العالمين الرحمن الرحيم صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اه كنا وقفنا وقفة عند قوله جل وعلا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فاريد احد الاخوة يتفضل يشرح هذه الاية يتكلم بكلام موجز او يستنبط منها اكثر من فائدة والبقية ليش ما يعرفون ولا ما يبون جوايز يعني طيب انت يا اخي نعم ايه ارفع صوتك ارفع صوتك. سيدنا ابراهيم الاصنام. نعم. نعم. سبحانه وتعالى. نعم. والشكر بين عبادة الاصنام. هم. طيب وش نستفيد نحن من هذا الانسان يعني لا ينطق قلبه نستفيد ان الانسان لا يملك قلبه من الله سبحانه وتعالى يقلب القلوب. احسنت. ونستفيد من هذا اننا ندعو بهذا الدعاء ولا لا؟ ايه نحتاج ندعوا بهذا صحيح الجواب صحيح جزاك الله خير. يقول الله جل وعلا ربي اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع. لا يزال آآ سياق الايات في ابراهيم عليه السلام وفي دعائه دعواته المباركة فمنها يقول جل وعلا ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع. ومعنى ربنا هذا منادى حذفت ياء النداء منه. والتقدير يا رب ربنا وقد سبق ان اشرنا ان دعاء الله عز وجل باسم الرب هي دعوات الانبياء واكثر دعوات الانبياء يدعون الله جل وعلا بهذا الاسم ربنا ربي اني لما انزلت لي من خير فقير ربي اني اسكنت من ذريتي وهو اسماعيل ابنه اسماعيل وامه هاجر وذلك ان ابراهيم بعد ان اهلك الله القوم الذين بعث اليهم ولم يؤمنوا به الكفار فيما يقوله اكثر المفسرين في حين انه هاجر من العراق الى الشام وانه ايظا جاء من الشام او لما ولد له اسماعيل من هاجر هي في الاصل مولاة لسارة زوجته سارة اهداها عليه الملك الذي اراد ان يمسها بسوء ودعا الله ابراهيم قال ايه؟ فحال بينه وبينها اخدمها هاجر ثم تزوج بها ابراهيم اهدتها الى ابراهيم وتزوج بها فانجب منها اسماعيل. عند ذلك غارت سارة لانها ما كانت تنجب فاخذها ابراهيم وجاء بها الى مكة. لكن لم تكن مكة مكة. وانما كانت واد بغير ذي زرع. وادي بين لا زرع ولا سكان ولا ماء ولا شيء فلما جاء بهم ابراهيم وانزلهم في هذا المكان ترك عندهم شيئا قليلا من الزاد والماء كر راجعا الى الشام فلحقت به هاجر يا ابراهيم الى من تدعنا الى من تدعو وهو لا يرد عليها. الا انها قالت هل امرك الله بذلك؟ قال نعم. قالت اذا لا يضيعنا الله فرجعت الى ولدها فلما غاب عن اعينهم دعا بهذا الدعاء ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع. وهي مكة وادي بين جبلين لم يكن بها زارا ولم يكن بها بيوت ولم يكن بها بيت ولا شيء بوادي غير ذي زرع عند بيتك المحرم الذي حرمته على جميع خلقك ان يستحله. والبيت لم لم يبنى بعد لكن الله اعلم نبيه ابراهيم. عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة يا ربنا لاجل ان يقيموا الصلاة الله اكبر البعض يعني الذي يأتي مكة مفروض تأتي يأتي بهذه النية. يسكن مكة بنية اقامة الصلاة والصلاة في المسجد الحرام او بنية اخرى ليقيموا الصلاة وهذا اهمية الصلاة يا اخوان وشأن الصلاة واقامتها على ضوء ما فسرناه قال جل وعلا فاجعل افئدة من الناس افئدة الافئدة جمع فؤاد وهي القلوب فاجعل افئدة قلوب بعض الناس تهوي اليهم اي تهوي الى مكة وقيل تنزع الى مكة وقيل تحن الى مكة. والى زيارة البيت فدعا الله جل فدعا ابراهيم ربه ان يجعل هناك بعض القلوب لانه قال افئدة من الناس ما قال افئدة الناس قلوب من قلوب بعض الناس تحن وتهوي وترغب بالمجيء اليهم الى ذريتي الى مكة الى بيت الله الحرام قال ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير لو قال ابراهيم افئدة الناس لازدحم عليه فارس والروم واليهود والنصارى والناس كلهم ولكن قال من الناس فاختص به المسلمون لو قال واجعل افئدة الناس لتزاحم الناس كلهم بمكة ان قال من الناس؟ المسلمون فقط دون غيرهم. فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات. سبحان الله واد واد غير ذي غير ذي غير ذي زرع سأل الله ان يرزقهم والله على كل شيء قدير واذا اراد امرا اتمه اذا اراد امر اتمه ولهذا استجاب الله دعاءه حتى صارت مكة بلدا امنا مطمئنا يأتيها رزقها من كل مكان وكان لاهلها رحلتان رحلتان في الشتاء ورحلة في الصيف. والناس حولهم يتقاتلون ويموتون من الجوع ومكة بلدا رغدا مع انه ليس فيها مقومات الحياة كما يقولون. ليست ارض زراعة ولا ارض ابار وجبال وما بينهما واد لكن اذا اراد الله امرا اتمه جل وعلا. قال ارزقهم من الثمرة لعلهم يشكرون هي يا اخوان اذا رأيت ان الله يرزقك ينعم عليك والخير تترى. يا اخي هذا يقتضي منك الشكر لا تغفل يا اخي لا تغفل اذا كثر الامساس قل الاحساس والله نعمة هالطعام الذي تأكله وما تأكله في بيتك هذا رزق رغيد من الله ثمرات ساقها الله اليك الله الذي اطعمك اياه عنك فلوسك لو كان ما في ما كان في البلد هذه الثمار. منين تجيب؟ ما تنفعك. فالله هو الذي رزقنا واغدق علينا رزقه قال جل وعلا ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء. وما يخفى على الله من شيء ان في الارض ولا في السماء الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق ان ربي لسميع الدعاء ربنا يدعو ربه ويقدم بين يدي دعائه الثناء على الله بعض الصفات. فقال ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن فاعلم ما في نفسي ما اظهره وما اعلنه انت علام الغيوب. قال وما يخفى على الله من شيء في الارض ولا في السماء فكأنه يقول اسألك بعلمك ربنا اسألك بعلمك المحيط ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها قال جل وعلا الحمد لله ثم شكر الله وحمده واثنى عليه ولا كلمة وليست هناك كلمة اعظم من كلمة في الشكر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من اسدي اليه معروفا او صنع اليه معروفا فقال او من اعطاه الله نعمة فقال الحمد لله كان الذي خير من الذي اخذ اي نعمة يعطيك الله عز وجل اياها فتقول الحمد لله الذي اعطيته الحمد اكثر من النعمة. حديث صحيح صححه الشيخ الالباني الحمد لله كلمة عظيمة. الحمد لله الذي وهبني وهب في صفة الهبة هبة من الله تكرم ما هو عطاء او مقابل شيء وهبه الله ذلك. ووهبه على الكبر بعدما كبرت سنه حتى قال بعض المفسرين قال ان ابراهيم لما رزق الله اسماعيل كان عمره سبع وتسعون سنة رزق اسماعيل وعمره سبع وتسعون سنة وبعد ثلاثة عشر سنة ولد له اسحاق فكان في كبر سنه والله على كل شيء قدير الذي وهبني على الكبر اي في حال الكبر وعلى كبر سني اسماعيل واسحاق ان ربي لسميع الدعاء سميع بمعنى مجيب لانه يأتي السمع معنى سمعه ويأتي بمعنى اجاب. ولهذا في الصلاة كما يقول سمع الله لمن حمده ما معناه استجاب الله لمن حمده ليس معناه ان الله سمع سماع فقط الله يسمع كل شيء من حمده ومن لم يحمده لكن المراد اجاب الله من حمده ولهذا فيقول المؤمن ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا يعني يحمد العبد ربه حتى يجيب الله دعاءه. ولهذا السنة ان تقدم بين يدي دعاءك الحمد والثناء على الله. حتى يستجاب الدعاء. قال الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق ان ربي الدعاء ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربي اي يا ربي اجعلني مقيم ممن يقيموا الصلاة ويأتي بها في الوقت الذي امرته به امرت بها فيه ويأتي بها على الوجه الذي يرظيك فاقيموا الصلاة ربي اجعلني مقيم الصلاة وهذا دليل على دجل الدجالين الذي الان يقولون اه اذا عاشوا فترة في الاسلام بلغوا منزلة تسقط عنهم التكاليف هذا خليل الرحمن يسأل الله ان يجعله من مقيمي الصلاة. ما ترك الصلاة. بل يسأل الله يسأل ربه ان يثبته على ذلك. ويجعله من اهل اقامة الصلاة ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. قال ومن ذريتي واجعل من ذريتي. قالوا من هنا بيانية وليست تبعيضية ليس معناه انهم قالوا واجعل بعض امتي يقيم الصلاة. لا هنا من بيانية. فسأل الله ان يجعله من مقيمي الصلاة وان يجعل نيته ايضا ممن يقيمون الصلاة وهذا مهم انك تدعو به لنفسك ولاولادك. ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي بعض الناس يريد ذرية يصلحونه هما ما يفعل لهم شيء الا يأتيهم بالطعام والشراب والملابس فقط لا يدعوهم لا يوجههم ولا يدعوا لهم يا اخي لا تنسى الدعاء الدعاء هو العبادة الدعاء شأنه عظيم يا اخوان لا تنسون الدعاء لابائكم وامهاتكم ولاولادكم وازواجكم اللهم اغفر لوالديه وارحمهما كما ربياني صغيرا. هذا من جانب الوالدين. جانب الابناء ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. واجعل المتقين امام. ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي. واصلح لي في ذريتي هالانبيا يدعون بصلاح الذرية قال جل وعلا ربنا وتقبل دعاء. يعني يا ربنا وتقبل دعائي تقبل دعائي اذا هذه فائدة. انك تدعو الله وتسأل الله ان يقبل هذا الدعاء تدعو ويكون من دعواتك ايظا ربي تقبل دعائي. ربي لا تجعلني بدعائك شقيا. ربي تقبل دعائي هذه فائدة فادعوا وتدعوا الله ان يقبل منك الدعاء كما فعل ابراهيم. قال جل وعلا ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ربنا يا ربنا اغفر لي ذنوبي واستر عيوبي ولوالدي. فدعا لامه وابيه. وذلك قبل ان يعلم ان اباه في النار وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا الا عن موعدة وما كان استغفاره وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه. فكان يدعو. وهذا دليل ان الانبياء ما يعلمون الغيب ولكن يدل على ان ام ابراهيم مسلمة اليس كذلك لانه ما جاء ان الله لم يتقبل والده في النار ونهاه الله عز وجل. واخبر انه لا يغفر له. اذا امه في الجنة. مثل مثل ما نقول لوالدي نوح ربي اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي للمؤمنين. والدا نوح في الجنة مؤمنان نقول مؤمنان ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب اي يوم تحاسب عبادك وتجازيهم على اعمالهم فاجعلنا ممن غفرت لهم ذنوبهم وكفرت عنهم سيئاتهم قرأ الجمهور وتقبل دعاء بحذ ياء المتكلم تخفيفا وقرأ ابن كثير وابو عمرو دعائي للاثبات والمعنى لا يختلف بذلك. ثم قال جل وعلا ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون قال ابن كثير يقول الله تعالى ولا تحسبن الله يا محمد غافلا عما يعمل الظالمون. ونحن نقول لا يحسبن الله يا نبينا لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. ومعنى غافل ساهي. لا تحسبن الله تاهي ويغفل ويخفى عليه شيء مما يعمله الظالمون المشركون واعظم الظلم الشرك والكفر انما يؤخرهم الى اجل مسمى فهو عليم بما يعمل الظالمون ولكن يؤخرهم ليوم تشخص به الابصار يؤجلهم حتى يجازيهم على اعمالهم ولذا ولله في ذلك حكم عظيمة ليوم تشخص فيه الابصار. قال ابن كثير اه او ابن كثير جاء بكلام عام لكن يوم تشخص الابصار قال السمعاني ترتفع وتزول عن اماكنها. هذا شخوص البصر. يرتفع عن وظعه ويزول عن مكانه كانه تنقلب العين. وقال ابن عاشور شخوص البصر ارتفاعه كنظر المبهوت الخائف يشخص بصره لا لا يرتد اليه طرفه. لماذا هذا الشخوص لشدة الاهوال التي اذا رآها شخص ببصره ولا يشغله شاغر عن ذلك لشدة ما يراه من الاهوال اليوم تشخص فيه الابصار وهو يوم القيامة. فتشخص فيه الابصار ولا ترتد ولا ترجع ثم قال عن هؤلاء الذين يؤخرون الى يوم تشخص فيه الابصار مهطعين مطلعي رؤوسهم المهطئ قالوا هو الذي يسرع في في المشي ويمد عنقه يعني ما يمشي سويا مرتفع الرأس يمشي وقد مد عنقه وطأطأ رأسه لماذا؟ لشدة الخوف الذي لحق به هو الذل. مهضعي رؤوس مهطعين مقنعي رؤوسهم. قالوا مقنع رؤوس تقنيع الرأس يعني طأطأته يقنع رأسه فهو يمشي مهطئ مسرع في مشيه ماد لرقبة منزل لرأسه بسبب ما يراه من الاهوال والنكار والعذاب في ذلك اليوم الذي يجعل الولدان شيبا مطيعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد اليهم طرفهم. والحال انه لا يرتد اليهم طرفهم. وهو نظرهم معنى ما يرتد يعني ما ما تغمض عينه من شدة الاهوال. لا يرتد اليهم طرفهم قال ابن كثير اي ابصارهم طائرة شاخصة يديمون النظر لا يطرفون لحظة لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة والمخافة لما يحل بهم عياذا بالله العظيم من ذلك. قال جل وعلا وافئدتهم هواء افئدتهم اي قلوبهم قال ابن كثير وافئدتهم هواء اي قلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء لكثرة الوجل والخوف. ولهذا قال قتادة وجماعة ان امكنة افئدتهم خالية ان القلوب لدى الحناجر قد خرجت من اماكنها من شدة الخوف. وقال بعضهم هواء اي خراب لا تعي شيئا فالحاصل ان هذه كلها من من الصفات التي تلحقهم في ذلك اليوم يدل على شدة حالهم وخزيهم ونكالهم ومن ذلك ان قلوبهم هواء خراب ما تعي شيء او ان قلوبهم هواء خالية طارت القلوب من الصدور بلغت الحناجر من شدة الخوف والكرب الذي لحق بهم قال جل وعلا وانذر الناس ايا نبينا انذر الناس واعلمهم بما امامهم من المخاوف يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا ادخلنا الى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل. او لم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال؟ انذر الناس ذلك اليوم. وهو اليوم الذي يأتي فيه العذاب يوم القيامة. حينما فينزل العذاب فيقول الذين ظلموا اي كفروا واشركوا ربنا اخرنا اي اخر عنا العذاب واجلنا قليلا وخر عنا العذاب واجلنا يجب دعوتك حتى نجيب دعوتك ونؤمن ونتبع الرسل ونكون من المؤمنين وننجوا من هذا العذاب ونتبع الرسل قال جل وعلا مستفهما استفهاما انكاريا منكرا عليهم. لانه لا يمكن ذلك الوقت. انتهى وقت الايمان. امهلتم ما سنين عددا. قال جل وعلا اولم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال استفهام انكار توبيخ او لم تكونوا اقسمتم حلفتم ما لكم من زوال يعني ما لكم من انتقال من الدنيا الى الاخرة ما في شيء اسمه الاخرة هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا اقسمتم على هذا واكدتموه رغم قيام الحجج ومجيء الرسل وانزال الكتب بما لا يدع شكا عندكم ومع ذلك الان تتمنون لا يمكن. اولم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال؟ وسكنتم في الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال وسكنتم سكنتم في الدنيا في مساكن الذين كفروا بالله من قبلكم ظلموا انفسهم بالكفر والشرك ورأيتم ما فعلناه فيهم تبين لكم وظهر لكم ما فعلنا بهم وهو ان اهلكناهم ودمرناهم لما كفروا فما لكم من حجة؟ ارسلنا اليكم رسولا ودعاكم وامركم ونهاكم واسكناكم ارضا قد سكنها قوم من قبلكم عرفتم ذلك وايضا علمتم ما احللناه وتبين لكم ما احللناه واوقعناه بتلك الامم الكافرة ومع ما امنتم وسلكتم مسلكهم فلا حجة لكم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال. ظربنا لكم الاشباح وامثال الامة السابقة الذين كفروا ماذا حصل لهم؟ واقمنا عليكم الحجة وقد مكروا مكرهم. اي قد مكر الكفار مكرهم. وهو الشرك وهو اعظم المكر فاعظم التكذيب وعند الله مكرهم عند الله علم مكرهم ويعرف ما يمكرون وسيجازيهم به ويمكر بهم في الدنيا وفي الاخرة لان الله يمكر بالماكرين وتثبت له صفة المكر على سبيل على سبيل التقييد والمجازاة مثل المخادعة ومثل الكيد ومثل الاستهزاء وما شابهها. تثبت على سبيل القيد تقييد المجازاة. ماكر بالماكرين. خادع للمخادعين مستهزئين بالمستهزئين ثم قال جل وعلا وان كان مكرهم لتزول منه الجبال هذه قراءة الجمهور لتزول بكسر اللام الاولى وفتح اللام الاخيرة لتزول وقرأ الكسائي لتزول لا تزول بفتح اللام الاولى وضم الثانية والمعنى اشتد مكرهم حتى زالت الجبال او كادت تزول على قراءتها لا تزول يعني ان مكرهم اشتد حتى انه كادت تزول الجبال من اماكنها لشدة مكرهم. قالوا وهذا يشهد له قوله جل وعلى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدائا دعوا للرحمن ولدا. والجمهور قالوا لا لتزول. قالوا والمعنى على قراءة الجمهور وان كان قالوا ان هنا نافية بمعنى ماء ومعنى الكلام وما كان مكرهم لتزول منه الجبال هم مكروا مكروا لكن ما كان مكرهم ليزيل الجبال مهما مكروا ومكره الضعيف ولا يؤثر تأهيرا بليغا ولا تزول منه الجبال عن اماكنها وكلا القراءتين صحيح وقد قال ابن تيمية وجمع من اهل العلم القراءتان كالايتين القراءتان كالايتين يعني ما نرجح بين القراءتين ما دام انهما صحيحتان كل منهما تحمل على المعنى الذي دلت عليه وهو حق قال جل وعلا فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله لا تحسبن لا يقع في حسبانك وفي تقديرك ان الله مخلص او ان الله يخلف وعده رسله بانجائهم واهلاك عدوهم لقد وعد الله رسله بانجائهم وان العاقبة لهم ووعدهم باهلاك اعدائهم عليهم فلن يخلف الله الميعاد ان الله عزيز ذو انتقام. انه جل وعلا عزيز لا يمانع منه شيء لا يمانع منه شيء اراده لا يمانع منه شيء اراد عقوبته قادر على كل من طلبه ولا يفوته بالهرب منه ذو انتقام ان ينتقموا من اعدائه واعداء رسله لاوليائه جل وعلا وذلك يوم تبدل الارض ولكن اكثر المفسرين على ان يوم تبدل الارض كلام مستأنف وتقديره واذكر يوم تبدل الارض غير الارض ولا يبعد ان يكون ان الله عزيز ذو انتقام ومن ذلك يعني ينتقم لاوليائه من اعدائه يوم بدلوا الارظ غير الارظ والسماوات وهذا يوم القيامة تبدل هذه الاراضي باراض غيرها وتبدل السماء بسماء غيرها وتتغير الامور فان العباد يقفون على ارظ واحدة كخبزة نقي بيظاء كلهم. اولهم واخرهم ولكن هذا يوم القيامة يوم القيامة اذا احلال العذاب الاكبر في الكفار يوم القيامة. وان كانوا يأخذهم الله في الدنيا ويهلكهم وينصر اولياءه لكن الساعة ادهى وامر يوم تبدل الأرض غير الأرض غير غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار. برزوا من قبورهم يوم القيامة او ظهروا صاروا بارزين لا تخفى منهم خافية لله الواحد القهار. الواحد الفرد الصمد القهار. الذي يقهر كل شيء ويغلبه ويصرفه كيف شاء. فهو القاهر الذي يقهر غيره على ما يريد. لعظمته جل وعلا. ثم قال سبحانه وتعالى وترى المجرمين وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الاصفاد ترى المجرمين يومئذ يوم تبدل الارض والى الارض. في ذلك اليوم تراهم مقرنين والقرن او التقرين وضع اثنين في قرن اي حبل هذا هو الاصل قرن بعضهم الى بعض كل انسان ونظيره وزوجه ومثيله وشكله قال ابن كثير مقررين اي بعضهم الى بعض قد جمع بين النظراء والاشكال كل صنف الى صنف. كما قال تعالى احصروا الذين ظلموا وقال واذا النفوس زوجت قال واذا القوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا وقال شياطين كل بناء وغواص واخرين مقررين في الاصوات. وهذا كما قدمت قبل قليل ابن كثير رحمه الله عنده عناية في تفسير القرآن بالقرآن جمع عظيم الحقيقة عنده هذا كثير ما يستهانوا فيه اذا يوم تبدل الارض ترى هؤلاء المجرمين الذين فعلوا الجرم والذنب العظيم وهو الشرك والكفر مقرنين يقرن بينهم في الاصفاد والاصفاد هي القيود والسلاسل اهانة واذلالا لهم. يربطون ويقرن بينهم بالاصفاد. والاصفاد جمع صفات بوزر كتاب وهو القيم والغل القيد الذي يوضع بالايدي والغل الذي يوضع بالرقبة سرابيلهم من قطران شيء مما يعذبون به فسرابيلهم اي ثيابهم او القمص القمص التي يرتدونها في ذلك الموقف من قطران والقطران هو النحاس المذاب نعوذ بالله يعذبهم الله عز وجل بذلك ثم لاحظ لاحظ انه ان عليهم ثياب وعليهم سرابيل عليهم قمص وان كانت ثياب عذاب من النحاس المذاب بين المؤمنين ثيابهم من حرير واستبرق وسندس. وهذا دليل على ماذا؟ على وجوب ستر العورة حتى في حال الجزاء المنعمون والمعذبون كلهم عليهم ما يسترون. ما يسترهم. فما بال بعض الناس وبعض النساء تتبرج وتخرج محاسنها ومفاتنها ويزعمون ان هذا تطور وهو ظلال مبين والفطرة تمجه لكن اذا كثر الاحساس اذا كثر الامساس قل الاحساس. قال جل وعلا سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار. تغشاهم وتلفح وجوههم تغشاهم اي تغطيهم وتصيبهم وتلفح وجوههم لفحا بسبب اعمالهم ليجزي الله كل نفس بما كسبت. ليجزي الله كل نفس ما كسبت. ان الله سريع الحساب الهجر ان يجزي الله جل وعلا كل نفس ما كسبته ان خيرا فخير وان شرا فشر. ان الله سريع الحساب اذا الخلق اسيبهم كلهم مؤمنهم وكافرهم. اولهم واخرهم. ايسهم وجنهم ذكورهم واناثهم فهو سريع الحساب وحسابه سريع اذا حاسب الخلق هذا كله ايضا مما يعني فيه بيان لقدرة الله جل وعلا وبيان ايضا لوجوب الخوف من ذلك اليوم الذي يحاسب فيه كانه سريعا فيصير الى جزاء عمله فعليه ان يحسن العمل حتى يلقى عملا يسره بين يدي الله وبرحمة الله ثم قال جل وعلا وهذا بلاغ هذا بلاغ للناس هذا اي هذا القرآن السياق وعلى هذا ويحتمل ان هذا يعني هذا الكلام الذي سبق او هذا البيان ولكن اذا قيل هذا القرآن فهو احسن لان ما سبق من القرآن والقرآن كله بلاغ للناس هذا بلاغ للناس. تبليغ فيه تبليغ ابلاغ للموعظة فيه البلاء يبلغ الناس ما امامهم ويقيم عليهم الحجة وتبلغهم ولينذروا به اي بيتعظوا يتعظوا الناس بما فيه. يقال نذرت بالشيء اذا علمته واستعددت له فينتظرون ويتعظون ويستعدون لما امامهم فيعملون لما جاء في القرآن ويحذرون من ما حذرهم منه لينجوا من عذاب الله وليعلموا ان ما هو اله واحد. يعلموا ان الله جل وعلا اله واحد لا اله الا هو وانه لا معبود بحق سواه. وان ما يدعى من دونه هو الباطل فيجب ان يفرد الاله الفرد الصمد الواحد اي يفرد بالعبادة ولا يصرف شيء من العبادة لغيره وليعلموا ان ما هو اله واحد وليذكر اولو الالباب. يذكر ويتذكر بمعنى ان يتعظ يتعظ اولي الالباب اصحاب العقول ينتفعون بعقولهم ولا شك لو يتأمل الانسان حق التأمل يا اخوان صراحة ما ما بعد هذا البلاغ ولا بعد هذا البيان ولا بعد هذه العظة من عظة يا اخوان يذكر الانسان هذه المواقف والوقوف بين يدي الله حين الى الارض والسماوات وقوف الناس بين يدي الله والشمس دانية من الرؤوس والنار دانية والجنة دانية. والله لو يعقل هذا حق العقل يا ما يقدم على المعاصي يتوب الى الله ويرجع عن هذا الشر ما فيه عبرة وعظة لكن لاصحاب القلوب. الحية الالباب التي تعقل تدرك