بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فكنا قد انتهينا في الدرس الماضي الى قوله جل وعلا في سورة هود فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير. يقول الله عز وجل فاستقم يا نبينا كما امرت اي كما امرك الله جل وعلا فاستقم على دينه وعلى وفق ما امرت به وما جاءك من لدنا انت ومن تاب معك وهذا لاهمية الاستقامة على الدين خص الله المؤمنين بالذكر مع ان الاصل انه اذا خطب النبي صلى الله عليه وسلم بشيء او امر بامر فهو له ولامته الا اذا قام دليل على التخصيص هذا هو الاصل ان الامر للنبي صلى الله عليه وسلم امر لامته. النهي له نهي لامته. الا اذا قام دليل على ان هذا يختص به كنكاح الواهبة نفسها قال جل وعلا خالصة لك من دون المؤمنين. وما سوى ذلك فالاصل ان امة تبع لنبيها صلى الله عليه واله وسلم. ولكن ربما احيانا يفرد الامة بالذكر باهمية الامر تمي كما هنا قال انت ومن تاب معك. كما قال قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. فهذا يدل على اهمية هذا الامر هو الاستقامة على دين الله جل وعلا. قال ولا تطغوا والطغيان هو مجاوز في الحد لما الى ما لا يجوز. مجاوزة الحد الى ما لا يحل. وهو البغي فلا تطرأوا يعني لا تتجاوزوا حدود الله جل وعلا ولا تبوء قال جل وعلا انه بما تعملون بصير. انه جل وعلا بما تعملون. وما هنا مصدرية انه بعملكم بصير. او موصولة بالذي تعملونه بصير ويراه ويعلمه ولا يخفى عليه شيء منه. ثم قال جل وعلا ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ولا تركنوا. آآ الاصل في الركون انه الميل يقال ركن الى كذا اذا مال عليه والمراد به هنا بهذه الاية قال ابن عباس في رواية العوفي هو الركون الى الشرك. ولا تركنوا قال اي لا تركنوا الى الشرك الى الشرك واهله. وقال ابو العالية لا ترضوا باعمال المشركين وقال ابن عباس في رواية ولا تميلوا الى الذين ظلموا قال ابن كثير وهذا القول حسن اي لا تستعينوا بالظلمة فتكونوا انكم قد رضيتم بباقي صنيعهم. اذا ولا تركنوا الى الذين ظلموا ينهى الله وعز وجل نبيه والمؤمنين من الركون الى اهل الشرك لان الظلم هنا هو الشرك للذين اي الذين كفروا ان الشرك لظلم عظيم. ففيه نهي المؤمن عن الميل الى الكفار والى الركون ونهي عن الركون اليهم. ونهي ايضا عن استعانة اه بهم الا انه يقدر الاستعانة بحسب الضرورة عند الضرورة تقدر بقدرها لكن اختيارا وطوعا ورغبة لا يجوز ذلك. ثم قال جل وعلا فتمسكم النار. ان ركنتم اليهم نمتم اليهم واعتمدتم عليهم فتمسكم النار اي تصيبكم. والقصد انكم تدخلون النار ويعذبكم الله بعذاب وهذه هي مسألة الولاء والبراء. الولاء يكون لاهل الايمان والبراءة من اهل الشرك. وعدم موالاتهم والركون اليهم واتخاذهم بطانة. قال جل وعلا وما لكم من دون الله من من اولياء ثم لا تنصرون. وما لكم من دون الله من اول اولياء يتولونكم ويقومون بالدفاع عنكم بحمايتكم ثم لا تنصرون فليس لكم اولياء يقومون بنصرتكم والدفاع عنكم وايضا لا تنصرون لا ينصركم احدا من دون الله وان انما تسلمون الى النار ومسها وعذابها. هذا تخويف وتحذير شديد. تتفطر له القلوب. هي مسألة الى الكفار واهل الشرك الإنسان يحذر من هذا ولا يقع في قلبه شيء من هذا او ملاينة لهم لانهم اعداء الله جل وعلى قبل كل شيء ثم قال جل وعلا واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل. يأمر الله عز وجل نبيه ان يقيم الصلاة. واقامة الصلاة هو الاتيان بها. خالصة لله جل وعلا. في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من سننها هو الاتيان بها خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من سننها واقم الصلاة وهو امر لنا ايضا هنا لم يذكر الامة لكن الامة تبع لنبيها وهذا هو اوقات الصلوات الخمس واقم الصلاة طربي النهار. وطرفي النهار يعني اول النهار اخر النهار اول النهار واخر النهار. الغداة والعشي. ومن هنا قال بعض اهل العلم قال ابن عباس طرفه النهار الصبح والمغرب. اقم الصلاة طرفي النهار يعني صلاة الصبح صلاة الفجر وصلاة المغرب. وقال الحسن في رواية وقتادة والضحاك هي الصبح والعصر. طرفين النهار صلاة الصبح وصلاة العصر. وقال مجاهد الصبح اول النهار والظهر والعصر من اخره. والظهر والعصر من اخره. وكذا قال محمد ابن كعب القرظي والضحاك في رواية عنه. اذا هذه الاقوال منهم من قال ان طرفي النهار الصبح والعصر منهم من قال منهم من قال الصبح والمغرب منهم من قال الصبح والعصر ومنهم من قال الصبح و الظهر والعصر. وهذا هو لعل هذا هو اولى الاقوال. لان هذه الصلاة لهذه الاية استوعبت اوقات الصلاة الصلوات الخمس. فالظهر والعصر هم في الطرف الثاني. لان صلاة الظهر هي اول تكون في اول الثاني من النهار لان النهار اما غدوة غدو في اول النهار الى صلاة الظهر واما عشي من صلاة الظهر الى مغيب الشمس. ولهذا يقول احد الرواة في صحيح البخاري قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم احدى صلاتي العشي وجاء في رواية اخرى انها صلاة الظهر. والظهر تجمع الى العصر. فتكون هذه الاية استوعبت اوقات الصلاة. الطرف الاول هو صلاة الفجر تقع في الطرف الاول والطرف الثاني الذي هو النصف الثاني من يقع فيه صلاتان. صلاة الظهر وصلاة العصر. قال وزلفا من الليل. الزلف يراد بها ساعات الليل زلفا من الليل اي ساعات الى الليل والزلاف جمع زلفة والزلفة في الاصل يعني الزلفة تطلق على وعلى المنزلة وعلى القربة. الزلفة في لغة العرب تطلق على الساعة. وتطلق على المنزلة وتطلق القربى ما يتقرب به الانسان. وهنا المراد زلفا من الليل يعني ساعات من الليل. او في ساعة من الليل ويعني هذا كما قال اه ابن عباس ومجاهد والحسن قال صلاة العشاء. صلاة العشاء. وقال الحسن في رواية ابن المبارك عن مبارك بن فضالة قال وزلفا من الليل يعني المغرب والعشاء يعني المغرب والعشاء. وهذا والله اعلم هو الاظهر ان الله عز وجل امر نبيه باقامة الصلاة اي الصلوات الخمس. وبين له الاوقات التي تقع فيها. فتقام في طرفه النهار وفي زلف من الليل وساعات من الليل. فالفجر في اول النهار في الطرف الاول والظهر والعصر في الطرف الثاني من النهار وزلهم من الليل يراد به المغرب والعشاء. المغرب في اول الليل والعشاء بعد مغيب الشفق الاحمر. فتكون هذه الاية انتظمت اوقات الصلوات الخمس اوقات الصلوات الخمس. ولا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء ببيانها واظهارها وبيان اول وقتها اخر وقتها كما في الحديث الذي سبق ان ذكر اكثر من مرة. قال جل وعلا ان الحسنات السيئات قالها كثير من المفسرين الحسنات ونهي الصلوات. هي الصلاة هي الصلوات الخمس هذه حسنات تذهب السيئات. واستدلوا لذلك بالحديث الذي في الصحيحين مثل الصلوات خمس كمثل نهر غمر في باب احدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قدامن الوسخ او العرق فقال الصحابة لا يبقى من درنه شيء. اذا كان كل يوم يغتسل خمس مرات لا يبقى من نسخه وعرقه شيء قال النبي صلى الله عليه وسلم فكذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا. يمحو الله بهن الخطايا. فقالوا هذا واضح ان ان الصلوات هي الحسنات وهي التي تمحو السيئات والذنوب. والجمهور على ان الصلوات انما تكفر الصغائر لقوله صلى الله عليه وسلم والصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة كفارة لما بينها اذا اجتنبت الكبائر. قالوا الكبائر ايضا جاء في القرآن ان ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه. نكفر عنكم سيئاتكم فالكبائر لابد من توبة خاصة. وذهب بعض اهل العلم ومنهم العلامة الالباني في حاشية صحيح الترغيب عند التعليق على هذا الحديث قال وهذا يدل على ان الصلوات الخمس تكفر جميع الذنوب كبائرها وصغائرها. وهو وجه قوي قول قوي لماذا؟ قال هل يبقى من درنه شيء قالوا لا لا يبقى من درعه شيء. اذا تكفر الدرن تكفر الخطايا كلها. كبيرها وصغيرها جمهور على ان انها لا تكفر الكبائر وانما تكفر الصغائر. فالحاصل ان من اهل العلم من قال ان الصلوات الخمس هي الحسنات وايضا روى البخاري وغيره آآ روى الامام احمد ومسلم وابو داوود والترمذي. عن ابن مسعود قال جاء رجل الى الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال يا رسول الله اني وجدت امرأة في بستان في بستان يعني في مزرعة. اني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء. غير اني لم اجامعها. قبلتها ولزمتها ولم افعل غير ذلك. فافعل بي ما شئت. حس بالذنب. والخطأ قلوب نقية قلوب تستنكر المعاصي وتخاف من اثرها ومن عاقبتها قال فافعل بي ما شئت فلم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا. فذهب الرجل خرج فقال عمر لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه. فاتبعه رسوله فاتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره ينظر اليه وهو خارج. ثم قال ردوه علي. فردوه علي. ردوه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه اقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات. ذلك كذكرى للذاكرين. فقال معاذ وفي رواية قال عمر يا رسول الله اله وحده ام للناس كافة؟ قال بل للناس كافة. ماذا فهموا؟ فهموا ان صلاتك صلاة الصلاة الفريضة ان الصلوات تكفر عنك هذا العمل. فقال الصحابة هذا له خاصة ام لنا؟ قال بل للناس كافة اذا الصلوات هن الحسنات التي يذهبن السيئات ويكفرن السيئات وهذا فضل الله عز وجل كلفنا بعض التكليفات او بعض العبادات لكن لنا فيها الاجر العظيم. غير انها عبادة لنا فيها اجر عظيم تكفير للسيئات ورفعة للدرجات وصلاحا للقلوب ونهيا عن الفحشاء والمنكر الى غير ذلك فله الحمد على هذه الشريعة العظيمة التي كلها خير. اه وابن كثير اكثر من ايراد الاحاديث في ذلك وذهب بعض اهل العلم ومنهم وهو ظاهر صنيع ابن كثير ايضا مما يستدلوا لهذا ايضا في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من توظأ نحو وظوئي هذا توضأ النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه ثم قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه. اذا ركعتين هي الحسنات تكفر السيئات. لكن هنا شرط مهم ما هو لم يحدث فيهما نفسه. ايظا اورد ابن كثير حديث علي قال كان اذا حدثني احد بحديث استحلفته قلت احلف احلف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا. قال فحدثني ابو بكر وصدق ابو بكر. صادق عندي ما يحتاج انا اقول احلف فقال انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يذنب ذنب فيتوضأ ويصلي ركعتين الا غفر له. ما من عبد يذنب ذنبا فيصلي ركعتين الا غفر له. اذا ماذا نستفيد من هذا الحديث؟ اذا وقعت في ذنب يا اخي قم توظأ وصلي ركعتين وقل اللهم اغفر لي. ينزغه الشيطان احيانا يقع الذنوب بعض المعاصي قم توضأ وصلي ركعتين واستغفر الله. يغفر الله جل وعلا لك. ثم وهذا يعني ما ذهب اليه من كثير آآ وذهب ابن كثير الى ان الذي يظهر ان الحسنات مطلقا تكفر السيئات قال يقول ان فعل الخيرات يكفر الذنوب السالفة. نعم وهذا هو الصحيح. الحسنات سواء كانت الصلوات او غيرها. تكفر السيئات. تكفر الذنوب. لماذا ان من عقيدة اهل السنة والجماعة ان اعمال العبد المسلم الموحد توزن فان زادت الحسنات على السيئات دخل العبد الجنة. وان زادت السيئات دخل النار. والحسنات تكفر ومن ذلك حديث عمر في البخاري وغيره لما سأل عن الفتنة فقال له ابو هريرة تقصد فتنة الرجل؟ فتنة الرجل في بيته تكفره الصلاة والصدقة. الصدقة تكفر. لانها حسنة. قال ليس عن هذا اسألك اسألك عن الفتنة التي تموج موج البحر. قال ليس عليك بها بأس. بينك وبين باب فقال يكسر الباب ام يفتح؟ قال يكسر قال اذا لا يغلق ابدا فقالوا هل كان عمر يعرف ما هو الباب؟ هو الباب. قال كما تعرفون ان الليلة او ان اليوم قبل الليلة. او الليلة قبل مئة بالمئة يعرف هذا. لكن وجه الشاهد قال فتنة الرجل لالي تكفرها الصدقة والصلاة فتنة الرجل كيف فتنة الرجل؟ احيانا تسب واحد من عيالك تضربه خطأ السر بينك تخطئ على الاهل تخطئ يصير يصير الذنوب في بيتي ابشر هذه تكفرها عنك الصلوات او تكفرها عنك الصدقات. اذا الخيرات يكفر السيئات. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر واتبع عش السيئة الحسنة تمحها. وخالق الناس بخلق حسن. فيا اخوان هذا من فظل الله علينا والا يهلك الناس لكن من فضل الله علينا ان الاعمال الصالحة التي يعملها الانسان تكفر عنه سيئاته والا كثيرة كثيرة جدا. فالحاصل ان الاولى حمل الاية على العموم كما قال ابن ويدخل فيه دخول اوليا الصلوات تكفر السيئات. وهي من الحسنات. لكن يبقى اللفظ على عموم لان الحسنات جميعا من صلاة وصدقة وقراءة قرآن واحسان الى الناس وحج وعمرة وغير ذلك فهي تكفر عن العبد الصغائر كما قال جل وعلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. اه ان الحسن يذهبن السيئات يزنها ولا يبقى لها اثر. قال ذلك ذكرى للذاكرين ذلك قال بعض المفسرين اي القرآن ذلك اي القرآن ذكرى موعظة لمن اتعظ به وتذكر. وقال بعظ المفسرين ذلك راجع على التحذير من الركوع الى الكفار والى اقام الصلاة وتكفير السيئات هذا ذلك راجع على هذه الاشياء ذكرى موعظة وعبرة للذاكرين المتذكرين الذين يتذكرون ويتعظون بمواعظ الله. صحيح هذه ذكرى عظيمة يا اخوان لله على ذلك ان الصلاة تكفر عنا الذنوب والحسنات تكفر السيئات والله موعظة عظيمة ايظا عدم الكفار وعدم الميل اليهم حتى لا تمس العبد النار والله موعظة عظيمة. قال جل وعلا واصبر فان الله لا يظيع اجر المحسنين قيل اصبر على ما تلقاه من اذى المشركين. وقيل اصبر على الصلاة. كما قال جل وعلا وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. وكل ذلك حق. واصبر على اقامة الصلاة وعلى اذى وعلى اذى الخلق اجمعين. واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. لا يضيعه. لا يذهبه ولا يبطله لا يبطل اجر المحسنين بل يضاعف لهم الحسنة بعشر بعشر امثالها كما قال جل وعلا من جاء بالحسن سندب له عشر امثالها. فهو الجواد الكريم جل وعلا. ثم قال سبحانه وتعالى فلولا فلولا كان من القرون من قبلكم اولوا بقية. فلولا كان قالوا فلولا بمعنى فهلا فهلا كان من القرون من قبلكم قولوا بقية. وقال بعضهم لولا هنا نافية من معنى ما كان من القرون من قبلكم اولوا بقية. وهذا هو الاظهر والله اعلم انها نافية. فلولا ان يخبروا انه لم يكن من القرون التي سبقتكم اولوا بقية واولوا بقية اي ذو بقية ذو بقية من الفهم والعقل. اولو بقية يعني اصحاب او ذوو بقية من عقل ودين يعني ينبغي لهم ان يكون عندهم شيء من العقل والتدين والتمييز حتى ينهون عن عن المنكر وينكرون الباطل فقال فلولا كان من القرون من قبلكم يعني الامم السابقة اولو بقية يعني بقايا من اهل الخير او من اهل الفهم والعقل يعتبرون مواعظ الله ينهون عن الفساد في الارض. والفساد في الارض كما مر معنا هو العمل فيها بمعصية الله. ولا تفسدوا في الارض بعد لاصلاحها الافساد في الارض العمل فيها بمعاصي الله. قولوا بقية ينهون عن الفساد في الارض الا قليلا ممن انجينا الا قليلا. كان هناك قليل والا اغلب والقرون السابقة اغلبهم ليسوا باولياء البقية وليس باصحاب عقول ولا باصحاب امر بالمعروف ونهي عن المنكر بل كانوا يفعلون المنكرات ولا ينهونها ولا ينهون عنها ومن هنا قلنا المعنى والله اعلم انها ناهية. ما كان من القرون من قبلكم اصحاب ابو خير او اصحاب عقول مميزة يعتبرون فينهون عن الفساد الا قليلا منهم. ومن قال انها بمعنى التحظيظ؟ يعني هلا كان من القرون الذين سبقتكم اهل بقية واصحاب عقول وتمييز ينهون عن الفساد. لكن هذا يرد عليه اشكال. كيف حبهم وهم قد ماتوا وانتهوا. قالوا لا المراد انه نزل حالهم يعني نزل وظعهم منزلة الموجود اعتبروا انتم فهو يحضهم فكان ينبغي ان يفعلوا هذا. اذا وانتم الان افعلوا انتم تستطيعون الان ولكن الله اعلم ان جعلها نافية اظهر والله اعلم. والامر هين ان شاء الله. الا قليلا ممن انجينا آآ منهم. الا قليلا. اذا هم قلة الذين امنوا. نعم. ولهذا يقول الله عز وجل يوم القيامة اخرج بعث النار من ذريتك فيخرج من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين الى النار نعوذ بالله. وواحد الى الجنة فاذا اهل الايمان قليل جدا كالشعرة البيضا في جلد الثور الاسود. الا قليلا ممن انجينا منهم ثم قال واتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه واتبع الذين ظلموا. قالوا ما هي كفروا؟ ما اترفوا فيه الترف هو التنعم والمترف هو المتنعم بنعم الله عز وجل كثير النعم وكثير السعة والرزق وقيل المترف هو الذي ابطره الغنى. وكثرة الرزق والمراد في الاية هو اتبع الذين ظلموا ما اعتادوه من ركوب الشهوات واللذات معنى الاية واتبع الذين ظلموا ما اعتادوه. من الشهوات واللذات واتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه وكانوا مجرمين. اذا اتبعوا الشهوات واللذات ودفعهم ذلك الترف والغنى الذي الذي هم فيه الى اتباع هذه الامور ولو كانت على حساب مخالفة وكانوا مجرمين واقعين في الجرم وهو الاثم مجرمين قد قد اجرموا وفعلوا الاجرام وهي الذنوب. ثم قال جل وعلا وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون ما كان. قال بعض اهل التفسير اي ما صح ولا استقام. ما صح ولا قام وقال ابن اه وقال وقال الطبري ما كان ربك ليهلك القرى التي اهلكها او التي قظى عليها ظلما واهلها مصلحون. وهناك عبارة لعلي اجدها شيخ السعدي يعني غير كلمة ما صح والاستقام كانهم يقولون ايضا لا لا يمكن ان يقع هذا ما كان لا يمكن وقوع هذا لان هذا ظلم والله منزه عن الظلم. الحاصل ان معنى قوله وما كان ربك ليهلك القرى اخبار بان هذا لا يقع. وانه لا يصح وقوعه ولا وقوعه لان ربنا حكم العدل كما علمنا من بقية النصوص فما كان هذا ليقع ابدا. وما كان ربك ليهلك القرى ظلمي واهلها غافلون. القرى تطرق ويراد بها الامم. لان الامم والناس يسكنون في القرى واحيانا يأتي بذكر الامم والمعنى واضح. وما كان ربك ليهلك القرى. بظلم واهلها مصلحون. في الحقيقة ان هذه الاية فيها اشكال. كيف ظاهرها ان الله ما كان ليهلكهم بظلم والظلم الشرك وهم مصلحون كيف يكون مصلحون وهم مشركون. ولهذا جاءت عبارات المفسرين متعددة ومتناقة فمنهم من قال وما كان ربك ليهلك المشركين بشركهم اذا كانوا مصلحين في تعاملاتهم فيما بينهم. قال هذا معنى الاية. وبعض اهل العلم يخطئ هذا القول. ولهذا يقول ابن القيم وما كان ربك ليهلك القرى وهم مصلحون قال في الاية قولان الاول ما كان الله ليهلكهم بظلم منهم. والقول الثاني ما كان الله ليهلكها اي القرى بظلم منه. الاولى ما كان يهلكهم بظلم منهم والثانية لا يهلكهم بظلم منه. ثم قال والمعنى على القول الاول المعنى على القول الاول بظلم منهم قال ما كان الله ليهلكهم بظلمهم المتقدم وهم مصلحون الان اي انهم بعد ان اصلحوا وتابوا لم يكن ليهلكهم بما سلف منهم من الظلم. هنا يزول الاشكال اكان الله ليهلكهم بظلم سابق وهم مصلحون لانه لو كانوا ظالمين ما كانوا مصلحين كان هذا القول يقول لابد من من محذوف مقدر يدل عليه البيان فما كان الله ليهلكهم بظلم سابق ما دام انهم اصلحوا العمل. والقول الثاني الذي ما كان ليهلكهم بظلم منه قال وعلى القول الثاني ان لم يكن ظالما لهم في اهلاكهم فانه لم يهلكهم انه لم يكن ظالما لهم في اهلاكهم فانه لم يهلكهم وهم مصلحون وانما اهلكهم وهم ظالمون فهم الظالمون لمخالفتهم وهو العدل في اهلاكهم. آآ ايضا لان هذا ايضا فيه تأويل. فيه تقدير. ما كان الله ليهلكهم بظلمهم. بظلم منه لهم وهم مصلحون. فان اهلكهم فهذا ليس ظلما منه. هم مستحقون لهذا. وقال الشيخ السعدي وما كان وما كان الله ليهلك القرى بظلم منه لهم والحال انهم مصلحون مقيمون على مستمرون نعم مقيمون على الصلاح مستقرون عليه فيرجع قوله الى القول الثاني اللي ذكره ابن القيم الحاصل ان الله جل وعلا ما كان ليهلك وبظلم وهم مصلحون للعمل. والمراد ما كان ليهلكهم بظلم تابوا منه فاصلحوا العمل او ما كان الله جل وعلا ليهلكهم بظلم منه لانه لو اهلكهم وهم مصلحون فانه ظلم من هذا خلاصة ما يقال في القولين. وعلى العموم يا اخوان يعني انت تلاحظ ان قد يعني نأتي باقوال حتى الاية هذا هذا ليس عبثا يا اخوان. لان نعلم ان القرآن لا يتناقض. فعندنا ايات اخرى تدل على ان الله سبحانه وتعالى يهلك الظالمين ويهلك المشركين. فنحن لابد ان نجمع بين النصوص. هذه مهمتنا وليس هذا تأويلا منا او تلاعب بالنصوص لا هذا من باب الجمع واثبات عدم التناقض بين كلام ربنا سبحانه وتعالى لان القرآن لا يمكن ان يتناقض بل حتى السنة لا يمكن ان تناقض القرآن. ولا يتناقضان ابدا. قال جل وعلا وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون اي مصلحون للعمل ولو شاء ربك لجعل امة واحدة ولا يزالون مختلفين. ولو شاء ربك ما معنى لو اشاء لو شاء ربك اراد لان المشيئة تقابل ايش؟ الارادة الكونية. ارادة الله منها ما هي كونية ازلية قدرية ومنها ما هي ارادة شرعية. فالكونية لابد من وقوعها الشرعية قد تقع وقد لا تقع. فاذا جاءت المشيئة في القرآن فهي مرادفة للارادة الكونية. ما شاء ذلك كونا وازلا. قال جل وعلا ولو شاء ربك لو اراد ذلك كونا وازلا لجعل الناس امة واحدة على ملة واحدة. متفقون عليها. قال اهل العلم اي على دين واحد على دين الله وعلى ملة واحدة كلهم على الايمان والاسلام. قال ولا يزالون بعد ان اخبر انه لو شاء لجعلهم امة واحدة ثم قال ولا يزالون مختلفين لا يزال الاختلاف موجود بينهم. وهؤلاء نصارى وهؤلاء يهود وهؤلاء مجوس وهؤلاء كذا هذا خبر لأن الله ما اراد ذلك كونه ولو ارادهم لجمعهم لانه على كل شيء قدير لجمعهم على الهدى ولكنه ما اراد ذلك. ولذلك لا يزالون مختلفين. لا يزال الاختلاف قائم في الناس الى يومنا هذا. هذا يهودي وهذا نصراني وهذا مجوسي هذا وثني وهذا كذا وهذا كذا لا يزال اختلاف باقيه الناس. لحكمة عظيمة. قال جل وعلا الا من رحم ربك قالوا وهم المؤمنون وهم المستقيمون على دين النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون المتبعون لرسلهم في كل زمان ومكان. هؤلاء سلمهم الله من الاختلاف فتجد ولله الحمد الناس اليوم الذين هم على منهج اهل السنة والجماعة ومنهج السلف الصالح اليوم على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعون لهم باحسان. لكن هناك من اختلفوا وخالفوا هؤلاء وقعوا في الشر. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من يا رسول الله؟ قال من كان على ما انا عليه اليوم واصحابي. هؤلاء هم الذين رحمهم الله اما غيره لا يزال الخلاف بينهم. ولا يدخل في هذا الخلاف في الفروع في بعض المسائل يتوضأ من لحوم الابل او لا يتوضأ يتوضأ من المسجد الذكر لا لا يدخل في هذا والمراء وانما المراد الاختلاف الذي في اصل الدين. في اصول الدين في اصول الاعتقاد هذا هو المراد. الا من رحم ربك قال قتادة اهل رحمة الله اهل الجماعة. وان تفرقت ديارهم وابدانهم اهل رحمة الله اهل الجماعة وان تفرقت ديارهم وابدانهم واهل معصيته اهل فرقة وان ديارهم وابدانهم. وصدق رحمه الله. ثم قال جل وعلا الا من ربك وهم يعني اهل الملة الحنيفية المستقيمين على هدي النبي صلى الله عليه وسلم قال ولذلك خلقهم. قال الحسن للاختلاف خلقه. هذه حكمة بالغة. خلق الله الناس للاختلاف. مؤمن وكافر. شقي سعيد خلقهم الله عز وجل لذلك وان كان ارسل لهم الرسل وانزل عليهم الكتب وبين الحق ودعاهم اليه واعطاهم حرية الاختيار. فمنهم من ابى ان يسلك ذلك. واخذ بعمله لا بعلم الله السابق بعمله وفعله قال ولذلك خلقهم؟ قال الحسن البصري في رواية عن وللاستلاف خلقهم. وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس خلقهم فريقين كقوله فمنهم شقي وسعيد. وقيل خلقهم للرحمة يعني ان الاصل ان الله خلقهم لاجل ان يعبدوا الله كلهم ويؤمنوا جميعا. هذا القول وان كان يعني معنى حق ان الله خلق الخلق ليؤمنوا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون لكن السياق هنا لا يقتضي ذلك والله اعلم وان ولي ذلك خلقهم اي للاختلاف لكونهم مختلفين لكون فريق ككفرة وكوني من المؤمنين الى شقي وسعيد. قال ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين تمت كلمة الله. صدقا وعدلا. بانه يملأ الجنة انه يملأ جهنم من الجنة والناس اجمعين جهنم لكثرة الداخلين لها. وهذا دليل انهم اختلفوا فمنهم مؤمن ومنهم كافر. ولهذا يقول ابن كثير يخبر تعالى انه قد سبق في قضائه وقدره لعلمه التام وحكمته النافذة ان ممن خلقه من يستحق الجنة ومنهم من يستحق النار. وانه لا بد ان يملأ جهنم من هذين الجن والانس وله الحجة البالغة والحكمة التامة. ثم اورد الحديث اختصمت الجنة والنار فقالت النار ما لي لا يدخلني الا الضعفاء الا ضعفة الناس. فقالت الجنة فمالي لا يدخلني الا الناس وسقطوا وقالت النار اوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. فقال الله عز وجل للجنة انت رحمتي ارحم من اشاءوا وقال للنار انت عذابي اوعد انتقم بك ممن اشاء. ولكل واحدة منكما ملؤها فاما الجنة فلا فلا يزال فيها فضل فضل يعني مكان فاضي اذا مكان ما فيه احد فلا يزال فيها فظل حتى ينشئ الله لها خلقا اسكنوا هول الجنة. واما النار فلا تزال تقول هل من مزيد؟ حتى يضع عليها رب العزة قدمه قولوا قط قط وعزتك او قطني قطني يعني حسبي حسبي يكفيني يكفيني نعوذ بالله من النار لا تزال رغم ان يدخلها من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين. لكن لا تزال هل من مزيد من مزيد؟ نعوذ بالله من غضبه وعذابه. حتى يضع الجبار فيها قدمه فينزوي بعضها على بعض وتنطوي وتقول قدم او قط قط او قطن قطني حسبي حسبي يكفي يكفيني فلا تطلبوا مزيدا. اعوذ بالله من عذابي. قال وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة. الجنة الجن قال لهم الجن ويقال الجن. والناس اجمعين يعني ليس فقط من الجن وليس فقط من الانس فيدخلها العصاة من الجن والانس. ثم قال جل وعلا وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون. لا قبلها وكلا نقص عليك من انباء الرسل. نبهوني اذا بعض الايات وكلا نقص عليك التنوين هنا قالوا تنوين العوظ والتقدير وكل نبأ من انباء الرسل مما يحتاج اليه نقصه عليك. في شيء محذوف هنا كل هذا تنوي العوظ الجملة احيانا يكون جمل واحيانا يكون جملة واحدة واحيانا تكون كلمة وكلا يعني وكل نبأ من انباء الرسل مما لكم به نفع وحظة نقصه عليك اي نخبرك به؟ وكل هنا مفعول به لنقص. نقص كل انباء الرسل عليك هذا تقدير الكلام. وكلا نقص عليك تقدير الكلام نقص عليك كل انباء الرسل التي تنتبعون بها. وكلا نقص عليك من انباء الرسل اي من اخبارهم. الامور الماضية. وكما لاحظت هذه السورة في اليومين الماضيين كم قص علينا الله عز وجل من الامم السابقة؟ قص علينا اخبارهم واخبار كثيرة جدا قال جل وعلا وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك. اذا هذي من حكم قصص الرسل والانباء السابقة. انباء الرسل. لاجل ان يثبت الله فؤاد نبيه قلب نبيه فهذا القصص يجعل قلبه ثابتا متيقنا مطمئنا لكثرة الادلة وان هذا الذي يجري عليه الان جرى على من قبله سنة الله في خلقه. قال جل وعلا وجاءك في الحق قال اكثر المفسرين وجاءك في هذه السورة الحق لان جاء فيها مواعظ كثيرة فجاء بهذه السورة الحق وموعظة وذكر المؤمنين جاءك ايضا فيها موعظة تتعظ بها ويتعظ من من احيا الله قلبه بما حصل من الاهلاك للام السابقة. وايضا وذكر المؤمنين يتذكر ويتفكر فيها يتفكر فيها اهل الايمان فيتذكرون ويتوبون ويحذرون ان يصيبهم ما اصاب من قبلهم اذا وفي هذه هذه السورة قال بعض المفسرين وفي وقد جاءك بهذه قال اي في الدنيا جاءك وبهذه الدنيا الحق سواء قيل انه قرآن او فعل الله جل وعلا واظهاره لدينه والقظاء على اعدائه والاكثر على ان المراد هي السورة والله اعلم جاءك بهذه السورة الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين. ثم قال جل وعلا وقل للذين لا لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون قل يا نبينا للذين لا يؤمنون بك وبما جئت به وهم كفار قريش ومن كان على شاكلتهم اعملوا على مكانتكم اي على هديكم وطريقتكم التي انتم عليها انا عاملون على هدينا وطريقتنا. اعملوا على هديكم طريقتكم على دينكم الذي انتم عليه هذا من باب التحدي والتحذير والتخويف وبيان ان ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق ولهذا قال انا عاملون سنعمل بديننا ولا نتزحزح عنه. وانتم ابقوا على هيئتكم وطريقتكم ودينكم وانتظروا هنا التهديد. وانتظروا ما يحل وانتظروا انا منتظرون تهديد انتظروا ما يحل بكم وبنا. فسيحل بكم العذاب والنكال. وتكون لنا العاقبة الحميدة فانتظروا انا منتظرون نحن سننتظر. وهذا لا يقوله الا واثق مما من انه على الحق والصواب فلما ابوا الا الكفر قال اعملوا على مكانتكم وطريقتكم. ونحن عاملون بطريقتنا وما نحن عليه انتظروا سيأتي الحين الذي يعرف من هو الذي على الحق. ومن هو الذي على الطريقة الصحيحة وهو لا شك النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه الذين يتبعون الوحي. ثم قال جل وعلا ولله غيب السماوات والارض. اي علم غيب السماوات والارض قد احاط به علما لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وله علم الغيب المطلق جل وعلا يتمدح ويمدح نفسه فانه علام الغيوب. لانه على كماله وقدرته جل وعلا ثم قال واليه يرجع الامر كله اليه سبحانه وتعالى يرجع امر العباد وامر الدنيا والاخرة فالامر كله يرجع اليه. وفق قضائه وتقديره وتدبيره ومن كان كذلك هو الواجب ان يعبد وان يهرب بالعبادة هو المستحق للعبادة. قال جل وعلا فاعبدوا وتوكل عليه. بعد ان ذكر هذه الصفات العظيمة وهي علم غيب السماوات والارض. وان الامر كله يرجع اليه؟ قال فاعبدوا افرده بالعبادة خصه بالعبادة. قال جل وعلا وتوكل عليه. اذا اعبده افيده العبادة تعبد له وايضا اعتمد عليه وفوض امرك اليه بكماله وقوته وقدرته وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون. وما ربك بغافل قالوا بغافل يعني ساه لا يغفل لا يسهو عما تعملون من الاعمال بل قد علم ذلك واحصاه وكتبه في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ويقال يوم ياما اقرأ كتابك وكل انسان الزمناه طائره في عنقه طائرهم يعني كتابه وعمله. ويؤمر بقراءته. وهناك ملائكة يحفظون فالله ليس بغافل ولا بساه بل والله يعلم عمل كل واحد منا ولو ولو كنا كلنا متفرقين على انفراده بل يعلم ما توسوس به نفوسنا جل وعلا. وقوله عما تعملون هذه هي قراءة اه نافع وابن عامر عما تعملون وقرأ الباقون عما يعملون عما يعملون. وبهذا نكون انتهينا من سورة هود هذه السورة المباركة العظيمة. وهي من يعني اميز السور في ذكر الانبياء وقصصهم فحصل منهم