ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين هذه السورة المباركة هي سورة براءة او سورة التوبة وهي سورة مدنية نوعها سورة مدنية قال القرطبي بالاتفاق بالاتفاق يعني ما اختلف العلماء في ذلك بل ثبت انها او قال بهذا جمع من العلماء ومنهم البراء رضي الله عنه كما في صحيح البخاري قال هي اخر سورة نزلت هي اخر سورة من القرآن نزلت هي اخر السور نزولا عدد اياتها قيل مائة وتسعة وعشرون اية مئة وتسع وعشرون اية وقيل مئة وثلاثون اية واما اسماؤها فلها اسماء عديدة فمن اسمائها براءة لانها ابتدأت بهذه الكلمة ومن اسمائها التوبة لان فيها التوبة على المؤمنين والامر بها والحث عليها ومن اسمائها الفاضحة الفاضحة بانها فضحت المنافقين وجلت امرهم بتعداد صفاتهم كما سيأتي ومنهم ومنهم ومنهم ومن اسمائها البحوث البحوث لانها تبحث عن اسرار المنافقين وتظهرها تخبر بها ومن اسمائها المبعثرة المبعثرة لانها تبعثر اخبار المنافقين ايضا وتبينها ومن اسمائها المقشقشة لانها تقشقش من النفاق وتبرأ منه واذا اجتنب الانسان هذه الصفات التي ذكرها الله للمنافقين فانه بهذا يبرأ من النفاق ومن اسمائها المخزية لكونها اخزت المنافقين بذكر صفاتهم ومن اسمائها المثيرة لكونها تثير اسرارهم واخبارهم وخفاياهم ومن اسمائها الحافرة الحافرة لانها تحفر عن اسرارهم وتبرزها وتظهرها ومن اسمائها المنكلة لان لما فيها من التنكيل بالمنافقين والكافرين ومن اسمائها المدمدمة لانها تدمدم عليهم وتقضي عليهم بذكر اعمالهم والعقوبة التي اعدها الله لهم على ذلك ومن اسمائها المنقرة ايضا لانها تنقر عن اخبارهم وهذه الاسماء اكثرها يعني من اقوال المفسرين الا الاسم الاول والثاني والثالث ايضا جاء عن ابن عباس الفاضحة هو المشهور ان اسمها براءة وكذلك سميت بالتوبة يرد هنا استفسار. لماذا؟ هذه السورة لم تبدأ بالبسملة وقد وتذكرون او لعلكم تتذكرون انا ذكرنا ان البسملة الصحيح ان البسملة اية مستقلة باول كل سورة وليست منها الا براءة ان البسملة اية مستقلة في اول كل سورة وليست منها الا سورة براءة فلا تبدأ بالبسملة والا قوله جل وعلا في سورة النمل انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم هذه اية من سورة النمل وذكرنا الدليل على ذلك واستعرظ حديثا واحدا حديث مسلم الحديث القدسي يقول الله جل وعلا قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. والصلاة هنا هي الفاتحة بلا نزاع وفسر الله جل وعلا فقال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي واذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي لاحظ هاي ثلاث ايات وسورة الفاتحة سبع ايات بنص القرآن ولقد اتيناك سبعة من المثاني والقرآن العظيم. اذا هي سبع ايات فهذه الايات الثلاث قال الله هذا لعبد. هذه نعم هذا لي ثم قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذه بيني وبين عبدي فاياك نعبد هذه لله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين عبادة لله واياك نستعين هذه العبد يسأل الاعانة على هذه العبادة. هذه اربع ايات ثم قال اهدنا الصراط المستقيم الاية الخامسة صراط الذين انعمت عليهم الاية السادسة غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل لكن مثل ما ذكر بعض الاخوة يقول انه يرد علينا اشكال انا لو فتحنا المصحف نجد انهم عدوا البسملة في الفاتحة عدوها اية نقول العد هذا مما اختلف فيه العلماء فهذا عد الكوفيين في زمن الصحابة وزمن عثمان ما كان فيه ترقيم للايات لكن العادون لما جاءوا يعدون عدوها عدوا البسملة لانهم على هذا الرأي هم على الرأي الذي يرى ان البسملة اية من الفاتحة فالعد مسألة اجتهادية ما ما هو شي توقيفي فادوا البسملة اية وهذا على الرواية رواية حفص هكذا هكذا يعدونها اية لكن هي مسألة اجتهادية مسألة العد هل هي من البسملة ام من الفاتحة او لا؟ مسألة اجتهادية والاجتهادية يجوز للانسان ان يختار احد القولين كما ذهب اليه بعض الصحابة ولذلك الحديث صحيح يا اخوان صريح عد الله فيه. الحديث القدسي الاية سبع ايات من غير البسملة. ما قال في اولها قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فاذا قال بسم الله ما ذكروا البسملة يا اخوة لكن مع ذلك نقول السنة قراءتها سنة ان تقرأ لكن ليس واجبا بمعنى لو تركها المسلم سهوا ونسي او تعمد تركها فالركن صحيح صلاته صحيحة لانه ما اخل بشيء من الركن ولهذا من يقولون انها اية من الفاتحة تكون صلاته باطلة وتركها لان الفاتحة ركن الصلاة فمن ترك ولو اية واحدة بطلت صلاته آآ فنقول هي اية مستقلة في اول كل سورة الا في براءة لم تفتتح بالبسملة واجاب العلماء عن السبب عن سبب ذلك فمما ذكروا ما رواه الترمذي عن ابن عباس قال قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه ما حملكم ان عمدتم الى الانفال وهي من المثاني والى براءة وهي من المئين ما المراد بالمثاني والمئين المئين ما زاد على المئة من السرة عدد اياتها مئة فما فوق والمثاني ما كان دون المئة وليس من المفصل وليس من المفصل قال ما حملكم انعمتم الى الانفال وهي من المثاني والى براءة وهي من المئين فقارنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطرا بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموهما ووضعتموها في السبع الطوال السبع الطوال ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السورة السور ذوات العدد فكان اذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان عنده يكتب فيقول ضعوا هذه الاية في السورة التي تقول كذا او التي يذكر فيها كذا وكذا فاذا نزلت عليه الاية يقول ضعوا هذه الاية في السورة التي تقول كذا يذكر فيها كذا وكذا وكانت الانفال من اول ما نزل بالمدينة كما مر معنا بالامس بعد غزوة بدر السنة الثانية قال وكانت براءة من اخر ما نزل وكانت قصته قصتها شبيهة بقصتها وحسبت انها منها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا انها منها فمن اجل ذلك قارنت بينهما ولم اكتب بينهما سطرا بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطول هذا رواه الترمذي عن ابن عباس لكن هذا الحديث لا يصح سنده هذا الحديث اه ضعفه احمد شاكر والالباني لان مداره على يزيد الفارسي وهو مجهول مجهول ما يصح الحديث السبب الثاني او يعني التعليل الثاني لعدم كتابة براء البسملة في اول سورة براءة قال ابن عباس سألت علي ابن ابي طالب رضي الله عنه لما لما او لما لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم قال لان بسم الله الرحمن الرحيم امان وبراءة نزلت بالسيف رأى كلها نزلت بالسيف كما سيأتي الايات فهي نزلت بالشدة والغلظة والعذاب على المنافقين فما يناسب ان يقال في اولها بسم الله الرحمن الرحيم لان الرحمة تقتضي عدم التعذيب فلاجل هذا لم تكتب البسملة وهذا قول ابن عباس وهو من اظهر الاقوال والقول الثالث قال المبرد كان من شأن العرب اذا كان بينهم وبين قوم عهد وارادوا نقضه كتبوا كتابا اليهم ولم يكتبوا فيه بسم الله الرحمن الرحيم فلما نزلت ببراءة بنقض العهد الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين بعث النبي علي ابن النبي صلى الله عليه وسلم علي ابن ابي طالب فقرأها عليهم ولم يبسمل هذا ايضا اجتهادي قال انها على سنن العرب وانهم اذا كان بينه وبين قوم عهد فارادوا نقض العهد لا يبتدئون بالبسملة والرحمة وانما يبتدئون بالمقصود مباشرة اعلانا منهم لنقظ العهد وكذلك هذه السورة امر الله نبيه ان ينبذ وان وان يضرب للكفار امدا معين اربعة اشهر على ما سيأتي الكلام فيه ثم بعد ذلك اما ان يدخلوا في الاسلام وعهدهم ينتهي الى الامد الذي آآ ضرب لهم لمن كان له عمد على ما سيأتي ان شاء الله من ومن الاجوبة ايضا ما ذكره بعض المفسرين قال ان الصحابة لما ارادوا يكتبوا سورة الانفال وبراء اختلفوا هل هي سورة واحدة هل هما سورة واحدة او سورتان فان ذلك كتبوا الانفال ثم تركوا خطا ثم كتبوا براءة وهذا يعني تقريبا يرجع الى قول اه عثمان الاول لكن اظهرهم والله اعلم هو قول ابن عباس والامر في هذا فيه سعة هذه هذه هي السنة وهذا مذهب الصحابة وهذا رسم المصحف العثماني ان بسم الله لم تكتب في اول براءة ما هي العلة؟ كما ذكرنا فيه خلاف بين اهل العلم ومن اظهرها قول علي رضي الله عنه انها نزلت بالسيف والعذاب فلا يناسب ان يذكر فيها الرحمن الرحيم تذكر التسمية وانما نزلت في العذاب فلم يكتبوها لاجل ذلك بالنسبة لترتيب هذه السورة ترتيبها في النزول هي رقم مئة واربعة عشر لان سور القرآن مئة مئة واربعة عشر سورة مئة واربع عشرة سورة هي اخر سورة اذا هي الاية اذا هي السورة رقم مئة واربعة عشر آآ يقول الله جل وعلا ايضا اه مما ذكروه قالوا منهم من او جمهور اهل العلم على ان سورة براءة نزلت مع بعضها كاملة على هذا جمهور المفسرين وذكر بعض اهل العلم انها ان ثلاث عشرة اية من اولها نزلت لوحدها وبعث بها النبي صلى الله عليه وسلم علي ابن ابي طالب ليؤذن بها في الحج في السنة التاسعة يعني تقدم هذه الايات ثلاثة عشر اية من اولها تقدم نزولها في السنة التاسعة واذن بها علي على رؤوس الناس وبقية الايات نزلت مع بعضها والاصل يا اخوان في مثل هذا ان يقال الاصل ان السورة تنزل مع ما فيها جملة واحدة الا اذا قام دليل صحيح صريح في ذلك فيساروا اليه. والا الاصل ان السور السورة تنزل كاملة يقول الله جل وعلا براءة من الله ورسوله براءة البراءة في الاصل مأخوذ من قوله برئت من الشيء ابرأ براءة برئت من الشيء ابرأ براءة وانا منه بريء اذا ازلته عن نفسك برئت من الشيء ابرأ منه انا منه بريء اذا ازلته عن نفسك وقطعت سبب ما بينك وبينه يعني لست منه وليس منك وهي كذلك قال ابن عاشور البراءة هي الخروج والتخلي مما مما يتعب ورفع التبعية كذلك الله عز وجل تبرأ منهم وامر النبي ان يتبرأ من الكفار من عهودهم التي معهم لظهور الاسلام وقوته ما بقي الا الاسلام لكن يترك من له امد الى امده ثم بعد ذلك الله ورسوله بريئان منه اما ان يدخل في الاسلام واما يقتل وهذا كما يقول بعض اهل العلم يقول فيه براعة الاستهلال براءة الاستهلال يعني حينما يستهل كلامه بشيء فيه دقة واشارة الى اصل الموضوع هذا من البراعة من البلاغة قالوا فمن براءة الاستهلال ان الله ابتدأ بكلمة براءة لماذا حيث ان حيث انه افتتحت بهذه الكلمة او بادل كلمة على الغرض الذي يراد من هذه السورة ادل كلمة على سورة التوبة براءة الله ورسوله من الكافرين والمنافقين فهي ادل كلمة. ولهذا يقول هذا من براعة الاستهلال براءة من الله وبراءة مبتدأ هو خبرها من الله ويجوز ان تكون خبر المبتدأ هذه براءة براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين لان النبي صلى الله عليه وسلم قد عاهد المشركين عاهد كفار قريش الحديبية وعهد بعض القبائل جريمة وقبائل اخرى كان بينهم النبي صلى الله عليه وسلم عهد فقال الله عز وجل براءة من الله ورسوله اي الله ورسوله يتبرأن من عهود المشركين اذا انقضى الامد الذي ضربه الله لهم ليبرأ منهم ليس الا الاسلام لا عهد لاحد اذا انقضى عهده لا عهد لكافر جزيرة العرب بل اما ان يسلم واما ان يخرج فقال براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض اربعة اشهر الفاء هنا الفصيحة او التفريعية يفرع بعد ان بين ان الله ورسوله بريء برئان من المشركين فرع وافصح عن بعض الاحكام المتعلقة بذلك فقال فسيحوا في الارض اربعة اشهر فسيحوا اي فسيروا في الارض مقبلين ومدبرين غير امنين غير خائفين احدا من المسلمين بحرب ولا سلب ولا قتل ولا اسر هذه الاربعة اشهر امان لكم تصيحوا فيها اذهبوا ائتوا فهذه انتم امنون فيها عهد ولهذا تسمى هذه الاشهر اشهر التسيير اشهر التسيير من اخذا من قوله فسيروا ولهذا اختلف العلماء في هذه الاشهر الاربعة ما هي فذهب بعض اهل العلم الى ان هذه الاشهر الاربعة هي الاشهر الحرم وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم وسيأتي ان شاء الله سيأتي فيها اية كاملة نتكلم عليها ان شاء الله فقالوا المراد بها فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث نعم آآ لا ليس هذه الاية ايش لا يا اخوان يوم خلق السماوات والارض ان عيد الشورى عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم فقالوا هي هذه الاربعة الحرم هي الاشهر هنا التي عاناها الله عز وجل. هذا قول والقول الثاني وهو الصحيح والراجح ان المراد بها هنا اشهر التسيير اشهر التسيير التي امر الله نبيه ان يضربها للكفار ولهذا يقول العلماء ان الكفار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حينما نزلت هذه الايات منهم من له عهد اكثر من اربعة اشهر ومنهم من له عهد اقل من اربعة اشهر ومنهم من لا عهد له فامر الله نبيه ان يضرب لهم اربعة اشهر لمن لا عهد له ولمن له عهد دون الاربعة اشهر فاعطاهم هذه المهلة وهي كافية يتصرفون ينظرون في امرهم يتأملون يذهبون يجيئون وهذا دليل على ان هذا الدين رحمة يا اخوان به سعة ولهذا الراجح من اقوال اهل العلم ان ان المعاهدين من المشركين ينقسمون الى قسمين منهم من امده اكثر من اربعة اشهر فهذا باق امده الى نهاية عهده وسيأتي هذا في الاية الرابعة سيأتي في الاية الرابعة بيان هذا وهي قوله جل وعلا نعم وهي قوله جل وعلا فاتموا اليهم عهدهم الى مدتهم اتموا اليهم عهدهم الى مدتهم وهذا هو القول الراجح ان الذين عاهدتم من المشركين منهم من عهده اكثر من اربعة اشهر فهذا امده الى نهاية وقته ومنهم من مدته اربعة اشهر فما دون فهذا له الى اربعة اشهر ومنهم من لا عهد له فيعطى ايضا مهلة اربعة اشهر هذه اشهر التسيير ثم بعد ذلك اما الايمان واما القتل اما ان يدخل في الدين واما ان يقتلوا براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض اربعة اشهر واعلموا انكم غير معجز له اعلموا ايها الكفار انكم غير معجز الله بل هو قادر عليكم وانتم في قبضته وتحت قهره ومشيئته سبحانه وتعالى ولا يعني هذا الامد انكم تعجزون الله لكن هذا من رحمته ولطفه بكم امهلكم اربعة اشهر تنظرون في امركم وتتدبرون عند ذلك ينزل بكم حكم الله اما الاسلام واما القتل قال جل وعلا والله مخزي الكافرين قال الطبري اي مذل الكافرين ومورثهم العار في الدنيا والاخرة في الدنيا والاخرة وكانه يقول لهم سعوا اربعة اشهر واعلموا انكم لن تعجزوا الله وانه سيخزي كل كافر ففروا من هذا الخزي فروا مما يجري لكم الخزي وهو الكفر وادخلوا في دين الله عز وجل ادخلوا في الاسلام حتى تنجو قال جل وعلا واعلموا انكم غير معجز الله وان الله مخزي الكافرين ثم قال جل وعلا واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر. الاذان الاصل فيه الاعلام والبلاغ ومنه الاذان للصلاة منه الاذان للصلاة يعني اعلام بدخول الصلاة ومعناه في الاية كذلك يعني اعلام وانذار من الله ورسوله الى الناس عموم الناس والمراد خصوصا هنا هم الكفار لانهم هم الذين عندهم المخالفة يوم الحج الاكبر والحج الاكبر فيه خلاف في ثلاثة اقوال تقريبا قيل الحج الاكبر هو يوم النحر وهذا هو الراجح وقيل هو يوم عرفة قاله ابن عباس وبعض السلف وقيل ايام منى كلها هي ايام الحج الاكبر ايام منى كلها والراجح انه لا ليس ايام منى قول مجاهد ايام الحج كلها مجاهد يقول ايام الحج كلها هي الحج الاكبر ايام الحج كلها ايام منى وما قبلها كذلك هذه كلها هي الحج الاكبر والراجح هو القول الاول ان الحج الاكبر هو يوم النحر والدليل على ذلك ما رواه البخاري عن ابي هريرة قال كنت ممن كنت مع ابي بكر وعلي بن ابي طالب فكنت ممن بعثاني على ان انادي يوم النحر الا يحج بعد العام المشرك والا يطوف بالبيت عريان الى غير ذلك نادوا باربعة امور كما سنبينه ان شاء الله في الرواية قريبا فهذا نص صحيح ابو هريرة احد الصحابة الذين كانوا مع ابي بكر لان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل ابا بكر الى الحج وجعله اميرا على الحج في السنة التاسعة. لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك هم بالحج فتذكر ان الكفار يطوفون بالبيت عراة فقال اذا لا اذهب ولكن ارسل ابا بكر حتى ينادي بالناس الا يحج بعد العام المشرك فارسل ابا بكر فجاءه جبريل فقال انه لا يجزئ عنك الا رجل من اهل بيتك العرب اذا واحد يريد يتبرأ من العهد من عهده ما يرسل شخص غريب لا هو او احد من اهله يقبلون منه ذلك فقال لعلي ابن ابي طالب اذهب فاردف ابا بكر بعلي ابن ابي طالب وكان ابو بكر قد خرج الى اميرا للحج على الناس فلحق به ابو بكر فلحق به علي في ذي الحليفة يقال انه لحق به قرب مكة فقال له ابو بكر امير او مأمور انت امير او مأمور يعني اذا كنت امير اسلمك الامارة واذا كنت مأمور تبعي فابقى على امارتي. قال بل مأمور فبقي ابو بكر هو امير الحج فلما جاءوا مكة امر ابو بكر وكذلك علي نادوا بانفسهم نادى علي بنفسه حتى جاء في بعض الروايات انه كان يصرخ بها حتى صحل صوته يعني حتى بح حقه باربعة امور وامر بعض الصحابة معه ومنهم ابو هريرة امرهم بان ينادوا بالناس ويقفوا على طوائف الحجاج في منى يوم النحر وينادون فيهم ان لا يحج بعد العام المشرك والا يطوف بالبيت عريان وان لا يدخل الجنة الا مسلم موحد ذكروا امرا رابعا نسيته وما انسانيه الا الشيطان نعم وهو الا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة هذه الاربعة امور رواه النسائي بسند حسن وله شاهد عند احمد والترمذي عن ابي هريرة قال جئت مع علي ابن ابي طالب حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى اهل مكة ببراءة وكنا ننادي الا يطوف بالبيت عريان والا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة والا يحج بعد العام المشرك ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فعهده الى مدته نادوا بالناس بهذه الامور الاربعة لا يطوف ببيت عريان وان لا يحج البيت مشرك بعد هذا العام وان لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة ومن له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فعهده الى امده الاختلاف في بعض الالفاظ اذا هذا هو معنى واذان اي واعلام وانذار من الله ورسوله والنبي صلى الله عليه وسلم وكل ابا بكر ثم اردفه بعلي وعلي وابو بكر امر ايضا بعض الصحابة كلهم ينادون فاعلم الناس وانذروهم يوم الحج الاكبر انذروهم بالا يطوف بعد العام المشرك ولا يقول بيت عريان اذا هذا هو هو هو الاذان وهو الاعلام وكما سمعتم الحديث صحيح في البخاري يقول ابو هريرة بعثني ابو بكر في من يؤذن يوم النحر بمنى لا يحج بعد العام المشرك ولا يطوف ببيت عريان ويوم الحج ويوم الحج الاكبر يوم النحر الى اخر كلامه. قال ويوم الحج الاكبر يوم النحر وانما قيل الاكبر من اجل قول الناس الحج الاصغر فنبذ ابو بكر الى الناس بذلك العام فلم يحج عام عام حجة الوداع الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرك اذا كل هذا الكلام اللي ذكرناه دخلنا بعض الكلام ببعض لكن من من باب بيان ما هو يوم الحج الاكبر هو يوم النحر اليوم العاشر هو يوم عيد الاضحى بعموم بلاد المسلمين وبالنسبة للحجيج هو يوم النحر. اليوم العاشر ولهذا الصحابة اعلنوا لعموم الناس في هذا اليوم وقيل انه يوم عرفة وقيل انها ايام الحج كلها هي الحج الاكبر لكن ما دام ان الصحابة فسروا ذلك بل وهم الذين كانوا يؤذنون ويعلنون الناس وقالوا انا اذننا في هذا اليوم ولم يذكروا انهم اذنوا قبله في يوم عرفة دل على ان هذا هو القول الصحيح قال واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ورسوله اي الله بريء من عهد المشركين من عهودهم ومن اعمالهم التي كانوا يعملونها حول البيت وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم بريء منه ومن اعمالهم بلى يقبلونها ولا يرضونها ولذلك لا بد من انتهائها ولهذا في العام العاشر حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ولم يحج مشرك ذلك العام ولم يطف بالبيت عريانا الى يومنا هذا ولله الحمد والمنة وهذا دليل على قبح العري يا اخوان النبي صلى الله عليه وسلم امتنع من الحج السنة التاسعة قال اني اخشى ان يطوف بالبيت عريان او احد من المشركين فدل على ان العري شأنه خطير ولهذا الواجب على كل احد ان يحرص على رعيته ان يسترهم وان يحذرهم من العري وان يناصحهم حتى يتأسوا يستجيبوا للنصوص ويتأسوا بامهات المؤمنين وبنساء الصحابة رضي الله عن الصحابة اجمعين. قال جل وعلا ان الله بريء من المشركين ورسوله فان تبتم فهو خير لكم طبتم يعني رجعتم عن الشرك وهي دليل ان المراد بالناس الى الناس المراد بهم ايش المشركون يقول الطبري اي تبتم من كفركم ايها المشركون ورجعتم الى توحيد الله واخلاص العبادة له ثم قال جل وعلا وان توليت نعم فان تبت فهو خير لكم نعم ولا شك الايمان والدخول في الدين افراد الله بالعبادة والتوحيد وترك الشرك خير لا يقارن بغيره ابدا قال وان توليتم اعرظتم ولم تستجيبوا وبقيتم على كفركم فاعلموا انكم غير معجز الله. تهديد وتخويف وارهاب واعذار وانذار فانكم لا تعجزون الله فانتم في قبضته وتحت تصرفه ومشيئته وتحت قهره وارادته يفعل بكم ما يشاء ويحكم ما يريد فاعلموا انكم غير معجز الله وبشر الذين كفروا بعذاب اليم فانتم لا تعجزون ربكم وايظا ابشروا والبشارة هي الخبر الذي تتغير له بشرة الوجه والغالب انه بالخير غالبا البشارة تكون في الخير وقد تكون بالشر قد جاء القرآن بهذا وبهذا لكن الاعم الاغلب ان البشارة بالخير وقد تأتي البشارة بالشر لان هذا الخبر خبر تتغير له وجوه الكفار لانه عذاب اليم اي مؤلم موجع من عند الله جل وعلا لمن كفر به وتولى واعرظ عن دينه قال جل وعلا فاذا الا الذين عاهدتم الا الذين عاهدتم من المشركين الاستثناء هنا يعود الى قوله براءة بالتقدير براءة من الله ورسوله الى المعاهدين من المشركين الا الذين لم ينقضوا عهدهم فهؤلاء اتموا اليهم عهدهم براءة من الله ورسوله الى المعاهدين من المشركين الا المعاهدين الذين لهم عهد وامد ولم ينقضوه هؤلاء يبقون على عهدهم ولو كان خمسة اشهر او ستة اشهر الى امد الى نهاية امدهم وهذا هو الذي رجحنا به ان المراد بالمشركين هناك هم كل من لا عهد له او عهده اربعة اشهر فما دون لكن من كان فوق اربعة اشهر يبقى عهده بشرط الا ينقض عهده يكون باقي على العهد والدليل على هذا الاستثناء الا الذين عاهدتم المشركين ثم لم ينقضوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم احدا فاتموا اليهم عهدهم قال جل وعلا الا الذين عاهدتم من المشركين وهم صنف من المشركين عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم مدة طويلة اكثر من اربعة اشهر بشرط انهم لم ينقصوكم شيئا يعني ما نقصوا من العهد الذي بينكم وبينه وما نقضوا منه شيئا بل وفوا به كما هو وبشرط الا يظاهروا ويعينوا ويساعدوا عليكم احدا من اعدائكم لا بانفسهم ولا باموالهم فلابد من توفر هذين الشرطين عدم نقص العهد ونقضه والاخلال به. وعدم مظاهرة ومعاونة اعداء المسلمين فاذا كانوا كذلك فاتموا اليهم عهدهم. اكملوا لهم عهدهم الى المدة التي ماددتم ماددتموها ماددتموهم فيها كان لو اعطاهم ستة اشهر او سبعة اشهر اذا اشهر التسيير الاربعة هذه خاصة بمن عهده دون الاربعة اشهر او من لا عهد له واما من كان فوقك او نقض العهد واما من كانت مدته فوق اربعة اشهر ووفى بعهده ولم يظاهر على المسلمين فيتم له عهده الى نهاية اجله قال الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم احدا فاتموا اليهم عهدهم الى مدتهم ان الله يحب المتقين. سبحانه وتعالى يعني الوفاء بالعهود من التقوى تقوى ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه فهؤلاء فعلوا امر الله باتمام العهود امام العهد واجتنبوا معصية الله فلم ينقضوا العهد فهذا حث على الوفاء بالعهود وانها من صفات المؤمنين والله يحب المؤمنين ويحب المتقين ويحب المتطهرين ويحب الصابرين ويحب المحسنين وهذا مدح لهذه الصفات يقتضي من العبد ان يتخلق بهذه الاخلاق ويتصل بهذه الصفات ثم قال جل وعلا فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ايضا اختلف العلماء في الاشهر الحرم هنا ما هي فقال بعضهم الاشهر الحرم هي اشهر التسيير اشهر التسيير التي في اول اية من سورة براءة فسيروا في الارض اربعة اشهر وقال بعضهم بل الاشهر الحرم هي الاشهر الحرم التي خصها الله من بين بقية اشهر العام اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم هذه الاربعة الحرم وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم والصواب هو القول الاول بان المراد بها اشهر التسيير لماذا لان تلك اية مستقلة وستأتي احكامها والاصل بالقرآن هو التأسيس للتأكيد هذه قاعدة الاصل في دلالة القرآن والفاظ القرآن التأسيس تأسيس يعني افادة معنى جديد يؤسس معنى جديدا وليس التأكيد لشيء سابق قال جل وعلا فاذا انسلخ ومعنى انسلخ يعني انقضى انقضت ومضت وخرجت هذه الاشهر الاربعة فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم. وهذه يسميها العلماء اية السيف اية السيف لانها امرت بقتل المشركين بالسيف واية السيف يقول بعض المفسرين انها نسخت مئة اية فجاءوا على كل اية فيها الاعراض الامر بالاعراب عن الكفار او نوع ملاينة فقالوا هذه منسوخة باية السيف والصواب ان انها ليست كذلك ما نسخت الا عددا قليلا لا يبلغ المئة ولا نصف المئة بل اقل من ذلك بكثير على ما هو يعني مبين في كتب الناسخ والمنسوخ بتتبع اهل العلم لذلك اذا هذه اية السيف فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم في اي مكان من حل في اي مكان وجدتموهم الا عند المسجد الحرام يستثنى بالدليل الا اذا قاتلوا فاذا بدأوا بالقتال يقاتلون وحيث وجدتموهم ايضا من حيث وجدتموهم يعني يراعى فيها الزمان والمكان في اي مكان كان وفي اي زمان كان. لكن يستثنى المكان بيت الله الحرام المسجد الحرام بالدليل ويستثنى من الزمان الاربعة الاشهر الحرم ما يبتدأون بالقتال لكن لو قاتلوا يقاتلون او لو ابتدأ المسلمون بالقتال قبل الاشهر الحرم فدخلت عليهم الاشهر الحرم يستمرون في ذلك لا بأس على مشيئتي ان شاء الله تقريره اذا فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم خذوهم يعني ائسروهم قاتلوهم فمن مات مات ومن وجدتموه خذوه اسيرا واحصروهم اي ضيقوا عليهم من الحصر والتضييق قال الطبري وامنعوهم من التصرف في بلاد الاسلام ودخول مكة هذا هو الاحصار يعني من التضييق عليهم والمنع يمنعون من ان يذهبوا ويجيئوا في بلاد الاسلام جزيرة الاسلام لانهم كفار بالله جل وعلا وهذه انما هي بلد الاسلام قال واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد هذا كله تهييج وحث من الله عز وجل لعباده المؤمنين على قتال اعداء الله الكفرة لانهم كفروا بالله وبرسوله واشركوا مع الله غيره وعبدوا الاصنام والاوثان فلا يجوز ان يكون في قلوبكم ايها المؤمنون رحمة لهم لكن ان ارادوا ودكم وبركم فليدخلوا في هذا الدين وهم اول ما ينقذون انفسهم ينقذون انفسهم وينجوا بانفسهم من عذاب الله عز وجل قال واقعدوا لهم كل مرصد اه المرصد الاصل انه الموضع الذي يرقب فيه العدو يوضع مكان يراقب منه العدو هذا هو المرصد يرصد تحركاته ومجيئه وذهابه والمراد اقعدوا لهم كل مكان فيه غرة لهم كل مكان في غرة تصيبنا غرة منهم وقال بعض المفسرين كل طريق ومرقب فالحاصل انهم ان الله امر ان يقعد المؤمنون الكافرين في كل مكان في كل مرصد في كل مكان في كل طريق في كل مكان للرصد اقعدوا لهم هذه الطرق فاذا تمكنتموهم فاقتلوهم لا مكان لهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم فان تابوا من الكفر الذي كانوا عليه وعبادة الاصنام فامنوا بالله جل وعلا ووحدوه وافردوه بالعبادة واضافوا الى ذلك اقاموا الصلاة صلوا الصلوات الخمس خالصة لله في اوقاتها مع جماعة المسلمين وادوا ما تحتاج اليه من الشروط والاركان والواجبات واتوا الزكاة اي اخرجوا زكاة اموالهم وفق ما امرهم الله عز وجل وامرهم رسوله صلى الله عليه وسلم فخلوا سبيلهم اتركوهم الان لا سبيل لكم عليهم وهل دليل يا اخوان على اهمية الصلاة لانه لابد ان يتوبوا من الكفر ولا يكفي هذا ولابد ان يصلوا ولابد ان يزكوا ولهذا في الاية الاخرى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين فاثبت الله لهم الاخوة بثلاثة امور الامر التوبة بالرجوع من الكفر الى الاسلام وهذا لا بد منه الشرط الامر الثاني الصلاة المراد بها الصلوات الخمس المفروضات. الامر الثالث الزكاة لكن اذا نظرنا الى بقية النصوص وجدنا الله عز وجل اكد الامرين الاولين وان من لم يأت بهما فهو كافر التوبة الرجوع من الكفر الى الاسلام واقامة الصلاة وفي الصلاة الحديث الذي لا يخفى عليكم العهد الذي بيننا وبينهم ومن تركها فقد كفر بين الرجل وبين الشرك او الكفر ترك الصلاة لكن نجد ان الزكاة والامر الثالث جاء من النصوص ما يدل على ان تركها ليس بكفر اذا كان مقرة معترفا بها لكن منعها شحا وبخلا حديث البخاري وغيره النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب ابل لا يؤدي زكاتها الا بطح لها يوم القيامة بقاع قرقر تطأه باظلاف باخفافها فاذا مر عليه اخراها رد عليه اولاها في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يرى سبيله اما الى جنة واما الى هنا حديث واضح والا الان قال حتى يرى سبيله اما الى جنة اذا قد يرى سبيله الى الجنة مانع الزكاة اذا كان شحا وبخلا حبا للدنيا والا هو مقر معترف. ليس استحلالا ولا جحودا لكن الزكاة ما جاء انه يدخل الجنة. بل جاء ما يؤكد انه كافر الصلاة نعم الصلاة بل جاء ما يؤكد انه كافر العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركه فقد كفر وهذا دليل على صحة القول بان ترك الصلاة كفر بالله جل وعلا الكفر المخرج من الملة لابد من الصلاة ولا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة قال الله جل وعلا فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم ختم الاية بما بما يدل على ما يناسب حالهم فما الذي يناسب حال من تاب وصلى وزكى رحمته والكف عنه ولهذا قال ان الله غفور يغفر الذنب ويتجاوز عنه ورحيم للمصلين بالموحدين بالمزكين بالمؤمنين فكفوا عنهم وارحموهم اذا فعلوا ذلك ثم قال جل وعلا وان احد من المشركين استجارك فاجره وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وان احد من المشركين الذين امرتك بقتالهم لان الله امر بقتال المشركين كلهم لكن لو جاء رجل من المشركين او جاء قوم قالوا نريد ان نسمع ما تدعون اليه نريد نسمع هذا القرآن الذي تقولون فننظر هل نتبعكم او لا نتبعكم فهذا يجار ويعطى فرصة حتى يسمع القرآن ثم بعد ذلك يرد الى اهله ودياره ومأمنه ثم بعد ذلك اذا لم يدخل في الدين يقاتل قال وان احد من المشركين وهو كافر استجارك ومعنى استجارك يعني استأمنك طلب منك الامان فاجره فامنه حتى يسمع كلام الله يعني اذا استجارك هو لاجل ان يتعرف على دين الاسلام او يسمع القرآن طلب الامان منك فامنه واجره حتى يسمع كلام الله جل وعلا لانه قد يؤمن هذا حصل من بعض الصحابة في اول امره سمع القرآن فامن لما سمع القرآن لانهم كانوا عرب اقحاح يعني يفهمون القرآن فهما دقيقا وهو ابلغ الكلام واحسن الكلام واعظمه تأثيرا. فكان يؤثر فيهم تأثيرا بليغا ولكن منهم من جحد والا يعلم انه الحق فكابر واعرظ عن قصد قال جل وعلا فاجره حتى يسمع كلامي كلام الله قال العلماء هذا فيه دليل لمذهب اهل السنة والجماعة بان القرآن كلام الله صفة الله تكلم الله به بحرف وصوت بحرف وصوت كيف يسمع ما ما ليس صوتا هذه عقيدتنا ان القرآن كلام الله وبحرف وصوت سمعه منه جبريل واسمعه لنبينا صلى الله عليه واله وسلم قال جل وعلا فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه. يعني اذا لم يسلم ولم يستجب رده الى المكان الذي يأمن فيه الى بلاده او دياره او الى المكان الذي يأمن فيه ولا تتعرض له انت ولا اصحابك ذلك بانهم قوم لا يعلمون ذلك بان هؤلاء الكفار المشركون قوم لا يعلمون حجة الله ولا يعقلون عن الله حججه ففيهم الجهل العظيم لكن اذا رجع الى اهله وبعد ذلك يقاتل كما يقاتل غيره ومن هنا ايضا قال العلماء ان الرسل لا يقتلون اذا جاء رسول من الكفار ارسل رسول الى المسلمين لا يجوز قتله ويدخل في هذا الباب او من له ذمة وعهد بل قال العلماء حتى لو جاء للتجارة او للعمل لكن لا تطول مدته بعضهم قال لا يصل سنة ومنهم قال ستة اشهر لكن من المعلوم يا اخوان ان العهد يجب الوفاء به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ذمة المسلمين واحدة ويسعى بها ادناهم احد ولو امرأة اجارت رجل من الكفار اجارته فهو في ذمتها لا يجوز ان يتعرض له كما اجار النبي صلى الله عليه وسلم من اجارت ام هانئ قال لقد اجرنا من اجرت يا ام هانئ اخت علي ابن ابي طالب لما اجارت رجل عام فتح مكة قالت هو في جواري وذمتي فقال علي والله لاقتلنه فجاءت تشتكي الى النبي صلى الله عليه وسلم قالت ان ابن امي يزعم انه يريد ان يقتل رجلا قد اجرته كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل عن فتح مكة فقال قد اجرنا من اجرتي يا ام هانئ هذه مسألة اخرى لكن استنبطوها من هذا يعني حتى هذا الذي جاء يريد يسمع القرآن ولو كان كافرا آآ حربيا مقاتلا فانه يؤمن ولا يقتل لان الاسلام ما يريد القتل يريد النجاة للناس لكن من اختار هذا الطريق بنفسه ورفض امرين قبله هو الذي اختار هذا لنفسه ذكر ابن كثير في تفسيره ان رجلا ارسله مسيلمة الكذاب الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال له اتؤمن ان مسيلمة رسول قال له نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان الرسل لا تقتل لضربت عنقك لكن الرسل ما تقتل وان لا تستاهل الذي يقص عنقك قال وقد قال ابن كثير وقد قيد الله له ضرب العنق في امارة ابن مسعود على الكوفة في زمن عمر ابن مسعود هو امير الكوفة فجاء هذا الرجل ويقال له ابن النواحة ابن النواحة ظهر عنه في زمن ابن مسعود انه يشهد لمسيلمة بالرسالة فارسل اليه ابن مسعود فقال انك الان لست في رسالة وامر به فظرب عنقه لا رحمه الله ولا ابن كثير ايه بعد ظهور دين النبي صلى الله عليه وسلم لكن لما كان الرسول ما ظرب النبي صلى الله عليه وسلم عنقه لكن لما صار من سائر الناس وليس رسول فانه اذا لم يستجب او شهد بالرسالة لمن لم يشهد الله له بها فان هذا كفر ولهذا قتله ابن مسعود رضي الله عن ابن مسعود وعن الصحابة اجمعين قال جل وعلا كيف يكون المشركين عهد عند الله؟ يقول ابن كثير يبين تعالى الحكمة في البراءة من المشركين وانظارهم اربعة اشهر ثم بعد ذلك السيف ان لم يستجيبوا ثم بعد ذلك السيف المرهف اين ثقفوا فقال كيف يكون المشركين عهد عهد وامان ويتركون فيما هم فيه وهم مشركون بالله كافرون به وبرسوله الا من عاهدتم عند المسجد الحرام يعني يوم الحديبية الى اخر كلامه. وقال الطبري رحمه الله معنى قوله كيف يكون المشركين عهد باي معنى باي معنى يكون للمشركين بربهم عهد وذمة عند الله ورسوله يوفى لهم ويتركون من اجله امنين يتصرفون في البلاد ثم قال ومعناه لا عهد لهم وهذا كله كالتهيج والحث للمؤمنين على قتال الكفار الذين لا عهد لهم لانهم لا يستحقون تركهم لانهم لا عهد لهم لانهم كفروا بالله ورسوله فكيف يكون لهم عهد؟ ولهذا قالوا الاستفهام هنا للتعجب الاستفهام هنا تعجبي لكنه يتضمن الانكار عليهم كيف يكون للمشركين عهد اي ذمة وامان وهم لم يؤمنوا ولم يتركوا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من اذاهم بل ويحاربون الدين عهد عند الله وعند رسوله الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام استثناء الا الاستثناء متصل من جنس ما قبله الا الذين عاهدتم وهم قريش في صلح الحديبية وقيل بل هم جريمة جريمة من بني الديل عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحرم فلهم عهد وقيل هم بنوا بكر والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. كل هؤلاء ممن عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم فهؤلاء مستثنون واما الباقون من لا عهد له فانه يجب قتاله ابدا في اي مكان وفي اي زمان الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم المعنى هنا فما استقاموا لكم ليس معناها النفي انه لم يستقيموا لا فما مصدرية هنا وقيل موصولة اي فاستقيموا لهم ما استقاموا لكم استقيموا لهم وفروا لهم بعهدهم ما وفوا لكم بالعهد الذي بينكم وبينهم لكن ان قظوه مر معنا اذا نقضوا او ظاهروا نقضوا عهدهم لا عهد لهم لكن استقيموا لهم ووفوا لهم بعهدهم ما بقوا ما استقاموا لكم وبقوا على الوفاء بالعهد هذا معنى الاية قال الا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين المراد به حسن المعاملة وعدم قتالهم والوفاء بعهدهم لانهم استقاموا على العهد الذي بينكم وبينهم ولكن لما نقضت قريش العهد الذي بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية جاء النبي صلى الله عليه وسلم وترك العهد بانه عاهدهم على الا يقاتلهم عشر سنين في السنة السادسة في السنة الثامنة نقضوا العهد فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وفتح مكة لانهم ما استقاموا على العهد ونقضوه لكن من استقام وبقي على عهده فانه يستقام له ويحسن اليه ولا ينقض العهد معه ولا يقاتل قال الى الذين عهدتم الى المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ان الله يحب المتقين. يتقون الله عز وجل ويفون بالعهود والمواثيق ولا ينقضون الميثاق ثم قال سبحانه وتعالى كيف كيف وان يظهر عليكم؟ وهذا متعلق بمن سبق بالكفار الذين امر بقتالهم دائما وابدا من لا عهد له عندكم او ممن لم تعاهدوه في المسجد الحرام فكيف يكون فكيف يظهر عليكم يعني يغلب عليكم كلهم السلطة ولهم القدرة والتمكن منكم لا يرقب فيكم الا ولا ذمة لا يراعون فيكم ولا يحفظون لكم الا ولا ذمة وقد اختلف العلماء في في الال هنا فقيل الال هو العهد وهذا من باب التوكيد لان العهد الذمة هي العهد والال هو العهد فقالوا كرره لما اختلف اللفظان وان كان معناهما واحد الال والذمة كلاهما المراد بها العهد اذا لا يرقبون فيكم عهدا وقال بعض المفسرين الال هو الله باللغة في اللغة العبرانية الذي يقولون ايل معناه الله وهذه قال جبريل او جبرائيل ميكائيل اسرافيل مثل عبد الله وعبيد الله فقالوا الايل هنا معناه اسم الله او الاله يعني لا يراق لا يراقبون فيكم الله لو تولوا عليكم وقيل ان الال هنا هو الحلف حلف الذي كان بينكم وبينهم فلا يراعون حلفا بل يبادرون الى قتلكم ومنهم من قال ان الالة هنا هي القرابة وهذا مروي عن ابن عباس قال لا يراقبون فيكم الا يعني لا لا يقومون فيكم الا يعني لا يرقبون فيكم قرابة ولا ذمة ولا عهد كل هذا تهييج للمؤمنين على قتال الكافرين لان هذا حالهم وحقيقتهم لو تمكنوا منكم لم يرقبوا فيكم قرابة لانكم اقرباؤهم لم يراعوا فيكم العهد الذي بينكم وبينهم لا يراعون حلفا اه لا يراعون عهدا ولهذا يقول ابن جرير الطبري والصواب ان الالة يشمل هذه الامور كلها العهد والقرابة الحلف كله هدؤه وايضا اسم الله لا يراعون فيكم الله وهذا دليل على شدة عداوتهم للمؤمنين. وهذا كالتهيج قاتلوا من هذه حاله. كيف لا تقاتلون من هذه حاله كافر بالله جل وعلا ولا يرقو فيكم الا ولا ذمة. لماذا؟ لا تقاتلونه وليس له عهد قال لا يقوى فيكم الا ولا ذمة والذمة هي العهد يرضونكم بافواههم يعني اذا لقوكم يتكلمون بالسنتهم من القول بخلاف ما يبطنون في قلوبهم ضدكم هذا من علم الله الذي اطلع الله عليه نبيه صلى الله عليه وسلم فقال يقول يرضونكم بافواههم وتأبى قلوبهم واكثرهم فاسقون ما تسمعونه من الكلام الذي ترضون به هذا مجرد انه كلام بالافواه والا قلوبهم تأبى عليهم ذلك وتمتنع لانها مليئة بالحقد والغل والشر عليكم والحنق واكثرهم فاسقون اي خارجون عن طاعة الله لان لان الفسق هو الخروج ومنه فسقة الرطبة اذا خرجت من لبه من قشرتها ومنه سميت الفارة الفويسقة لخروجها الى الافساد وكذلك الفاسقون هم الخارجون عن طاعة الله الى معصيته والفسق فسقان فسق اكبر مخرج من الملة وفسق دون فسق يكون معصية لكن لا يصل الى درجة الكفر اذا الله اخبر جل وعلا ان اكثرهم فاسقون وهذا من العدل يا اخوان مع انهم كفار يقولون يرضونكم بافواههم وتأبى قلوبهم لكن اكثرهم فاسقون يعني فيهم من ليس كذلك وهذا يدل على وجوب العدل حتى مع الاعداء حتى مع الاذى يجب العدل الان نحن اذا غظبنا على شخص او على جماعة او على قبيلة او على عائلة كلهم سواء هذا ظلم قال جل وعلا اشتروا اشتروا بايات الله ثمنا قليلا. هذه كلها صفات يذكرها الله عنهم وانها موجودة في الكفار الذين لا عهد لهم او نقضوا الميثاق من اجل ان ينشط المسلمون الى الجهاد في سبيل الله وقتل هؤلاء المشركين فلا يجوز ان يبقوا في جزيرة العرب لانهم كفرة بالله جل وعلا قال اشتروا اي اعتاظوا عن اتباع ايات الله والبينات التي جاءت كالقرآن والنبي وغير ذلك اشتروا بايات الله ثمنا قليلا اشتروا به ثمنا قليلا قال ابن كثير اي اعتاضوا عن اتباع ايات الله بما التهوا به من امور الدنيا الخسيسة لانهم لو امنوا خص رؤساؤهم قالوا يذهب سلطاننا نكون مع هؤلاء الضعفاء يذهب اموالنا نلزم بالزكاة بالانفاق في سبيل الله الى غير ذلك فهم اشتروا اي استعاظوا عن اتباع ايات الله جل وعلا بالثمن القليل وهي الدنيا لان الدنيا كلها ثمن قليل لا تساوي شيء مع الاخرة قال جل وعلا فصدوا عن سبيل الله. هذه طامة اخرى ومعتاظ بالدنيا عن الايمان وايضا يصدون الناس يحاربونهم ويدفعونهم ويردونهم عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وعن اتباع سبيل الله وعن الايمان انهم ساء ما كانوا يعملون. قبح ما كانوا يعملونه من عمل من استعاظتهم واشترائهم بايات الله الثمن القليل وبصدهم عن سبيل الله فانها اعمال قبيحة لان ساء من افعال الذنب قال لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة تأكيد بعد تأكيد انهم لا يرقبون ولا يراعون في المؤمن او في المؤمنين الا عهدا او قرابة ولا ذمة واولئك هم المعتدون اي المتجاوزون لحدود الله وكفى بهذه الصفات عذرا بقتالهم او سببا في الحث على قتالهم قال جل وعلا فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين ونفصل الايات لقوم يعلمون كما مر تابوا التوبة هي الرجوع من معصية الله الى طاعته واقاموا والمراد بها الايمان يتوبون من الكفر فيدخلون في الايمان ويصبحون من اهل الايمان واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين في الاسلام صاروا اخوة لكم لا تثبت لهم الاخوة الا بهذه الامور والا لو تابوا ولم يقيموا الصلاة فليسوا باخوة قال جل وعلا ونفصل الايات لقوم يعلمون نفصل اي نوضح ونبين ونجلي الايات والدلائل وبينات لكن لقوم يعلمون عن الله مراده اهل علم وبصيرة يعرفون ربهم ويعلمون ان ما ما جاءهم هو الحق ليسوا قوم جهلة يشكون في هذا الدين ولا يعتقدون صوابه قال جل وعلا وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ان نكدوا النكث هو النقظ نكثه ونقض العهد وان نكثوا ايمانهم والمراد بالايمان هي العهود والمواثيق وايمانهم فيها قراءتان قرأت ايمانهم على ان المراد بها الحلف او اليمين المراد يعني العهود التي اكدوها لكم بالحليف وقرأ ايمانه ايمانهم وان نكثوا ايمانهم يعني ارتدوا ولم يؤمنوا وهما قرأتان سبعيتان صحيحتان قال وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم من بعد عهدهم لكم العهد الذي ابرموه معكم وطعنوا في دينكم ضموا الى ذلك وهذا اخبار عن حقيقتهم لانهم كانوا يفعلون ذلك طعنوا اي قدحوا وسبوا دينكم عابوه وانتقصوه وذموه فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون فقاتلوا ائمة الكفر اي رؤوس الكفر وقرأ ائمة الكفر بالهمز وقرأ ائمة الكفر قرائتان سبعيتان صحيحة بهمز وبدون همز وعلى كل القراءتين المراد به الرؤوس الكفار لان الرؤوس لهم اتباع فمقاتلتهم يعني ذلك قتلهم وقتل اتباعهم الذين سيكونون معهم او يذبون عنهم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لا عهد لهم ولا يصدقون في ما حلفوا واكدوا لعلهم ينتهون لعلهم ينتهون عن كفركم وعن الطعن في دينكم والمظاهرة عليكم وهذا دليل ان هذا من مقاصد الاسلام مقاصد الجهاد انتهاء اهل الشر والكفر من الطعن في الاسلام وفي الصد عنه المقاصد الجهاد في سبيل الله لان الله عز وجل قال لعلهم ينتهون. قاتلوهم لعلهم ينتهون عن طعنهم في دينكم وصدهم وعدم وفائهم بالايمان ونقض المواثيق قال جل وعلا الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدؤوكم اول مرة الا يحتمل هنا انها على التحويظية التي معنى الحظ الا تغادر يعني هلا قاتلتم او قاتلوهم يعني بمعنى هلا بمعنى الة تحضيضية تحض على القتال ويحتمل انها الهمزة واللام تكون الهمزة ولاء نافية فيكون الاستفهام هنا انكاريا لماذا لا تقاتلون هؤلاء الذين نكثوا ايمانهم يعني ينكر على المؤمنين عدم قتالهم الا تقاتلون قوما نكثوا ايمانهم اي نقضوا عهودهم ومواثيقهم وهموا باخراج الرسول صلى الله عليه وسلم هموا بذلك وفعلوا اخبر انهم هموا فعلا هم هموا وكانوا سببا في خروج النبي صلى الله عليه وسلم فاجتمع طائفة من من الكفار كل معه السيف واحاطوا بيت النبي صلى الله عليه وسلم يريدون قتله هموا بذلك هموا بقتلي وكان الهمهم هذا سبب في اخراجه فخرج النبي صلى الله عليه وسلم واختفى في غار ثور ثلاثة ايام ثم هاجر الى المدينة فهم الذين اخرجوه من مكة فهؤلاء الذين فعلوا برسول برسوله صلى الله عليه وسلم هذا الفعل الا يقاتلون فعلوا برسولكم هذا لاحظوا هذه كل هذه الايات الان كلها حث وحظ على قتال الكفار وعدم الهوادة معهم ولهذا نزلت اية براءة بالعذاب بالسيف قال جل وعلا وهموا باخراج الرسول وهم بدؤوكم اول مرة يعني هم بدأوكم اول مرة سواء قلنا انه عائد على القتل القتال او على نقض العهد فهم اول من بدأوا القتال في غزوة بدر هم اول من بدأ القتال وهم اول من بدأ بنقض العهد وهم اول من هم باخراج النبي صلى الله عليه وسلم وقتله قال وهم بدؤوكم اول مرة اتخشونهم وهذا استفهام انكاري تخافونهم فالله احق ان تخشوه لان الخشية هي الخوف مع العلم فتخشونهم لما تعلمون من قوتهم وما عندهم من من الاستعداد والكثرة فالله احق ان تخشوه. انتم مؤمنون تعرفون ربكم تعلمون عظمته وجبروته وقوته وسطوته فالله احق ان تخشوه وتخافوا منه وتستجيب لامره فتقاتل اعداء الله جل وعلا ولا ترهبوا منهم ولا تنكلوا قال فالله احق ان تخشوهم ان كنتم مؤمنين هذا للحث والحظ الشديد كما تقول افعل كذا ان كنت رجلا افعل كذا ان كنت صادقا لان الله عز وجل يقول ان كنتم مؤمنين يعني اخشوني ولا تخشعوا الكفار فاطيعوني وقاتلوا في سبيلي قاتلوا الكفار ان كنتم مؤمنين حق الايمان ولا شك ان الايمان مطلب كله مسلم فانما امنوا بالله ورسوله حتى يكونوا من في ضمن المؤمنين ثم قال جل وعلا قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ايضا تهييج وتحظيظ واغراء على قتال المشركين الناكثين لايمانهم الذين هموا باخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم باشروا القتال لهم والجهاد وابشروا يعذبهم الله بايديكم وينصركم عليهم اي تقتلونهم يعذبهم ويوقع الله بهم العذاب على ايديكم فتقتلونهم وينصركم عليهم يجعل الدائرة لكم عليهم تنتصرون وتغلبونهم وتهزمونهم ويشفي صدور قوم مؤمنين يشفي صدور قوم مؤمنين قال الطبري ويبرئ داء ويبرئ الله داء الداء الذي في في الصدور ويبرئ داء قوم مؤمنين بالله ورسوله بقتل هؤلاء المشركين بايديكم واذلالهم وقال السعدي رحمه الله او السعدي محمد عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي قال نعم ولا هذه الاية التي بعدها يكفي قول الطبري يشفي يا اخوان قتال الكفار لان هذا دليل الكفار يفعلون بالمؤمنين الاشياء التي تمرض قلوبهم فيصبح في قلوب المؤمنين غيظ بسبب ما ينالونه او او ينال من دينهم وما يفعل بهم فقاتلوا الكفار حتى يشفي ذلك ويزيل ما في تلك القلوب المؤمنة مما حصل لهم من الكفار قال ويشفي صدور قوم مؤمنين وهذا الاصح انه على العموم كل مؤمن اذا مكن الله من الكفار وقتلوا فانه يشفى ما في صدره على الكفار وقال بعض المفسرين هي في خزاعة في قبيلة خزاعة لماذا لانهم كانوا مع حلف النبي صلى الله عليه وسلم فنقضت قريش مساعدة بني بكر على قتل خزاعة وقيل غير ذلك. والصواب ان الاية عامة كما ذهب اليه ابن كثير رحمه الله ويشفي صدور قوم مؤمنين مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم يذهب غيظ قلوبهم اي وجد قلوبهم فان المؤمنين يجدون في قلوبهم شيئا وغيظا والغيظ في الاصل هو الغظب الغيظ هو الغظب قالوا لكنه الغضب المشوب بارادة الانتقام الغيظ هو الغظب لكن غضب مشوب ومصحوب بارادة الانتقام ولهذا قال ويذهب غيظ قلوبهم وهذا قلوب المؤمنين ويتوب الله على من يشاء ممن لم يقتل منهم يتوب الله على بعضهم بعض هؤلاء الكفار فيؤمنون ويدخلون في دين الله عز وجل والله عليم حكيم. عليم قد احاط علمه بكل شيء. ومن ذلك فرضه الجهاد. فهو لعلمه التام وهو اعلم بما يصلحكم ويصلح حالكم بل ويصلح حال الكفار وهو الحكيم جل وعلا في شرعه وقدره واحكامه وفي كل شيء ومقتضى ختم الاية بهاتين الصفتين وجوب التسليم لحكم الله والاستجابة له لانه بناء على علم العليم وحكمة الحكيم جل وعلا ثم قال جل وعلا ام حسبتم ان تتركوا معنى ام حسبتم ام ظننتم وام هنا قالوا هي ام المنقطعة التي هي بمعنى الهمزة وبل بمعنى الهمزة وبل بل احسبتم ان تتركوا وقالوا ان بل هنا للاظراب لان بل تأتي للاظراب وتأتي للانتقال فقالوا انا هنا للاظراب يعني اظرب عن الموضوع السابق الى موظوع اخر. ويجوز ان تكون للانتقال الامر فيه سعة فيقول الله عز وجل ام حسبتم ايها المؤمنون ان تتركوا على ما انتم عليه دون جهاد ودون مناجزة للاعداء ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ما يمكن ان يترك المؤمن هكذا يا اخوان ولهذا قال الله عز وجل في اية اخرى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون او جبت الانسان هذا دين الله يا اخي غالي عظيم لابد تبتلى في هذا الطريق وقال جل وعلا في اية اخرى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين وقال ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ايات كثيرة ولهذا قال جل وعلا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولما ولم بمعنى كلها جازمة ومن معناها من حيث المعنى ام حسبتم ان تتركوا من غير جهاد ومناجزة للكفار وخروج في سبيل الله ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يعلم الله الذين جاهدوا منكم والعلم هنا يا اخوان المراد به العلم المترتب عليه الثواب والعقاب لا العلم الازلي لان علم الله عز وجل الله علم كل شيء ازلا ولكنه جل وعلا لا يؤاخذ العباد ولا يحاسبهم بعلمه الازلي ولكن يؤاخذهم حينما يقع ما علمه عنهم فيباشرونه ويفعلونه عند ذلك يأخذهم جل وعلا فقالوا هنا العلم هنا معناه العلم المترتب عليه الثواب والعقاب العلم الذي يحصل بعد فعل الشيء ومباشرة الشيء والا الله قد علم انهم سيفعلون ذلك لكن لا يؤاخذهم بعلمه السابق فلما وجدوا وخلقوا وفعلوا هذه الافاعيل وجد منهم الفعل عند ذلك اخذهم الله جل وعلا ولهذا قال ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله والمؤمنين ولي جاه وهذا هو وان كان فيه اخبار لكن فيه حث على الاتصاف بهذه الصفات وهو الجهاد في سبيل الله وايضا آآ عدم اتخاذ وليجة وبطانة من دون المؤمنين بل يكون المسلم مع المؤمنين ظاهرا وباطنا ولهذا قوله ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه الوليجة كما قال ابو عبيد قال هي الدخيلة وهي كل شيء ادخلته في شيء ليس منه الوليد هي الدخيلة وهي كل شيء ادخلته في شيء ليس منه وقال في الراء الوليدة البطانة من المشركين والمعنى واحد يعني على قول ابي عبيدة او قول الفراء مؤدى المعنى واحد اي كيف تتخذون دخيلة او بطانة من المشركين تفشون اليهم باسراركم واموركم وبهذا فسره الطبري رحمه الله في تفسيره فلا يجوز للمؤمنين ان ان يتخذوا بطعنة وليجة بطانة يسرنا اليهم يصاحبونهم يوادونهم من الكفار الولاء والبراء الاخوة والمحبة للمؤمنين واما بالنسبة للكفار فالعداء والبغضاء والبراءة ولا يتخذ وليجه بطانة تسرنا اليهم تأنسون بهم قال جل وعلا ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون الخبير هو الذي احاط بدقائق الامور العليم بدقائق الامور وبواطنها وهو ايضا وهذا ايضا تهديد وتخويف يا اخوان الله عليم ببواطن الامور بما تعملونه فان عملتم واطعتم وجاهدتم ولم اتخذوا ولية فالله عليم بذلك يثيبكم اعظم الثواب وان كانت الاخرى فالله عليم بكم وسيجازيكم على عملكم قال ثم قال جل وعلا ما كان المشركين ان يأمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر اولئك احببت اعمالهم وفي النار هم خالدون طيب نتوقف هنا ونلقي بعظ الاسئلة او سؤال واحد شو نسأل بس الايات كثيرة وش نسأل نعم وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله استدل بهذه الاية على مسألة عقدية بعقيدة اهل السنة والجماعة في كلام الله فما هذه المسألة سؤال واضح ولا نعيد مرة ثانية اي نعم فاجره حتى يسمع كلام الله استدل بها على مسألة عقدية مذهب اهل السنة والجماعة في كلام الله. فما هي هذه المسألة طيب رأيك مشكلة الواحد اذا اختار وانا والله كان طلبت من الاخوان انهم يعفوني اني ما اختار طيب على كل حال الذي امامي باخذك انت خذ. تفضل نعم هو كلام الله بحرف وصوتا جيد احسنت والجواب صحيح والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على مال عبده ورسوله نبينا محمد