ثم ندخل الى سورة ابراهيم. فنقول اول سورة ابراهيم سورة اسمها سورة ابراهيم لا يعرف لها اسم غير هذا الاسم وسببه التسمية ذكر خبر ابراهيم فيها وهي سورة مكية عند جمهور اهل العلم وهو الصواب وهذا واضح ايضا من الايات وما فيها وترتيبها في النزول هي الاية هي السورة السبعون هي السورة السبعون نزلت بعد الشورى وقبل سورة الانبيا وعدد اياتها اربع وخمسون في المدني وخمس وخمسون في الشام وواحد وخمسون في في البصري واثنتان وخمسون في الكوفي في العد الكوفي ولم يرد فيها نص بخصوصها يدل على فضلها لكن يكفيها فظلا وشرفا انها من كلام ربنا جل وعلا ثم قال جل وعلا الف لام راء كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الف لام رأى الحروف المقطعة الله اعلم بمراده ويظهر منها التحدي والاعجاز ولهذا ذكر اسم الكتاب بعدها مباشرة التحدي والاعجاز ان يأتوا بمثل هذا القرآن. كتاب انزلناه اليك وهو القرآن. لماذا؟ العلة؟ لتخرج الناس من الظلمات الى قولي بايدي ربهم الى صراط العزيز الحميد. نعم. هل هذا جدير بك يا عبد الله ان تلزم هذا الكتاب الذي انزله الله ليخرج ليخرج الناس به من ظلمات الجهل والكفر الى نور الايمان باذن ربهم في اذن ربهم لانه هو الهادي ولا يهتدون الا باذنه اهدي من يشاء ويضل من يشاء. فقد سمعت كفار قريش القرآن ولم يهتدوا به. مع انه هدى للناس يرشد وادي لكن هو هدى للمؤمنين هدى توفيق. لا يوفقون للعمل بما فيه الا اهل الايمان. ومن من اذن الله له ذلك قال جل وعلا الى صراط العزيز الحميد قال ابن كثير الى صراط العزيز الذي لا يمانع ولا يغالب بل هو القاهر لكل ما سواه. والحميد قال هو المحمود في جميع افعاله واقواله وشرعه وامره جل وعلا فهو محمود بكل حال. فهو العزيز الحميد. الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. وهذه قراءة الجمهور بالخفظ والله عطفا او بدلا من الحميد صراط العزيز الحميد الله. وقرأ نافع بن عامر الله على الابتداء على انهم كلام مستأنف بالرفع الله الذي له ما في السماوات وما في الارض كل ما في السماوات وما في الارض له ملكا خلقا وملكا وتدبيرا وتصريفا جل وعلا فهو الملك وويل للكافرين من عذاب شديد ويل الويل يأتي بمعنى الهلاك. اي الهلاك والعذاب للكافرين ويقال ويل هنا يناسبها ان يقال ويل اي الهلاك لاحق بالكفار من عذاب الله الشديد هويل لهم والكافرين هم الكفار بالله جل وعلا من عذاب شديد اي قوي وهو عذاب النار نسأل الله العافية والسلامة ثم قال الذين يستحبون الحياة الدنيا على الاخرة معنى يستحبون يقدمون الاخرة على الدنيا يقدمون الدنيا على الاخرة اما محبة الدنيا كل انسان يحب الدنيا. لكن مراد المحبة هنا الذي تقتضي تقديم وايثار الدنيا على الاخرة فيكون همهم الدنيا والعمل فيها والتمتع فيها ويبيعون الاخرة ولا يؤمنون بالله جل وعلا ويصدون عن سبيل الله ويضيفون الى ذلك الصد والمنع عن سبيل الله وعن الطريقة الموصلة اليه وهو دين نبيه الذي جاء به القرآن ويدعونها عوجا يبغون يريدون ويلتمسون السبيل سبيل الله يلتمسونها عوجا يريدون ان تكون معوجة يطلبون ان تكون معوجة منحرفة ليست على دين وانما على الاهواء وعلى الطرق منحرفة هكذا الكفار في كل زمان يريدون الدين عوجا سبيل الله يريدونها عوجا لا يريدون مستقيمة يتركها اهلها ويتبعون السبل المتفرقة التي توصل الى النار اولئك في ضلال مبين. اولئك في ضلال بعيد اي في ظلال بعيد قد بلغوا فيه منزلا لا يمكن ان يرجعوا الى الحق لشدة كفرهم واعمالهم. ثم قال وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم. ما ارسلنا من رسول هذه فائدة الى قومه الا وهي اداة حصر بلسان قومه يعني بلغتهم لا يرسل الله رسولا الى قوم الا بلغتهم يتكلم بلسانهم حتى يفهموا عنه ويعقلوا الا بلسان قومه لماذا؟ ليبين لهم لاجل ان يبين لهم الرسالة التي ارسل بها حتى يفهموها ويفقهوها فيظل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم. ايضا عند ارسال الرسل بلغة قومهم ليس كلهم يؤمنون مع انهم يعرفون اللغة ويفهمون فيضل الله من يشاء لحكمة عظيمة ويهدي من يشاء الى اتباع الرسول وهو جل وعلا العزيز الحكيم العزيز الذي لا يغالب وهو الحكيم في كل ما يشرع ويقدر. ثم قال جل وعلا ولقد ارسلنا موسى باياته ارسلنا موسى باياتنا اي بادلتنا وحججنا ان اخرج قومك من الظلمات الى النور. اخرج بني اسرائيل واخي فرعون وقومه من الظلمات وهي ظلمات الشرك والكفر الى النور الى نور الايمان والهدى وذكرهم بايام الله عظهم بايام الله اي باخذه بايامه التي اخذ فيها القرى السابقة والامم السابقة اخذ شديد اهلك الله قبلهم وهما نوح وقوم هود وقوم صالح فذكرهم بايام الله التي انزل فيها العذاب على اعدائه وقيل ايام الله اي نعم الله التي من بها عليهم وهذا فيه حديث جاء في حديث صححه بعض اهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وذكرهم بايام الله قال بنعم الله تبارك وتعالى وظاهر السياق ان المراد ايام الله يعني ما حصل في تلك الايام وقد يكون النعم التي انزلها الله عز وجل عليهم ان في ذلك لايات فيما صنعناهم في اولئك الامم ايات وعبر لبني اسرائيل لكل صبار شكور لكل صبار يصبر على امره وكل شكور يشكر الله على طاعته ولهذا قيل الصبار ذي صبري على طاعة الله وهو كثير الصبر وذي شكر على ما انعم الله عليه من نعمه وكثير الشكر لله ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد