بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبيا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد آآ كنا قد توقفنا بالامس عند قوله جل وعلا في قصة يوسف وقال للملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليم. هذه الايات بعد الايات التي مرت معنا في رؤيا الملك وفي تذكر الغلا الفتى الذي دخل مع يوسف السجن وكان قد نسي واتيانه الى يوسف وسؤاله عن الرؤيا وتعبير يوسف لها واخباره للملك بذلك فقال عند ذلك الملك ائتوني به. قال الملك اي ملك مصر في زمانه قال ائتوني به اي ائتوني بيوسف وهذا يعني اخرجوه من السجن واتوني به قال فلما جاءه الرسول اي رسول الملك ارسل اليه الملك رسولا وهو في السجن يقول له هيا الى الملك قال يوسف ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليم ارجع الى ربك اي الى سيدك ويريد الملك لانه يجوز من يطلق على بعض البشر رب بشرط الاظافة. ربك رب الدار رب البيت رب السيارة. اما بالاطلاق الرب لا يخلق الا على الله سبحانه وتعالى. قال فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن؟ مر معنا ان هؤلاء النسوة هن اللاتي آآ مكرن بامرأة العزيز وقلنا امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا فمكرت بهن هي ايضا ودعتهن وقدمت لهن الطعام واعطت كل واحدة منهن سكينا. ثم امرت يوسف ليخرج عليهن. فلما رأيناه لجماله وبهائه وحسنه شغلنا عما بايديهن وجعلن ينظرن اليه فكانت احداهن تحز البرتقال الاتروج او غيره ذهلت فصارت تحز يدها فقطعت يدها فمكرن بها ومكرت بهن فهنا يسأل والذي يظهر من سياق الايات والله اعلم خاصة ان يوسف يقول فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن يعني ظاهر الامر ان هؤلاء ان هذه النسوة ايضا قد شاركن امرأة العزيز في ابتغاء الفاحشة مع يوسف لانه قال اسألوا ما بين النسوة يريد ان يبرأ ساحته عليه السلام يريد البراءة وهذا دليل على قوة ايمانه وكماله. يقول نبينا صلى الله عليه واله وسلم في الحديث الصحيح اه لعل ان نؤجل الكلام عليه لكن معنى الحديث هو سيأتي ان شاء الله معنا لكن معناه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال غفر الله ليوسف لو كنت انا لاجبت الداعي داعي الملك لما قال اخرج يوسف ما اجاب الداعية قال لا اذهب ارجع الى ربك واسأله ما شأن النسوة التي فعلن ما فعلن النبي يقول لو كنت انا لاجبت الداعي مباشرة خرجت من السجن قال فاسأله ما بال النسوة؟ يعني ما شأن النسوة اللاتي قطعن ايديهن لماذا؟ لانه مر معنا انه بدا للعزيز ومن معه ان يسجنوا يوسف من اجل ابراء زوجة العزيز. لانه لو ترك ها؟ لقيل اذا هو هو قدح. هي نعم. هو قد هذه المرأة قد زنت. او ارادت الزنا. لكن لما سجن قالوا له ما سجن الا لان المشكلة منه وليست منها. هذه سياستهم. فهنا اراد ان يبرئ نفسه النسوة كلهن اسألهن لماذا؟ لماذا قطعن ايديهن ما هي المشكلة التي بيني وبينهن؟ اراد ان يبرأ ساحته وهذا امر مهم جدا اذا تهيأ للانسان رفع المظلمة وبراءة العرض وابعاد ما اثير حوله هذا امر مهم جدا ان يطلبه الانسان انت تبرأ ساحته قال ما بال النسوة التي قطعن ايديهن؟ ان ربي بكيدهن عليم. ان ربي بكيدهن ومكرهن ومع كدنني فيه عليم اي ذو ذو علم وهو جل وعلا يعلم حقيقة الامر هذا ثناء على الله جل وعلا بالعلم ذو علم بما كدنني به قال ما خطبكن اذ راودكن يوسف؟ كما قلنا مرارا ان القرآن معجز ولهذا يختصر اشياء من الكلام لكن هم ما اختصر مما بين يديك فلا شك ان الملك ارسل الى النسوة واحضرهن وسألهن فقال ما خطبكن اذ راودكن يوسف عن نفسه؟ ما شأنكن اذ راودتن لاحظ هنا بدأت البراءة انتم اللاتي راودتن يوسف عن نفسي هو ما راودكن اذا اردتم ان يوسف عن نفسه قلنا حاشا لله مر مع ليلة البارحة ان حاشوا بمعنى معاذ معاذ الله تقول حاشى ان يفعل فلان كذا يعني لا يفعل فلان مثل هذا. فقلنا حاشا لله يعني ما عاذ الله ما علمنا عليه من سوء ما علمنا على يوسف من تهمة من تهمة ولا خيانة ولا امرا يسوؤه. ها ثبتت البراءة ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز وذكرنا ان عكس المفسرين على ان اسمها زليخة. قالت امرأة عزيز الان حصحص الحق. ومعنى حصح يعني ظهر وتبين وانكشف الان ظهر الحق انكشف تبين الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه اعترفت مع انها لما الفت سيدها زوجها عند الباب قالت ما جزاء من اراد باهلك سوء الا ان يسئ له عذاب اليم جعلته للمتهم والان اعترفت انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين. لانه رد عليها لما قالت ما اجزاء من اراد باهلك سوء الا ان يسجن عذاب اليم قال هي راودتني عن نفسي ثم بدأ له من بعد ما رأوا الايات يعني من بعد ما ظهرت لهم الايات على صدق يوسف وان مشكلة كانت من زوجي من زوجتي العزيز ايضا سجنوه. وهنا اعترفت وقالت انا راودته عن نفسي وانه لمن الصادقين لما قال هي راودتني عن نفسي ذلك ليعلم اني لم اخنه بالغيب ذلك هذا من قول امرأة العزيز ذلك اي هذا الاعتراف ليعلم زوجي ليعلم زوجي اني لم اخونه غيره انني ما وقعت في الفاحشة صحيح حصلت المراودة وابتغت ذلك لكن يوسف استعصى امتنع. اذا هنا هي اعترفت بمعاودة لكن قالت ليعلم اني لم اخونه بالغيب يعني ما وقعت في الخيانة في الفاحشة وبالزنا والمراودة حصلت لكن ما حصلت الفاحشة ذلك ليعلم اني لم اخونه بالغيب وهذا دليل ان زنا المرأة المتزوجة ذنب عظيم. وجرم كبير وخيانة للزوج. وان الواجب عليها الامتناع من هذا الامر او متزوجة او غير متزوجة وان هذا من حق الزوج عليها الا يطأ فراشه احد غيره ولهذا هذه المرأة تقول لم اخونه ليعلم زوجي اني لم اخونه تتمدح بهذا وتطمئن قلبه وانه ما حصل شيء مما يخاف منه في مسألة الفاحشة وان الله لا يهدي كيد الخائنين قال الطبري لا يسدده لا يسدد. قال والله والله لا يسدد صنع من خان الامانات ولا يرشده ولا يهديه نعم ولهذا الله لا يهدي كيد الخائنين لكن هل يوصف الله جل وعلا بالخيانة لا ولهذا بعض الناس لا ادري يوجد في هذا البلد او غيره بعض الاماكن يقول خانني فلان خانه الله خان الله من خان الامانة. هذا منكر. الله ما الله لا يخون ولا يهدي كيد الخائنين ايضا قال وهذا هو الصحيح وقول جماهير اهل العلم ان هذا القول ذلك ليعلم اني لم اخونه هذا من القول امرأة العزيز وذهب امام المفسرين الطبري الى انه من قول يوسف فقال ذلك يعني يوسف يقول ذلك ليعلم سيدي ومولاي العزيز اني لم اخونه بالغيب فما واقعت امرأته وانتصر لهذا القول ورده العلماء. بل قال ابن تيمية رحمه الله رحمه الله عن هذا القول قال وما ابرئ نفسي فمن كلام امرأة العزيز كما يدل عليه القرآن دلالة بينة لمن تدبر القرآن ثم ذكر الحجة واطال في الكلام ثم قال واما القول بانه من قول يوسف فهو في غاية الفساد ولا دليل عليه ونحوه قول ابن كثير قال وقد قيل ان ذلك من كلام يوسف اه ثم قال عن القول الاول انه من قول امرأة العزيز قال وهذا القول هو الاشهر والاليق والانسب القصة ومعاني الكلام ثم ذكر كلامه. اذا يا اخوان هذا من قول امرأة العزيز اصل السياق معها الان كلها تتحدث هي هي التي اعترفت وقالت راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين. اذا الاصل اعتبار السياق والنظر في الظمائر. الاصل توحيد الظمائر. الا اذا قام دليل على خلاف ذلك قال جل وعلا عن المرأة ايضا وما ابرئ نفسي ما ابرئ نفسي واقول انني بريئة ما عملت خطأ ابدا. ان النفس لامارة بالسوء. لان هذا هو الاصل ان نفس تأمر بالسوء الا ما رحم ربك تأمر الانسان بالسوء يعني بالمعصية بما تسوءه عاقبته تأمره بالشهوات تأمره بالمحرمات الا ما رحم ربي الا ان ربي غفور رحيم وهذا دليل على طمعها في مغفرة ربها لها وفي رحمته لها لان لانها قالت ان ربي غفور رحيم. فهو الغفور الذي يغفر الذنوب وهو الرحيم الذي يرحم الخلق. فارجو ان يغفر لي ذنبي وان بالتوبة علي اه قال جل وعلا وقال الملك ائتوني به استخلصه نفسي فنعم الحديث الذي قلته لكم قبل قليل روى الامام احمد عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في قوله فاسأله ما النسوة اللاتي قطعن ايديهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت انا لاسرعت الاجابة وما ابتغيت العذر واسناده وايضا جاء بسند صحيح بشواهده من حديث آآ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ولو كنت مكانه ما اجبتهم حتى اشترط ان يخرجوني ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين اتاه الرسول ولو كنت مكانه لبادرتهم باب ولكن اراد ان يكون له العذر. ولا شك ان نبينا صلى الله عليه وسلم هو اتقى الخلق. و اعظم الخلق وابر الخلق ثم قال جل وعلا وقال الملك ائتوني به وهذا يعني في الكلام مقدر هو انه بعد ان اعترفنا النساء وبرئت ساحة يوسف انه اخرج يوسف من السجن وجاء به الى الملك وتكلم معه فقال الملك او قبل ان يتكلم قال ائتوني به اي من السجن واخرجوه واتوا الي استخلصه لنفسي قالوا استخلصه لنفسي يعني اجعله من خلصائي من خلاصاء دون غيره. وقيل اي اجعله من خاصتي والمعنى متقارب كله حق اذا ائتوني به حتى اجعله من خاصتي معي قريب مني سبحان الله كما يقولون في بعض التعبيرات يقولون بعض المحن منح بعض المحن تنتهي الى منحة وهذا هو الغالب في امر المؤمن واذا اراد الله امرا هيأ اسبابه وقد تكون الاسباب في ظاهر نظر الناس انها مصيبة وانها فتنة وانها وانها لكن هي في الحقيقة رفعة يرمى في البئر ثم يباع مملوكا ثم يخدم سيدة العزيز ثم يراود ثم يسجن لاجل ان يصبح هو عزيز مصر ويرفعه الله والطريق الى هذا الصدق مع الله الصدق اصدق الله يسترك. اتق الله حيثما كنت وانظر الى العواقب الحميدة قال فلما كلمه اي كلم الملك يوسف وعلم براءته وظهر له علم علمه قال له علمه وفضله قال انك اليوم لدينا مكين امين. لدينا هو ملك مصر مكين ذو مكانة او تفعل ما تشاء وامين ذو امانة مؤتمن لا يشك فيك قال اجعلني على خزائن الارض وخزائن الارض قالوا اي خزائن ارضك. والمراد بها قالوا خزائن الطعام والاموال. وقيل المراد خزائن الخراج المهم انه سأل ان يجعله على الخزائن لان الرؤيا تدل على انه سيحصل هذا الامر ويحتاج الى من يقوم بضبط الامور وفي السنوات الخصبة يجمع الاموال ويجمع الطعام حتى يستعد للسنوات العجاف الممحلة قال اجعلني على خزائن الارض وفيه جواز ان يسأل الرجل الامارة اذا علم انه ليس هناك احد اكفأ منه قال ابن كثير يجوز للرجل ذلك. قال مدح نفسه ويجوز للرجل ذلك اذا جهل امره للحاجة للحاجة والا الاصل ما يجوز للانسان يتمنى الامارة. قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها من غير مسألة اعنت عليها. وان اعطيت المسألة وكلت اليها او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا للحاجة وبعض اهل العلم يقول لا ما يجي سؤال الامارة مطلقا. وهذا يكون شرع من قبلنا لكن ورد في شرعنا ما يخالفه اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم كما استودعتني حفظ الخزائن وقلت باني امين اجعل خزائن الارض اليه واني حفيظ ساحفظها وايظا عليم بتدبيرها وتصريفها حتى الامر على التمام والكمال وهكذا ينبغي ان من يعين في مكان ان يكون حريظ يحفظ هذا الامر وما يتعلق به ويكون عليم متخصص ويكون قوي امين قوي امين. قال جل وعلا وكذلك مكنا ليوسف في الارض. الكاف دائما للتشبيه. فحينما يقول وكذلك معنى الكلام مثل ذلك فعلنا كذا وكذا. فهناك مشبه ومشبه به فهنا المشبه به ما هو؟ اخراج يوسف وتمكينه كذلك فان بيوسف او فعلنا ذلك ومثل فعلنا ذلك ايضا مكنا ليوسف فالله اخرجهم من السجن وبرأه وصار. عزيز او صار خازن الاموال ومن الى ذلك ايضا مكن الله له في الارض يتبوأ منها حيث يشاء مثل ذلك ايضا مكن الله له في الارض اي ارض مصر. يتبوأ منها اي ينزل منها حيث يشاء. يقال تبوأ المكان اذا نزل فيه واقام. فمكنه الله حتى صار انزل في اي مكان شاء قال يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين. نصيب برحمتنا يصيب الله برحمته من يشاء. وهل دليل ان رحمة الله تكون في الدنيا وتكون في الاخرة ايضا نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين اي لا نبطل جزاء من عمل صالحا واحسن عمله لا نبطله بل نحفظه له. ولهذا الجزاء من جنس العمل حتى في الدنيا تنال جزاء عملك وكذلك في الاخرة. ثم قال جل وعلا ولا اجر الاخرة خير الذين امنوا وكانوا يتقون ولا اجد الاخرة الا هنا للابتداء لام الابتداء. اجر اخرة والجزاء والثواب في الاخرة للمؤمنين في ان خير من هذا الجزاء الذي يحصل في الدنيا مهما كان قال جل وعلا للذين امنوا وكانوا يتقون. امنوا اي صدقوا واقروا وامنوا بما يجب الايمان به ومن ذلك الايمان بالله وصول وكانوا يتقون الله جل وعلا فيجعلون بينهم وبين عذابه وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه. وقد مر معنا مرارا تعريف التقوى وهي ان تعمل بطاعة الله على نور من ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله وكان يوسف من المتقين عليه السلام. قال جل وعلا آآ هنا ذكر ابن كثير يعني بعض الاثار خلاصتها ان تطفيل او عزيز مصر السابق اطفيل انه قد توفي توفاه الله في هذه الفترة ثم جعل الملك يوسف مكانه ثمان الملك زوج يوسف بزوجة عزيزي مصر هذا طبعا هو ذكره محمد ابن اسحاق وغيره وهم من اخبار بني اسرائيل التي يستأنس بها فتذكر الاستئناس لا للاعتماد وانه تزوج وانها اسلمت وتزوج بها بعد ذلك. وانه قال لها اليس هذا خير مما كنت تريدين؟ قالوا فيزعمون انها قالت ايها الصديق لا تلمني فاني كنت امرأة كما ترى حسناء جميلة ناعمة في ملك ودنيا وكان صاحب ولا يأتي النساء وكنت كما جعلك الله او كنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك على ما رأيت فيزعمون انه وجدها عذراء فاصابها فولدت له رجلين ابن يوسف وميشيا ابن يوسف وولد لابراهيم لافرائيم نون والد يوشع ابن نون فتى موسى ورأوا ولد له رحمة ولد له رحمة امرأة ايوب والله اعلم. وقال الفضيل بن عياض وقفت امرأة العزيز على ظهر الطريق طرف الشارع الطريق. ويوسف يمر فقالت حتى مر يوسف فقالت الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته والملوك عبيدا بمعصيته او رحم من ذلك فهذا يعني يذكر ويستأنس به لكن من غير اعتقاد الله اعلم قد يكون وقع وقد لا يكون لكن ليس فيه شيء يخالف او نقول لا هذا باطل وعارف الشرع انا؟ لا آآ ثم قال جل وعلا وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون. ذكر السدي ومحمد ابن اسحاق وغيرهم ان السبب الذي اقدم اخوة يوسف بلاد مصر ان يوسف عليه السلام لما باشر الوزارة الحفظ حفظ الخزائن خزائن الارض آآ ومضت السنين السبع المقصبة ثم تلتها المجدبة عم القحط بلاد مصر بكمالها وصل الى بلاد كنعان اي فلسطين التي فيها يعقوب وابناؤه وتسامحوا ان في مصر ملك او رجل يوصف ويعطي الطعام بقدر ما يأخذ من المال ولا يظلم احدا شيئا تسامعوا فجاؤوا جاؤوا من ارض فلسطين الى ارض مصر يريدون الطعام. لان الان هم في السبع الشداد. وقد قال بعض المفسرين انهم انما جاءوا الى يوسف في السنة الثالثة يعني مرت السنة الاولى من السنين الشديدة والثانية وجاءوا اليه في الثالثة ليمتاروا الطعام يأخذ الطعام لاهلهم وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه وهو في ملكه وفي ابهته وفي حشمته فعرفهم وهم له منكرون. عرفهم يوسف هؤلاء اخوته وهم منكرون ما عرفوه بماذا؟ قالوا لان يوسف كان متوقعا اتيانهم واتيان اهل تلك البلاد. لانهم اصابهم ما مصر وهم لم يكونوا يتوقعون ان يوسف وصل هذا المكان ولا يدرون هو في اي مكان اصلا ولهذا الانسان اذا كان متوقع شيء قد يستنبط والذي ما توقع شيء يغفل اصلا عن امر. والامر الثاني قالوا ان يوسف لما القوه في غيابة الجب كان صغيرا فتغيرت ملامحه كثيرا فلم يعرفوه وهو قد تركهم وهم رجال لما رموه. وغالبا الكبير ما يتغير كثيرا بينما الصغير الشاب يتغير كثيرا ولهذا عرفهم وهم له منكرون. يعني ما عرفوه ولما جهزهم بجهازهم بجهازهم يقال الجهاز والجهاز بكسر الجيم وبفتحها المراد به ما يحتاج اليه المسافر من الطعام. وهنا المراد به الطعام الذي جاءوا من اجله. وهو وتر البعير حمل على كل بعير حمله من الطعام وكانوا عشرة عشرة من الابل حملها هذا هو الجهاز والجهاز جهزوهم يعني امر غلمانهم فاعدوا وجاؤوا بالطعام وظعوه على ابلهم ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني باخ لكم من ابيكم الا ترون اني اوفي الكلى وانا خير المنزلين ويرد السؤال هنا وما يدريه يقول الصديق ان يوسف لما دخلوا عليه وعرفهم اراد ان يستخرج منهم كلاما حتى يبعد الامر عن نفسه ويحصل على اخيه بس ما هو بطريق مباشر فقال لهم ما الذي جاء بكم الى بلادي انتم عيون علينا عيون جواسيس؟ ما الذي جاء بكم بلادكم الى بلادنا فارادوا ان يدافعوا عن انفسهم قالوا لا لسنا نحن اولاد رجل صالح ابونا يعقوب صديق من انبياء الله ونحن ابناؤه ولكن هو لا يستطيع ان يأتي لانه فقد ابنا له وهو صغير فاحبه وحزن عليه فامسك اخاه من من امه يتسلى به عن ابنه الذي فقده ارادوا ان يعطوه معلومات حتى يطمئن انهم ليسوا باعداء لانهم اعطوهم معلومات كاملة عنهم ليطوي الله عمرا كان مفعولا ومن هنا قال لهم يوسف ائتوني باخ لكم من ابيكم ان كنتم صادقين فيما تقولون ارجعوا الى اهليكم واذا جئتم تريدون كيدا مرة ثانية تريدون ان اعطيكم ائتوني باخيكم من ابيكم ان كنتم صادقين. ان تقولون انكم العشرة اخوة. ولكم اخ عند ابيكم. ان كنتم صادقين ائتوني باخيكم لماذا؟ حتى اكيل لكم يتبين لي انكم صادقين. اما اذا ما اتيتم به فكلامكم باطل. كذبة انتم جواسيس لست كما تقولون فقال ائتوني باخ لكم من ابيكم الا ترون اني او في الكيل؟ ومعنى اوفي الكيل يعني؟ اتم الكيل ولا ابخس وانا خير المنزلين اي خير المضيفين. لانه ضيفهم واكرمهم واحسن اليهم وهم لا يشعرون فقال اتوني باخيكم من ابيكم حتى يتبين لكم انكم صعد صادقون فيما تقولون. ثم قال الا ترون اني اوفوا الكيل؟ لان ابخصكم حقكم قال الا ترون اني احسنت اليكم؟ واضفتكم؟ فهو هنا يريد ان يطمئنهم حتى يرجعوا مرة اخرى حتى يرجع اليه مرة اخرى. قال فان لم تأتوني به فلا كيد لكم. عندي ولا تقربون اذا لم تأتوني باخيكم من ابيكم حتى يتبين انكم قد صدقتم بما تقولون لي فلا كيد لكم عندي. ما لكم طعام عندي يكال ولا تقربون ولا تقربوا بلادي وملكي لا تأتوني ولا اراكم في بلدي قالوا سنراود عنه اباه والا لفاعلون. سنطلب نراوده المحاولة مرة بعد مرة. سنطلب من ابيه ان يرسله انا وان لفاعلون يعني مجتهدون في ذلك ومراودون حتى يوافق يعني سنبذل جهدنا يريدون يطمئنون قال جل وعلا وقال لفتيانه اي لغلمانه الذين يعملون معه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها اذا انقلبوا الى اهلهم لعلهم يرجعون بضاعتهم قالوا المراد بها قيمة الطعام الذي جاءوا بها فهم جاءوا ليكتالوا على عشرة من الابل وجاؤوا ببضاعة يعني بقيمة قيمة الطعام تعرفون الطعام ما هو مجانا فكل حول حمل بعير بكذا وكذا من المال. طيب لماذا قال بضاعة قال بعض المفسرين لان الذي جاءوا به ليس نقودا خالصة بل جاءوا باشياء اخرى معها جاءوا ببعض الجلود جاءوا ببعض الاحذية يعني بعض البضائع التي في بلدهم جاءوا بها الى مصر حتى تكون ثمن مع الدراهم القليلة او حتى وحدها تكون ثمنا للطعام الذي سيأخذونه. ولهذا قال بضاعتهم ما قال نقودهم قال اجعلوا بضاعتهم في رحالهم في رحالهم يعني في متاعهم في حال في العفش حطوها في الكيل الذي الذي جاءوا به الذي قلتم لهم قلنا لهم ضعوا فلوسهم في متاعهم لماذا؟ لعلهم يعرفونها اذا انقلبوا الى اهلهم لعلهم يرجعون ظعوها لعلهم يعرفونها اي يعرفون كرامتهم علينا هذا قول لعلهم يعرفونها اي اكرامنا لهم. وقال بظروف السنين لعلهم يعرفون بضاعتهم فيرجعون الينا حتى يعطونا اياها. لانه يعرف ان اخوته ما يريدون ان يأخذوا شيء مجانا فلعلهم اذا عرفوا يقول نعم هذه بضاعتنا الذي اشترينا بها لا لابد نرجعها اليهم اخطأوا فلابد نرد لهم البضاعة نرد نرد لهم الفلوس قيمة الطعام لعلهم يعرفونها اذا انقلبوا الى اهلهم. قال بعض المفسرين ان يوسف فعل ذلك لاجل ان يرجع اليه اخوته باخيهم وقال بعضهم بل انه فعل ذلك تعطفا وشفقة على ابيه واخوته يريد يأتون حتى يستفيدون مرة ثانية واصابهم ما اصابهم من من الشدة والله اعلم. ثم قال جل وعلا فلما رجعوا الى ابيهم قالوا يا ابانا منع منا الكيل فارسل معنا اخانا نكتا وانا له لحافظون. رجعوا الى ابيهم وصلوا الى ارض كنعان الى فلسطين وصلوا عند ابيهم. قالوا يا ابانا منع منا الكيل. يعني بعد هذه المرة منع منه الكيل بعد هذه المرة. فلا كيل لكم عندي ولا تقربون يعني مرة ثانية منع منا ما نستطيع ان نكتال فارسل معنا اخانا لان عزيز مصر قال ائتوني باخ لكم من ابيكم. فمن انا من الوكيل المستقبل؟ ما نستطيع ان نكتال. ونحن بحاجة شديدة فنريد منك ان ترسل اخانا معنا وهو بنيامين. اخو يوسف فارسل اخانا فارسل معنا اخانا نكتل هكذا هي قراءة اه الجمهور بالنون نكتل وقرأ حمزة والكسائي يبتل ارسل معنا فارسل معنا اخانا يكتل. يعني اخانا يكتر الطعام. هو القلعة الثانية نكتال جميعنا فنحن احد عشر بعيرا كلها كي وانا له لحافظون وانا لاخينا بنيامين حافظون سنحفظه ونصونه ولا يصل اليه مكروه لانهم يعرفون ان باه يخاف عليه قال جل وعلا عنه قال هل امنكم عليه الا كما امنتكم على اخيه من قبل فالله خير حافظا ارحم الراحمين. استفهام انكاري هل امنكم عليه الا كما امنتم على خير من قبل امنتكم على يوسف واحد وقلتم انكم لو حافظون وانه هناك له الذئب ونحن عصمة الا اذا لخاسرون فتريدون نفعل في بنيامين مثلهم ذكرهم بفعلتهم الا كما امنتكم على اخيه من قبل فالله خير حافظا. اولا حافظا فيها قراءتان قرأ حمزة والكسائي وحفص والله خير حافظا بالالف وقرأ الباقون فالله خير حفظا ففيها قراءتان حافظا وحفظا وكلاهما قراءة صحيحة. والمعنى فحفظ الله خير من حفظكم او حافظ الله خير من حافظكم. فهو يستحفظ الله ويستودعه اولاده. فهو خير من حفظكم وان تقول الانسان احفظوه فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. جل وعلا فارجوه ان يرحم شيبتي وكبر سني وان يرد لي يوسف لانه ارحم الراحمين جل وعلا. ثم قال جل وعلا ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم. المتاع يعني الكيل الذين خرجوا وذهبوا به الى يا ولدي. فلما فتحوه وجدوا بضاعته. وجدوا نقودهم او وجدوا قيمة البضاعة التي اتوا بها قيمة الكيل وجدوا بضاعتهم ردت اليهم. قالوا يا ابانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت الينا ونمير اهلنا ونحفظ اخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير قالوا يا ابانا ما نبغي قال بعض المفسرين ماء هنا للاستفهام ومعنى الكلام ما نبغي وراء هذا يا ابانا ما ما نبغي وراء هذا يعطينا كيل مجانا وفلوسنا ردها علينا لماذا لا تأذن لاخينا يذهب معنا؟ ما وراء هذا الاكرام اكرام وقيل انما هنا نافية. والمعنى يا ابانا ما نبغي هذه ببعض يا ابانا ما نبغي منك فلوس المرة هذي ما نبغي نافية ما نريد منك قيمة الطعام الذي سنذهب ونأتي به. لان القيمة الصادقة معنا موجودة ما نبغي ما نريد منك شيء قيمة الطعام السابق موجودة وجدوها في رحالهم. ما نبغي هذه بضاعتنا ردت الينا هذه قيمة الكيل السابق ردت الينا ما ما اخذها العزيز مقابل الطعام ونمير اهلنا نمير اهلنا اي نجلب لهم الميرة والميرة هي الطعام. يقال ان تار الرجل يعني اشترى الطعام نمر اهلنا يعني نأتيهم بطعام لانهم في السنوات العجاف بحاجة الى الطعام ولابد ونحفظ اخانا اكدوا على حفظه ونزداد كيل بعير بدل ما نحن عشرة نزداد كيل بعير على العشر عشرة احدى عشر بعيرا. ثم قالوا ذلك كيد يسير ذلك الكائن يسير قال بعض المفسرين يسير يعني ما حملناه من الطعام عشرة يسير يكاد يكفينا السنة كلها فاذا اخذنا زيادة بعير يكفينا لكن حمل عشرة عشرة من الابل يسير ما يكاد يكفي حاجتنا طيلة الوقت قبل ان نرجع مرة اخرى فهذا كيل يسير فنريد ان نزداد كيل بعير. هذا قول وقول يسيء قالوا زيادة حمل بعير واحد يسير وعزيز مصر كريم واكرم مثوانا واحسن الينا. فان شاء الله لن لن يمانع. ما دام اعطانا عشرة كل بعير واحد يسير وسيعطينا اياه ولن يماني عليه قيل هذا وقيل هذا والله اعلم. ذلك كيد يسير قال لن ارسله معكم حتى تؤتوني موثقا من الله. اذا لان يعقوب عليه السلام واراد ان يرسل بنيامين معهم لماذا؟ مع انه جرب فعلهم بيوسف قالوا لانهم كانوا في شدة هذي السنين العجاف وكان لابد لهم من الطعام فكان شيء ضروري لابد يأتون بطعام والا يموت الناس فرغم انهم فعلوا ما فعلوا وهو حريص عليه لكن المقام والحاجة تقتضي انه يوافق لكنه توثق فقال لن ارسله معكم حتى تؤتوني موثقا من الله الموثق هو العهد من الله يعني المغلظ بالايمان تحلفون موثوقا يعني عهدا توافقونني به من الله توثقونه بالحلف تقسمون عليه والله لنأتينك به حتى تؤتوني موثقا من الله لتأتونني به الا ان يحاط بكم قال قتادة يحاق بكم يعني الا ان تغلبوا عليه. وقيل الا ان تهلكوا او تموتوا وقيل المعنى يصيبكم ما يحيط بكم فلا تستطيعون دفع ما وقع بكم. اذا تعطوني موثق تأتونني به الا ان يحاط بكم والله اذا كان امر غصبا عنكم وعنه ما لكم حيلة المشتكى الى الله الا ان يحاط بكم فلما اتوه موثقهم يعني عهودهم او عهدهم وحلفوا عليه قال الله على ما نقول وكيل ونعم الوكيل. قال المفسرون وكيل اي شهيد على الطبري وكيل اي شهيد علينا. الله على ما نقول وكيل انا وانتم شهيد علينا جميعا ويسمع كلامنا ويشهد علينا والعصر هو الوكيل انه قائم بالتدبير. الذي يقوم بتدبير العباد كأنه يقول شهيد علينا ويدبرني واياكم جل وعلا. ثم والقصد ان هذا تأكيد عليهم. وان الله لا يخفى شيء انتبهوا كلنا جعلنا الله وكيلا علينا انا وانتم فلا تخونوا ولا تنقضوا. كلها ينبغي الحرص على حفظ بولده ولكن الامر امر الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. قال وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد شوف يا اخي لابد تكون عباراتك مع اولادك لطيفة فيها الحنان والشفقة مع ان اخوة يوسف فعلوا ما فعلوا بيعقوب لا يزال في الحزن حتى بيضة عيناه عمي بسبب فعلهم ومع ذلك ما قال يا يا عاقين يا مجرمين يا يا بني يا بني ترى هذا له اثر كبير على اولادك. لم يحسون منك الشفقة. مهما حصل في مستقبل هذا يكسر كل شيء فيبقون يحتفظون لك بالود غير الابوة حسن التعامل يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة. وما اغني عنكم من الله من شيء ان حكم الا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون من ابواب متفرقة. قالوا مراد الابواب ابواب مصر التي يدخل اليها. وقد ذكر بعض المفسرين انها كان لها اربعة ابواب يعني اربعة طرق يدخل الى مصر من خلالها الابواب هذه مثل الطرق الرئيسية الان المنافذ التي تدخل مثلا دولة الكويت الان شوارع عامة طرق يدخل الى الكويت من طريقها. هذه هي الابواب. لماذا قال ذلك؟ خشي عليهم العين قالوا لانه كانوا عشرة اولاد رجل واحد وكان عليهم من النظارة والبهاء وحسن الاجسام ما خشي عليهم ان تصيبهم العين ففيه جواز الاخذ بالاسباب فيه جواز الاخذ بالاسباب وتعاطي الاسباب التي فيها السلامة تكون الانسان مثلا يحتاط ومثل هذه جاء عند واحد صاحب عين يعرفه او جماعة عيانين يحاول يخفي بعض امره ولا يظهر كل شيء هذا هذا من تعاطي الاسباب هذا امر مطلوب وان كان ما ينفع حذر من قدر لكن هذا من باب الاخذ بالاسباب. فالنبي صلى الله عليه وسلم يوم احد لبس ظاهر بين درعين حتى ما تصيبه الصيام وما اصيب النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ما اصيب يوم احد لكنه اخذ بالاسباب فلا يعني ان الانسان اذا اخذ بالاسباب ثم وقع ما يخاف يقول كيف وانا فعلت كذا؟ لا يا اخي. الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. وهذا يدل عليه ايضا قول يعقوب قال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة كل واحد كل مجموعة يدخلون من باب هجوا العشرة كلكم او احدى عشر الان مع اخيهم من يمين احدى عشر رجل باب واحد؟ لا تفرقوا. يعني كل باب يدخل منها اثنين وثلاثة يعني اقل من عشرة او احدى عشر. ثم وما اغني عنكم من الله شيء لانه نبي الله. ما انفع او ما ادفع عنكم من قضاء الله شيئا. انا اقول لكم هذا من باب الاسباب لكن انا لا ادفع عنكم شيئا من قضاء الله اذا كان الله قد قضى امرا ومروا نعمتم من الله من شيء. ان الحكم الا لله. اي ما الحكم والقضاء النافذ الا لله وحده لا شريك له عليه توكلت فوضت امري واعتمدت عليه. مع الاخذ بالاسباب ومنها لا تدخلوا من باب واحدة. وعليه في توكل المتوكلون يأمر ابناءه وغيرهم. على الله يتوكل المتوكلون. لا يتوكلون على غيره. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين اعتمدوا على الله فوضوا الامور اليه مع الاخذ بالاسباب. ثم قال جل وعلا ولما دخلوا من حيث امرهم ابوهم ما كان يغني عنهم من والله من شيء الا حاجة في نفسي يعقوب قضاها. وانه لذو علم لما علمناه ولكن اكثر الناس لا يعلمون ولما دخلوا من حيث امرهم ابوهم يعني من ابواب متفرقة ما كان من حيثهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء. يعني دخولهم من ابواب متفرقة ما كان يغني عنهم من الله شيء من الله ما كان يدفع من قضاء الله وقدره قضاء الله نافذ لكن تتعاطى الاسباب ما كان يغني عنهم من الله من شيء الا حادث في نفسه يعقوب قضاها. وهي خشية العين. كان في نفسه حاجة تخشى عليهم العين. فالان لما دخلوا من ابواب متفرقة هي ما اغنت عنهم من الله من شيء سيؤخذ بنيامين سيؤخذ لكن يعقوب كان في نفسه شيء وهذا احيانا يصير عندك شيء تقول لو صار كذا ترى انا والله في نفسي شيء طيب فعلت هذا الذي في نفسك ووقع القضاء الا حادث في نفسه عقوبة قضاها ثم قال الله مادحا ليعقوب وهذا دليل ان مثل هذه الامور وتعاطي الاسباب ليس امر محرم ولا منكرا لان الله اثنى عليه بعد تعاطي هذه الاسباب فقال وانه اي يعقوب لذو علم لما علمناه قال قتادة لذو علم اي لذو وعمل بما علمناه. فهو ذو علم وعمل. فيعمل بما علمناه لانه قال وما اغني عنكم من الله من شيء وقال بعض المفسرين قال ابن جرير انه لذو علم لما علمناه انه لذو علم لتعليمنا اياه ولكن اكثر الناس لا يعلمون فيعقوب ليس كسائر الناس فهو ذو علم بما علمناه ويعمل بمقتضاه ولهذا مع انه اخذ امرهم بان يدخل نظام مورقة على علم ان الامر امر الله. قال ان الحكم الا لله ثم قال جل وعلا ولما دخلوا على يوسف اي اخوته اختصر الكلام وطوى يعني انهم بعد المعاهدة ركبوا من الشام وذهب معهم بنيامين وساروا حتى وصلوا مصر ثم لما جاءوا مصر ودخلوا من هذه الابواب المتفرقة اجتمعوا ودخلوا على يوسف فقال يوسف او قال ولما دخلوا على يوسف اوى اليه اخاه اوى اليه اخاه يعني ظمه ظمه اليه وانزله عنده قال اني انا اخوك فلا تبتأس بما كانوا يعملون وامه اليه وانفرد به عنهم لانه انزلهم وضيفهم. فقال يوسف لاخيه بنيامين الذي هو اصغر منه انا اخوك. وعليه ابن يوسف. انا خوك يوسف فلا تبتأس لا تحزن بما كانوا يعملون. لا تحزن على فعلهم في فيما مضى لا تبتأس ولا تحزن يطمئنه ثم قال جل وعلا فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل اخيه ثم اذن مؤذن ايتها العير انكم لسارقون لما جهزهم بجهازهم وكان لهم واعطاهم الكيل احد عشر بعيرا جعل السقاية السقاية هو الايلاء الذي كان يشرب به الملك وكان اناء واحدا يشرب به الملك ويكيل به الطعام للناس ولهذا هنا قال السقاية اشار الى انه كان يستقي به امر خطير اناء الملك اللي يشرب فيه يسرقونه وسماه في الايات الاتية صواع الملك والصواع والصاع اذا هذا الوعاء يشرب فيه الملك تارة ويكيلهم الطعام كالتارة اخرى. اذا هو وعاء مهم جدا ولا يقال حتى اخذوا لهم وعاء في الف وعاء. في الف طاسة بدلا منها. لا هذي مهمة. الملك لا يشرب الا فيها ولا يكيل الطعام للناس الا بها قال وجعل السقاية اي الاناء الذي يستقى به ويشرب في رحل اخيه في متاع اخيه بنيامين جعلها وسط الطعام الذي كانه له على بعيره ثم اذن مؤذن اي نادى منادي لحقوا بهم قالوا انهم تركوهم حتى خرجوا من طرف البلد تميزوا حتى يظهر الامر فاذن فيهم نادى فيهم منادي ايتها العير والعير هي القافلة وقيل هي الابل المحملة بالطعام تسمى عير هي الابل المحملة بالطعام. او بالتجارة ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم سبب غزوة بدر خرج يلتمس عيرا قريش كانت مع ابي سفيان يعني الابل التي كانت قريش تحملتها من الشام الطعام تريد تأتي بها الى مكة اذا ناداهم ايتها العير انكم لسارقون. انتم سراق. قالوا واقبلوا عليهم ما لا تفقدون. قالوا اي اخوة يوسف جاءوا ايه؟ الى المؤذن والمنادي واقبلوا عليهم ماذا تفقدون؟ لماذا قلنا سارقين؟ مش فقدتم انتم؟ لماذا؟ قالوا نفقد صواع الملك صواع الملك. هو الاناء الذي كان يستقي به هو السقاية هناك عبر عنه بوصف من اوصافه التي يستعمل بها وهو الشرب والسقي وهنا عبر عنه بوصف اخر وهو الكي. الصواع والصاع معنى واحد قالوا نفقد صواع الملك ثم قالوا ليبرهنوا على صدقهم ولمن ولمن جاء به حمل بعير من جاء به الان قبل ما نفتشكم له عندنا حمل بعير مجانا حمولة سيارة حمولة تريلا ها اغراء لهم حتى ولان لا يشكوا قالوا تالله نعم قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير اي وتر بعير وانا به زعيم. يقوله المنادي المؤذن انا به زعيم ضمين كفيل انا اكفل له واقروا بعير اذا جاءني بالصاع. قال اخوة يوسف قالوا تالله وتالله قسم انه يقال والله تالله بالله كلها حروف قسم هذه. فاقسموا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض اي ما جئنا لنعصي الله في ارضكم لان مرة معنا مرارا من الافساد في الارض هو العمل فيها بالمعاصي فقالوا والله انكم تعلمون حنا لما جئنا لنعصي الله في ارضكم لاحظوا جئنا نريد طعام ونرجع فالله لقد علمتم ما جئنا لنسند في الارض وما كنا سارقين. ما سرقنا. هم يتكلمون عن انفسهم قالوا فما جزاؤه؟ قال المؤذن ومن معه؟ الغلمان اصحابه ما جزاؤه ان كنتم كاذبين. طيب ما جزاء من وجدناه سارقا؟ اذا وجدنا السارق ما جزاؤه؟ ان كنتم كاذبين. انتم وتقولون ما كنا سارقين الان لكن ان تبين انه سارق صرتم كذابين انتم تقولون لسنا بسارقين طيب ان تبين انه سارق ما جزاءه قالوا لماذا قالوا هذا قالوا لان حكم شريعة ابراهيم ان السارق اذا سرق يجعل مملوكا لمن سرق منه واسيرا عنده لمدة سنة اذا سرق في هذه الشريعة ابراهيم اذا سرق احد من احد يؤخذ السارق ويسلم للمسروق منه ويقال هذا اسير عندك مملوك لمدة سنة لكن حكم ملك مصر التي بها يوسف ان من سرق يغرب ويغرم ضعفي ما سرق اذا الحكمان عندنا ولهذا قالوا قالوا فما جزاءه؟ يريدون منهم ان يذكروا جزاء الجزاء الذي في شريعة ابراهيم هو انه يؤخذ السارق. لان يوسف يريد يأخذ اخاه قالوا فما جزاؤه ان كنتم؟ كاذبين؟ قالوا اي اخوة يوسف. جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه. كذلك الظالمين جزاؤه السارق من وجد في رحله فهو برأسه الجزاء. هو جزاؤه خذوه خذوا السارق وسلموني من سرق منه سلموه للملك هادي شريعة ابراهيم قالوا من وجد في رحله فهو جزاؤه. قالوا جزاؤهم من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين. لانهم متوثقون من امرهم مثل هذا الجزاء نجازي كل ظالم لان السارق ظالم قال فبدأ باوعيتهم قبل وعاء اخيه بدأ يفتش اوعيتهم لماذا؟ حتى لا يشكون. فتش عشرة عشرة من الابل واخرهم اخوه. قال فاستخرجها من وعاء اخي ثم استخرجها من وعاء اخيه اخرج صواع الملك من متاع ورحل اخوه بنيامين قال الله جل وعلا كذلك كدنا ليوسف ما معنى كدنا؟ اي دبرنا ليوسف وكبر اخوانه له لماذا؟ لانه ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك. لان دين الملك الذي الذي يوسف عزيز عنده الان ان من سرق يضرب ويدفع قدر السرقة مرتين هذا دين الملك فيسيء له بده يكون في دين الملك. لكن لما توثق منهم واشترطوا على انفسهم ان من سرق خذوه هذا جزاؤه هذا من كيد الله ليوسف مكره ليوسف باخوانه ولهذا في الحديث اللهم امكر لي ولا تمكر علي كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله. الا في حال مشيئة الله لذلك. لان الاصل انه يعمل بحكم ملك مصر هو انه يجلد ويغرم مثله مرتين. لكن الانصار حكم اخر غير حكم دين الملك هذا من من كيد الله وتدبيره ليوسف آآ كذلك كبر ليوسف ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله نرفع درجات من نشاء اولا درجات طرأها الكفر بالتنوين درجات. وقرأ الباقون بدون تنوين. نرفع درجات من نشأ ومعنى نرفع درجات من نشاء؟ قال الطبري اي نرفع منازل من نشاء ورفع منازله ومراتبه في الدنيا بالعلم على غيره فقد رفع منزلة يوسف ومرتبته على اخوته ثم قال وفوق كل ذي علم عليم وهو الله سبحانه وتعالى قال الحسن البصري ليس عالم الا فوقه عالم حتى ينتهي الى الله عز وجل. مهما يكن من عالم تجد فوقه عالم فوقه عالم الى ان ينتهي العلم الى الله ونحوه قال قتادة او نسق او قتادة قول الحسن قال وفوق كل ذي علم عليم حتى ينتهي العلم الى الله منه بدأ وتعلمت العلماء واليه يعود وقال عكرمة يكون هذا اعلم من هذا وهذا اعلم من هذا والله فوق كل عالم فور كل ذي علم عليم اثبت العلم وان كل عالم فوقه من هو اعلم منه لا ينتهي العلم الى الله. ولا يحيطون بشيء من علمه جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى قالوا ان يسرق قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال انتم مكانا والله اعلم بما تصفه لماذا قالوا هذا لانهم اخبروا العزيز ان اخوهم هذا من ابيهم فقط وكان عند ابيه فراودوا اباه عنت فارادوا ان يتنصلون من السرقة ترى هذا له اخ مثله. اما احنا نحو البقية لسنا هكذا. بس ترى هذا كان له اخ يهز له سرا. قال وكانوا يحلون بذلك ان يوسف عليه السلام في حال صلاه قد سرق صنما لجده ابي امه بصره والقاه في الطريق كان يوسف في صغره قد سرق صنما لجده من جهة امه وكسر الصنم والقاه في طريق الناس. موحد حتى وهو في في صباه وصغره عليه السلام وقال ابن اسحاق عن عن مجاهد قال كان اول كان اول ما دخل على يوسف يوسف من البلاء فيما بلغني ان عمته ابنة اسحاق ان عمته ابنة اسحاق وكانت ولدي اسحاق وكان اليها منطقة اسحاق. يعني اخت يعقوب واليها المنطقة. المنطقة هو الشيء الذي يشد في الوسط يربط فكان اسحاق له منطقة بعد ما مات خرقة كان يشدها على وسطه. فاحتفظوا بها قال وكانوا يتوارثونها بالكبر لان الكبير هو الذي يأخذها وكان يعقوب فكان فتلاقي نام وكانوا يتوارثونها بكبره فكان من اختبأها ممن وليها كان له سلما او سلما لا ينازع فيه يصنع وفيه ما يشاء وكان يعقوب حين ولد له يوسف قد حضنته عمته. عمته بنت اسحاق عمة يوسف اخت يعقوب حضنته عمته آآ فكان منها واليها فلم يحب احد شيئا من الاشياء حبها اليه او حبها اياه ولهذا يقال ان يوسف لما قال له الفتيان في السجن يعني انا احببناك نراك محسنين. قال لا لا تحبونني لا تحبونني ما احبني احد الا تضررت به فاحبتني عمتي فتضررت منها ثم احبني ابي وتضررت منه فعل باخوتي ما فعلوه واحبتني زوجتي العزيزة فعلت بي ما فعلت حتى سجنت قال فاحبته اشد ما يكون من الحب حتى اذا ترعرع وبلغ سنوات وقعت نفس يعقوب عليه السلام ابوه وقعت نفسه يعقوب عليه السلام فاتاها فقال يا اخية سلمي ليوسف فوالله ما اقدر ان يغيب عني ساعة. قالت فوالله ما انا بتاركته. ثم قالت فدعه عندي اياما انظر اليه واسكن عنه. لعل ذلك يسليني عنه او كما قالت فلما خرج من عندها يعقوب عمدت الى منطقة اسحاق فحزمتها على يوسف ومن تحت ثيابه. يوسف غلام صغير فعملت الى هذه المنطقة المنطقة الخرقة للتربة فربطتها على يوسف ثم البسته الثياب من فوقها قالت قال عمدت الى منطقة اسحاق فحزمتها على يوسف من تحت ثيابه ثم قالت فقدت منطقة اسحاق عليه السلام فانظروا من اخذها ومن اصابها والتمست فلم يجدوها فقالت اكشفوا اهل البيت. فتشوا اهل البيت قلت وين تروح هذي؟ ففتشوهم فكشفوها فوجدوها مع يوسف فقالت والله انه لسلم لي اصنع فيه ما شئت. سلم يعني اسير عندي. هذا في ديني اللي يسرق منطقة اسحاق وانا الوكيلة عليها يصبح اسيرا عندي مملوك لي ما احد ينازعني فيه. ما تريد ان يعقوب يأخذه منها قالت انه لسلم انه لي لسلم اصنع فيه ما شئت فاتى يعقوب فاخبرته الخبر فقال لها انت وذلك انت وذاك ان كان فعل ذلك فهو سلم لك ما استطيع غير ذلك. فامسكته فما قدر عليه يعقوب حتى مات قال فهو الذي يقول اخوة يوسف حين صنع باخيه ما صنع اه حينما حين صنع اخوه ما صنع قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل. اذا هم يقصدون هذه القصة. هذه او هذه والله اعلم. فالحاصل انهم ما قالوا هذا انهم عرفوا يوسف لا يريدون يتنصلون من المسؤولية. ترى هذا اخونا من ابينا فقط. وترى اخ له قبله سرق. نحن بكيف اخذ رمضان اسرق يتنصلوا من المسؤولية لانه اهل الكلام والعطاء مع العزيز قالوا من يسرق فقد سرق اخ له من قبل فاسرها يوسف في نفسه. اسرها يعني اخفاها واظمر اظمر هذي مرها في نفسه ما الذي اضمر؟ قالوا ما ذكره بعد ذلك. فاسرها في يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال انتم شر ما كان والله اعلم بما تصفون. اذا اسر في يوسف في نفسه انتم شر مكانا والله اعلم بما تصفون في نفسه ما ما تكلم بها امامهم لكنه اسره واضمرها اسر هذا الامر لانه يعرف حالهم وانهم ما سرقوا هم شر منه قال فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم. ماذا اسر؟ قال انتم شر مكانا. قال ان المفسرون يعني انتم اشد يعني هذا الذي اظمره بنفسه انتم اشد شرا في حالتكم هذه لانكم سرقتم مشاهدة انتم سرقتم الان اخر اخيكم ما ندري دعوة تقولونها هل انتم تقولون هذا؟ هو يعرف انه ما هو بصحيح انتم شر مكانه والله اعلم بما تصفون لانه وصل كذب ما هو بصحيح لكن اسرها في نفسه احيانا يتبين له الامر فيسره في نفسه لمصلحة اعظم قال قالوا يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا. فخذ احدنا مكانه ان نراك من المحسنين. صاروا الان الى العزيز الى يوسف ايها العزيز يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرة قد شاخ كبر متقدم في العمر وهو مشفق عليه وهو يحبه محبة عظيمة فخذ احدنا مكانه خذ واحد منا نحن بقية العشرة احبس واجعل اسير عندك واحد بدلا من هذا من اخينا هذا من اجل ابينا اننا نراك من المحسنين نرى افعالك اضفتنا وكلت لنا وزدتنا وفعلت فينا ما فعلت فنحن رجل من اهل الاحسان وابونا شيخ كبير يحب يريد تحسن اليه. قال معاذ الله اي اعوذ بالله معاذ الله اي اعوذ بالله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده. الا من من وجدنا صواع الملك او السقاية عنده. الا اذا لظالمون اي ان اخذنا بريئا بمتهم انا لظالمون. وقعنا في الظلم. فما ذنب هذا الذي نأخذه والسارق لا يمكن يريد يقنعهم انه لا يمكن ان يسلمه لهم. قال جل وعلا فلما استيأسوا منه استيأسوا قلنا ان السين والتاء دائما تأتي للمبالغة وللتأكيد. والا استيأسوا بمعنى يأسوا يئسوا خلاص حاولوا حاولوا لا يمكن ان يسلمهم اخاهم. وهذه المشكلة انهم يعني تعهدوا ووافقوا ان يأتوا ببنيامين والان حبس ما يرجع فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا خلصوا يعني انفردوا عن الناس وعن العزيز خلصوا يعني انفردوا صاروا وحدهم نجيا يناجي بعضه بعضا. والمناجاة هي المسارة في الحديث بين اثنين فاكثر وتكون بصوت من يعني ابتعدوا عن الناس صاروا يتناجون يخفضون اصواتهم ايش نسوي؟ ماذا نصنع؟ خلصوا نجيا قال كبيرهم الم تعلموا ان اباكم قد اخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين. قال كبيرهم اهتم بالامس ان كبيرهم هذا يقال له روبي وانه اكبر ابناء يعقوب وانه ابن خالة يوسف فامه وام يوسف اخوات ولهذا كان عنده عطف على يوسف اكثر. ولهذا لما ارادوا قتله قال القوه في غيابة الجب لا تقتلوه. القوه في غيابة الجب. فلا يزال وكما يقال اخف الضررين فلما وقعت المشكلة قال لهم ارجعوا الى بي. قال كبيرهم الم تعلموا ان اباكم قد اخذ عليكم موثقا؟ تذكرون؟ تعرفون ان اباكم قد اخذ عليكم عهدا موسقا باليمين ومن قبل ما فرطتم في يوسف ومن قبل هذا فرطتم في يوسف ورميتم وبالجب يعني ما لنا وجه مع مع الوالد هذا امر عظيم يذكرهم بذنبهم بدليل انه نادم ومن قبل ما ما فرطتم في يوسف فلن ابرح الارض يعني لن مفارقة ولن لن افارق هذه الارض ارض مصر التي انا فيها ولا ازال فيها ولا اخرج حتى يأذن لي ابي بالرجوع. لان فعلنا فعله سيئة فلن ابرح ولن اخرج من هذه الارض حتى يأذن لي ابي في ارض كنعان. او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين. او يحكم الله لي بخلاص اخي واتي انا واياه سويا بخلاص اخي من الاسر. فلا يمكن ان ارجع الى ابي. مثل ما يقول عندي يقول ما لي وجه ارجع او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين. لان احكامه جل وعلا دائرة بين الفضل والعدل وهو احكم الحاكمين واعدل العادلين وحكمه عدل جل وعلا او فضل منه. قال ثم قال لهم ارجعوا الى ابيكم فقولوا يا ابانا ان ابنك سرق وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين. ارجعوا الى بكم واجهوا في الحقيقة قولوا ان ابنك سرق من يمين سرق. وما شهدنا الا بما علمنا. نحن ما شهدنا الا بما علمناه ورأيناه وبام اعيننا رأينا الصواع او السقاية استخرجت من من بعيره من الكيل الذي على بعيره فوالله ما شهدنا هذه الشهادة الا بما علمناه حقا ما كذبنا عليه وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين. اي ما كنا نرى ان ابنك يسرق وانه يؤخذ طيب هذا من علم الغيب ما كنا نحفظ علم الغيب ما ندري علم الغيب ولا نحفظه ونحيط به من كل وجه ما ندري لكن هذا الواقع وما كنا للغيب حاضرين. واسألي القرية التي كنا فيها والعيرة التي اقبلنا فيها وانا لصادقون. واسأل القرية قال القائلون بالمجاز هذا دليل على المجاز لان القرية هنا مجاز والمراد اسأل اهل القرية. الحقيقة اسأل اهل القرية نقول من قال انه مجاز؟ بل هذا حقيقة. وهذا من معهود العرب في كلامها واستعمالها. فهم يقولون اسألوا القرية وهم يريدون اهلها وهذا لا يشكل. لا يفهم احد لما تقول اسأل الكويت اسأل الكويت كلهم عن الشيخ فلان ماذا تفهم اهل الكويت هذا ما ما يحتاج الى ذكاء. وهذا اسلوب من اساليب العرب وطريقة من طريقتهم في الكلام. وهو حقيقة في هذا الاعتبار لكن هم لا يعنون حينما يقول اسألوا القرية انهم يريدون يأتي الى جدران القرية يا جدار تعرف يوسف تعرف بنيامين وين راح؟ ولا يقوله احد بل حتى الناس يستعملون هذا حتى غير العرب. هذا حتى السائل في كلام العرب. الى يومنا هذا الناس يستخدمون هذا واسألوا القرية التي كنا بها اي اسأل مصر اسأل اهل مصر فعلا هو سرق واستخرجوه من وعائه التي كنا فيها. والعيرة التي اقبلنا فيها. ايضا العير القافلة. التي كنا فيها ورجعنا معهم هم كانوا معنا ولحق بنا المؤذن واذن ونادى وفتشوا متاعنا واستخرجوها من وعاء اسألوا هم شهود كل ذلك يريدون ان يصدقهم ابوي والعيرة التي اقبلنا فيها وانا لصادقون. والله انا لصادقون. فيما نقول قال لهم ابوهم قال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل. عسى الله ان يأتيني بهم جميعا انه هو العليم والحكيم. قال بل سولت زينت وحسنت لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين. في المرة الاولى قلت الان ما اصدقكم لكن سولت اي زينت وحسنت انفسكم امرا وكيدا في بنيامين مثل كيدكم في يوسف لكن فصبر جميل. قال فصبري عليكم وعلى ما سولت لكم انفسكم وعلى امركم صبر جميل. وقد ذكرنا بالامس ان الصبر الجميل هو الذي لا شكاية فيه ولا جزع لن اشتكي اليكم ولن اظهر لكم جزائي فاشكو بثي وحزني الى الله التوحيد التعلق بالله سبحانه وتعالى فصبر جميل ثم قال هذا دليل على حسن ظنه بربه. عسى الله ان يأتيني بهم جميعا لماذا ما قال عسى الله ان يأتيني بهما يوسف يعقوب لان ريفائيل روبين معهم صاروا ثلاثة الان يوسف وبنيامين الذي وجد استوائي في رحله واخوه الكبير اكبرهم الذي قال لن ابرح الارض ابا بكر قال في مصر صاروا ثلاثة فقال عسى الله ان يأتيني بهم الثلاثة كلهم جميعا انه هو العليم الحكيم. العليم الذي احاط علمه بكل شيء وهو الحكيم في كل ما يقدره ويشرعه. ومن ذلك عليم بحاله ووجدي عليهم وعلموا بحالهم هم الان وفي اي حال وهو جل وعلا الحكيم في كل ما ويقدر وتولى عنهم بعد هذه المحادثة اعرض عنهم ترك ابناءهم وقال يا اسف على يوسف معنى يا اسف يعني؟ قال الطبري يا حزني يا حزني على يوسف يعني لكن هو ما يناديهم ولا ما شكى اليهم صبر جميل الان اعرض عنهم وتولى وصار يدعو ربه يا حزني يعني قالوا يا اسفي يا حزني قالوا وهو اشد الحزن الحزن الذي معه الندم يا اسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم. ابيضت قالوا غلب بياض غلب البياض على حدقة العين. وذهبت الرؤية صار ما يرى وقال بعضهم قال الشوكاني انقلبت انقلب سواد عينيه بياضا من كثرة البكاء هذا والله حزن عظيم فابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم. ومع ذلك وين؟ قال قتادة يرد حزين قد كظم حزنه فلم يتكلم بسوء يا حزني على يوسف فهو كظيم كظم ما قال لهم شيء فهو حزين وحزن وعظيم وندمه عظيم لكن كظمه ولم يشتكي احد الى ولم يشتكي الى احد من الخلق وقيل كظيم بمعنى كميد مكمود صابه الكمد ما اصابه اشد الحزن. فالحاصل انه ابيضت عيناه وعمي فقد بصره. من شدة الحزن وايضا كظمه له ما يشتكي الى احد لانه كما يقول العامة الانسان اذا فظفظ عن نفسه يمكن يخف عليه الامر لا يعقوب ما شك الى احد صبر جميل لا يشتكي الى احد قد كرم امره وكظم حزنه فالتجأ الى ربه قال جل وعلا قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حربا او تكون من الهالكين قالوا تالله يعني من حوله من اولادها اولاده لما رأوه عمي صار فيك في حزن شديد قالوا تالله اي والله يقسمون تفتحوا تذكروا يوسف حتى تكون حربا او تكون من الهالكين. ومعنى تفتى قالوا تذكر او لا تزال تذكر يوسف قال ابن عاشور طاهر بن عاشور تفتأ معنى تفتأ والمعنى لا تفتر في حال كونك كوري يوسف هذا معناه لا تفتر يعني ما في فتور في حال تذكرك يوسف دائما تذكره فلا تزال تذكر يوسف حتى تكون حرظا. قالوا والحرم التالف. تالفا. اه باليا. او قالوا دنفا من المرض وقالوا الحرب هو المرض الشديد الذي يشفي على الهلاك. فيقول له اولاده يعني ارحم نفسك لا تزال تفتأ يوسف تذكر يوسف ما تزال ولا تفتر عن ذكره ولا تزال تفكر فيه وتتذكره حتى يؤدي بك ذلك الى الهلاك تصبح حرظا مريظا مرظا شديدا او تكون هالكا تموت بسبب هذا الحزن. فهم يعني شفقة عليه يريدون ان يتركوا هذا الحزن قال لهم انما اشكو بثي وحزني الى الله. بثي البث هو الهم الشديد. والحزن مع فقال لهم لما قالوا له هذا انما اشكو بثي همي حزني وما في الى الله ما اشكو اليكم ولهذا قال واعلم من الله ما لا تعلمون اذا كون الانسان يصبر اذا وقعت فيه مصيبة لكن يشكو الى الله ويدعو ويبتهل ويبكي على الافاعيل التقرب الى الله حتى يزيل ما به هذا عبادة هذا امر عظيم لا الذي ينكر ان الانسان يذهب الى الناس. انا وقع لي ووقع لي. ايش ينفعك اما اللجوء الى الله هذي عبادة وهكذا كان يعقوب نبي الله ولهذا قال انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون. لانني اعلم ان يوسف موجود وانه سيرجع لي واني ساسجد له انا وامه وانتم الرؤية التي في اول السورة وقال انها رؤية حق لا تكسر رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا. انا اعلم من الله ما لا تعلمون. لانهم قالوا حتى تكون من الهالكين لا سيأتي ولن اموت بل سيأتي وسيكون التقي به الى اخر ما جاء في الايات. والم والله ما لا تعلمون. يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف. التحسس هو شدة الطلب والتعرف. تحسس اطب وتعرفوا ابحثوا تحسسوا من يوسف واخيه لماذا يشبه اخي والثالث لان هو بقي باختياره ولو اذنت له سيأتيني ما في مشكلة. لكن يوسف انا لا ادري اين هو وبنيامين محبوس فتحسوا عنهما