنفروا قواتهم وجماعاتهم وما استطاعوا مع انهم جاءوا الى الغار الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم على ضوء ما قصه الله عز وجل لا تحزن ان الله معنا اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ها هذا معنى الاية تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ولهذا اخرجه الله عز وجل فيذكره الله بهذه النعمة. وهذا هذا دليل الانسان يا اخوان بحاجة الى من يذكره ويتذكر يتذكر ايامه الماضية يتذكر حاله السابقة. كيف كان والان كيف صار هذا ادعى الى شكر النعم والى تقوى الله عز وجل والى محاسبة النفس ولهذا قال واذ يمكر بك الذين كفروا يا نبينا هم كفار قريش ليثبتوك ان يحبسوك ويسجنوك لئلا تخرج وهذا بعض الاراء التي قيلت او يقتلوك او يخرجوك من مكة ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وهذا فيه وصف الله بالمكر على سبيل التقييد والمجازات. لان صفات الله منها ما يوصف بها تطلق عليه مطلقا من غير تقييم وهذه كل ما كان دلالتها كمال وبعض الصفات يوصف بها على سبيل التقييد والمجازاة اذا كان دلالتها في اللغة تحتمل الكمال وضد الكمال فيوصف الله عز وجل منها مما كان كمالا ولهذا لابد من التقيه. قال يمكرون والله خير الماكرين انما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم يخادعون الله والذين امنوا وهو خادعهم ويمكرون ويمكر الله فتثبت هذه الصفات على سبيل التقييد والمجازات لانها تكون كمال في مثل هذه الحال طبعا الوقت عشرون دقيقة ها ما تغير شي طيب اربع دقائق ايه ادري انا بس اني اسأل هو الوقت وشلون ام لا قال جل وعلا واذا تتلى عليهم اياتنا قالوا قد سمعنا هذا من شدة عناد كفار قريش عياذا بالله واعراضهم عن الحق واذا تتلى عليهم اياتنا ايات القرآن يتلوها النبي صلى الله عليه وسلم. قالوا قد سمعنا سمعنا مثل هذا. لو نشاء لقلنا مثل هذا لو نشاط قلنا مثل هذا الكلام الذي تقول انه كلام الله وان انك مرسل به هذا كلام نستطيع ان نأتي مثله نستطيع نأتي بمثله وهذا من شدة عنادهم ان هذا الا اساطير الاولين ان نافية بمعنى ما هذا الذي تأتينا به وتتلوه علينا الا اساطير الاولين والاساطير جمع اسطورة وهي اخبار الامم الماضية اخبار الامم الماضية وقصصهم والغالب عليها الكذب. هذا طعنا في القرآن وهذا كذب منهم والا فان الله جل وعلا تحداهم ان يأتوا بمثل القرآن ما استطاعوا. تحداهم بعشر سور ما استطاعوا. تحداهم ان يأتوا بسورة واحدة ما استطاعوا. فقولهم هذا كذب وباطل وبهرج يروجونه على من؟ من لا يعقل ثم قال واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء وائتنا بعذاب اليم. نعوذ بالله. من شدة بغضهم للحق يقول ان كان الذي جاء به محمد والذي يتلى علينا الايات هي الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء ابد يعني ما يريدون ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ان كان حق فعلا هو الحق فامطر علينا حجارة من السماء ويأتينا بعذاب اليم اهلكنا يقول ابن كثير يقول هذا من كثرة جهلهم وعتوهم وعنادهم وشدة تكذيبهم وهذا مما عيبوا به وكان الاولى لهم ان يقولوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا اليه ووفقنا لاتباعه ولكن استفتحوا على انفسهم واستعجلوا العذاب وتقديم العقوبة الى اخر كلامه رحمه الله قد جاء ان ابو جهل في البخاري ومسلم قال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم فنزلت الايات ان هذا حال كفار قريش انهم يعني معاندون معارضون وتركوا العقل ولهذا بعض الناس اذا نصحته يقول انا انا اتقى منك فالرجل يقول جزاك الله خير ادع لي علمني الحق اقبل الحق ثم قال ونكتفي بهذه الاية وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ما كان الله ليعذب كفار قريش والنبي صلى الله عليه وسلم بين اظهرهم. امان لهم ولا وهم يستغفرون. وتنازع العلماء هل هذه في كفار قريش وفيها كلام طويل نؤجل الكلام عليها ان شاء الله الى الغد. لكن عندي سؤالان السؤال الاول اذكر بعض الادلة على وجوب انكار المنكر اذكر بعض الادلة على وجوب انكار المنكر نعم طيب بس ابي دليل يا اية يا حديث بعيد شوي نعم طيب كيف ننكر على الكبرا والحكام اذا رأينا منكر هذا تمام السؤال انت انت ايه كيف ننكر عليه مصلحة نذكر اسمائهم ولا لا نذكر الاسماء لكن ننكر المنكر طيب الجواب صحيح على كل حال طيب السؤال الثاني بالجهة هذه وان كلكم ان شاء الله نسأل الله ان يجعلنا واياكم من اصحاب اليمين شوي شوي نختم يقول واعلموا ان ان ما اموالكم واولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم اشرح لي الاية باختصار يعني بسطر سطرين واذكر دليل عليها لا اللي وراك انت لا انت انت احسنت السؤال يقول واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم. اشرح لي هذه الاية باختصار واذكر دليل على ان الاولاد فتنة والاموال يعني ما معنى الاية حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. نعم الولد ما اجملتهم مبخلة. طيب جميل الاية ايش معناها؟ واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة كيف فتنة والله يقول المال والبنون زينة الحياة الدنيا. فتنة اي اختبار والابتلاء والمحنة على طول هم ابتلاء والا قد يأمرونك بشيء يخالف الشرع او يريدون شيء يخالف الشرع على كل حال جواب صحيح الجواب صحيح على الشق الاول والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله