بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فيقول الله جل وعلا في سورة التوبة ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعا حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين بهذه الاية المباركة يبين الله جل وعلا ان عدة الشهور عند الله جل وعلا التي قدرها وخلقها ورضيها لعباده ان انها اثنا عشر شهرا والمراد بالاشهر هي الاشهر الهلالية او القمرية التي تحسب من بداية الهلال حينما يخرج من جهة المغرب. لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته. فهذه هي الاشهر المعتبرة. وهذه هي الاشهر التي كانت تتعارف عليها الامم السابقة. وهي الاشهر المنضبطة التي لا يمكن ان تختلط الدنيا او يدخل بعضها في بعض. لان الهلال يبدأ هلالا صغيرا ثم يكبر حتى يصغر ثم يغيب ثم يخرج من جهة المغرب. لكن الشمس كل يوم تطلع الشمس وهي بحجمها لكن الهلال كما قال شيخنا العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال لولا الاشهر الهلالية لاختلطت الدنيا في بعضها ما يضبط الحساب لكن ابد اما اجلهم الله الى طلوع الهلال من جهة المغرب ثم يكبر يكبر يكبر حتى يكون في منتصف الشهر بدرا ثم يضعف يضعف يضعف الى ان يخرج من جهة المغرب هذا من الله هذا خلق الله ولهذا قال جل وعلا يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج هذه هي التي يوقت فيها وهي هو التوقيت الدقيق ان عدة الشهور عند الله يعني في حكمه جل وعلا وتقديره اثنى عشر شهرا في كتاب الله ومعنى في كتاب الله يعني فيما قضاه الله وقدره مراد به ايش؟ آآ المراد به اللوح المحفوظ في كتاب الله الكتاب الذي كتبه عنده وكتب فيه مقادير كل شيء ولهذا يقول الطبري اي الكتاب الذي كتب فيه ما هو كائن في قضائه الذي قضى وقال القرطبي اي اللوح المحفوظ وهو بمعنى يوم خلق السماوات والارض حين خلق السماوات والارض جل وعلا لان الله جل وعلا انما خلق السماوات والارض يعني خلقهن بعد خلق القلم وخلق العرش بل بامد بعيد كما صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لما خلق القلم قال له اكتب قال ماذا اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فجرى القلم بالمقادير وذلك قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة يا اخوان فالله جل وعلا خلق السماوات والارض جل وعلا قال يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم. من هذه الاشهر الاثنى عشر اربعة حرم وهذه الحرم بينها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيحين آآ عن ابي بكرة قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم في في حجته فقال الا وذلك يوم النحر بمنى قال ان الا ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم. ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان الحديث ولهذا الاربع الحرم لا خلاف فيها. ثلاثة سرد وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم. وواحد فرد وهو شهر رجب وقيل له رجب مضر لان مضر كانت تعظم الله فيه اكثر من غيرها. ولهذا ما كانوا يقاتلون احدا ولا يعتدون على احد في هذا الشهر معنى حرم يعني ان الله جعلها حراما وفيها زيادة تحريم للذنوب والمعاصي ولهذا اه هذه الاشهر الحرم تعظم فيها الذنوب. الذنوب والمعاصي كلها حرام في كل وقت واوان. لكن تعظم في هذه الاشهر كما ان السيئات كلها حرام ويأثم صاحبها لكنها بمكة تعظم قال جل وعلا ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم وكذلك مثلا الزنا محرم مع كل احد لكن لو زنا الانسان نعوذ بالله ببعض اقاربه او بعض محارمه فهو اشد تعظيما فهذا هو المعنى يعني اربعة حرم يجب على ان ينتبهوا ويحرموها يحترسوا من الذنوب والمعاصي ان كانوا مأمورون بهذا في كل وقت لكن يشتد ذلك في هذه الاشهر الحرم التي جعلها الله حراما. وقال بعض المفسرين الحرم يعني يحرم فيها القتال. يحرم فيها القتال. الصواب انه حرم في كل شيء. يحرم فيها القتال على الراجح كما سيأتي وكذلك يحرم فيها سائر الذنوب فهي ليست كسائر الشهور بل الذنب فيها اعظم منه في سائر الاشهر منها اربعة حرم ذلك الدين القيم. ذلك اي جعل الاشهر اربعة اي اثنا عشر شهرا وجعلوا اربعة من حرم هذا هو الدين المستقيم هو الشرع المستقيم من امتثال امر الله فيما جعل من الاشهر الحرم والحذر فيها والحذر فيها من الذنوب والمعاصي على ما سبق في الكتاب الاول كما قال ابن كثير هذه عبارة ابن كثير رحمه الله في تفسيره قال جل وعلا ذلك الدين القيم اي هذا الشرع وجعلوا الاربعة اشهر هذه هي حرم هذا دين قيم مستقيم شرعه الله جل وعلا فلا تظلموا فيهن انفسكم اي لا تظلموا انفسكم في في هذه الاشهر المحرمة. لانها اكبر وابلغ في الاثم من غيرها كما ان المعاصي في البلد الحرام تعظم كما قدمنا. ولهذا يقول الطبري فلا تظلموا فيهن انفسكم ان معناه لا تعصوا الله فيها ولا تحلوا فيهن ما حرم الله عليكم فتكسبوا انفسكم ما لا قبل لها به من سخط الله وعقابه. وقال ابن زيد الظلم العمل بهن في معصية الله وترك طاعته ومن الاشهر شهر رجب الذي نحن فيه الان وابتدأت دورتنا المباركة فيه فشهر رجب شهر حرام ينبغي للانسان ان يعظمه ويخشى من الذنوب فيأتيه معظمة ولا يختص شهر رجب بشيء من العبادات. ولا يخص بشيء ليس به صيام ليلة الاسراء وليس فيه ليلة الاسراء والمعراج وليس فيه قيام ليلة الاسراء والمعراج ولا غيرها لا يصح شيء في تخصيص شهر رجب بشيء من العبادات نعم هو شهر محرم له حرمته ويجب ان ان يحتاط الانسان ويخشى من الذنوب ويتجنب الذنوب والمعاصي والذنوب فيه لكن لم يرد عبادة تخصه لا صيام ولا عمرة ولا صلاة ولا غير ذلك ولا صدقات هذا هو الصحيح آآ لان المسلم ايها الاخوة اه متبع لما جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم والله جل وعلا يقول وما كان ربك نسيا كل ما نحتاج اليه بينه الله لنا اما في القرآن واما اوحاه الى رسوله صلى الله عليه وسلم واما ارسل جبريل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم امام الصحابة فيما لم يسألوا عنه وقال تركتكم على البيضة ليلها ونهارها سواء لا يزيغ عنها الا هالك والله جل وعلا يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم وقال جل وعلا وان تطيعوه اي النبي صلى الله عليه وسلم وان تطيعوه تهتدوا وفي صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله الا كان حقا عليه ان يبين لامته خير ما يعلمه لهم وان يحذرهم شر ما يعلمه لهم. ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في هذا قال جل وعلا فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة. واعلموا ان الله مع المتقين وقاتلوا المشركين كافة اي جميعكم لا يتأخر منكم احد قاتلوا المشركين كافة اي جميعكم. كما انهم هم يقاتلونكم كافة. جميعهم يقاتلونكم واعلموا ان الله مع المتقين اي اتقوا الله واجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه فانه جل وعلا مع المتقين وهذه معية خاصة. معية بالحفظ والكلائة والتوفيق آآ وقد اختلف العلماء ظاهر هذه الاية ان الله جل وعلا قال وقاتلوا المشركين كافة فهل يجوز القتال في الاشهر الحرم هل يجوز القتال قتال الكفار في الاشهر الحرم نقول اما اذا اعتدوا علينا فهذا لا خلاف فيه اذا اعتدوا فان جهاد الدفع وقتالهم دفع شرهم هذا امر لا خلاف فيه. نقاتلهم في الاشهر الحرم او في غيرها. لكن هل نبدأهم بالقتال في الاشهر الحرم جمهور اهل العلم على ذلك قالوا نعم يبدأون بالقتال في الاشهر الحرم ويقولون ان الله جل وعلا يقول فاذا نعم يقول في هذه الاية وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة وايضا قالوا ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل ثقيف في شهر ذي القعدة وهو شهر حرام وقالوا كل الايات التي تدل على انهم لا يقاتلون في الاشهر الحرم ان هذا منسوخ بهذه الاية بالايات التي هي الامر بقتال الكفار عموما ومطلقا وذهب بعض اهل العلم الى انه لا يجوز القتال في الاشهر الحرم مطلقا واستدلوا بقوله جل وعلا فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم لكن تعرفون الخلاف في هذه الاية الاشهر الحرم من المراد بها؟ فمن قال ان انها الاشهر الحرم التي هي الاربعة اشهر التي معنا يستدل بها لا علاقة يستدل بها على القول بانهم لا يقاتلون في الاشهر الحرم ومن قال ان الاشهر الحرم المراد بها اشهر التسيير الاربعة فسيح في الارض اربعة اشهر لا يحتج بذلك بها على هذا الامر ومن العلماء من قال انهم لا يقاتلون ابتداء في لا يقاتل الكفار في الاشهر الحرم ابتداء لكن يجوز استمرارا وهذا هو اصح الاقوال قالوا لا يجوز ان نبدأ قتالا في الاشهر الحرم. لكن لو بدأنا في قتالهم بقتالهم في شوال او جماد الثانية فدخل علينا رجب او دخل علينا ذي القعدة نستمر قال وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم فان قتاله لثقيف كان في شهر شوال لكن تحصنوا وتمنعوا فاستمرت استمر الحصار الى ذي القعدة فالنبي ما ابتدأ بالشهر الحرام في القتال ابتدأ في شهر حلال في شهر شوال لكن لما استمرت المعركة الى الشهر الحرام لا بأس في هذا لكن ما نبدأ القتال في الشهر الحرام هذا هو القول الصحيح الذي تجتمع به الادلة وان كان الجمهور قالوا بخلافه يقول الله يقول الله جل وعلا انما النسيء زيادة في الكفر. النسيء مأخوذ من نسأ الشيء اذا اخره فالنشأ بمعنى التأخير ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم من اراد ان ينسأ له في اجله ويبارك له في ماله فليصل رحمه او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكن محل الشاهد ينسأ له في اجله يعني يؤخر له في اجله وقيل ان النسء بمعنى الزيادة نسأ ينسأ اذا زاد والحقيقة ان كلا المعنيين مستخدم في لغة العرب لكن الاظهر هنا والله اعلم انه بمعنى التأخير. وذلك ما هو النسي في الاية؟ النسي هو اخير الكفار لشهر الله الحرام محرم احيانا يؤخرونه ويجعلونه في سفر لماذا؟ لان العرب كان عندهم من القوة الغضبية والقتال وحب القتال ما اذا مرت عليهم ثلاثة اشهر لم يقاتلوا تباطؤوا ذلك فقالوا نؤخر نحل شهر محرم ونجعل شهر صفر بدلا من ونقاد الوجاري محرم ثم نحرم شهر صفر. اذا ان سوء هو تأخيرهم تحريم شهر الله المحرم الى سفر هذا النسيم تأخير تحريم شهر محرم الى صبر واحكام الله لا يجوز لاحد ان يغيرها او ان يبدلها. ولهذا قال جل وعلا انما النسيء زيادة في الكفر. هم كفار وايظا اذوا كفرهم كفرا بتحليلهم ما حرم الله جل وعلا وبتحريمهم ما احل الله جل وعلا. فحينما احلوا الشهر الحرام المحرم احلوا ما حرم الله وحينما حرموا صفر والله قد احله حرموا ما احل الله وهذا كفر التحليل والتحريم حق الله جل وعلا وذلك كما ذكر ابن كثير وغيره بل هو مروي عن عن ابن عباس من طريق علي ابن ابي طلحة قال في قوله ان من نسيء زيادة في الكفر قال النسيء ان جنادة ابن عوف ابن امية الكناني كان يوافي الموسم في كل عام وكان يكنى ابا ثمامة فينادي فينادي يعني في الحج في الموسم موسم الحج الا ان ابا امامة لا يحاب ولا يعاب لا يحاب يعني ما يؤثم ولا يعاب عليه يفعل ما يشاء استغفر الله يعني هذا معنى كلامي يعني كلامي ما يرد ان ابا ثمامة لا يحاب ولا يعاب الا وان سفر العام الاول العام حلال سفر سفر العام الاول يعني كانه العام جعله حرام. العام هذا حلال فيحله الناس في حرم صفرا عاما ويحرم المحرم عاما فذلك قوله انما النسيء زيادة في الكفر يعني يتركون المحرم عاما ويحرمونه عاما ويتركون السفر عاما ويحرمونه عاما هذا هو هذا هو معنى يعني انما النسيء الزيادة في الكفر هو تحريمهم لشهر محرم ولم يذكر انهم حرموا الا هذا الشهر. محرم هو الذي تصرفوا في وقته. بقية الاشهر كما هي قال يحلونه عاما ويحرمونه عاما يحل نعم يقولون شهر محرم حلال. قاتلوا فيه ما شئتم ومكانه صبر وعى من يقول لا خلوا المحرم يبقى حراما كما هو يحلونه عاما ويحرمونه عاما. لماذا؟ ليواطؤوا عدة ما حرم الله. ليواطئوا ليوافقوا ليوافقوا عدة هم فقط ينظرون الى العدة العدة اربعة اشهر عدة الاشهر الحرم اربعة فهم يريدون يوافقوا العدد لكن ليس عين الاشهر فشهر محرم ما يريدون ان يوافقوا ما شرعه الله فيه. بل يغيرونه الى صبر لكن هم فقط يريدون ان يواطؤوا ويوافقوا ويشابهوا العدة العدد المهم انه في السنة يحرمون اربعة اشهر. ونقول الامر ليس اليهم ليوقعوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله وهو شهر محرم ويجعلونه حلالا ويحرمون ايضا ما احل الله وكلاهما لا يجوز زين لهم سوء اعمالهم اي زين لهم الشيطان سوء اعمالهم اي اعمالهم السيئة ومنها هذا النسيم عمل سيء تحليل لما حرم الله وتحريم لما احل الله وتشريع هذا من اسوأ الاعمال فزين لهم ورأوه عملا زينا حسنا طيبا والله لا يهدي القوم الكافرين والله لا يهدي القوم الكافرين هداية التوفيق والالهام واما هداية الارشاد فقد هدى الله الخلق جميعا لكن لا يهديهم هداية التوفيق والايمان لكفرهم جزاء وفاقا ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى اثاقلتم الى الارض. يا ايها الذين امنوا يناديهم بوصف الايمان الذي مقتضاه ان لا تتثاقلوا عن امر الله وان تسارعوا الى الجهاد. فيا اهل الايمان ان كنتم مؤمنون حقا لماذا تتثاقلون عن الجهاد في سبيل الله ما لكم اي شيء حصل لكم؟ اذا قيل لكم انفروا ومعنى في رؤية اي اخرجوا في سبيل الله وجهاد اعداء الدين اخرجوا في سبيل الله وجهاد اعداء الدين وقال الشوكاني انهضوا للقتال انهضوا لقتال العدو والنذير في اللغة هو الخروج بسرعة وهذا معنى ان فروا يعني اخرجوا بسرعة لا تتباطؤون ما لكم اذا قيل لكم انفروا يعني اخرجوا مسرعين بادروا اثاقلتم الى الارض تثاقلتم تباطئتم وتكاسلتم فنعم قال الشيخ السعدي اثاقلتم؟ قال تكاسلتم وملتم الى الارض والدعة والسكون فيها وقال القرطبي معناه اذ ثاقلتم الى نعيم الارض والى الاقامة بالارض. وهذا توبيخ على ترك الجهاد وعتاب على التقاعد عن المبادرة الى الخروج اليه ارضيتم بالحياة الدنيا؟ هذا استفهام انكار وتوبيخ ينكر الله عليهم يوبخهم على عدم المسارعة الى الخروج الى الجهاد. ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة؟ قال الطبري ارضيتم بحظ دنيا وادعت فيها عوضا عن نعيم الاخرة لان من ترك الجهاد معناة انه رضي بالحياة الدنيا. يريد ان يتمسك بالدنيا. اريد هذا ما اريد غيره وهذا لا يليق بالمؤمن ان يرضى بالحياة الدنيا بدلا من الاخرة. الدنيا منتهية وفانية. لكن الاخرة هي الحيوان لو كانوا يعلمون دار الباقية ان خيرا وان شر ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة؟ فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل ما متاع الحياة الدنيا وهذا التمتع والالتذاذ والتنعم والعيش في هذه الدنيا الا قليل جدا بالنسبة للاخرة ولهذا كم يعيش الانسان؟ يعيش مئة سنة ثم ماذا؟ انظر النبي صلى الله عليه وسلم عاش ثلاثة وستين سنة. توفاه الله الان منذ الف واربع مئة سنة وزيادة ما تقارن الدنيا بالاخرة ابدا قال جل وعلا وكل هذا يعني تهيج وحث المؤمنين على الجهاد وعدم الركون الى الدنيا. قال الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما الا تنظروا معناها الا تنفروا الا تخرجوا الى الجهاد مبادرين مسرعين يعذبكم عذابا اليما يعذبكم عذابا اليما اي مؤلما موجعا شديدا ويستبدل قوما غيركم يستبدل يأتي باخرين كما قال جل وعلا في اية اخرى وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم وهذا تخويف وتهديد وموعظة عظيمة ويستبدل قوما غيرة ولا تضره شيئا. لان العباد لا يظرون الله شيئا. انكم لن تبلغوا ظري ظري فتظرني نعم ما يظرون الله شيئا والعاصي ما يظر الا نفسه فانت نكلتم عن الجهاد ما تظرون الا انفسكم. الله ناصر دينه ومعلن كلمته بكم او بغيركم قال جل وعلا ولا تضره شيئا والله على كل شيء قدير الله على كل شيء قدير. لو اراد ان ينصر دينه بدون احد نصره قال لا يستبدلكم بغيركم استبدلكم اراد ان ينصر الدين بخذلان العدو وخوفهم وجبنهم فالله على كل شيء قدير وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون جل وعلا اثاقلتم اصلها تثاقلتم تثاقلتم بتاء وثاء فادغمت الثاء تقارب المخرجين واتي بالهمزة الثاقلتم لئلا يبتدأ بساكن قال لانه يحتمل اذا اضغمت تكون ساكنة. هكذا قال الطاهر بن عاشور. فاوتي بالالف حتى لا يبتدى بساكن ثم قال جل وعلا الا الا تنصروه فقد نصره الله. الا ايضا اصلها ان لا وصوابها ان تكتب ان لا لكن هكذا كتبت في المصحف هكذا كتب المصحف قالوا هذا رسم المصحف ورسم المصحف سنة متبعة رسم المصحف سنة متبعة ما يجوز كتابة القرآن الا برسم المصحف هكذا كتبه الصحابة نكتبه كذلك والا الا اصلها ان ان لا الا تنصروه فقد نصره الله الا تنصروه رجل على النبي صلى الله عليه وسلم هل سبق له ذكر لا طيب هل يجوز هل يجوز عود الضمير على غير سابق نعم الاصل ان الضمير لا يعود الا على شيء سابق لكن يجوز عوده احيانا على غير سابق اذا كان الامر واضحا جليا كما قال جل وعلا انا انزلناه في ليلة القدر هذي اول اية في سورة القدر هل سبق ذكر القرآن قبل ذلك ما سبق ولهذا ما احد يشتبه عليه ان الانزال هنا للقرآن ولهذا قال انا انزلناه انا انزلناه في ليلة القدر وكذلك في قوله حتى توارت بالحجاب اي الشمس ما سبق ذكر الشمس فالحاصل انه اذا كان الشيء ظاهرا بينا لا خفى ابيه لا يلتبس على احد يجوز اعادة الضمير على غير ظاهر على غير اسم ظاهر على غير سابق كما هنا قال الا تنصروه اي النبي صلى الله عليه وسلم. فقد نصره الله نصره الله جل وعلا فيما سبق في خروجه من مكة والله ناصره وليس بحاجة الى نصرتكم. جهادكم في سبيل الله انما تنفعون انفسكم لكن نصرة نبينا ونصرة ديننا الينا فان لم تقوموا انتم بالمبادرة لاجل ان تحصلوا على الاجر والثواب العظيم نحن ننصره ولسنا بحاجة اليكم لان الله جل وعلا على كل شيء قدير. ولهذا قال فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا حين اخرجه كفر. الذين كفروا وهم كفار قريش. اخرجوهم من مكة. لما اجتمعوا مئة رجل كل معه سيف واحاط ببيته ليقتلوا اخرجه الله جل وعلا فذهب الى غار ثور وبات فيه ثلاث ليالي صلى الله عليه وسلم حتى انقطع البحث عنه ومعه صاحبه ابو بكر رضي الله عنه قال اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين ثاني اثنين يعني احد اثنين هما اثنان فقط هو وابو بكر. فهو ثاني اثنين يعني احدهما هذي فضيلة لابي بكر رضي الله عنه. ما اختار لصحبته حينما اخرجته قريش في هجرته الا ابو بكر رضي الله عنه. ولهذا قال اهل السنة فيه فضيلة ابي بكر وانه افضل من سائر الصحابة من عمر وعثمان ومن علي لان الله اصطفاه صحبة نبيه صلى الله عليه وسلم في الهجرة وهي من اجل الاعمال الا فانصروه فقد نصره الله اذا اخرجه الذين كفروا. ثاني اثنين اذ هما في الغار. اذ هما في الغار. والغار المراد به غار ثور والغار هو الشق في الجبل او النقب في الجبل وقال في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا وذلك كما جاء في الصحيحين ان ابا بكر قال يا رسول الله كان ابو بكر حزين جدا خوفا على النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد ان يصاب بشيء وكان الكفار جاءوا حتى وصلوا الى المكان الذي هم فيه فحزن وخاف ابو بكر حزنا شديدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال يا رسول الله لو نظر احدهم الى قدمه لرآنا حديث في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم له يا ابا بكر ما بالك باثنين باثنين الله ثالثهما لا تحزن ان الله معنا لا تحزن ان الله معنا والمعية هنا معية خاصة معية الحفظ والكلائة والتوفيق والتسديد ان الله معنا. ومن كان الله معه من عليه ما يخاف احدا لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه انزل الله سكينته طمأنينته وتأييده على انزلها على النبي صلى الله عليه وسلم وسكن قلبه واطمأن ولم يصبه الفزع ولا الخوف ولهذا يقول لا تحزن ان الله معنا. ما ظنك باثنين الله ثالثهما ثبته الله وانزل طمأنينته عليه وامانته عليه وايده بجنود لم تروها بعد ذلك ايده بالملائكة فقاتلوا معه يوم بدر نصره بالملائكة وقواه بهم هذا كله بيان الا الا تنصر النبي صلى الله عليه وسلم فليس بحاجة الى نصرتكم. فالله نصره قبل ذلك وايده وقواه وانزل عليه سكينته وقواه بالملائكة وانما تنفعون انفسكم او تضرون انفسكم وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة كلمة الذين كفروا السفلى قال ابن جرير وابن كثير. كلمة الذين كفروا هي الشرك هي الشرك هذه كلمتهم الدعاء الى عبادة الاصنام الى الشرك ان يشركوا مع الله غيره وجعل وكلمة الله هي العليا قال ايضا كلمة الله هي لا اله الا الله لا اله الا جعلها هي العليا واظهر الله الدين حتى ان الشيطان ايس ان يعوده المصلون في جزيرة العرب لما اظهر الله الدين قال والله عزيز حكيم جل وعلا. قال ابن كثير والله عزيز في انتقامه وانتصاره. منيع الجناب لا يضام من لاذ ببابه. واحتمى بالتمسك حكيم في اقواله وافعاله ثم قال جل وعلا انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ايضا هذا حث وتهييج على الجهاد وخروج الجهاد والقتال في سبيل الله لما فيهم من نصرة الدين واعلاء كلمة الله ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم مكث ثلاث عشر سنة بمكة ما امن به الا عدد قليل فلما ذهب هجر الى المدينة واذن له في الجهاد في سنوات معدودة في ثمان سنوات رجع الى مكة فاتحا لها والسنة التي بعدها دخل الناس في دين الله افواجا قبائل تدخل الجهاد في سبيل الله فيه اعلاء كلمة الله. فيه ادخال الناس بالدين وبسرعة يدخل الناس بكثرة ان الله لا يزع بالسيف والجهاد والقتال ما لا يزع بالبيان ان الله لا يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ما لا يزع بالقرآن ايه نعم القرآن هو يعني مراد الدعوة الى الله عز وجل الله سبحانه وتعالى يقوي وينشر هذا الدين اذا جاء الجهاد يدخل الناس في دين الله وينتشر بسرعة حتى قال بعض المؤرخين ان العرب او ان المسلمين في ثمان سنوات فتحوا ما فتحته الروم في ثمانمائة سنة لما جاءت الغزوات والجهاد في سبيله في ثمان سنوات دخلت البلاد كلها الشام والعراق والمغرب والمشرق في ثمان سنين تقريبا الجهاد في سبيل الله في اعلاء ذروته سلام الاسلام ولهذا يحث الله عليه كثيرا. قال انفروا خفافه وثقالا يعني اخرجوا مسرعين. قال وهذا في غزوة تبوك. هذا في غزوة تبوك خاصة انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا باموالكم وانفسكم. ومعنى اختفافا وثقالا قال ابو طلحة كهولا وشبابا. ما اسمع الله عذرا احدا وجاء ايضا عن علي رضي الله عنه انه قال ارى ربنا يستنفرنا شيوخا وشبانا ومنها مجاعة مجاهد قال خفاف وثقاله قال شبابا وشيوخا واغنياء ومساكين وقال الحكم ابن عتيبة مشاغل وغير مشاغل مشغولين ولا غير مشغولين وقال ابن عباس نشاطا وغير نشاط غزوة تبوك ما عذر الله فيها احد امر الجميع بالخروج وهو معنى قوله خفاف وثقال يعني على كل حال صغير او كبير شاب او مسن غني او فقير نشيط او غير نشيط عنده اشغال او لا شغل عنده انفروا شفافه ثقالا وجاهدوا باموالكم وانفسكم لا بد تجمعوا بين الامرين بالاموال من له مال ينفقه في سبيل الله وبنفسه يجاهد بنفسه ويجود بنفسه في سبيل الله. وكما تلاحظون كلما مرت معنا الايات حين في الغالب حينما تذكر الجهاد تذكر ان يكون في سبيل الله وفي سبيل الله معناه مخلصين لله تريدون اعلاء كلمة الله. لا من اجل السمعة ولا من اجل المال ولا من اجل المغنم قال جل وعلا ذلكم خير لكم ان سنن تعلمون. ذلكم اي خروجكم خفافا وثقالا وجهادكم في سبيل الله باموالكم وانفسكم خير لكم ان كنتم تعلمون عن الله تعلمون مراد الله وتعلمون مواعظ الله التي وعدكم بها وحثكم عليها لان الانسان لابد ان يعلم حتى يتعظ ويعتبر والمراد ان كنتم تفقهون عن الله قوله تعلمونه حقا فبادروا الى ذلك. ثم قال قال بعض اهل العلم ان هذه الاية منسوخة انفروا خفافا وثقالا قال بعض اهل العلم وهذا قاله ابن عباس قال ابن عباس هي منسوخة بقوله فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين قال نسخت هذه الاية هذه الاية قل انثروا يعني جميعا لكن في الاية الاخرى قال فلولا نظر من كل فرقة منهم طائفة ما يلزم الجميع ان ينفروا وقال السدي بل هي منسوخة بقوله ليس على على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرجا اذا نصحوا لله ورسوله ورجح ابن ابن جرير الطبري وابن الجوزي ان الاية محكمة ولا تعارض بينه وبين تلك الايات لان هذه خاصة بغزوة تبوك هذه الاية في غزوة تبوك خاصة ولهذا لم يعذر احد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ثم قال سبحانه وتعالى لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا العرظ القريب قالوا مراد الغنيمة الحاضرة او الغنيمة القريبة. التي يسهل تناولها لان بالعرب هو المتاع والمال ليس الغناء عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس لو كان عرضا يعني مالا وغنيمة حاضرة او قريبة وسفرا قاصدا او كان سفرا قاصدا يعني كان مكانا قريبا موضعا قريبا لو كانت غنيمة قريبة والسفر ليس ببعيد الى مكان قريب لاتبعوك لخرجوا معك ونفروا معك ولكن بعدت عليهم الشقة. الشقة هي السفر بعد عليهم السفر الى ارض بعيدة لان المراد غزوة تبوك يا اخوان غزوة تبوك من المدينة قرابة تبوك من المدينة قرابة سبع مئة كيلو ولهذا لم يخرجوا اليه المنافقون ولهذا وبقهم الله وقال لو كان عرضا غنيمة جاهزة قريبة ما دونها قتال خرجوا معك لو كان السفر قريب خرجوا معه ولكن بعدت عليهم الشقة لان السفر بعيد الى ارض بعيدة وهي ارض تبوك من ارض الشام قال وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا. سيحلفون لك ايمانا مغلظة. لو انهم يستطيعون الخروج لو كان لهم قدرة في الظهر او في المال ما عندهم عذر لخرجوا معك يحلفون على ذلك قال يهلكون انفسهم لانهم يكذبون يقدرون ويستطيعون ولا عذر لهم. فهم يهلكون انفسهم يعرضون انفسهم للخطر لانهم كذبوا وتأخر عن الخروج في سبيل الله وحلفوا على الكذب نعوذ بالله قال وما والله يعلم انهم لكاذبون الله يعلم انهم كاذبون ما لهم عذر وكل ايمانه هذه كذب كذبوا وحلفوا كذبا وزورا وبهتانا نعوذ بالله ثم قال جل وعلا عفا الله عنك لما اذنت لهم هذا عتاب من الله عز وجل لنبيه عفا الله عنك لماذا لماذا اذنت لهم يقول ابن ابي حاتم حدثنا ابي وسقمي بسنده عن عون ابن عبد الله قال هل سمعتم بمعاتبة احسن من هذا بدأه بدأ بالعفو قبل المعاتبة فقال عفا الله عنك بعظم مقام النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه معاتبة لطيفة جدا هي معاتبة لكن بدأ عفا الله عنك ولهذا اذا اردت تكرم احد وخالف اردت اعاتبه قل عفا الله عنك لماذا فعلت كذا عفا الله عنك يا نبينا لما اذنت لهم يقول ابن كثير آآ بعد ان ذكر قول عونا اللي ذكرناه وذكر قول ابن مسعود وذكر قول مجاهد قال يعني هلا تركتهم هلا تركتهم لما استأذنوك فلم تأذن لاحد منهم في القعود حتى تعلم الصادق منهم في اظهار طاعتك من الكاذب فانهم قد كانوا مصرين على القعود على الغزو وان لم تأذن لهم اذا عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم عفا الله عنك لما اذنت له. لماذا؟ اذنت لهم. حتى يتبين لك الذين صدقوا في اعذارهم. هناك من ابدى عذره وصدق في عذره اعمى اعرج مريض له عذره حتى يتبين كالذين صدقوا وتعلم الكاذبين الذين لا عذر لهم ثم قال لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم والله عليم المتقين. يا نبينا لن يستأذنك المؤمنون الذين يؤمنون بالله ربا ويؤمنون باليوم الاخر والبعث والجزاء والنشور اي اي يجاهدوا باموالهم لا يستأذنونك في ترك الجهاد باموالهم وانفسهم ابدا لا يصدر هذا منهم والله عليم بالمتقين قد احاط علما بكل شيء. ومن ذلك علمه بالمتقين المؤمنين الذين لا يستأذنون عن الجهاد. وانما يستأذنك هؤلاء الكاذبين طبعا من كان له عذر هذا معذور بعذره لكن من ليس له عذر لا يمكن ان يعتذر المؤمن عن الجهاد في سبيل الله خاصة في غزوة تبوك لان النبي اوجب اي ان ينظر اليه ان ينفر اليه الجميع. اوجب على الجميع الخروج اليها قال انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر. مدار العمل الصالح او عدمه على الايمان وعدم الايمان. فمن كان يؤمن بالله صدقوا ويؤمنوا ويقروا بالله ربا ويؤمن بالبعث والجزاء الذي سيحشر ويوقه فيه ويجازى على اعماله في الدنيا هذا هو الذي يعمل والذي لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر ما يعمل. ولهذا قال انما يستأذنك عن الخروج في الجهاد ويطلبون فان تأذن لهم بتركهم يبقون في المدينة ولا يخرجون معك الذين لا يؤمنون بالله ولا يؤمنون باليوم الاخر وارتابت قلوبهم اي شكت صار عندها تردد وشك في صحة دينك وما انت عليه نعوذ بالله من الشك وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون فهم في شكهم يترددون يعني يتحيرون ولا يخرجون منه في الريب دائما وابدا يترددون ويتحيرون يمكثون فيه فيبقى شكهم في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا شك فيزدادون شكا الى شكهم جزاء وفاقا قال جل وعلا ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة هذا من بيان حالهم انهم كذبة. لو ارادوا الخروج معك الى غزوة تبوك والجهاد في سبيل الله لاعدوا لذلك عدة لتأهبوا تجهزوا وهذا واضح الذي يريد سفر يريد امر يتجهز له يتهيأ يعد عدته له. لو كانوا صادقين لفعلوا ذلك لكن هم كذبة. ولذلك تهيأوا ولا ولا اعدوا شيئا ولا تجهزوا ومع ذلك جاءوا كيحلفون لك اصلا ما كان عندهم نية للخروج لانهم كفرة بالله قال ولكن كره الله انبعاثهم. كره الله ابغض الله انبعاثهم اي خروجهم معك لانهم ليسوا بمؤمنين لا خير لك ولاصحابك في خروج هؤلاء معكم وليسوا بكفؤ ان يخرجوا ان يخرجوا للجهاد في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ولهذا قال ولكن كره الله انبعاثهم ابغض انبعاثهم اي خروجهم معك فثبطهم اي ثقل عليهم الخروج حتى استحقوا القعود ثقله عليهم ثبتهم قالوا ثقيلا ثبطهم الى الارض ثقل عليهم وقيل اقعدوا مع القاعدين وقيل اقعدوا الذي يظهر ان هذا عبارة عن خذلان الله لهم يعني الله جل وعلا قيل لهم اقعدوا قال لهم اقعدوا يعني خذلانه وعدم تهيئة اموره وتثقيل الجهاد عليهم وقيل من الذي قال لهم ذلك الشيطان اقعدوا لا تخرجوا. ولماذا تخرجون وهم اولياء الشيطان وذلك بما اوقعه الاسس في نفوسهم وقال بعضهم الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم قيل قاله النبي صلى الله عليه وسلم اقعدوا لما استأذنوا قال اقعدوا اذنت لكم والمهم ان المراد به انهم قعدوا ولم يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بل قعدوا مع القاعدين في المدينة من اصحاب الاعذار ممن له عذر ومع النساء والصبيان وليس لهم ذلك لانهم لا عذر لهم قال جل وعلا لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا. قال الطبري الخبال اي فسادا وضرا خبالا قال فسادا وضرا لكم وقال القرطبي الفساد والنميمة وايقاع الاخلاف والاراجيف وايقاع الاختلاف يعني لو خرجوا فيكم ما زادكم الا فسادا ومشوا بينكم بالنميمة وايقاع الاختلاف بين بين اصحابك واشاعوا الاراجيف وقال ابن عاشور الخبال الفساد وتفكك الشيء الملتحم فاطلقه هنا على اضطراب الجيش واختلال نظامه لو خرجوا فيكم. منافقون يأتون هذا ويكلمونه ويأتون هذا ويكلمونه بالفساد والشر وتأليب بعض المؤمنين على بعض ما زادوكم الا خبالا ولا اوظعوا خلالكم الاصل في الايظاع هو الاسراع في سير الركاب الايظاع هو الاسراع في سير الابل اوظع الراحلة يعني اسرع بها والمراد كما قال الطبري ولاسرعوا بركائبهم السير بينكم يعني اسرعوا على ابلهم يذهبون الى هذا والى هذا والى هذا وقلب كثير لاسرع السير والمشي بينكم بالنميمة والبغضاء والفتنة لو خرجوا فيكم اذا الله سبحانه وتعالى اقعدهم وخذلهم عن الجهاد لحكمة عظيمة لان لو خرجوا لافسدوا الجيش ما زادوكم الا خبالا ولا اوظعوا خلالكم مشوا بينكم بالفتنة وسارعوا في ذلك يبغونكم الفتنة ان يطلبون الفتنة بينكم سعوا بينكم اوظعوا كل ذلك سعيا منهم وطلبا منهم لان يفتنوكم ويوغروا قلوب الصحابة ويحدثوا البغضاء بينهم حتى يتركوا الجهاد في سبيل الله قال وفيكم سماعون لهم فيكم سماعون لهم يستمعون كلامهم يستمعون لكلامهم اذا تكلموا معهم وذكروا لهم امورا هذا قول. وقال بعض المفسرين بل سماعون لكلامكم وينقلونه اليهم سمعوني لكلامكم وينقلونه اليهم والاظهر والله اعلم سماعون لهم يعني يسمعون كلامهم حينما يبتغون الفتنة ويريدون السعي بينكم بالشر يجدون احد يستمع لهم ويقبل كلامهم والا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لا يقولون الا حقا ولا يخشون بقولهم احدا وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين عليم بالظالمين الذين ظلموا انفسهم بارتكاب ما حرم الله جل وعلا عليهم وهم المنافقون قال جل وعلا لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الامور حتى جاء الحق وظهر امر الله وهم كارهون يقول لقد ابتغوا الفتنة طلبوا الفتنة لك من قبل هذا وسعوا في حصولها فقد اعملوا فكرهم واجالوا ارائهم في كيدك وكيد اصحابك وخذان دينك واخماله مدة طويلة. وذلك اول مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة لما رمته العرب عن قوس واحدة وحاربته يهود المدينة ومنافقوها بغوا ولهذا في احدى الغزوات لما خرجوا تغوا الفتنة قالوا ليخرجن الاعز منها الاذل لما خرجوا في غزوة اخرى طعنوا بام المؤمنين بانها وقعت في الفاحشة وفعلوا افاعيل بنوا مسجد الضرار فعلوا فعلوا افاعيل كثيرة ابتغوا طلبوا الفتنة ارادوا ان يفتنوك ويصدوا الناس عن دينك قال وقلبوا لك الامور قلبوا الامور حاولوا اكثر من مرة اكثر من امر يقلبون حقيقته ويظهرونه على خلاف حقيقته لعله يصيبك شيء لعله يختلف اصحابك لعلهم يرتدون عن دينهم لعلك تموت لعله يقتلونك هم العدو قال حتى جاء الحق وظهر امر الله وهم تارهون جاء الله بالحق وهذا الدين فاظهره وايده ونصره وهم كارهون لذلك من وراء انوفهم غصبا عليهم لانهم كفار ما يريدون الايمان وهكذا اعداء الدين. يكرهون الدين كراهة لا لا تطاق لكن يأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون ثم قال جل وعلا ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني. الا في الفتنة سقطوا ومن المنافقين. اذا قلنا سورة المنافقين سورة اسمها الفاضحة فضحتهم ومنهم ومنهم ومنهم ومنهم عددت صفاتهم فمنهم من يقول ائذن لي ائذن لي اقيم ولا اخرج معك للجهاد. لا تفتني لا توقعني في الفتنة لا تبتليني برؤية نساء بني الاصفر لاني انا رجل ما استطيع ان اصبر عن النساء وهذا كما رواه ابن اسحاق رواه ابن اسحاق في السيرة قال عن قتادة وعاصم بن عمر وعبدالله بن ابي بكر ويزيد ابن رومان والزهري وغيرهم قال قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو في جهازه يعني في جهازه لغزوة تبوك يجهز نفسه النبي صلى الله عليه وسلم يريد يخرج ويستعد فقال في هذه الاثناء للجد ابن قيس ويقال حر بن قيس للجد ابن قيس اخي بني سلمة قال له يا جد هل يا جد العام هل لك يا جد هذا العام في جلاد بني الاصفر من الاصفر يطلق على الروم هل لك في جلاد بني الاصفر فقال يا رسول الله او تأذن لي ولا تفتني فوالله لقد عرف قومي ما رجل اشد عجبا بالنساء مني واني اخشى ان رأيت نساء بني الاصفر الا اصبر عنهن فاعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال قد اذنت لك اعذار هذي كلها اعذار فيقول لا تفتني ائذن لي لا تفتني. قال الله عز وجل الا في الفتنة سقطت بالفتنة والحرج والاثم والمصير الى العذاب الشديد وقعوا وهو عدم الخروج او التأخر عن الخروج للجهاد في سبيل الله في غزوة تبوك وهم يقولون يخشون الفتنة؟ لا هذه هي الفتنة الحقيقية. عدم الخروج للجهاد في سبيل الله هذه الفتنة التي سيفتنون ويعذبون بسبب ذلك. سقطوا فيها ووقعوا فيها وان جهنم لمحيطة بالكافرين ستحيط بهم النار لانهم كفرة بالله تحيط بالكفار ومنهم هؤلاء الذين يزعمون انهم ما يريدون الفتنة ما يريدون الوقوع في النساء ومن قال انكم ستقعون بالنساء ليس الامر على ما تريدون لكن هذا انما هو عذر فاخزاهم الله وبين انهم في عذرهم هذا وقعوا في الفتنة حقا وستحيط بهم النار من كل جانب وسيعذبون في نار جهنم. ثم قال جل وعلا ان تصبك حسنة تسوءهم. هذه حالة المنافقين ان تصبك يا نبينا حسنة فتح ونصر وظفر على الاعداء ومنها فتح ارض الروم ان حصل لك فتح في غزوتك هذه يسوءهم هذا يحزنهم ويغمهم اعداء الله لانهم اعداء وان تصيبك مصيبة تحصل لك انهزام او اختلاف بين اصحابك يعرض لك شيء من مصائب الدنيا يقول قد اخذنا امرنا من قبل ويتولى وهم فرحون وقعت فيك مصيبة يقول اخذنا امرنا يقول ابن كثير اي قد احترزنا من متابعتك من قبل هذا ويتولون وهم فرحون فرحين مسرورين انهم لم يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد تلك القلوب المنافقة والله اذا وقع بالنبي صلى الله عليه وسلم مصيبة فرحوا بذلك. والله قلوب مريظة قال وان تزمه مصيبة. يقول قد اخذنا امرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون. يتولون عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الايمان وهم فرحون مسرورون مين المصيبة التي وقعت في النبي صلى الله عليه وسلم وبتوليهم عن الدين قال جل وعلا قل اي قل لهم يا نبينا لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هذا الايمان بالقضاء والقدر لن يصيبنا شيء هزيمة او قتل او اختلاف او صغير او كبير الا ما كتبه الله لنا وقضاه علينا في اللوح المحفوظ وما كتبه الله لابد من وقوعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك لن ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف قال جل وعلا قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا اي في اللوح المحفوظ وقضاه علينا هو مولانا قال ابن كثير اي هو سيدنا وملجأنا وقال الطبري اي ناصرنا على اعدائه هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون. على الله فليعتمد ويهوض الامور المؤمنون حقا ومن يتوكل على الله فهو حسبه اليس الله بكاف عبده ثم قال جل وعلا قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين قل لهؤلاء المنافقين حتى يموتوا في غيظهم؟ هل تربصون؟ اي هل تنتظرون بنا هل هل تنتظرون بنا الا احدى الحسنيين اما النصر واما الشهادة نحن في جهادنا هذا ماذا تربصون؟ تنتظرون بنا ايش لن نخرج عن احد حالتين اما انه نستشهد في سبيل الله هذا يكفي فضل واما ان ينصرنا الله عز وجل على العدو ونرجع منتصرين غانمين قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين ونحن نتربص بكم ونحو المؤمنون ننتظر بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او بايدينا يصيبكم الله ويوقع بكم عذابا من عنده كيف شاء او يصيبكم بعذاب من عنده بايدينا يسلطنا عليكم فنقتلكم فرق بين ما ينتظره المؤمنون الشهادة او النصر وبينما ينتظره هؤلاء اما عذاب من عند الله او عذاب بايدي المؤمنين فتربصوا انا معكم متربصون. فالتربص يعني انتظروا فان معكم انتظروا. نحن انتم نتربص ببعض وننتظر امر الله فينا ثم كان عاقبة الامر لله ولرسوله وللمؤمنين ذهب الى غزوة تبوك وفرت الروم وخافت منه خوفا شديدا كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم انهم يعدون العدة ليهاجموا الاسلام فاذلهم الله واخزاهم ودحرهم وقالوا الناس في قوة. جاءونا الى بلادنا وحصلها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه على الثواب العظيم والاجر العظيم قال جل وعلا قل انفقوا طوعا او كرها لن يتقبل منكم قل لهؤلاء المنافقين الذين سبق ذكرهم انفقوا في سبيل الله طوعا باختياركم طائعين او كرها او كرها غصبا عنكم لخوفكم او لامر من الامور لن يتقبل الله لن يتقبل منكم اي لن يتقبل الله نفقتكم ولا عملكم لماذا؟ انكم كنتم قوما فاسقين فاسقين جمع فاسق والفسق والخروج عن طاعة الله الى معصيته. والمراد هنا الفسق الاكبر. فاسقين اي خارجين عن طاعة الله الى معصيته وهو الكفر به سبحانه وتعالى والله انما يتقبل من المتقين واما من كان كافرا لا يتقبل الله منه سواء انفق مختارا راغبا او مكرها خائفا راهبا يكفي هذا خزي واذلال لهم ومع ذلك سبحان الله لا يؤمنون مع سماعهم لهذه الايات قال جل وعلا وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ما منعهم يعني ما حال ومنع قبول نفقاتهم الا كفرهم بالله ورسوله. فالكفر يمنع قبول العمل لئن اشركت ليحبطن عملك ولا يقبل عمل الا بالايمان قال جل وعلا وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى لان ايمانهم مهوب صادق هم لا لم يؤمنوا لله هم امنوا خوفا من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فلا ينفقون الا وهم كارهون ولا يقبل الله نفقاتهم سواء كانت طواعيها وكراهية عن طواعيها وكراهية لانهم كافرون وايضا الصلاة لا يأتون اليها الا وهم كسالى متثاقلون في غاية الكسل واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى ولله در ابن عباس يقول يا عبد الله اذا خرجت الى الصلاة فاخرج وانت نشيط مستبشر الوجه لا تكن كسلانا فتشبه المنافقين بعض الناس يخرج من المسجد والله اني كسلان تجده متماوت يوم يروح المسجد انفض عنك الكسل يا اخي ابتعد عن صفات المنافقين توضأ واخرج وانت فرح نشيط قوي خليه يرق يعرف شكلك انك مسرور في ذهابك للمسجد لا تكن حزين متثاقل تباعد عن صفات المنافقين قال ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون ما ينفقون طوعا لانهم غير مؤمنين غير معتقدين بصحة هذا الدين ولهذا ينفقون كرها منهم لئلا يشك بهم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة فينفقون وهم كارهون. ولن يقبل منهم طوعا او كرها. ثم قال جل وعلا فلا تعجبك اموال ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا. وتزهق انفسهم وهم كافرون قال الشيخ السعدي او الشيخ السعدي راح عبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدي في الكسر هكذا اسمه لكن درجة على السنته نقول السعدي لا هو السعدي هكذا سماه ابوه نعم يقول الشيخ ابن سعيد رحمه الله فلا تعجبك فلا تعجبك اموالهم فلا تعجبك اموال هؤلاء المنافقين ولا اولادهم فانه لا غبطة فيها اذا كان اول بركاتها انهم قدموها على مراظي الله قدموا هذه الاموال والاولاد على الجهاد في سبيل الله وعلى ما يرضي الله. فقعدوا من اجلها لا تعجبك اموالهم يا اخوان ان المال كثرت المال وكثرة الولد ليس الدليل على السعادة وليس الدليل على الايمان لكن لا شك انه اذا كان كثرة المال يتقي الله فيه النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا حسد الا في اثنتين وذكر رجل اتاه الله مالا فهو ينفقه واناء الليل واناء النهار هذا يحسد يغبط حسد الغبطة ويعجب بفعله لكن هؤلاء المنافقين ما يفعلون هذا ما ينفقون في سبيل الله واذا انفقوا انفقوا كارهون واموالهم تحملهم على معصية الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر نعم المال الصالح للرجل الصالح اذا كان رجلا صالحا لكن مثل حال هؤلاء القوم والله ما يغبطون عليها لان هذه الاموال والاولاد صارت سببا في خذلانهم وكفرهم وعدم طاعتهم لله ورسوله وعدم الخروج في سبيل الله فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الدنيا وليعذبهم بها في الحياة الدنيا اعطاهم الله هذه الاموال والاولاد ليعذبهم بها في الدنيا وفي الاخرة فبالدنيا قال الطبري انما يريد ليعذبهم بها في الحياة الدنيا بما الزمهم فيها من فرائضه كالزكاة كما قال الحسن ادي لانه اي شيء يتعرض لما لهم يروا انه عذاب. مصيبة ملزم بدفع الزكاة الانفاق في سبيل الله وقال وهذا اظهر الاقوال ومن العلماء من قال في الكلام تقديم وتأخير كأنه قال لا تعجبك اموال هؤلاء المنافقين ولا اولادهم في الحياة الدنيا انما يريد الله ليعذبهم بها في الاخرة لكن الصواب ان الكلام الاصل عدم عدم التقديم والتأخير هذا هو الاصل في الكلام الا عند ظهور الامر فالحاصل انما اعطاهم الله الاموال والاولاد لاجل ان يعذبهم بها في الدنيا تؤخذ عليهم الزكاوات الزكاة يدفعونها ولابد يخرج شيئا في سبيل الله وهم لا يريدون هذا فهذا عذاب لهم لانهم حريصون على المال في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون والزهوق هو الخروج بصعوبة هذا هو الاصل هو الخروج بصعوبة والمراد هنا تزهق انفسهم يعني تخرج انفسهم عند الموت بصعوبة كما جاء في حديث البراء ان نفس الكافر تفرق في جسده فينتزعه الملائكة كما ينتزع السفود من الصوف المبلول جزاء وفاقا. قال جل وعلا وتزهق انفسهم وهم كافرون بالله. والحال انهم كافرون بالله نعوذ بالله. فما اغنى عنه مالهم ولا اولادهم ثم قال جل وعلا ويحلفون بالله انهم لمنكم يحلفون كثرة الحلف هذا من علامات النفاق. ابتعد عن الحلف يا اخي ابتعد. بعض الناس كل شيء يحلف عليه نعم لا يؤاخذ الله عز وجل باللغو بعض الناس دائما دائما دائما يؤكد اموره بالحلف ابتعد واحفظوا ايمانكم لا تكثروا من الحلف كما قال الطبري وغيره قال يحلفون بالله انهم لمنكم يعني في الدين والملة انهم منكم من المسلمين من المؤمنين قال جل وعلا وهو علام الغيوب وما هم منكم لا ليسوا من اهليكم من اهل دينكم ولا ملتكم وهذا حكم من الله عليه بانهم كفار ولهذا قال ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ما هم مع المؤمنين المؤمنون في الجنة وما هم منكم ولكن انهم قوم يفرقون يفرقون من الفرج وهو الخوف لكنهم قوم يخافون منكم خافون تكتشف امرهم تقتلهم. ولهذا يظهرون لكم الاسلام ويقول نحن منكم وهم ليسوا منكم وانما يظهرون ما يظهرون خوفا منكم قال جل وعلا لو يجدون ملجأ او مغارات او مدخرا لو اليه وهم يجمحون الاصل في الملجأ هو المكان الذي يلجأ اليه قال ابن كثير اي حصنا يتحصنون به وحرزا يحترزون به لو يجدون مكان يلجأون اليه ويذهبون اليه وينجون منكم كأن يكون هناك حصن او مكان يتحرزون فيه لذهبوا اليه فكم ما يجدوا شيء ولذلك يخافون منكم ويحاولون يرظونكم والا هم ليسوا على ملتكم لا يوجدون ملجأ او مغارات والمغارات قال الطبري هي الغيران في الجبال واحدها مغارة من غار الرجل في الشيء يغور فيه اذا دخل فيه مثل غار ثور نجد مغارات اماكن في الجبال غيران يفرون اليها وهناك يجدون عيشة طيبة وينجون منكم لتولوا الى هذا وذهبوا وهم يجمحون مسرعين قال او مدخلا معنى مدخرا قيل هو السرب في الارض. لو يجدون سربا في الارض يدخلون معه وينجون منكم ويفظون الى مكان بعيد لتولوا لولوا اليه وهم يجمعون لو يجدون ملجأ يلجأون اليه او غار او مدخر سرب في الارض لولوا اي لذهبوا اليه وهم يجمحون اي يسرعون في مشيهم لشدة حرصهم على البعد عنكم والسلامة منكم هم العدو لكن ولا ظيق الله عليهم ما يجدون مكان يفرون عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه قال جل وعلا ومنهم من يلمزك في الصدقات فان اعطوا منها رضوا وان لم يكن منها اذا هم يسخطون منهم ايضا من المنافقين. من يلمزك في الصدقات الاصل في في اللمز هو العيب والاشارة او بالعين على سبيل الطعن وهو كذلك هنا يلمزونك اي يعيبون عليك يعيبون النبي صلى الله عليه وسلم يطعنون فيه حينما يقسم الصدقات فان اعطوا منها رضوا ان اعطيتهم من الزكاة رضوا عنك وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون. يغضبون لانفسهم هذه القسمة ما اريد بها وجه الله ما اعطانا كما يعطي اصحابه يطعنون بالنبي صلى الله عليه وسلم يلمزونه بذلك نعوذ بالله وهذا دليل انه ان غضبهم ورضاهم من اجل الدنيا هذا ما ينفع المودة التي من اجل الدنيا وتقطعت بهم الاسباب قال ابن عباس تقطعت بهم اسباب المودة في الدنيا ما ينفع عند الله عز وجل الا اذا كانت المودة لله وفي الله الاخوة في الدين قال جل وعلا ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون لو هنا شرطية وجوابها محذوف لو انهم رضوا وكذا وكذا لكان خيرا لهم. جوابه وتقديره خيرا لهم لو شرطية وجوابها محذوف تقديره خيرا لهم او لكان خيرا لهم لو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا من فضله ورسوله انا الى الله راغبون لكان خيرا لهم من مقولتهم ومما هم عليه ولو انهم رضوا ما اتاهم الله قال الطبري ولو ان هؤلاء الذين يلمزونك يا نبينا في الصدقات رظوا ما اعطاهم الله ورسوله من عطاء وقسم لهم من قسم وقالوا حسبنا الله اي كافيين الله سيعطينا الله من فضل خزائنه ورسوله من الصدقة وغيرها انا الى الله راغبون نرغب ان يوسع علينا من فظله فيغنينا عن الصدقة وغيرها يعني يشرح الاية شرحا اجماليا فلو ان هؤلاء المنافقين رضوا ما اتاهم الله ورسوله والنبي صلى الله عليه وسلم اعطاهم وهذا بايتاء الله له فاعطاه مالا غنمه غنيمة زكاة صدقة فلو انهم مضوا اذا اعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم ما اعطاهم قليلا او كثيرا وايضا قالوا حسبنا الله يكفينا الله اعتمدنا على الله يكفينا الله وسيرزقنا ويعطينا وينعم علينا ويغنينا سيؤتينا الله من فضله ورسوله يكفينا الله ويحسنون الظن بالله وسيؤتينا الله من فضله وينعم علينا بالاموال والتجارات وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم سيعطينا من الصدقة ويعطينا من المال الذي يعطيه الله انا الى الله راغبون راغبون الى الله وفيما عند الله لا نرغب الى احد لكان ذلك خيرا لهم فكان ذلك خيرا لهم. لكن لم يفعلوا طيب هناك بعض من تكلم وقال ان هذا الدعاء مجرب للغنى وان الله يغنيك به ويعطيك اذا دعوت بهذا الدعاء نقول هذا فهم غير صحيح هذا ليس دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يخبر لو قالوا هذا وفعلوه ثم انت اذا قلت للانسان قل هذا كانك انت حكمت عليه انه منافق انتم هناك قل هذا يا منافق لا يا اخي ما يجوز والنبي صلى الله عليه وسلم دلنا على جوامع الكلم لا يجوز ان يردده الانسان او يدعو به ومن قال ذلك قال بلا علم ومن قال بلا علم لا يقبل منه بلا علم ولا حجة بل هذا قول المنافقين والله ارشدهم يعني ان يتركوا نفاقهم فيقولوا مثل هذا اما المؤمن ولله الحمد هو واثق بالله وراض بقضاء الله وراغب الى الله موجودة عنده هذه الخصال ولله الحمد فيدعوه بالدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم علمه جوامع الكلم اه ابن كثير وغيره اوردوا بعض الاثار في كانها سبب نزول انها نزلت في ذو الخويصرة الذي قال اعدل يا محمد فانك لم تعدل وهذا القول فيه نظر بل هذه من المنافقين وذو الخويصرة خارجي من الخوارج لكن هذه في المنافقين في غزوة تبوك وما بعدها ثم قال الله جل وعلا انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم. قلوبهم يقول ابن كثير وهذا يعني مناسبة وابن كثير يذكر مناسبة احيانا قليلة وهي في الحقيقة في غاية المناسبة كالملح في الطعام اذا ظهرت المناسبة قال بها ابن كثير رحمه الله كما هنا قال لما ذكر تعالى اعتراض المنافقين الجهلة على النبي صلى الله عليه واله وسلم ولمزهم اياه في قسم الصدقات المزورك بالصدقات ولمزهم اياه في قسم الصدقات بين تعالى انه هو الذي قسمها. وبين حكمها وتولى امرها بنفسه ولم يكن قسمتها الى احد غيره فجزأها لهؤلاء المذكورين وساق حديثا لكن فيه ضعف ان النبي صلى الله عليه وسلم اتي رجل اتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه فاتى رجل فقال اعطني من الصدقة. فقال له ان الله لم يرضى بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها هو فجزأها ثمانية اصناف. فان كنت من تلك الاجزاء اعطيتك لكن هذا به عبدالرحمن ابن زياد ابن انعم الافريقي وهو ضعيف. الحديث لكن معناه صحيح ان الله تولى قسمة صدقة بنفسه وقسمها الى ثمانية اقسام مصارف الصدقة الزكاة لم يتركها لا نبي ولا لغيره قال جل وعلا انما الصدقات للفقراء الصدقات التي تعطى ومنها الزكاة تقسم بين ثمانية اقسام وقد اختلف العلماء هل يجب ان توزع الزكاة على جميع الثمانية الاصناف الثمانية بمعنى اذا عندك زكاة لابد تقسمها على ثمانية اقسام على الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم في الرقاب والغانمين وفي سبيل الله وابن السبيل قال بهذا بعض اهل العلم وقال الجمهور بل يجوز ان تصرف الصدقات في قسم واحد لو اخرجت الزكاة كلها زكاتك لفقير اجزاء في قسم الفقراء او لفقير واحد اجزأ ذلك وهذا هو الحق لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ لما ارسله اليمن وفيه قال واخبرهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم وترد على فقراء ما ذكر الا صنفا واحدا فيجوز اخراج الزكاة في صنف واحد ولو وزعها في اكثر من صنف فهو افضل قال انما الصدقات للفقراء والفقراء هم هم المعدمون الذين لا يجدون شيئا من المال او يجدون منه شيئا قليلا لا يجدون من كفايتهم شيئا قليلا والمساكين هم الذين يجدون مالا لكن لا يكفي لحاجتهم عندهم مال لكن ما يكفي حاجتهم كما قال جل وعلا واما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر. فاثبت ان لهم سفينة وصفهم المسكنة ولهذا المسكين احسن حالا من الفقير لكن يقول العلماء اذا اجتمع المسكين والفقير افترقا واذا افترق اجتمعا. هنا اجتمعا في النص. فالفقير المعدم او ما لا يجد الا الشيء القليل والمسكين لا من يجد لكن ما يجد ما يكفي لحاجته كلها فهو احسن حالا انما الصدقات للفقراء والمساكين والمساكين والعاملين عليها. العاملون عليهم الجبات السعاة الذين يجمعون الزكاة بزمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يخرجون الى البادية والى الاعراب ياخذون الصدقات ويأتون بها والان عندنا في المملكة في يخرج يعني لجان وعاملة يسمونها عاملة تمر بالناس وتخيم في كل قرية يستقبلون الزكوات من الناس من جاءهم اخذوا منه الزكاة فالمراد بالعاملين عليها هم الجباد الذين يعملون على جمعها وتحصيل الزكاة والاتيان بها الى النبي صلى الله عليه وسلم او الى ولي الامر. فهؤلاء يعطون من الزكاة والعامل والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم المؤلفة قلوب الذين يؤلفون عن الاسلام اما ان يكون كافر ويطمع في اسلامه فيعطى شيئا من من المال يعطى من الزكاة لو اعطيناه زكاة دخل في الاسلام لان الكفار اهم شيء عندهم الدنيا لكن اذا دخل بالاسلام وجد لذة الايمان ما تساوي الدنيا عنده شيء. كما صرح بذلك بعض الصحابة هذا من المؤلفة قلوبهم والله يؤلف او يكون مسلم لكن اسلامه غير ثابت فيعطى شيئا من المال ليثبت ايمانه هذا مؤلف يتألف قلبه او سيد قوم اذا اعطي سيؤمن قومه او يدخلون في الاسلام او يطيعونه المهم اذا كان هناك مصلحة في تأليف قلبي احد من اجل الاسلام فانه من المؤلفة قلوبهم الذين يجوز ان يعطوا من الزكاة يدفع لهم من الزكاة قال والمؤلفة قلوبهم وبالرقاب. في الرقاب المراد بهم المماليك المراد به المماليك المكاتبون. وذلك لما كان الرق موجود يكون المولى يقول لسيده اريد تكاتب مثلا ادفع لك الف ريال كل شهر اعطيك مثلا خمسين ريال هذا مكاتب كاتب سيده على مبلغ من المال متى ما وفى سيده المال صار حرا طليقا فيعطى هذا من الزكاة والله هذا مكاتب على الف ريال ما عنده وتعال خذ هذه زكاة الف ريال خذ اعطها سيدك حتى تصبح حرا ها هؤلاء هم المكاتبون. طيب غير المكاتبين لو كان مملوك مباشرة نقول يا فلان اعتق هذا العبد ونعطيك كذا من الزكاة هذا محل خلاف بين اهل العلم والصواب جواز ذلك ايضا يعطى من الزكاة وان كان نص على المكاتب لانه واظح حرصه على الحرية لانه كاتب وسعى قبل ان يأتي الزكاة. اما الاخر باقي عند سيده فالحاصل ان هذا ممن يقبل من الزكاة. قال والغارمين الغارمون قسمان غارم لحظ غيره وغارم لحظ نفسه فالغالب لحظ غيره كالرجل الذي يصلح بين مختلفين بين قبيلتين او بين رجلين او بين جماعتين فبينهم خلاف فيسعى بالصلح بينهم ثم يعطي هذا مالا حتى يصالح ويعطي الاخر مالا حتى يصالح هذا غارم لحظ غيره حتى لو كان غنيا اذا جاءت الزكاة نعطيه من الزكاة قدر ما قدر ما دفع من من المال للاصلاح بين الناس لانه غارم لحظ غيره هذا من حب الاسلام للاصلاح بين الناس وعدم الاختلاف بين المؤمنين وقد يكون غارم لحظ نفسه غارم لحظ نفسه والله اشترى له سيارة ما عنده سيارة ما هو قادر يسدد السيارة عمر بيتا او اشترى بيتا ما عندهم فلوس سدد نقول يجوز ان يعطى من الزكاة حتى لو عنده راتب جيد لكن ما يقدر يسدد عنده راتب يستطيع انه يأكل هو واولاده يلبس لكن ما يستطيع يسدد دين السيارة او دين البيت هذا يجوز ان يعطي من الزكاة ما يسد به دينه. وهذا غارم لحظ نفسه هو قال جل وعلا وفي سبيل الله والمراد في سبيل الله يعني الجهاد في سبيل الله. على القول الصحيح ولهذا لا تخرج الزكاة الا في الجهاد في سبيل الله او ما هو متعلق بالجهاد كتجهيز او دفع النفقة لمن يريد ان يجاهد او شراء السلاح واختلف العلماء هل تبنى المساجد من الزكاة هل بناء المساجد او حلق تحفيظ القرآن او معلمي القرآن او معلم العلم هل يعتبر في سبيل الله فيعطون من الزكاة قال بهذا بعض اهل العلم قال بهذا بعض اهل العلم قال هذا من سبيل الله فيعطون تبنى المساجد يعطى المدرسين الذين يعلمون الدين ويعلمون القرآن والصحيح انهم لا يعطون. لان المراد في سبيل الله هنا المعهود في عرف المخاطبين والسياق يدل على ماذا؟ كل السياق الايات التي مرت معنا كلها في الجهاد في سبيل الله فالمراد في سبيل الله الذي هو الغزو الجهاد في سبيل الله فالعرف معتبر المعهود الذهني للمخاطبين سياق الكلام سياق الايات كله يدل على ان المراد في سبيل الله هو ما كان على سبيل الغزو والله اعلم قال وابن وابن السبيل ابن ابن السبيل هو المسافر هو المسافر ولو كان في بلده اغنى الناس يعطى من الزكاة ما يكفيه الى ان يرجع الا ان كان له حيلة وقدرة والله سرق ماله لكن يستطيع يسحب عن طريق البنك. يطلب يحول له حوالة. لا هذا ما يعطى من الزكاة. لكن ما له حيلة سرقت اموالهم ما يستطيع نقول يعطى من الزكاة ما يبلغه بلده قال جل وعلا فريضة من الله يعني هذا التقسيم الى ثمانية اقسام فريضة من الله اي حكما مقدرا بتقدير الله وفرضه وقسمته الله الذي فرض هذا ما لكم فيه خيار فريضة من الله والله عليم حكيم قد احاط علمه بكل شيء فهو الاعلم فهو العليم مما يصلحكم ومن يستحق الزكاة ومن لا يستحقها وهو الحكيم في كل ما قدره وشرعه جل وعلا فهو يضع كل شيء موضعه ثم عشر دقائق ها اقل ايه واضح ما دام تقولون سنة انك متبون نوقف ها؟ ابشر اه عندنا سؤال واحد سنبدأ بالجهة اليمنى من المسجد لان بالامس سألناه هنا وهنا بالامس بدأنا من هنا العصر او من هنا بدأنا من هنا العصر في الوسط ها اذا نسأل هنا ثم نرجع هنا بعد السؤال اذكر امثلة للغارمين اذكر امثلة للغارمين اضرب امثلة من هم الغارمون؟ الغارمون الذين يعطون من الزكاة اذكر امثلة نعم احسنت الجواب صحيح وفقك الله وسددك وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد