بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الله جل وعلا ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر اولئك حبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون هذه الاية الكريمة مباركة فيها بيان ان المشركين لا يعمرون مساجد الله وانما يعمرها اهل الايمان والتقوى ولهذا قال او قرأ الجمهور مساجد وقرأ ابن كثير وابو عمرو ويعقوب مسجدا فيكون المراد به المسجد الحرام فقط وكلا القراءتين حق لكن الصواب ان معنى الاية يتعلق بجميع المساجد ما كان للمشركين اي ليسوا باهل ان يأمروا مساجد الله. لان اهم ما تعمر به المساجد الايمان فلا بد ان يكون مؤمنا بالله جل وعلا وهم يفتقدون هذا الشيء والمراد بالعمارة هنا هي العمارة العمارة بالعبادة وان كانت العمارة الحسية البناء كذلك لكن ايضا والاهم هو عمارة المساجد بالطاعة بالصلاة والتعبد فيها لله وحده لا شريك له وذلك لا يكون الا من المؤمنين لان الكافر لا يقبل الله له عملا ما لم يؤمن ولهذا نفى الله جل وعلا عنهم عمارة المساجد فقال ما كان للمشركين اي ليسوا باهل ان يعمروا مساجد الله بما تعبر تعمر به من العبادات لانهم كفرة لم يأتوا باصل الايمان ولهذا قال شاهدين على انفسهم بالكفر فهم بحالهم ومقالهم يشهدون على انفسهم بالكفر كفار كفار يدل على ذلك ويشهد عليه اقوالهم يدعون الاصنام ويعتقدون ان مع الله اله اخر ويذبحون وكذلك بالاعمال يذبحون لغير الله ويتقربون الى غير الله فهم شهدوا على انفسهم بالكفر في اقوالهم وافعالهم. ومن كان كافرا لا يعمر مساجد الله انما يعمرها اهل الايمان ولهذا قال جل وعلا اولئك حفظت اعمالهم اولئك وهم المشركون الذين شهدوا على انفسهم بالكفر حبطت اي ذهبت وزالت اعمالهم. فمهما عملوا من عمل من عمل من حسنة فانها تبطل اذهب اثرها ولا ينتفعون بها. كما قال جل وعلا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا والشرك يكفي في احباط العمل كما قال الله جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك وقال بعد ان ذكر ثمانية عشر نبيا في كتابه قال ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون قال جل وعلا وفي النار هم خالدون حبطت اعمالهم وهم خالدون مخلدون. ابد الاباد لا يقضى عليهم فيموتوا وما هم منها بمخرجين. ثم قال انما يعمر الله انما تفيد الحصر فعمارة المسجد الحقيقية محصورة بمن يؤمن بالله واليوم الاخر ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ولم يخش الا الله انما تريد الحصر فعمارة المساجد محصورة فيمن تأتي صفاتهم او اعمالهم انما يعمر مساجد الله من امن بالله. اي صدق واقر وافرده وحده جل وعلا بالعبادة وامن باليوم الاخر بالبعث والنشور والمجازاة عن العمل فاصلح العمل استعدادا لذلك اليوم واقام الصلاة اتى بها في وقتها خالصة لله كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من السنن. واتى الزكاة اعطى زكاة ما له اذا وجدت الزكاة بشروطها وهي الحول والنصاب والملك ولم يخش الا الله لم يخشى الخوف المبني على علم الا الله وهذا فيما يتعلق فيما يختص الله به خوف العبادة واما الخوف الجبلي الطبعي فهذا لا يلام الانسان عليه فاوجز في نفسه خيفة موسى هذا شيء جبلي ولكن المراد هنا خوف العبادة خوف السر لا يخشون الا الله سبحانه وتعالى افرضوا الله جل وعلا بهذه الخشية قال فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين الذين هدوا الى الصراط المستقيم وعسى من الله واجبة كما قال ابن عباس والحسن قالوا عسى من الله واجبة يعني متحققة فما دام ان الله قال فعسى اولئك ظاهرها الرجاء عسى ان يقع لهم هذا فلو كان الكلام غير كلام الله لقيل قد يقع وقد لا يقع لكن الله جل وعلا اذا قال عسى ان يكون كذا فهو متحقق واقع حاصل فعسى من الله واجبة وعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين. ثم قال جل وعلا اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر هذه الايات ذكر المفسرون لها اسبابا لنزولها فمنها ان كفار قريش قالوا عمارة بيت الله الحرام وقيام على سقاية وقيام على السقاية سقاية الحجيج وغيرهم خير ممن امن وجاهد وكانوا يفتخرون بالحرم ويتكبرون على غيرهم فانزل الله عز وجل هذه الايات اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن بالله واليوم الاخر جاء في صحيح مسلم انها في بعض المسلمين وهو ما رواه مسلم في صحيحه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء الى المسجد يوم الجمعة فوجد رجالا يتحدثون بينهم فقال احدهم ما ابالي الا اعمل عملا بعد الاسلام الا ان اعمر المسجد الحرام. وقال الاخر الجهاد في سبيل الله افضل مما قلتم وقال اخر ما ابالي ان اعمل عملا بعد الاسلام الا ان اسقي الحاج فقال فزيرهم عمر وقال لا ترفعوا اصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك يوم الجمعة ولكن اذا صلينا الجمعة دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم فسألناه فلما صلوا دخل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فنزلت هذه الاية جعلتهم سقاية الحج وعمارة المسجد الحرام هكذا والحديث في صحيح مسلم وفي نوع اشكال الحقيقة لان ظاهر الايات انها في الكفار لكن مع ذلك يقال العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فلا شك ان عمارة المسجد الحرام ان الايمان بالله عز وجل افضل منها. لكن من جمع الله له بين الحسنيين؟ الايمان بالله واليوم الاخر ويعمر المساجد ويسقي الماء هذا نور على نور وخير الى خير. لكن هي في الكفار الذين تفاخروا وافتخروا في انهم يقومون بهذه الاعمال سقاية الحاج واعمار المساجد والمسجد الحرام وذكر ايضا جاء بسند يجوده بعض اهل العلم انها نزلت في العباس ابن عبد المطلب انه بعدما اسلم او لما اسر تكلم الصحابة او عيروهم بالشرك ففاخرهم قال تفتخرون بانكم اسلمتم قبلنا؟ نحن نسقي الحجاج ونعمر المسجد الحرام وانتم لا تفعلون هذا فنزلت الاية وهذا محتمل ان في العباس قبل اسلامه فالحاصل ان الله جل وعلا انكر من سوى بين الايمان به وبين بعض الاعمال حتى ولو كانت عمارة المسجد الحرام او سقي الحجيج فلا ينفع ذلك الا بعد الايمان بالله جل وعلا فقال اجعلتم سقاية الحاج وهذا استفهام انكار ينكر الله عز وجل عليهم سقاية الحاد وسقاية الحاج اي سقيوا الحجيج الماء هو اخراج الماء من زمزم وسقي الحجيج. او حتى لو كان اسقاؤه من غير ماء زمزم وعمارة المسجد الحرام وهي بناؤه كانت قريش يبنون المسجد الحرام لما كان بايديهم قال كمن امن بالله واليوم الاخر هنا في اشكال لان المقييس والمقيس عليه بينهم اختلاف والمشبه المقارن بينهما فيه اختلاف. فالاولى قال سقاية. عمل والثاني نص على صاحب العمل قال كمن امن كالذي امن فلابد ان يوحد اما ان يقول اجعلتم اصحاب سقاية الحاج او اعمال اصحاب اصحاب سقاية الحجاج وعمارة المسجد كعمل من امن او نقول اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كايماني من امن؟ يوحد بينهما هو الامر بهذا بسيط هذا هو هو المفهوم وهو المعنى المراد. فالله جل وعلا انكر على من سوى بين من عمر المسجد الحرام وسقى الحجيج مع عدم الايمان انكر ان يسوى مع من امن بالله جل وعلا واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله ولهذا فصل الله بينهم فقال لا يستوون عند الله هذا فصل القضاء من الله. لا يستوون عند الله. قال الطبري لا يستووا لا يستوون هؤلاء واولئك ولا ولا تعتدلوا احوالهم عند الله ومنازلهم لان الله لا يقبل بغير الايمان به واليوم الاخر عملا ثم قال جل وعلا والله لا يهدي القوم الظالمين. لا يهديهم اي لا يوفقهم الى الايمان وهذا دليل ان الشرك ظلم وهو الظلم العظيم فالمشركون لا يهدون الى الصراط المستقيم وهذا وان كان على سبيل الخبر لكنه حث للايمان بالله جل وعلا والا فما تنفع الاعمال يجتهد الانسان واعظم ما يتقرب به الايمان بالله وحده لا شريك له. التوحيد وهذا من اعظم من اعظم ما يمن الله به جل وعلا على العبد الايمان به وحده لا شريك له. وهو سبب كل خير. ثم قال جل وعلا الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجة عند الله. ايضا هذا زيادة في البيان والايضاح وترجيح كفة المؤمنين المجاهدين المصلين المؤمنين باليوم الاخر فذكر شيئا من اعمالهم التي يتميزون بها عن اولئك فقال الذين امنوا صدقوا واقروا وجاهدوا في سبيل الله بذلوا الجهد في قتال الاعداء لاجل اعلاء كلمة الله باموالهم وانفسهم فانفقوا الاموال من اجل الجهاد في سبيل الله على انفسهم او على غيرهم او في دوابهم والعاتهم التي يشترونها استعدادا للحرب وكذلك بانفسهم جادوا بانفسهم بان باشروا الجهاد بانفسهم وخرجوا للقاء العدو قال اعظم درجة عند الله ارفع منزلة عند الله جل وعلا من سقاة الحجيج وعمار وعمار المسجد الحرام بدون ايمان لا يستوي هذا مع هذا قال اعظم درجة عند الله وهذه هي الدرجة وهذه هذا هو العلو المطلوب هو الذي يحرص عليه اذا كان علوك عند الله اما عند الناس ما هو ما هو بعبرة ما هو بعبرة لان الناس قد يريدونك فيما حرم الله. لكن لا يكون الانسان مقامه عند الله رفيع الا اذا كان من المؤمنين المتقين من اهل الجنة ولهذا قال واولئك هم الفائزون الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنة. الفائزون بالثواب العظيم عند الله جل وعلا واي هوز اعظم من دخول الجنة والنظر الى وجه الله الكريم فيها ثم قال جل وعلا يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان. يبشر الله جل وعلا هؤلاء الذين امنوا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم يبشرهم والبشارة به الخبر الذي تتهلل له بشرة الوجه بشرة الوجه وهنا في الخير برحمة منه انه سيرحمهم ويدخلهم الجنة ورضوان اي رضا ويرضى عليهم لكن رضوان صيغة مبالغة مثل الغفران وهذا دليل على عظم رضاه جل وعلا فيبشرهم الله بهذا الخير العظيم برحمته لهم فمن رحمه الله لا يشقى ابدا. وبرظوانه عليهم ومن رضي الله عنه لا يسخط عليه ابدا ولو سخط من سخط. قال جل وعلا وجنات فوق هذا يرحمهم ويرضى عنهم ويدخلهم جنات بساتين كثيرة الاشجار لكل واحد منهم داخل الجنة ونعيم مقيم لهم فيها من من انواع النعيم التي لا تحصى وفيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت وهو نعيم مقيم ما ينقطع بعد مدة بل خالدين فيها ابدا ثم قال جل وعلا خالدين فيها ابدا وهذا ايضا من النعيم العظيم اكد لهم انه في هذا النعيم وفي هذا هذه الرحمة وبهذا الرضا خالدين دائما وابدا لان الانسان اذا كان في نعمة كما لو كنا مثلا الان في هذا الدرس في طلب العلم لكن يعرف انه بعد مدة سينقطع ويذهب الى بعض الاعمال المشغلة وكذا يصيبه شيء من الحزن لكن اهل الجنة لا يعرض لهم شيء من هذا لانهم خالدين فيها ابد الاباد ما ينتهي هذا الخلود ولا ينقطع وهذا فضل الله يمن به على من يشاء ان الله عنده اجر عظيم ان الله عنده اجر عظيم لا يقدر قدره ولا احد ولا احد يدرك قدره لكن المؤمن يؤمن بالنصوص لكن حقيقة هذا النعيم الان لا يدرك لكن في الاخرة من كان من اهل الجنة سيجد ذلك فهو اجر عظيم عند الرب العظيم جل وعلا. ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء استحبوا الكفر على الايمان. نادى عباده المؤمنين بوصف الايمان وهو شامل لكل مؤمن من زمن النبي صلى الله عليه وسلم الى يوم القيامة لانه لا يمتثل ما سيأتي من نهي الا من كان متصفا بالايمان لا تتخذوا ابائكم واخوانكم لان هؤلاء يعني من اعظم ما يميل الانسان اليهم لان الاباء هم الاصل والاخوان هم فرع الاصل يشاركونك لا تتخذوهم اولياء قال ابن جرير الطبري لا تتخذوا ابائكم واخوانكم بطانة واصدقاء تفشون اليهم اسراركم وتطلعونهم على عورة الاسلام واهله يتاخدون اولياء يوالونهم على حساب الاسلام والمسلمين لا ما يجوز لكن لهم المحبة الطبيعية يساعدهم يعينهم فيما لا يتعارض مع دينه قال جل وعلا ان استحبوا الكفر على الايمان ان استحب اباؤكم واخوانكم واختاروا الكفر على الايمان فبقوا على الكفر ولم يدخلوا في دين الاسلام. فلا يجوز ان تتخذهم اولياء قال جل وعلا ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون يتولهم قال الطبري يتخذهم منكم بطانة من دون المؤمنين ويؤثر المقام معهم على الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودار الاسلام فاولئك هم الظالمون الذين ظلموا انفسهم بتعريضهم لعقوبة الله جل وعلا باتخاذهم الكافرين اولياء من دون المؤمنين منين ثم قال جل وعلا قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون ومساكن ترضونها احب اليكم احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره ذكر هذه الامور يعني عدد انواعها لانها هي التي يحصل فيها هي التي تحب ولها محبة وهي دائما التي تتعارض مع محبة الله ومحبة رسوله فاذا عارض شيء محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم فان قدمه الانسان فقد خاب وخسر. وهو على خطر عظيم وان قدم محبة الله على هذه الامور فهو الناجح المفلح الفائز لانه كثير ما تعارض محبة الوالد او محبة الولد او محبة المال او محبة العشيرة او محبة البيوت او محبة ومحبة محبة الله جل وعلا فالمؤمن يقدم محبة الله جل وعلا ويترك هذه ويؤخر محبة هذه الاشياء اذا تعارض مع محبة الله ولهذا قال الله جل وعلا قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم هؤلاء كلهم يحبهم الانسان ولا شك والمحبة الطبيعية الجبلية هذه لا شيء فيها بل محبة الاجلال والتقدير والبر ايضا في حق الوالدين ايضا امر مطلوب لكن المراد المحبة التي تحمل على تقديم امرهم وشأنهم وما يريدونه على ما يحبه الله ويريده ولهذا قال قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم قبيلتكم واموال اللي اقترفتموها وماذا اقترفتموها يعني اكتسبتموها لان الاقتراف هو الاكتساب واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها التجارة تخشون كسادها اي عدم نفاقها فساد وهو فساده وعدم انفاقها. يعني ما ما تنفخ هذه التجارة اذا باع بالحلال او ما يرضي الله عز وجل او ما يشتريها الناس يقول لا الله غفور رحيم غش كل ربا افعل اعوذ بالله قدم محبة هذا الماء هذه التجارة على محبة الله محبة الله لا تقع في معصيته. ولا تغش ولا تأكل الربا ولا تفعل امرا حرمه عليك قال جل وعلا ومشاكل ترضونها. المساكن هي المنازل والقصور التي يسكنها الانسان تعجبكم قصوركم ومبانيكم وبيوتكم فتقدمونها ترون الاقامة فيها يقدمونها على محبة الله ومحبة رسوله. يريد منكم ان تخرجوا للجهاد في سبيل الله. فتؤثرون ذلك ولا تخرجون احب اليكم من الله ورسوله هذا هو هذا هو خبر كان ان كان اباؤكم وما بعد ابائكم معطوف عليه يعني على اسم كان وخبرها احب احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله. اذا كانت هذه الامور المذكورة احب اليكم من الله فتقدمونها على محبة الله اذا جاء امر الله وهذه وامر هذه الامور قدمتموها وكذلك تقدمونها على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تقدمونها على الجهاد في سبيله فتبقون مع الاولاد مع الاباء وعند الاموال وفي البيوت ومع العشيرة وتتركون الجهاد في سبيل الله فتربصوا حتى يأتي الله بامره. تربصوا انتظروا انتظروا ما يحل بكم من العقاب من الله سبحانه وتعالى لانكم فعلتم امرا منكرا فتربصوا حتى يأتي الله بامره الذي لا مرد له وهو عقابكم ايقاع العقوبة بكم وقيل امر الله المراد به فتح مكة وهذا فيه بعد لان الخطاب هنا والله اعلم مع المؤمنين يا ايها الذين امنوا فالمراد انه تحذير وتخويف وتهديد لمن قدم محبة هذه الامور على محبة الله يقال له انتظر حتى يأتيك تأتيك العقوبة من الله عز وجل والامر الذي قظاه وقدره على من عصاه وقدم محبة هذه الامور على محبته. ومحبة رسوله والجهاد في سبيله ثم قال والله لا يهدي القوم الفاسقين اي لا يوفقهم الفاسقين الخارجين عن طاعته وهذا اللي يا اخوان ان الجزاء من جنس العمل فمن اقبل على الاعمال الصالحة وفقه الله الذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم والفاسق الذي يزيغ ويبتعد ويعمل الذنوب والمعاصي لا يوفق فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم قال جل وعلا لقد نصركم الله في مواطن كثيرة في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين لقد نصركم الله ايها المؤمنون نصركم الله ايها المؤمنون في مواطن كثيرة في بدر وفي غيرها من الغزوات بل ونصرتكم يوم حنين ويوم حنين معطوف على مواطن تقدير الكلام نصركم الله في مواطن كثيرة اغلب غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ونصركم يوم حنين ثم ذكر شيئا ونصركم يوم حنين حينما اعجبتكم كثرتكم لانهم قالوا لن نغلب اليوم من قلة ابدا لماذا؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة جاء معه بعشرة الاف مقاتل من المدينة ففتح الله عليه مكة ثم مكث ايام في مكة ثم خرج في شهر شوال الى جهة الطائف بلا هوازن لانه بلغه صلى الله عليه وسلم ان هوازن وثقيف ومن معهم صاروا يجمعون ويعدون العدة لقتال النبي صلى الله عليه وسلم وللقضاء عليه فبلغه خبرهم فتوجه اليهم فخرج معه العشرة الاف الذين قدموا من المدينة وخرج معه الفان من اهل مكة الذين اسلموا حديثا ودخلوا في الدين الصحابة رضي الله عنهم ما عندهم اسلموا في رمظان في اخر رمظان فتح مكة او بعدها باقل من شهر بايام يخرجون للجهاد في سبيل الله مع النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الراوي قال فسار النبي صلى الله عليه وسلم اليهم وكانوا اولئك قد اعدوا عدة وهو انهم اتفقوا على انهم يسبقون النبي صلى الله عليه وسلم الى وادي حنين ووادي حنين هو الذي يسمى اليوم وادي الشرائع وهذه الشرائع هو شرق مكة جهة عرفة بعد عرفة وادي يبعد عن مكة ثلاثين كيلو الان هذا هو وادي حنين فهوازن ومن معهم اولا اتفقوا على ان يسوقوا اموالهم وابلهم ونساءهم واطفالهم معهم لماذا قالوا حتى يستبسل الرجال في الدفاع عن نسائهم واولادهم لكن لو كان النساء والاولاد والاموال خلفهم يفر ويرجع الى ماله قال لا فسوقها حتى يستميتوا في القتال ليقضي الله امرا كان مفعولا ليغنم الله رسوله واصحابه هذه الاموال. هم اتوا لهم بها فسبقه النبي صلى الله عليه وسلم الى وادي حنين في الليل والنبي صلى الله عليه وسلم دفع من مكانه بغلس يعني صلاة الفجر دفع الى اليهم مشى اليهم وما علم انهم قد وصلوا انهم امامه في الوادي وهدى للنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم من الغيب الا ما علمه الله جل وعلا فلما مالوا الى الوادي رشقوهم كأنهم رجل واحد بالنبال والصحابة ما كانوا يعلمون ما كانوا يظنون انهم موجودون يظنون انهم الى الى الامام فما ان رزقوهم عن كذب وعن قوة وعن اتفاق وفاجئوهم الا وانهزم جمع من الصحابة فثبت النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقود وكان على الشهباء وكان اخذ بركاب ناقته بركابها الايمن العباس عمه واخذ بركابها الايسر سفيان ابن الحارث ابن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يمسكانها لان النبي صلى الله عليه وسلم من فرط شجاعته يتقدم الى العدو انهزم اصحابه وهو يتقدم بل كان يرفع صوته صلى الله عليه وسلم يقول يا عباد الله الي ويقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب ويرفع صوته صلى الله عليه وسلم بها ويتقدم الى العدو وما ثبت معه الا ثمانون رجلا وقيل مائة رجل مين هم ابو بكر وعمر وعلي بعض الصحابة والبقية انهزموا لانهم فوجئوا بالعدو فامر النبي صلى الله عليه وسلم العباس ان ان ينادي بالناس كان رجلا جهوري الصوت فنادى فقال قل لهم يا اصحاب الشجرة يا اصحاب السمرة بعض الروايات يا اصحاب سورة البقرة فيا اصحاب السمرة او الشجرة هي شجرة بيعة الرضوان الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الا يفروا من العدو وصار يناديهم لاصحاب سورة البقرة قال فتعاطف الصحابة رضي الله عنهم كما تتعاطف البقر على اولادها لما سمعوا هذا سمعوا هذا سمعوا صوت النبي والنداء الى النبي صلى الله عليه وسلم كانوا منهزمين فجعل احدهم يكبح جماح فرسه ولا ترجع من شدة الهزيمة فيأخذ سيفه ويتحول وينزل الى الارض ويترك البعير يمضي منهزما ويرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فلما اجتمعوا عنده امر النبي صلى الله عليه وسلم بان يكروا عليهم واخذ حصبة من تراب ورمى الكفار فيها وقال شاهة الوجوه فلم يبق كافر الا دخل في عينه شيء من التراب ونزلت الملائكة لكن لم يقاتلوه نزلوا تأييدا وتقوية لكن ما قاتل الملائكة مع النبي صلى الله عليه وسلم الا في غزوة بدر اما يوم حنين نزلوا للتأييد يوم احد نزلوا للتأييد لكن يوم بدر نزلوا وقاتلوا كما مر معنا مقررا فلما كروا على عليهم ولوهم الادبار فقتلوا من قتلوا من ثقيف وهوازل وفر من فر واسروا من اسروا واخذوا اموالهم واولادهم ونسائهم لكنه في بداية الامر حصل عندهم شيء ميقونة الراوي قال فما تراجع الناس الا والاسرى مجندلون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ذهبت الصحابة والمهاجرون اصحاب بيئة الرظوان رجعوا وقاتلوا بقية الصحابة وخاصة حدثاء العهد بالاسلام فروا ما رجعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم الا وجدوا المعركة قد انتهت وقد اسروا من اسروا من الكفار وهو ما ذكره الله عز وجل في هذه الايات المباركات. قد قال جل وعلا لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين ايظا ونصركم يوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم اي سررتم بها واعتمدتم عليها وغفلتم عن ان الناصر هو الله سبحانه وتعالى لا كثرة العدد قال لن نغلب اليوم من قلة قال اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا. سبحان الله ما اغنت عنهم شيء انهزموا فالنصر ما هو بالكثرة بنصر الله جل وعلا وتأييده لاوليائه قال جل وعلا وضاقت عليكم الارض بما رحبت رحبت مأخوذ من الرحب والرحب والسعة يعني ضاقت بكم الارض مع سعتها ومساحتها ضاقت بكم لشدة الخوف الذي لحقكم من عدوكم الانسان اذا خاف ما ينفعه سعة الارض. تضيق الدنيا كلها عنده ولذا قال وضاقت عليكم الارض بما رحبت يعني ديما بسعتها وفساحتها ضاقت بكم لشدة الخوف الذي لحق بكم وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين منهزمين قد وليتم الادبار الى العدو الانهزام ثم قال جل وعلا ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروها انزل الله سكينته اي انزل الامن والطمأنينة نزل نزل امانته وطمأنينته وتثبيته على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى من معه من المؤمنين فحلت السكينة في قلوبهم والطمأنينة والثبات فثبتوا للعدو وقاتلوه ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروها وهم الملائكة لكن لم تروها ايها المؤمنون لكن رآها الكفار كما جاء عن بعضهم قال رأينا سوادا عظيما منذ ان رأيناه ايقنا بالهزيمة قال جل وعلا وانزل جنودا لم تره وعذب الذين كفروا بعذابهم بقتلهم وسبي من سبى منهم. واسر من اسر. هذا العذاب العاجل فعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين جزاؤك بي ان يعذبهم الله جزاء وفاقا على كفرهم قال جل وعلا ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء ثم يتوب الله بعد هذه الغزوة وبعد هذا العصر اذا تاب احد ممن لم يقتل من الكفار من ثقيف وهوازن وغيرهم اذا وبعد ذلك يتوب الله على من يشاء منهم والله غفور رحيم فختم الاية بالمغفرة والرحمة وهو يناسب قبول التوبة على اولئك المشركين الكافرين اذا تابوا. فان الله يغفر ذنوبهم بقبول توبتهم بل قبل ذلك بتوفيقهم الى التوبة وبقبول التوبة منهم وادخالهم في اعداد المؤمنين ثم قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس انما المشركون نجس والنجس هنا فيه قولان قيل المراد انهم نجس في ابدانهم فعليهم الجنابة وعدم الوضوء وقيل بل النجس هنا المراد به الشرك نجس في اعتقادهم فهو نجس معنوي ولا شك ان ان المشركين يجمعون الامرين ففيهم نجاسة الشرك وهي اعظم نجاسة وايضا فيهم نجاسة في ابدانهم اذا كانوا لا يغتسلون من الجنابة لا يغتسل من الجنابة ولا يتوضأون لكن مع ذلك ابدأ انهم طاهرة النجاسة هو نجاسة الشرك وقد تصيبهم نجاسة في ابدانهم لكن لا يقال ان مشرك نجس البدن دائما وابدا اذا كان عليه ما يقتضي ذلك مثل المسلم والا فالاصل انهم مثل غيرهم والدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم شرب في مزادة مشركة واكل طعام يهودي اكل من طعامهم الذي طبخوه ومسته ايديهم وان كان جاء عن بعض السلف انه يقول الكافر نجس فمن مس الكافر فليتوضأ لكن هذا فيه نظر ومراد اعظم شيء النجاسة الشرك والكفر نعوذ بالله هذه هي النجاسة التي لا لا نجاسة فوقها فلا يناسب ان يدخل المشركون الى المسجد الحرام لانه لابد من الطهارة فيه واعظم الطهارة طهارة التوحيد. الايمان بالله وعدم الشرك. لهذا قال انما المشركون نجس فلا اقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا لا يقربوا المسجد الحرام بعد عامي هذا وهو العام التاسع الذي حج فيه ابو بكر ولحق به علي ونادوا في الناس الا يحج بعد العام مشرك فبعد العام التاسع ما قرأ. ما قربوا المسجد الحرام ولا دخلوا مكة وانما حج المؤمنون في السنة العاشرة التي حج فيها النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع قال فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا والمراد المسجد الحرام الحرم كله المراد به الحرم كله فلا يجوز للمشركين ان يدخلوا حدود الحرم المكي بل افيدكم فائدة الحرم المكي كله تضاعف فيه الصلاة بمئة الف صلاة حدود الحرم حتى اذا كنت في التنعيم بعد ما تدخل حدود الحرم او كنت في المزدلفة او كنت في منى وكنت في العزيزية الصلاة بمئة الف صلاة لكن يبقى لمسجد الكعبة فضيلة الجماعة ولهذا مشائخنا الكبار الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين مجموعة من المشايخ اذا جاءوا الى مكة ايام الحج ما يذهبون الى الحرم. يصلون في المساجد التي بجوار بيوتهم يعتقدون ان الصلاة مضاعفة والدليل ان الله جل وعلا يقول في كتابه سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى الى المسجد الاقصى والنبي صلى الله عليه وسلم اسري به من بيته او بيت ام هاني وقال هديا بالغ الكعبة لا يجوز في الهدي ان يؤتى به عند الكعبة ويذبح عند الكعبة والمراد به الحرام وثبت عند احمد بسند جيد ان النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية نزل في حدود الحلم فاذا وجبت الصلاة دخل وقت الصلاة دخل داخل الحرم وصلى فاذا فرغ رجع الى مكانه الى الحل وبهذا نصوص كثيرة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة في المسجد الحرام. لكن في المدينة قال صلاة في مسجدي هذا هذا عليه جمع من اهل العلم ولذلك الحرم كله لا يجوز ان يدخله الكفار. قال جاء عن جابر لكن في سنده ضعف انه يجوز ان يدخله الخدم والمماليك ولكن الجمهور على المنع انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله قال ابن اسحاق عائلة اي فقرا وحاجة وذلك ان الناس قالوا لتنقطعن عنا الاسواق ولتهلكن التجارة وليذهبن عنا ما كنا نصيبه من المرافق نرتفق به من الاعمال اذا اخرجنا الكفار ما يدخلون يأتون بالتجارة والبيع والشراء شفتم عيلة اي فقرا وحاجة فقال الله جل وعلا وان خفتم عيلة بسبب اخراجهم ومنعهم من دخول المسجد الحرام فسوف يغنيكم الله من فضله فاغناهم الله من فضله ومما اغناهم به كما في الاية التي بعدها مباشرة ان ضرب الجزية على الكفار هذا من فظل الله من به عليه واغناهم جل وعلا قال فسوف يغنيكم الله من فضله ان ان شاء ان الله عليم حكيم عليم قد احاط علمه بكل شيء عليم بمصالح العباد علم بما يصلحكم وكذلك حكيم فيما شرع وقدر فهو في منتهى الحكمة التي تضع كل شيء موضعه قال جل وعلا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله كرر مرة بعد مرة وامر وحث وحظ على مقاتلة الكفار وان كان بعض اهل العلم يقول ان هذا المراد به آآ اهل مكة وان كان الذي يظهر العموم وبعضهم يقول بل هذه الاية وهو الحقيقة مقيد فيها ان هذه الاية في اهل الكتاب لكن يقول الله جل وعلا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب اذا هذه خاصة باهل الكتاب لكن لا شك انه يجب ان يقاتل كل مؤمن كما مر معنا في الايات السابقات اذا قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله هذا اول ذنب يستحقون به القتل انهم لا يؤمنون بالله كفار مشركون. ولا يؤمنون باليوم الاخر بالبعث والنشور الذي يحمل على اصلاح العمل ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله من المحرمات فيستحلون ما حرم الله ولا يقفون ولا منها ولا يدينون دين الحق لا يتدينون بالله بدين الاسلام يعني هو دين الحق هو دين الحق الذي رضيه الله جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. ان الدين عند الله الاسلام ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب من جنس اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى حتى يطل جزيته عن يده وهم صابرون. الجزية هي ما يفرض عليهم من المال مقابل اقامتهم في بلاد المسلمين والمسلمون يتكفلون بحمايتهم لكن يذلون بسبب دينهم الكفر فيدفعون جزية ضريبة من المال. قيل في الشهر في السنة يدفع عن كل شهر دينارا وقيل دينارين وقيل ثلاثة ميسرة الامور عليهم بما لا يشق عليهم عن يد فرع يد يعني عن قهر وقيل عن يد يعني لابد الكتاب هو يأتي بيده ويدفع الجزية ما يقبل ان ينيب احد لان في ذلك اذلال واخزاع له حتى يترك هذا الدين الذي هو عليه ويدخل في الاسلام ويكون مع المسلمين وهذا هو الذي حصل لما فتح المسلمون العراق لما كانت العراق قبل البعثة وقبل النبوة كانوا على دين الكفر والشام وغيرها لما دخلوا ظربوا عليهم الجزية ما هي الا سنوات ورجع امن الناس كلهم رأوا سماحة الاسلام وخير الاسلام وفضل الاسلام فدخلوا في دين الله صارت بلاد الاسلام هذه من مقاصد الشريعة العظيمة قال حتى يعطوا الجزء يتأيدوا وهم صاغرون. اي ذليلون حقيرون. لابد يدفعه وهو في غاية الذل والصغاري اهانة له وهذه الاية هي الدليل على وجوب اخذ الجزية من اهل الكتاب وبهذا قال بعض اهل العلم ان اخذ الجزية لا يكون الا من اهل الكتاب وذهب الامام مالك ورجحه شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم الى ان الجزية تؤخذ من كل كافر كتابي عربي عجمي ما دام انه كافر فتؤخذ منه الجزية وهذا هو القول الصحيح كما في الحديث الذي في مسلم لما كان اذا ارسل رسولا ذكر وصايا منها ادع الى الاسلام فان لم يستجيبوا ادعهم الى الجزية فان لم يستطعوا يستجيبوا فاستعن بالله وقاتلهم ورسل النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كانوا يقاتلون داخل الجزيرة كانوا يداخلون يقاتلون العرب فالصواب ان كل كابر يجوز ان تؤخذ الجزية منه سواء كان عربيا او غير عربي. وبعض اهل العلم له تفصيل. يقول العرب ما تأخذ منه الجزية. اما يسلم ولا يقتل ثم قال جل وعلا وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله بعد ان امر الله عز وجل بقتال اهل الكتاب ذكر من اعمالهم ما يوجب قتلهم قاتلوهم لانهم يزعمون الابن لله هذا كفر ما افردوا الله ما وحدوه قالت اليهود عزير ابن الله وعزير قالوا انه لما تسلطت العماليق او العمالقة على بني اسرائيل وقتلتهم وشردتهم صار العزير يبكي حسرة وندامة على ما ذهب من دين بني اسرائيل ما زال يبكي حتى مر يوم مقبرة واذا امرأة تبكي عند قبر واذا هي تقول وكاسية ومطعمة قال لها ايتها المرأة من الذي كان يطعمك ويكسوك قبل ان يموت هذا قبل ان يوجد هذا الرجل قالت الله قال لم تبكين اي تطلبين منه قالت وانت لم تبكي؟ من الذي انزل التوراة على بني اسرائيل ما الذي علم العلماء قال الله قالت لم تبكي اذا فعلم انها موعظة هكذا ذكروا في اخبار بني اسرائيل ويجوز حكاية مثل هذا فقالت له اذهب الى النهر الفلاني تجد شيخا كبيرا فما اطعمك فكله. فجاء اليه فوجد الشيخ فوضع في فمه جمرا ثلاث جمرات فاكلها ثم بعد ذلك عقل التوراة كلها فلما رجع وصار يكتب لهم التوراة ثم لما عاد بنو اسرائيل الذين فروا رجعوا وكانوا قد وضعوا الثورات في الجبال وفي الاماكن فاخرجوها وجدوها كما يقول عزير فقال بعض الجهال منهم هذا ابن الله كيف عرف؟ كيف علم التوراة فقالوا ابن الله هذه طائفة من اليهود يقولون هذا تعالى الله عما يقولون. وقالت النصارى المسيح ابن الله. اعتقدوا ان المسيح ابن لله تعالى الله عما يقولون والله جل وعلا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا فهذا من هذا من الظلم والكفر الذي استحقوا به هذه العقوبة. قال جل وعلا ذلك قولهم بافواههم لا يكون القول الا بالفم اليس كذلك فما معنى هذا يعني قول ما قال ذلك قولهم؟ قال بافواههم قال بعضهم هذا من باب التوكيد القرآن فيه توكيد ولهذا قال جل وعلا يكتبون الكتاب بايديهم والكتابة لا تكون الا باليد وقال بعضهم انه بالتتبع وهذا قاله القرطبي قال بالتتبع ان القول اذا قرن بالافواه يدل على انه كذب اذا قيل قيل يقولون بافواههم دليل انه كذب وزور منه قوله جل وعلا يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم. قال كبرت كلمة تخرج من افواههم اذ يقولون الا كذبا وقال جل وعلا يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم فاذا ربط القول بالفم او بالافواه فهو دليل ان القول كذب بيوت صارت الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله اي على الصلاة اي على ال اي عام اي على الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله لا اله اللهم صلي على محمد قال الله جل وعلا يضاهئون قول الذين كفروا. وقالت اليهود عزير ابن الله وعزير فيها قراءتان قرأ عاصم الكسائي عزير بالتنوين وقرأ الباقون بدون تنوين وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يعني قولا قالوه ونطقوا به حقيقة وهم كذبة في هذا القول يضاهئون قول الذين كفروا يضاهئون يشابهون من المضاهاة ضاهاه يعني شابهه فهم بذلك بنسبة الولد الى الله يضاهئون قول الذين كفروا من قبل يحتمل قال بعض المفسرين الذين كفروا من قبل يعني اللي سب الذين كفروا وسبق ذكرهم قبل هؤلاء وهم كفار قريش. فانهم يقولون بنات الله وقال بعض المرسلين لا قول الذين سبقوا من قبلهم من اسلافهم والامم الماضية فقد وجد فيهم من ينسب الى الله الولد نسأل الله العافية والسلامة. فالحاصل انهم شابهوا الذين كفروا ومشابهة الذين كفروا بحد ذاتها تكفي لكن الذين كفروا وقالوا مثل هذا القول من قبل. ثم قالت قال جل وعلا قاتلهم الله اي لعنهم الله. قال ابن عباس كل شيء في القرآن قتل فهو لعن فهو لعن قتله الله قاتله الله بمعنى لعنه الله اي لعنهم الله انى يؤفكون انى بمعنى كيف يؤفكون يصرفون عن الحق كيف يصرفون؟ لعنهم الله كيف يصرفون عن الحق مع وضوحه وبيانه فطرة القلوب مفطورة على انه لا اله الا الله وحده لا شريك له وما جاءت به الرسل وما انزلت به الكتب. ثم قال جل وعلا اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم الاحبار قالوا هم العلماء من اليهود جمع حبر وقيل له حبر او حبر للكسر حبر من التحبير لانهم يحسنون تحبير الكلام وتحسينه لما عندهم من العلم او حبر لكثرة استخدام استخدامهم للحبر وللدوات المداد لانهم علماء والرهبان جمع راهب وهم عباد النصارى ليسوا العلماء العباد من النصارى لان يغلب عليهم الرهبة والخوف بدون علم ولهذا لما ذكر الله النصارى ذكر العلماء قال منهم قسيسين ورهبانه. الرهبان هم العباد الذين يغلب عليهم الخوف. يتعبدون يخاف من الله لكن ما عندهم علم واما الاحبار فهم العلماء وخص الله هذين النوعين العلما في اليهود والعباد في النصارى لان العلماء الذين ظلوا عن الحق في اليهود اكثر والرهبان الذي في النصارى اكثر ولهذا قال جل وعلا غير المغضوب عليهم ولا الضالين. المغضوب عليهم اليهود لانهم خالفوا الحق عن علم. فالعلم فيهم اكثر لكن خالفوه والظالون هم النصارى فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لانهم جهلوا الحق فتعبدوا لله من قبل انفسهم قال سفيان ابن عيينة من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى قال جل وعلا اتخذوا احبارهم ورهمانهم اربابا من دون الله اربابا قال الطبري اتخذوهم سادة لهم من دون الله يطيعونهم في معاصي الله. فيحلون ما حلوه ويحرمون ما فيحلون ما احلوه مما قد حرمه الله عليهم ويحرمون ما يحرمونه عليهم مما قد احله الله والامام الطبري رحمه الله انتقى هذا من الحديث حديث اديب حاتم في قصة اسلامه صحيحة الاسناد كان نصرانيا عدي بن حاتم ففر الى الشام لما علم النبي صلى الله عليه وسلم توجه كان في جبال طي منطقة طي منطقة حائل ففر الى الشام فجاءت جيوش النبي صلى الله عليه وسلم اخذوا اهله واخته فجأة رد على النبي صلى الله عليه وسلم فلما اهدت عليه قالت يا رسول الله عجوز ما من نفع قد كبرت سني فمن علي من الله عليك وانقطع الوافد نأى الوافد قال من وافدك؟ وافدك؟ قالت عدي بن حاتم. قال الذي فر من الله ورسوله اخوها فاعطاها من عليها واعطاها بعيرا وجهزها حتى ترجع الى اهلها فرجعت وذهبت الى اخيها قالت جئتك من عند من هو خير من ابيك يعطي عطاء لا يعطيه ابوك حاتم الطائي فاذهب اليه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم فلما جاء تلأ النبي صلى الله عليه وسلم عليه هذه الآية قال اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله قال يا رسول الله ما عبدوه قال الم يحلوا لهم الحرام ويحرم عليهم الحلال فيطيعون؟ قال نعم قال فتلك عبادته فتلك عبادته اتخذوا احبارهم ورضوانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. كذلك اتخذوا المسيح ابن مريم ربا قالوا ثالث ثلاثة قالوا ابن الله الى غير ذلك من ضلالاتهم. قال وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. لا اله الا هو سبحانه عما يشركون ما امر هؤلاء اهل الكتاب ولا غيرهم الا ليعبدوا الها واحدا وهو الله وحده لا شريك له لا اله الا هو لا معبود بحق سواه لا معبود بحق الا هو جل وعلا هذا معناه افراد الله جل وعلا بالعبادة فلا معبود يستحق ان يعبد الا هو. ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه الباطل سبحانه تسبيح التنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع التعظيم له تسبيح والتنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع التعظيم له عما يشركون. نص على ان افعالهم هذه شرك عما يكون معه ويجعلونه شريكا له تعالى الله عن ذلك وتنزه. قال يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون يريد المشركون يريد هؤلاء الكفار من المشركين مشركي العرب ومن اهل الكتاب كلهم يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم قال ابن كثير يريد هؤلاء الكفار من المشركين واهل الكتاب ان يطفئوا نور الله اي ما بعث به رسوله صلى الله عليه واله وسلم من الهدى ودين الحق بمجرد جدالهم وافترائهم فمثله فمثلهم كمثل من يريد ان يطفئ شعاع الشمس او نور القمر بنفخه وهذا لا سبيل اليه فكذلك ما ارسل الله به رسوله صلى الله عليه وسلم لابد ان يتم ان يتم ويظهر ويظهر قال مقابلا لهم فيما قالوه وراموه ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون فالكفار يريدون ان يطفئوا نور الله بكل ما يستطيعون من الاقوال والاعمال والافعال والتشكيك ولا يزالون الى يومنا هذا يجتمعون على هذا ويريدون يطفئون الله يقضوا على الاسلام ما يبقى دين ولكن يابى الله جل وعلا الا ان يتم نوره وان يظهر نوره ويظهر دينه ولهذا قال صلى الله عليه واله وسلم والذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الدين حتى تمشط الضعينة تسافر الضعينة من صنعاء الى مكة وبعض الالفاظ من الحيرة الى مكة لا تخشى الا الله والذئب على غنمه جاء في الحديث الاخر ليبلغن هذا الدين مبلغ الليل والنهار بعز عزيز او ذل ذليل عز يعز الله به الاسلام واهله وذل يذل الله به الكفر واهله وبعض الفاظ الحديث قال ليبلغن هذا الامر ما بلغ الليل والنهار ولا ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر المدر الطين لا يدرك الله بيت مدر من الطين ولا وبر من الشعر البادية المتنقلون الا ادخله هذا الدين وقد ادخل الله الناس في الدين ولا يزال الدين ينتشر في كل مكان ولو كره الكافرون فله الحمد وله الشكر قال جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق هذا تقرير لهذا الدين الذي يريدون نور الله الذي يريدون ان يطفئوه بافواههم. هو الذي ارسل رسوله بالهدى قال ابن ودين الحق قال ابن كثير الهدى هو ما جاء به من الاخبار الصادقة من الاخبار الصادقة والايمان الصحيح والعلم النافع ودين الحق هي الاعمال الصحيحة النافعة في الدنيا والاخرة هذا الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. جاء بالهدى وبالدين الحق بالهدى الكتاب المنزل عليه والاحكام التي هي ودين الحق الاعمال التي شرعها وارشد اليها فهو الذي يجب ان يتبع هدى الله ودين الحق هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق لماذا؟ ليظهره على الدين كله. ليعلي الاسلام على الاديان كلها ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. لو كرهوا ذلك وساءهم وهذا والله نراه عيانا بيانا الان. كم يبذل الكفار من الاموال والكيد والتسلط والصد وكيف تنتشر السنة بالناس مع فقر من يدعو اليها وقلة ذات يده هذا امر يريده الله فهنيئا لمن كان ممن سخرهم الله للدعوة الى دينه. والى اظهار دينه الى ان يأذن الله عز وجل بقيام الساعة. تهب ريح من اليمن فتقبض روح كل مؤمن ومؤمنة فلا يبقى الا الكفار عند ذلك تقوم الساعة اما قبل ذلك لا يزال الدين ينتشر بفضل من الله ونصر من الله جل وعلا. ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل كثيرا من الاحبار والرهبان الاحبار جمع حبر هم علماء اليهود والرهبان جمع راهب وهم العباد في النصارى. ومن لهم الولاية والسيادة والامر في اليهود هم العلماء علماؤهم احبارهم. وفي النصارى من لهم الامر وزمام الامر هم الرهبان فاخبر الله عن حاله الفريقين قال لا يأكلون اموال الناس بالباطل للباطل الباطل هو ما ليس بحق يأكلونه بالرشوة يأكلونه باخذ الظرائب يأخذونه مقابل حمايتهم للدين يأخذونه مقابل الفتوى يأخذونه مقابل الحكم بين الناس ولهذا امتنع يهود من الدخول في الاسلام رؤساؤهم بسبب انهم كانت لهم نيالات اموال كانوا يعطون اياها فقالوا ان دخلنا مع محمد وانقطعت عنا هذه الدنيا. من اين تأتينا؟ نصير مثل عامة الناس فكانوا يكونوا اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله يصدون عن سبيل الله عن دين الله عن السبيل الموصل الى الله فيطعنون في الدين ويخذلون ويردون عن فبشرهم بعذاب اليم بشرهم وهي البشارة التي تتغير لها وجوههم فتسود وتتغير بسبب العذاب الاليم اي المؤلم موجع الذي اعده الله لهم جزاء وفاقا على اكلهم واموال الناس بالباطل وعلى صدهم عن دين الله جل وعلا فويل لمن يصد عن دين الله بشره بعذاب اليم. فكن من الداعين الى دين الله ممن يبشرون به ويدعون اليه. لا تكن صادا عنه لا حولك ولا بعملك ولا بافعالك. قال جل وعلا مم نعم والذين طيب نحن ما وصلنا اليه والذين يكنزون الذهب لا نحن في طريقنا نعم حنا قلنا ليأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ثم قال والذين يكنزون الذهب والفضة ما مناسبة ذكر الذين يكنزون الذهب والفضة ابن كثير جاب عبارة لطيفة قال الناس يعولون على العلماء والعباد واصحاب الاموال الناس عموما تجدهم يعولون دائما اما على العلما او على العباد او على رؤوس الاموال فبين حال العلماء والعباد وانهم لا بد ان يتقوا الله ويحذروا من المخالفة وكذلك اصحاب الاموال عليهم ان يتقوا الله فيؤدوا زكاة اموالهم والا يعذبون بها. فرؤوس الناس الثلاثة بين الله صفاتهم الذميمة حتى تحذر وحتى يحذروا منها ويستقيموا على امر الله فقال والذين يكنزون الذهب والفضة والاصل في الكنز هو امساكه او هو المال الذي لا تؤدى زكاته يكنز اي يمسكه حتى يبقى عنده ولا يخرج زكاته فالذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله. سبيل الله عام هنا يدخل للجهاد في سبيل الله ويدخل فيه الزكاة من سبيل الله والنفقة على الاهل في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم احسنتم نعم هذا الذي قلتم لي بشرهم بعذاب اليم ينزل بهم ويحل بهم يوم يحمى عليها في نار جهنم يحمى عليها يعني يوقد على اموالهم في النار حتى تشتد حرارتها فتكوى بها جباههم وجنوبهم نعوذ بالله وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون هذا الذي كنزتموه اليوم. ذوقوا العذاب هذا كنزكم. وقد جاء في السنة ما يدل على هذا احاديث كثيرة منها ما رواه مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله الا جعل له يوم القيامة صفائح من نار. يكوى بها جنبه وظهره في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضى بين الناس ثم يرى سبيله اما الى الجنة واما الى النار. هذا اذا كان من المسلمين وترك الزكاة من باب التكاسل شح على المال والبخل لما بالاستحلال والجحود وهنا مسألة نعم قال فذوقوا ما كنتم تكنزون. يقول ابن جرير ذوقوا فاطعموا عذاب الله فاطعموا عذاب الله بما كنتم تمنعون من اموالكم حقوق الله وتكنزونها مكاثرة ومباهاة هنا مسألة معنى هذا لا يجوز للانسان يكنز المال نقول هذه مسألة قديمة الكلام فيها فقد كان ابو ذر رضي الله عنه يرى انه لا يجوز ان يدخر الانسان شيء من المال الا بقدر نفقة ابنائه طبقة عياله واما اكثر من هذا يرى انه يدخل في الاية وان من كنز المال له هذا هذه العقوبة. واذا كان رأي له وخالف معاوية ونصحه معاوية لما كان امير للشام الا يفشي رأيه فابى الا ان يدافع عنه ويخطئ من خالفه وجمهور يرون ان ما اديت زكاته فليس بكنز المال الذي يزكى لا يسمى كنزا الكنز الذي يعذب به صاحبه هو الذي لا تؤدى زكاته. وهذا هو القول الحق بدليل ما رواه ابو داوود بسند حسن عن ام سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بلغ ان تؤدى زكاته فزكي ليس بكنز مبالغة يؤدى زكاته فزكي فليس بكنز وحسنه الشيخ الالباني اذا الانسان اذا ادى زكاة ما له فانه لا يسمى كنزا وان شاء الله لا يعذب به وان كان انفاق المال في وجوه الخير افضل واعظم اجرا عند الله جل وعلا ولهذا جاء في الحديث لا حسد الا في اثنتين. وذكر رجلا صالحا اتاه الله مالا فسلطه على ملكته في الحق. على هلكته في الحق وقال نعم المال الصالح للرجل الصالح لكن اذا ادى الزكاة لو انه امسك المال لا يقال بانه عاصي او ان في هذا الوعيد طيب نسأل سؤال من يريد ان يجيب؟ انا اريد واحد يرفع يده قبل ان اسأل احنا اليوم سألنا في الوسط طيب الان نبي نسأل من اليمين وغدا يذكروني نبدأ باليمين الاخر طيب الله جل وعلا توعد الذين يكنزون الذهب والفضة فهل يجب عليك وعلينا جميعا ان ننفق اموالنا كلها ولا انا ولا نكنز شيئا منها اذكر الجواب مع ذكر الدليل هذا سؤال ترى ما ما توي اخر كلمة قلتها لا انا بخلي مليون بحط مليون دينار بالبنك يجوز ولا لا فبكن زي ابخليه عشرين سنة ماني مطلعه ايه اذا اخرجت زكاته ما هو الحديث معنى كانت تراك تغش الله يجزاك خير لكن لا بأس. نعم ما بلغ ايش لا بعده شيء انت اسقطت شيء مهم من الحديث فزكي لابد فزكي الجواب صحيح والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على من عبده ورسوله