بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا الف لام راء تلك اية الكتاب الحكيم هذه السورة المباركة هي سورة يونس وقبل ان نبدأ بتفسيرها نذكر بعض ما يتعلق بهذه السورة فنقول اما اسمها فيونس سميت بذلك من اجل ذكر نبي الله يونس ابن متى ولاجل ان الله جعل لقومه خصوصية في هذه السورة لم يجعلها باي قوم اخرين وهو انهم لما استحق عليهم العذاب وانعقدت اسبابه تابوا الى الله جل وعلا ورجعوا فرفع الله عنهم العذاب. ولم يقع هذا لغير امتي يونس عليه السلام فاسمها سورة يونس نوع هذه السورة مكية في قول الجمهور قاله ابن عباس والحسن عكرمة وعطاء وجابر وغيرهم قالوا هي سورة مكية يعني نزلت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وجاء عن عطاء انه قال سورة يونس سورة مدنية قال انها سورة مدنية وفي هذا نظر بين وبعض العلماء استثنوا بعض الايات. فجاء عن ابن عباس انه قال مكية الا ثلاث ايات من قوله فان كنت في شك الاية رقم اربعة وتسعين والايتان بعدها وجاء ايضا عن الكلب انه قال مكية الا قوله ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به. الاية الاربعين ولكن سبق ان ذكرنا ان الاصل ان السورة تأخذ حكما واحدة فاذا قيل مكية فهي مكية جميعها الا بدليل صحيح صريح واذا قيل مدنيا فهي كذلك الا ولا نستثني شيئا منها الا بدليل صحيح صريح ولهذا سورة يونس سورة مكية وعدد ايها في عدي الجمهور عدوها مئة وتسع ايات وعدها اهل الشام مئة وعشر ايات وترتيبها في النزول يقول الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير انها الحادية والخمسون نزلت بعد سورة بني اسرائيل نزلت بعد سورة هود يقول الله جل وعلا الف لام الف لام راء سبق ان ذكرنا ان اصح الاقوال في الحروف المقطعة ان نقول الله اعلم بمراده منها ولها حكمة ومن حكمتها هل الاعجاز والتحدي والله اعلم بالمراد منها لكن لها حكمة ولا شك وهو الاعجاز والتحدي كأن الله جل وعلا يقول يا قريش او ايها العرب الفصحاء هذا القرآن نزل بالحروف التي تركبون منها كلامكم ومع ذلك لا تستطيعون ان تأتوا بمثله ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا هذه هي الحكمة التحدي والاعجاز وهذا ما ذكره ابن كثير قبله شيخ الاسلام وغيرهم من اهل العلم. اذا الله اعلم بمراده لكن يظهر لنا من ذلك حكمة المراد لا ندري ما هو لكن الحكمة من وجودها التحدي والاعجاز قال الله جل وعلا الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم تلك اي هذه ايات الكتاب الحكيم الكتاب الجمهور على ان المراد به القرآن هو الصواب ورجحه ابن جرير الطبري وابن كثير من استبعد ابن كثير القول المخالف له وهو قول مجاهد قال مجاهد الكتاب هنا هي التوراة والانجيل وقال بعضهم هي التوراة والزبور وهذه كلها لا دليل عليها لا دليل عليها بل قوله تلك الاشارة الى موجود حينما يقرأه التالي تدل على ان المراد به القرآن وكذلك ما بعدها ايضا ما بعدها سياق الايات فالكتاب المراد به القرآن تلك ايات الكتاب الحكيم يعني هذه الايات التي ستتلوها هذه ايات القرآن الحكيم اي المحكم المحكم المبين للحلال والحرام هذا الكتاب العظيم حكيم احكم بيان الشرائع بين الحلال من الحرام من الحرام وبين ما يحتاج اليه الناس انزله الله عز وجل ليبين للناس ما يحتاجون اليه من الحلال والحرام والحدود والاحكام ثم قال جل وعلا اكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم هذا استفهام استفهام انكاري لكنه مشوب بالتعجب مشهور بالتعجب اكان للناس عجبا يتعجبون من ارسالنا لنبينا صلى الله عليه وسلم رجل من الناس قال ابن كثير يقول تعالى منكرا على من تعجب من الكفار من ارسال المرسلين من البشر كما اخبر تعالى عن القرون الماضية يعني هذا التعجب من كفار قريش سبقة به الامم المكذبة قبلهم. قال كما اخبر تعالى عن القرون الماضية من قولهم ابشر يهدوننا وقول هود وصالح لقومهما او عجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم وقال تعالى مخبرا عن كفار قريش قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب اذا اكان للناس عجبا ايتعجب الناس من اننا اوحينا الى رجل منهم من بني ادم يعرفون اصله ونسبه ومدخله ومخرجه تعجبوا من ذلك فما فما فما وجه العجب من ذلك؟ ولهذا مر معنا في اخر اية في السورة الماضية ان الله امتن علينا انه بعث لنا رسول من انفسنا فكونه من جنس بني ادم هذا امر يدعو الى قبول قوله لكن لو كان من الملائكة او من عالم اخر ما قبلوا قوله لكن هم لا ليس لهم هم الا معارضة الحق وقد جاء عن ابن عباس ان هذه الاية لها سبب نزوله قال لما بعث الله تعالى محمد صلى الله عليه واله وسلم رسولا انكرت العرب ذلك او من انكر منهم فقال الله فقالوا الله اعظم من ان يكون رسوله بشرا مثل محمد الله اعظم من ان يكون رسوله بشرا مثل محمد قال فانزل الله عز وجل اكان للناس عجبا؟ ان اوحينا الى رجل منهم نعم اكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم وهو نبينا صلى الله عليه وسلم اوحينا اليه ماذا؟ ان انذر الناس وبشر الذين امنوا. وهذه هي وظائف الرسل هذه وظيفة الرسل مبشرين ومنذرين يبشرون بالجنة وبالحياة الطيبة وبالثواب العظيم لمن اجاب الرسل واتبع دين الله جل وعلا وينذرون اولئك المكذبين من عذاب الله جل وعلا وما امامهم من الاهوال فهم يبشرون وينذرون يبشرون بالخير وينذرون من الشر. هذه مهمتهم ونبينا صلى الله عليه وسلم هو اعلاهم شأنا في هذا. الله اوحى اليه ان انذر الناس. والاصل في الانذار هو الاعلام بموضع المخافة ان انذر الناس كلهم وهو رسول لجميع الخلق. وبشر الذين امنوا بشر المؤمنين بشارة الخبر الذي تتغير الوجه له البشرة بشرة الوجه من حسن وقد يأتي احيانا في الشر ان لهم قدم صدق عند ربهم الاصل بالقدم تطلق في لغة العرب او من معاني القدم في لغة العرب انها اسم لما تقدم وسلف لفلان قدم وكذا قدم صدق او قدم سوء. لكن الاصل والاكثر والاعم انها تطلق في الخير ان القدم اسم لما تقدم وسلف ويكون في الخير والفضل وقد يكون في الشر وقدم صدق هنا تعددت عبارات العلماء فيها فقال له اهل العلم جاء عن ابن عباس انه قال قدم صدق اي سبقت لهم السعادة في الذكر الاول سبقت لهم السعادة في الذكر الاول في اللوح المحفوظ دام قدم صدق قدم سابقة وقال ابن عباس ايضا في رواية العوفي الاولى من رواية علي بن ابي طلحة قال في رواية العوف يقول اجرا حسنا بما قدموا لهم قدم صدق اي لهم اجر حسن بما قدموا وقال مجاهد ان لهم قدم صدق قال الاعمال الصالحة صلاتهم وصومهم وصدقتهم وتسبيحهم وقال قتادة عدم صدق اي سلف صدق عند ربهم وقال عطا قدر صدق مقام صدق وقال الربيع ثواب صدق وهذه الاقوال لو تأملنا بمعنى كلها بمعنى الا القول الاول واول يقول ان لهم قدم صدق يعني الله كتب لهم السعادة في الكتاب الاول. اما بقية الاقوال كلها تدل على ان لهم عمل قيل الصلاة كيلو الطاعة وقيل الاجر او غير ذلك ولهذا رجح ابن جرير الطبري قول مجاهد انها الاعمال الصالحة التي قدموها وهذا هو الصعوبة بقية الاقوال ترجع الى هذا. اذا لهم قدم صدق القدم كما قلنا اسم لما تقدم وسلف والصدق ضد الكذب الصدق ضد الكذب وهو موافقة الشيء لاعتقاد المعتقد يعني يكون الامر حقيقة كما هو. موافقة الشيء لاعتقاد المعتقد. يعتقد هذا الرجل او يعتقد ان هذا صحيح فالصدق هو موافقة هذا الامر اذا لهم قدم صدق عند ربهم اي لهم مقام صدق او لهم حسنات لهم عمل صالح عند الله جل وعلا وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق. اي بشر المؤمنين بان لكم عند الله قدم صدق اي لكم جواب على اعمالكم التي تعملونها من الصلاة والزكاة وغيرها اذا فعلتم ذلك واستجبتم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقمتم بهذه الاعمال فلهم ثواب عظيم عند الله جل وعلا. ان لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون ان هذا لساحر مبين الكافرون ما قبلوا هذا الكلام فقالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لساحر مبين. اي بين واضح ولهذا اجتمعوا مع انهم يعلمون انه ليس بساحر لكن لما اجتمعوا بكبيرهم وقالوا ان العرب ستقدم علينا في الموسم افتعال او قل لنا قولا نصدر عنه حتى نتفق عليه ففي بداية الامر بين انه ليس بسحر ولا بشعر ولا غير ذلك لكن قال لكن اقرب شيء له هو السحر عدو الله عبس وبسر ثم ادبر واستكبر فقال ان هذا الى سحر يؤثر ولهذا هم قالوا ان النبي ساحر صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وحاشاه من ذلك اذا من اجل هذا تعجبوا ثم حملهم تعجبهم على وصف النبي صلى الله عليه وسلم بالسحر وهم يدرون من قرابة انفسهم انه ليس بساحر قال الله جل وعلا ان ربكم الله ان ربكم الله ربكم اي سيدكم والمتصرف لمصلحتكم والمربي لكم بالنعم هو الله الله جل هو مألوهكم الهكم ومعبودكم ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام يقرر توحيد الالوهية بذكر توحيد الربوبية فقال الله ان ربكم الله وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام والله جل وعلا خلق السماوات والارض في ستة ايام خلق الارض في يومين ثم خلق منافعها ودحاها في يومين وخلق السماء في يومين بعض الاحاديث انه ابتدأ الخلق يوم الاحد وانتهى الخلق يوم الجمعة وفيه خلق ادم كان خلق السماوات يوم الخميس والجمعة والاثر في هذا كثيرة ستأتي ان شاء الله مفصلة عند قوله جل وعلا قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا الى ان قال وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام فخلق الارض في يومين وقدر فيها اقواتها في يومين فخلق الارض ودحيها واخراج مائها ومرعاها وما الى ذلك في يومين هذي اربعة ايام والسماء خلقها في يومين ومجموع هذه الايام ستة ايام والجمهور على انها الايام المعروفة المعهودة وقال بعضهم بل هذه الايام اليوم اليوم الواحد منها كالف سنة مما تعدون وهذا فيه نظر يحتاج الى دليل لان الله جل وعلا لا يعجزه شيء لو اراد ان يخلق السماوات والارض في لمح في لمح البصر لفعل انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له قم فيكون ومن هنا قال بعض اهل العلم يستنبط من خلق الله عز وجل للسموات والارض في ست ايام التمهل وعدم العجلة وعدم استفراغ الانسان لوسعه فان الله يستطيع ان يخلقها جل وعلا لحظة لكن مع ذلك خلقها في ست ايام قال ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش مر معنا تقرير ثم استوى على العرش وانه استواء حقيقي يليق بكمال الله جل وعلا وجلاله كما قال الامام مالك لما جاءه ذلك الرجل المبتدع قال الرحمن على العرش استوى كيف استوى فسكت برهة حتى علاه علته الرحظاء العرق تصبب ثم قال الاستواء معلوم. هل عرفت العرب تعرف ايش معنى الاستواء في لغتها والايمان به واجب والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة اخرجوه ما اراك الا مبتدعا وهذا منهج في باب الاسماء والصفات الصفة معلومة والايمان بها واجب والسؤال عن كيف بدعة نعم والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة نعمل كيف غير معقول ما تبلغه عقولنا ولا يجوز ان يسأل عنه ما يسأل عنه بكيفي وقد ذكرنا فيما مضى ان من معاني الاستواء عند السلف على مستقر وارتفع وقصد ولكن لا يجوز ان نقول استوى بمعنى استولى بما يترتب على ذلك من المحاذير الكثيرة فاولها يلزم من هذا ان العرش كان مستقلا خارجا عن قدرة الله فاستولى الله عليه بعد ان كان خارجا وهذا لا لا يلتزم به احد ويلزم ايضا من ذلك تعطيل النص الله يقول استوى هذا يقول استولى ويلزم عليه لوازم فاسدة ما يلتزمونها هم ثم هو مخالف لقوله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلماذا تأول بعض الصفات لان الصفات فرع الذات يا اخوان فالله له ذات لا تشبه الذوات وصفاته لا تشبه الصفات فكما انكم تؤمنون وتثبتون وجود الله وان لله ذاتا فكذلك له صفات لا تشبه صفاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال جل وعلا ثم استوى على العرش والعرش هو اعظم المخلوقات كما ذكرنا في اخر درس البارحة وهو من المخلوق والرحمن جل وعلا يستوي على العرش لا لحاجة الى العرش بل هو الذي يمسك العرش ويمسك السماوات والارض يدبر الامر جل وعلا يدبر امر الخلائق وكل يوم هو في شأن يحيي ويميت ويرزق ويقدر امر خلائقه ما من شفيع الا من بعد اذنه ما من شفيع يشفع عنده جل وعلا لعظمته وكماله الا من بعد اذنه الا من بعد ان يأذن لهذا الشفيع بالشفاعة وليس ليس كمثله شيء وليس مثل الخلق يأتي احد يشفع عندك غصبا عنك وانت ما تريد احد يشفع في هذا الامر اما الله جل وعلا لكماله وقوته لا يشفع عنده احد الا باذنه كما قال جل وعلا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفعون الا لمن ارتضى من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى فالشفاعة باذنه جل وعلا ولهذا قالوا للشفاعة شرطان الاذن للشافع بالشفاعة والرضا عن المشفوع له لابد يكون مشفوع له من اهل لا اله الا الله من اهل التوحيد لانه لو كان مشركا فما تنفعه شفاعة الشافعين. قال جل وعلا يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه ذلكم الله. ذلك الوصول بهذه الصفات الذي خلق السماوات والارض وهو ربكم واستوى على العرش ويدبر الامر ولا يشفع عنده احد الا باذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه اي افردوه بالعبادة وقد قال ابن عباس اعبدوا الى مرة بك اعبدوا في القرآن فمن معنى وحدوا واعبدوه وحدوه افردوه بالعبادة اخلصوا العبادة له فاعبدوه افلا تذكرون افلا تذكرون؟ هذا استفهام تقريري الا تتذكرون؟ وللتذكر هو الاتعاظ؟ الا تتعظوا فتأخذون العظة وتتذكرون بما جاءكم من النصوص من النصوص والبيان من ان الله جل وعلا هو المستحق للعبادة ثم قال جل وعلا اليه مرجعكم جميعا فاعبدوه ذلكم الله الهكم ومعبودكم واليه مرجعكم جميعا سيرجع اليه الجميع من مسلم وكافر من انس وجن من الدواب واذا الوحوش حشرت كل شيء سيرجع اليه ذلك يوم القيامة. اليه مرجعكم جميعا ما يبقى احد ما يتخلف احد وعد الله حقا وبعدين وعد الله به والله لا يخرج الميعاد. فوعده هو الحق والصدق الذي لا يتغير ولا يتبدل انه يبدأ خلقه ثم يعيده جل وعلا. يبدأ الخلق يخلقه ويوجد الخلق من العدم وهذا امر يراه الناس لكن يميته ثم يعيده مرة اخرى ولهذا كفار قريش كذبوا الاعادة فاحتج الله عليهم بايات كثيرة اليس او اخبر ان اعادة الخلق وبعثهم مرة اخرى اهون عليه من خلقهم اول مرة وان كان كل ذلك على الله هين ما يعجزه شيء لكن اعتبروا كنتم عدما واوجدكم الله عز وجل. فتؤمنون وتقرون بهذا لانكم رأيتموه. فلماذا تنكرون ان تعادوا مرة اخرى اليس قد اوجدكم اول مرة ولهذا قال انه يبدأ الخلق ثم يعيده لماذا يعيد الله الخلق ويبعثه مرة اخرى؟ ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم ليجزي ويذيب الذين امنوا لاحظوا الايمان يتضمن الاعتقاد امنوا اي صدقوا واقروا وليس مجرد الايمان التصديق كما هو المشهور في التعريف. لا التصديق عن اقرار لكن اذا صدق انه رسول ولم يقر بما جاء به ما ينفع هو التصديق عن اقرار الذين امنوا بالله صدقوا واقروا وعملوا الصالحات لابد من العمل عقيد اهل السنة والجماعة الايمان قول واعتقاد وعمل. فهو اعتقاد القلوب الذين امنوا يدل عليه. الايمان شيء في القلب تصديق والاقرار في القلوب وعمل الصالحات في الظاهر سواء عمل اللسان والنطق باللسان او عمل بقية الجوارح والصالحات جمع صالح وهو كل عمل اشتمل على امرين اخلص فيه صاحبه لله وتابع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. الاخلاص والمتابعة ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط بالعدل ولا يظلمون شيئا من اعمالهم بل يضاعف لهم الحسنات من جاء بالحسنة فله عشر امثالها والذين كفروا لهم شراب من حميم. الذين كفروا بالله الكفر الاكبر ولم يؤمنوا ولم يعملوا الصالحات لهم شراب من حميم. الحميم هو الماء الذي اشتد حره وبلغ الغاية يشووا الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا فقطع امعائهم اذا ادنوا المال يشربوا شوى وجه احدهم فسقطت جلدة وجهه في هذا الماء من شدة حره واذا تجرعوه ليعذبوا به يقطعوا امعائهم تقطيعا لكن لا يموتون وهذا فيه تخويف وردع وزجر للقلوب الحية قال جل وعلا لهم شراب من حميم وعذاب اليم اي مؤلم شديد بما كانوا اي بسبب كفرهم الباء للسببية وما مصدرية وموصولة. بسبب كفرهم ما ظلمهم الله وما ربك بظلام للعبيد فالجزاء وفاقا. ثم قال جل وعلا هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا جعل الشمس ضياء يعني مضيئة ذات ضوء ونور ساطع وجعل القمر نورا ينير ولكن نوره شعاع وليس كالضياء ضياء الشمس الذي هو اشد منه واقوى. ولهذا يقول ابن كثير يخبر تعالى عما خلق من الايات الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه. وانه جعل الشعاع الصادر عن جرم الشمس وجعل شعاع القمر نورا. هذا فن وهذا فن اخر. ففاوت بينهما لان لا يشتبها. وجعل سلطان امشي بالنهار والسلطان القمر بالليل وقدر القمر منازل فاول ما يبدو صغير ثم يتزايد نوره وجرمه حتى يستوثق ويكمل ابداره ثم يشرع في النقص حتى يرجع الى حاله الاولى في تمام الشهر كما قال جل وعلا والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم الى اخره كلامه اذا الله جل وعلا هو الذي جعل الشمس ضياء ذات ضياء ونور ساطع وجعل القمر نورا وليس ظياؤه مثل الشمس لكن سلطانه في الليل ولهذا ينور الكون في الليل اذا كان في وقت اتساقه فالذي جعل ذلك هو الله هو الذي جعل ذلك فالشمس مستمرة على هذا والقمر مستمر على هذا هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازلا اي قدر القمر قضاه قال الطبري قضاه فسواه منازل لا يجاوزها ولا يقصر دونها على حال واحدة ابدا. وقال القرطبي قدره منازل اي ذا منازل او قدر له منازل يسير فيها معدلين على عظيم قدرته جل وعلا قال لتعلموا لماذا قدر القمر منازل نائم العودة الضمير هذا اقرب مذكور لتعلموا عدد السنين والحساب قدمنا الكلام بانه لولا الاشهر الهلالية القمرية اختلطت الدنيا لكن في الاشهر اللي هي ما يمكن تخطئ شاور منذ ان يبدأ من جهة المغرب اذا رأيته بعد غروب الشمس من جهة المغرب هل الشهر فاذا رأيتهم مرة ثانية هذا شهر اخر اما الشمس ما تغيب اصلا فكيف يعد في الشمسية لذلك الشمسية عندهم كل شيء ثابت رمضان دائم في وقت واحد والربيع دائم في وقت واحد والحج دائم في وقت واحد لا الله جل وعلا قدر المنازل منازل القمر لاجل ان نعلم تعلم عدد السنين نستطيع نعد السنوات النبي صلى الله عليه وسلم هاجر منذ الف واربع مئة سنة مثلا وكذلك الحساب يحسب به من اول الشهر اخر الشهر وسط الشهر قال ما خلق الله ذلك الا بالحق ما خلق الله هذه الشمس وهذا القمر الا بالحق لم تخلق عبثا قال ابن كثير اي لم يخرج لم يخلقه عبثا بل له حكمة عظيمة في ذلك في ذلك وحجة بالغة كما قول كما في قوله تعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا. فويل للذين كفروا من النار ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات. يبينها ويوضحها ويجليها لقوم يعلمون يعلمون الايات ودلالتها ويتدبرونها فيفقهون ما فيها ويعملون به والا المعرض معرض ولو سمع الايات ما ما يرعوي لها ولا يستجيب. قال جل وعلا ان في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله السماوات والارض لايات لقوم يتقون هذا كما قدمنا الدليل ان السورة مكية تلاحظون كله تقرير توحيد الربوبية ذكر توحيد الربوبية لانه مع قوم كفار كما قال جمهور اهل العلم السورة مكية نزلت قبل الهجرة. قال ان في اختلاف الليل قال الطبري في اعتقاد الليل اعتقاب يعني يذهب هذا ويعقبه هذا. اي في اعتقاب الليل والنهار اعتقاد الليل اعتقاد الليل والنهار اعتقاظ النهار واعتقاد النهار للليل. اعتقاب الليل للنهار واعتقاب النهار لليل اذا ذهب هذا جاء هذا ويقول ابن كثير ان في اختلاف الليل والنهار اي تعاقبهما اذا جاء هذا ذهب هذا واذا ذهب هذا جاء هذا لا يتأخر عنه شيئا كقوله تعالى يقش الليل النهار يطلبه حثيثا. وقال لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار. وكل في فلك يسبحون الى غير ذلك من الايات طيب في في اختلاف الليل والنهار؟ الليل مظلم والنهار مضيء لهذا خصائص ولهذا خصائص يأتي هذا بعد هذا ما يتأخر ولا يتوقف يوم من الايام هذا وكذلك ما خلقه الله في السماوات والارض من المخلوقات كل هذه فيها ايات اي دلائل وبينات توضح وتدل على الله بانه هو المستحق للعبادة كما لو قال ابن كثير لتفسير سورة البقرة هو الذي خلق؟ نعم يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون قال الموجد ثم ذكر السما والارض قال الموجد لهذه الاشياء او الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة بتوحيد الربوبية يؤتى به حتى يدل على توحيد الالوهية او حتى يقرر توحيد الالوهية لايات لقوم يتقون. الذين يتقون سخط الله ويتقون عقابه فيؤمنون بها واما الكفار المعرضون الذين لا يتقون الكفر والشر لا يستفيدون من هذه الايات. ثم قال جل وعلا ان الذين لا يرجون لقاءهم ورضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها والذين هم عن اياتنا غافلون اولئك مأواهم النار. ان الذين لا يرجون لقاءنا لانهم مكذبون لانهم مكذبون به في لقاء الله وبالبعث والنشور والمجازات كذبون بالثواب مكذبون بالكتاب يكذبون بما يجب الايمان به ورضوا بالحياة الدنيا عوضا عن الاخرة قالوا ان هي الا حياة الدنيا فرضوا فيها وقالوا هي الحياة ولا حياة اخرى ولهذا جعلوا سعيهم كله لها. فاختاروها ورضوا بها واطمئنوا بها اي فرحوا وسكنوا اليها اطمئنوا في هذه الدار سكنوا اليها هذه هي الحياة ما نريد غيرها واطمأنوا بها والذي ينهو من اياتنا غافلون يعني من اوصافهم عن اياتنا غافلون عن الايات والدلائل وبينات التي انزلها الله او خلقها واوجدها هم عنها غافلون لا يعتبرون بها ولا يتفكرون من الغفلة عن الشيء وهو تركه وعدم الاخذ به هذا سبب هذا سبب كفرهم هم الذين سلكوا هذا المسلك الوخيم فغفلوا وتركوا الايات لو تفكروا في الكون في الارض في السماء في الليل في النهار لدلهم ذلك على الله. ولهذا قال الاعرابي الاثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير ليل داج وسماء ذات ابراج وارض بات فجاج البعض تدل على البعير والاثر يدل على المسير. الا يدل ذلك على اللطيف الخبير بلى والله لكنهم غافلون معرضا. قال جل وعلا اولئك مأواهم النار اولئك يعني هؤلاء الذين سبق ذكرهم الذين لا يرجون لقاءنا مرجعهم ومآلهم الى النار بما كانوا يكسبون اي بسبب كسبهم واعمالهم ومنها الكفر بالله وعبادة غير الله وعدم الايمان بالله جل وعلا ثم قال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم. بعد ان ذكر الكفار وما اعده لهم ذكر المؤمنين وما اعده لهم. لان القرآن مثاني يذكر الشيء ويثني بظده فاخبر عن الذين جمعوا بين الايمان وهو التصديق عن اقرار والاعمال الصالحة يهديهم ربهم بايمانهم قال الطبري يرشدهم ربهم بايمانهم الى الجنة والذي نهتد زادهم هدى واتاهم تقواهم وقال وقال ابن كثير آآ وهذا اخبار عن حال السعداء الذين امنوا بالله وصدقوا المرسلين وامتثلوا ما امروا به فعملوا الصالحات بانه سيهديهم بايمان يحتمل ان تكون الباء هنا سببية فتقديره يهديهم بسبب ايمانهم في الدنيا يهديهم الله يوم القيامة على الصراط المستقيم حتى يجوزوه الى الجنة. ويحتمل ان تكون البال الاستعانة كما قال مجاهد يهديهم ربهم بايمانهم قال يكون لهم نورا يمشون به. يستعينون به وقال ابن جريج يمثل له عمله في صورتي في صورة حسنة وريح طيبة اذا قام من قبره يعارض صاحبه ويبشره بكل خير. فيقول له من انت؟ فيقول انا عملك فيجعل له نورا او ويجعل له نورا بين يديه حتى يدخله الجنة. فذلك قوله يهديهم ربهم بايمانهم والكافر يمثل له عمله في صورة سيئة وريح منتنة. فيلازم صاحبه ويلازه حتى يقذفه في النار روي نحو عن قتادة مرسلا فالله اعلم اذا يهديهم بايمانهم يهديهم بهذا الايمان الذي صدر منهم وفعلوه في الدنيا الى الجنة باجتياز الصراط المستقيم تجري من تحتهم الانهار. قال الطبري تجري من تحت هؤلاء المؤمنين الانهار. لانه في جنة الخلد وفي تلك الجنات التي تجري من تحتها الانهار قال جل وعلا في جنات النعيم قال الطبري يقول في بساتين النعيم الذي نعم الله به اهل طاعته والايمان به جنات النعيم سماها نعيم وصفها بانها نعيم لانهم يتنعمون فيها. بالثواب الذي اعده الله لهم اولئك ثم قال دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام. اي دعاء اصحاب الجنة واهل الجنة فيها اذا ارادوا ان يدعوا قالوا لكن نزهوا ربهم التسبيح والتنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع التعظيم له وهذا كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس وتحيتهم فيها السلام ان يحيون فيها مش سلام فيحييهم ربهم بالسلام وتحييهم الملائكة بالسلام ويحيي بعضهم بعضا بالسلام. لوجود النصوص في هذا ومن ذلك ما ورده ابن كثير قال وهذه الاية فيها شبه من قوله تعالى تحيتهم يوم يلقونه سلام واعد لهم اجرا كريما لا يسمعون فيها لغو ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما. فقال سلام قولا من رب رحيم وقالت الملائكة وقوله والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فهم يحيون بهذه التحية وهذه السلام بمعنى السلامة والامن والنجاة هذه تحية في الجنة ودعواهم اذا ارادوا شيئا قالوا سبحانك كما جاء عن ابن جريج انه قال اخبرت ان قوله دعوهم به سبحانك اللهم قال اذا مر بهم الطير يشتهونه قالوا سبحانك اللهم وذلك دعواهم فيأتيهم الملك بما يشتهونه. فيسلم عليهم فيردون عليه وذلك قوله وتحيتهم فيها سلام وقال مقاتل اذا اراد اهل الجنة ان يدعو بالطعام قال احدهم سبحانك اللهم وقال سفيان اذا اراد احدهم ان يدعو بشيء قال سبحانك اللهم اذا قوله هنا دعواهم اي دعاؤهم. دعواهم يعني دعاؤهم اذا ارادوا ان يدعوا يقولون سبحانك. فيعطيهم الله جل وعلا ما يريدون وتحيتهم يحيي بعضهم بعضا والله يحييهم والملائكة بسلام عليكم بالسلام قال وتحيتهم فيها قالوا سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام. سبحانك اللهم اللهم اصلها يا الله لكن تبركا بالبداءة باسم الله حذفت الياء وعوظت عنها الميم في اخرها. ميم الجمع فصارت اللهم والا اللهم معناها يا الله اذا هذه تحية سبحانك اللهم سبحانك يا الله وتحيتهم هذه دعواهم وتحيتهم فيها سلام واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين اخر ما يدعون به هو حمد الله جل وعلا لكثرة النعيم والخير العميم الذي رزقهم اياه. لا يملكون الا ان يحمدونه عليه جل وعلا ثم قال جل وعلا ولو يعجل الله ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي اليهم اجلهم. فنذر الذين يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون قرر ابن جرير ابن كثير معنى الاية بانه لو يعجل الله للناس دعاءهم بالشر اللهم اهلكني اللهم كذا يدعو على ولده على سيارته على زوجته على صديقه على اخيه اللهم العن فلان اللهم افعل كذا شرط هذا لو يستجيب الله لهم في حينما يدعونه في الشر لو يسرع لهم في اجابتهم اذا دعوه بالشر كما يسرع لهم في اجابتهم اجابته لهم اذا دعوا بالخير لهلكوا ولا تجبه لا يزال المؤمنون يدعون ربهم بالخير والله يعطيهم ويمن عليهم ويجيب دعواتهم لو يجيبهم في الشر ويستعجل في اجابتهم بدعاء الشر كما يستعجل لهم باعطائهم ما يدعون به في الخير لهلكوا جميعا وضع اليهم ادم لماتوا نزل بهم الاجل كان الله قدر ذلك هذا معنى الاية خلاصتها ان الله جل وعلا لا يعجل للناس دعاءهم بالشر كما يعجل لهم دعاءهم بالخير هذا من رحمته قال ولو يعجل الله الناس بالشر ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم كاستعجاله لهم في الخير بالاجابة لقضي اليهم اجلهم لهلكوا وعجل لهم الموت وهو الاجل فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون فالنذر اياها نترك وندع الذين لا يرجون لقاء الله وهم الكفار ولا يؤمنون باليوم الاخر في طغيانهم في ضلالهم وغيهم وطغواهم يعمهون ان يتحيرون ويترددون ما يخرجون من هذا الغيب بل هم باقون فيه قال جل وعلا وهنا ينبه على ان انه جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تدعوا على انفسكم ولا تدعوا على اولادكم ولا تدعوا على اموالكم لا توافقوا من الله ساعة ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم لا تدعي يا اخي على نفسك ولا على اولادك ومن المنكر العظيم بعض الناس اذا غضب على ولده ولا يدعو عليه. اسأل الله العافية كأن يقول الله لا يوفقك اذا غضب عليه هذه كلمة خطيرة يا عبد الله ولهذا كم من الاباء شقوا بابنائهم تجده يقول اتعبني هذا الولد ما هو مثل الناس هذا مشكلة نقول لعلها دعوة صدرت منك في يوم من الايام غضبت وغمزك الشيطان فدعوت عليه فاستجاب الله دعوتك ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الوالد على ولده فان لم تدعو له بخير اسكت ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا غضب احدكم فليسكت الانسان اذا غضب يتكلم لا الحل النبوي اذا غضبت اسكت حتى تذهب عنك ثورة الغضب عند ذلك تراجع نفسك اما يطلق لسانه ويدعو على نفسه يدعو على ولده يدعو على ماله هذا شيء لا يجوز ولا يليق بالمؤمن ثم قال جل وعلا واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعونا الى ضر مسه واذا مس الانسان الضر اصابه الظر اي الظرر والمصيبة والشكوى ما يضر به دعانا لهج بدعاء الله جل وعلا وهو مضطجع لجنبه حتى وهو مضطجع هذا دليل الضر قد بلغ فيه مبلغا فيلهج بالدعاء ويدعو الله وهو مضطجع على جنبه او قائما او قائدا او قائما. كل الاحوال الانسان اما ان يكون مضطجع نائم او قائد او قائم. اذا اصابت الانسان الظراء لهج بدعاء الله في جميع احواله لانه اضطر قال فلما كشفنا عنه ضره فرجنا عنه وازلنا عنه الضراء التي فيه او الضرر مر كأن لم يدعنا الى ضر مسه قال الطبري مرة اي استمر على طريقته الاولى قبل ان يصيبه المرض. يعني الكافر من راع. او يعني كثير من الناس حتى بعض المسلمين اذا اصابته الظراء يلجأ الى الله يدعو جالس قائم مضطجع لكن اذا انتهت الامور رجع الى ما كان عليه يذكر قصة ان رجلا ما يحتاج يذكر البلد لكن ابذكره طبعا هو ما هو من بلدكم. رجل من اهل المدينة يقول ركبوا بالطائرة مسافرين وكان بجواره رجل اخر قال فاضطربت الطائرة فيهم اضطرابا شديدا قال حتى خشوا انهم يهلكون فالتفت عليه وقال يا يا اخي ان متنا ان مت انا في هذا فان المال الذي عندي فانه لاخي فرده الى اولاد اخيه قال فاستقرت الطائرة قال فلما استقرت قبل ان ينزلون قال يا فلان الكلام الذي قلته لك ترى ما سمعته لما صمت الضراء رجع الى الله هذي مسكة حال كثير من الناس اذا اصابه المرض تجده يتألم ويستغفر ويتوب ويرجع فاذا من الله عليه بالشفاء مر ورجع الى حاله السبع كأن كأن لم يصبه وليس هذا من حال المؤمنين المؤمنين يدعون الله في كل احواله في الضراء والسراء قال جل وعلا كذلك زين للمسرفين قال ابن عاشور كذلك الكاف كاف والتشبيه هنا الاشارة الى التزيين المستفاد هنا وهو تزيين اعراضهم عن دعاء الله في حالة الرخاء اي مثل هذا التزيين العجيب زينا لكل مسرف عمله كذلك. كذلك هذه كافة التشبيه. في شيء مشبه ومشبه به المشبه واضح عندنا المسرفين زين المسرفين ما كانوا يعملون. لكن شبهوا بمن قال ابن ابن عاشور المراد زين لهم اعراضهم بعد ان شفوا من المرض والضرر زين لهم اعراضهم فكما زينا لهم اعراضهم بعد شفائهم كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون والمسلمون جمع مسرف وهو كل متجاوز للحد المسرفون المتجاوزون للحدود والاسراف هو الافراط والاكثار في شيء غير محمود هذا هو الاصل الاسراف لا يطلق الا في شيء غير محمود هذا هو الاصل فالقصد المسرفون هم المتجاوزون لحدود الله بارتكاب ما حرم الله جل وعلا عليهم ما كانوا يعملون زين لهم عملهم حتى لا لا يقلعوا عنه ولا يتركونه. ثم قال جل وعلا ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم ينشرهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين لقد ولقد اللام هنا هي لام الاستياء. الاستئناف استئنافية كلام مستأنف جديد ولقد اهلكنا القرون من قبلكم والقرون جمع قرن. هم الجماعة من الناس يكونون في وقت قيل انه مئة سنة وقيل غير ذلك. والمراد الامم الماضية اهلكنا القرون من قبلكم وهذا خطاب مع كفار قريش ايها المشركون اهلكنا قرونا عديدة قبلكم حتى يتعظوا ويعوا لما ظلموه انما اهلكناهم لما ظلموا اي وقعوا في الشرك لانه اعظم الظلم هو الشرك ان الشرك لظلم عظيم فظلموا انفسهم بفعل الذنوب والمعاصي واعظمها الشرك وجاءتهم رسلهم بالبينات. الواو هنا حالية للحال والحال انهم قد جاءتهم رسلهم بالبينة يعني اهلكناهم لما ظلموا والحال انهم قد جاءتهم رسلهم بالبينات قبل ان يهلكوا يعني مثلكم الان جاءكم نبينا فامنوا به فانا اهلكنا اولئك القوم بعد ما ارسلنا لهم الرسل وجاءتهم البينة فخذوا عبرة من ذلك واتعظوا قال وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا ما كانوا ليؤمنوا. سبق لله من الله لهم انهم لا يؤمنون لكن الله جل وعلا ما اخذهم بسابق علمه بل احياهم واوجدهم وامرهم ونهاهم ويسر لهم وترك لهم حرية الاختيار ومع ذلك لم يؤمنوا بل عارضوا الانبياء وحاولوا قتلهم وسفهوهم وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين كذلك راجع عن الاهلاك كذلك نهلككم كما اهلكنا القرون الاولى ونجزيكم بانكم قوم مجرمون او مثل هذا الجازاء نجازي به القوم المجرمين الذين بلغوا الغاية في الاجرام والشر والفساد والاعراض عن الحق واعظمه الشرك الكفر هذا جزاؤهم عند الله قال جل وعلا ثم جعلكم خلائف في الارض من بعدهم ثم جعلتهم خلائف الخلائف جمع خليفة وقد مر معنا الكلام عليها وهو من يخلف غيره ويقوم مقامه والمراد ان الله جل وعلا جعلكم خلائف من بعد هذه القرون التي اهلكناها او الذين اهلكناهم لما ظلموا انتم تخلفونهم في الارض وتكونون فيها بعدهم فاحذروا ان تفعلوا مثلهم تظلموا مثل ظلمهم فنهلكهم وما اهلكناهم ابرة عظة مواعظ لكن القرآن يحتاج الى تدبر وتأمل ليسرع في القراءة تفوت عليه هذه المعاني قال جل وعلا ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لماذا جعلنا الله خلائفا؟ او جعل الامم خلائف لبعضها؟ لننظر كيف تعملون لينظر ربكم في عملكم هل تعملون بعملهم؟ فيهلككم او تطيعون الله وتعملون بالاعمال الصالحة وبالايمان فيثيبكم الثواب العظيم. وهذا من عدله لا يؤاخذ العباد ولا يعذبهم بعلمه السابق. بل يخلقهم ويوجدهم ويأمرهم وينهاهم فما عملوا من عمل جزاهم عليه خيرا فخير وان شرا فشر ثم قال جل وعلا واذا تتلى عليهم اياتنا بينات واذا تتلى عليهم اياتنا بيناتهم قالوا الذين لا يرجون لقاءنا بقرآن غير هذا. او بالدين. اذا تتلى على كفار قريش الايات اياتنا وهي ايات القرآن وهي بينات ايات بينات واضحات الدلالة على الحق بينات واضحة الدلالة على الحق جلي جلية في بيانها قال الذين لا يرجون لقاءنا لا يرجون البعث والنشور ولا القيام بين يدي الله وهم الكفار ائت بقرآن غير هذا ما نريد هذا القرآن ائت بغيره او بدله غيره كتب بقرآن اخر او غير في هذا القرآن يأتي بقرآن غير هذا او غيره بدلوه غير هذا القرآن الذي جئت به. اذا ما تريد تبدله الى اخر غيروا وضع فيه امور قال الله عز وجل لنبيه قل قل لهم يا نبينا ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسه ما يكون لي ان اغيره من عندي من قبل نفسي لانه ليس كلامي. هذا كلام الله. يوحى الي يوحيه الله الي وينزل علي انا لست الا رسول لست الا مبلغ قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى الي. بمعنى ما اتبع الا ما يوحى اليه. فهو وحي يوحيه الله اليه واسمعه من جبريل وجبريل يسمعه من الله فانا اخبركم بما اوحاه الله الي. ليس هذا من تأليفي ولا من قولي قال جل وعلا اني نعم ان اتبع الا ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عقيم ان عسيت ربي ومن ذلك خالفت اوامره فغيرت كلامه او زدت او نقصت اخاف عذاب يوم عظيم يوم عظيم هوله وهو يوم القيامة وفيه من الاهوال والنكال والعذاب ما لا يقدر احد عليه. نسأل الله العافية والسلامة الدليل ان الخوف من الله عمل جميل عمل جليل اعمال القلوب ولهذا بعض المتصوفة يقول نحن ما نعبد الله خوفا من ناره ولا طمعا في جنته لكنها فناء فيه وحبا له. قول باطل النبي صلى الله عليه وسلم يخاف الله يخافون الله. بل يتقرب العبد الى الله بالخوف منه عبادة قلبية عظيمة جدا. قال جل وعلا قل لو شاء الله ما تلوته عليكم لو شاء الله الا اتلوه عليكم ولا اقرأه ما تلوت ولا انزله علي هذا يؤكد انه ليس مني وانما الامر امر الله ورجع الى مشيئته قال ولا ادراكم به؟ ما اعلمكم به ولا اخبركم به ايضا انتم ثم قال فقد لبثت فيكم عمرا من قبله. انا بقيت فيكم اربعين سنة قبل البعثة ما بهذا القرآن ولا كنت اذكر لكم شيئا فقد لبثوا فيكم عمرا من قبل ما جئت به ما ما جئت به الا بعد ان اصطفاني ربي وجعلني رسولا. فهو كلام الله ليس كلامي. ولهذا قال افلا لا تعقله استخدموا عقولكم اعقلوا الامر وافهموا ثم قال جل وعلا فمن اظلموا ممن افترى على الله كذبا فمن اظلم هذا استفهام يراد به النهي استفهام يراد به ايش؟ النفي يكون هذا ابلغ من من ان ينفي مباشرة لا احد اظلم لان معنى فهم اظلم لا لا احد اظلم منه وقالوا استفهام مشوب استفهام يراد به النهي لانه مشروب بالتحدي كأنه يقول لا احد اظلم منه اتحدى ان يكون هناك اظلم احد هو اظلم منه هذا من بلاغة القرآن قال جل وعلا فمن اظلم؟ وهنا ورد كذا اية في كتاب الله كلها فيها فمن اظلم. فمن العلماء من قال هم مستوون في الاظلمية كلهم في بمستوى واحد من الظلم ومن العلماء من قال الاظلمية هنا نسبية فكل منهم لا احد اظلم منه في بابه ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه. ففي باب منع الخير والذكر لاحد اظلم ممن منع المساجد من ذكر الله وفي باب الكذب والتكذيب بالايات من باب الكذب لا احد اعظم اظلم ممن كذب افترى على الله الكذب او كذب باياته وهذا هو الاظهر والله اعلم ان يقال لا احد اظلم منه في بابه فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا اجترى على الله الكذب كأن جعل الانداد عبد الامداد معه وقال انها تنفع وتضر او طعن في الله او انكر وجوده او غير ذلك ممن افترى على الله كذب وقال قولا كذبا او كذب بالقرآن او بشيء من القرآن او كذب الرسول هذا كله من افتراء الكذب او كذب باياته كذب باية الاية بحججه وبيناته ورسله وكتبه انه لا يفلح المجرمون لا يفلح المجرمون لان هؤلاء مجرمون اشد الاجرام بكفرهم وضلالهم فهم لا يفلحون ولا ينفي الله الفلاح عن احد بالاطلاق الا اذا كان من اهل النار هذه قاعدة يقررها العلماء وممن استدل بها الامين الشنقيطي رحمه الله على كوبري الساحر في قوله ان ولا يفلح الساحر حيث اتى قال لا ينفي الله الفلاح مطلقا عن شخص الا لانه كافر مطلقا كفر مخرج من الملة. فكذلك هؤلاء كفرة خلص قال جل وعلا ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم يعبد هؤلاء الكفار من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم فيعودون الاصنام احجار اشجار خشب ما تضر ولا تنفع لضعف عقولهم ولو حكموا عقولهم فالانسان حينما يعبد انما يعبد ربا يريد ان يكون قويا ينفعه يدفع عنه الظر وهذا لا يكون الا بالله جل وعلا هو المستحق ان يعبد. لانه هو القوي الذي لا يعجزه شيء وهو الذي اذا اراد امرا كان ان اراد ظر العبد او اراد نفعه او اراد دفع الضر عنه فلا يجوز ان تصرف العبادة لغير الله. وهذا تقرير لهم يعني كيف تعبدون ما لا يظر ولا ينفع هذه الاصنام التي تعبدونها انتم تدافعون عنها المتضعون لها سادنا هي ما تفعل لكم شيئا ويعودون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ايضا يقول هؤلاء شفعاؤنا ما نعبدهم الا ليقربونا عند الله زلفى فقال الله جل وعلا وهذا استفهام انكاري وتوبيخي لهم. قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض تخبر الله بشيء لا يقع لا في السماوات ولا في الارض لانه كذب وهذا متضمن انه كذب باطل ما هو بصحيح هذا لا يمكن ان تشفع هذه الاصنام لاحد فانتم تريدون بقولكم هذا تنبؤون تخبرون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض. الله قد احاط علمه بكل شيء. فهذا الشيء ان ان الاصنام تشفع الله لا يعلمه لانه كذب لا حقيقة له هذا معنى الاية ولا تنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه. نزه نفسه هذا كثيرا ما يأتي به الله جل وعلا بعد ان قال في حقه ما لا يليق فيعقبه بالتسبيح لان التسبيح التنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع تعظيمه لما ذكر له الصاحبة ذكر له الولد كلها الله جل وعلا ينزه نفسه لان هذا قول منكر قول خبيث خسيس دليل ومثله قول هؤلاء القوم سبحان الله اي نزه نفسه وتعالى عن ما تشركون معه فانهم يشركون الاصنام يشركونها مع الله ويشركون بها مع الله ويدعونها مع الله ولهذا يقولون اجعل الالهة الها واحد متعودين على كثرة الالهة ان هذا لشيء عجاب. ولهذا كانت الكعبة معلق فيها ثلاث مئة وستون صنم فهدمها النبي صلى الله عليه وسلم اول ما فتح مكة قبل حتى الصلاة. بدأ بتكسيرها وهم يعبدون الهة شتى. قال جل وعلا وما كان الناس الا امة واحدة وما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون. قال ابن كثير ثم اخبر تعالى ان هذا الشرك حادث في الناس كائن بعد ان لم يكن وان الناس كانوا وان الناس كلهم كانوا على دين واحد وهو الاسلام قال ابن عباس كان بين ادم ونوح عشرة عشرة قرون كلهم على الاسلام ثم وقع الاختلاف بين الناس وعبدت الاصنام والانداد والاوثان فبعث الله الرسل باياته وبيناته وحججه وحججه البالغة وبراهينه الدامغة ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة اي نعم اذا هذا معناه كان الناس كلهم على التوحيد مفطورون على التوحيد ادم وذريته واستمروا على ذلك عشر قرون الف سنة وهم على التوحيد امة واحدة كلها امة التوحيد فاختلفوا بعد ذلك جاء الشرك في سبب الغلو في الصالحين بسبب الغلو في اهل الصلاة ما هو الغلو ايش؟ في المشركين وفي الفسقة لان الشيطان عدو ويأتي الناس من جهة اهل الصلاة في كثير من من الزيغ والضلال في الدين. قال جل وعلا وما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا الوقوع في الشرك فلما كان هناك مشرك اختلف ما هو من الموحدين ليسوا سواء وليس المشرك من الموحدين ولا الموحد من المشركين ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم يقول ابن كثير لولا ما تقدم من الله تعالى الا يعذب احدا الا بعد قيام الحجة عليه لولا ما تقدم من الله تعالى انه لا يعذب احدا الا بعد قيام الحجة عليه. وانه قد اجل الخلق الى اجل معدود لقظى بينهم فيما اختلفوا فيه فاسعد المؤمنين واعنت الكافرين ولكن الله سبحانه وتعالى بحكمة بالغة والقيام اقامة الحجة على الخلق ما كان ليعذب قوما حتى يبعث فيهم رسولا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. وكذلك سبق في تقديره وعلمه باللوح المحفوظ ان اجل كل امة هو الوقت الفلاني وان اجل الناس جميعا هو يوم القيامة قال جل وعلا ويقولون لولا انزل عليه اية من ربه ايوه يقول هؤلاء الكفار لولا انزل اي هل لولا هنا بمعنى هلا وليست شرطية؟ هلا انزل عليه اية من ربه؟ انزل انزل عليه حجة او دليل نعلم به ان محمدا محق اية من ربه فقل انما الغيب لله قل لهم يا نبينا انما انما الغيب لله فانتظروا اني معكم من المنتظرين اي قل ان الامر كله لله وهو يعلم العواقب في الامور فانتظروا هذا تهديد لهم لانهم كذبة مفترون ولهذا قال فانتظروا قل انما الغيب لله. علم الغيب متى يحل بكم العذاب؟ متى تنزل؟ ينزل بكم العقاب؟ متى يهلككم الله؟ وينصرنا عليكم انتظروا انا منتظرون. هذا الغيب كله لله وهو يعلم جل وعلا متى يأتي عقابكم ومتى يحل بكم شؤم تكذيبكم وكفركم وعدم تصديقكم بنبوتي ثم قال جل وعلا واذا اذقنا الناس واذا اذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر في اياتنا اذا اذاق الله عز وجل الناس كما قال الطبري يقول الطبري واذا رزقنا نعم قال واذا رزقنا المشركين بالله فرجا بعد كرب ورخاء بعد شدة بعد شدة اصابتهم وقيل عني به المطر بعد القحط والضراء بعد الشدة والرحمة والفرج اذا لهم مكر يعني اذا انزل الله عز وجل الناس شدة كثير او الكفار نزل بهم ضراء وكرب سواء قلنا بقحط المطر او نزل بهم كرب او نزلت بهم نازلة او احاط بهم فاذا فرج الله عنهم واذاقهم رحمة ذاقوا طعمها يعني تحققت اذا لهم مكر اي استهزاء وتكذيب كما قال مجاهد ولم يذكر غيره بن جرير وابن كثير اذا لهؤلاء الكفار مكر هو الاستهزاء والتكذيب زيادة نسأل الله العافية. يعودون الى اشد ما كانوا عليه. استهزاء بالحق واهله وتكذيبا بالحق وباية الله نسأل الله العافية والسلامة والواجب ان الناس اذا مستهم الظراء والبأساء ان يرجعوا الى الله فلو رجعوا لاوشك الله ان يفرج عنهم قال واذا اذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر اذا هم يمكرون يستهزئون يكذبون مكروا في اياتنا في ايات الله سواء الكتب التي انزلها او الاية التي جعلها لهم او الانبياء كل ما يدل الايات البينات توضح الحق وتدل عليه قال قل الله اسرع مكرا. الجزاء من جنس العمل قل الله اسرع مكرا قال الطبري اي اسرع محالا اسرع محالا شديد المحال يعني مكرم بكم قل الله نعم اسرع مكر اي اسرع محالا بكم واستدراجا لكم وعقوبة منكم من المكر في اية الله لما مكرتم باية الله اسرع مكرا بكم وسيوقع بكم العقوبة فتربصوا هذا كله اخبار لكن يراد منه يا اخوان التحذير والتخويف والدعوة الى هؤلاء ان يؤمنوا. وان جاء على سبيل الاخبار قل الله اسرع مكرا ان رسلنا ان رسلنا يكتبون ما تمكرون رسل من الملائكة الذين يكتبون الحسنات والسيئات ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. فهم رسل الله ارسلهم الله ليحفظوا على العباد اعمالهم ان رسلنا يكتبون ما تمكرون يحصونهما ما يضيع شيء وسيجازون عليه. قال جل وعلا هو الذي يسيركم في البر والبحر يسيركم هذه قراءة الجمهور وقرأ ابن عامر ينشركم ينشركم من النشرة والتفريق هو الذي يسيركم في البر والبحر. في البر يحملكم على الدواب الان نقول يحملكم على السيارات الالات التي يحملكم على الطائرات وكذلك في البحر على السفن والقوارب ما الذي يسير الخلق هيأ لهم هذه الامور وجاءهم بها ويسرها والا لو اراد الا تسير وقفت ما تتحرك هذه نعم توحيد الربوبية يذكر شيئا من الاء الله وخلقه وهو توحيد الربوبية لاجل ان يقروا ويأتوا بتوحيد الالوهية ويعبدوا الله ويفرده بالعبادة قال جل وعلا هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك فلك هي السفينة البواخر وجرينا بهم بريح طيبة هذا اسلوب يسمونه في في البلاغة الالتفات التفات من الغيبة من الخطاب الى الغيبة. لان سياق الكلام اذا كنتم انتم في الفلك وجرينا بكم لانه ليس الخطاب معهم لكن ما قال وزيرين بكم التفت وترك الخطاب الى الغيبة قال وجرينا بهم هذا له فوائد الالتفات منها لفت انتباه السامع ولابد يكون هناك نكتة خاصة في كل موطنا بحسبه فالتفت عن مخاطبتهم بالغيب بالمواجهة والخطاب الى الغيبة فقال وجرينا بهم وجرينا اي جرت بهم السفن جرت بهم السفن بريح طيبة بسبب ان ريحا طيبة ارسلها الله صارت السفينة تجري وتمشي لان السفن قديمة ما تمشي الا بالرياح اذا ما في ريح تتوقف فليقول بعضهم حتى الان لابد من وجود الريح اهل الاختصاص لابد يكون هناك هواء والا ما يستطيعون ان تسير كما ينبغي. الحاصل ان الله جل وعلا سيرهم في البر والبحر وايضا لما ركبوا الفلك والسفن جرت بهم السفن بسبب الريح الطيبة التي ليست فيها عواصف فلا تضطرب السفينة بهم ولا يخافون من الموت ريح طيبة ولينة قال وفرحوا بها فرحوا بهذه هذه الريح الطيبة ولهذا عدوا من الشرك كانت الريح طيبة والملاح حاذقا ايه يفرقون بالريح الطيبة يعني هذا من اسباب يعني من اسباب راحة السفر على السفن اذا كانت الرياح هادئة طيبة قال جل وعلا جاءتها ريح عاصف اي شديدة تعصف بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان. اشتد موج البحر اثارته هذه الريح العاصفة وصار يتلاعب بهم الموج ويأتيهم من كل جهة من اليمين والشمال والخلف وهذا معروف في البحر وجاءهم الموج من كل كان وظنوا انهم احيط بهم ظنوا الموت والهلاكة وهي يعني هلكوا لا ملجأ لان سبحان الله راكب البحر مهما كان فانه اصدق ما يقال فيه ما قال عمر بن العاص رضي الله عنه لعمر بن الخطاب لما طلب من عمر كان على مصر امير لمصر في خلافة عمر قال قال اريد ان اركب البحر. قال صف لي البحر فذكر وصفا جميلا لكن منهم يقول راكبه دود على عود راكب البحر دود العود. شف ولو كانت سفينة طولها كيلو. اذا هاجت الرياح اين تذهب تغرق ولهذا ظنوا انه انه احيط بهم يعني خلاص ماتوا احاط بهم الموت من كل مكان انهم هلكوه دعوا الله مخلصين له الدين دعوا الله حالة كونهم مخلصين له العبادة. رجعوا الى التوحيد عند الاضطرار رجعوا الى التوحيد وسألوا من يملك النفع والضر وتركوا سؤال اصنامهم والهتهم واوليائهم وغير ذلك هذا دليل التوحيد فطرة يا اخوان ولهذا الله جل وعلا يقول امن يجيب المضطر اذا دعاه المضطر يرجع الى الله حتى الكافر لما وقع في الضرورة رجع الى الله. فدليل انهم يعرفون ربهم قال دعوا الله مخلصين له الدين لئن انجيتنا من هذه من هذه الحالة وهذه الورطة وهذه المصيبة لنكونن من الشاكرين واعظم الشكر لله جل وعلا التوحيد افراد الله جل وعلا بالعبادة هذا من اعظم ما يشكر به العبد ربه فاحمدوا الله على نعمة التوحيد ولا تعتمدوا على اعمالكم لكن نعمة عظيمة فهم يقولون ان انجيتنا من هذه المصيبة لنكونن من الشاكرين لك. نشكر نعمك واول ما نفعل نفردك بالعبادة. ونخص بالعبادة ونشكر لك كل النعم ونطيعك ولا نعصيك قال جل وعلا فلما نجاهم فلما انجاهم اذاهم يبغون في الارض بغير الحق الانسان ظلوم جهول لما انجاهم الى انجاهم من الغرض الى البر او الى اي مكان اذا هم يبغون اي يطلبون الفساد في الارض يبغون ذي الارظ بغير الحق. اي يعملون يطلبون اعمالا ويقومون باعمال هم فيها بغاة متجاوزون لما حد الله لهم بما لا يرضاه الله جل وعلا بغير الحق وماذا بعد الحق الا الضلال وهذا حال كثير من الناس يا اخوان الا ما رحم ربك اذا كان في ظراء يقول بس الله يشفيني لو اشفى ما ابي شيء اللي عندي كله ساخرجه اصل الرحم اصالح فلان اذا حس بالعافية رجع كما كان الا من رحم ربي ان الانسان لظلوم كفار قال جل وعلا يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم بغيكم وطالبكم وطلبكم لغير الحق وفعلكم لغير الحق هذا بطل على انفسكم يرجع عليكم اثره لا تضرنا الله شيئا فلهذا قال بعد ذلك متاع الحياة الدنيا او متاع الحياة الدنيا قراءتان فان كانت بالفتح بها قرأ حفص متاع فهي مفعول به او مفعول مطلق تتمتعون متاعا او تفعلون ذلك متاعا متاع الحياة الدنيا يعني انتبهوا نجيناكم لكن لما بغيتم بالحق فنمهلكم في هذه الدنيا لكن هذا متاع تتمتعون به والدنيا قليلة وفانية ومنتهية وهي دار كدر فهذا متاع لكم في الدنيا ثم بعد ذلك الينا مرجعكم. ترجعون الينا فنتولى مجازاتكم ومعاقبتكم على بغيكم على بغيكم غير الحق هذا فيه تخويف وتحذير وتهديد مهما فعلتم فالدنيا متاع والمتاع ينتهي ويرجع الى المقر والمآل. فينتهي متاعكم في الحياة الدنيا ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون. نخبركم بما كنتم تعملون من الاعمال من البغي وغيره ونجازيكم على الاعمال من غير ظلم لكم. ثم قال جل وعلا انما مثل الحياة الدنيا انما مثل الحياة الدنيا وصف الله عز وجل ومثل هذه الحياة التي يتمسك بها الناس ويعضون عليها ويغظبون من اجلها ويتقاطعون من اجلها وربما بعضهم بعضا من اجلها انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض هذا وصف الدنيا مثل ماء انزله الله من السماء انزل الله المطر على الارض فاختلط به نبات الارض قال الطبري فنبت بذلك المطر انواع من النبات مختلط بعضها ببعض نزل المطر من السماء فاختلط بالارض ودخل بداخلها فانبتت نباتا قال فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس يعني انبت ما يأكلون الناس الحبوب والثمار والأنعام ما تأكل انعام من الكلأ العشق او التبن او ما شابه ذلك يعني اخرج به شيئا للناس يأكلونه وشيء للدواب والبهائم تأكله. وكثر فيها الخيرات. هذي مثل الدنيا هذا مثل الدنيا. قال حتى اذا اخذت الارض زخرفها اي زينتها لما اخذ الارض يقربها والزخرف يقولون هو كل الزخرف في الاصل هو كمال حسن الشيء هو كمال حسن الشيء والمراد به هنا حسنها وزينتها تزينت واظن هذه الايام المثل واضح. كيف الارض الان مع الربيع ارض كانت صحراء قاحلة ما تستطيع تجلس فيها تشرب ماء مع لما انبت الله انبتها الله بالماء ارض صارت جميلة تحب انك تجلس فيها وتذهب اليها من انواع النبات تراها قال جل وعلا حتى اذا اخذت نعم حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت قالوا وزينت بانها تزينت بالازهار والثمار والالوان الجميلة والروائح الجميلة يعني كل هذا وصف يدل على جمال الارظ لما نزل عليه المطر وعن بكت النبات وظل اهلها انهم قادرون عليها قادرون على هذه الارض وهذه النباتات على جذها وحصادها والانتفاع بحبوبها وثمارها قادرون عندنا وانبتت واثمرت فظنوا انهم متمكنون قادرون على اخذها والانتفاع بها قال جل وعلا اتاها امرنا ليلا او نهارا قال الطبري اتاها قضاؤنا الذي قضيناه بصاعقة او ريح شديدة او ريح باردة فجعلناها حصيدا لان هذه الارض المخضرة التي اخذت زخرفها التي تزينت وظننت انكم قادرون عليها تمام القدرة جعلها الله حصيدا قال ابن جرير حصيدا اي مقطوعة مقلوعة من اصولها الحصيد الحصاد يحصده يعني يقصه ويجده واحيانا يحصده يعني ينزع كل شيء ما يبقى شيء فجعلها الله كذلك. وقال ابن كثير اي جعلناها يبسا بعد الخضرة والنظارة هذا لا شك انه من لوازم المعنى اذا جعلناها حصيدا كأن لم تغنى بالامس ما كانها بالامس كانت غنية بالخضرة وبالنباتات وبالاشجار وبالثمار وبالجودة كذلك نفسر الايات للقوم يتفكرون. مثل هذا التفصيل نفصل ونبين ونوضح الايات والدلائل والعبر لقوم يتفكرون في خلق الله. تفكروا في هذه الارض التي نزل عليها المطر واتاها امر الله فجأة ترى هذه حال الدنيا الدنيا هكذا تعيش بها غني الاموال كثيرة لك جمع واولاد في لحظة واحدة اذا خرجت روحك انتهت من كل من حولك يسارعون في الذهاب بك الى القبر يتخلصون منك والاموال يقسمونها ويأخذونها. اين ذهب الغنى؟ ما يخرج معه بشيء لا بذهب ولا بفضة ولا بنقود ولا ولا كفن وقد يكفن من مال غيره ايضا هذه حال الدنيا يا اخوان والله مثل عظيم فما بالنا ممسكون باسناننا ممسكون عليها باسنانها الانسان لا بد يعتبر يا اخوة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم قال يقول الرجل مالي مالي قال وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليه او تصدقت فامضيت. وما سوى ذلك ذاهب وتاركه الورثة ما هو مالك مال الورثة هم الذين ينتفعون به. وعلى كل حال اه نتوقف هنا لان تجاوزنا الوقت وانا ما انتبه والله يدعو الى دار السلام آآ لكن سؤال اذكر القول الصحيح طبعا السؤال كان هنا البارحة اخر مرة كان هنا اذا هنا اذكر القول الصحيح او اذكروا القول الراجح في المراد بالحروف المقطعة نعم والله اعلم واراد به التعزيز. فالحكمة منها والتعزيز والاعياد الجواب صحيح والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على من