بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد كنا بالامس ذكرنا مسألة في اول الدرس وهي ما تتعلق باحتساب الجلوس من بعد صلاة العصر الى مغيب الشمس وان وانه قد ورد في السنة ما يدل على فضل ذلك وانقل لكم الحديث في ذلك فقد روى وقد اورد المنذري في في الترغيب وهو في صحيح الترغيب والحديث رواه الامام احمد وابو داوود بسند حسنه الشيخ الالباني قال النبي صلى الله عليه واله لم لان اقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة الغداة اي الفجر حتى تطلع الشمس احب الي من ان اعتق اربعة انفس من ولد اسماعيل. ولأن وهذا محل الشاهد. ولئن اقعد ولا ان اقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر الى ان تغرب الشمس احب الي من ان اعتق اربعة انفس قال الشيخ الالباني اسناده حسن ايظا مسألة الرباط انتظار الصلاة احتساب انتظار الصلاة اذا صلى العصر يجلس في المسجد ويحتسب على الله انه ينتظر صلاة المغرب ومن ثم صلاة العشاء. يدل عليه الحديث الذي رواه مسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط وروى البخاري ومسلم عن ابي هريرة قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال احدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه الذي يحبسه ويمنعه من الخروج من المسجد ينتظر صلاة اخرى قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال احدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه ان ينقلب الى اهله الا الصلاة وفي رواية للبخاري ان احدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه والملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف وهذه ايضا فائدة ان الملائكة تدعو لمن ينتظر الصلاة الاخرى ويبقى في المسجد الملائكة تدعو له اللهم اغفر له اللهم اللهم ارحمه وايضا جاء عند ابي داود بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في اثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين كتاب في عليين وايضا روى الامام احمد الطبراني بسند حسن عن ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم منتظر الصلاة منتظر الصلاة يعني الذي يجلس في المسجد ينتظر الصلاة. منتظر الصلاة بعد الصلاة كفارس اشتد به فرسه في سبيل الله وهو في الرباط الاكبر هذه كلها نصوص عظيمة وانا اردت يعني ان انبه على هذا الفضل الذي جاءت به السنة حتى يحتسب المسلم مثل هذا الاجر اسأل الله العلي العظيم من يعظم لنا واياكم الاجر والثواب. اه ايضا احنا ذكرنا بالامس قلنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبكي حينما يقوم الليل وان لصدره ازيز كازيز المرجل وقلتها بالظم انا التبست علي فنبهني احد الاخوة بارك الله فيه ورجعت المسألة هي المرجل بكسر الميم وليست بضمها كازيز المرجل. نعم اه نعود الى او نرجع ونبدأ بدرسنا يقول الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه واله وسلم وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم. وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون هذه الاية يقول فيها ابن عباس ذكر الله في هذه الاية امانيين امانين من العذاب الامان الاول وجود النبي صلى الله عليه واله وسلم والامان الثاني الاستغفار ذكر الله في هذه الاية امانيين الامان الاول وجود النبي صلى الله عليه وسلم وحياته والامان الثاني الاستغفار قال ابن عباس فذهب الامان الاول توفى الله رسوله صلى الله عليه وسلم لكن بقي الامان الثاني وهو الاستغفار وهو الاستغفار اذا يا اخي اذا اردت النجاة من عذاب الله عز وجل فعليك بالاستغفار. اكثر من الاستغفار خاصة اذا وقعت في ذنب في معصية اكثر من الاستغفار حتى تكون في امنه من العذاب والمراد الاستغفار مع التوبة النصوح التي يتوب الانسان فيها يبتغي وجه الله جل وعلا ويقلع عن الذنب ويندم على فعله ويعزم الا يعود اليه وان كانت حقوق للاخرين يتحللهم يرد حقوقهم اليهم او يتحللهم وان كان مما لا يمكن ان يتحلله او يخبره به فانه يكفي ان يثني عليه خيرا في المجد في المجلس الذي ذكره بالشر ويدعو له بظهر الغيب. يكفي هذا لانه احيانا قد يكون اخبارك لمن اغتبته اغتبته ببعض الامور قد يؤدي الى فتنة اعظم فاذا وصل الى هذا الحد يكفي الانسان ان يثني عليه خيرا في المجالس التي ذكره فيها بسوء وان يدعو له بظهر الغيب اذا هذا فضل عظيم يا اخوان. لو ما يأتينا من الفوائد والحمد لله. التفسير كله فوائد كلام ربنا كله خير كله عبر كله مواعظ. لكن لو ما اتانا الا هذه الفائدة ان بقي لنا امان من العذاب كثرة الاستغفار ولهذا كان الصحابة يقولون كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور وفي بعض روايات الحديث انك انت التواب الرحيم مئة مرة في مجلس واحد مئة مرة يقول هذه الكلمة وقال كما في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم انه ليغان على قلبي واني لا استغفر الله مائة مرة وقل يا ايها الناس توبوا الى الله واستغفروه فاني اتوب الى الله اكثر من سبعين مرة. وبعض الروايات مائة مرة وايضا جاء بسند صححه الشيخ الالباني في صحيحه في السلسلة الصحيحة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله صبيحة كل يوم مئة مرة اذا اكثر من الاستغفار وهذا من توفيق الله عز وجل للعبد فمن الناس من هو محروم قد يكون سمع الحديث سمع الموعظة فيه لكن ما يعمل فيه المسألة تعود الى توفيق الله جل وعلا والحسنة تنادي باختها والسيئة تنادي باختها اذا يقول الله عز وجل وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم من هم من هؤلاء الذين ما كان الله ليعذبهم هم كفار قريش اكثر المفسرين على انهم كفار قريش وان كان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فهي نعم في كفار قريش لكن ايضا باقية في هذه الامة الى يومنا هذا فما كان الله ليعذب المؤمنين ما داموا يستغفرون وكذلك ما كان الله ليعذب الصحابة ومجتمع المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بينهم فقوله ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون هنا اختلف العلماء كيف كان يستغفر كفار قريش معروف انهم كفار فجاءنا ابن عباس انهم كانوا يستغفرون وجاء عن ابن عباس بطريق علي ابن ابي طلحة وانهم كانوا يقولون لبيك لبيك لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد قد او قد يكفي ثم يظيفون الا شريكا هو لك تملكه وما ملك ثم يقولون اللهم اغفر لنا كانوا يقولون غفرانك وغفرانك. يعني يطرون فحمله ابن عباس على ظاهره. وهو ان كفار قريش كانوا يستغفرون الله ولكن هذا القول فيه نظر لانه معلوم ان الاعمال لا تنفع الانسان اذا كان كافرا ما يتقبل الله عز وجل من الكافر فاستغفارهم وهم على الكفر لا ينفعهم شيئا لانهم يبطلونه وينقضونه وقال ابن ابزى معنى الاية هو ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم يعني اهل مكة فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم استغفر المؤمنون الذين بمكة فلم يعذبهم الله لان النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج بقي بعض المسلمين ما استطاعوا الخروج فكانوا يستغفرون الله عز وجل فمنع الله عنهم العذاب. قال ثم لما خرج المؤمنون عذب الله قريش يوم بدر الناس مؤمنون يستغفرون ثم هاجروا عند ذلك انزل الله عذابه تهيئة اسباب غزوة بدر وهي البطشة الكبرى والقول الثالث وهو قول قتادة قال ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم ولا اذا استغفروا اذا هم استغفروا ولكنهم لم يستغفروا ما كان الله يعذبهم وانت فيهم وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون لكن ما استغفروه ما استفروا ولا تابوا الى الله ولا رجعوا الى الله هذا القول قاله قتادة واختاره ابن جرير الطبري رجحه قال هذا هو الراجح وهو قوي جدا لان الله اخبر انه لن يعذبهم اذا كانوا يستغفرون الله. لكن هل كانوا يستغفرون او لا لا ما كانوا يستغفرون والقول الرابع قال الله قال له ما كان الله ليأدبهم وانت فيهم وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون قال اي يسلمون. والمراد ان الله علم انهم سيسلمون فلم يوقع بهم العذاب وهذا فيه نظر ولان الاسلام غير الاستغفار وان كان متظمن له ومنهم من قال ان المراد باستغفارهم الصلاة وهم يستغفرون ان يصلون ومن العلماء من قال هذه الاية منسوخة بالاية التي بعدها ومالهم الا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام خلف الاية منسوخة لكن هناك قاعدة في النسخ ذكرناها اكثر من مرة يا اخوان ان الاصل في الايات ايش الاحكام الاصل في القرآن الاحكام انزله الله عز وجل محكما ليعمل الناس به فمن قال هذه الاية منسوخة؟ نقول هات الدليل لابد من دليل صحيح صريح مع ان من قال بالنسخ هنا رد عليه ابن جرير الطبري بقوله وما كان الله ليعذبهم ويستغفرون هذا خبر. والاخبار لا يدخلها النسخ الاخبار لا يدخلها النسخ نسخ يكون في الاحكام اما اخبار يخبر الله عن امر ما يمكن ينسخ ولا يكون كذب تعالى الله عن ذلك ما يمكن الله اخبر عن قصة فرعون مع موسى لا يمكن تأتي اية تقول لا لم يقع هذا الاخبار ما فيها نسخ النسخ بالاحكام فالحاصل ان اظهر الاقوال ان الله عز وجل بين انه لن يعذب كفار قريش والنبي صلى الله عليه وسلم بين اظهرهم وما كان ليعذبهم اذا استغفروا الله لكن لم يستغفروا الله ولكن العبرة الان الان هذا في حق هذه الامة باقي الاستغفار باقي الى يومنا هذا ذهب الامان الاول وهو النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الامان الثاني وهو الاستغفار. فادرأوا عنكم عذاب الله جل وعلا باستغفاره جل وعلا ثم قال جل وعلا ومالهم الا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام هذا استفهام انكاره لماذا لا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام؟ ولهذا قال الطبري في تفسير الاية وما شأنهم وما يمنعهم ان يعذبهم الله وهم لا يستغفرون وما شأنهم وما يمنعهم ان يعذبهم الله وهم لا يستغفرون من كفرهم فيؤمنوا به وهم يصدون المؤمنين بالله ورسوله عن المسجد الحرام. ونحوه قول القرطبي قال وما لهم؟ اي وما يمنعهم من ان يعذبوا. اي انهم مستحقون للعذاب اه ونحوه تقريبا كلام الحافظ ابن كثير يقول يخبر تعالى انهم اهل لان يعذبهم ولكن لم يوقع ذلك بهم ببركة مقام النبي صلى الله عليه وسلم بين اظهرهم وانت فيهم ولهذا لما خرج من بين اظهرهم اوقع الله بهم بأسه يوم بدر اذا ومالهم ما هنا هي الاستفهامية والاستفهام انكاري وما لهم الا يعذبهم الله اي كفار قريش وهم يصدون عن المسجد الحرام يصدون عن بيت الله عن المسجد الحرام يصدون المؤمنين عنه ولهذا لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم في السنة السادسة عام الحديبية صدوه ومنعوه من دخول مكة وهم يصدون كل مؤمن وهذا العمل منهم يستحقون عليه عذاب الله ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه قال ومكن الله وما لهم الا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا اولياءه ما كانوا اولياء المسجد الحرام. لان اعمالهم تناقض الاعمال التي شرعها الله عند هذا المسجد الحرام فقد شرع الله اخلاص العبادة له جل وعلا وامر ابراهيم واسماعيل لما بني البيت ان يطهرا البيت. للطائفين والراكعين والعك في السجود. نعم والركع السجود. العاكفون والساجدون والطائفون واعظم نجاسة هو الشرك وقد علقوا الاصنام ثلاث مئة وستين صنما حول الكعبة وكانوا يدعون غير الله عند الكعبة وكانوا يذبحون على الانصاب النصب حجارة عند الكعبة وينظحون عليها الدماء يتقربون بذلك لغير الله. فما كانوا اولياءه لماذا؟ لان اولياء المسجد الحرام هم المتقون من اولياؤه الا المتقون الذين يتقون الله جل وعلا بالايمان به وطاعته وعدم معصيته فكفار قريش ما كانوا اولياء المسجد الحرام. وان كانوا هم تولوا عليه لكن ليسوا اولياؤه حقا هم مغتصبون ان اولياؤه في الحقيقة الا المتقون الذي المؤمنون الذين اتقوا ربهم وجعلوا بينهم وبين عذاب الله وقاية بفعل ما امرهم به واجتناب ما نهاهم عنه. واعظم ذلك اعظم ما امر الله جل وعلا به واعظم ما نهى الله عنه الشرك قال جل وعلا ولكن اكثرهم لا يعلمون يعني هناك من يعلم منهم الحق مثل ابو جهل وبعض قريش يعرفون انه الحق. وكثير منهم سواد يتبعون غيرهم فلا يعلمون الحق كثير منهم لكن هذا ليس بعذر لهم لان النبي صلى الله عليه وسلم قد اقام عليهم الحجة وانزل وازال عنهم الشبهة قال جل وعلا وما كانت صلاتهم عند البيت هذا يرد قد يقول قائل لماذا؟ ليسوا باولياء هم يصلون ايضا يصلون كفار قريش يصلون ويطوفون فقال الله جل وعلا وما كان صلاتهم عند البيت يعني ما كانت صلاة قريش عند البيت الا مكاء وتصديعه واكثر المفسرين على ان البكاء هو الصفير هو الصفير كانوا يصفرون اما ان يدخلوا اصابعهم في افواههم او يصفروا قالوا ومنه طائر المكة ومنه طائر المكاء يكون هو طائر له صفير يقال له المكالي صفيره فهم ما كانت صلاتهم عند البيت الا يصفرون تصفيرا والتصدية هي التصفيق كانوا يصفقون هذه صلاته تصفير وتصفيق قال بعض المفسرين انهم كانوا يفعلون ذلك استهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم اذا جاء يصلي يصفرون تشويشا عليه ويصفقون كذلك مما تشويش واما استهزاء فالحاصل انه لم تكن صلاتهم الصلاة الصلاة التي شرعها الله وانما كانت لعب كان بكاء وتصدية صفير وتصفيق اذا ليسوا باولياءه وانما اولياؤه المتقون قال جل وعلا فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون فذوقوا العذاب قال جمع من المفسرين المراد به ما اصابهم يوم بدر ذوقوا العذاب وهو ما اصابهم من القتل والسبي يوم بدر فذوقوه وذوقوا طعمه بما كنتم تكفرون. بسبب كفركم لان الله لا يظلم الناس شيئا وما ينزل باحد عقوبة الا بسبب كسبه لانهم كانوا يكفرون بالله ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ثم قال ثم قال جل وعلا ان الذين ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله خبر من الله جل وعلا عن عمل اهل الكتاب عن عمل الكفار وحقيقة ما يؤول اليه عملهم. فقال ان الذين كفروا بالله جل وعلا وهم المشركون ينفقون اموالهم فيبذلون اموالا طائلة لما جاءوا الى بدر همفقوا اموال طائلة ونحروا وتجهزوا واعدوا ينفقون اموالهم. لماذا؟ اللام لام التعليل ليصدوا عن سبيل الله يصدوا الناس يمنع الناس من الدخول في دين الله عز وجل ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها. سينفقون هذه الاموال ثم تكون عليهم حسرة سينفقونها كما يفعل الكفار الان. كم ينفقون من الاموال في القضاء على الاسلام او منع الاسلام من الانتشار؟ وكم يفعلون؟ ظد الاسلام ولكن يقال له فسيفيقونه ستنفقونها ثم تكون عليكم حسرة اي ندامة بل هو اشد الندامة لا سلمت الاموال بل انفقت وسيعذبون بهذه الاموال وعلى هذه الاموال وعلى هذا الفعل فيندمون على ذلك اشد الندم قال جل وعلا ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون فوق ذلك. لا اله الا الله. الامر لله. والله غالب على امره الذي طمأنة لاهل الايمان واهل الاسلام مهما رأيت من الشر ما يحاك بالاسلام الله سينصر دينه ولهذا يقول الله جل وعلا في اية اخرى كتب الله لاغلبن انا رسلي وقال جل وعلا وان جندنا لهم الغالبون هذا وعد من الله جل وعلا ان الكفار سينفقون الاموال من اجل الصد والمنع واضعاف الاسلام فسينهقون هذه الاموال ويبذلون ما يعتقدونه سببا لمرادهم ولكن سيخيب الله امالهم ستنفق الاموال ثم تكونوا ام نفقتهم هذه حسرة وندامة عليهم في الدنيا والاخرة ثم سيغلبون ويظهر الله دينه وجنده ثم يحشرون الى جهنم والذين كفروا الى جهنم يحشرون يجمعون يوم القيامة الحشر يوم القيامة فيجمعون ثم يكونون الى النار خالدين فيها ابدا وهذا في الحقيقة يتضمن حث المؤمنين يا اخوان على الانفاق في سبيل الله الانفاق في نصرة الدين انصر دينك يا عبد الله بما تستطيع انصر دينك انظر ماذا يعمل اعداء الله والمؤمنون والمسلمون يرجون ما لا يرجون يرجو المسلمون ما لا يرجوه هؤلاء يرجون الله والدار الاخرة فقدم من مالك يا اخي انصر دينك شارك في حلقة تحفيظ القرآن او في اقامة دورة علمية او في نشر كتاب نافع او نشر محاضرات نافعة او مساعدة مساعدة نشر العلم وفي بذل الخير هذا من نصرة الدين قال جل وعلا وابشر بالثواب العظيم عند الله جل وعلا. قال الله جل وعلا ليميز الله الخبيث من الطيب قال ابن جرير فيحشرهم جل وعلا يوم القيامة ويجمعهم ليميز ليفرق الله بين الخبيث والطيب فالخبيث هو الكافر والطيب هو المؤمن وعلى هذا درج ابن جرير ونحوه ابن كثير ايضا والشوكاني قال الخبيث بالطيب المراد بها الاعمال الاعمال والسياق يقتضي ان المراد به الاشخاص لان السياق مع كفار قريش هذه الايات كلها تتحدث عن كفار قريش ولهذا يقول ابن جرير ويجعل الكفار بعضهم فوق بعض فيركمه قال فيجعلهم ركاما وهو ان يجمع بعضهم فوق بعض حتى يكثروا ثم يلقيهم في النار والله على كل شيء قدير فالخبيث هو الكابر والطيب هو المؤمن. وقيل الخبيث هم اهل الشقاوة والطيب هم اهل السعادة. وقيل بالاعمال والاقوال متلازمة. لان المعنى لا يختلف سواء قلنا العامل او عمله فالله له حكم عظيمة فمنها ليميز ويفرق بين الحق ويمحص بين الخبيث والطيب بين المؤمن والكافر قال ويجعل الخبيث بعضه على بعض يجعل الخبيث وهو الجنس الخبيث او الصنف الخبيث وهم الكفار بعضه على بعض نعوذ بالله يرقمهم بعضهما فيرقمه جميعا يجمعه جميعا ويلقيه فيجعله في جهنم يجمع ثم يركب ويلقى في النار. في نار جهنم اولئك هم الخاسرون. هذا دليل ان اولئك هذا دليل ان المراد به الاشخاص انفسهم الكفار انفسهم. لانه قال اولئك هم الخاسرون هذا عائد على على العامل على الكفار وليس على العمل ولهذا رجح ابن جرير ورجح ابن كثير ان الخبيث هو الطيب المراد به هنا الكفار والمؤمنون الطيبون المؤمنون والخبثاء او الخبيث هم الكفرة فهم اولئك الذين هم الخاسرون الذين خسروا انفسهم. الخسارة الحقيقية لأنهم ادوا بها الى العمل الذي اوصلها الى النار والى الخلود في النار نعوذ بالله. اي خسارة اعظم من هذا خسرت الدنيا تعوض لكن تلك هي هي الخسارة الكبرى ابن كثير رحمه الله ذكر بعض الاقوال في اسماء هؤلاء من هو الخبيث ومن هو الطيب ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وخاصة اننا نحتاج الى يعني الاسراع في تفسير هذه الايات. قال جل وعلا قل للذين كفروا قل للذين كهروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف. وان يعودوا فقد مضت سنة الاولين سبحان الله ما ارحم الله قل للذين كفروا وفعلوا هذه الافاعيل وقاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم وصدوا عن المسجد الحرام. وكفروا بالله جل وعلا وفعلوا ما فعلوا ان ينتهوا عن كفرهم وضلالهم يغفر لهم ينتهوا فيسلموا. لان الاسلام يجب ما قبله تغفر لهم ذنوبهم السابقة سبحان الله ما ارحم الله جل وعلا. فهو الرحمن الرحيم كم فتح باب التوبة يا ام يعمل العبد ما يعمل من الذنوب والمعاصي فاذا تاب الى الله غفر الله له الذنوب الماظية بل قد يبدل سيئاتهم حسنات كما اخبر جل وعلا في سورة ولا يهلك على الله الا هالك وان يعودوا الى ما كانوا عليه ويبقون على كفرهم ويستمروا فيه فقد مضت سنة الاولين وهي والمراد بالاولية عن الامم السالفة السابقة. وقد مضت سنتهم وطريقتهم ان الله يعذبهم ويأخذهم اخذ عزيز مقتدر فاما تابوا فان لم يتوبوا وبقوا على كفرهم مضت سنة الاولين وهو اخذ الله للكفرة واهلاكهم بالعذاب وهذا تهديد شديد قال جل وعلا وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة قاتلوهم اي قاتلوا الكفار فيدخل فيه كفار قريش دخول الاولين وكل كافر وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ومعنى فتنة الشرك حتى لا يكون شرك اذا يقاتل الكفار الى متى الى ان تنتهي الفتنة الى ان يسلموا ويدخلوا في الدين وهذا طبعا الكفار المحاربين. اما من لهم عهد وذمة يبقون على عهدهم وذمتهم والجهاد ايضا مشروع بضوابط معروفة معلومة عند اهل العلم لابد من راية امام ولابد من سواد المسلمين ولابد من قوة يكون عندهم ويغلب على ظنهم انهم ينتصرون على العدو فالحاصل ان الله جل وعلا امر بقتال الكفار حتى لا تكون فتنة والفتنة هي الشرك الفتنة هي الشرك وهي اعظم فتنة ويفسره ايضا قوله ويكون الدين كله لله حتى لا يكون شرك ويكون الدين كله لله اي يدخل الناس في الدين يخلصون لله يعبدون الله وحده لا شريك له. لا يتدينون لاحد ال سواه ولا يصرفون شيئا من عباداتهم لا للاوثان ولا للاصنام بل يعبدون الله وحده لا شريك له كما قال جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين قال جل وعلا فان انتهوا فان الله بما يعملون بصير يعني انت اهو عن شركهم وكفرهم فان الله بصير باعمالهم واعمال غيرهم فيبصرهم يراهم ويعلم ما هم عليه وسيكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم الجنة وان ابوا فالله جل وعلا مطلع عليهم ويراهم واعمالهم وسيجازي كل عامل بما بما عمل ان خيرا فخير وان شرا فشر. ثم قال جل وعلا وان تولوا اي اعرضوا عن الدين ولم يدخلوا في دين الله وبقوا على شركهم فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير فان اعرض هؤلاء الكفار وادبروا ولم يدخلوا في الدين حتى بعد قتالهم فاعلموا ان الله مولاكم اي هو ناصركم وهو المتولي لاموركم فهو ينصركم عليهم وهو الذي يدبر اموركم ويتولاها جل وعلا فنعم المولى نعم صفة مدح نعم المولى ربنا جل وعلا فهو خير مولى وخير معين وخير ناصر ونعم النصير الذي ينصر جنده وينصر اولياءه على اعدائهم كما مر معنا في غزوة بدر كيف نصر نبيه صلى الله عليه وسلم واصحابه مع ما هم فيه من قلة العدد والعدة على قوم جاءوا مدججين بالسلاح مع كثرة عددهم وعددهم ثم قال جل وعلا واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسا واعلموا ايها المؤمنون ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسا والغنيمة هي المال المأخوذ من الكفار بايجاف الخير والركاب. المال المأخوذ من الكفار عن طريق القتال عن طريق قتالهم بالخير والركاب او حتى في هذه الازمنة بالالات الحديثة هل مهم ان الغنيمة هي المال الذي يحوزه المسلمون من الكفار بعد مباشرة قتالهم؟ هذي الغنيمة واما الفيء فهو المال الذي يحصل عليه الامام من الكفار من غير قتال ما هناك ايجاف ولا قتال فيتصالح الكفار كما فعلت بنو قريظة او غيرهم كذلك كما فعل قبلهم بني النظير يتصالحون مع النبي صلى الله عليه وسلم تصالحوا مع النبي صلى الله عليه وسلم قالوا خذ قال لهم خذوا فقط خذوا ما عدا السلاح الكراع فكانوا يأخذون وتركوا ارضهم مزارعهم تركوا سلاحهم هذا ما هو ما هو بغنيمة هذا ليس غنيمة هذا فيه فعل الله به على نبيه صلى الله عليه وسلم لانه حصل من غير قتال قال واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خموسا دلت هذه الاية ان الغنيمة وهي المال الذي يؤخذ من الكفار عن طريق القتال يجعل خمسة اخماس اربعة اخماس منه تقسم على المقاتلين. على المجاهدين الذين شاركوا في الجهاد وخمس منه يقسم خمسة اخماس وهي وهو ما عناه بقوله فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل لكن لو تأملنا هنا نجد ان الاقسام كم ستة لله ولرسوله ولذو القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فقال بعضهم انه يقسم على الستة اقسام. فيجعل لله من هذا الخمس اجعل له سدس وهذا يكون للكعبة يصرف في مصالح بيت الله قال بهذا بعض المفسرين وقال بعض المفسرين بل خمس الله ورسوله واحد وانما ذكر الله جل وعلا هنا لافتتاح الكلام باسمه تبركا وتيمنا الله له الدنيا والاخرة فانما ذكر اسمه هنا من باب التبرك بذكر اسمه لان اسمه يجعل الشيء مباركا وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ما ما اخرج خمسا وقال هذا لله او ارسله للكعبة فهو خمس واحد فصار على هذه القسمة يقسم خمسة اقسام لا لا اشكال. قسم للرسول صلى الله عليه وسلم وقسم لاولي القربى وقسم اليتامى وقسم والمساكين وقسم لابن السبيل وهذا هو اصح الاقوال وبعض المفسرين قال ان هذا الخمس الخمس الذي لله جل وعلا يضاف لاولي القربى لله خمس لكن يعطى ذوي القربى يقسم الخمس على اربعة وهناك من قال غير هذا القول المؤلف ذكر خمسة اقوال او نحو من هذا لكن اصحه يا اخوان انها خمسة اخماس والله سماه الخمس وخمس الله ورسوله واحد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصرفه في ما يراه كان ينفق على نفسه منه وعلى اهل بيته ولما تولاه ابو بكر وعمر بعد ذلك كانوا كذلك ينفقون منه في وجوه الخير ومصالح المسلمين ثم بعد ذلك عطل الخمس اذا فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى والمراد بذو القربى اي ذوي قربى النبي صلى الله عليه وسلم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم وهم بنو هاشم وبنو مطلب لان عبد مناف له اربعة ابناء ابدأ مناف له اربعة ابناء نوفل وشمس والمطلب وهاشم كلهم اخوة لكن بن المطلب وبنو هاشم دون بقية اخوتي ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما افترقنا واياهم يقصد بني عبد المطلب. بني المطلب لا في جاهلية ولا اسلام. حتى انهم دخلوا الشعب معه لما حاصره كفار قريش فدخل الشم مع النبي صلى الله عليه وسلم بن عبد المطلب دخلوا مع بني هاشم الا رجالا منهم اذا ال البيت او قرابة النبي صلى قرابة النبي صلى الله عليه وسلم اولي القربى المراد بهم بنو هاشم وبنو المطلب كون خمسا يغنيهم عن الناس لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الزكاة لا تحل لال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هي اوساخ الناس ولهذا ما كان يعطي قرابته من بني هاشم ولا بني المطلب ما كان يعطيهم من الزكاة طيب موجود الان من هم اشرف يسمون انفسهم اشراف يعني من بيت النبوة. وان كان هذا دخله فيه الحق وفيه الباطل لكن هل يعطى ال البيت الان من الزكاة ولا لا؟ اذا كان مسكينا منهم من قال ما يعطون لان لهم خمس يخصهم. والله اعطى اولو القربى نصيب يأخذون من نصيبهم. وقال شيخ الاسلام ابن تيمية ورجحه شيخنا الشيخ ابن باز شيخنا الشيخ ابن عثيمين وغيرهم من اهل العلم ان ال البيت لما تعطل الخمس يعطون من الزكاة الان لانه عطل الخمس الذي كانوا يستغنون به فلا نجمع عليهم بين فقر هو قلة ذاتية ولا نعطيه. لكن لما في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان لهم خمس يجزيهم عن الزكاة يستغنون به عن الزكاة فلا يجوز اعطاؤهم اما الان ما هناك خمس يعطون منه فيجوز لهم ان يأخذوا الزكاة اذا كانوا مستحقين لها قال جل وعلا واليتامى وهو جمع يتيم وهو كل من فقد اباه قبل البلوغ والمساكين وهو كل من اسكنه ذل الحاجة فلا يجد ما يكفيه والمسكين والفقير يجتمعان ويفترقان فلا فما دام انه ذكر المسكين هنا فالمراد به المسكين الذي يجد شيئا لا يكفي لحاجته والفقير المعدم كذلك لكن اذا ذكر المسكين والفقير كما سيأتي في سورة براءة انما الصدقات للفقراء والمساكين. فالفقير المعدم الذي لا يجد الا شيئا قليلا او لا يجدوا شيئا. والمسكين من يجد شيئا لكن لا يكفي لحاجته قال جل وعلا واما السفينة فكانت المساكين يعملون في البحر لهم سفينة ومع ذلك هم مساكين فالمراد هنا ما ذكر للمسكين فيشمل المسكين والفقير. لو ما ذكر للفقير اسمه الفقير والمسكين. اذا ذكرا معا في نص واحد افترقا. ولهذا يقول الفقير هو المسكين مثل الايمان والاسلام اذا اجتمع افترق واذا افترقا اجتمعا قال جل وعلا وابن السبيل والمراد به المسافر المراد به مسافر ولو كان غنيا في بلده لكنه لما سافر فقد ماله فانه يعطى من الزكاة ما يكفيه وكذلك يعطى من الغنيمة ما يكفيه والان قد يسر الله امور الناس حتى ولو انه في غير بلده وفقد المال الذي معه يستطيع ان يستجلب او يجلب ما له عن طريق البنك او عن طرق اخرى. فمن يجد غناء يستغني به لا يعطى لا من الزكاة ولا من الغنيمة واما اذا لم يجد شيئا او ذهبت امواله كلها فانه يعطى من الزكاة او من الغنيمة ما يكفيه حتى يصل الى اهله قال جل وعلا ان صنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يعني ارضوا بهذه القسمة وقسموا الغنيمة الغنائم وفق هذا التقسيم. اربعة اخماس لكم ايها المجاهدون وخمس يقسم خمسة اقسام ان كنتم هذا شرط ان امتثلتم ما امرناكم به ان كنتم امنتم بالله حقا لانه انما يستجيب المؤمن يا ايها الذين امنوا ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا ما انزلنا على عبدنا قال كثير المفسرين المراد به القرآن وقال بعضهم بل المراد به الملائكة لانه قال يوم الفرقان ويوم الفرقان هو يوم بدر لان الله فرق فيه بين الحق والباطل والذي يظهر لا مانع من حمل ان حمل الاية على المعنيين وامنت نعم امنت بالله وامنتم بما نزلنا على نبينا من القرآن في معركة بدر وكذلك ما انزلنا من السماء من الملائكة نصرة لنبينا وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان ويوم الفرقان هو يوم بدر لان الله فرق فيه بين الحق والباطل يوم التقى الجمعان جمع المؤمنين وجمع الكافرين والله على كل شيء قدير جل وعلا. لا يعجزه شيء فهو الذي اذا اراد امرا قال له كن فيكن. وهو الذي اذا اراد امرا هيأ اسبابه فهو القدير على كل شيء جل وعلا وهذا يقتضي التعلق بي والاعتماد عليه لانه على كل شيء قدير مهما يكن فالله عليه قدير والامر له وله ما في السماوات وما في الارض لا يعجزه شيء جل وعلا ثم قال الله جل وعلا اذ انتم بالعدوة الدنيا اذ انتم قلنا ان اكثر من مرة ان اذ ظرفية زمنية اي واذكروا حين او زمن كنتم بالعدوة الدنيا والعدوة مثلثة العين تقول العدوة والعدوى والعدوة والقرآن جاء بالظم العدوة هي ظفء هي غفة الوادي او طرف الوادي وشاطئه والمراد به العدوة الدنيا هنا طرف وادي بدر وادي بدر له ظفتان وعدوتان فالمؤمنون كانوا على طرفه وعدوته وضفته التي جهة المدينة العدوة الدنيا القربى والكافرون كانوا على العدوة وعلى طرفه الاقصى البعيد الذي جهة مكة فالله يقرر عباده ويذكرهم اذ انتم بالعدوة الدنيا من الدنو القربى من جهة المدينة وهم اي كفار قريش بالعدوة القصوى التي البعد من جهة مكة والركب اسفل منكم وهو ركب وابي سفيان العير التي عليها تجارة قريش لما حس بالنبي صلى الله عليه وسلم لما ورد ماء بدر فر بها الى السيف الى البحر فالتقى النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه بكفار قريش قال جل وعلا والركب اسفل منكم ولو توعدتم لاختلفتم في الميعاد لو توعدتم انتم واهل مكة على ان تلتقوا في هذا المكان لا اختلفتم في الميعاد ولكن الله جمع بينكم على غير ميعاد قال ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا. ولكن جمع الله بينكم وبينهم ليقضي الله امرا كان مفعوله وهو نصره لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين وكسره وهزيمته لكفار قريش ودحض الكفر واهله لانه عليم حكيم جل وعلا قال ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا. هذا الامر لا بد ان يقع. وهو نصر المؤمنين في غزوة بدر وقتل الكافرين. مفعولا لابد ان لان الله قد تقوى وقدره. ثم قال جل وعلا ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة قال الطبري ليموت من مات من خلقه عن حجة لله قد اثبتت له وقطعت عذره هذا معنى لاهلك من هلك عن بينة يعني عن حجة قامت عليه وبينة ودلائل فعرف الحق وهلك وهو يعرف ويعلم انه على الباطل وان وان الصحيح هو دين الله الذي لم يدخل فيه ويحيى من حي عن بينة يحيى من حي الانبياء قال ابن جرير وليحيى ويحيى من حيا قال وليعيش من عاش منهم عن حجة لله قد اثبتت له وظهرت لعينه فعلمها جمع بينكم وبين عدوكم على غير ميعاد اذا المراد بالحياة هنا والموت المراد به الايمان والكفر فمن هلك اهلكه الله هلك عن بينة سواء قلنا ان المراد به القتل في غزوة بدر او او بعد ذلك مات على الكفر. فمن هلك انما يهلك عن بينة. حجة الله قائمة على الخلق بينة واظحة ويحيى منحية ام بينة. يعرف ايظا حقيقة الامر. ولهذا نصر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين يوم بدر هذه هذه فارقة وفاصلة في الاسلام بل تبين بعدها حتى للكفار والمنافقين ان دين النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق تبين لهم الامر حق التبين قال جل وعلا ويهلك من هلك نعم ويحيى من حي عن بينة وان الله لسميع عليم سمعوا لاقوالكم ولكل شيء وعليم بكم وبهم فاحيا من حي عن بينة واهلك من هلك عن بينة ويقول ابن كثير في تفسير قوله ليهلك من هلك عن بين ويحيى من حي عن بينة قال محمد ابن اسحاق اي ليكفر من كفر بعد الحجة لما رأى او لما رأى من الاية والعبرة ويؤمن من امن على مثل ذلك. قال وهذا تفسير جيد وبسط ذلك انه تعالى انما جمعكم مع عدوكم في مكان واحد على غير ميعاد لينصركم عليهم ويرفع كلمة الحق على الباطل ليصير الامر ظاهرا والحجة قاطعة والبراهين ساطعة ولا يبقى لاحد حجة ولا شبهة فحينئذ يهلك من هلك عن ان يستمر في الكفر من استمر فيه على بصيرة من امره انه مبطل لقيام الحجة عليه ويحيا من حي ان يؤمن من امن عن بينة اي حجة وبصيرة اي حجة وبصيرة ثم قال والايمان حياة القلوب نعم هو الحياة الحقيقية او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس هو الحياة الحقيقية ثم قال جل وعلا اذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو اراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الامر ولكن الله سلم انه عليم بذات الصدور بذوريكم اي واذكر حين يريكهم الله في من امك هذه رؤيا من ام فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم رأى كفار قريش عددهم قليل وهذا عليه جمهور اهل العلم ان الرؤيا رؤيا من ام وقال الحسن الرؤيا هنا رؤيا عين رأيتهم بعينك وهذا لا شك سيأتي لكن الاية واضحة يا اخوان هنا قال اذ يريكهم الله في منامك خلاص ما نحتاج نقول بعينك خالف نص القرآن فرآهم النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ورأى عددهم قليلا قال ولو اراكهم كثيرا لو رأيتهم عددهم كثير واخبرت اصحابك بذلك لفشلتم. والفشل هو الجبن والوهن والضعف كان هذا سبب يؤدي الى فشلكم وجبنكم وظعفكم لو رأيتم عددهم كبير كيف نقاتلهم لفشلتم ولتنازعتم في الامر. والتنازع هو الاختلاف فاختلفتم في امركم ومنهم من يقول نريد نقادهم يقول لا نرجع ولا نقاتلهم. فيحصل بينكم اختلاف. هذه من اعظم نعم الله عز وجل على العباد. ان تجتمع قلوب على الطاعة وان يسلموا من الفشل والا هذا اعظم ما تضرب به الدعوة الى الله جل وعلا تنازع الذي يؤدي الى الفشل وذهاب الريح قال جل وعلا ولكن الله سلم قال ابن عباس سلم الله لهم امرهم حتى اظهرهم على عدوهم وقال ابن جرير مختارا لهذا القول وشارحا له وهو ان الله سلم القوم بما ارى نبيه صلى الله عليه وسلم في منامه من الفشل والتنازع حتى قوي قلوبهم واجترعوا على حرب عدوهم وقال القرطبي سلمكم من المخالفة وذكر عن ابن عباس سلمكم من الفشل وقال القرطبي يحتمل انه سلمهما سلمكم الفشل والمخالفة. ولا شك ان هذا هو الصحيح فالله سلم نبيه وصلى الله عليه وسلم والمؤمنين من الفشل والتنازع قال ولكن الله سلم اي سلم من ذلك انه عليم بذات الصدور علموا بما في قلوب العباد وعلمه محيط بكل شيء وهو عالم بمن يستحق نصره وتثبيته وعدم حصول النزاع والفشل منهم وعليم باعدائهم والذين يستحقون ذلك بكفرهم وضلالهم. ثم قال جل وعلا واذ يريكموهم اذ التقيتم في اعينكم قليلا واذكروا حين يريكم لما التقى الصفان قلل الكافرين في اعين المؤمنين وقلل المؤمنين في اعين الكافرين ولهذا يقول احد الصحابة قال لما رأينا لما اصطففنا للقتال قلت لصاحبي اتراهم يبلغون سبعين وحديث عبد الله بن مسعود قال لقد قللوا في اعيننا يوم بدر حتى قلت لرجل الى جنبي تراهم سبعين ترى عددهم سبعين قال لا بل هم مئة حتى اخذنا رجلا منه فسألناه فقال كنا الفا رواه ابن ابي حاتم اذا قلل الله الكافرين في اعين المؤمنين لاجل ان يجرؤوا عليهم وينشطوا لقتالهم ويطمع فيهم وقلل الله الكاذب المؤمنين في اعين الكافرين ايضا ليهاجموا المسلمين ويقاتلوهم لماذا كل ذلك ليقضي الله امرا كان مفعولا سبحانه وتعالى كل افعاله لحكمة عظيمة كل ما يقع في هذا الكون لحكمة عظيمة ما خلق الله شي هكذا بلا حكمة او سفه او عبث تعالى الله عن ذلك قال ليقضي الله امرا كان مفعولا. وهو نصركم عليهم قتاله اولا قتالكم لهم ونصركم عليه قال والى الله ترجع الامور ترد الامور الى الله وكل شيء بقضاء وقدر. كل الامور مردها الى الله لا يقع شيء الا بامره. وقضائه وقدره لكن هنا هذه الاية واذ يريكمهم اذ التقيتم في اعينكم قليلا ويقللكم في اعينهم في اية اخرى قال بسورة ال عمران مرت معنا قد كان لكم اية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين اليس بين الايتين تعارض؟ اية تقول يقللكم في اعينهم ويقلل في اعينكم ايات تخبر انه جعلهم يرونهم مثليهم ضعفهم مرتين رأي العين يرون باعينهم انهم قدر عددهم الحقيقي مرتين كثرهم ما قللهم وهنا يقول قل قللهم وهناك يقول كثرهم هذا ما يسميه العلماء موهم التعارض مهم التعارف هناك ما يوهم التعارض في القرآن. لكن الحقيقة لا تعارض في القرآن وانما هذا يقوم في ذهن الانسان ومن احسن الكتب في هذا رسالة الشيخ الامين الشنقيطي رحمه الله صاحب اضواء اضواء البيان اسمها دفع ايهام الاضطراب عن اي الكتاب دفع ايهام الاضطراب على اي الكتاب. رسالة لطيفة جمعت بين الايات التي ظاهرها التعارض ولهذا يجمع ابن كثير هنا ويقول ومعنى هذه الاية ويريكمهم اني التقيته في اعينكم قليلا ويقللكم في اعينهم قال ومعنى هذا انه تعالى اغرى كلا الفريقين بالاخر وقلله في عينه ليطمع ابي وذلك عند المواجهة فلما التحم القتال وايد الله المؤمنين بالف من الملائكة مردفين بقي حزب الكفار يرى حزب الايمان ضعفيه كما قال تعالى قد كان لكم اية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين فان كلا منها قال وهذا هو الجمع بين هاتين الايتين فان كلا منهما حق وصدق ولله الحمد والمنة اذا الله قلل لهم قبل بداية المعركة قبل ان تبدأ المعركة كل يرى الطرف الاخر قليل فينشق لقتاله ويتقدم فلما بدأت المعركة نزل الرعب في قلوب المشركين فرأوا المؤمنين ضعفي ما هم عليه ثلاث مئة رأوهم ست مئة وهذا من نصر الله عز وجل وتأييده لعباده المؤمنين ولا تعارض بين الايتين فكل يحمل على حال. قال جل وعلا نعم ليقضي الله وكان نعم ليقضي الله امرا كان مفعولا قال بعض المفسرين وهو قتال بعضكم قتال بعضكم لبعض واظهاركم واظهاركم ايها المؤمنون على اعدائكم من المشركين والظفر بهم لاجل ان تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى. ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا اذا بقي ربع ساعة نبهونا يا اخوان على الاذان طبعا باقي اكثر من ربع ساعة اي وان تجاوزت شيئا من الايات فنبهوني عليه يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا هذا كما قال ابن كثير قال هذا تعليم من الله تعالى لعباده المؤمنين اداب اللقاء وطريق الشجاعة عند مواجهة الاعداء ادب من اداب الحرب يؤدب الله به عباده المؤمنين. فقال يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة اذا لقيتم اي صادفتم وتواجهتم حصلت مواجهة بينكم وبين فئة جماعة من الكفار من اعدائكم فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون هذا من اداب الجهاد واداب الحرب وهذا من اسباب النصر الثبات عند لقاء الاداء والاكثار من ذكر الله عز وجل وعدم الانهزام اثبت واصبر وايضا الاكثار من ذكر الله وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر نصبوا له عريشا وما زال يدعو ويناشد ربه اللهم وعدك الذي وعدتني او نصرك الذي وعدتني اللهم ان تهلك هذه العصابة العصابة لا تعبد اللهم نصرك ويسقط الرداء عن كتفيه مرارا وابو بكر يرفعه رضي الله عنه ويقول كفاك مناشدتك ربك اذا الاكثار من ذكر الله عز وجل هذه من اسباب النصر على الاعداء لكن ايضا بدون صخب لكن بسكينة دون صياح ولا صخب يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا كثيرة وليس قليلا اذكروا الله كثيرا لان هذا من اسباب النصر من اسباب الثبات. الا بذكر الله تطمئن القلوب. والانسان مركب على قلبه قال جل وعلا لعلكم تفلحون قال الطبري لعلكم تفلحون كي ما تنجحوا فتظهروا بعدوكم ويرزقكم الله النصر والظفر عليهم تفلحون يعني من الفلاح حصول ما تريدون تفلحون فتنتصرون على عدوكم بسبب الصبر والذكر لله جل وعلا وذكر الله كثيرا ثم قال جل وعلا واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين اطيعوا الله ورسوله لان السعادة والنجاة في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه واله وسلم في زمن الصحابة والى يومنا هذا والى يوم القيامة السعادة بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمن يجب عليه وجوبا لا خيار له. ان يطيع الله ورسوله كما حكى الله عز وجل حال المؤمنين اذا امرهم الله ورسوله ماذا يقولون سمعنا واطعنا واسمعوا واطيعوا واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا تنازع الاختلاف فتفشلوا وتذهب ريحكم وهذا في كل وقت مأمور الانسان بالحذر من الاختلاف والتنازع والمشاقة وايضا مما يؤد والحذر مما يؤدي الى اسباب الفشل وتذهب وتذهب ريحكم اي قوتكم ونصركم كما يقال الريح لفلان اذا كان عاليا في الامر وهذه يا اخوان في كل وقت واوان. انظروا ماذا يحل بالمسلمين. وما يحل باصحاب المنهج السوي اذا اختلفوا ماذا يحصل والله تنازع هو تقاذف وبغضاء وفشل ضعف في الدعوة وتراجع في الدعوة الى الله جل وعلا ويشتغلون بانفسهم وهذا من كيد الشيطان والا الاختلاف لا بد منه لكن يعرض على الكتاب والسنة بفهم سلف الامة. كيف كانوا يتعاملون مع الخلاف الذي يحصل يقتربون ثم يتفقون ولا يحملهم الخلاف على البغضاء والعداوة والتنابز والتطاعن طعن هذا من كيد الشيطان والله المستعان قال جل وعلا واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم اي قوتكم ونصركم واصبروا ان الله مع الصابرين. اصبر يا اخي على امرك وعلى شأنك وعلى دينك فان الله مع الصابرين هذه معية خاصة مع الصابرين بتوفيقه وتحقيق مآربهم ومقاصدهم فهو معهم جل وعلا معية خاصة وليس المعية العامة لانها لجميع الخلق المعية العامة اذا اطيعوا الله ورسوله خذوا هذه الوصايا يا شباب اطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين هذه هي طرق السلامة واداب السلامة والمنهج الذي يسلم به المسلمون من التنازع والفشل لابد من هذا لنكون امة واحدة لان المنهج السلفي وهو منهج اهل السنة والجماعة هو دين الله هو دين الله الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه لا يزال صافيا لم يشب بالبدع وان يدخل فيه ما ليس من الدين سواء من حيث الاهتمامات او من حيث طريق الدعوة او ما يرجم مآلات الامور من كان على ما انا عليه اليوم واصحابي لكن نزغ الشيطان بين المؤمنين لانه عدو مبين. والله المستعان ثم قال الله جل وعلا ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس لا تكونوا ايها المؤمنين ايها المؤمنون مثل كفار قريش الذين خرجوا من ديارهم من مكة الى بدر رئ بطرا اي دفعا للحق. كبرا ودفعا للحق وارادة القضاء عليه ورئائا مفاخرة كما قال ابو جهل لما قال لهم ابو سفيان ان العيرة قد نجت. فارجعوا كانوا قد جاءوا الى بدر. قالوا والله لا نرجع حتى ننزل بدر ونشرب الخمر وتعزف علينا القيام وتسامعوا بنا العرب ولا يزالون يهابوننا اذا خرجوا رياء ودفعا بالحق بطرا ذكر هو غمط الحق ردوا هم يريدون الحق يريدون منع الحق الذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم يريدون القضاء على دين الله هل الدين الحقيقي وكذلك هم راؤون دوي دني يسمع بهم الناس فاحالهم الله الغداة ولله الامر من قبل ومن بعد. قال ويصدون عن سبيل الله ايضا خرجوا ليصدوا ويمنعوا الناس عن سبيل الله وهو دين الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه واله وسلم ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط اي عالم بما جاءوا له وبما جاءوا به كما قال ابن كثير قال اي عالم بما جاءوا له وبه ما جاءوا له وبه ولذلك جازاهم على ذلك شر الجزاء لانه محيط باعمالهم واعمال قلوبهم وماذا يريدون؟ وما قصدهم فاوقع بهم العذاب. ثم قال جل وعلا واذ زين لهم الشيطان اعمالهم. واذكر حين وقت او زمن زين لهم اي لكفار قريش زين لهم الشيطان وهو ابليس اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم وذلك كما ثبت بالاسانيد الصحيحة ان ابليس جاء يوم بدر على صورة سراقة بن مالك فقال اني جار لكم ما زال يحضهم ويحثهم ويهون شأن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه عدو الله وقال اني جار لكم من بني بكر لان بني بكر كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حلف للنبي صلى الله عليه وسلم فخشية قريش ان بني بكر حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم يهجمون عليهم فيكونون في ظهرهم والنبي صلى الله عليه وسلم في وجوههم فقال لهم ابليس اني جار لكم انا اجيركم وامنع بني بكر. انا متظمن ما يأتونكم وهذا معنى قوله جل وعلا واني جار لكم اي منهم من بني بكر وقيل من كنانة. على كل حال مين؟ من القوم الذين يخسرون قريش ان يعتدوا عليهم. كل هذا من ابليس يريد يحثهم على القضاء. ابليس هو رأسهم الاول. هو يريد القضاء على دين الله. يريد القضاء على المؤمنين. يريد خذل الحق عدو الله قال واني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه فئة المؤمنين وفئة الكافرين. لما ترى اتى وبدأت المعركة ورأى الشيطان الملائكة نكص على عقبيه رجع مدبرا العقب يوم مؤخر القدم رجع العاقبة يعني تولى ادراجه فكان اول مقبل على النبي وعلى اصحابه يريد قتالهم فلما رأى الملائكة فر وادبر ورمى نفسه في البحر عدو الله وظن ان هذا هو اليوم الموعود الذي وعده الله اياه لان الشياطين ما تقدر على مواجهة الملائكة تفر منه ولهذا اقرأوا سورة البقرة في بيوتكم تفر الشياطين منها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه الشيطان. وفي بعض الالفاظ ان الشيطان لينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ثبت ان بعض الصحابة قرأ سورة البقرة وانها تنزلت الملائكة لقراءته وبعد ان انتهى من قراءته نظر الى السماء واذا امثال المصابيح لمبات مضيئة فقال النبي صلى الله عليه وسلم تلك الملائكة تنزلت لقراءة القرآن ولهذا يا اخوان اقول باذن الله لا يشقى الانسان اذا لزم القرآن عملا وقراءة المسلمون الا من رحم الله فيهم اعراض وغفلة عن القرآن القرآن قد يكون هو اخر حل عنده. اذا مرض ما يفكر او انه يقرأ على نفسه ويرقي نفسه. او يقرأ القرآن اذا ضاق صدره اذا نزلت به الهموم والغموم ذهب هنا وهنا يا عبد الله عليك بكتاب الله عليك بالقرآن يفرج الله جل وعلا بك هم به همك ويهون عنك المصاب ويشفيك من الادواء اذا قال الله جل وعلا فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال اني بريء منكم بئس الناصر والمعين تبرأ منهم الان لما اسلمهم للحرب وحثهم وحظهم وقلل المؤمنين باعينهم فا شرعوا في الحرب تبرأ منهم ونقص منهم. وهكذا الشيطان مع اتباعه يا اخوان الذين يطيعونه ويعصون الله عز وجل سيتبرأ منهم يوم القيامة ويفر منه فكيف يتخذ مثل هذا صديقا ومولى ويتبع ويطاع فان العاقبة ذميمة ولهذا ابن كثير علق تعليق جيد يعني يرجع اليه الحقيقة في هذا الباب لان الشيطان يتبرع حتى يوم القيامة من اتباعه ويقوم خطيبا فيهم ويتبرأ منهم فالواجب ان يعرف المسلم عدوه من صديقه وان يتعلق بالله ويتولى الله ورسوله والمؤمنين ويحذر من طاعة عدوه ان الشيطان لك معدوم فاتخذوه عدوا. قال الله جل وعلا وقال اي الشيطان اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون. رأى الملائكة على حقيقته اني اخاف الله والله شديد العقاب. اخاف الله ليس الخوف الذي يحمل على الايمان لا خوف ان ينزل الله به العقوبة. ولهذا قال والله شديد العقاب. فظن ان الله سبحانه وتعالى سيعاقبه كان معهم في هذا الوقت وظن ان هذا الوقت المعلوم الذي انظره الله اليه الى يوم الوقت المعلوم فخاف لكن ما هو الخوف الذي يحمل خوف التعبد الذي يحمله على طاعة الله؟ لا هو على كفره منطو وخوفه من ان الا به العقوبة وتنزل به العقوبة عدو الله. قال الله جل وعلا اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرظ غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فان الله عزيز حكيم هذه هذا مشكل اليس كذلك ها المنافقون سمى المنافقون سمى المنافقون والنفاق اصلا ما وقع الا بعد غزوة ودر بعد نزول هذه السورة اذا هل في مكة نفاق نقول نعم نعم فيها نفاق لكنه قليل قال الشعبي هم نفر كانوا ممن تكلم بالاسلام مع مشركي قريش ولم يستحكم الاسلام في قلوبهم نفر كانوا توجهوا للاسلام لكن ما ما ثبت في قلوبهم فلما خرجت قريش الى قتال النبي صلى الله عليه وسلم خرجوا معهم. فلما رأوا كثرة قريش وعدتهم ورأوا قلة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قوي النفاق في قلوبهم فقالوا غر هؤلاء دينهم اغتروا بدينهم غرهم دينهم اسلمهم الى الهلكة تقضي عليهم قريش دليل انهم نافقوا ولم يثبت الايمان في قلوبهم وهذا هو اظهر اقوال والله اعلم لان الله سماهم المنافقين وقال ابن عباس الذين نافقوا هنا هم ايش؟ هم المشركون انفسهم هم هم المشركون ولكن الحقيقة عند النظر في دلالة الالفاظ النفاق غير الشرك وغير الكفر في مصطلح الشارع بدلالة النصوص ولهذا الصواب قول الشعبي وبعض المفسرين ذكر اسماء اسماء اناس معينين سماهم ودائما العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فقال مجاهد هم فئة من قريش وذكر ابو قيس ابن الوليد ابن المغيرة وغيره فهما قولان والاظهر والله اعلم ان ان هناك نفاق في مكة لكن قليل وهذا النفاق بمكة هو قريب من النفاق الذي في المدينة وجدت ثم بعد ذلك نجم الذي في المدينة لكن في اول الامر لما كان النبي صلى الله عليه وسلم مقيم مكة ما كان هناك نفاق كان المغاربة للكفر واهله هذا في السنة الثانية من الهجرة وهذا هو هو الاظهر لان السياق كله يتحدث عن غزوة بدر وعما قاله الاطراف في في غزوة بدر اما عبد الله ابن ابي وغيره ما ما تكلموا في هذا. بل عبد الله بن ابي لما رأى نصرة الاسلام قال توجه هذا الامر اني اراه توجه فدخل قال جل وعلا اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرظ وهو مرض النفاق ومرض الكفر والشك غر هؤلاء دينهم غرموا محمدا صلى الله عليه وسلم واصحابه دينهم هو الذي حملهم على مقاتلة قريش وعلى ان يصيروا الى هذه الحالة التي سيقضي عليهم قريش لان الغرور هو الايقاع في المضرة بايهام المنفعة. فغرهم دينهم. اظن انه ينفعهم وهو لا ينفعهم. نعوذ بالله. هذا النفاق. قال جل وعلا يتوكل على الله فان الله عزيز حكيم وهذا وان كان اخبار لكنه امر وحث للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه كانه يقول توكلوا على الله فانه جل وعلا هو العزيز الحكيم العزيز الذي لا لا يغالب. ومن لجأ اليه اعزه وقواه. وهو جل وعلا الحكيم في كل ما شرع وقدر ومن ذلك لقاؤكم بهم وقتالكم لهم وقلة عددكم وكثرة عددهم فهو لحكمة يعلمها والتوكل على الله هو الاعتماد عليه وتفويض الامور اليه مع الاخذ بالاسباب ثم قال جل وعلا ولو ترى اذ يتوفى الذين ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق. ذلك بما قدمت ايديكم وان الله ليس بظلام للعبيد ولو ترى لو هنا هي الشرقية وجوابه محذوف ليذهب الذهن كل مذهب ولهذا قدرها بعض المفسرين ومنهم ابن كثير قال ولو عاينت يا محمد حال توف الملائكة ارواح الكفار لرأيت امرا عظيما هائلا فظيعا منكرا لانه قال ولو ترى اين جوابه ما ذكره؟ لكن قدروه ولو ترى يا نبينا حين توفى الملائكة للكفار لرأيت شيئا مخيفا مهيلا نعم اي نعم صحيح لرأيت شيئا مهيلا نعم اذا اكمل الاية ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة وهذا دليل على ان الملائكة يعني قال بعض المفسرين هذا في بدر لما توفت الملائكة الكفار يوم بدر كانوا يضربون وجوههم وادبارهم والله كريم يكني والادبار جمع دبر وهي الاستاه. والمؤخرات لكن الله كريم. يكني. هكذا يتأدب. يأتي بعبارات لطيفة هذا العبارات التي لا تليق او التي فيها بعض الاشياء ولهذا قال يضربون وجوههم وادبارهم ذوقوا وذوقوا عذاب الحريق. وقال ابن كثير بل الاية عامة. وهذا هو الصواب. يدخل فيها كفار قريش يوم بدر ويدخل فيها كل كافر. فانهم حينما تتوفاهم الملائكة غضبا وحنقا عليهم لكفرهم يضربون وجوههم وادبارهم. كما قال جل وعلا في اية اخرى فكيف اذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم؟ وكما قال جل وعلا ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة تباسط ايديهم اخرجوا انفسكم باسطوا ايديهم يعني بالظرب لهم نعوذ بالله وهذا اول الخزي او من اول ما يصيبهم عند خروج ارواحهم تضرب وجوههم وادبارهم وتنزع ارواحهم من اجسادهم كما ينتزع السفود من الصوف المبلول كما جاء في الحديث السفود حديدة معقوفة معقوفة الرؤوس اذا ادخلت في الصوف الذي وضع في الماء ونفش لا تخرج الا وتخرج الكثير هذا اول العقاب له كما في حديث البراء اه قال جل وعلا ذلك وذوقوا عذاب الحريق ذوقوا هذا دليل انهم يمسون طعم هذا ولابد ان يجدوه نسأل الله العافية. ذوقوا عذاب الحريق وهو عذاب النار الذي يحرق من اصابه. ذلك ما قدمت ايديكم وان الله ليس بظلام للعبيد. هذا الذي يحصل لكم من ضرب الوجوه والادبار وذوق عذاب الحريق وعذاب النار كل هذا بسبب ما قدمت ايديكم بسبب اعمالكم وكفركم وظلالكم ان الله ليس بظلام للعبيد الله جل وعلا ما يظلم احدا وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير ولهذا يا اخوان نختم بعض الناس تجده غضب يقول فلان ظلمني الله يظلم فلان ظلمه الله كما ظلمني. اقول لا. هذه العبارة لا تجوز وما ربك بظلام للعبيد سبحانه وتعالى احث نفسي واخواني على استغلال هذه الدقائق الباقية فان هذه ساعة الجمعة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله الا استجاب الله له. نسأل الله ان يجعلنا واياكم ممن يستجيب الله دعاءهم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد