الان نبدأ اه قال الله جل وعلا او الان نبدأ بسورة الرعد ونتكلم على ما اعتدنا الكلام عليه من بعض المسائل في اول السورة فنقول اسمها سورة الرعد سورة الرعد ولا يعرف لها اسم غير ذلك وسبب تسميتها بالرعد ذكر الرعد فيها في قوله جل وعلا ويسبح الرعد بحمده فقيل له الرائد من اجل ذلك واما نوعها فعلى قول المجاهد ورواية عن ابن عباس وقول قتادة وسعيد ابن جبير انها مكية هاي نزلت عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة وجاء عن ابن عباس في رواية اخرى وعن عكرمة والحسن انها مدنية اي نزلت بعد الهجرة وقال بعضهم هي مدنية الا ايتين وهي قوله لو ان قرآنا سيرت به الجبال وقوله ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة ورجح ابن عاشور الطاهر بن عاشور انها مكية من حيث الاسلوب والاستدلال ان الذي ينظر في اسلوبها وطريقته الاستدلال يقول هذه السورة مكية لان فيها الاستدلال على التوحيد وتقريع الشرك وهذه من صفات من علامات المكي والمدني التي يذكرها العلماء منها ان السور المكية تعنى بالتوحيد باثبات التوحيد باثبات البعث مناظرة المشركين قوة الاسلوب وعدد اياتها ثلاث واربعون اية في العد الكوفي واربع واربعون اية في العد المدني وخمس واربعون اية في العد في العد الشامي وقد اكدنا اكثر من مرة ان العد هنا لا يقتضي الاختلاف او ان هذه السورة فيها بعضها فيها ايات زائدة عند لا لكن بعضهم يعد هذه الاية ايتين وبعضهم يعدها اية واحدة. والا هي هي واما ترتيب نزولها فمن عدها مكية لم يتعرضوا لم يتعرضوا لهذا او لم يذكروا موقعها بين السور ومن قالوا ان بين السور المكية ومن قالوا انها مدنية قالوا نزلت بعد سورة القتال بعد سورة محمد وقبل سورة الرحمن وعددها سبع وتسعون هي الاية هي السورة السابعة والتسعون من في عداد النزول ولم يرد في فضلها حديث صحيح بخصوصها الا الحديث العام الذي مر معنا انني اوتيت مقام المئين الانجيل ومقابل التوراة مر معنا امس قال اعطيت مكان التوراة السبع الطوال ومكان الزبور ومكان الانجيل المثاني. وفضلته مفصل. وهي من المثاني لهذا الاعتبار. يقول الله جل وعلا الف لام ميم راء مر معنا الكلام على الحروف المقطعة واحسنوا ما يقال الله اعلم بمراده ومن حكمه ولذلك حكمة هي التحدي والاعجاز بدليل ذكر القرآن بعد الاتيان بالحروف المقطعة. فهنا لما قال الف لام ميم راء قال تلك اية الكتاب ذكر القرآن بعد ذلك وتلك اسم اشارة للبعيد يقال هذه ويقال تلك ببيان علو ايات القرآن ورفعتها وسموها ايات الكتاب والكتاب هو القرآن والذي انزل اليك من ربك هذا من باب حطف الصفات على بعضها فتلك اية الكتاب وهو الذي انزل عليك هو الذي انزل اليك من ربك. والنزول يدل على علو الله جل وعلا وان القرآن نازل من السماء. وان الله اوحاه الى جبريل ونزل به جبريل الى نبينا صلى الله عليه واله وسلم ثم قال الحق اي هو الحق الذي لا مرية فيه والحق ضد الباطل فهذا القرآن وهذه تزكية لهذا القرآن العظيم الذي انزله الله على نبيه انه هو الحق والصدق الذي لا يجوز لاحد ان يشك فيه فهو من لدن الله جل وعلا وكل ما فيه حق والايمان به حق. قال جل وعلا ولكن اكثر الناس لا يؤمنون اكثر الناس لا يؤمنون مع ان القرآن هو الحق الذي لا مليئة فيه وما استطاعوا ان يأتوا بسورة من مثله واخبرهم باخبار من الغيب ولكن مع ذلك لم يؤمنوا. حكمة بالغة. وان تطع اكثر من في الارض اظلوك عن سبيل الله. ثم قال جل وعلا الله يمدح نفسه يتمدح جل وعلا. ولا احد احب اليه المدح من الله لانه هو مستحق المدح جل وعلا وهو المحمود على كل حال ضد الرأي والسراء وفي كل افعاله واقداره واحكامه واقواله. قال الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها. الله جل هو الذي رفع هذه السماء بغير عمد ترونها قال بعضهم بعض المفسرين وهذا يروى فاه عن ابن عباس وعن مجاهد والحسن قال رفع السماء بعمد لا ترونه رفع السماء بعمد لترونه فمعنى قوله بغير عمد ترونها رفعها بغير عمد مرئية لكن هي رفعت باعمدة لا ترونها هذا قول واضح ولا لا اعيد ايه قالوا معناها معنى الاية هو الذي رفع السماء بعمد لا ترى السماء مرفوعة لكن عمد ما نراها. والجمهور على ان المعنى هو الذي رفع السماء بغير عماد. ما لها عماد لو كان لها عماد لرأيتموه وهذا هو والله اعلم المناسب للسياق. وهذا ظاهر الكلام والاصل حمل الكلام على ظاهره قال جل وعلا وهذا يدل على عظمته وعلى قدرته هبلغ في بيان قدرته جل وعلا نقول نعم الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش. مر معنى الكلام وان ان الله استوى على العرش استواء حقيقيا يليق بجماله وكماله جل وعلا. وان الاستواء في لغة في كلام السلف يأتي المعنى على وارتفع واستقر سبحانه وتعالى فهو سواء حقيقي. ولا نقول انه استولى بل هذا من تحريف الكلم عن مواضعه. لان ربنا جل وعلا في جميع صفاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال جل وعلا وسخر الشمس والقمر كله يجري لاجل مسمى. سخر الشمس والقمر يعني ذللهما. جعله مسخرين مذللين لمصالح العباد ومنافعهم فدللنا الشمس والقمر وسخرهما لنا ولمصالحينا. فكم للعباد من المصالح في الشمس والقمر؟ لا يحصيه الا الله جل وعلا اضرب مثال اذا كان في وقت البرد كم يدفع الانسان في وقت الليل من المال مقابل التدفئة اذا طلعت الشمس كوفيد على سبيل المثال والا لا تعد ولا تحصى. المنافع التي جعلها الله جل وعلا للشمس وللقمر ولغيرها من مخلوقات. قال كل يجري لاجل مسمى. الشمس تجري لمستقر الله والقمر يجري وكل منهما يجري الى اجل مسمى اي الى وقت معلوم قال بعضهم في السرين وهو وقت فناء الدنيا وقيام الساعة التي عندها تكور الشمس ويخسف بالقمر. قال تعالى فاذا برق البصر وخسفت وخسف القمر وجمع الشمس والقمر هذا يوم القيامة. اما قبل ذلك هي تجري ما يتأخر القمر عن وقته وابانه. الشمس ما تجي ما تأخر عن وقتها وابانها الا اذا جاء الاجر المسمى وهو انتهاء هذه الدنيا وتكوير الشمس وطرحها في النار كما جاء في الحديث الصحيح الشمس والقمر ثوران عقيران في النار صححه الشيخ الالباني رحمه الله. قال جل وعلا وسخر الشمس والقمر كله يجري لاجل مسمى. ثم قال يدبر الامر اي الله يقضيه ويصرفه وحده لا شريك له يفصل الايات يوضحها ويبينها لعلكم بلقاء ربكم توقنون. هاي تفصيل وهذا الايضاح وهذا البيان وهذه الايات العظيمة الدالة على وحدانيته ووجوب افراد بالعبادة وانه مستحق للعبادة كل ذلك لعلكم بلقاء ربكم توقنون تؤمنون باليوم الاخر والبعث والنشور وقيام الساعة لان الايمان بالبعث من اهم اركان الايمان. كثيرا ما يقرن الله جل وعلا بين الايمان به وباليوم الاخر. لانه يترتب عليه اصلاح العمل لذلك اليوم ثم قال جل وعلا وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يكسى الليل ان النهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. وهو الذي مد الارض اي بسطها طولا وعرضا والارض ترى كروية لكن لعظمها لا يظهر لك التكور فيها والا هي كروية وقد حكى شيخ الاسلام في الفتاوى عن ابن حزم انه قال كرويا باجماع المسلمين على هيئة البيضة ولهذا انظر اذا جاءت الباخرة والسفينة وش اول شيء تراه منها رأسها ثم فشيئا حتى تصل اليه فهي كروية ولا اشكال في هذا. فالحاصل انه جل وعلا هو الذي مدها. مد الاديم. انت الان تراه منبسطة هو لا يظهر لك تكويرها من عظمها فهو الذي مدها وبسطها وجعل فيها رواسي وهي الجبال وسماها رواسي اشارة الى وصفها وثمرتها وفائدتها فمن فوائد الجبال انها ترسي الارظ وتثبتها ولهذا تجد الزلازل دائما في الاماكن التي لا يكون فيها الجبال الجبال رواسي ثوابت ثبتوا الارض وجعل فيها رواسي وانهارا جعل فيها انهارا تجري بالماء ينتفع بها الناس ومن كل جعل فيها زوجين ومن كل هنا جار متعلق بخبر مقدم ومن كل الثمرات من جميع انواع الثمرات جعل فيها زوجين ومعنى زوجين قال الطبري نوعين زوجين نوعين وغربين وصنفين وقال الفراء قال مجاهد والفراء يعني بالزوجين الذكر والانثى كما قاله عنهما القرطبي وقال الشوكاني اي جعل كل نوع جعل كل نوع من انواع ثمرات الدنيا صنفين صنفين اما باللونية كالبياض والسواد ونحوهما او في الطعمية كالحلو والحامض ونحوهما او في القدر كالصغر والكبر او في الكيفية كالحر والبرد الى اخر كلامه. فالله جعل في خلق وجعل في الارض من الثمرات زوجين اثنين ثم قال يقصي الليل النهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. يغشي الليل النهار يعني يجلله ويغشاه ويغطيه فيخشوا الليل ويذهب هذا النهار الذي كان مضيئا. وكذلك اذا جاء النهار يذهب بالليل قال ان في ذلك في كل هذه الايات التي مرت لايات دلائل وعظات وعبر لكن لمن؟ لقوم يتفكرون ان يعملون عقولهم يعملون عقولهم ويتفكرون في هذه الايات نكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد