الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فكنا قد بدأنا ليلة البارحة بتفسير سورة الرعد وكنا انتهينا من الاية الرابعة منها ونبدأ بقوله جل وعلا وان تعجب فعجب قولهم ائذا كنا ترابا ائنا لفي خلق جديد اولئك الذين كفروا بربهم واولئك الاغلال في اعناقهم واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون نعم من قبلها نعم قال جل وعلا في الاية الرابعة وفي الارض قطع متجاورات وجنات من اعناب وزرع وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان. يسقى من ماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل. ان في ذلك لايات لقوم يعقلون في الاية التي قبلها ذكر الله جل وعلا شيئا من نعمه وفضله على عباده فقال جل وعلا وهو الذي مد الارظ وجعل فيها رواسيا وانهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. يعدد الله جل وعلا بعضا من نعمه على عباده ومنها انه مد لهم الارض وبسطها وهيأها لهم يسيرون عليها وينتفعون ويزرعون ويحرثون وايضا جعل في هذه الارض رواسي وهي الجبال وجاء بلفظ رواسي ليدل على شيء من فوائدها وفائدتها فهي جبال رواسي اي ترسي الارض وتثبتها وجعل فيها انهارا تجري ينتفع الناس بمائها فيغرسونها ويزرعون ويشربون. قال ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين وجعل في هذه الارض من كل الثمرات التي يحتاج اليها الناس في مأكلهم ومطعمهم وكذلك ما تحتاج اليه دوابهم وجعل من كل ثمرة زوجين ذكر وانثى وقيل بل زوجين سواء من حيث الطعم او اللون او الكبر او غير ذلك وهو جل وعلا على كل شيء قدير. ثم قال سبحانه وتعالى يغشي الليل النهار. يغشيه اي يجلله فيغشاه ويغطيه قال ابن كثير رحمه الله يقصي الليل النهار اي جعل كلا منهما يطلب الاخر طلبا حديثا. فاذا ذهب هذا هذا واذا انقضى هذا جاء الاخر فيتصرف ايضا في الزمان كما يتصرف ايضا في المكان والسكان ثم قال جل وعلا ان في ذلك ان في ذلك يعني ما سبق ذكره لايات اي الذي دلالات وعلامات وبينات تدل من كان يتفكر في نعم الله والائه واياته. تدله على وجوب وحدانية الله وعلى وجوب عبادة لله وحده لا شريك له لان المنعم المتفضل بهذه الانعام القادر على ايجادها هو المستحق ان يعبد دون من سواه. سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا وفي الارض قطع متجاورات ايضا هذه من نعمه انه جعل في الارض قطع متجاورات. فجعل الارض الارض قطع ليست ليست كل على شكل واحد احيانا تجد هذه ارض سبخة وهذه ارض سهلة وهذه ارض قاسية وهذه ارض وهي متجاورة بجوار بعضها ومع ذلك خالف بينها سبحانه وتعالى قال آآ قال ابن كثير رحمه الله وفي الارض قطع متجاورات اي اراض يجاور بعضها بعضا. مع ان هذه طيبة يعني هذه القطعة من الارض طيبة تنبت ما ينتفع به الناس وهذه القطعة الاخرى مثلا سبخة مالحة لا تنبت شيئا. هكذا روي عن ابن عباس ومجاهد بعيد قال ابن كثير وكما يدخل في هذه الاية اختلاف الوان بقاع الارض فهذه تربة حمراء كما يدخل في هذه الاية ايضا استلاف الوان بقاع الارض. فهذه تربة حمراء وهذه بيظاء وهذه صفراء وهذه سوداء وهذه محجرة وهذه سهلة وهذه مرملة او هذه محجرة يعني ذات حجارة وهذه سالا وهذه مرملة وهذه سميكة وهذه رقيقة والكل متجاورات فهذه بصفة بصفتها وهذه بصفتها الاخرى فهذا كله مما يدل على الفاعل المختار لا اله الا هو ولا رب سواه قال وفي الارض قطع متجاورات نحو كلام ابن كثير كلام الطبري قال متجاورات اي متدانيات يقرب بعضها من بعض بالجوار. ويختلف بالتفاضل مع تقاربها فمنها سبخة ومنها طيبة ومختلف وتختلف الوانها حمراء وبيضاء وصفاء وسوداء نعم ما انها ارض واحدة وقطع وقطع بجنب بعضها لكن هذه لها خصائص وهذه لها خصائص. من الذي جعلها كذلك؟ هو الله وحده لا شريك له قال جل وعلا وجنات من اعناب وزرع ونخيل صنوان اي وجعل في الارض او وفي الارض جنات. والجنات جمع جنة وهي البساتين ذات الاشجار الطويلة الكثيفة التي قد اشتبكت اغصانها ببعضها فقيل لها جنة لانها تجن وتستر ما بداخلها فهي جنة بهذا الاعتبار هو البساتين والاشجار الطويلة وجنات من اعناب من الاعناب جمعوا عنب منها شجر العنب والكرم وما شابه ذلك وفيها منافع للناس قال وزرع ونخيل هكذا قرأها ابن كثير وابو عمرو وحفص وزرع بالظم ونخيل صنوان وغير صنوان عطفا قرأوها بالرفع عطفا على قطع وفي الارض قطع وفي الارض جر مجرور متعلق بخبر مقدم وقطع مبتدأ ثم عطف عليها وجنات وزروع معطوفة على قطع والمعطوف على المرفوع مرفوع وقرأ الباقون بالجر عطفا على اعناب هكذا وجنات من اعناب وزرع ونخل صنوان صنوان وغير صنوان اذا هما قراءتان بالرفع وبالجر ووجه الرفع انها عطف على المبتدأ المرفوع فصارت مرفوعة وقراءتها الجر عطفا على آآ اعناب لانها مجرورة من اعناب وزرع آآ وزرع ونخيل صنوان. ايضا جعل في هذه الارض زروع كثيرة ينتفع بها الناس ودوابهم ومواشيهم قال ونخيل صنوان وغير صنوان الصنوان جمع صنو والمراد به النخلتان او ثلاث اذا كان ساقها جذعها واحد وهي متفرعة عنه وهذا يعرفه اهل النخل النخلة تخرج فروخا لها تنبت منها وتجد انها تكبر وربما تثمر وهي في امها وساقها كله واحد هذه هذه صنوان يعني مجتمعة كلها في ساق واحد. وبعضها غير صنوان. بعضها شجرة وحدها مستقلة لا تشاركها اخرى يقول يقول ابن كثير رحمه الله الصنوان هي الاصول المجتمعة في منبت واحد رأيتم هذا يعني اكثر من نخلة واصلها واحد ثلاث اربع نخلات او اكثر هنغالب النخلة اذا خرجت يخرج لها تنبت بنخل مثلها قال الصنوان هو الاصول المجتمعة في منبت واحد كالرمان والتين وبعض النخيل ونحو ذلك. وغير الصنواني ما كان على اصل واحد كسائر الاشجار ومنه سمي الرجل صنو ابيه كما جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر اما شعرت ان عم الرجل صنو ابيه يعني مثل ابيه مشارك له في اصله. فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى مما امتن به على خلقه انه انبت لهم في الارض وجعل لهم فيها نخل وهذا النخل احيانا تكون مجتمعة في اصل واحد واحيانا تكون النخلة مستقلة. لا لا نخلة معها في نفس اصل وجذعها. قال جل وعلا يسقى بماء واحد. لاحظ هذه الاشجار كلها تسقى بماء واحد. تجد مزرعة واحدة قطعة من الارض فيها نخل فيها عنب وفيها طين وفيها بر وفيها نعناع وفيها كذا وكذا لما يسقيه يسقيها بماء واحد. الماء يمر عليها كلها. ماء واحد. لكن الطعم يختلف قال تسقى او يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعضه الاكل الماء واحد والارض واحدة والطعم مختلف بهذه النخلة تنبت بالرطب الحلو وهذا الليمون ينبت بالنبات الحامض وهذا العنب بالنبات الحالي وهكذا الطعم مختلف من الذي جعلها كذلك يا اخوان هو الله وحده لا شريك له هو يدل على قدرته وانه جل وعلا على كل شيء قدير. وانه الخالق وحده ومن كان كذلك يجب ان يفرد بالعبادة ويخص بالعبادة وحده لا شريك له. لانه من المستحق لذلك هذا شيء عجب ارض واحدة وماء واحد ومتجاورة بجوار بعضها لكن طعم ثمرة هذه مختلف عن طعم ثمرة هذا من الذي جعلها كذلك هو الله سبحانه وتعالى. قال ونفضل بعضها على بعض في الاكل. كذلك نفضل بعضها على بعض في الاكل في الطعام او في اكله اذا جئت تأكلها هذا حامض هذا حلو وهذا بين بين قال جل وعلا ان في ذلك فيما جعله جل وعلا في الارض في جعل الارض وما جعل فيها ان في ذلك لايات علامات ودلائل وبينات لمن لقومي يعقلون فيها والله ايات تدل على الله وعلى انه المعبود وحده لا شريك له وانه قدير على كل شيء لكن لا يعقل هذه الايات الا اهل العقول الذين يعقلون يعني يفهمون اولو الالباب يعقل ويفهم ويتدبر ويتأمل اما الكافر فقد الغى عقله فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور صم بكم عمي فهم لا يرجعون. من عندهم اعين ولهم اذان ولهم السن وافواه لكن لما لم يستعملوها في طاعة الله وصفوا بحال من فقدها فكذلك يعقلون يعني يتدبرون يتفهمون والا الناس كلها معها عقول ثم قال جل وعلا وان تعجب فعجب قولهم. وان تعجب يا نبينا ان تعجب من تكذيب قومك لك بعدما كانوا يصفونك بالصادق الامين فاجب ايضا من تكذيبهم بالبعث هكذا قال بعض اهل العلم وان تعجب فعجب قال وان تعجب وهذا شيء مطوي يعني ما ذكر في الاية وان تعجب من من تكذيبهم لك وعدم تصديقهم مع انهم قبل ان تكون نبيا كانوا يقولون الصادق الامين فاجب ايضا اشد عجبا من ذلك تكذيبهم بالبعث والنشور مع ان الله خلقهم واوجدهم من عدم كيف يكذبون في البعث قال وقال الطبري وان تعجب يا محمد من هؤلاء المشركين المتخذين ما لا يضرهم ولا ينفعهم الهتي يعبدوا يعبدونها من دوني فعجب قولهم ائذا كنا ترابا يعني هنا قال وان تعجب ولم ينص عليه فالعلما استنبطوا منهم من قال العجب من تكذيبهم لك منهم من قال العجب من اتخاذ الهة من دون الله تقريبا كذلك ابن كثير يعني جاء بكلام مجمل اذا هذا فيه اثبات العجب للنبي صلى الله عليه وسلم لكن هل يثبت العجب لله نعم تثبت صفة العجب لله فالله يعجب ولذلك في قراءة حمزة والكسائي بل عجبت ويسخرون قراءة الجمهور بل عجبت اي انت يا نبينا لكن على قراءته حمزة والكسائي بل عجبت فالله يعجب ولهذا الحديث في الصحيحين ايضا يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم بل هو في البخاري من حديث ابي هريرة قال عجب ربك من قوم يدخلون الجنة بالسلاسل. فذكر الحديث لانهم يؤسرون في اول الامر ما يريدون الاسلام. يؤخذون اسرا يغزو المسلمين بلادهم يأخذونهم يأسرونهم ثم ويربطونهم بالسلاسل ثم بعد ذلك يؤمنون ويدخلون الجنة سبب دخولهم الاسلام ربطهم بالسلاسل عجب الله من هذا وقال في الحديث الاخر ايضا عند ابي عند البخاري من حديث ابي هريرة لقد عجب الله او ضحك من فلان وفلانة عجب ربك لصاحب غنم في فلاة يؤذن فيصلي. الا حديث في هذا كثيرة ولكن هنا المراد النبي صلى الله عليه واله وسلم وان تعجب فعجب قولهم اإذا كنا ترابا فان لفي خلق جديد هذا قول عجيب سبحان الله ينكرون ان يعودوا مرة ثانية وهم قد وجدوا اول مرة الان من الذي اوجدكم؟ من الذي بعثكم؟ وجعلكم احياء تتكلمون من هو هو الله. طيب اعادتكم مرة اخرى بعد موتكم. ايهما ايهما اهون وان كان كله على الله هين اي عادتهم اهون مع ان الله سبحانه وتعالى كل شيء عليه حي لا يعجزه شيء هذا والله شيء عجب. قال جل وعلا قولهم فعجب قولهم اي اذا كنا ترابا ائنا لفي خلق جديد نخلق مرة ثانية؟ اولئك الذين كفروا بربهم هؤلاء الذين كفروا الكفر المخرج من الملة ولهذا الايمان باليوم الاخر احد اركان الايمان الستة فمن لم يؤمن به فهو كافر الكفر الاكبر المخرج من الملة اولئك الذين كفروا بربهم واولئك الاغلال في اعناقهم الاغلال جمع غل بضم الغين وهو طوق يوضع في الرقبة او يشد على الرقبة وقيل بعضهم انه لا يسمى غل حتى يعني يحيط بالرقبة ويربط باليد فتكون يده مغلولة الى عنقه فهؤلاء بكفرهم بالله يوم القيامة يعذبون بان توضع الاغلال في رقابهم في اعناقهم لقبح تكذيبهم لانهم رأوا خلقه اول مرة فلماذا ينكرون اعادة الخلق مرة اخرى؟ واولئك الاغلال في اعناقهم واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون اصحاب يعني الملازمون لها لان الصحبة فيها معنى الملازمة فيقال صاحب كذا لانه يلازمه. فاصحاب النار يعني الملازمون لها خالدين فيها ابدا لا يخرجون منها هم فيها خالدون وجاء في اية اخرى خالدين فيها ابدا. ثم قال جل وعلا ويستأجرونك بالسيئة قبل الحسنة وهذا من سفه عقولهم وطيشهم وعدم نظرهم في العواقب فيستأجرون النبي صلى الله عليه وسلم بالسيئة قبل الحسنة يستعجلونه بالعقوبة قبل العافية ائتنا بعذاب اليم ان كنت صادق فيستأجرون بالسيئة قبل الحسنة ومقتضى العقل ان لا يستعجل بالسيئة قال يستأجرونك بالسيئة اي بالعقوبة قبل الحسنة قبل العافية والسلامة وقيل بالسيئة يستأجرونك بالبلاء قبل الحسنة قال بعض المفسرين الرخاء والعافية والسلامة وكلها اقوال حق فهذا من شدة تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم يقول ائتنا بعذاب اليم هات السيئة اللي تقول اني يأتيني العذاب اي اين العذاب قبل الحسنة وهذا دليل على ضعف العقول ايضا عقول اظلها باريها قال جل وعلا او هنا يقول ابن كثير يستأجرونك بالسيئة قبل الحسنة قال بالعقوبة كما اخبر عنهم في قوله تعالى وقالوا يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك نون لو ما تأتينا بالملائكة ان كنت من الصادقين هات الملائكة يعذبون بالعذاب ان كنت صادقا. قال جل وعلا ما ننزل الملائكة الا بالحق وما كانوا اذا منظرين وقال جل وعلا ويستأجرونك بالعذاب. وقال جل وعلا سأل سائل بعذاب واقع. وقال جل وعلا يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين امنوا مشفقون منها ويعلمون انها الحق وقالوا ربنا عجل لنا قطنا الى غير ذلك من الايات تدل على انهم يستعجلون بالعذاب والبلاء قبل آآ العافية. قال جل وعلا وقد خلت من قبلهم المثلات خلت مضت من قبلهم المثلات. المثلات جمع مثله جمع مثلة بفتح الميم وضم الثاء والمراد بالمثلات اي العقوبات المنكلات المثلات عقوبات مرت موت وسمعوا فيها. وربما مروا على ديار اهلها عقوبات عظيمة اهلكهم الله ودمرهم مضت قبلهم وسمعوا فيها فلماذا؟ لماذا يستعينون العذاب؟ لماذا لا يؤمنون حتى ينجوا من هذه العقوبات قال جل وعلا وان ربك لذو مغفرة للناس وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وان ربك لشديد العقاب. وان ربك لذو مغفرة اي لا يزال جل وعلا يغفر ذنوب عباده على ظلمهم والظلم يطلق ويراد به الكفر والشرك ويطلق ويراد به الذنوب التي دون الشرك ولكن لا يزال الله جل وعلا يغفر لعباده على ظلمهم فمتى ما تاب الكافر المشرك عابد الاوثان او من تاب من المسلمين من ذنبه فان الله لا يزال يغفر الذنوب قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. هذا فتح باب التوبة لهم رجعوا توبوا الى الله ثم قال جل وعلا وان ربك لشديد العقاب. فهو غفور رحيم وهو شديد العقاب قوي العقاب اذا عاقب فعقابه شديد واخذه اليم وهنا يلاحظ انه جمع بين الاخبار عن نفسه بمغفرة الذنوب وبشدة العقاب وهذا كما قال جل وعلا فان كذبوك فقل فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين وقال ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم. فيجمع الله جل وعلا بين الترغيب والترهيب. ولهذا كثير من الناس او بعض الناس اذا نصحته يقول يا اخي لا تضيقها الله غفور رحيم لا هو الغفور الرحيم شديد العقاب شديد العقاب ولهذا جمع الله بينهما باية واحدة فكما ان الانسان يرجو رحمته ويرجو مغفرته ويطمع بالنجاة من عذابه عليه ان يخاف ويرهب ويخشى اشد الخشية من عذابه جل وعلا وهذا امر مقرح عند السلف يا اخوان لابد الانسان يجمع بين الخوف والرجاء يسير بينهما كالطائر بين الجناحين والا اذا غلب جانب الرجاء امن من مكر الله وان غلب جانب الخوف ايس من رحمة الله فلابد انسان يرجو رحمة ربه رجاء لا يحمله على الامن من عذابه ويخاف من الله خوفا لا يحمله على اليأس من رحمة الله بين بين قال جل وعلا ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية لولا انزل عليه اية من ربه انما انت منذر ولكل قوم هاد. يقول الذين كفروا والمشركون كفار قريش وقد يكون ايضا سمة للكفار مطلقا لكن لا شك يدخل فيها قريش لولا انزل عليه اية لولا بمعنى هلا هلا انزل على محمد اية اي علامة وحجة تدل على نبوته اية من ربه وقد انزل الله عليه اعظم اية وهي القرآن الذي تحداهم الله بان يأتوا بمثله بقرآن مثله وامرهم ان يأتوا بمن ارادوا يعينهم. بل لو وقال لهم لو اجتمعت الجن والانس على ان يأتوا بمثله لن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ثم قال تنازل معهم قال ائتوا بعشر سور مفتريات من مثله فما استطاعوا ائتوا بسورة واحدة من مثله فما استطاعوا اي اية اعظم من هذا؟ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا اتاه الله من الايات ما على مثله امن البشر وكان الذي اوتيته وحي يوحى فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة واعطاه الله ما رجع فاكثر الانبياء تابع نبينا صلى الله عليه وسلم ولهذا في الحديث الصحيح اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة الانبياء كلهم هم واتباعهم نصف الجنة ونصف النصف الاخر للنبي صلى الله عليه وسلم فقط هو وامته. بل جاء عند الترمذي الجنة مئة وعشرون صفا وانتم توفون ثمانين صفا الثلثان ثلثا الجنة من امة النبي صلى الله عليه وسلم اي اية اعظم من هذا؟ لكنهم لا يريدون الايمان هذا يقولونه من باب التحجج قال جل وعلا لنبيه انما انت منذر. هم طلبوا يعني ايات قالوا لولا انزل كنز او جاء معه ملك وغير ذلك من الايات لكن هذا كله معارضة للحق. قال جل وعلا انما انت منذر انت يا نبينا منذر تنذرهم العذاب وتنذرهم ما امامهم وتخوفهم ولكل قوم هاد لكل قوم من هاد يهديهم واختلفت عبارات العلماء بمعنى قوله هاد هنا قال ابن عباس ولكل قوم داع يدعوهم الى الحق ولقد بعثنا في كل امة رسولا قال جل وقال ابن عباس في رواية العوفي انت يا محمد منذر وانا هادي كل قوم ولكل قوم هاد يعني جعل الهادي هو الله كل قوم هدايتهم الى الله لكن هل هي هداية توفيق او هداية الارشاد؟ طبعا هداية الارشاد لان الله هدى الخلق اجمعين يعني ارشدهم ودلهم الى الحق. اما هداية التوفيق هذه يختص بها من يشاء قال وقال مجاهد لكل قوم هاد اي نبي كقوله وان من امة الا خلى فيها نذير وقال يحيى ابن رافع اي قائد وهكذا يعني تعدد عباراتهم حول هذا فالقصد ان لكل انت يا نبينا منذر ولكل قوم هاد اما ان لكل قوم هاد وهو الله يهديهم اي هداية الارشاد يدلهم ويقيم عليهم الحجة ويرسلوا اليهم الرسل وينزل عليهم الكتب او ان كل امة لهم هاد نبي يبعثه الله اليهم يدعوهم الى دينه وقد اقام الله حجته على عباده. ثم قال جل وعلا الله الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد وكل شيء عنده مقدار يخبر عن سعة علمه جل وعلا ويذكر شيئا من اوصافه وافعاله التي تدل على قيوميته وكماله الذي يدعو من سمعها الى اخلاص العبادة له جل وعلا فقال الله يعلم ما تحمل كل انثى محيط بما تحمله الحوامل من كل اناث الحيوان ليس فقط للانس في الجن في بهيمة الانعام في غيرها يعلم ماذا؟ يعلم كل شيء عنه فيعلم اجلها وعملها ورزقها وتصرفها وتقلبها هذا يظن بعض البعظ انه يعلم ما في الارحام انه ذكر او انثى فقط لا يعلم انه ذكر انثى ويعلم ما فوق ذلك مما لا يستطيع ان يعلمه احد انت الان وانت رجل ما تعلم ماذا متى ستموت ولا من اي الفريقين ولا ماذا سيقع لك من الاقدار؟ ما تعلم الله يعلم ذلك كله قد احاط باعمالنا واعمارنا واجالنا وكل شيء ويدل على سعة علمه جل وعلا. قال وما تغيظ الارحام؟ تغيظ الارحام اي تنقص لان الارحام تنقص قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي اي تنقص وما تغيظ الارحام قال اي تنقص مما فيها اما ان يهلك الحمل او يتواءل او للمحل نعم ما في الارحام يحصل له احيانا شيء ينقص يضعف في وطن امه يسقط فالله قد احاط بهذا كله ثم قال جل وعلا وما تزداد اي ما تزداد الارحام كبر الجنين يزيد ويكبر ولا زال ينمو او يصغر كل ذلك قد احاط الله به ويعلمه جل وعلا وكل شيء عنده بمقدار كل شيء عنده جل وعلا بمقدار قدره لا يتجاوز شيء من قدره جل وعلا وذكر ابن كثير هنا يقول علي الظحاك او قال قال الظحاك عن ابن عباس في قوله تعالى وما تغيظ الارحام وما تزداد؟ قال ما نقصت عن تسعة وما زاد عليها تغيظ الارحام يعني تنقص عن تسعة اشهر يولد لسبعة اشهر ثمانية اشهر او تزداد يزيد عن تسعة اشهر يزيد الحمل عن تسعة اشهر ايه نعم يا سيدي ولهذا قال الظحاك وظعتني امي وقد حملتني في بطنها سنتين وولدتني وقد نبتت ثنيتي وهو في بطن امه هذا يحصل لكنه قليل نادر فكأن ابن عباس يرى ان الزيادة والنقص هنا هي بالنسبة للعمر. والصواب انها شاملة. الزيادة والنقص لما في الارحام شاملة في كل شيء. اه قال جل وعلا عالم الغيب والشهادة يمدح نفسه وهو المستحق للمدح لاجل ان يعرفه عباده فيعبدونه ويفردونه بالتعبد قال عالم الغيب والشهادة الغيب هو كل ما غاب عن الناس فلا يشاهدونه ولا يرونه والشهادة كل ما يشاهدونه ويرونه باعيانهم. فالله جل وعلا قد احاط علمه بالغيب والشهادة علمه محيط وهذا لا يمكن الا لربنا جل وعلا اما غيره حتى الانبياء يطلع من يشاء منهم على شيء من غيبه. ولكن لا لا يعلم الغيبة في السماوات والارض الا الله. الغيب المطلق لا يعلمه الا الله قال جل وعلا عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال الكبير هو اكبر من كل شيء فاذا قلت الله اكبر معنى ذلك الله اكبر من كل شيء فهو الكبير المتعالي جل وعلا اي المتعالي على جميع خلقه بذاته وقدرته وقهره فله علو الذات وله علو القهر وله علو القدر جل وعلا هو العلي الاعلى له علو الذات وهو فوق العرش فوق السماء في جهة العلو اليه يسعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لما سأل اصحابه عن محجة الوداع هل بلغت؟ قالوا نعم. قال اللهم فاشهد اللهم يرفع اصبعه الى السماء فله علو الذات وله ايضا علو القهر. فهو العالي على خلقه يقهرهم على ما يريد فامره ماض فوقهم وعظة له علو القدر ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وله المثل الاعلى جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستغفر قم بالليل وسارب بالنهار سواء عند الله يستوي في علم الله جل وعلا من اسر القول منكم فاخفاه ومن جهر بالقول ورفع صوته سواء عند الله لا يخفى عليه شيء قال جل وعلا ومن هو مستخف بالليل قال ابن كثير اي مختف في قعر بيته في ظلام الليل وشارب بالنهار اي ظاهر ماش في بياض النهار وظيائه فان كليهما في علم الله على السواء كقوله تعالى الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون. وقوله تعالى وما تكونوا في شأن وما ومنهم من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تهيظون فيه وما يعزف عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في سماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين احاطة علمه جل وعلا قال جل وعلا وقول المؤلف هنا مستخف بالليل وسارب بالنهار يعني وذكر كنوع المثال والا كل مستخف في او في النار وكل سارب في الليل او في النهار. مستخف في البر او في البحر سالب في البر او البحر. الله عليم به لا يخفى عليه شأنه. قال جل وعلا له معقبات من بين يديه. له اي للعبد للعبد معقبات من بين يديه ومن خلفه قال الحافظ ابن حجر في الفتح معقبات من بين يديه اي ملائكة تعقب بعد ملائكة اي ملائكة تعقب بعد ملائكة حفظة بالليل تعقوا بعد حفظة النهار وحفظة النهار تعقب بعد حفظة الليل الى معقبات الملائكة معقبات من بين ايديهم ومن خلفه يحفظونه من امر الله وقال معقبات لماذا؟ لان يعقب بعضهم بعضا قال ينزل ملائكة النهار في الفجر وملائكة الليل في العصر فيقول الله عز وجل لعباده لملائكته وهو اعلم كيف جئتم عبادي؟ وكيف قالوا جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون جاءهم في الفجر يصلون مع الجماعة وفي العصر يصلون مع الجماعة ولهذا هاتان الصلاتان لهما شأن عظيم. ترى تحضر الملائكة في المساجد معكم. تنزل معكم تحظر في صلاة العصر والفجر ومعقبات يعني يأتي هذا عقب هذا قال الشيخ قال ابن كثير رحمه الله اي للعبد ملائكة يتعاقبون عليه حرس بالليل وحرس بالنهار. يحفظونه من والحادثات كما يتعاقب ملائكة الاخرون لحفظ الاعمال من خير او شر. ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الاعمال. صاحب اليمين يكتب الحسنات وصاحب الشمال يكتب السيئات. وملكان اخران يحفظانهم ويحرسانه واحد من ورائه واخر من قدامه فهو بين اربعة املاك بالنهار واربعة اخرين بالليل نعم الى اخر كلامه رحمه الله اذا يا اخوان من رحمة الله بنا ونحن لا نشعر ان الله جل وعلا جعلنا هناك ملائكة يحفظون من امر الله ملك امامك وملك خلفك يحفظك من امر الله الا اذا جاء قدر الله ولهذا جاء في الحديث يحسنه بعض اهل العلم قال ان معكم من لا يفارقكم الا عند الخلاء وعند الجماع فاستحيوهم واكرموهم اذا وجاء ايضا عن ابن عباس قال يحفظونه من امر الله قال ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه فاذا جاء قدر الله خلوا عنه تركوه هو القدر ونحو قول مجاهد وغيره من السلف والاثر في هذا كثيرة اورد طائفة منها ابن كثير. اذا له معقبات المراد للعبد طيب لماذا؟ السياق اليس السياق الذي قبله الله يتحدث عن نفسه قلنا بلى لكن اذا جاء في الكلام ما يدل على تغير المتحدث عنه او المقصود نصير الى ما دل عليه. لكن الاصل عندنا اعتبار السياق. لكن اذا قام دليل على خلاف السياق نصير اليه فهنا قال له معقباتي لا يمكن ان يكون في حق الله بل هذا في حق المخلوق المحتاج له معقبات من بين يديه ومن خلفه ما عملهم يحفظونه من امر الله. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد وما لهم من دونه من وال يقول جل وعلا ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. خذها قاعدة لا يغير الله ما بقوم من النعم والخير او العكس ما بهم من الشر والضيق والفقر حتى يغيروا ما بانفسهم فان كانوا على خير لا يغير الله عليهم الا اذا تغيرت انفسهم وقلوبهم وعصوا وتركوا شكر ربهم يغير الله عليهم الى شدة. وان كانوا على حال شدة فالله لا يغير عليهم الا اذا تابوا ورجعوا فان الله يغير حالهم الى خير مما كانوا عليه وهذا امثلته كثيرة يراها الانسان في نفسه وفي غيره فمثلا قوم يونس كانوا عصاة توعدهم بالعذاب بل فر مغاضبا فلما مر مغاظبا تابوا جميعا هي الامة الوحيدة الذين تابوا وصرف الله عنهم العذاب بعدما انعقدت اسبابه فلما تعود قالوا انهم جمعوا اطفالهم وابنائهم وخرجوا وجمعوا دوابهم فابتهلوا الى الله وتابوا فرفع الله عنهم العذاب غيروا ما بانفسهم فغير الله عليهم الى الخير طرش كانت قرية امنة مطمئنة لكن غيروا فعادوا النبي صلى الله عليه وسلم واذوه واذوا اصحابه وحاربوا دين الله فجعلها فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم يجعلها عليهم سبعا كسني يوسف او كسبع يوسف العجاف الصحابة كانوا مستضعفين في مكة فغير الله عليهم ومكنهم في المدينة. اذا الجزاء من جنس العمل انتبهي لنفسك الحالة التي تريدها قدم ما تستحقه عليها وهذا من من عدل ربنا سبحانه وتعالى. قال الطبري ان الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم حتى يغيروا ما بانفسهم من ذلك. بظلم بعضهم بعضا واعتداء بعضهم على بعض. فتح بهم حينئذ عقوبته تغييره ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له. اذا اراد الله قوم او بامة سوء عذاب عقاب ينزله فيهم فلا مرد له. لا يرده احد ولا يصده احد. وما لهم من دونه من وال. ليس لهؤلاء القوم من دون الله من وال من وال يتولاهم. ويكون وليا لهم فينصرهم ويدافع عنهم ويمنع عنهم العذاب لا اذا فاسلموا لربكم الخطاب مع كفار قريش عملوا به جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى هو الذي يريكم البرق هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ الثقال. لاحظوا هذه السورة مكية ولا مدنية مكي وش الدليل ينظر مع كل هذه تقرير للتوحيد اثبات توحيد الربوبية توحيد الاسمى والصفات لاجل ان يؤمنوا به لانه مع قوم كفار منكرون جاحدون قال جل وعلا هو الذي يريكم البرق والبرق معروف تعرفونه ولا لا؟ قال ابن كثير هو ما يرى من النور اللامع ساطعا من خلل السحاب هو الضوء الذي يراه الانسان اذا جاء المطر سمع الرعد صوت الرعد البرق هو اللمعان والظوء والنور الذي يلتمس حين مجيء المطر قال هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا الانسان اذا جاء البر وجاء المطر عنده شعوران في الغالب الذي يتأمل خوف ان الله عز وجل قد يهلكه بهذا المطر قد يغرق قد تصيبه صاعقة فتصعقه وتحرقه ويموت وطمعا في الخير وان الله سبحانه وتعالى سينبت الارض ويكون الربيع ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا جاء المطر دخل وخرج ورأوا اثار الكرب في وجهه فسألته عن عائشة سألته عائشة عن ذلك قالوا وما يدريك لعله يكون كما قال قوم اه شعيب نعم هذا عارظ ممطرنا ظنوا انه مطر قالوا هذا مطر وهو في العذاب عشان ما يدري. اذا خوفا وفرحا فخوف من ان يكون فيه عقوبة غرق تدمير وفرحا طمعا باثار المطر العظيمة لان فيه الخير العظيم ولهذا قال بعض المفسرين خوفا للمسافرين من اذاه وطمعا للمقيم ان يمطر فينتفع وهذا يعني على سبيل المثال والا الخوف كثير ليس فقط المسافر اصحاب الزروع اذا حانت زروعهم واستوت ما يحبون المطر ينزل عليهم في هذا الوقت لانه يسقط حبوبهم في الارض ويذهب بها هذا خوف نوع من الخوف قال جل وعلا وينشئ السحاب الثقال ينشئ ويخلق ويرسل السحاب الثقال الثقيلة المحملة بالماء اذا جاءت السحابة تغطي الارظ كلها ماء سبحان من خلقها وانشأها وقدر نزولها الان لو ترمي قارورة الماء هذه ما تبقى في الهواء تنزل نصف لتر ولا ربع لتر السحاب كم فيه من اللي جاءت السحابة تغطي المنطقة كلها. كم مليار طن؟ الله اعلم لكن ما تسقط على الارض مع ثقلها وما فيها من الماء اذا نزل الماء سالت الاودية والشعاب والشوارع وكل شيء ماء كثير خشقين وزن ولا شك ولكن مع ذلك ما يسقط على الارض الا اذا شاء الله ان ينزل مطرا من الذي يفعل ذلك؟ والله وحده لا شريك له. قال جل وعلا ويسبح الرعد بحمده قال الطبري ويعظم الله الرعد ويمجده فيثني عليه بصفاته وينزهه مما اضاف اليه اهل الشرك اخذها من كلمة سبح لان التسبيح هو التنزيه والتبرئة لله جل وعلا عن كل نقص وعيب مع التعظيم لله جل وعلا. اذا الرعد يسبح بحمد ربه والله على كل شيء قدير. وصدق الله ما دام ان الله اخبرنا ان الرعد يسبح بحمد الله فوالله ان الراد يسبح بحمده هذا مما اطلعنا الله جل وعلا عليه. كما قال جل وعلا قال وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم بعض الناس يقول لا عقلاني يقول له انا ما اصدق لين اشوف بعيني انا امر بالجبل والجدار والسيارة والشجرة ما سمعتها تسبح نقول والله انها تسبح وان تقتنع ولا ما تقتنع؟ ما النا فيك لان الله اخبرنا بهذا قال جل وعلا ويسبح الرعد بحمده يعني يسبح حامدا لله. يسبح ينزه الله حامدا له مثنيا عليه. قال والملائكة من خيفته ايظا وتسبح الملائكة خوفا من الله وتعظيما له نحن اولى بهذا ان نسبح الله خوفا رغبا ورهبا. قال جل وعلا ويرسل الصواعق. من السنة ان الانسان اذا سمع الرعد يقول سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته يسبحون. هذه هي السنة. جاء عن ابن عباس ومثله لا يقال بالرأي. وجاء ايضا عن آآ كعب الاحبار انه انه كانوا مع امير المؤمنين عمر وانه قال لهم كعب اذا جاء المطر فقولوا سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته يسبحون لا يصيبكم شيء ولا يصيبكم اذى فقالوه فلم يصابوا بشيء. ثم جاء امير المؤمنين واذا قد اصابت انفه بردة فاخبروه قال لو علمت لقلتها واقره على ذلك. فالحاصل ان هذه هي السنة في اثار عن ابن عباس وعن غيره صحيحة ومثل هذا لا يقال بالرأي. تدل على ان السنة اذا سمعت الرد ان تقول سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته يسبحون وهذا سبب باذن الله ان لا يصيبك اذى من هذا الرعد او الصواعق او ما شابه ذلك قال جل وعلا ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء من عباده الصواعق جمع صاعقة وهي نار تسقط من السماء في رعد شديد نار مع الرعي للصوت العظيم هذا تنزل نار الى الارض. وقد جاء في حديث لان سبق ان ذكرناه يحسنه آآ الالباني سموه احمد شاكر ان الرعد ملك وفي يده مخراق يسوق ويزع السحاب قالها جل وعلا ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء اذا حتى اصابة الصواعق يصيب من يشاء لحكمة وبعلم وتقدير دقيق وقد جاء في بعض الاثار انه في اخر او قرب قيام الساعة يكثر الموت بالصواعق حتى يأتي الرجل ويقول من مات لقومه من مات منكم بالصاعقة يعني شيء معهود قال جل وعلا ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ومع ذلك يجادلون يعني يشكون في عظمته والوهيته وربوبيته فيجادلون ولا يريدون يتركون الهتهم ويقول اجعل الالهة اله واحد وهو شديد المحال جل وعلا. والمحال والمماحلة من صفات الله الخبرية من صفات الله الخبرية التي اخبر بها فهو جل وعلا شديد المحال ويماحل وهي ثابتة بالقرآن. قال الازهري قول القتيب يعني ابن قتيبة في قول الله عز وجل شديد المحال اي شديد الكيد والمكر محال يعني شديد الكيد والمكر باعدائه. وقال سفيان الثوري شديد الانتقام قال ابو عبيد المحال الكيد والمكر. وقال المحال المحال شديد شديد المماحلة وقال الطبري والله شديد مماحلته في عقوبة من طغى عليه وعتى وتمادى في كفره والمحار مصدر من قول القائل ما حلت فلانا فانا اماحله مماحلة ومحالا والى اخر كلامي وقد استدل شيخ الاسلام في الواسطية على اثبات جملة من الصفات منها صفة المكر والكيد واستدل بهذه الاية وقال ابن كثير وهذه الاية شبيهة بقوله ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. فانظر كيف كان عاقبة امرهم انا دمرناها وقومهم اجمعين اذا شديد المحال شديد المماحلة فيماحل اعداءه وهو مكروه بهم واهلاكه لهم. جزاء وفاقا لان الله جل وعلا يمكر بالماكرين ويستهزئوا بالمستهزئين ويكيدوا الكائدين. هذه لا تثبت لله على الاطلاق ولا تنفع. لكن تثبت مقيدة يقال الله مستهزء بالمستهزئين ماكرون بالماكرين. كائد الكائدين. خادع للمخادعين ولا يجوز ان تطلق والله ما لا. ولا تنفي ايضا لكن تقيد كما قيد قيده الله ورسوله. ثم قال سبحانه وتعالى اه الحقيقة ابن كثير ذكر اثار كثيرة في قص بعض الناس بعض من جاؤوا من اعداء النبي صلى الله عليه وسلم وان الله اهلكهم بصاعقة وذكر اثار جميلة ذاك الوقت عندنا فيه شيء من الظيق يقول جل وعلا له دعوة الحق له سبحانه وتعالى دعوة الحق قال علي ابن ابي طالب اي دعوة التوحيد له دعوة الحق اي له دعوة التوحيد وقال ابن عباس وقتادة له دعوة الحق لا اله الا الله وهذه كلها حق ويصدق بعضها بعضا. فله دعوة الحق فهو المدعو بالحق لا اله الا هو فيجب ان يوحد ويفرد ويدعى ويخص بالدعاء فيما لا يقدر عليه الا هو جل وعلا. له دعوة الحق والذين من والذين من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباصر كفيه الى الماء فهو جل وعلا له دعوة الحق وهو الذي يجيب دعاء المضطرين وهو الذي يجيب الدعاء ومن يدعونهم من دونه الالهة والاوثان والاصنام لا يستجيبون لهم بشيء ولو سمعوا ما استجابوا ولو جعلوا جلسوا يدعونهم الى يوم القيامة ليستجيبوا لهم. لانها اوثان واصنام واحجار وجمادات عاجزة او قبور اموات ميتون لا ينفعون انفسهم قبل ان ينفعوا غيرهم قال جل وعلا لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه. وما هو ببالغه؟ وما دعاء الكافرين الا في ظلال اه كباسط كفيه قالوا معناه كما قال علي بن ابي طالب قال كمثل الذي يتناول الماء من طرف البئر بيده وهو لا يناله ابدا فكيف يبلغها؟ رجل على طرف البئر فوق. والماء في اسفل البئر ويقول بيده كذا في الهواء ما وصل يده الماء. كيف يبلغ الماء لا يبلغ المأفأة وقال بعضهم بل كالذي يقبض على الماء بيده لما تأتي بما تضعه بيدك تقبض عليه اين يذهب ما يمكن تمسك الماء ما يمكن تمسك جرمه كما تمسك جرم الحصاد مثلا او الاجسام القاسية قال وقيل وقال مجاهد كباسط كفيه يدعو الماء بلسانه ويشير اليه فلا يأتيه ابدا. يقول مثل اللي اطراف البير قل يا ماء اخرج ويطلع لسانه للماء يريد يقبضه ما يمكن يعني ما تقدر الهتكم هذه ما تقدر شيئا ولا تفعلوا شيئا ولا تنفعوا ولا تضر وجاء عن وقيل المراد كقابظ بيده على الماء فانه لا يحكم منه على شيء الى اخر كلامه قال ابن كثير ومعنى الكلام ان هذا الذي يبسط يده الى الماء اما قابضا واما متناولا له من بعد كما انه لا ينتفع الماء الذي لم يصل الى فيه الذي جعله محلا للشرب فكذلك هؤلاء المشركون الذين يعبدون مع الله الها غيره لا بهم ابدا في الدنيا ولا في الاخرة. ولهذا قال وما دعاء الكافرين الا في ظلال امثلة عظيمة واضحة جلية مع المشركين هؤلاء كفار يحتاجون حجج عقلية. المؤمن المسلم تقول قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم. فيقبل لكن هذا كافر ما يؤمن اصلا بالكتاب ولا بالسنة المحجة العقلية يا اخوان ولهذا من اقوى السور في المحاج العقلية سورة الانعام حجج عقلية دامغة ما يستطيع الكافر ان يقاومها. بل تفتح له باب الايمان ان كتب الله له ذلك. قال جل وعلا وما دعاء الكافرين الا في ضلال؟ يعني الا في خطأ وبطلان وعدم حصول وتحقق. ثم قال جل وعلا ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال ولله يسجد كل شيء يسجد لله سبحانه تعالى كل من في السماوات ومن في الارض يسجد لله. طوعا وكرها فالمؤمن يسجد طوعا. سواء من الانس او من الجن وغير المؤمن يسجد كرها قال ابن تيمية رحمه الله سجود كل شيء بحسبه ليس سجود هذه المخلوقات وضع جباهها على الارض اذا السجود هو الخضوع فمنه ما هو السجود الحسي الواضح يسجد المسلم على اعضائه السبعة في الارض. هذا طوعا واختيارا وبقية المخلوقات تسجد كرها فهي خاضعة متذللة ساجدة لله جل وعلا يمضي فيها قدره وتسخيره وهي خاضعة له ما تستطيع ان تخالف يموت كافر متى شاء الله ويمرض له تشاء الله فهذا خضوع وذل منه غصبا عنه اذا هذا هو الكره. ولهذا قال بعض المفسرين اي سجود القهر والذل والخضوع فالجميع مقهور لله ذال له سبحانه وتعالى خاضع له. اذا كل شيء في السماوات والارض يسجد لله اما سجود طوائية وهو السجود على الاعضاء السبعة او سجود ذل وقهر وتسخير وسجود كل شيء بحسبه لا نقول ان كل المخلوقات تسجد مثل ابن ادم على سبعة اعضاء وعلى جبهة وانف. سجود كل مخلوق بحسبه. قال ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها. قال وظلالهم بالغدو والاصال. اي ويسجد ظلالهم بالغدو والاصال فضيلة المؤمنين والكفار وضلال الاشياء. يسجد لله جل وعلا بالغدو جمع غدوة وهي اول النهار اصال جمع اصيل وهي النصف الثاني من النهار بالغدو والاصال قال بعض السلف بالبكر والعشايا. يعني بكرة وعشية وذلك حين يفيء ظل احدهم يمينا وشمالا هذا معنى يتفيأ يتفيأ يعني يميل ظل احدهم يمينا او شمالا وفي هذه الحالة يسجد لله كما اخبر الله قال جل وعلا وظلالهم بالغدو والاصال اي ويسجد ظلالهم بالغدو والاصال كما قال تعالى او لم يروا الى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجد لله وهم داخرون تبيأ وميل غلال وهذا سجود لله سبحانه وتعالى. فله يسجد من في السماوات ومن في الارض بكماله وقوته وجبروته وكبريائه وعظمته وقدرته كل يسجد له اما اختيارا واما اكراها واجبارا. قال جل وعلا قل من رب من رب السماوات والارض؟ قل لهم يا نبينا سبيل المحاجة مع كفار قريش. من رب السماوات والارض ثم قال قل الله وهم يؤمنون بان الله هو رب السماوات والارض. قل من رب من رب السماوات والارض؟ قل الله ثم قل قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضراء هذا استفهام انكاري توبيخي ما دام انكم تقرون ان رب السماوات والارض هو الله كما قال جل وعلا ولئن سألتم من خلقهم ليقولن الله وهم يقرون بان الله هو الخالق المالك المدبر فقل لهم موبخا لهم على مخالفة ذلك قل افتخذتم من دونه اولياء؟ اتخذتم من دون الله رب السماوات والارض اولياء تعبدونهم تصرفون لهم عبادتكم؟ قال لا يملكون لانفسهم نفع ولا ظرا. تتخذون من دون الله اولياء لا لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا. فضلا عن ان تنفعكم انتم او تملك لكم نفعا او ظرا فكيف تعبدونه واتخذونها؟ اولياء من دون الله؟ وتتولونها؟ قال جل وعلا قل هل يستوي الاعمى والبصير ام هل تستوي الظلمات والنور ام جعلوا لله شركاء خلقوه كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار ايوه لا يزال السياق في بيان عجز الالهة وكمال رب العالمين ظعف الالهة وكمال رب العالمين وقوته. فقال قل هل يستوي وهذا استفهام انكاري؟ توبيثي هل يستوي الاعمى والبصير هل تسوي بين بصير مبصر يرى ويذهب ويجيء؟ ورجل اعمى كفيف لا يرى شيء؟ هل يسوي بينهما؟ حتى العقول. العقول السليمة ما تسوي بينهما ابدا والله فالذي يعبد الله بصير والذي يعبد الالهة اعمى وثم قال ام هل يسر الظلمات والنور؟ هل تستوي الظلمة المسودة الحالكة مع النور الابلج الواضح. لا والله ما تستوي. حتى عند الكفار عند العقلاء كل عاقل. كذلك كالذي يعبد الالهة ويتخذ من اولياءه في الظلمات. ويختار الظلمات والذي يعبد الله يختار النور والظياء. قال جل وعلا ام ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه؟ فتشابه الخلق عليهم وهذا ايضا على سبيل الانكار والتنزل معهم. يقول ام جعلوا بل بل جعلوا لله شركاء؟ او هل جعلوا لله شركاء خلقه كخلقه هل شركائهم هؤلاء يخلقون مثل ما يخلق الله؟ فهؤلاء الذي جعلوهم لهم اولياء والهة هل هم يخلقون مثل خلق الله؟ فاذا كانوا يخلقون مثل خلق الله تشابه الخلق عليهم. يعذرون فهل الهتهم هذه تخلق مثل خلق الله؟ فاذا كانوا رأوها تخلق مثل خلق الله تشابه الخلق عليهم. لكن لا يخلق شيء غير الله. الالهة ما تخلق شيئا اذا كيف تعبد؟ ولهذا قال بعدها قل الله خالق كل شيء كل شيء الله الذي خلقه. الالهة ما تخلق الاصنام ما تخلق. الاوثان ما تخلق طيب كيف يشتبه عليكم كيف يشتبه عليكم حال هذه الالهة لو كانت تخلق مثل ما يخلق الله اشتبه امرا لكن انتم تقرون بانها ما تخلق بل هي مخلوقة ولا تخلق والخالق هو الله وحده لا شريك له. اذا كيف يعبد المخلوق فيترك الخالق جل وعلا تقرير التوحيد وافحام الخصم بدلائل عقلية واضحة. قال جل وعلا ام اه نعم قولي له خالق كل شيء وهو الواحد القهار. الواحد اي المنفرد جل وعلا قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وهو القهار الذي يقهر غيره على ما يريد يقهر غيره على ما يريد يقهر يقهر خلقه وغيرهم. لقوته وله علو القهر جل وعلا. فهذا هو الذي يستحق ان يعبد وحده لا شريك له واما غيره فلا يجوز ان يعبد لانه عاجز ناقص فكيف يعبد مع الله ويجعل الها مع الله؟ ثم قال جل وعلا انزل من السماء ماء اي الله جل وعلا انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها. قال العلماء هذا مثل ضربه الله للقرآن مثل ضربه الله للقرآن وانزال القرآن. بمثل محسوس معقول للناس. فقال الله فقال انزل من السماء ماء انزل الله من السماء ماء كبيرا. فسالت اودية بقدرها. فسالت الاودية بقدرها. الكبير بكبره والصغير بصغره امتلأت فاحتمل السيل زبدا رابيا حمل السيل معه زبدا رابيا والزبد هو الابيظ المرتفع المنتفخ على وجه السيل. زبد معروف لكن من باب التقليد للاخوة الذين والا اذا سال الوادي وسال الماء يحمل يأتي على جنبات الزبد يعلوه رغوة بيضاء هذا هو الزبد قال الله جل وعلا فاحتمل السيل زبدا اي حمل السيل معه زبدا رابيا اي طافيا من الربوع ربى زاد يطفو فوق الماء ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله. كذلك اذا اوقدوا النار وضعوا فيها آآ الحلية وضعوا فيها الذهب والفضة او غيرها من المعادن ثم اوقدوا عليها النار حتى يسحروها وتخرج فضة خالصة او ذهبا خالصا فانه ايضا يخرج لها زبد يخرج لها زبد. فيكون الزبد وحده والحلية وحدها. قال او ومما يوقدون اي هذا المثل الثاني يعني المثل الاول آآ الزبد من السيل والان المثل الثاني الزبد الذي يخرج من الحلية عند وضعها في النار. قال ومما يوقظون عليه في النار اي ومن الذي يوقظون عليه في النار؟ ما هو؟ ابتغاء حلية طلب الحلية ليصفوا الذهب والفضة عن غيرها. او متاع او لاجل المتاع كما لو انهم يعني اخرجوا اخرجوا منه ذهبا مسكوكا او لاجل ان يجعلوه يعني عملة يتعاملون فيها هذا كله مما ينتفع به زبد مثله. ايظا يخرج منه زبد مثل الزبد الذي خرج من السيل او مع السيل وان كان كل زبد بحسبه ثم قال كذلك يضرب الله الحق والباطل. قال العلماء الماء الذي انزله الله من السماء قالوا هو القرآن هذا مثل للقرآن انزله من السماء هذا هو القرآن نزل به جبريل من عند الله جل وعلا. قال فسألت اودية قال الاودية هي القلوب تنتبع القلوب بهذا القرآن على قدر اخذها له فهناك القلب قلب العالم قلب الخاشع التقي الصديق يقبل هذا وينتبه انتفاعا عظيما كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وهناك اودية صغيرة يسلم ويؤمن ويستفيد شيء من القرآن لكنه ليس مثل غيره لكن تحتمل هذه الاودية بقدرها لكن هذا السيل يحمل زبدا معه وهو ما يحصل في قلوب الناس من مخالفة الحق ومخالفة القرآن. لان الزبد ليس من السيل ليس من جنسه فكذلك ما عند الناس من المخالفات مثل الزبد مع الماء. الماء هو القرآن. والزبد وما يصحبه او ما يكون عند الناس من مخالفة للقرآن وما بعضهم يحتج ويظن ان القرآن يشهد لما يفعله من هذه المخالفات وهذه البدع وهذه الامور قال جل وعلا كذلك يضرب الله الحق والباطل. فاما الزبد فيذهب جفاء الزبد يذهب جفاعا. ومعنى جفاءا قالوا الجفاء هو المتفرق يقال جفأت الريح السحاب اي قطعته وفرقته وقيل ما يرمي به السير وقال ابن عاشور هو الطريح المرمى يعني الزبد يرمى بعد ذلك يذهب الماء ويبقى. ثم يتفرق ولا شي بل اذا يبي تمسكه بيدك يتفتت بيدك مدة يذهب بدون حتى لو لم يمسكه احد هذا هو الباطل والباطل لابد ان يزول ولا يثبت الباطل مع الحق يا اخوان فلا بد إنسان يختار الحق قال جل وعلا فيذهب جفاءا سواء كان زبد الحلية او كان زبد السيل واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال ما ينفع الناس الماء الذهب والفضة الحلية تبقى الزبد يذهب كذلك الحق والباطل الحق يبقى تنتفع به القلوب وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ضربه قال مثل ما ما بعثني الله به كمثل غيث اصاب ارضا وذكر حال الارض معه فالقرآن باقي واذا دخل في القلب نفعك الله نفع عظيم ها انت تصلي وتصوم على الطاعات وتجتنب المعاصي هذا بنفع القرآن واتباع النبي صلى الله عليه وسلم. لان كل مسلم يعمل بدين الله فهو متبع للقرآن وعامل بما في القرآن. ولو كان لا يعرف الدليل لكنه يتبع النبي صلى الله عليه وسلم او يبين له اهل العلم في عمل هذا يعمل بالقرآن ولو لم يكن من حفظة القرآن قال جل وعلا قال للذين استجابوا لربهم الحسنى. مر معنا اكثر من مرة ان نستجاب بمعنى اجاب. لكن السن والتاء للمبالغة او للتأكيد فللذين استجابوا لربهم اي اطاعوا الله ورسوله واطاعوا الله ورسوله وامنوا لهم الحسنى وهي الجنة الجزاء من جنس العمل الذين استجابوا لله ورسوله فامنوا واتبعوا المرسلين وعملوا باوامر الله لهم الحسنى اي لهم الجنة وقيل لهم الحسنى لهم الجزاء الحسن والحسنى هي الجنة ايش نعم اي نعم ما وقفنا عندها ونعم كذلك لما ذكر الله عز وجل السيل الذي يحتمل الزبد وكذلك الحلية التي وقد عليه النار حتى تخرج الزبد كذلك يضرب الله الحق والباطل. فالحق هو السيل والحلية والباطل هو الزبد سواء خرج من السيل او من الحلية ثم بين ان الزبد يذهب جفاءا يتفرق ويذهب ويضيع ولا ينتفع به واما ما ينفع الناس فهو الحق الزبد هو الباطل. واما ما ينفع الناس فهو الحق فهذا يمكث في الارض وينتفع به الناس وتنبت الارض منه وتثمر ثم قال كذلك يضرب الله الامثال اي مثل ذا مثل هذه الامثال يضربها الله جل وعلا لعباده ليتعظوا بها وينتفع بها. ثم قال جل وعلا للذين استجابوا لربهم الحسنى اي لهم الجنة او لهم الحالة الحسنى. ثم قال جل وعلا الذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به لافتدوا به اولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد. اذا ذكر المؤمنين الذين استجابوا لله ان لهم الجنة ولهم الحياة الحسنى في الدنيا والاخرة والنعيم المقيم ثم بين حال الذين لم يستجيبوا وهم الكفار الذين ابوا ان يدخلوا في الاسلام انهم يوم القيامة لو ان لاحدهم او لهم جميعا ما في الارض كل ما في الارض من من الاموال والموجودات كن لهم يملكونه ويتصرفون فيه لافتدوا به لشدة اهوال الموقف والنكال والخزي والعار والحالة التي هم فيها لو ان كل ما في الارض لهم لافتدوا به على ان من العذاب الذي يحل بهم جزاء كفرهم ومثله معه لافتدوا به يوم نعم افسدوا به اي من عذاب الله الذي يقع فيهم. اولئك لهم سوء الحساب. هؤلاء الذين لم يستجيبوا لهم سوء الحساب يعني لهم اسوأ الحساب وهو يناقشون ويحاسبون ويعذبون. حتى قال بعض السلف سوء الحساب قال هو المناقشة. لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول من من نوقش الحساب عذب ولا شك ان هذا داخل فلهم سوء الحساب وايضا لهم العذاب والنكال الشديد الذي ينتجه سوء الحساب جزاء وفاقا لاعمالهم. ثم بعد سوء الحساب والمحاسبة والمناقشة ومأواهم جهنم. مأواهم مآله ومرجعهم الذي اونى اليه ويكونون فيه ويسكنون فيه جهنم وبئس المهاد. بئس المهاد تكون مهادا ووطاعا وفراشا لهم. وهذا هو الذي الذي مهدوا به لانفسهم وهو الكفر بالله جل وعلا. فما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون قال جل وعلا افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى؟ هذا استفهام انكاري ينكر ولا يمكن افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك وهو القرآن والسنة انه الحق من عند الله كمن هو اعمى عن ذلك مغمض عينيه ما يراه ولا يعتقد ان الذي انزله الله هو الحق الذي انزله الله عليك هو الحق قال جل وعلا انما يتذكر اولو الالباب والله لا يتعظ الا اصحاب العقول كيف المساواة بينما انزل الله من من كلامه وصفته القرآن العظيم الذي من تبعه نجا في الدنيا والاخرة مع من عمي عن هذا الحق واعرض عنه وطعن فيه ما يعتبر بهذا الا اولو الالباب انما يتذكر ان يتعظ. فالذي يعلم ان ما انزل اليك من ربك هو الحق لا يستوي مع الاعمى ابدا ثم قال جل وعلا الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق. ذكر جملة من اوصاف اهل الجنة. فمن اولها انهم يوفون بعهد الله وعهد الله قالوا اسم جنس يشمل كل ما عاهد عليه العبد ربه فكلما امرك الله به من الواجبات وما نهاك عنه هذا كله من عهد الله لله عليك عهد لا تعمل هذه المعاصي تعاهدت الله فمن دخل في الاسلام وامن فقد عاهد الله على هالعمل بما امر واجتناب ما نهى. فالمؤمنون يوفون ويتمون عهد الله الذي عاهدوا عليه فيعملون بالطاعات ويجتنبون المعاصي ولا ينقضون الميثاق لا ينقضون العهد الذي عاهدوا الله عليه او عاهدوا عليه الخلق من تمام ايمانهم. قال قتادة تقدم الله الى عباده في نقض الميثاق ونهى عنه في بضع وعشرين اية. لا تنقض الميثاق سواء في حق الله او في حق العباد اوفوا بالعقول عشان اذا عاهد الله يجب عليه ان يفي بعهده قال جل وعلا والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ان يصلون كل ما امر الله به كل ما امر الله بوسله ومنه صلة الارحام يصلون ارحامهم يحسنون يصلون الفقراء والمساكين واليتامى والمحتاجين هذه صفاتهم يصلون كل ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم هذا الذي حملهم على ذلك خشية الله الخوف من الله لانهم مؤمنون ويخافون سوء الحساب يخافون سوء الحساب لان من نوقش الحساب عذب تخافون انه يدقق عليهم يناقشون عن الصغير والكبير حقيقة يجب على المؤمن ان يخاف من الله ويخاف ما امامه من الحساب حساب قوي الا من يعني من الله عليه وتجاوز عنه. نعم