بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم يقول الحافظ ابن كثير في تفسيره لما ذكر تعالى الدنيا وسرعة زوالها رغب في الجنة ودعا اليها وسماها دار السلام اي من الافات والنقائص والنكبات لانه في الاية التي قبلها ظرب مثلا في الدنيا انما مثل الدنيا كما ان انزلناه من السماء ثم في هذه الاية رغب الى دار السلام وهذا كما ذكرنا اكثر من مرة ان هذا من الحكم التي سمي القرآن من اجلها مثاني يذكر الشيء ويثني بظده فذكر الدنيا وذكر ضدها او ذكر الاخرة ذكر الدنيا وفنائها وزوالها. وذكر الدار الباقية في النعيم فقال والله يدعو الى دار السلام والمراد ان الله جل وعلا يدعو عباده الى الجنة وذلك بدعوته اياهم الى الايمان به وبرسله وبالقيام بالاعمال الصالحة التي توصل الى الجنة برحمة الله جل وعلا لان الجنة لابد لها من عمل لابد الانسان يعمل وان كان الانسان لا يدخل الجنة بعمله لكن هي سبب من الاسباب ولهذا قال والله يدعو الى دار السلام دار السلام هي الجنة وقيل لها دار السلام لسلامتها من كل نقص وعزم لسلامتها من يدخل الجنة لا يشعر ولا يجد نقصا في كل شيء ولذلك نص العلماء على ان اصحاب الجنة لا ينامون فيها لماذا؟ قالوا لان النوم نقص النوم نقص ولا لا رفع القلم عن ثلاثة وعن النائم حتى يستيقظ فاهل الجنة لتمام نعيمهم ما ينامون فيها لكن ليس معنى ذلك انهم لا ينامون انهم يتعبون يحتاجون الى النوم. لا وفي غاية السرور باع ولهذا جاء في حديث وان كان فيه لكن جاء بطريق اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حديث صحيح قال ان في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وجاء في بعض الاحاديث يا اهل الجنة ان لكم ان تشبوا ان لكم فيها ان تشبوا فلا تهرموا وان تنعموا ولا تيأس وتبأس وذكر امور ولهذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها لاصحابه قال هل هل من مشمر لها؟ قالوا نحن المشمرون لها. قال قولوا ان شاء الله ولهذا اخر رجل وحديث الصحيحين اخر رجل يخرجه الله من النار بعد ان يعذبه ما شاء في النار ثم يخرجه ويمكث مددا طويلة على ما جاء في تفصيل الحديث ثم يدخله الله عز وجل الجنة فاذا دخل الجنة تراءى له بانها ملأى ما فيها مكان فدخل الناس واماكنهم فيقول الله جل وعلا له تمنى اتمنى فيتمنى اريد كذا واريد كذا فيذكره الله جل وعلا تمنى كذا حتى تنقطع به الاماني ما في شي الا تمناه فيقول الله جل وعلا له ايرضيك ان اعطيك مثل الدنيا الدنيا من لدن خلق عادم الى قيام الساعة البلاد كلها ما هو في مكان واحد فقال اتستهزء بي وانت رب العالمين فيقول الله جل وعلا لك الدنيا وظعفها وضعفها وضعفها الى ان قال عشرة اضعافها حديث البخاري ومسلم هذا اقل اهل الجنة نعيم والله اعلم. اخر رجل يخرج من النار واخر رجل يدخل الجنة. له عشرة اظعاف الدنيا هي دار السلام والسلامة من الافات والسلامة من كل شيء. سلامة من الموت ما يموتون خالدين فيها ابدا ابد قال جل وعلا والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم يهدي من يشاء هداية التوفيق والايمان من يشاء من عباده الى صراط مستقيم لا اعوجاج فيه. وهو الطريق الموصل الى الجنة. الموصل الى دار السلام وهو صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والصالحين والشهداء فرجع الامر اليه الله يدعوكم الى دار السلام فاعملوا بالاعمال التي تكون سببا الى الوصول الى دار السلام واسألوا الله والجأوا اليه واطلبوه ان يهديكم الى الصراط المستقيم الذي لا لا لا اعوجاج فيه ثم قال جل وعلا للذين احسنوا الحسن وزيادة للذين احسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهقوا وجوههم قتروا ولا ذلة اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون قال ابن كثير يخبر تعالى ان من احسن العمل في الدنيا والاخرة له الحسنى في الدار الاخرة كقوله هل جزاء الاحسان الا الاحسان للذين احسنوا الجزاء من جنس العمل للذين احسنوا الحسنى احسنوا اي احسنوا العمل والعمل الحسن الصحيح المقبول هو ما توفر فيه شرطان الاخلاص لله جل وعلا فيه والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقد اختلف العلماء في الحسنى ما هي للذين احسنوا الحسنى وزيادة فقيل قال بعضهم الحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر الى وجه الله الكريم وهذا يدل عليه حديث صهيب عند مسلم وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الاية للذين احسنوا الحسن وزيادة وقال اذا دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار نادى منادي يا اهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد ان ينجزكموه فيقولون وما هو الم يثقل موازيننا الم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويزحزحون من النار قال فيكشو لهم الحجاب ينظرون اليه فوالله ما اعطاهم الله شيئا احب اليهم من النظر اليه ولا اقر لاعينهم النظر الى وجه الله الكريم اذا الحديث واضح الحسنى الجنة والزيادة النظر الى وجه الله الكريم وهذا القول اختاره ابن جرير الطبري. وقال بعضهم ان الحسنى هي الجنة والزيادة هي غرفة من لؤلؤ من لؤلؤة واحدة لها اربعة ابواب ومثل هذا يحتاج الى دليل عليه عن المعصوم صلى الله عليه وسلم او في الكتاب في القرآن وقال بعضهم الحسنى واحدة من الحسنات يعني من عمل من احسن له حسنة من احسن العمل له حسنة وثواب قالوا الحسنى واحدة من الحسنات واحدة من الحسنات بواحدة والزيادة التضعيف الى خمسين او الى سبع مئة او الى عشر وهذا قول وقال اخرون نعم الحسنى حسنة مثل حسنة والزيادة زيادة مغفرة من الله ورضوان ورجح ابن جرير الطبري ان الحسنى هي الجنة والزيادة تشمل كل ما ذكر من النظر الى وجه الله وتظعيف الحسنات ونحوها ومغفرة الذنوب ونحوها يرى العموم وان كان ان الزيادة هي النظر الى وجه الله لا شك الحديث في صحيح مسلم لكن الحديث لا يقترئ لا يقتضي الحصر وان هذه هي الزيادة فقط لكن هذا مما يزيدهم الله ويعطيهم اذا للذين احسنوا العمل في الدنيا الحسنى وهو دخول الجنة بفظل الله ورحمته وزيادة ايضا في الجنة وهو النظر الى وجه الله وما اعده الله له لهم من مضاعفة الحسنات ومغفرة السيئات قال ولا يرهقوا وجوههم قتر لا يرهق يعني لا يغشى لا يغشى وجوههم قطر القطر الاصل فيه الغبار قال الطبري لا يغشوا وجوههم ركاكة ولا كسوف حتى تصير من الحزن كأنما عليها قطر يعني المعذبون واهل الشر يصيبهم نسأل الله العافية في وجوههم ركاكة تصيبهم تكشف وجوههم فتصبح كأن عليها قطر كأن عليها غبرة فالمؤمنون منجون من هذا ولهذا قال لا يرهق ولا يرهق وجوههم قطر ولا ذلة والذلة هي الهوان ما تلحقهم ما يلحقهم هوان بل هم مكرمون منعمون معززون قال جل وعلا اولئك اصحاب الجنة اصحاب الجنة اي الملازمون لها لان الصحبة تطلق على الملازمة فاذا جاء اصحاب الجنة معنى ذلك انهم الملازمون لها اهلها الملازمون لها الذين لا يخرجون منها ابدا هم فيها خالدون نعمة اخرى خالدون فيها ابدا لا يخرجون منها بل هم باقون في هذا النعيم وهذا فضل الله يمن به على من يشاء من عباده. ثم قال جل وعلا والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها قال ابن كثير لما اخبر تعالى عن حال السعداء الذين يضاعف لهم الحسنات ويزدادون على ذلك عطف بذكر حال الاشقياء فذكر تعالى عدله فيهم مع انه يجازيهم على السيئة بمثلها لا يزيدهم على ذلك الله اكبر مع انهم مجرمون كفار لكن الذين كسبوا السيئات عملوا الاعمال السيئة فان الله جل وعلا يجازي السيئة بسيئة كما قال جل وعلا من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون هذا من كمال عدل الله عز وجل لكن فضله يعطي المؤمنين على الاقل عشر مرات ويضاعف لهم فوق ذلك لكن هذا عدله السيئة بسيئة قال جل وعلا جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة اي تغشى وجوههم وتعتريهم وتعلو على محياهم ذلة اي خزي وهوان وصغار نعوذ بالله ما لهم من الله من عاص ما لهم احد يعصمهم من الله او يحول بينه وبين عذاب الله او ينقذهم من عذابه لان الله هو المولى ونعم النصير فلا مولى الا هو ولا يعصم احد منه ولذلك الواجب على المؤمن ان يتخذ الله وليا يتولى الله فيطيعه ويلجأ اليه ويعتمد اليه حتى ينجم حتى ينجو من كل كرب ومكروه فلا عاصم لهم من الله. قال كانما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما نسأل الله العافية كأنما اغشئت وجوههم غشيها قطع من الليل المظلم يعني يعلوها سواد عظيم مثل سواد الليل مثل مثل قطع الليل المظلم نعوذ بالله جزاء وفاقا والمؤمنون يبيض وجوههم. الم تبيض وجوهنا قال كأنما اوصيت وجوههم قطعا من الليل مظلمة اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون اصحاب النار اي الملازمون لها ابد الاباد وهم خارجون فيها ابدا لان الخلود يرد في القرآن مطلقا هكذا خالدين فيها ويرد ورد في بعض الايات مقيدا بابدا في حق اهل الجنة وفي حق اهل النار ومعنى ذلك ان ان اهل النار الذين هم اهلها مثل من عناهم الله هنا لا يخرجون منها بل هم خالدون فيها ابد الابد واصحاب الجنة كل من دخل الجنة لا يخرج منها ابدا خارجا فيها. ابد الابد. لكن بعض الموحدين لا يدخلها مباشرة ينقى ويطهر ثم يدخله الله جل وعلا الجنة كما صحت بذلك الاحاديث ثم قال سبحانه وتعالى ويوم نحشرهم جميعا اي واذكر يوم نحشرهم اي نحشر الخلق جميعا من الانس والجن ومن الابرار والفجار وهو يوم القيامة يوم الحشر جميعا لا نترك منهم احدا ولا يتأخر ولا يتخلف منهم احد ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركاؤكم. ثم يقول الله جل وعلا للذين اشركوا به وجعلوا له شريكا مكانكم انتم وشركائكم. اي الزموا مكانكم الزموا مكانكم مكان معين فزيلنا بينهم يعني هزينا يعني ففرقنا بينهم وبين المؤمنين امرهم بان يلزموا مكانا فزيلنا اي فرقنا بين المؤمنين والكافرين لانهم بالحشر يكونوا نساء ولهذا يموج الناس بعضهم ببعض كما في حديث الشفاعة فيذهبون الى ادم يقولون اشفع لنا عند ربك ليقضي بيننا ليفصل بيننا لكن بعد ذلك حينما يفصل الله يميز بينهم ويفرق بينهم فالمتقون الى الجنة والنعيم والكفار الى نار جهنم قال فزيلنا بينهم اي فرقنا بينهم وبين المؤمنين قال الطبري زلت الشيء ازيله اذا فرقت بينه وبين غيره وابنته منه والمعنى ففرقنا بين المشركين وما اشركوه مع الله يعني انتم وشركاء وشركاؤكم قال جل وعلا وقال شركاؤهم ما كنتم ايانا تعبدون شركاؤهم الهتهم الذي التي اتخذوها شركاء مع الله سواء كانوا من الانس او من الجن او من الملائكة او غير ذلك فيتبرأ منهم شركاؤهم ويقول ما كنتم ايانا تعبدون ما نقر ونعترف انكم تعبدوننا قال فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم. هذا من قول الشركاء كفى بالله يكفينا ربنا جل وعلا شاهد بيننا وبينكم بان كنا عن عبادتكم لغافلين غافلين ساهين عن عبادته ولا نعلم بها ولا نرظى بها كفى بالله شاهدا. فالله يشهد علينا لانه يعلم السر واخفى ويعلم حالنا كيف كنا وهذا فيه بيان ان من اشرك به يتبرأ ممن اشرك به من جعل مع الله شريكه يتبرأ ممن اشرك به وهذا والله هو عين الخسارة ان يكون من اتخذه الها في الدنيا يتبرأ منه ولا ينفعه بشيء ولهذا لا يجوز ان يعبد مع الله سواه يجب ان ان يفرض الله جل وعلا بالعبادة وان يخص بها فهو نعم المولى ونعم النصير قال جل وعلا هنالك تبلغ كل نفس ما اسلفت هنالك يعني في هذا الوقت تبلو ومعنى تبلو اول ما تبنوا فيها قراءتان تبلو هذي قراءة الجمهور بالباء وقرأ حمزة وانتسائي تتلو تتلو كل نفس فان كانت المعنى تتلو يعني كل نفس يوم القيامة تتلو وتتبع عملها الذي قدمته اسلفته وان كانت بالباء تبلو فمعنى ذلك تخبر وتعلم تبلو كل نفس يعني تعلم وتخبر ويظهر لها ما قدمته لانه يوم القيامة كل انسان يرى عمله اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا هو كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وجدوا ما عملوا حاضرا قال جل وعلا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ويا مثقال ذرة شرا يره فقدم يا عبد الله ما تسرك رؤيته يوم تلقى الله والا ستعرف تعلم عملك وتراه بام عينك فالذي لا تريد ان تراه في صحيفة عملك ابتعد عنه وان لم اعمل ستجده قال جل وعلا هنالك تبلو كل نفس ما اسلفت اسلمت يعني قدمت وامضت ومنه السلف السلف الصالح اي المتقدمون الذين مضوا على العقيدة الصحيحة وعلى منهج النبوة هنالك تبلو كل نفس ما اسرفت وردوا الى الله مولاهم الحق ردوا ارجعوا الى الله في الدنيا اغتروا وذهبوا وجاؤوا لكن ردوا الى الله يوم القيامة وارجعوا اليه واوقفوا بين يديه وظل عنهم ما كانوا يفترون ظل وذهب وزال عنهم ما كانوا يفترونه من الشركاء والالهة التي كانوا يعبدونها مع الله وكل هذا وان كان على سبيل الاخبار لكنه على سبيل الامر للمشركين ان يؤمنوا بالله والتحذير لهم من الشرك ومن اتخاذ الاصنام ومن جعلها شركاء لله جل وعلا. اذا كان هذا نهاية مطافها وامرها كيف تتخذ مع الله وتشرك معه ثم قال جل وعلا قل من يرزقكم من السماء والارض هذا استفهام تقريري يقرر الله عز وجل هؤلاء المشركون سورة مكية يقرروا هؤلاء المشركون بامور واضحة من افعال الله جل وعلا على الربوبية ليستدلوا بها على وجوب افراد الله بتوحيد الالوهية لان توحيد الربوبية ما يكفي لابد ان يأتي معه بالالوهية لابد ان يفرد العباد ربهم يعبدوه وحده لا شريك له. ولا يشرك معه احدا فقال الله عز وجل قل من يرزقكم من السماء قال الطبري قل من الذي ينزل عليكم الغيث والمطر هذا الرزق الذي يأتي من السماء الغيث او المطر وبعضهم يرى ما هو اعم من هذا قل من يرزقكم من السماء والارض من الذي يرزقكم الارظ؟ ويدر لكم الارزاق ويخرج لكم النبات حسام ارزاق التي تنالكم او تنالونها وتصير اليكم من الذي يرزقكم اياها الجواب هو الله ولهذا ما ذكر الجواب ما ذكر الجواب هنا لماذا؟ لانه امر يتفق عليه الخلق كلهم الكافر والمؤمن يعلمون ان الله جل وعلا هو الذي يرزقهم ويرزقهم من السماء ويرزقهم من الارض ولا احد يستطيع يأتي بالمطر ولا احد يستطيع ينبت الارض ولا يخرج خيراتها الا هو سبحانه وتعالى فاذا كان هو الذي يفعل ذلك وجب ان تفردوه بالعبادة ولا تسلبوا معه غيره قال امن يملك السمع والابصار من هو الذي يملك السمع والبصر ويهبه ما لك من الذي يتولاهما ويملكهما خلقهما ووجدهما وهو مالكهما. واعطاك اياهما ويسلبهما منك او من غيرك اذا شاء الجواب هو الله. اذا هو المستحق ان يعبد قال ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت مين الحي هذا مر معنا في سورة يا ال عمران لكن لا مانع ان نشير الى شيء فما الذي يخرج الحي من الميت؟ يقول ابن كثير من الذي ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي اي بقدرته العظيمة. ومنته العميمة ثم قال وقد تقدم ذكر الخلاف ولكن مما ذكر سبق ان ذكرناه منهم من قال يخرج الحي من الميت يخرج الانسان من النطفة ويخرج الطير من البيضة والبيضة ميتة فتنفلق عن طائر حي الانسان كان من مليئه يمنى ثم خرج هذا الانسان الذي يتحرك ويذهب ويجيء وظربوا له ايظا امثلة قالوا مثل النبات من الارض يخرجوا نباتا حيا والارض ميتا وذكروا ايضا قالوا يخرج المؤمن من الكافر تجد رجل كافر ويولد يلد مؤمنة وهذا على كل حال كله على سبيل ضرب المثال والتقريب والا كل ميت اخرجه الله من الحي فهو داخل في هذه الاية او حي اخرجه الله من الميت ومما ذكره الميت قالوا مثل اخراج النطفة من الانسان ومثل اخراج البيضة من الدجاجة ومثل اخراج الكافر من المؤمن والجواب هو الله هو الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي فمن يفعل ذلك هو الذي يستحق ان يعبد وحده لا شريك له قال جل وعلا ومن يدبر الامر من الذي يقدر الامر ويقضيه؟ ويدبر امر السماوات والارض هو الله فسيقولون الله يقرون بتوحيد الربوبية الكفار يقرون بتوحيد الربوبية لكن لا يقرون بتوحيد الالوهية اجعل الالهة اله واحدة. ان هذا لشيء عجاب قال جل وعلا فقل افلا تتقون؟ استفهام كان ما دام اقررتم افلا تتقون الله الذي يفعل هذه الامور فتؤمنون به وتهرجونه بالعبادة ولا تشركون معه غير ثم قال جل وعلا فذلكم الله الذي يفعل هذه الاشياء فذلكم الله ربكم الحق هو رب الخلق كلهم وربوهيته منها ربوية عامة وربية خاصة الربوية العامة هو رب الخلق كلهم وهو رب الطيبين ورب المؤمنين فالحاصل انه ربكم هو الله الحق هو الاله الحق هو الرب الحق الذي يجب ان تعبدوه وتصرفوا العبادة له فماذا بعد الحق الا الضلال ماذا بعد الحق؟ هذا هو الهكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال فالالية الاخرى التي عبدتموها من دون الله هذا ظلال لا تستحق ان تعبد وفعلكم ذلك ضلال منكم تعبد المعبود الحق الاله الحق سبحانه وتعالى. الرب الحق فانما بعد الحق فانه ليس بعد الحق الا الظلال. فكل من عبد غير الله فهو ظال قال جل وعلا فانا تصرفون؟ انا بمعنى كيف وتصرفون يعني تصرفون عن الحق كيف تصرفون عن الحق مع وضوحه وظهوره وجلائه فالله جل وعلا هذي استفهام توبيخ لهم ثم قال جل وعلا كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا انهم لا يؤمنون كذلك اي يقول الطبري اي وجبت عليهم كلمة الله كلمته وهو قضاؤه وحكمه في السابق من علمه عليهم لان الله قد كتب مقادير كل شيء فالناس لا يخرجون عن كلمته وان كانوا لهم حرية العمل والاختيار وانما يعذبون بناء على عملهم فاما المؤمن في ييسر بعمل اهل الجنة واما اهل النار فيسرون لعمل اهل النار قال جل وعلا كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا سوء الفسق هو الخروج من طاعة الله الذين فسقوا خرجوا عن طاعة الله الى معصيته انهم لا يؤمنون هذه كلمة الله ان هؤلاء لا يؤمنون لكن لم يظلمهم الله جل وعلا وانما خلقهم واوجدهم واعطاهم الالات واصل لهم الرسل وبين لهم طريق الحق وحذرهم من طريق النار ودعتهم الرسل واقاموا عليهم الحجة فابوا هذا عملهم هذا ام منهم؟ يستحق النار بعملهم بما كانوا يعملون بما كانوا يكسبون ثم قال جل وعلا قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده هذا ايضا ولهذه السورة كما قلنا مكية لاحظوا كيف تقرر التوحيد كيف تقرر توحيد الالوهية لانهم يؤمنون بتوحيد الالوهية فكيف يقرره؟ فاذا اقروا به استدل به عليهم في توحيد الالوهية. من يفعل ذلك افردوه بالعبادة خصه بالعبادة قال جل وعلا قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده يبدأ الخبط يعني ينشئه يبتدأ خلقه ويوجد الخلق ثم يعيده يعني بعد ذهاب الخلق كما يحصل لابن ادم هل يستطيع احد بعد ان يثنى يعيده؟ اولا هل يستطيعون بدءا يبدأ خلقه ثم يعيدونه بعد موته او فنائه الجواب لا ولا يفعل ذلك الا الله الخلاق هل من خالق غير الله؟ لا احد يخلق غير الله جل وعلا اذا فهو الذي بدأ الخلق ويفنيهم ثم يعيدهم مرة اخرى فمن فعل ذلك هو المستحق ان يعبد لانه القدير جل وعلا قال هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده. فانى تؤفكون الله هو الذي يبدأ الخلق فيخلقك من عدم اول مرة ثم يعيد ثم يميتك وتفنى ثم يعيد خلقك يوم القيامة فانى تؤفقون يعني كيف تصرفون عن الحق كيف على الحق مع بيانه وظهوره وجلائه توبيخ لهم قال جل وعلا قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق هل من شرائكم من شركائكم من يهدي يستطيع ان ان يهدي هداية التوفيق ويخلق الايمان في القلب الجواب لا ثم قال قل الله يهدي للحق فالله هو الذي يهدي الظال الى الحق وهو المالك له ولذلك هو الذي يجب ان يفرد بالعبادة ويخص بالعبادة دون من سواه ثم قال افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى استفهام تسريب الاستفهام توبيخ احيانا يعني يكون في في الاستفهام شيء من من التقرير وشيء من التوبيخ الله جل وعلا يقول اومن يهدي الى الحق وهو الله؟ احق ان يتبع فيما يدعو اليه من الحق والهدى وفيما ارسل به رسله امن لا يهدي ومعنى لا يهدي يعني لا يهدي قالوا اصلها لا يهتدي فاضغمت التاء في الدال وفيها قراءات قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وابو عمرو بفتح الياء. وفتح الهاء. امن لا يهدي وقرأ حفص عن عاصم ويعقوب وقرأ يعقوب بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال امن لا يهدي وفيها اكثر من قراءة فالحاصل ان الله يقرر افمن افمن يهدي الى الحق وهو الله جل وعلا احق ان يتبع امره وما دعا اليه وما امر به امن لا يهدي الا ان يهدى او الذي لا يهتدي بنفسه الا ان يهديه غيره او الا ان يهديه الله جل وعلا والجواب واضح ان الله احق ان يتبع يعني هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء هداية التوفيق واما اولئك ما يملكون هداية التوفيق بل حتى نبينا صلى الله عليه وسلم نفاها الله عنه وقال انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء قال جل وعلا فما لكم كيف تحكمون؟ ما لكم في استفهام انكار كيف تحكمون انتم؟ كيف تحكم عقولكم فتعبدون الذي لا يهدي بل هو يهدى والذي لا يملك نفعا ولا ظرا ولا يخلق كيف تعبدونه وكيف حكموا عقولكم كيف حكمتم هذا الحكم الجائر فعبدتم من لا يستحق العبادة قال جل وعلا وما يتبع اكثرهم الا ظنا هذا اكثر الكفار يتبعون ظنا اي شك ما عندهم يقين بل هم يرون من الهتهم انها ما تملك النفع والضر ولا تدافع وما يتبع اكثرهم الا ظنا ثم قال ان الظن لا يغني من الحق شيئا الظن والشك ما يظلم الحق شيئا. اتبعوا الحق لا تتبع الظنون اتبع الحق الذي لا مرية فيه وهو عبادة الله وحده لا شريك له اياك وعبادة غيره. هذه ظنون لا يجوز ان تعبد ونفسك ان تعبد مجرد ظنون واوهام قال جل وعلا ان الظن لا يغني من الحق شيئا ان الله عليم بما يفعلون عليم بما يفعلون من اتباعهم الظن وبي كفرهم وتوليهم على الحق بل وبسائر افعالهم ومنها اتباعهم للظن وما هم فيه من الضلال وهذا كله يقرر وجوب افراد الله جل وعلا بالعبادة وعدم جواز صرف شيء من العبادة لغيره ثم قال جل وعلا وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله وما كان هذا هذا للنفي لانه ما كانت تأتي للنفي وتأتي للنهي هنا ينفي ما كان هذا القرآن الذي انزلناه على عبدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان يفترى من دون الله يختلق او يقوله احد او يتكلم به احد فيصير كلامه لا هذا كلام الله لا يمكن ان يفتري احد او يقوله احد ولهذا قال جل وعلا ولكن تصديق الذي بين يديه لكن هذا القرآن تصديق يصدق الخطب التي بين يديه من التوراة والانجيل وهذا دليل انه من عند الله ما يمكن ان يفترى لو كان كلام مشترى وما الذي يدريه عن الامم السابقة وعن ما في الكتب السابقة بل هو من عند الله ولهذا يصدق ويدل على الكتب السابقة التي انزلها الله. وهذا دليل انه من عند الله وليس من عند احد سواه قال جل وعلا ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب تفصيل التوظيح والتبيين والتجلية والكتاب قال ابن جرير الطبري وتبيان وتبيان الكتاب الذي كتبه الله على امة محمد وفرائضه التي فرضها عليهم اذا هذا معنى الكتاب تفصيل الكتاب يعني تفصيل الكتاب الذي كتبه الله التشريع الشرع الذي كتبه الله على هذه الامة. فالقرآن يفصل الاحكام الشرعية ما كتبه الله علينا من الاحكام في القرآن يفصل ذلك ويوضحه ويبين ويبينه. فهو مصدق للكتب التي قبله ويفصل الكتاب اي ما كتبه الله علينا من الشرائع ويبينها لنا قال جل وعلا لا ريب فيه من رب العالمين. اما لا ريب لا شك فيه لا شك انه من رب العالمين. كيف يفترى من دون الله لا يمكن بل هو كلام رب العالمين تكلم به النبي تكلم الله به بحرف وصوت وسمعه منه جبريل وسمعه وسمعه منه نبينا صلى الله عليه واله وسلم قال جل وعلا ام يقولون اشتراه استفهام انكاري يقولون انه اشتراه من دون الله هذا هذا من عند محمد هذا اساطير الاولين هذه اساطير اكتتبها هو الذي اتى بها من عنده. ام يقولون افتراه؟ قل فاتوا بسورة مثله وهذا التحدي في مرحلته الثالثة لان الله تحداهم في مسألة الاتيان مثل القرآن في ثلاث مراحل وكلها عجزوا عنها بدأ معاهم بالاشق ثم الاخف ثم الاخف فقال اه قال ام يقولون نعم ام يقولون اشتراه فاتوا نعم هذه قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرة لو تعاونت الجن والانس واهل السماوات واهل الاراضين على ان يأتوا بمثل القرآن كامل ما يستطيعون فما استطاعوا كفار قريش بل جاء في كتاب جاء في القرآن يعني صريحا الان انا غابت عني الاية ان الله يعني طالبهم ان يأتوا بكتاب مثله نعم فاتوا بكتاب من عند الله ما استطاعوا ثم انتقل معهم الى ان يأتوا بعشر سور كما في سورة هود ام يقول انك تراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين فلم يستطيعوا فقال لهذه الاية وهذا المقام ثالثا الاخير فاتوا بسورة مثله او بسورة من مثله باية اخرى فعجزوا ما استطاعوا يأتون بالكتاب بكتاب مثله ولا بعشر سور فقط وما ولم يأتوا بسورة واحدة فكيف يكون مفترى افطروا ان كنتم صادقين انه افترن لا والله ليس مفترض هذا كلام رب العالمين ولهذا ما يستطيعون ان يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا مؤيدا معينا له اذا هو كلام الله قال جل وعلا ام يقول مفتراه؟ قل فاتوا بسورة مثلي وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين. وادعوا من استطعتم ان يعينكم على الاتيان بسورة مثله ادعوا من شئتم حتى يعينكم ويساعدكم في الاتيان بسورة مثله من شئتم هذا تحدي ان كنتم صادقين انكم تستطيعون ان تأتوا بمثله لكن ما يستطيعون هم كذبة قال جل وعلا بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه يقول ابن كثير بل كذب هؤلاء بالقرآن ولم يفهموه ولا عرفوه لم يحيطوا بانه اصلا ما علموه حق العلم ولا احاطوا بمعرفته وعلمه فهم كذبوا به وهذا من اقامة ربنا جل وعلا الحجة على الكفار كفار قريش معرضون جلى لهم امر القرآن حتى اقروا واستقر في نفوسهم انه كلام رب العالمين. لكن ابوا على وبقوا على شركهم اي ما في فائدة ليس قصدهم انهم ما يعرفون الحق ولهذا هم كذبوا به وهم لم يحيطوا بعلمه. لم يعلموه علما حتى يفقهوا ويعرفون ما فيه او يعرفون حقيقته ولما يأتيهم تأويله قال الطبري ولما يأتيهم تأويله بعد ولما يأتيهم بعد بيان ما ما يؤول اليه ذلك الوعيد الذي توعدهم الله في هذا القرآن ولم يأتي تأويله. التأويل يطلق اطلاقان في القرآن بمعنى التفسير وبمعنى ما يؤول اليه الامر هذا تأويل رؤياي من قبل هي يعني ما ال اليه تفسير الرؤيا ويأتي بمعنى التفسير ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق احسن تفسير هنا نعم وما يعلم تأويله الا الله فالحاصل ان المراد هنا بالتأويل اي حقيقة الامر الذي وعدكم الله. فالله توعدهم بالنار وبالعذاب وهم مكذبون وعظون. قال لما يأتيكم تأويله الى الان ما جاءكم العذاب تفسيره وبيانه وحقيقة ما اخبر الله به من العذاب والنكال الذي سيقع بكم ما جاء الى الان الان جاءكم الوعيد والتحذير ولهذا قال ولما يأتيهم تأويله ثم قال كذلك كذب الذين من قبلهم مثل ما كذب كفار قريش وقومك يا نبينا بهذا القرآن هم شابهوا من كان قبلهم من الامم السابقة من بني اسرائيل وغيرهم كذبوا انبيائهم وكذبوا كتبهم كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين فانظر واعتبر وهو امر النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك لقومه. كيف كان عاقبة المكذبين كيف كان عاقبة الظالمين الذين كذبوا انبيائهم وكذبوا بكتب انبيائهم كانت عاقبتهم ان الله عز وجل اخذهم اخذ عزيز مقتدر واحل بهم عقوبته وانزل بهم العذاب. افلا يعتبر قومك فيحذرون ان يصيبهم ما اصابهم وهم الظالمون كانت عاقبة الظالمين والظالمين هنا الكافرين. ان الشرك لظلم عظيم كانت عاقبتهم العذاب والنكال قال ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به. ومنه اي من قومك يا نبينا من قريش من يؤمن بهذا القرآن ويتبعه ويعمل بما فيه ومنهم من لا يؤمن به ولا يصدقه ولا يعمل بما فيه ثم قال وربك اعلم بالمفسدين المفسدين غاية الإفساد وهم المكذبون الذين لا يصدقون بكلامي بهذا القرآن بكلامنا فالله عليم بهم وسيجازيهم على عملهم ويأخذهم اخذ عزيز مقتدر ثم قال جل وعلا وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم ان كذبوك وردوا عليك ما جئتهم به وما ارسلناك به من الحق وهذا القرآن كذبوك وابوا ان يقبلوا منك فقل لي عملي ولكم عملكم كل نفس بباكيسة رهينة انا ما اجازعنكم وانتم ما تجزون عني انتم تجازون بتكذيبكم عدم قبولكم ولا اجازئا عن عملكم وهذا من رحمة الله انهم ليس على الداعية الا الدعوة ليس عليك هداهم لو كان لابد ان يؤمن الناس وقع الانسان في حرج لكن عليك البلاغ النذارة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقط هذا الذي عليك ما يهتدي الخلق او لا يهتدون الحمد لله ان الله ما وكل هذا الينا ولهذا لا تسأل عنهم ولا يسألون عنك قال الله عز وجل وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريئ مما تعملون قال الطبري في تفسيره اي لكم عملكم وتؤخذون به نعم اوليس هو كلام الطبري؟ كان بعض المفسرين الطبري كلامه سيأتي اي لكم عملكم تجازون به وانا لي عملي اجازى به فلا تكسب كل نفس الا عليها. ولا تزر وازرة وزر اخرى قال ابن كثير يقول تعالى لنبيه وان كذبك هؤلاء المشركون فتبرأ منهم ومن عملهم فقل لعملي ولكم عملكم كما قوله تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد الى اخرها وقال ابراهيم واتباعه لقومهم المشركين انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده ثم قال جل وعلا نعم عبارة ابن جرير قال انتم بريئون مما اعملون وانا بريئ مما تعملون قال وانا قال لا لا تؤخذون بجريرتي ولا اوخذ ولا اؤاخذ بجريرة عملكم وهي بمعنى ما ذكرنا ثم قال ومنهم من يستمعون اليك افانت تجمع الصم ولو كانوا لا يعقلون مين هؤلاء الكفار من يستمعون اليك حين نزول القرآن يستمعون اليك استماع من يرجو منك ان تسمعه وان تهديه لهذا قال يبقى الطبري من هؤلاء من يستمعوا الى قوله افانت تسمع الصم؟ يقول افانت تخلق لهم السمع لو كانوا لا سمع لهم يعقلون به ام انا وانما هذا اعلام من الله عباده ان التوفيق للايمان بيده لا الى احد سواه فانت ما تستطيع ان تسمعه هم يستمعون اليه لكن انت لا تسمع الصم هؤلاء صم عن سماع الحق اذانهم قد صمت يسمعون الصوت لكن سماع الحق سماع التفهم الذي يقوده من الحق حرموا ولو كانوا لا يعقلون صم ولا يعقلون ما تقول ولا يدرون لا يمكن ان تهديهم اذا الذي يسمع ويهدي هو الله والهداية ملكه وبيده جل وعلا ثم قال ومنهم من ينظر اليك افانت تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون؟ قال الطبري في قوله فيما مضى قال ينظر اليك يا محمد ويرى اعلام اعلامك وحججك على نبوتك ولكن قد سلبه الله التوفيق فلا يهتدي ولا تقدر تهديه كما لا تقدر ان تحدث لي الاعمى بصرا يهتدي به هذا تقريبا تقرير ابن جرير ابن كثير يقول ومنهم من يستمع اليك اي يسمعون كلامك الحسن والقرآن العظيم والاحاديث الصحيحة الفصيحة النافعة في القلوب والاديان والابدان وفي هذا كفاية عظيمة ولكن ليس ذلك اليك ولا اليهم فانك لا تقدر على اسماع الاصم وهو الاطرش فكذلك لا تقدر على هداية هؤلاء الا ان يشاء الله اذا هذا معنى الاية وان كان ظاهرها انك انك لا تسمع الاصم ولا تهدي العمي لك المراد نفي قدرة النبي صلى الله عليه وسلم على هدايتهم على اسماعهم الحق السماع الذي يؤمنون من خلاله فيكون من المؤمنين او الهداية التي يهتدون بها الحق فيؤمنون هذا ملك الله جل وعلا قال ومنهم من ينظر اليك افانت تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون ثم قال ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون ان الله لا يظلم الناس شيئا لا لا يفعل بالخلق ولا يؤاخذهم بما لا يستحقون لا الكافر ولا المؤمن الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الا الله اشهد ان اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الله اكبر الله اكبر لا اله صلي على اذا الله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا لا الكافر ولا المؤمن فلا يظلمهم شيئا من اعمالهم ولا يظلمهم شيئا بان يجعل عليهم شيئا لم يفعلوه ولهذا قول بعض الناس ظلمني فلان ظلمه الله هذا منكر ظلمني فلان الله يظلمه نعوذ بالله ان الله لا يظلم الناس شيئا شيئا هنا نكرا في سياق النفي تدل على العموم هذا من العبارات الخاطئة عند عامة الناس بعض الناس وربما اوتي هو من قبل انه يريد ان الله سبحانه وتعالى يسند كل شيء الى الله يقول ظلمني ظلمه الله لا الله ما يظلم قل غشني غشه الله ما يغش حسدني حسده الله. الله ما يحسد اكلني اكله الله الله ما يأكل لعب علي الله يلعب عليه الله ما يلعب تقول له عبارات سيئة ما تجوز في حق الله جل وعلا لان الله جل وعلا منزه عن صفات النقص هذا نقص او الخيانة يقول خانني فلان اه والله اخون من خان هذا كله منكر والله منزه عنه ومن العبارات السيئة ما تليق بحق الله جل وعلا ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون والله جل وعلا لا يظلم الناس ولا يعاقهم بما لم يعملوا ولكن هم يظلمون انفسهم بارتكابهم لما حرم الله عليهم فاذا ظلموا انفسهم عند ذلك تحصل المؤاخذة بسبب اعمالهم ثم قال جل وعلا واما نعم ويوم يحشرهم قبل ذلك نعم ويوم يحشرهم كان لم يلبثوا الا ساعة من النهار يعني واذكر يوما او حين يحشرهم يحشر الله جل وعلا الكفار والذي يظهر انه للناس كلهم وان كان السياق في الكفار لكن واذكر يوم يحشر الله جميع الناس يوم القيامة كان لم يلبثوا الا ساعة من النهار كأنهم قبل ذلك ما لبثوا ولا بقوا في هذه الدنيا الا ساعة واحدة يتعارفون بينهم ثم انقطعت هذه المعرفة هذا تقليل لشأن الدنيا يا اخوان الدنيا كلها كأنها عشية او ضحاها كأنها ساعة مهما طالت الايام فكيف يقدم الانسان هذا الشيء اليسير القليل الفاني الذي فيه النكد يستبدله بالخير بالايمان والتقوى حتى يكون ممن يدخله الله الجنة ويخلده فيها هذا خبر من الله جل وعلا وان كان خبر لكنه يحث في حث لنا حظ استعداد حذر قال ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من النهار. قال الطبري كأنهم قبل ذلك لم يلبثوا الا ساعة من نهار يتعارفون فيما بينهم ثم انقطعت المعرفة الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم ثم انقطعت هذه المعرفة. ولهذا قال قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين سيحشرهم وكل ما مر معهم ما كأنه الا ساعة ولكن بعد حشرهم هم صيغان قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله كذبوا باليوم الاخر بالبعث بالنشور بالقيامة خسروا اشد الخسارة لانهم خسروا انفسهم فبدل نعيم الجنة صاروا في عذاب النار وعذاب السعير خسروا انفسهم نعم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين ما كانوا مهتدين هداية التوفيق بل كانوا على الضلال والكفر وهدى لان الله عز وجل لا يظلمهم وانما يؤاخذهم باعمالهم ثم قال جل وعلا واما نريينك بعض الذين عيدوهم او لتوفينك يخاطب الله عز وجل نبيه قال واما نريينك الذي نعده وهو الانتقام من كفار قريش من هؤلاء الكفار الذين عارضوك وحادوك وفعلوا ما فعلوا اما نرينك بعض الذين عدهم في حياتك فتقر عينك بذلك او لتوفينك الينا او نتوفينك فنميت قبل ان ننتقم منهم فالينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون الذي تصبير من الله جل وعلا لنبيه هؤلاء المكذبين هؤلاء المكذبون الضالون الذين كذبوك واساءوا اليك كفروا بالله اما ان نأخذهم بالعذاب وانت حي وترى ذلك او نتوفاك ونميتك قبل ان نحل بهم العقوبة لكن وان حصل هذا فالينا مرجعه مآلهم الينا ومرجعهم الينا وسيقفون بين يدي الله وسيجازيهم على اعمالهم. ولهذا قال ثم الله شهيد على ما يفعلون. شهيد شاهد لذلك يشهده ويراه ويبصره شهيد على اعمالهم التي عملوها ما يخفى عليه شيء منها على ما يفعلون وهذا فيه نوع تهديد او فيه تهديد وتخويف وفيه ايضا تسلية نوع تسلية للنبي صلى الله عليه واله وسلم ثم قال جل وعلا ولكل امة رسول ولكل امة من الامم السابقة رسول ارسله الله اليهم كما قال جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وان من امة الا خالاتها نذير فقد عمت الرسالة الامم كلها لان الله جل وعلا لا احد احب اليه العذر من الله فاقام عليهم حجته الرسالية. اذا ولكل امة رسول ارسلته اليهم واقمت عليهم حجة فاذا جاء رسولهم اوذي بينهم بالقسط هذا يوم القيامة فاذا جاء رسولهم يوم القيامة قضي بينهم بالقسط بالعدل وهم لا يظلمون شيئا وهم لا يظلمون اي شيء من الاشياء. قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن كفر هؤلاء نعم قال يقول ولكل امة رسول قال مجاهد يعني يوم القيامة قضي بينهم بالقصر وهم لا يظلمون قال كقوله واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون فكل امة تعرض على الله بحضرة رسولها وكتاب اعمالها من خير وشر. موضوع شاهد عليهم وحفظتهم من الملائكة شهود ايضا امة بعد امة وهذه الامة الشريفة وان كانت اخر الامم في الخلق الا انها اول الامم يوم القيامة يفصل بينهم ويقضى لهم كما جاء في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الاخرون السابقون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق فامته انما حازت قصب السب بشرف رسولها صلوات الله وسلامه عليه دائما الى يوم الدين اذا ظاهر كلام المؤلف ابن كثير وهو كلام مجاهد ان هذا يوم القيامة في كل امة رسول اه نعم فاذا جاء رسولهم مجيئه يوم القيامة وليس في الدنيا وهذا الواقع يدل عليه. لكن كل امة خلى فيهم نذير وارسل اليهم رسول لكن مجازاتهم والقضاء بينهم لا يكون الا يوم القيامة فقضي بينهم بين هذه الامم بالقسط والعدل بدون ظلم وهم لا يظلمون شيئا لان الله حكم العدل ثم قال جل وعلا ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين هذا انكار من قريش للبعث لان الاية السابقة تدل على البعث التي قبلها تدل على البعث والنشور وهم مكذبون بالبعث والنشور وبيوم القيامة لا يصدقون بهذا. ولهذا قالوا قال الله عنهم ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين متى هذا الوعد يوم نبعث ونحشر ما ما رأينا شيء ان كنتم صادقين اي انت ومن معك يا محمد لان اصحابه يقررون ما يقرره صلى الله عليه وسلم ويعتقدون ما يعتقده وهذا من كفرهم وعتوهم قال جل وعلا قل لا قل لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا. قل لهم يا نبينا لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا الا ما شاء الله لا املك انني انفع نفسي ولا اضرها الا اذا شاء الله ان انفع نفسي بشيء فشاء لي ذلك وقدره فاذن لي واذن لي فيه لان الامر بيده وهو الرب وهو المعبود ولهذا هذا يتضمن بيان ان ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك شيئا في امر القيامة ويبين لهم انه عبد ورسول والامر امر الله وهو الاله وهو المعبود وهو المتصرف جل وعلا ثم قال قل لا املك لنفسي ضرا ولا نهى الا ما شاء الله قال الطبري الا ما شاء الله فاجلبه الى نفسي باذن ربي كان يفسد الاستثناء لكل امة اجل قرر لهم ان كل امة لها اجل لها وقت لها موعد لابد من ان تلقاه فاذا جاء اجلهم فلا يستأثرون سعته ولا يستقدمون. اذا جاءهم هذا الاجل لا يمكن ان ان يستقدموا ان يستغفرون عنه ساعة من الزمن والساعة في عرف القرآن والسنة تطلق على الوقت القليل والكثير ليس ساعة يعني ستين دقيقة قد تطلق على لحظة وقد تطلق على وقت اطول فلكل امة ساعة لا يستأخرون ما يتأخرون عنها شيئا ابدا ولا يتقدمون عليها تكذيبكم وقولكم متى هذا الوعد؟ انا لا املك هذا الامر لله هذا محدد ومؤجل عند الله جل وعلا. فاذا جاء لا تستأخرون عنه ولا ولا تتقدموا ثم قال جل وعلا قل ارأيت؟ قل ارأيتم ان اتاكم عذابه بياتا او نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون ارأيتم تقرير ان اتاكم عذاب الله بياتا والبيات يعني في الليل بياتا يعني يبيتون للعذاب بالعذاب في الليل منه البيتوتة او نهارا ضحى وهم يلعبون لان الله على كل شيء قدير ولا يعجزه شيء فان شاء احل بكم العذاب بالليل وان شاء احل لكم احل بكم العذاب منها ماذا يستعجل منه المجرمون قالوا هذا استفهام معناه التهويل والتعظيم كما يقول القرطبي ليعظم امر هذا هذا العذاب الذي سيأتي مهيل مخيف ماذا تستعجلون انتم ولهذا قال ماذا يستعجل منه المجرمون قال الطبري او في الاية التي بعدها ماذا يستعينونه المجرمون قل اثم اثم اذا ما وقع اثم اذا ما وقع امنتم به الان وقد كنتم به تستعجلون يقول الطبري اهنالك؟ يقول اثم هنا بمعنى اهنالك وليست بمعنى ثم العاطفة. يقول اهنالك اذا وقع عذاب الله بكم ايها المشركون صدقتم به في حال لا لا تنفعكم ثم اذا ما وقع يعني نزل بكم العذاب وحل بكم يوم القيامة العذاب امنتم وصدقتم انه انكم تبعثون وانكم تعذبون الان ما ينفعكم الامام في تلك اللحظات في ذلك الزمن في ذلك الوقت انت هتاكليه في الدنيا قال انا وقد كنتم به تستعجلون يقولون متى هذا الوعد وان كنتم صادقين؟ في الدنيا كانوا من شدة تكذيبهم يستعجلون. متى ليتنا به ان كنت صادقا يستعيذون يستحثون النبي صلى الله عليه وسلم فحينما يحل بهم هذه حالهم ان الله جل وعلا يقول اثم اذا ما وقع بكم العذاب الذي كنتم تستعجلون. امنتم وصدقتم وخذهم انه حق الان. الان الان ما ينفعكم هذا وقت الابتلاء والتصديق والايمان هو في الدنيا وليس في الاخرة الاخرة جزاء وقد كنتم به يستعجلون بهذا بهذا العذاب وبهذا بهذه الساعة وبهذا اليوم كما قال في ممر ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد يهجزون الا بما كنتم تكسبون ثم قيل لهم بعد ان حسبوا وحل بهم العذاب وجوزوا على اعمالهم ذوقوا وهذا دليل للذين ظلموا يعني الذين كفروا العشق. ان الشرك لظلم عظيم. بدل انهم يذوقون نعوذ بالله طعمه ويحسون به اشد الاحساس ذوقوا العذاب ذوقوا عذاب الخلد عذاب تخلدون فيه ما ينتهي ما ينتهي خالدين فيها لهذا قال عذاب الخلد هل تجزون الا بما كنتم تكسبون استفهام تقرير هل تجزون الا بما كنتم تكسبون من الاعمال؟ يعني هذا العذاب الذي يحل بكم لا تظلمون فيه وانما يجازون باعمالكم التي كنتم تعملونها. من يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ونسأل الان السؤال هنا الله ان الاسئلة صعبة طيب يقول الله جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة اذكر التفسير الصحيح للاية مع ذكر الدليل عليه اذكر الدليل التفسير الصحيح مع ذكر الدليل عليه يا شيخ فلاح ما تختار احد تسنحوا لك احد نعم انت يا اخي ايه نعم هذا الدليل ما في دليل من السنة لكم موعد اختصرت شوي قال فيكشف والله انا ودنا نعطيك اجازة وانت مشكلة انت طيب على كل حال ان شاء الله الجواب الصحيح من حيث الجملة انه يجوز رواية الحديث بالمعنى والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على من عبده ورسوله