الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم الى يوم الدين. اما بعد. يقول الله جل وعلا في سورة التوبة افمن اسس بنيانه على تقوى ومن الله ورضوان خير اما الاسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم. والله لا يهدي القول الظالمين. هذا هذه الاية الكريمة في سياق ما اخبر الله به عن مسجد فرار وعن ما نواه اولئك الذين بنوا مسجد الضرار من المنافقين فلا تزال هذه الاية ايضا تتكلم عن الموضوع وتبين حقيقة امره وحقيقة امر اولئك المنافقين وحقيقة امر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فقال جل وعلا افمن اسس بنيانه على تقوى من الله؟ اسس بنيانه يعني بنى اساسه اصله على تقوى من الله. بناه يتقي الله به تريد ان يتقي الله به ويريد طاعة الله وابتغاء مرضاته وهذا هو المؤمن هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة على تقوى من الله ورضوانه. ايضا يلتمس به رضا الله. فاسس مسجده واصله وبناه. يلتمس في تقوى الله جل وعلا وطاعة الله جل وعلا وايضا يلتمس فيه رضا الله خير ام من اسس بنيانه على شفا جرفنهار؟ هل هل هذا خير؟ ام من اسس وبنى واصل مسجده على شفا جرف هار وهم المنافقون الذين بنوا مسجد الضرار ومانع على شفا جرف هار شفا الشي حده وطرفه والجرف هو ما يتجرف بالسيول من الاودية وهي جوانبه جوانب الاودية وجوانب الوادي جوانبه التي تنحفر بالماء واصله من الجرف والاجتراف وهو اقتلاع الشيء من اصله. اذا الجرف او الجرف ما هو؟ هو ما يكون في حافتي الوادي بسبب جريان الماوس والسيول فتنحت الوادي وتجعل طرفه جرف حده جرف بمجرد ان يقع عليه ولو شيء يسير يسقط واحيانا يسقط من نفسه ايه فهذه هي حال المنافقين. شفا جرف هار ايضا معنى هار اي ساقط ساقط من قولهم تهور البناء اذا سقط وانهدم فهل يستوي هذا البناء الذي بناه صاحبه على شفا وطرف جرف وهو جوانب الوادي وهو جرف منهار ساقط منهدم فمن بنى بنيانه على طرف جرف هار هذا ما بنى الحقيقة يسقط به ولا يثبت لكن من اسسه واصله على تقوى من الله ورضوان هذا هو الذي يبقى ولهذا لا يزال مسجد قباء الى يومنا هذا ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة. لكن اين مسجد الضرار كان على شفاجور في انهار فانهار بصاحبه في نار جهنم. ولهذا قال جل وعلا فانهار به اي فانهار بالبناء هذا الجرف الهار انهار بالبناء في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين قال ابن كثير قال جابر بن عبدالله رأيت المسجد الذي بني ضرارا يخرج منه الدخان على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقال ابن جريج ذكر ذكر لنا ان رجالا حفروا فوجدوا الدخان يخرجوا منه مسجد الضراء وكذا قال قتادة. وقال خلف بن ياسين الكوفي رأيت مسجد المنافقين الذي ذكره الله تعالى في القرآن وفيه جحر يخرج منه الدخان وهو اليوم مزبلة. رواه ابن جرير في تفسيره. اذا انهار في نار جهنم. ذاك المسجد انهار وسقط لما هدم وتحته نار جهنم انهار في نار جهنم ولهذا كان يرى الدخان يخرج من المكان الذي هدم فيه مكان مسجد والله لا يهدي القوم الظالمين اي لا يوفق لان الهداية هنا هداية التوفيق. لان الهداية هدايتان هداية الارشاد والدلالة وقد هدى الله الخلق جميعا وارشدهم ودلهم وارسلوا الرسل وانزلوا الكتب للدلالة على الحق. وهداية التوفيق للايمان والعمل الصالح. وهذه يملكها الله جل وعلا والله لا يهدي القوم الظالمين ولا يهدي الفاسقين وانما يهدي المؤمنين المتقين المحسنين وقوله اسس فيها قراءتان. قرأ نافع وابن عامر اسس اسس بالبناء للمفعول. وقرأ الباقون بالبناء للفاعل افمن اسس والمعنى لا يختلف اسس بالمبني للمفعول واسس اي هو والمعنى لا يختلف وكذلك جرف فيها قراءتان قرأ ابو بكر وحمزة باسكان الراء في جرف هار وقرأ الباقون في وقرأ الباقون بظمها بالرفع جرف. قالوا وهما لغتان يقال جرف وجرف مثل ما يقال الرسل والرسل والشغل والشغل لغة هذا المعنى لا يختلف باختلافهما. قال جل وعلا لا يزال بنيانهم لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم. لا يزال هذا البنيان وهو بناؤه لمسجد ضرار ريبة اي شكا في قلوبهم نفاقا نعوذ بالله لان هذا قصدهم. لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم. الا ان تقطع قلوبهم قال ابن كثير اي بموتهم تقطعوا تقطعوا قلوبهم اي بموتهم الا ان تقطع قلوبهم بموتهم. قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وزيد ابن اسلم وجمع من السلف وقال ابن كثير وقال ابن جرير الطبري تقطع يعني الا ان تتصدع قلوبهم فيموتوا وتقطع فيها قرائتان ايضا تقطع بفتح التاء وتقطع بضم التاء. الا ان تقطع قلوبهم والا ان تقطع قلوبهم والمعنى ايظا لا يختلف باختلاف القراءة. اذا لا يزال هذا الريب نعوذ بالله بنيانه هذا ريبا. وشكا في قلوبهم الى ان يموتوا اذا هذا من عذاب الله لهم في الدنيا لا يزال هذا الشك وهذا الريب وهذا النفاق قائم في قلوبهم لبنائهم بسبب هذا البناء وهذا المسجد الذي بنوه ضرارا. ثم قال جل وعلا ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. قال ابن جرير اشترى اي ابداع من المؤمنين انفسهم واموالهم بالجنة ابتاع اشتراها منهم وابتاعها منهم انفسهم. واشترى منه اموالهم مقابل الجنة بان لهم الجنة. وربح البيع ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون. اذا هذا اشتراء الانفس بينما نشر الانفس انهم يقاتلون في سبيل الله باعوا انفسهم في مرظاة الله ونصرة لدين الله. فيقتلون اعداء الله جل وعلا ويقتلون احيانا يقتلون واحيانا يقتل المسلم. المهم ان من خرج لجهاده في سبيل الله فقد باع نفسه على سواء قتل فقط ولم يقتل او قتل ثم قتل او قتل مباشرة كله قد باع نفسه الله اشترى هذه النفس منه فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا يعني وهو اعطاءهم الجنة وادخالهم الجنة بان لهم الجنة هذا وعد من الله جل وعلا والله لا يخلف الميعاد ومن اصدق من الله قيلا ومن احسن من الله حديثا قال جل وعلا وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. هذا الوعد حق على الله. وقد اخبر الله بذلك وقطعه على نفسه في كتبه المنزلة في التوراة التي انزلت على موسى وفي الانجيل الذي انزل على عيسى وفي القرآن الذي انزله الله على نبينا صلى الله عليه واله وسلم ثم قال ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم. من اوفى بهذا العهد وهذا العقد بينه وبين الله عز وجل فقاتل في سبيل الله. حتى قتل او انفق امواله في سبيل الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به. استبشروا قال القرطبي اي اظهروا السرور بذلك قال والبشارة اظهار السرور في البشرة. استبشروا استسروا بهذا البيع. ان وفيتم فقمتم به كما قام الصحابة رضي الله عنهم استبشروا ببيعكم. سماه بيعا لان الله قال ان الله اشتراه من المؤمنين انفسهم. ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم اي نعم هو الفوز العظيم ان يدخلك الله الجنة باعلى الدرجات وينجيك من النار فهو الفوز العظيم ثم قال آآ هنا نذكر المقولة الحسن جميلة قال ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم قالوا الحسن بايعهم والله فاغلى ثمنهم بايع الله المؤمنين اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. بايعهم فاغلى ثمنهم. الجنة سلعة الله غالية يا اخوان. ولا احد هل يدخل الجنة بعمله؟ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم احد يدخل الجنة بعمله؟ قالوا ولا انت؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته فمن عوضه الله بنفسه وبماله الجنة فوالله قد اغلى الله له الثمن قال وقال شمر بن عطية الاسد الكاهلي الكوفي قال ما من مسلم الا ولله عز وجل في فيه بيعة وفى بها او مات عليها ثم تلا هذه الاية ولهذا يقال من حمل في سبيل الله بايع الله اي قبل الله اي قبل هذا العقد ووفى به ومما ذكره العلماء ان هذه الاية لها سبب نزول. ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم قاله محمد ابن كعب القرظي ان عبد الله بن رواحة قال للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة اشترط لربك ولنفسك ما شئت يا رسول الله فقال اشترط لربي ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. واشترط لنفسي ان تمنعوني مما تمنعون منه انفسكم واموالكم. واموالكم. قالوا ما لنا ان فعلنا ذلك؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم الجنة قالوا ربح البيع لا نطيل ولا نستقيل فنزلت ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم الاية لكن هنا فائدة تجد في كلام السلف في كلام الصحابة او بعض التابعين او من بعدهم يقول نزلت الاية في كذا وهم لا يعنون ان هذا هذه القصة هي سبب نزول الاية. وانما يعنون ان هذه القصة تشملها هذه الاية تشملها تدل عليها تدخل تحتها في البيان. لان هذه السورة سورة براءة من اخر السور نزولا عن النبي صلى الله عليه وسلم في اخر حياته ومجيء النبي صلى الله عليه وسلم الى معاقبة الانصار على المجيء الى المدينة متى؟ قبل الهجرة اليس المعنى انها سبب نزول الاية انها نزلت بسبب قول عبد الله بن رباح بن رواحة رضي الله عنه لكن المراد انه في مثل هذا نزلت هذه الاية في مثل قول الصحابة رضي الله عنهم الانصار للنبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا نزل قوله جل وعلا ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم. ثم قال جل وعلا في ذكر هؤلاء في صفات هؤلاء مؤمنين قال التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر حافظون لحدود الله وبشر المؤمنين. التائبون جمع تائب والتائب هو الراجع من معصية الله الى طاعته العابدون قال الطبري اي القائمون بعبادة ربهم محافظين عليها. القائمون بعبادة ربهم محافظين عليها وهي الاقوال والافعال فمن اخص الاقوال الحمد ومن اخص الافعال الصيام ثم ذكر كلاما بعد ذلك وقال الطبري العابدون هم الذين ذلوا لله خشية لله وتواضعوا من خوفه وهذه هي العبادة العبادة معناها الذل العبادة في اللغة هي الذل ومنهم طريق معبد يعني مذلل فهو العابدون هم الذين ذلوا لله وخشعوا له وخشوه خوفا من عقابه التائبون العابدون الحامدون الحامدون الذين يحمدون الله ويكثرون من حمده على كل حال. في السراء والضراء عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا وقع به ما يكره قال الحمد لله الحمد لله على كل حال. واذا وقع فيه ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. فهم الحامدون والحمادون لكثرة حمدهم ربهم. الحامدون السائحون. السائحون هنا جمهور السلف وممن قال به ابن عباس وابن مسعود وعائشة وغيرهم انهم الصائمون السائحون الصائمون قال قالت عائشة سياحة هذه الامة الصيام. وقال ابن عباس الصائم كل ما ذكر الله في القرآن السياحة هم الصائمون وكذلك جاء عن ابن مسعود قال السائحون الصائمون وروى عن وروي عن جمع من السلف وقال بعض وهو قول ضعيف لكنه ذكره بعض المفسرين قالوا الصائمون هم فالسائحون هم المجاهدون في سبيل الله لانهم يصيحون ويخرجون وقال بعض المفسرين قال هم طلبة العلم ولكن جمهور السلف وهو الصواب ان السائحون هنا هم الصائمون. السائحون الصائمون. الراكعون الساجدون ذكر جزئين من الصلاة من اهم اركان الصلاة. الركوع والسجود وليس المراد ركوع وحده او سجود وحده. بل يعني يصلون لله جل وعلا ويركعون ويسجدون قال الامرون بالمعروف يأمرون بالمعروف فيما بينهم بما عرف حسنه او مشروعيته في الشريعة فيأمرون به وينهون عن المنكر والناهون عن المنكر كل ما عرف نكارته وقبحه في الشرع قال والحافظون لحدود الله اي المؤدون فرائض الله جل وعلا المنتهون الى امره ونهيه وهم يحفظون حدود الله يؤدون فرائض الله ويقفون عند حدود الله امرا او نهيا وبشر المؤمنين بشرهم بالثواب العظيم. والبشارة هي الخبر التي تتغير له بشرة الوجه. وذلك خبر سار. بشرهم برضوان من الله بالجنة باصحاب هذه الصفة اصحاب هذه الصفات بشرهم بالخيرات الكثيرة وبالنعيم العظيم لكن لو تأملنا في الاية نجد انه قال التائبون عدوا معي التائبون العابدون بدون واو ما عطف بالواو الحامدون بدون واو السائحون بدون واو الراكعون بدون واو الساجدون بدون واو الامرون بالمعروف بدون واو هذه كم سبعة ثم قال والناهون عن المنكر اتى بالواو قالوا هذه تسمى واو الثمانية واو الثمانية قالوا وهذا كما قال جل وعلا اشار ابوه ان طلقكن ان يبدله خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات سبعة كلها بدون واو وابكارا اتى بالواو هذه واو الثمانية قالوا لان من عادة العرب انهم من واحد الى سبعة يعدونها بدون واو وبدون عطف الثمانية فما بعدي يعطفونها بالواو. ولهذا هنا قال والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله هاي السماوية والثمانية وبعض اهل العلم قال هي زائدة على كل حال فعلا هذا لو تأملت في القرآن تجد ان ان لها يعني لذلك حقيقة واو الثمانية تذكر سبعة اشياء بدون واو ثم الشيء الثامن يؤتى بالواو وهذا على سنن العرب في كلامهم وطريقتهم اه فهذا نأتي ما اتى الله به عباده آآ المؤمنين. ثم قال جل وعلا ما كان للنبي والذين امنوا ان للمشركين. هذا نهي هذا نهي. هذا الاسلوب ما كان قد يأتي بالنهي وقد يأتي للنفي. فهنا للنهي يعني ينهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ان يستغفروا للمشركين. ينهاهم عن ذلك اشد النهي ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا المشركين. في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما مات لما حضرت ابا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عمه ابي طالب وعنده ابو جهل وعنده عبدالله بن امية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عم قل لا اله الا الله كلمة احج لك بها عند الله فقال هذان الجليسان له اتترك ملة عبد المطلب؟ فاعاد النبي صلى الله عليه وسلم عليه فاعاد. حتى كان اخر مقام كان اخر من قال هو على ملة عبدالمطلب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انه عنك فنزلت ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى وقال ونزلت فيه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. اخرجه وذكر ابن كثير له ايضا ذكر عن الامام احمد سبب اخر عن علي رضي الله عنه قال سمعت رجلا يستغفر لابويه وهما مشركان فقلت ايستغفر الرجل لابويه وهما مشركان؟ فقال او لم يستغفر ابراهيم لابيه قال فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا الى ان يستغفروا للمشركين طيب الحقيقة ان الاول وان كان في الصحيحين لكنه مشكل جدا فالقول بان هذه الاية نزلت في ابي طالب هذا مشكل جدا. كيف هذه الاية نزلت في اخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم في اخر حياته وموت ابي طالب قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنوات. فكيف تكون هذه الاية نزلت قبل ثلاثة عشر سنة من نزولها هذا وجه الاشكال انا واجيب لكم عنه من العلماء من اجاب بهذا وذكروا بعض اهل العلم بصيغة ضعيفة ذكره السيوطي في الاتقان ان هذه الاية هاتين الايتين نزلتا في مكة قبل ان يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم في وفاة ابي طالب فالنبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت عليه التوبة وضع هاتين الايتين في هذه السورة. وهذا يحتاج الى دليل صحيح صريح ولا دليل القول الثاني والعلو من اقوى التوجيه قال لا يمنع ان ان يكون هناك سبب ويتأخر سبب النزول ويتأخر سبب النزول الى امد طويل بعد ذلك واقول ما الذي يمنع ان يكون قول الصحابي هنا فنزلت هو من باب قول الصحابة نزلت الاية في كذا ولا يعني انها سبب النزول. لكن يعني انها تشمل هذا الموضوع ويدل على هذا رواية البخاري نفسه التي ذكرناها رواية البخاري نفسها التي فيها لاستغفرن لك ما لم غنى عنك. فظن نهى النبي صلى الله عليه وسلم اذا نهاه الله عز وجل عن الاستغفار لعمه المشرك يستغفر له لا والله ما يستغفر ولعل الاقرب في سب نزول الاية هو ما ذكره الامام احمد بسند صحيح كما قال الالباني او حسنه الترمذي وحسنه الالباني وهو خبر علي قال يستغفر الرجل لابويه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الاية قال هذا هو سبب نزول الاية. المهم ان هذه الاية تدل على انه لا يجوز للمؤمن ان يستغفر للمشرك واذا ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان خرج في عمرة فمر على قبر امه فذهب الى قبرها فبكى وابكى من حوله ولم يستغفر لها. فقال اني استأذنت ربي في زيارة قبر امي والاستغفار لها فاذن لي بالزيارة ونهاني عن الاستغفار ما يستغفر المسلم للمشرك فهذا والله اعلم دليل على ان قصة ابي طالب ليست هي موت ابي طالب ايش؟ هي سبب نزول هذه الاية ولهذا يقول الشيخ عبدالرحمن بن قاسم في حشر كتاب التوحيد قال باجماع المفسرين ان الذي نزل بسبب ابي طالب انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء نعم اذا ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين من مات على الشرك ولو كانوا اولي قربى لو كانوا قرابة اولي اصحاب قرابة لو كان ابوه او امه او اخوه لماذا؟ قال ميم من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم. من بعد ما يتبين لهم اذا علموا اذا مات على الشرك او علم بنص الشرع جاء ما يدل عليه او علموا ذلك بالموت. ولهذا قال من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم يعني اصحاب ارى الملازمون لها لا يخرجون منها ثم اعتذر عن ابراهيم فقال وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه لان ابراهيم وعد اباه ان يستغفر له. فقال ساستغفر لك ربي انه كان بي حفيا فوعد اباه ان يستغفر له لكن كان استغفار ابراهيم لابيه قبل ان يتبين له انه يموت على الشرك ولهذا قال ما كان وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة ساستغفر لك ربي وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه لما تبين له انه مات على الشرك وانه كافر تبرأ منه من الاستغفار له وقد جاء في حديث البخاري وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ قال ان ابراهيم يقول يوم القيامة يا ربي انك وعدتني الا تخزيني واي خزي اخزى من ان تدخل ابي النار قال فيقال له انظر الى ما تحت قدميك قال فاذا انا بابي بازر على هيئة ذيخي ضبع قد تلطخ بالعذرة قال فاقول سحقا سحقا بعدا بعدا فيؤخذ بقوائمه فيطرح في النار اذا ابراهيم استغفر لابيه لانه ما تبين له انه مشرك فلما تبين له يتبرأ يوم القيامة يقول سحقا سحقا بعدا بعدا لان الله جل وعلا يقول فما تنفعهم شفاعة الشافعين من مات على الشرك والكفر ما تنفعه شفاعة احد. لا ابراهيم ولا نبينا صلى الله عليه وسلم ولا غيره ما تنفعه النفع الذي يخرج من النار ويدخل الجنة لا لكن النبي صلى الله عليه وسلم شفع في عمه ابي طالب ان يخفف عنه العذاب. فهو في ضحظاح من النار لكن لا يرى ان احدا اشد منه عذابا. نسأل الله العافية والسلامة اذا هذا الله سبحانه وتعالى قال اتبعوا ابراهيم او كونوا على هديه وطريقته الا في استغفاره لابيه. وبعض المسلمين يقول لا حتى استغفار ابراهيم لابيه لانه وعده ولم يتبين له انه مات مشركا فاذا تبين له وذلك يوم القيامة يتبرأ منه ولا يستغفر له قال وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له تبين له انه كافر وانه مشرك انه عدو لله لان عدو الله هو المشرك. تبرأ منه تبرأ من ابيه قال سحقا سحقا بعدا بعدا ولم يستغفر له ان ابراهيم لاواه حليم هذا ثناء من الله عز وجل على ابراهيم انه اواه. قالوا والاواه قيل الدعاء الدعائي كثير الدعاء لربه. وهذا القول اختاره ابن جرير الطبري اواه اي دعاء اي كثير الدعاء لربه. ولهذا من كثر الدعاء انه استغفر لابيها واراد ان يستغفر لابيه وهو مشرك. وقال بعضهم الدعاء هو الموقن بلسان الحبشة وقيل هو المؤمن بلسان الحبشة وقيل هو المسبح الاواه كثير التسبيح والذكر لله جل وعلا وقيل الاواه هو الرجاع الى الله في جميع الامور. ولا شك ان ابراهيم كان كل هذه الخصال فيه كان رجاعا الى الحق توابا الى الله كان كثير الدعاء كان كثير التسبيح والذكر لله جل وعلا. حليم اي لا يغضب. ولا يسرع في الغضب بل يحلم ويصبر. ولهذا انظروا ماذا قال الله عز وجل عنه مع ابيه قال له ابوه اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم؟ فان لم تنتهي لارجمنك واهجرني مليا ايش؟ نعم واهجرني مليا قال سلام عليك ساستغفر لك ربي. هذا من حلمي من حلمه عليه السلام. ابوه يقول له كذا اهجرني ارجوك وهو يقول ساستغفر لك ربي ولهذا كان حليم اي ذو عفو وصفح ورحمة بالخلق عليه السلام. ثم قال جل وعلا وما كان وما كان الله ليضيء وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم هذه للنفي وليست للنهي والذي يدل على ان اهل النفي او النهي هو السياق. السابقة للنهي وهذه للنفي. ينفي الله عز وجل وما كان الله ليظل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون بلا الا بعد قيام الحجة عليهم. ولهذا يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة وحكمه العادل انه لا يضل قوما الا بعد بلاغ الرسالة اليهم. وحتى يكونوا قد قامت عليهم الحجة. كما قال تعالى واما ثمود فهدى بينهم يستحب العمى على الهدى وقال مجاهد وما كان الله ليظل قوما بعد اذ هداهم قال بيان الله عز وجل للمؤمنين في ترك الاستغفار للمشركين خاصة وفي بيانه لهم في طاعته ومعصيته عامة فافعلوا اوذروا وقال الطبري يميل الى قول مجاهد اه قال الطبري وما كان الله ليقضي عليكم في استغفاركم لموتاكم المشركين بالظلال بعد اذ رزقكم الهداية ووفقكم الايمان به وبرسوله حتى يتقدم اليكم بالنهي عنه. فتتركوا. فاما قبل ان يبين لكم كراهته ذلك بالنهي عنه ثم تتعدوا نهيه الى ما نهاكم عنه فانه لا يحكم عليكم بالظلال. فان الطاعة والمعصية انما يكونان من المأمور والمنهي اما من لم يؤمر ولم ينهى فغير كائن مطيع. فغير كائن مطيعا كان او عاصيا فيما لم يؤمر به ولم ينهى عنه. يعني خلاصة القول قولان ابن كثير يرى ان هذه الاية عامة. ما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم بعد ان يهديهم ما كان ليضلهم الا بعد ان يبين لهم الحق فيعرظ عنه ويتبعوا الباطل او لا استجيبوا لامر الله ونهيه فيراها عامة وهذا هو الاولى بالاية. بينما اه مجاهد وابن جرير يرون ان هذه خاصة. لانها في سياق استغفار ابراهيم لابيه. وكانه يقول وفي نهي النبي نهي الله للنبي والمؤمنين يستغفروا للمشركين. فكأنهم يقولون ما كان الله ليضل قوما يوقعهم في الضلال بعدما هداهم حتى يبين لهم ان الاستغفار لا يجوز للمشركين. فحينما يبين لهم ان الاستغفار لا يجوز عند ذلك ان استغفروا فهنا يظلهم ويعذبهم كما هو مقرر ان الاول ايش حمل الاية على العموم وان كان يدخل فيها هذه المسألة وهي الاستغفار للمشركين قبل ان يعلموا بالنهي. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال لا استغفرن ما لم انهى عنك ما لم انهى انت ولما قال الله عز وجل استغفر لهم ولا استغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة استغفر لعبدالله ابن ابي لكن لما نهاه الله عز وجل وعلم ان ذلك لا يجوز ما كان ليقدم عليه لا هو ولا احد ولا احد من المؤمنين. وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم لا بد من البيان. وقيام الحجة حتى يبين لهم ما يتقون ما يتقونه يتقون من فعله يجعلون بينهم وبينهم وقاية فلا يتركونه ولا يفعلونه. ان الله بكل شيء عليم جل وعلا. قد احاط علمه بكل شيء. وهو عليم وعلم بمن فعل الامر قبل ان ينهى وبمن فعل المخالفة بعد نهي الله واقامة الحجة عليه. ثم قال جل وعلا ان الله له ملك السماوات والارض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير اخبر عن عموم ملكه فله ملك السماوات والارض. يملكهما فهو مالكهما خلقا وايجادا وتصرفا وتدبيرا فهي ملكه وتحت تصرفه. وهو ايضا يحيي ويميت. فهو الذي يحيي ويميت وحده لا شريك له وهو ايضا وليس لكم من دونه ولي يتولاكم وييسر اموركم او يقضي حوائجكم وليس لكم من دونه نصير يتولى نصرتكم اذا وقعتم فيما تحتاجون فيه الى النصرة وهذا يعني يقرر وجوب ان يتخذ المؤمن ان يتولى الله جل وعلا ويتخذ الله وليا له فنعم المولى ونعم النصير. ويحذر من ان يتولى غيره وهذا تقرير للتوحيد. وان كان هو في ذكر توحيد الربوبية لكن العلماء يقررون ويقولون يؤتى او يأتي الله عز وجل بتوحيد الربوبية ليقرر توحيد الالوهية وتوحيد العبادة قال الله جل وعلا لقد تاب الله على النبي لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم. لقد تاب الله من على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين بالتوبة فتابوا ورجعوا فقبل توبتهم ولا شك ان كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. فكل يخطئ وان كان بعض المفسرين استشكل كيف يقال للنبي صلى الله عليه وسلم يخطئ فحاولوا يجيبون عن هذه الاية فقالوا انما تاب الله على النبي من اذنه للمنافقين الذين استأذنوه. عفا الله عنك لما اذنت لهم. فتاب الله عليه من عفوه تاب الله عليه من عفوه عن المنافقين الذين كان الواجب ان يذهبوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد. وبعضهم قال انما توبته ذكر الله النبي صلى الله عليه وسلم في التوبة لانه هو كان سبب توبة الصحابة بما علمهم وبين لهم وعلى كل حال الاية واضحة لقد تاب الله على النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والانصار الصحابة من المهاجرين ومن الانصار الذين اتبعوه خاصة الذين اتبعوه في ساعة العسرة. وهي غزوة تبوك. وقيل لها سعة العسرة اي وقت العسرة. العسرة وهي الشدة لانهم كانوا في شدة الحرارة. وفي قلة الماء وفي قلة الزاد وفي كثرة العدو وبعد المكان فكانوا في عسرة ولهذا جهز عثمان رضي الله عنه في تلك الغزوة ثلاث مئة ناقة محملة باقتابها واحلاسها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم. وبعض الصحابة جاءوا ما يجدون شيئا فما وجدوا ما يحملهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم فتولوا اعينهم تفيض من الدم لانه كان في شدة الحرارة قالوا لا تنظروا في الحر ونار جهنم اشد حرا. وايضا في شدة العطش حتى اورد ابن كثير هنا اثرا رواه ابن جرير وحسنه ابن كثير في السيرة. سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. وضعه الشيخ الالباني في التعليقات على التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان وهو يقول عن عبد الله ابن عباس انه قيل لعمر في شأن العسرة سئل عنها. فقال عمر ابن الخطاب خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى تبوك. في قيظ قيض شديد فنزلنا منزلا فاصابنا فيه عطش حتى ظننا ان رقابنا ستنقطع حتى ان كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى يظن ان رقبته ستنقطع. وحتى ان وحتى ان الرجل لينحر لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده فقال ابو بكر يا رسول الله ان الله عز وجل قد عودك في الدعاء خيرا فادع لنا فقال تحب ذلك؟ قال نعم. قال فرفع يديه فلم يرجعهما حتى مالت السماء فاهطلت ثم سكبت فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر هذه السحابة وهذا المطر فقط على عسكر النبي صلى الله عليه وسلم. ابن كثير يقول سنده جيد ولكن على كل حال ما في اشكال يعني. هذا من كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم اكرمه الله بذلك قال جل وعلا الذين اتبعوه في ساعة العسرة يعني في ساعة الشدة شدة الظمأ وبعد الديار وشدة الحرب. من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم الزي هو انحراف القلب يزيد ينحرف عن الحق فكاد وفكاد من افعال المقاربة يعني دنا واوشك ان يزيغ قلوب فريق منهم حتى لا يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد ويبقوا كما بقي بعض الصحابة لماذا؟ للعسر الذي هم فيه ولكن الله ثبتهم. ولهذا شكر لهم. قال من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم ثم تأبى عليه جل وعلا مما هموا به وتاب عليه من جميع ذنوبهم ولهذا بعض اهل العلم يقول كل من شهد تبوك من المؤمنين فهو من اهل الجنة مثل اهل بيعة الرضوان قال ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم الرأفة هي اشد الرحمة فالله رحيم بهم ورحمته بهم شديدة ليس كرحمة غيرهم لعملهم الجزاء من جنس العمل الذي قاموا به حينما اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الشدة وفي حال العسرة وفي حال ما اصاب النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قال وعلى الثلاثة الذين خلفوا هذا معطوه على قوله لقد تاب الله على النبي. وتقدير الكلام لقد تاب الله على النبي وعلى الثلاثة الذين خلفوا والثلاثة الذين خلقوا اسمع مكة احفظ مكة مكة تشتمل على اول الاسماء الثلاثة فاولهم مرارة ابن الربيع وكاف كعب بن مالك هلال بن امية هؤلاء هم الثلاثة الذين خلفوا فهؤلاء خلفوا وليس لهم عذر. وقد ذكر ابن كثير سبب نزوله في الصحيحين. وذكر ما يقارب ستة ستة صفحات طويل وهو في الصحيحين لكن خلاصته ان كعب ابن مالك وهلال ابن امية ومرارة ابن الربيع لم يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم الى غزوة تبوك وليس لهم عذر كانوا قادرين وعندهم مال وكانت حالهم اوسع ما يكون لكن تباطؤوا شيئا اليوم غدا اليوم غدا اليوم حتى ذهبوا عنهم فما له الى السكون والى الدعة والا هم مؤمنون ما فيهم نفاق رضي الله عنهم فذهب النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال كعب نزل بي شيء لا لا يطاق لاني علمت خلاص الان جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال فجئت اليه فكان المنافقون يأتون ويحلفون ويعتذرون فيقبل منهم. قال فجلست بين يديه فقلت يا رسول الله اني لو جلست عند غيرك من اهل الدنيا لرأيت ان اخرج من سخطه بعذر ولقد اعطيت جدلا ولكنهم والله لقد علمت لان حدثتك اليوم بحديث كذب ترضى عني به ليوشكن الله ان يسخطك علي ولئن حدثتك بصدق تجد علي فيه اني لارجو اقرب عقبى ذلك من الله جل وعلا. والله ما كان لي عذر ووالله ما كنت قط افرغ ولا ايسر مني حين تخلفت عنك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما هذا فقد صدق. فقم حتى يقضي الله فيك ما قبل عذره. قال قم حتى يقضي الله. قال ابن جرير وهم المعنيون في قوله واخرون مرجون لامر الله ارجعهم تأخر حتى يقضي الله فيه قال فجاءني قومي فقالوا كيف تقول الصدق؟ لو انك اعتذرت وكذبت مثل غيرك النبي سيقبل منك وتتوب الى الله. قال حتى حاولت او حتى هممت ان ارجع واكذب نفسي ابتلاءات قال فسألته هل معي احد قالوا نعم سبقك اثنان. قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدر. فقلت لا اذا لا ارجع الى ان تاب الله عز وجل عليه واصحابه بعد خمسين ليلة بعد خمسين ليلة تاب الله عليه. فاذا هذه الاية في توبة في توبته رضي الله عنه ومن معه من الصحابة وعلى الثلاثة الذين خلفوا اي خلفوا عن التوبة قاله قتادة وقاله ابن جرير الطبري وقال بعض المفسرين خلفوا عن غزوة تبوك حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت بسعتها فضاقت عليهم غما وهما مع سعتها وندما على ترك الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم وضاقت عليهم انفسهم ايضا بسبب ان النبي صلى الله عليه وسلم امر الصحابة بهجرهم ولا يتكلم معهم احد. فضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه. ما هناك ملجأ يلجأون اليه من الله الا الى الله. وهو التوبة الصدق والتوبة النصوح الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا. تاب الله عليهم ليتوبوا اي تاب الله على الثلاثة لاجله يتوبوا قالوا معنى ذلك تاب عليهم يعني وفقهم للتوبة قال اي وفقهم للتوبة. وهيأ لهم اسبابها وغيرهم ما وفقه للتوبة. هذا معنى تاب الله عليهم. يعني وفقهم للتوبة يتوبوا فتابوا ثم تاب عليهم نعم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم. التواب كثير التوبة ويقبل التوبة على المسيئين الرحيم بخلقه. ثم قال يا ايها الذين اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. هذا توجيه من الله. يا ايها الذين امنوا يناديهم بوصف الايمان. اتقوا الله لان التقوى فيها الفلاح والنجاح في كل الامور. وكونوا مع الصادقين. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق. فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة ونكتفي هذا تفضل الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان اشهد ان رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على حيا حي على الفلاح. حي على سلام الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله اللهم صلي على محمد وعلى المصلي اذا يجب علينا جميعا ان نتعظ بمواعظ الله وان نستجيب لهذا النداء. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله اجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بفعل امر اجتناب النواهي وكونوا مع الصادقين. كونوا مع حزب الصادقين. من جملة الصادقين. احذروا من الكذب ما في كذبة بيظا وكذبة سوداء الكذب كله اسود والنبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالصدق قال عليكم بالصدق فان الصدق يهدي البر وان البر يهدي الى الجنة. وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. واياكم الكذب فان الكذب يهدي الى الفجور. ولا وان الفجور يهدي الى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا قال جل وعلا ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله. ما كان هنا للنهي وليست للنفي. ينهاهم ما كان لاهل المدينة لسكان المدينة واهل البوادي التي حولها ومن حولهم من الاعراب الذين يحيطون بالمدينة وحول المدينة ان يتخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج لغزوة تبوك للجهاد في سبيل الله. ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه يعني كان الواجب ان يقدموا الحرص على سلامة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم لحوق الظرر به على انفسهم. لانه لما بقوا رغبوا بانفسهم عن نفس النبي صلى الله عليه وسلم. تركوه يتعرض للعدو وللقتال وللمشقة ما كان يجوز لهم هذا ولهذا يجب على المسلم ان يحب النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من محبته لنفسه. هذا مقتضى الايمان. ولا بانفسهم عن نفسه. قال الطبري ولا ان يرغبوا بانفسهم عن نفسه في صحبته وسفره والجهاد معه ومعاونته على ما على عدوه ونحوه قول آآ ابن كثير في تفسيره يعني ما يرغبون بانفسهم يحبنا انفسهم يحرصون على سلامتها اكثر من حرصهم على سلامة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرغبوا لانفسهم عن نفسه ذلك بانهم يعني هذا الحكم ما كان لم يفعل هذا ولا يرغب بانفسهم لانه لا يصيبهم ظمأ وهو العطش الشديد ولا نصب وهو التعب ولا مخمصة وهي المجاعة في سبيل الله انهم خرجوا في سبيل الله اصابهم العطش اصابهم الجوع اه اصابهم التعب والاعياء الشديد ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار لا يقعون ماء موطئ يعني لا يطأون ارضا يطؤون ارضا يصلون اليها فيطؤونها وهذه الارض يغيظ الكفار وطؤهم فيها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك لانه كانت قرب الروم. كانت تبوك من الشام فلما وصل هذا كان يغيظ الكفار انه جاء اليهم وصل ديارهم ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو النيل ينالون يعني يصيبون من عدو اصابة يقتلون العدو او يأخذون اموالهم او يلحقون بهم الضرر ولا ينالون من عدو الا كتب لهم به عمل صالح. كتب لهم بهذا كله عمل صالح فكيف يرغبون بانفسهم عن نفسه ويتأخرون؟ الا كتب لهم به عمل صالح ان الله لا يضيع اجر المحسنين ان الله لا يضيع اجر المحسنين ابدا. مثل جاء في الحديث ان اقواما بالمدينة ما قطعتم واديا ولا سلكتم شعبا الا وهم معكم شاركوكم في الاجر هذا لان الله اعد لهم اجرا عظيما لهؤلاء. الصحابة الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. قال ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة. كذلك ينفقون في سبيل الله نفقة قليلة صغيرة اي قليلة ولا كبيرة كثيرة. ولا يقطعون واديا من الاودية التي يقطعونها في وهم ذاهبون في الغزو في سبيل الله الا كتب لهم كتب لهم اجر عملهم. كتب لهم ذلك ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون. فيكتب لهم ويثبت ويجزيهم الله به احسن الجزاء. احسن ما يجزيهم على اعمالهم الجهاد في سبيل الله ففضله عظيم وثوابه عظيم واجره عظيم عند الله جل وعلا. ثم قال سبحانه وتعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة ايضا هذا يراد به النفي وما كان المؤمنون لينفروا كافة. قيل ان هذه الاية ناسخة لقوله جل وعلا ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله وناسخة لقوله انفروا خفافا وثقالا. قالوا هذه نسخة لها. وقال بعض اهل العلم لا ليست في ناسخة فتلك كانت في حال خاصة في غزوة تبوك والاصل عدم النسخ قال ما كان وما كان المؤمنون ما كان لهم ولا ينبغي لهم لينفروا وهو الخروج بسرعة للجهاد في سبيل الله وطلب العلم كافة جميعهم قال بعض الصحابة قالوا ابن عباس ما كان لهم ان ينفروا ويخرجوا للجهاد في سبيل الله ويخلفوا النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يبقى معه احد او ما كان لهم ان ينفروا للجهاد كلهم ويتركوا بلاد الاسلام المدينة وغيرها ليس فيها احد من الرجال وما كان المؤمن لينفر كافة جميعا فلولا نفر لولا هنا تحضيظية بمعنى هلا نفر وخرج بسرعة من كل فرقة من كل قبيلة او فخر طائفة جماعة قليلة ما كلهم يخرجون. طائفة اي جماعة ليتفقهوا في الدين هذا فيه الرحلة في طلب العلم قال القرطبي هذه الاية اصل في طلب العلم اصل في طلب العلم يجب على الانسان يطلب العلم طبعا العلم فيه تفصيل لكن اذا كان ما في احد يتعلم العلم في المكان الذي انت فيه يجب ان ينفر احد لاجل ان ان يحصل العلم فلولا يفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين لاجل ان يتفقهوا في الدين. ويتعلموا الدين ويعرفوه ويعلموه ولينذروا قومه ولاجل ان ينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم يبين لهم شرع الله فيأمرونهم بما امرهم وينهونهم عما نهاهم عنه يقوم باعلامهم بدين الله جل وعلا. اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون. لعلهم يحذرون غضب الله جل وعلا ومعصيته لانهم انذروا وعلموا وعلمهم العلماء واقاموا عليهم الحجة وهذا فيه حث على طلب العلم. قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم. قالوا الذين يلونكم يعني الاقرب فالاقرب فالاصل في القتال انه يقاتل الادنى فالادنى. فالذين يلونكم هم الروم. هم يلون جزيرة العرب قاتلوهم هم الذين اقرب ناس اليكم لكن قد يقاتل احيانا غير الادنى لمصالح لكن هذا هو الاصل اي قاتل الادنون يلونكم يعني الذين من يليكم ويقرب منكم ديارهم وهم الروم. في الشام وفي غيرها من الكفار تجد فيكم غلظة يجد فيكم شدة عليهم وقوة لكفره جزاء وفاقا على كفرهم حتى يكون ذلك سببا في تركهم ما هو عليه من الكفر واعلموا ان الله مع المتقين. هذا معية معية خاصة والاخبار هنا يقتضي الحث والحظ على ان يتقي الانسان ربه ايها الغزاة اتقوا الله وكونوا مع المتقين فان الله مع من يتقه فهو حث على التقوى. ثم قال جل وعلا واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا؟ فاذا ما انزلت سورة انزلت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة من كتاب الله جل وعلا والمنافقون موجودون فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فمن نعم واذا ما انزلت سورة فمن المنافقين نعم هذا هو الاظهر انهم في المنافقين وقد يقال ان الاية عامة لكن هذا الاظهر كما قال ابن كثير قال واذا ما انزلت سورة على النبي صلى الله عليه وسلم من من سور القرآن فمن المنافقين من يقول ايكم زادته هذه ايمانا لان هذي عقيدة اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص وقد ذكرنا الايات فيما مضى الدالة على زيادة الايمان. فالمؤمن يزداد ايمانا. قال الله جل وعلا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. زادتهم هذه ايمانا فازداد ايمانهم وامنوا وكثر ايمانهم وهم يستبشرون فرحين بهذا مسرورين من هذه الاحكام وهذه السورة التي انزله الله وعلموا ما فيها وعلموا الحق. واما الذين في قلوبهم مرض والمرض هو هنا هو الشك والنفاق في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا وهم المنافقون. فاما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم قال المفسرون شرا الى شرهم وظلالا الى ظلالهم وقيل شكا الى شكهم فالحاصل انهم كانوا في رجس وشك وضلال فزادهم زادتهم هذه الاية لانهم كفروا بها وتولوا ولم ولم يؤمنوا فبسبب هذا ازدادوا شرا الى شرهم ما ازدادوا ايمانا لانهم ازدادوا كفرا بشيء من السور شيء جديد زادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون خرج من ارواحهم وهم على ملة الكفر قال الله جل وعلا اولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين اولا يرى هؤلاء المنافقون وهذه قراءة الجمهور اولا يرون وقرأ حمزة بالتاء اولا ترون يعني اولا يرى هؤلاء المنافقون ان الله يختبرهم يفتنون الفتنة هي الاختبار والابتلاء يختبرهم بما يصيبهم من البلايا والامراض والنكبات في كل عام مرة او مرتين يعني وعظهم الله عز وجل ورا ما يتدبر الانسان اذا وقع فيه شيء بعض الناس اذا وقعت فيه المصيبة قال الحمد لله اذن اني تقي مؤمن لا من قال لك قد يكون هذه التي اصابتك بسبب ذنوب وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ذنوب. ما كسبت ايديكم ما يعفو عن كثير اذا اصابتك المصائب او الرزايا راجع نفسك راجع نفسك راجع نفسك الله جل وعلا يقول اولا يرون انهم يفتنون في كل عام في السنة الواحدة مرة او مرتين؟ موعظة كل سنة ثم لا يتوبون ولا هم يتذكرون لا يتوبون لا يرجعون الى الله جل وعلا من ذنوبهم ويتركون ما هم عليه ولا يتذكرون لا تحصل لهم العظة والاعتبار قال ابن كثير لا هم يتذكرون فلا هم يتوبون من ذنوبهم السابقة ولا هم يتذكرون فيما فيما يستقبل من احوالهم ايضا لا يتوبون مما مضى ولا يتذكرون ويتعظون فيما سيأتي وفيما يستقبل من احوالهم. ثم قال جل وعلا واذا ما نزلت سورة نظر بعضهم الى بعض. اذا انزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم سورة وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها نظر بعضهم الى بعض لانه في الغالب يكونون على حدة عن المؤمنين. ويعرفون بعضهم البعض لانهم اذا خلوا عرفوا بعضهم وتحدثوا نظر بعضهم الى بعض هل يراكم من احد فاذا رأوا ان ما في احد من الصحابة يراهم وانهم سواء كان في ظلمة الليل او في غيرها انصرفوا ثم انصرفوا صاروا يعني صرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن سماع هذه السورة وعن الاتعاظ بها والاخذ باحكامها انصرفوا صرف الله قلوبهم يعني نظر بعضهم الى بعض قال بعضهم في السنين اي جازمين بتركها كان يقول تسمعها ماذا تسمع ما نريده ولهذا ينظروا ما يراهم احد انصرفوا ما يريدون يعملون بها. جازمين بتركها وعدم العمل بها. صرف الله قلوبهم الجزاء من جنس العمل لما انصرفوا عن القرآن وعن سماع السورة وعن الاعتبار بها صرف الله قلوبهم عن الايمان فلا يؤمنون بانه سببية يعني صرف الله قلوبهم بسبب انهم قوم لا يفقهون لا يفقهون عن الله مراده ولا يفقهون عن الله احكامه ولا يفقهون كلام الله جل وعلا فيعملون بمقتضاه. ثم قال جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم جاءكم رسول هذا خطاب لجميع المؤمنين للنبي صلى الله عليه وسلم لاصحاب النبي للصحابة بل حث للمنافقين كان مفروض انهم يتعظون بهذا قد جاءكم رسول وهو نبينا صلى الله عليه وسلم من انفسكم. قال ابن كثير من جنسكم وعلى لغتكم من جنسكم قيل من جنس بني ادم ما هو من عالم اخر لا يعرفونه ما ينكرونه. وقيل من جنسكم يعني من العرب خاصة انه معكم وتعيشون معه ورجح كثير من المفسرين من جنسكم يعني من بني ادم هذا ادعى الى قبول كلامه. ولا شك انه من جنسهم وكذلك من العرب خاصة يعرفون مدخله ومخرجه وصدقه وكلامه حتى قبل بعثته. فكان هذا ادعى ان يؤمنوا به. ولا يكذبوا لانهم يعرفونه عن قرب وهناك قراءة شاذة ضعيفة لكن معناها جميل قال لقد جاءكم رسول من انفسكم من انفسكم يعني نفيس من النفاسة ولا شك ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم انا خيار من خيار من خيار صلوات الله وسلامه عليه. فهو من انفسنا من انفس الناس والعرب خاصة وكذلك من اشرفهم نسبا. هذا يتبع صلى الله عليه وسلم ما عليه مطعم لا في نسبه ولا في معرفته قال جل وعلا عزيز عليه ما عنتم. عزيز عليه يعني يشق عليه ما يوقعكم في العنت والعنت في الحرج والمشقة. صلى الله عليه وسلم. يعز عليه يشق على النبي صلى الله عليه وسلم الامر الذي يشق على امتي يوقع في الحرج ولهذا في قيام رمظان في الليلة الرابعة ما خرج اليهم يصلي قال خشيت ان تفرظ علي فتعجز عنه قال الحج في كل سنة؟ قال له رجل؟ قال لا ولو قلت نعم. لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما استطعتم فهو صلى الله عليه وسلم يعز عليه يشق عليه ما يعنتنا ما يوقعنا في العنت والحرج والمشقة. حريص عليكم حريص على هدايتكم حريص على هدايتكم صلى الله عليه وسلم وعلى نفعكم وعلى ما ينجيكم من النار ويدخلكم الجنة بالمؤمنين رؤوف رحيم رحيم بهم بل اشد الرحمة. هو رحمة للناس عموما. لكن يزيد المؤمنون على غيرهم بانه رؤوف بهم. وهي اشد الرحمة بهم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. ثم قال جل وعلا فان تولوا تولوا واعرظوا ولم يتبعوا هذا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدخلوا في دين الاسلام فقل حسبي الله اي الله يكفيني حسبي الله لا اله الا هو لا معبود بحق الا هو جل وعلا عليه توكلت اي اعتمدت وفوضت امري اليه والجأت ظهري اليه وهو رب العرش العظيم وهو رب العرش العظيم الذي لا اعظم منه اكبر المخلوقات الذي قال ابن عباس عنه ما الكرسي؟ الكرسي الذي قال الله جل وعلا فيه وسع كرسيه السماوات والارض. كرسي يسع السماوات والارض كلها. بل ما السماوات السبع في الكرسي الا كدراهم سبعة القيت في فلاة واسعة يقول يقول جاء عن ابن عباس بسند صحيح انه قال الكرسي موضع قدمي الرحمن والعرش لا يقدر قدره الا الله فهو عرش عظيم. ولهذا قال رب العرش العظيم لا اعظم المخلوقات كما قال اهل السنة وبهذا ولله الحمد نكون انتهينا من تفسير سورة التوبة ويبقى علينا سورة يونس ونطرح سؤالا والله صعب طرح السؤال لان الواحد ما يتذكر دخلنا الشيخ فلاح يطرح ما حكم سألنا هنا؟ نسأل هنا. ما حكم استغفار المسلم للمشركين. نعم. ما حكم استغفار المسلم للمشركين ما سبق ان اجبت؟ اجب والدليل من كان النبي ان يستغفار الراشدين. ما كان للنبي والذين ها هم ان يستغفروا للمشركين احسنت الجواب صحيح وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد