ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فالحمد لله الذي من علينا وعليكم باللقاء في هذه الدورة المباركة دورة الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه هي دورة مباركة ولو لم يحصل الا هذا الاجتماع واللقاء بالاخوة فهو خير عظيم مع ما يحصل ولله الحمد من العلم الشرعي تعلما وتعليما هذه من نعم الله علينا وهي من النعم التي يجب علينا ان نشكر الله عليها فكم من الناس لا يحضر مثل هذه الدورة وربما يقضي مثل هذه الساعات في امور في امور مباحة ان لم تكن في معصية والتوفيق لله اولا واخرا. فهو الذي يصطفي عبده ويوفقه وكل شيء منه سبحانه وتعالى. فالحمد لله على ذلك اذكر لان الذكرى تنفع المؤمنين اوصي نفسي واخواني باحتساب هذا الوقت الذي نقضيه هنا منذ ان يخرج الانسان من بيته ويقول الاذكار الواردة اذكار الخروج كذلك يضمر في قلبه انه ذاهب لطلب العلم او انه سالك طريقا للعلم ويحتسب على الله ايضا الاعتكاف المدة التي يبقاها ينوي الاعتكاف في ذلك كما هو رأي جمهور اهل العلم ان الاعتكاف لا حد لاقله. سبق ذكرت لكم قول شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله. يقول انه عم يعتكف يقول هذه سنة ان ان ينوي الاعتكاف اذا دخل المسجد ايضا لا تنسى ان تنوي اه بقلبك انك تنتظر الصلاة بعد ان صليت هذه الصلاة لان انتظار الصلاة بعد الصلاة هو الرباط هو الرباط هو الرباط رفاق في سبيل الله ايضا مثل هذه الساعة من جلس بعد العصر يذكر الله عز وجل حتى تغرب الشمس فله من الاجر الشيء العظيم كما جاء في الحديث المهم عليكم باحتساب النية هذه لا تحتاج الا عقد القلوب دون ان يعني يتكلم الانسان بكلام وانما يكفي ان ينوي الى غير ذلك من الاعمال الصالحة وقبل ان ابدأ لان ان سمعتم كما سمعنا اثناء الصلاة هناك احد الاخوة هاتفه يهتف اكثر من مرة ولم يطفئه وهذا خطأ لامور الامر الاول ان التشويش على المصلين امر لا يجوز. ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم امر من اكل ثوما او بصلا لا يقرب المسجد الامر الثاني انا اخشى ان يكون هذا الاخ قصده يخشى اذا تحرك ان يبطل صلاته. وهذا موجود في مذهب ابي حنيفة وغيره من اهل العلم والصواب ان الحركة في الصلاة من اجل مصلحتها انها سنة فنقول مباحة فقط بل سنة والدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري وغيره صلى صلاة الظهر او العصر باصحابه وهو يحمل امامة بنتي زينب بنت بنته كان يحملها على منكبه فاذا اراد الركوع انزلها في الارض واذا ارادوا القيام يحملها ويضعها على منكبه. هذا اكثر عملا ولا اطفاء الجوال اي وثبت ايظا عنه انه اول ما اتخذ المنبر انه كبر وهو في على الارض ثم صعد ثلاث درجات ثم استقر فوق المنبر ثم ركع وسجى ثم ركع ثم لما اراد سجود رجع القهقرة ثلاث درجات ثم تأخر ايضا وسجد في اصل المنبر في الركعات الاربع كلها يصعد الدرجات ثم ينزل هادي حركة ولا لا؟ نعم حركة وثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال اقتلوا الاسودين في الصلاة. الحية والعقرب هذه حركة ثبت انه فتح الباب لعائشة وثبت انه اذا اراد ان يسجد عائشة معترضة بين يديه غمز رجلها والادلة في هذا كثيرة فالحركة لصالح الصلاة سنة وخاصة مثل هذا انه يحصل تشويش على المصلين وادهى وامر ان بعض الناس يضعوا على الموسيقى في بيت من بيوت الله والناس يصلون فالانسان يتفقه في دينه يطفئ مثل هذا ولا تشوش على اخوانك والحمد لله ادخال اليد واخراجه مع ان الاولى بالانسان يصمته اصلا اذا دخل اما يسكته او ثمتوا اذا دخل لان هذا هذا الوقت وقت الاتصال بالله جل وعلا. الصلاة صلة بين العبد وبين ربه. اسأل الله ان يوفق الجميع للعلم النافع العمل الصالح آآ كنا توقفنا في الدورة الماضية عند اول سورة هود وقبل ان نبدأ بتفسيرها نذكر بعض المعلومات التي تتعلق بهذه السورة. فاولا اسمها اسمها سورة هود وهذا هو الاسم الذي عرفت فيه في كتب التفسير كتب السنة ولا يعرف لها ولا يعرف لها اسما غير هذا الاسم. بل قد جاء في السنة ما يدل على هذا الاسم وهو الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن ابن عباس ان ابا بكر الصديق رضي الله عن الصحابة اجمعين قال يا رسول الله اني اراك شبتا قال شيبتني هود واخواتها بعض الروايات ذكر اسماءها قال شيبتني هود واخواتها والحديث صححه الشيخ الالباني وغيره اذا هذا اسمها وانما سميته قالوا لتكرر ذكر اسم هود فيها خمس مرات بهذه السورة وايضا لان الله ذكر قصصه في هذه السورة اكثر من اي سورة اخرى ومحاورته لقومه نوعها مكية على قول جمهور اهل العلم هي مكية بمعنى انها نزلت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وهناك من استثنى جاء عن ابن عباس وابن الزبير انهما قالا هي مكية الا اية واحدة وهي قوله فاقم الصلاة طرفي النهار الاية وجاء ايضا عن ابن عطية انه قال استثنى منها ثلاث ايات مدنية فذكر هذه الاية وذكر قوله جل وعلا فلعلك تارك ما يوحى اليك وذكر قوله افمن كان على بينة من ربه نزلت في عبد الله بن سلام والصواب على القاعدة التي سبق ان قررناها اكثر من مرة ان السورة تأخذ حكما واحدا اذا قيل هذه السورة مكية فالاصل انها مكية او مدنية فالاصل ان جميعها مدنية الا اذا قامت دليل الصحيح عن الاستثناء الا اذا قام الدليل الصحيح على الاستثناء ولم يرد دليل صحيح على استثناء شيء منها فهذه السورة مكية اي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة او قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم واما ترتيبها في النزول فهي الثانية والخمسون قالوا ان ترتيبها في النزول هي الثانية والخمسون نزلت بعد سورة يونس وقبل سورة يوسف يعني على ترتيبها في المصحف من حيث ما قبلها وما بعدها. لكن ترتيب السور لا هي الثانية والخمسون اه وعدد اياتها في العد المدني مئة واحدى وعشرون اية وفي العد الشامي مئة واثنتان وعشرون اية وفي العد الكوفي اه مئة وثلاث وعشرون اية وسبق ان نبهت على ان اختلافهم في العدد لا يعني الاختلاف في القرآن لأ لكن منهم من يعد هذه الاية اية واحدة مثلا والاخر يعدها ايتين فقط هذا هو الاختلاف والا القرآن هو هو لا يزيد فيه حرف ولا ينقص منه حرف آآ ما ورد في فضلها آآ يكفي فضلا انها من كلام رب العالمين فهي كلام الله صفة الله هي تنزيل من حكيم حميد ومما جاء مما يدل على فضلها الحديث الذي سبق ان اشرنا اليه وهو مروة. الترمذي والدارقطني والحاكم والطبراني وغيرهم عن ابي بكر قال شبت يا رسول الله قال شيبتني هود واخواتها وجاء الحديث بالفاظ اخرى غير هذه فبعد ذلك نبدأ بالكلام على السورة فنقول وبالله نقول يقول الله جل وعلا الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن من لدن حكيم خبير سبقوا الكلام على الحروف المقطعة وانه يقال فيها الله اعلم بمراده منها والحكمة او ومن حكمها التحدي والاعجاز لفصحاء العرب كانه يقول القرآن مركب من هذه الحروف التي تتكلمون انتم بها ولا تستطيعون ان تأتوا بمثل هذا القرآن كما سيأتي ان الله تحداهم ان يأتوا بمثله او بعشر سور او بسورة من مثله فما يستطيعون وهذا قول الجمهور وبعضهم يقول هو قول الصحابه الخلفاء قول الخلفاء الراشدين الله اعلم بمراده منها. ثم قال جل وعلا كتاب حكمت اياته كتاب اعربه بعضهم كتاب بانه مبتلى على خلاف على الحروف المقطعة يعني تدخل في الاعراب ام لا؟ فمن قال انها تعرب؟ قال هي خضر. كتاب خبر لالف لام باء. واكثر اهل العلم على انهم لا يعدونه له موقع من الاعراب الحروف المقطعة. ولهذا هناك قولان اخران منهم من قال كتاب احكمت اياته كتاب خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا كتاب هذا كتاب وقال بعضهم بل هو مبتدأ كتاب مبتدأ واحكمت اياته خبره كتاب محكم قالوا فلان راء كتاب احكمت اياته. والمراد بالكتاب هو القرآن وكما تلاحظون هنا نحن ذكرنا ان ابن كثير اه ابن كثير ابن كثير او غيره ذكر ان مما يدل على ان هذه الحروف المقطعة للتحدي والاعجاز انه يعقب او يأتي بعد كل حروف مقطعة ذكر القرآن نصا او معنى قال الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق هنا الف لام راء كتاب كافحة يا عين صاد طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى صاد والقرآن الى غيرها من الايات يمكن هناك سورة او شيء مع انه يمكن يعني حملها وتأويلها على انها دلت على معنى الكتاب والا في الاعم الاغلبية يأتي بعد هذه الحروف المقطعة ذكر القرآن فهو دليل على التحدي والاعجاز والله اعلم. قال جل وعلا كتاب احكمت اياته الاحكام في الاصل هو الاتقان الاصل في الاحكام هو الاتقان ومعناه في الاية كما قال قتادة احكمت اي جعلت محكمة كلها لا خلل فيها ولا باطل فاياته محكمة ايات هذا القرآن محكمة لا خلل فيها ولا نقص بوجه من الوجوه ولعله سبق ان ذكرنا ان الاحكام والتشابه في القرآن يطلق باعتبارين باعتبار ان القرآن كله محكم وكله باعتبار ان كله محكم وبعضه وباعتبار ان بعضه متشابه باعتبار ان بعضه محكم وبعضه متشابه او انه محكم كله متشابه كله وبينا وجه الجمع ان القول بانها احكمت ان القرآن محكم كله محكم من اوله لاخره واحكمه الله وهو في غاية الاحكام لا نقص ولا خلل فيه وكذلك كله متشابه في الكمال والاحكام فيشبه بعضه بعضا في الجودة وفي علو شأنه وفي احكامه وفي انه من رب العالمين. و جاء في سورة ال عمران ذكرنا هذا انه جاء ان بعض الايات من القرآن متشابهة هو الذي انزل عليك الكتاب والذي عليه انزل عليك الكتاب منه ايات محكمة منه ايات محكمة. هن ام الكتاب. واخر متشابهة قالوا هنا التشابه انه يشبه فهمها ومعناها على البعض فيحتاج الى ان يرد الى الراسخين في العلم حتى يعرف وجهها ولا يقع في الزيغ والشك كما وقعت الخوارج حينما كفروا الكبائر اخذا من بعض دلالات الايات التي لا تدل على ما ذهبوا اليه فالحاصل ان القرآن كله محكم وهنا الاحكام شامل احكمت اياته ثم فصلت. التفصيل هو التوضيح والبيان وهو مشتق من الفصل بمعنى التفريق بين الشيء وغيره بما يميزه فهذا القرآن احكمت اياته ثم فصلت وبينت ووظحت من لدن حكيم خبير من عند الله فهو الحكيم في اقواله وافعاله واحكامه واقداره فكل شيء لحكمة وهو الخبير العليم ببواطن الامور وما تصير اليه وختم هذه الاية بهذين الاسمين العظيمين لبياني ولاثبات ان هذا القرآن في غاية الاحكام مع التفصيل النافع لانه من الحكيم الخبير فلا يبقى في النفس منه شيء بل يجب ان يؤمن بجميعه لانه من لدن حكيم خبير جل وعلا ثم قال جل وعلا الا تعبدوا الا الله. الا تعبدوا اصلها ان لا تعبدوا ادمت النون باللام قالوا ام هنا تفسيرية فهي تفسر هذا الاحكام وهذا التفصيل ايضا فهو محكم ومفصل وهذا هو تفصيله لان القرآن جاء بوجوب عبادة الله وحده لا شريك له وتحريم عبادة من سواه قال الا تعبدوا الا الله. والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة والمراد الا تعبدوا الا تتقربوا بشيء من العبادات الا لله وحده لا شريك له ولا يجوز صرف شيء منها لغير اي لله الا الا الله وهذا هو معنى لا اله الا الله لا تعبدوا هذا هو النفي لا اله نافيا العبادة عما سوى الله والا الله اثبات خاص اثبات خاص كل مرة تقرير ان معنى لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله لان المعبودات كثيرة لكن معبودة بالباطل والاثم والعدوان لا حق لها في العبادة. فهنا يقرر جل وعلا يقول لا تعبدوا عباده وهذا نهي عام ومتضمن للنفي العام والا الله اثبات خاص فهو ينفي العبادة عما سوى الله وينهى ان يتخذ ان يعبد احد معه وان العبادة له وحده لا شريك له وهذا عليه مدار الامر هذا عليه مدار الامر وهو افراد الله بالعبادة واخلاص العبادة لله وحده لا شريك له وعدم صرف شيء منها لغيره جل وعلا ان لا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير امره ان يخبر الناس انني لكم يعني نفسه صلى الله عليه وسلم نذير وبشير والنذير الاصل فيه المخبر او المحذر من شيء يضر واصله يعني في كلام العرب الذي يخبر القوم بقدوم عدوهم. النذير العريان الاصل في النذير هو الذي يخبر يعني باستعمال العرب الذي يخبر قوما بمجيء عدوهم هنا المراد به اني منذركم اي مخوفكم ومحذركم من عذاب اليم ان لم تؤمنوا بما جئتكم به من هذا القرآن وهذا الدين العظيم فالنبي صلى الله عليه وسلم منذر لمن عصاه ولم يدخل في دينه منذر له بماذا؟ مخوف له من النار ومن العذاب الشديد وهو ايظا بشير يبشر بالثواب العظيم وهي الجنة لمن امن به وبما جاء به واتبعه صلى الله عليه واله وسلم آآ وكما مر معنا مرارا ان البشارة قيل لها كذا قيل لها ذلك لتغير بشرة الوجه بسبب ما يسمع او بسبب الخبر الذي يسمعه فان بشر بخير تهللت بشرة وجهتي ووجهي واسارير وجهي وسر بذلك وان كان بامر سوء نعوذ بالله غيرت بشرة وجهه هو يعني اسودت وظهرت ملامح الخوف عليه لكن هنا المراد بها البشارة ضد النذارة اي يبشركم بالخبر السار وهو الثواب العظيم ودخول الجنة لمن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بما جاء في كتاب الله عز وجل ثم قال جل وعلا وان استغفروا ربكم وان استغفروا هذا معطوف على قولها الا تعبدوا وهم باب عطف الجمل فيقال فيه ايضا وان استغفروا تفسيرية فكأن الا تعبدوا وان يستغفروا هذا من تفسير الاحكام من احكام هذا القرآن. فمن ذلك يعني ما جاءت به احكام جاء فيه من الاحكام المحكمة التي لا نقرأ فيها وهي وبيع وفيها تفصيل وبيان وجوب عبادة الله وحده لا شريك له عدم عبادة غيره وكذلك وجوب استغفاره والتوبة اليه ولهذا وان استغفروا ربكم معطوف على الا تعبدوا الا الله وان استغفروا الله وان استغفروا ربكم والاستغفار ام هو طلب المغفرة والاصل في الاستظهار من غفر ومنه المغفر وهو ما يستر والمراد اطلبوا من الله ستر ذنوبكم لكن يرد الاستغفار احيانا وحده واحيانا يرد الاستغفار مع التوبة كما هنا ولهذا اذا جاء الاستغفار وحده فهو يدل على طلب مغفرة الذنوب السابقة واللاحقة السابقة وما سيفعله وان جاء وان جاءا مع بعضهما فلكل منهما دلالة. قال ابن القيم رحمه الله التوبة تتضمن الاستغفار والاستغفار يتضمن التوبة وكل منهما يدخل في مسمى الاخر عند الاطلاق اذا جاء احدهما مطلقا دون غيره يعني مثل الاسلام والايمان اذا اجتمع افترقا واذا افترق اجتمعا. قال وعند اقتران احدهما بالاخر فالاستغفار طلب وقاية شر ما مضى الاستغفار طلبوا وقاية شر ما مضى والتوبة الرجوع الى الله تاب يعني رجع ارجع الى الله وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل وطلبوا وقاية شر ما يخافه في المستقبل هذا التفريق ذكر ابن القيم وتبعه عليه الشيخ ابن عثيمين فنقول ان التوبة والاستغفار اذا اجتمع افترقا واذا افترقا اجتمعا. فهنا اجتمعا وقال الله عز وجل ان استغفروا ربكم اي عما من ذنوبكم وسيئاتكم وتوبوا ثم توبوا اليه ثم تريد الترتيب والتأخير وان هذا شيء بعد ذلك يعني الاستغفار عما مضى ثم توبوا اليه اي ارجعوا اليه لان التوبة فيها الرجوع فيها معنى الرجوع واسألوه ان يقيكم شر ما سيأتي في المستقبل لان الانسان بحاجة الى الله جل وعلا في حاضره ومستقبله وان لم يعصمه الله جل وعلا ويتوب عليه فهو من الهالكين اذا على الانسان ان يجمع بين الاستغفار والتوبة جميعا فيستغفر الله عما مضى ويتوب الى الله عز وجل توبة نصوحا من الذنوب ويسأل الله ان يقيه شر ذنوبه لان القلب قد يزيغ قد يزيغ القلب نسأل الله ان يثبتنا واياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة الانسان ما يدري ماذا يختم له لكن يسأل الله جل وعلا الثبات وان يقيه شر ذنوبه ما مضى وما سيأتي لانه لابد العبد يقع في الذنوب ولابد كل بني ادم خطاء لابد سيقع في الذنب لابد قال جل وعلا وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا آآ معنى يمتعكم او قال العلماء هذه هي ثمرة الاستغفار والتوبة حسن المتاع تمتع متاعا حسنا طيب اين نحن عن هذا ما تريد ان يمتعك الله متاعا حسنا الزم التوبة والاستغفار لزوم الاستغفار والتوبة اذا اردت هذه الثمرة وهذه النتيجة لانه بعد ان ذكر او بعد ان امر بالتوبة بالاستغفار والتوبة قال يمتعكم هذا جواب الامر استغفروا يمتعكم استغفروا وتوبوا والنتيجة يمتعكم متاعا حسنا. قالوا ان يمتعكم بالمنافع من سعة الرزق ورغد العيش والاصل في الانتاح هو الاطالة. يقال امتع الله فيك ومتع الله فيك. يعني اطال عمرك على طاعته فالمراد انه يطيل اعماركم ولهذا قال بعض المفسرين يمتعهم قال يعمركم نظر الى هذا المعنى اللغوي ان الامتاع هو الاطالة. متع الله بك يعني اطال في عمرك. ومد في عمرك. فالحاصل انه يؤدي الى بطالة اعماركم وايظا تطول على طاعة الله وعلى رزق حسن ونعمة وعافية ليس في شؤم وبؤس وضيق وضنك كل هذه ثمرة التوبة والاستغفار الى الله جل وعلا. يمتعكم متاعا حسنا وصفه بانه حسن والمراد به المتاع الحسن يعني ما يدره عليكم من سعة في الرزق وصلاح في القلوب وامنة من الشر وعدم التعرض للفتن لأن الإنسان معرض لكن هذا من تمتيع الله للمؤمن. والتوحيد هو سبب الأمن. توحيده سبب الأمن نعم كما قال الله جل وعلا وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ولا يبدلنهم من بعد خوفهم امنة التوحيد يا اخوان نجاة من الشرك هذا هو سبب الامن في الدنيا والاخرة على مستوى الافراد وعلى مستوى الجماعات وطبعا الجماعات مبنية على الافراد فحقق التوحيد انت وابتعد من الشرك وابشر بالخير واذا حققت انت وفلان وفلان المجتمع مجموعة افراد ومن تحقيقه سواء في العمل او في ايوا اجتناب ظد التوحيد وعظ بيان خطر الشرك هود كل انسان يكون داعية الى الله جل وعلا بنشر التوحيد بالعمل فيه واجتناب الشرك وبالدعوة اليه والتحليل من ضده كل يوم كل بحسبه. كل بحسبه. قال جل وعلا يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى الاجل المسمى قيل هو الموت يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى عنده والمراد متاع الدنيا لكن المؤمن اذا جاء هذا الاجل انقطع عمله الا من ثلاث يتبع الميت ثلاثة ماله وولده وعمله في تمتيع الدنيا يتوقف لكن العمل لهذا الكلام هنا على المتاع الحسن الذي هو في امور الدنيا سعة الرزق والرغد ايضا مع جنة الايمان التي يجدها الانسان. لكن جنة الايمان ما تنقطع ينتقل الى نعيم اعظم ولهذا قال الى اجل مسمى والاجل المسمى هو الموت على قول كثير من المفسرين وقيل المراد به يوم القيامة معنى مسمى يعني مسمى عند الله مقدر مؤجل والاظهر والله اعلم ان المراد به انه الموت لان الانسان اذا مات انقطع عمله ترك اهله وولده فلا يمتع فيهم بعدها الموت. اللهم الا ما قدمه من عمل صالح اذا مات المؤذن انقطع عمله الا من ثلاث ولد صالح وصدقة اجراها وعلم ينتفع به. قال جل وعلا ويؤتي كل ذي فضل فضله قال بعض المفسرين يمتعكم متاعا حسنا هذه الدنيا وهو ما يدره عليكم من الرزق والطمأنينة والخيب والسعة ويأتي كل ذي فضل فضله قال هذا في الاخرة فيأتي فيؤتي كل ذي فضل فظله اي ثوابه. لان الناس يتفاوتون في الطاعة وفي العبادة فالله جل وعلا يؤتي كل ذي فضل فضله ما يناسبه. قال بعض المفسرين هي قوله جل وعلا من جاء بالحسنة فله عشر امثالها رجع في الحديث الى سبع مئة ضعف فالله جل وعلا يؤتي كل صاحب فضله اي الثواب الذي يناسب عمله. ويجود عليه ويضاعف له من لدنه جل وعلا اذا هذي كلها من ثمرات الاستغفار والتوبة الى الله جل وعلا ولزوم التوبة والاستغفار من سعادة المرء كما ذكر مرارا ان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كثرة التوبة والاستغفار حتى قال احد اصحابه لقد كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور وفي لفظ انك انت التواب الرحيم مئة مرة في المجلس الواحد كان يستغفر الله في اليوم مئة مرة فكثرة الاستغفار خير كله هذه من ثمراته المتاع الحسن في الدنيا والثواب العظيم على ما ناله العبد من فظل وتقوى وطاعة لله جل وعلا وطاعة لله جل وعلا ويأتي كل ذي فضل فضله وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير ان تولوا اي تعرضوا عن الايمان بي وبما جئت به تعرض عن التوبة والاستغفار فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير. هذا على سبيل الوعيد والتهديد والتخويف. اخاف عليكم بما علمني الله ان هناك يوم كبير وهو يوم القيامة قيامة كبرى ومن لم يؤمن بالله جل وعلا فانه يأتي خائفا ويكون باسوء المنازل وباسوأ الاحوال وهذا من نصحه بامر الله له. ناصح يخاف على امته وهو بهم رحيم صلى الله عليه واله وسلم ويخاف على امته. ولهذا خاطب كفار قريش بهذا مبينا لهم انه عليهم ان لم يؤمنوا ويتبعوه عذاب يوم كبير وهو يوم القيامة لان فيه العذاب والنكالة لضوء ما جاءت به النصوص. ثم قال الى الله مرجعكم. مرجعكم من الرجوع. مآلكم ومصيركم اليه جل وعلا وهو على كل شيء قدير فيه اثبات البعث لان السورة مكية والمخاطبون اغلبهم لا يؤمنون بالبعث ولهذا قال اليه مرجعكم فما دام مرجعكم اليه يجب عليكم ان تتوبوا اليه وتستغفروه وتؤمنوا به وبما وبنبيه وبما جاءكم من الحق والله على كل شيء قدير قادر على اعادتكم وارجاعكم لا تظنون انكم اذا متم وتفرقت اجزاؤكم في التراب ان ذلك لا يعود بلى والله سيعود بالحتى الدواب وحتى البهائم تحشر واذا الوحوش حشرت فضلا عن بني ادم او عن المكلفين من الجن والانس وهذا دليل على البعث وهو على كل شيء قدير لانه سبحانه وتعالى اذا اراد امرا انما يقول له انما يقول له كن فيكون. فلا يعجزه شيء وهو على كل شيء قدير ما نقول كما يقول بعض المفسرين وهو على كل مقدور قدير لا هذي العبارة خطأ هذي مبنية على مذهب المعتزلة ومن تبعه الاشاعرة الذين يقولون صفات الله تتعلق بالممكن للمستحيل المستحيل ما تتعلق به قدرة الله ولا صفاته. وهذا من جهلهم بل الله على كل شيء قدير. الممكن والمستحيل والدليل قال جل وعلا ولو ردوا لعادوا لما نوان هل يردون ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون هذا مستحيل لكن مع ذلك قالوا ولو ردوا لعادوا لمن هم فهو عليم حتى بالمستحيل لو كان كيف يكون ثم ثم قال جل وعلا الا انهم يثنون صدورهم الا انهم الا اداة تنبيه يؤتى بها للتنبيه على ما بعدها اما للاهتمام به او التنبيه للحذر منه او لبيان شأنه فيعني فضله او خطره او غير ذلك فهي للتنبيه. الا انهم يثنون صدورهم اولا نبين معنى يثنون صدورهم فخلاصة ما يقال ان فيها قولان يثنون صدورهم من الثني وهو الطي السني وهو الطي قالوا ومعنى يثنون صدورهم ثني الصدور امالتها وحنيها امالتها حنية يعني ينحني يقدم رأسه كأنه يحني صدره يثني صدره هذا قول ان يثنون من من الطي وثني الصدور امالتها وحنيها تشبيها بالطي ويسمى ذلك الطأطأة الطأطأة كانه يخضع كانه الى جهة الركوع او نحو من ذلك هذا احد المعاني اللغوية المعنى الثاني ان الثني مأخوذ من قولهم اذ وراء عن الحق اذا انحرف عنه فيثنون صدورهم يعني ينحرفون عن الحق يزورون وينحرفون عن الحق هذان المعنوان المعنيان اللغويان احدهما يدل على ان العبد المسلم او الكافر يثني صدره ويخظع يريد ان يتخفى من الله جل وعلا اما ايمانا واما نفاقا او كفرا او انهم ينحرفون ويزورون عن الحق وهذه في حق الكفار. ولهذا جاءت اقوال المفسرين خلاصتها على قولين منهم من قال هذه وهذا مروي عن ابن عباس قال انها في في المؤمنين قال كانوا يكرهون ان يستقبلوا السماء بفروجهم وحال وقاعهم فانزل الله هذه الاية يعني كان بعض الصحابة يثنون صدورهم يعني يكرهون ان يهظي احدهم بفرجه الى السماء يعني اذا جاء يقظي حاجته في الفضاء او اذا جامع اهله فانه يطوي صدره وينحني خجلا وحياء من الله جل وعلا هذا قول وهذا في المؤمنين انه لا يتوقف عند هذا العمل فقط والقول الثاني ان هذه في الكفار وذلك انهم يثرون صدورهم يعني يطوونها على الكفر بالله جل وعلا ويظنون ان الله لا يعلم ما يقولون وقد ذكر بعض المفسرين انها نزلت في الاخنس ابن شريق كان اذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بكلام حسن ولكنه يثني صدره على امر اخر ويطوي صدره على امر غير ذلك وهو الكفر وقيل انها في المنافقين وهذا بعيد لان السورة مكية المنافقون انما ظهر امرهم في المدينة بعد غزوة بدر لكن لا شك ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فالله جل وعلا يقول الا انهم يزنون صدورهم اي يحنون صدورهم لان لا اراهم او انهم يزورون او ينحرفون ويظنون في صدورهم ويبيتون ما لا يرضى الله جل وعلا ويظنون ان الله لا يعلم ذلك وانه يخفى عليه وهذا لا يصدر الا من الكفار والاصل يا اخوان في الترجيح ان يقال الاصل حمل اللفظ على عمومه الا اذا دل دليل على ارادة احد المعنيين او او التخصيص نقول لا الاية شاملة من كان وقع منه تحرج من المؤمنين فثنى صدره انحنى وطوى صدره حياء من الله وتحرجا لان لا يراه هذا في غير محله فان الله يراه جل وعلا مهما فعل ومهما اخطأ او انها في الكفار الذين انحرفوا بصدورهم عن الحق او انهم يظهرون الايمان والاسلام وهم في الداخل قد طووا وانطووا على الشر وعلى الكفر الا انهم يثنون صدورهم لماذا؟ ليستخفوا منه والاستغفار والاختفاء. يعني ليختفوا منه ولكن السين والتاء هنا قالوا للمبالغة والتأكيد الاستغفار هو الاخفاء والشين والتاء للتأكيد بعضهم قال للتأكيد والمبالغة نزل استجاب استجاب الله دعاءه واجاب الله دعاءه كلها بمعنى ليستخفوا منه. اذا هؤلاء الذين يثنون صدورهم انما فعلوا ذلك لاجل ان يستخفوا من الله يختفوا ويخفوا امرهم سواء كانوا من المؤمنين الذين يستحيون من الله او كان من الكفار الذين يظنون انهم انهم يظهرون الاسلام ويظهرون امورا ويخفون شرا ويظنون ان ذلك يخفى على الله ثم قال جل وعلا الا حين يستغشون ثيابهم الا كما قلنا للتنبيه وحين يستغشون ثيابهم الاستغشاء كما مر معنا الاستغشاء هو ايش؟ هو التغشي والاصل في التغشي او الاستغشاء هو التغشي بما يستر تغطية بما يستر فهؤلاء حين يستغشون ثيابهم يعني يلبسون ويغطون ابدانهم بثيابهم او يغطون رؤوسهم على قول بعض المفسرين او يغطون وجوههم فانه جل وعلا يعلم ما يسرون وما يعلنون ما يخفى عليه انه يغطون وجوههم ويستغشون بثيابهم ويغطون رؤوسهم او او صدورهم وهم وهي مطوية على امر والله لا يخفى على الله شيء وهذا الاستغشاء منهم لا يمنعه جل وعلا من علم حالهم وما هم عليه ولذلك قال يعلم ما يسرون وما يعلنون ما يسرونه يعني يفعلونه او يقولونه سرا وما يعلنونه من الاقوال والافعال علانية بل حتى الاسرار يدخل فيه ايضا حديث النفوس كما قال جل وعلا ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه. حتى مجرد الهم في الامر والوسوسة والتفكير فيه هذا علانية عند الله جل وعلا يعلمه لا يخفى عليه شيء منه انه عليم بذات الصدور جل وعلا. هذا تعليل لعلمه سرهم وجهرهم قال انه لانه عليم قد احاط علمه بكل شيء ومن ذلك ذوات الصدور عليم بالاشياء المستقرة في الصدور. الاشياء المستقرة في النفوس في القلوب التي محلها الصدور الله عليم بها لا يخفى عليه شيء منها اذا افادت هذا افادتنا هذه الاية العظيمة ان الله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وانه مهما اخفى العبد فان الله به عليم هذي عقيدة عند المؤمن يجب ان يعتقد بان الله يراه ويبصره ويعلم حاله مهما كان منه وكذلك الواجب على الكفار ايضا ان يرجعوا عن كفرهم لان الله عليم بكل امورهم ولا يظنون ان ما يعملونه من شيء يخفى على الله او ان هناك شيء يخفى عليه جل وعلا. ثم قال جل وعلا وما من دابة وما من دابة في الارض الدابة هي كل ما يدب على الارض من الحيوانات او من الحيوان فتدخلوا به فيه الدواب يدخل فيه بنو ادم يدخل فيه حتى الطير قالوا لان الطير وان طار لكنه ينزل من طيرانه ويدب على الارض رجليه فالله جل وعلا تكفل برزق الدواب كلها. كل ما يدب على الارض فين الحيوان وما من دابة في الارض الا على الله رزقها رزقها اي ما تحتاج اليه من الغذاء والطعام والشراب وغير ذلك رزقها على الله والله متكفل به جل وعلا لا ينضب ما عنده ولا يغيب ولا ينقص ولهذا جاء في الحديث الصحيح النبي صلى الله عليه وسلم قال ارأيت ما انفق ما في معنى الحديث ما انفق منذ ان خلق الله السماوات والارض الا كمثل مخيط ادخل في غمس في البحر او نحو من ذلك ولهذا جل وعلا هو الجواد الكريم ويديه سحاء الليل والنهار فهو الجواد الغني وما ينقص مما عنده شيء مهما كان كثرة الخلق والعباد لانه الجواد الكريم الغني فالحاصل ان الله جل وعلا تكفل برزق مخلوقاته قال ويعلم مستقرها ومستودعها هذا بيان احاطة علمي فكما انه تكفل برزقها حتى الدواب التي لا تحمل رزقها يا اخوان الله يرزقها انت الان تخشى لو انك خرجت الى البر ما وجدت طعام وشراب انك تموت اخرج ولو مئة كيلو مئتي كيلو في الصحراء تجد هناك دواب ذر نمل دواب في هذه الصحراء لا بيوت لا احد يقوم عليها لا مستشفيات ما الذي يرزقه ووالله سبحانه وتعالى ولهذا لن تموت نفس قبل ان ان تستكمل رزقها ابدا واذا انتهى الرزق لا يأكل الانسان رزق غيره لكن هذا يدل على عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى. فمن يفعل بنا هذا هو المستحق ان يعبد الرجاء ذو القوة المتين هو الذي يستحق ان يعبد ولن يصرف العبادة لغيره جل وعلا قال ويعلم مستقرها ومستودعها. قال بعض المفسرين جاء عن علي ابن عن ابن عباس انه قال مستقرها حيث تأوي حيث يعني المكان الذي تأوي اليه ومستودعها حيث تموت. يعني المكان الذي تموت فيه فالله جل وعلا يعرف المكان مستقرة المكان الذي تستقر فيه وتأوي اليه هذه الدواب كلها انس بهائم ذر دود جميع الدواب الله جل وعلا يعلم مستقرها ومستودعها وقال بعض المفسرين وهو جا عن مجاهد قال مستقرها في الرحم او في الارحام ومستودعها في الاصلاب يعلم جل وعلا استقرارها حينما تستقر في الارحام وكذلك حينما كانت مستودعة في الاصلاب اصلاب الاباء ويقول ابن كثير وكانه يميل الى العموم يقول انه متكفل بارزاق المخلوقات من سائر دواب الارض صغيرها وكبيرها بحريها وبريها وانه يعلم مستقرها ومستودعها اي يعلم اين منتهى سيرها في الارض واين تأوي اليه من وكرها وهو مستودعها اذا لا لا يميل للعموم وانما يذكر قولا ثالثا. والذي يظهر والله اعلم حمل الاية على عمومها. فالله يعلم مستقرها اين تأوي وايضا يعلم يعلمها لما كانت مستقرة في في ارحام الامهات ويعلم الى اي شيء ستستقر في الاخرة؟ هل في الجنة او في النار وكذلك مستودعها تسمى كانت في الاصلاب كذلك ايضا بعد الموت تودع في الارض وكذلك ما تودع فيه في الاخرة واين تكون فالاية يجب حملها على العموم الا اذا قام دليل على التخصيص. فكل ذلك في علم الله سواء وقد احاط الله بذلك علما. ثم قال جل وعلا على كل في اهتموا به. كل تنوين عوض عما سبق وهو الرزق والمستقر والمستودع احوال هذه الدواب كل ذلك في كتاب مبين وهو اللوح المحفوظ وهو اللوح المحفوظ ثم قال جل وعلا وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء يعني لو مرة معنى الكلام على خلق السماوات والارض اكثر من مرة فالحاصل ان الله جل وعلا خلق السماوات والارض بما فيها بمنافعها بكل ما يحتاجه تحتاجه او يحتاجه الخلق وكل ذلك في ستة ايام جل وعلا. وكان حين خلقه للسموات والارض كان عرشه على الماء والعرش هو اعظم المخلوقات وهو الذي يستوي عليه ربنا جل وعلا والكرسي والعرش غير الكرسي وسع كرسيه السماوات والارض لذا صح عن ابن عباس انه قال الكرسي موضع القدمين اذا العرش هو اعظم المخلوقات وكان عرشه على الماء اذا العرش خلق اولا يتنازل العلماء ايهما خلق اولا هل هو العرش ام القلم فيه نزاع بين اهل العلم والاظهر والارجح ان العرش خلق اولا ان العرش خلق اولا اذا بقي عشر دقائق نبهوني بارك الله فيكم على الاذان. فالعرش خلق اولا. فهذه الاية صريحة. وكان عرشه على الماء. وجاءت عند في الحديث الصحيح عند مسلم وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خلق القلم قال له اكتب قال ماذا اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة وذلك قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة هذا خلق القلم لكن العرش قبله فاول ما خلق الله العرش لكن القلم اول ما خلقه خلقه الله قال له اكتب وليس معناه الاولية المطلقة اذا فالعرش هو اعظم المخلوقات والله جل وعلا يستوي على على العرش استواء حقيقيا يليق بجلاله وهو ليس بحاجة للعرش ولا لغيره بل هو الذي يمسك العرش ويمسك السماوات والارض وكل شيء فقير اليه وهو غني عن كل شيء لو علم وقال بعض المفسرين ان الله خلق السماوات والارض في ستة ايام مع انه قادر على خلقها في لحظة عيب انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. قالوا ليعلم الناس التؤدة وعدم العجلة واتقان الصنعة ام الله جل وعلا لو اراد ان يخلقها في لحظة لخلقها لانه لا يعجزه شيء ثم قال جل وعلا وكان عرشه على الماء نعم كان عرشه على الماء واذا فيه نزاع هل العرش قبل الماء او الماء قبل العرش؟ فيه نزاع يذكر في كتب العقائد. قال جل وعلا ليبلوكم يعني لماذا خلق السماوات والارض ليجدوا يختبرنا يا اخوان لانه خلقها لنا خلق الارض لنا بمنافعها وخلق السماء ولنا فيها منافع كل ذلك اختبار وابتلاء لنا اينا احسن عملا ايكم احسن عملا؟ لاحظ قال ايكم احسن؟ ما قال ايكم اكثر ولهذا يا اخوان العبرة بالاخلاص والمتابعة. شرط قبول العمل الاخلاص فيه لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليست بكثرة فقليل مع السنة والالتزام مع الاخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم خير من كثير قد اختل فيه احد الشرطين لان العمل كما قال الفضيل لا يقبل الا اذا كان خالصا صوابا فالخالص ما كان لله الاخلاص والصواب ما كان على السنة فانه قد يكون العمل خالص لكنه على غير السنة قد يتقرب بعض الناس بالمولد النبوي واذا فيه الاموال مخلص تقرب لله نريد وفاء بحق النبي صلى الله عليه وسلم هذا قصده لكن هل فعله النبي صلى الله عليه وسلم هل ارشد اليه؟ اذا هو يفقد الشرط الثاني وهو المتابع اذا هذا العمل غير مقبول كذلك لو ان رجلا تابع النبي صلى الله عليه وسلم في ظاهر الامر يكثر من الصلاة ويكثر من الصدقة لكن الاخلاص مختل عنده وهذا الرجل ما يريد بهذا وجه الله يريد الناس وريائهم لا يقبل العمل لانه اختل احد الشرطين ولهذا قال ليبلوكم اي ليختبركم ايكم احسن عملا احسن ما قال اكثر فعلينا ان نعتني بهذين الامرين الاخلاص والمتابعة فالاخلاص تخلص عملك لله والمتابعة تتعلم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تتبعه وتعمل وفق السنة ولا يحصل ذلك الا بالعلم قال جل وعلا ولان قلت انكم مبعوثون من بعد الموت ولان قلت يا نبينا انكم مبعوثون من بعد الموت وهذا دليل انه الخطاب لكفار قريش. فان قلت لهم انكم ستبعثون وتحيون بعد موتكم لا يقولن لا يقولن الذين كفروا من هذا الا سحر مبين وهذا دليل على شدة انكارهم للبعث كانوا ينكرون البعث ويستبعدونه حتى ان ابا جهل اخذ عظما رميما باليا ففته امام النبي صلى الله عليه وسلم قال قل لربك يعيد هذا من شدة التكذيب ولهذا البعث كثر الكلام فيه في كتاب الله في ايات وفي سور كثيرة جدا لاهميته لانه احد اركان الايمان الستة ولهذا كثيرا ما يقظنا الله بينه بين الايمان به واليوم الاخر والبعث والنشور لانه يترتب عليه اصلاح العمل. فمن امن بالبعث حاول ان يعمل عملا ينجيه حينما يبعث ويرد الى الله ومن لا يؤمن به يقول انما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين التفاوت عظيم جدا ولهذا كرر الله عز وجل واعاده ومن ذلك هذه الاية ولان قلت لهم يا نبينا انكم مبعوثون من البعث وهو يعني اعادة خلقهم وبعثهم من الارض واخراجهم منها من بعد الموتة التي يموتون ليقولن الذين كفروا عن قولك هذا ان هذا الا سحر مبين فيها قراءتان هذه قراءة الجمهور ان هذا الا سحر ومعنى ذلك ما هذا الا قول باطل كبطلان السحر ما هذا القول الذي تقوله ان باطن كبطلان السحر سحر لا حقيقي السحر باطل تخييل امور وقرأ حمزة والكسائي ان هذا الا ساحر ساحر مبين. يعنون النبي صلى الله عليه وسلم فاذا قال لهم انكم مبعوثون من بعد الموت قالوا ما هذا الرجل الا ساحر ومبين يعني بين ظاهر واضح لا خطأ فيه. وكذبوا ثم قال جل وعلا ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة الامة المعدودة الامة هنا بمعنى الوقت والامة جاءت في القرآن لاربعة معاني جاء استعماله في القرآن لاربعة معاني بمعنى الوقت كما هنا وكما في قوله جل وعلا وادكر بعد امه تذكر احد الذين دخلا السجن مع يوسف لما قال اذكرني عند ربك تذكر بعد مدة ويأتي وتأتي الامة بمعنى الرجل القدوة في الصالح. الرجل القدوة في الصلاح. الرجل الصالح الامام في الخير. ان ابراهيم كان امه وتأتي بمعنى الدين والملة انا وجدنا اباءنا على امة يعني على ملة وتأتي بمعنى الجماعة من الناس ولقد بعثنا في كل امة رسولا وهنا المراد به الوقت يعني ولان اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودين. يعني ان اخرنا عنهم لانهم قالوا ائتنا بعذاب الله ان كنت صادقا انا نبعث فيقول الله عز وجل ان اخرنا واجلنا عنهم العذاب الى امة معدودة الى وقت محدود والى مدة محدودة لا يقلن ما يحبسه من سرعة من شدة استعجالهم وتكذيبهم ما الذي يحبس هذا العالم؟ ما الذي يمنعه من المجيء ما يحبسه ثم قال الا اداة تنبيه على يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون هذا والله تخويف وتهديد شديد فهم ينكرون والله اخبر انه قد يؤجل العذاب عنهم لامة لمدة محدودة لحكمة ولهذا قال ابن جرير الطبري امة معدودة قال وقت محدود وسنين معلومة والامة هنا المدة وهو قول جمهور المفسرين آآ ولئن اخرنا اي اجلنا العذاب وقوع العذاب بهم الى امة الى اجر معدود او الى مدة محدودة ليقولن الذي ليقولن الذين كفروا عند ذلك عند تأخر العذاب عدم مجيئه لانهم طلبوا الاتيان به ما يحبسه ما الذي يحبس العذاب؟ ما الذي يمنعه ان يجيء ان كنت صادقا وانه سينزل الادب فقال الله جل وعلا مبينا تحقق وقوعه وانه واقع ولابد ولكن كيف حالهم حينما يحل بهم الا يوم يأتيهم هي العذاب ويحل بهم ليس مصروفا عنهم. لا احد يصرفه او يصده او يمنعه اذا وقع. نعوذ وبالله من عذابه ليس مصروفا عنهم بل وحاق بهم اي نزل حقه نزل واحاط بهم. نزل بهم واحاط بهم من كل حدب وصوب وحاق بهم ما كانوا به ليستهزئون ما كانوا به يستهزئون هو العذاب كانوا يستهزئون ولهذا يقولون ما يحبسه يأتينا بعذاب الله ان كنت صادق ان كنت صادقا هذا استهزاء منه ولهذا اذا نزل بهم واحاط بهم ما يرده احد عنهم وذلك بسبب استهزائهم وتكذيبهم ثم ثم قال جل وعلا ولئن اذقنا الانسان ولئن اذاقنا الانسان منا رحمة. الذوق قالوا هو الاحساس بالشيء ويكون حسيا مثل ذوق الطعام والشراب فيكون معنويا ذاق طعم الايمان وهنا ولئن اذقنا الانسان منا رحمة قال المفسرون او بعض المفسرين رحمة اي رخاء وسعة في الرزق والعيش قالوا رخاء وسعة في الرزق والعيش فبسط عليه الدنيا ثم نزعناها منه سلبناه اياها من النزع والسلب فاخذت هذه النعمة كان غنيا ثم اخذ الله ما اعطاه فصار فقير بعد ان كان غنيا وهذا دليل على انه لا لا لا يغتر الانسان لا تغتر لا تغتر بما عندك من المال فان الله قادر على سلبه منك مهما كنت غنيا وكم من الناس وذكر ان رجلا كان في احدى البلدان المجاورة كان من اغنى الناس وكان رجلا منفاقا ويعلم ويعمل الولائم والذبائح والاطعمة وكان يحشر الاسراف فنصحه احدهم وقال له اتق الله لا تسرفه قادر تزول عنك هذه الامور فيقول رد بكلمة سيئة قال من اين يأتي الفقر منين يأتيني الفقر يقولوا من يتحدث انه الان في بلد اخر تساق عليه الزكوات والصدقات الان ما يجد ما ما يدفع قيمة ايجار البيت الدنيا تزول وانتبه لا تغتر فما يدري الغني فما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعول اي يفتقر. فالامر بيد الله جل وعلا اذا شاء هيأ اسباب ما يريد من غنى وان فقر خير وان شرا. فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى اخبر عن حال الانسان اذا اذاقه واعطاه ووسع عليه في الرزق ثم سلب هذه النعمة ما حاله انه ليؤوس كفور يؤوس من اليأس وهو القنوط من رحمة الله والقنوط من ان يغنيه الله فكثير من الناس اذا وقعت فيه مصيبة او زال عنه شيء تجده يقنط خلص لم تقم لي قائمة راحت الدنيا لا ما يجوز هذا وايضا بجوع مع يأسه كفور فهو يؤوس كفو والكفور قالوا هو الجحود. للنعم فهذا هو جنس الانسان يجحد النعمة يجحد نعمة الله عليه التي انعم عليه فيها يجحد نعم الله الاخرى التي التي هي باقية معه يا اخي يا اخي نعمة البصر هذه والله ما يعدلها قيمة نعمة البصر والله نعمة السمع ما يعدلها شيء نعمة الحياة نعمة الذهاب والمجيء نعم لا تعد ولا تحصى ولكن الانسان يغفل ولا يحرك القلوب ويوقظها ويحييها مثل القرآن لمن يداوم النظر في قراءته مع التدبر والتأمل والوقوف عند مواعظ الله جل وعلا ولهذا يقول العلماء يقول القرطبي وغيره اتى بصيغة المبالغة في يؤوس وكفور ما قال يائس كافر يؤوس كفور هذه سعة مبالغة. قال اتى بهذه الصيغة لبيان كثرة ذلك عند الانسان كثير هذا عند الناس وقعت في مصيبة قد تكون امر حل به مرض تجده يأس من الحياة خلص بئس وقنت الموت وايضا كفو جحود لنعم الله. لا يشكر الله عليه حاصل ان هذا الاخبار يا اخوان يقتضي منا العمل على تجنب هذه الصفات لا تسيء الظن بالله لا تيأس وين حسن الظن بالله جل وعلا النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث يقول لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله قال الله جل وعلا في الحديث القدسي انا عند ظن عبدي بي مهما ظاقت بك الامور فحصل نزل بك شيء من المصائب اياك وظن السوء برب العالمين هاي ثمرة الايمان يا اخوان احسن الظن بالله. ووالله ان ما يفعله الله بك خير ما يفعله الله بك خير سواء كانت ضراء او نعمة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له اصابته سراء شكر فكان خيرا له وانما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب انه من يتق ويصبر لابد اتق الله واصبر على ما يصيبك انت عبد لله جل وعلا شف حبك ما يشاء. يمرضك يصحك يرفعك يخفضك يفعل فيك ما يشاء وانت قلت قل رضيت بالله ربا فهو جل وعلا ماض في حكمه. ولهذا الرضا ولهذا الصبر على القضاء واجب ولابد. لا اقل من الصبر على القضاء. واما مرتبة الرضا هذه هذه مندوبة لكنها منزلة عالية ما يستطيعها كل واحد نعم قال ولئن ادقناه نعماء بعد ظراء ذكر اولا اذاقته النعماء النعمة والرحمة ثم نزعها منه. ثم ذكر بعد ذلك ضدها وهو ان يكون في غراء وفي فقر وشدة وبؤس ثم يذيقه النعماء. الصحة في البدن والرخاء والسعة في الرزق ماذا يقول؟ ليقولن ذهب السيئات عني. لا يقولن ذهب السيئات عني سبحان الله ان سلبه ما اعطاه يؤوس كفور وان انعم عليه بعد شدة قال ذهب السيئات عني قالوا السيئات يعني الخطايا التي تسوء صاحبها من الضر. وقال الطبري ذهب الظيق والعسر عني ثم ماذا انه لفرح فخور يتعاقب على هذا شدة الفرح والبطر والاشر هذا يلاحظ في بعظ الناس اذا اعطاه الله المال وايظا فخور يفخر على غيره ويعدد محاسنه ورثت هذا المال كابر عن كابر وفتنة المال يا اخوان فتنة عظيمة الا من رحم الله. قال جل وعلا كلا ان الانسان ليطغى من رآه استغنى الغنى يتقن كثير من الناس وخاصة اذا كان بعد فقر وتجد انه يقول ذهب السيئات عني ذهب الضرر بعض الناس تكلم بكلام قال هذا بعرق جبيني اتيت به. شغل الليل والنهار والله فيه من يستغل ويعمل اكثر من عملك وهو فقير فله ربه الى الله جل وعلا وفق حكمته. لكن المهم ان ينضبط الانسان ويكون متق. يكون متقيا لله جل وعلا في حال الرأي والسراء في حال الشدة وفي حال الفرح يحذر من من الفرح الذي يؤدي الى الاشهر والبطر ويحذر ايضا من الفخر ولهذا قال بعض المفسرين قال الفرح لذة في القلب بنيل المشتهى والمراد كثير الفرح بطرا اشار والفخور قالوا الفخر هو التطاول على الناس بتعديد المناقب والمراد كثير الفخر على الناس والتطاول عليهم بما اعطاه الله. ما يجوز لك هذا هذا المال الذي اعطاك الله عز وجل لا تبخر به على احد. الله الذي اعطاك اياه ولو شاء لسلبه منك لا يفخر احد على احد ثم قال جل وعلا الا الذين صبروا الاستثناء هنا قالوا يجوز ان يكون استثناء متصل فا يرجع الى ما سبق من جنس الانسان هذا اذا قلنا ان الانسان هنا يشمل المسلم والكافر وهذا قول بعض المفسرين ومنهم من قال الانسان هنا هو الكافر قلنا ان الانسان هنا عام في المسلم والكافر فالاستثناء متصل الا الذين صبروا لانهم من جنس الانسان وهم المؤمنون. وان قلنا بان الانسان هو الكابر الاستثناء هنا منقطع بمعنى لكن لكن الذين صبروا وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة واجر آآ كبير يعني وش فايدة الاستثناء المتصل والمنقطع المتصل من جنس ما قبله. لكنه يستثنى. فنقول جنس الانسان اذا اذاقه الله رحمة اذا اذا اذاقه رحمه ثم نزعها منه يؤوس كفور وكذلك اذا اصابته نعماء بعد ظراء فرح فخور الا يستثنى من هؤلاء الا الذين صبروا وعملوا الصالحات. فهؤلاء لا يحسن منهم الفخر ولا الفرح ولا اليأس ولا الكفور ونقول الاستثناء منقطع نقول لا ذاك في الكفار ثم تحدث عن المؤمنين فقال لكن الذين صبروا وهم المؤمنون وعملوا اولئك لهم مغفرة واعينهم. هذا جنس اخر. نوع اخر كل من القولين له وجه في الحقيقة وان كان لو قيل بالعموم والله اعلم له وجه لان نرى في المسلمين من اذا اصابته ضراء بعد نعمى تجده يئس كثير اليأس وكثير الكفر وكذلك تجد ايضا ممن اذا اذاقه الله واغناه بعد فقره من يفخر ويتطاول على الناس وينسى الحال التي كان فيها فلو قيل بالعموم لعله اظهر ويكون الاستثناء هنا استثناء متصل لان هناك ولله الحمد من المؤمنين من لا يتصل بهذه الصفات ان اصابته ضراء صبر وان اصابته السراء شكر ولا يفخر ولا يبغي على غيره قال جل وعلا الا الذين صبروا وعملوا الصالحات صبروا على مصابهم الذي وقع فيهم والصبر واجب وايضا عملوا الاعمال الصالحة يعني تقربوا الى الله بالعمل الصالح والعمل الصالح هو كل ما اجتمع فيه في العصر والمتابعة هذا هو العمل الصالح ضد الطالح فلابد من العمل ما فيه ايمان بلا عمل هذي عقيدة اهل السنة والجماعة ان العمل احد اركان الايمان لابد من العمل قال الا الذين امنوا نعم الا الذين صبروا وعملوا الصالحات اولئك اتى باسم الاشارة الدالة على البعد او على البعيد يبين علو مكانته هؤلاء القوم في الخير اولئك لهم مغفرة لذنوبهم من عند الله يغفر لهم ذنوبهم لان المصائب كفارات يا اخوان. ولهذا من اعتقاد اهل السنة والجماعة قالوا ان العبد المذنب قد يدخله الله الجنة اما باعمال قد يدخلها الله عز وجل الجنة مباشرة دون ان يعذب على سيئاته. اما بحسنات ماحية عنده حسنة كثيرة محت هذه السيئات او بمصائب مكفرة مصائب مكفرة ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في في الصحيح في الصحيحين في غيرها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله عنه بها من خطاياه في الحديث ايضا في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضائي الا كان خيرا له. ان اصابته سراء فشكر كان خيرا له وان اصابته ضراء فصبر كان خيرا له وليس ذلك لاحد غير المؤمن فيا اخوان اصبروا على ما يصيبكم. الزكام هذا الذي يصيبك اصبر عليه بعض الناس تجي يطلق لسانه بالزكام يقول يا اخي اعوذ بالله الزكام مؤذي يا اخي اصبر على ما اصابه حتى جاء عن ام المؤمنين عائشة تقول حتى الشي يضعه الرجل في كمه ثم يفقده هذا يحصل للانسان احيانا تمسك حاجة بيدك ثم تضيعها وين كذا؟ اين مفتاحي سيبك شيء من الهم هذا يكفر الله به من السيئات هادي حال المؤمن الصبر يا اخي اصبر انت عبد لله يا اخي. والله يتصرف فيك وتجري عليك اقداره فاصبر. ولهذا ينبغي للانسان عدم الشكوى على الناس اصبر ما استطعت كما جاء ان بعض السلف لعله سفيان وغيره اخبر في اخر عمره قال قد ذهبت احدى عيني قبل كذا وكذا سنين وانا اعشق الاخرى يعني تعبانة الاخرى. ما اخبر احد عمي حنا لو لو زكام كونهم يسألون عنه بالقروب فلان تعبان لا يعني حاول تصبر اصبر هذا كله خير لك يكفر الله به من خطاياك. قال جل وعلا الا الذين صبروا وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة واجر كبير. ما تريد الاجر الكبير؟ من الله على ما يصيبك ثم اه او نكتفي بهذا القدر نترك فرصة للدعاء لان هذه ساعة الجمعة ساعة عظيمة وهذه من خصائص هذه الامة وهذا من فضل الله علينا فلا ينبغي للانسان ان يفوت هذه الساعة اسأل الله ان يوفقنا واياكم علم النافع والعمل الصالح وان يتقبل منا ومنكم