بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اه فهناك سؤال ورد وهو سؤال مهم يعني ما يقبل التأخير وهو ان بعض الاخوة وهو جالس يمد رجليه الى اتجاه المصحف فاقول لا لا يجوز هذا الفعل لان الله جل وعلا يقول ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب فالتقوى تقتضي منك الا تمد قدمك الى المصحف او رجلك الى المصحف وانت بالخيار سواء تبحث مكانا اخر او تؤخر وحامل المصاحف اذا كنت لابد من مد قدميك اما تترك المصحف امامك وتمد قدميك اليه هذا ليس من تقوى القلوب وليس من تعظيم شعائر لله وليس من احترام المصحف اه يقول الله جل وعلا في سورة إبراهيم واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم واذ قال تقدير الكلام واذكر حين قال او وقت قال او ساعة قال ظرف زمان تقدر بما يناسب المقام واذكر يا نبينا حين قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم اذ انجاكم من ال فرعون يصومونكم سوء العذاب ويذبحون ابناءكم ويستحيون نسائكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم يذكرهم بنعم الله عز وجل لان الانسان اذا تذكر نعم الله عليه هذا ادعى ان يشكر الله عليها هدأ ان يشكر الله عليها لانه اذا رأى النعم واستحظر ذلك لا ليس امامه الا ان يشكر المنعم المتفضل الذي اسدى بهذه النعم منة منه سبحانه وتعالى لان الانسان اذا تذكر النعم هذا يدعو الى شكرها. والعبد اذا شكر النعمة زاده الله خيرا وحفظ نعمته وهي كل نعمة تنزل بالانسان يعني انت لو تتذكر نعمة البصر هذه اللي تفيك دائما والله يا شيخ تذكر الله عليها بالليل والنهار فتذكر نعمة السمع لتذكر نعمة العقل تذكر نعمة الصحة تذكر نعمة النفس هذا الهواء يقول يقول بعض الكتاب او بعض يقول ان الانسان يتنفس في اليوم ثمانية عشر الف نفس من الذي هيأ الرئتين كم عمرك؟ كل يوم ثمانية عشر الف نفس من يوفر لك الهواء الذي تتنفسه يمتلئ المسجد او المكان او المسجد النبوي او المسجد الحرام. قد يصل المليون ولا احد يشتكي يقول نخشى ينتهي علينا الهواء او الاكسجين نعم ماذا يذكر الانسان وماذا يترك فتذكروا النعم خير عظيم فكن دائما ممن يتذكر النعم يعني لو ان الانسان قبل النوم يعطي نفسه فرصة يتذكر بالاء الله عليه ونعمه وشكره هذا يعينه يقول جل وعلا واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم ونعم الاسم جنس هنا يشمل جميع النعم التي انعم بها عليهم. وذكر شيئا منها قال اذ انجاكم من ال فرعون اذ انجاكم اي خلصكم انقذكم من ال فرعون وال فرعون انما هم يفعلون بامر فرعون لكن ذكر الال هنا دون فرعون قالوا لانهم هم الذين كانوا يباشرون اذية بني اسرائيل فرعون يأمر والذين كانوا يباشرون الاذى هم قومه فذكرهم قال جل وعلا يصومونكم سوء العذاب يسومونكم كما مر معنا اكثر من مرة اي يولونكم يولونكم العذاب او يديمون عذابكم يسومونكم سوء العذاب ويذبحون ابناءكم. هذه ايضا من جرائمهم يذبحون الذكور. ويستحيون نسائكم ان تبقون نساءكم وهذا فيه ما فيه من العار والذلة يقتل الرجال ويبقى النساء قال جل وعلا وفي ذلكم ايوة في انجائكم من ال فرعون وان جائكم من سوء العذاب ومن ذبح الابناء دون الاناث وتركهن بلا وترك الاناث بلا. حافظ ولا راعي ان في ذلكم بلاء من ربكم عظيم. بلاء اي نعمة نعمة من الله ولهذا قال في اول اية اذكروا نعمة الله عليكم ثم ذكر شيئا مما كان يفعله ال فرعون وان الله خلص بني اسرائيل من ذلك فقال وفي ذلكم في انجائكم بلاء اي نعمة من الله عظيمة لان البلاء والابتلاء الابتلاء يكون بالخير ويكون بالشر كما قال جل وعلا وبنيناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون. وقال جل وعلا ونبلوكم بالشر والخير فتنة فقد يكون الابتلاء بالشر وقد يكون بالخير. قال جل وعلا وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم يعني نعمة عظيمة واذ تأذن ربكم واذ تأذن اذ اعلمكم واخبركم تأذن يعني اعلمكم واخبركم جل وعلا لئن شكرتم لازيدنكم ان شكرتم نعمة الله التي انعم بها عليكم ليزيدنكم من فضله ونعمه ولئن كفرتم اي كفرتم هذه النعم وسترتموها وجحدتموها ان عذابي لشديد اذا هذه النعم تحتاج منك ان تشكرها وتذكرها. واما بنعمة ربك فحدث. وعدم شكر هذه النعم مدعاة لزوالها وينتظر العبد ما ينتظره من العقوبة عند الله جل وعلا وقال موسى ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا. يخاطب قومه ان تكفروا يا قومي انتم ومن في الارض جميعا فان الله غني حميد. الله ليس بحاجة اليكم ولا الى عبادتكم ولا الى ايمانكم. ولن تنفعوه بايمانكم شيئا. كما لا تضرونه بكفركم شيئا فبين غنى الله جل وعلا عنهم. وان عبادتهم راجع فضلها ونفعها عليهم هم فاشتروا انفسكم وقدموا لانفسكم وقال موسى ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد هو الغني الغنى المطلق لا يحتاج الى احد. وهو الحميد المحمود جل على كل حال في افعاله واقواله واقداره وشرعه وجميع شأنه. ثم قال جل وعلا الم يأتكم نبأ والذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا ايديهم في وقالوا انا كفرنا بما ارسلتم به وانا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب. الم يأتكم في خلاف هل هذا من تمام كلام موسى وهذا هو الظاهر لان السياق السابق كله عن موسى مع قومه. فهل هذا من تمام كلام موسى؟ او انه كلام مستأنف قولان لاهل العلم ورجح ابن كثير ان هذا كلام مستأنف جديد وليس من كلام موسى لقومه قال بدليل ان في التوراة يعني يقول التوراة لم تذكر فيها قصة عاد وثمود وان كانت التوراة قد حرفت في زمن ابن كثير لكن غالبا مثل ذكر قصة عاد وثمود اليهود ما لهم فيها مصلحة على اساس يحرفونها. هم يحرفون ما يعني لهم في مصلحة او في ابطال نبوة النبي صلى الله عليه وسلم او لامته فيقول ابن كثير يقول هاتان القصتان قصة عاد وثمود لم لم تذكر في التوراة اذا من الذي يقول؟ الم يأتكم؟ يقول هذا هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو استئناف كلام مستأنف وعلى كل حال العبرة فيه حاصلة سواء كان من من كلام موسى او من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم. الم يأتكم نبأ الذين من قبلهم اي الامم السابقة ثم ذكر قوم نوح وعاد وهم قوم هود وثمود وهم قوم صالح والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله. سبحان الله يعني بعد ثمود قوم صالح امم لا يعلمهم الا الله من كثرتهم ولهذا كان ابن مسعود رضي الله عنه اذا قرأ هذه الاية لا يعلمهم الا الله قال كذب النسابون كذب النسابون لان النسابون اصحاب كتب التأريخ يسردون حتى نسب النبي صلى الله عليه وسلم الى عدنان وهذا شيء متفق عليه لكن ما بعد عدنان يسردون الى ادم يقول كذب النسابون بعد عاد قرون لا يعلمها الا الله. من لا يعلمها الا الله. كيف يقول نسابون؟ ابن فلان ابن فلان ابن فلان هذا ما لا يعلمه الا الله جاء ايضا آآ قال ابن عباس بين ابراهيم عليه السلام وعدنان جد الرسول ثلاثون قرنا لا يعلمهم الا الله. يعني النسابون يصلون النبي صلى الله عليه وسلم الى عدنان ثم بعد عدنا وهذا يقول هذا متفق عليه لكن بعد اذنان يذكرون اسماء الى ابراهيم ابن عباس يؤيد ويشرح معنى الاية يقول بين عدنان جد الرسول او هذا النسب المتفق عليه وبين ابراهيم ثلاثون قرنا لا يعلمهم الا الله ثلاثين قرن القرن كم؟ كم سنة مئة سنة لا يعلمهم الا الله سبحان الله. قال والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله جاءتهم رسلهم. يعني كلهم اتفقوا على مجيء الرسل اليهم بالبينات بالحجج والدلائل الواضحة الدالة على صدقهم وصدق ما يدعون اليه فردوا ايديهم في افواههم. فيها قولان. قيل ردوا افواههم في في ايديهم يعني انهم اشاروا الى افواه الرسل بالسكوت. ردوا افواهم يعني ردوا افواه الرسل فردوا يعني ايدي الرسل في افواههم وسكتوهم كأنهم قال اسكتوا لا تتكلمون بها وهذا من باب يعني من قولهم لهم هذا سحر مفترى وكذا وكذا هذا قول. وقال بعض المفسرين بل المراد ردوا ايديهم بافواههم اي المخاطبون ردوا ايديهم بافواههم يعني سكتوا رد يده في فمه يعني سكت ما استجابوا للرسل وما اتبعوه وقال بعض المفسرين وهو قول مجاهد ومحمد ابن كعب وقتادة قال انهم كذبوهم وردوا عليهم قولهم بافواههم مال الى هذا ابن كثير قال قلت ويؤيدوا قول مجاهد وهو انهم معنى ردوا افواههم ردوا ايديهم بافواههم ان الى افواههم ان ان الامم كذبوا الانبياء ولم ولم يؤمنوا بهم ولم يتبعوهم. هذا معنى ردهم لايديهم الى افواههم ردوا وسكتوا عن الحق وما اتبعوه قال ويدل عليه قال ويؤيد قول مجاهد تفسير ذلك بتمام الكلام. وقالوا انا كفرنا بما ارسلت ارسلتم به ان لفي شك مما تدعون اليه مريب. فكأن هذا والله اعلم تفسير لمعنى فردوا ايديهم في افواههم. استدل عليه بالاية وهو قول متوجه اذا الحاصل انهم ردوا ان هؤلاء الامم ردوا ايديهم في افواههم يعني اعرضوا ولم يقبلوا الحق التي جاءت بهم الرسل والبينات التي دعوا اليها. فردوا ايديهم في افواههم اشارة الى عدم القبول عدم الامتناع وما مدوا ايديهم واخذوا بالحق واتبعوه. قال جل وعلا وقالوا انا كفرنا بما ارسلتم به جهارا نهارا كفرنا ايها الرسل كفرنا بما ارسلتم به الينا. وانا لفي شك مما تدعون اليه مريب. ونحن في تكفي صحة ما تقولون وفي قلوبنا ريب ومرية اذا انتم كاذبون ثم قال جل وعلا قالت رسلهم افي الله شك قالت لهم رسلهم رسل الامم قالت لهم افي الله شك؟ وهذا استفهام انكاري بمعنى النفي هو انكار ولكن بمعنى النفي لا ليس في الله شك افلا اي شك؟ وفيه قولان افي الله شك يعني في وجوده جل وعلا. لان وجوده فطرة ربوبيته فطرة في قلوب العباد. وقيل بل في الوهيته. افلا شك يعني في الوهيته؟ لان الله فطر الخلق كلهم على التوحيد والصواب انه لا مانع من ان كلا الامرين لا شك فيه لا شك في وجود الله ولا شك في انه هو المألوه المعبود فالله جل وعلا فطر القلوب على التأله لله والذي يتأله به لابد ان يكون حيا. اليس كذلك؟ يكون موجودا قولان متلازما وكلاهما حق. فليس في وجوده جل وعلا شك وليس في الوهيته جل وعلا شك قال فاطر السماوات والارض قالت رسلهم افي الله شك شك فاطر نعت لله لله لله مجرورة بحرف الجر اي نأتم بدل منها هناك قال فاطر السماوات وفاطر السماوات هو الموجد لهما على غير مثال سابق جل وعلا وهذا من اعظم الادلة على ربوبيته والوهيته وقدرته. فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم. يدعوكم جل وعلا الى توحيده وطاعته وافراده بالعبادة لماذا؟ لاجل ان يغفر لكم ذنوبكم. قال الطبري فيستر عليكم بعض ذنوبكم بالعفو عنها اذا يدعوكم لتؤمنوا ليغفر لكم من ذنوبكم. من هنا هي اشكال. وقال بعضهم من يعني من بعض ذنوبكم لكن العلماء اجابوا عن هذا منهم من قال ان من هنا صلة ما معنى صلة؟ قالوا يعني زائدة هذا قول ابي عبيدة يعني تقدير الكلام ليغفر لكم ذنوبكم وبعضهم قال ان هذا خاص في الامم السابقة. يغفر الله لهم بعض الذنوب وبعض الذنوب لابد ان يتوبوا منها وهؤلاء بخلاف هذه الامة قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا وهناك من قال ان من هنا بدل لان نعم ان من هنا فيها معنى البدل يغفر لكم من ذنوبكم يقول اه معناها يغفر لكم نعم نقرأ كلام آآ من قال انها بدل؟ قال ثم قالوا يجوز ان نعم ويراد منه الجميع وقيل ان مغفرة جميع الذنوب خاصة لامة محمد وقيل مني البدل ان يغفر لكم بدلا من ذنوبكم من هنا للبدل وتقدير الكلام يغفر لكم بدلا من ذنوبكم يغفر لكم بدلا من الذنوب يعني عندك ذنوب وعندك مغفرة فبدل هذه الذنوب يبدلها الله يغفر لكم ذنوبكم. وعلى كل حال هذه الاية وان كان فيها التبعيض من بعض ذنوبكم فانه قد جاءت اية اخرى تدل على ان الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبعد ان يقال ايضا مثل ما قال الله جل وعلا ان تستأن ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم. وان الكبائر لابد لها من توبة. قال قال يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى. يؤخركم يعني ينسأ في اجاركم. ويؤخركم الى اجل وقت محدد قد ضربه الله لكم ولكن لا شك ان الاستقامة وصلة الرحم تزيد في العمر على ما هو مقرر ومبين معنى ذلك قالوا قالت لهم الرسل ان انتم الا بشر مثلنا سبحان الله ان انتم الا بشر مثلنا فينكرون لاحظوا يا اخوان ينكرون ان يكون البشر رسولا ولا ينكرون ان يكون الحجر ان يكون الحجر ربا والها يعبدون الاحجار من دون الله كيف سمحت عقولكم بعبادة الحجر لكن اذا جاء الرسول قالوا كيف يكون رسول من البشر؟ لا يمكن. طيب كيف يكون الى حجر قال جل وعلا عنهم قالوا ان انتم الا بشر مثلنا وايضا تريدون ان تصدون عما كان يعبد اباؤنا. تريدون بدعوتكم هذه ان تصدون وتصرفون عن عبادة الاباء والاجداد قال جل وعلا عنهم فاتونا بسلطان مبين. فاتوا على بسلطان بحجة بينة تدل على انكم رسل. وقد جاءوا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا وقد اتاه الله من الايات ما على مثله ما على مثله امن البشر لكن ما يريد ان يقبلوا هذا. هذا مجرد تحجج ومعارضة للحق. قال جل وعلا قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم. صحيح ولهذا الحق يقبل ممن قاله ولو كان عدوا. الحق يجب قبوله. فقالوا نعم. هذا حق. ان نحن الا بشر مثلكم. ولكن ان الله يمن على من يشاء من عباده فقد من الله علينا بالنبوة والرسالة وجعل له رسله من الله علينا بذلك ونحن بشر ما الذي يمنع من هذا مالج وعلا وما كان لنا ان نأتيكم بسلطان الا باذن الله. وايضا نحن رسل لا نملك من امر الله شيئا. ولا نستطيع ان نأتيكم باية ناتيكم بسلطان يعني بحجة بدليل باية تدل على صدقنا الا باذن الله الا بامر الله لنا بذلك نحن رسل له ونحن عبيده ولسنا بالهة فما نأتي بشيء الا بامره جل وعلا. وهو العليم الحكيم. قال جل وعلا وعلى الله فليتوكل المؤمنون قالوا الرسل بل قالوا لقومهم وعلى الله فليتوكل المؤمنون يعتمدون عليه بقلوبهم ويهونون امورهم اليه ويأخذون بالاسباب التي تؤدي الى النجاة ومنها الايمان بالله وبرسله واتباعه قال جل وعلا عن الرسل وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا وما لنا يعني ما يمنعنا من التوكل عليه ما يمنعنا من التوكل عليه والوثوق بكفايته جل وعلا ودفاعه عنا وقد هدانا سبلنا هدانا اي بصرنا طرائق النجاة والحق وما ينفعنا والنجاة من عذابه بصرنا بالطريق الذي ينجي من عذابه. وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما اذيتمونا فاصبرن الصبر الجميل على ايذائكم لنا فلن نترك ما نحن عليه وسنصبر على اذاكم وننتظر امر الله فينا وفيكم ولنصبرن على ما اذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون. ايضا عادوا الامر بالتوكل فكأنهم يقولون ما صبرنا على اذاكم الا بالله جل وعلا. توكلنا عليه فوضنا امورنا اليه وسلمنا شأننا له ونرجو منه العون والتوفيق والسداد. فنعم المولى ونعم الوكيل. ثم قال جل وعلا الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا. فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين. وقال كفروا لرسلهم قال الذين كفروا وهم الام السابقة التي مر ذكرها والحديث عنها لانبيائهم لما جاءوهم ودعوهم لم فقط يكتفوا بتكذيبهم وعدم اتباعهم لا تجاوزوا ذلك. قالوا لنخرجنكم من ارضنا. الارض لنا او لتعودن في ملتنا مما تعودوا وتصبحوا على ملتنا وهي ملة الكفر وعدم عبادة الله وعدم الايمان. او لنخرجنكم من ارضنا قال ابن كثير كما قال قوم شعيب له ولمن امن به لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا وكما قال قوم لوط اخرجوا ال لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون وقال اخبارا عن كفار قريش وان كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها واذا لا يلبثون خلافك الا قليلا والايات في هذا كثيرة انهم هددوا انبيائهم باخراجهم من الارض او يرجعون الى دينهم وملتهم. ولهذا ذكر الصبر صبر الانبياء على ماذا؟ على الاذى العظيم هذا العظيم ولهذا قالوا اما تدخلوا واما نخرجكم ونطردكم من ارضنا. قال جل وعلا فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين نصرة الله لاولياءه. اوحى الله الى انبيائه والى رسله لنهلكن الظالمين توكلتم علينا وابشروا امهلوا قليلا سنهلك اعداءكم لا يخرجونكم بل ولا ينجون من العذاب ثم قال جل وعلا ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ايضا سنجعل ديارهم لكم نخرجهم منها ونهلكهم وترثون الديار بعدهم وهذه هي غاية النصرة هذا الذي اراد ان يخرجهم من ارضهم دمره الله واحل المؤمنين الذين هددوا بالخروج من الارض انهم يسكنونها ويكون الامر لهم ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك عائد على فعله جل وعلا السابق فكأن التقدير الكلام ذلك اي فعلي لمن خاض مقامي خاف القيام بين يدي وذلك بطاعة والايمان بي وعدم معصيتي ولمن خاف وعيدي وعيد يعني ما توعدت به من العذاب والنكال والنار وما الى ذلك. هو لابد من الايمان بهذا ولابد من الخوف من الله سبحانه وتعالى. ولابد من من الخوف من وعيده ومن عذابه ومن النار هذا هو مقتضى الايمان ثم قال جل وعلا واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد. الاستفتاح هو طلب الفتح والنصر على العدو هذا هو الاصل الاستفتاح هو طلب النصر هو طلب الفتح والنصر على العدو لكن من الذي استفتح هنا؟ قيل الرسل وقيل الامم والصواب وان كلا منهما طلب الفتح فالرسل طلبوا الفتح والنصر من الله على اعدائهم واعداء الرسل كذلك طلبوا النصر كما قال ابو جهل يوم بدر اللهم اصلنا للرحم اللهم اقطعنا للرحم واتانا بما لا نعرف فاحنه الغداة يستفتح يعني اهزمه غدا. فقال الاستفتاح عليه فقتله الله ونصر نبيه وجنده واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد استفتح الرسل وكذلك امهم وطلبوا النصر من الله ثم ذكر جل وعلا فتح علما ونصر من؟ قال وخالب كل جبار عنيد والجبار المراد به المتعاظم الشديد الكبر والعنيد المعاند للحق. اذا هؤلاء اممه امم الرسل وليسوا الرسل خاب وخسر وكانت الدائرة عليه. ثم قال جل وعلا من ورائه جهنم ويسقى من ماء صليب. من ورائه قال ابن جرير الطبري ومثله ابن كثير. قالوا من ورائه يعني من امامه من من ورائه اي من من امامه. قالوا والدليل؟ قوله جل وعلا وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا مع انهم هم ماشيين في السفينة الى جهة الملك. فهو امامه ليس ورائهم وعلى كل حال انه امامهم او وراءهم فالحاصل انهم ينتظرهم عذاب بين يدي الله جل وعلا. قال ومن ورائهم ومن ورائه جهنم نار جهنم هي مأواه ومسكنه ويسقى من ماء سديد نعوذ بالله فيها يعذب بانواع العذاب ومن ذلك الماء الصليب والصديد كما قال الطبري هو الدم والقيح دم ماء مخلوط بالدم والقيح نسأل الله العافية والسلامة وايظا في غاية الحرارة وايضا يتجرأه ولا يكاد يصيغه. من يتجرأه قالوا التجرع يقول ابن كثير يتغصصه ويتكرهه اي يشربه قهرا وقسرا ولا ولا يشربه حتى يضربه الملك بمطراق من حديد وقال الطبري يتجرعه يتحساه وقال ابن ابن عاشور التجرع تكلف الجرع والجرع بلع الماء اذا يتجرأوا يعني يشربوا بتمهل ولا يكاد يسير مع حلقه لسوءه وخبثه نسأل الله العافية يتجرأ ولا يكاد يصيغه لان اساغة الماء هو جريانه بسهولة سائر. سائغ للشاربين لكن هذا لا يكاد يصيغه لا يكاد يشربه بسهولة ولا يكاد يدخل في حلقه الا بكل كلفة ومشقة يعذبه الله عز وجل بذلك قال ابن عاشور السوغ انحدار الشراب في الحلق بدون غصة انحدر الماء مباشرة بكل سهولة هذا هو السوء لا الكافر لا يكاد يصيغه. يتجرأ ولا يكاد يصيغه ولا يكاد ينحدر في حلقه. الا بكلفة ومشقة. لان فيه النكاية والعذاب يتجرأه ولا يكاد يصيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت قال ابن كثير ويأتيه الموت من كل مكان اي يألم له اي للموت جميع بدنه وجوارحه واعضائه. قال ميمون ابن مهران من كل عظم وعصب وعرق وقال عكرمة حتى من اطراف شعره وقال ابن جرير من كل مكان اي من امامه وورائه وعن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحت ارجله ومن سائر اعضاء جسده نسأل الله العافية والسلامة من كل مكان ينصب عليه العذاب ما تسلم منه جهة من جهة ولا عضو عن عضو ولا عصب ولا شعر ولا شيء قال جل وعلا ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت لا يموت فيها ولا يحيى. هو يتمنى انه يموت وينتهي العذاب عنه. لا لا يموت بل هو يعذب بهذا ابد الاباد قال جل وعلا ومن ورائه عذاب غليظ. ايضا من ورائه في النار عذاب غليظ اغلظ واصعب واشد من هذا العذاب فهو من سوء في سوء. وهذا جزاء الذين كفروا بالرسل ولم يؤمنوا. فالواجب على الانسان يحذر ويحرص على قوة الاستقامة على ما جاءت به الانبياء ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ويلزمه في منشطه ومكرهه وغضبه ورضاه في جميع اموره ويحذر من رآه مخالفا لذلك هذا هو النصح يحذره من هذا الجزاء وهذا العذاب الذي سمعنا طرفا منه هذا جزاء من كفر بالرسل وكذب قال جل وعلا ومثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد ومثل الذين كفروا يقول ابن عاشور المثل هو الحالة العجيبة اي حال الكفار العجيبة دون حال الكفار العجيبة ان اعمالهم يوم القيامة كرماد اشتدت الريح لا تنبعهم اعمالهم وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. هذا ايضا من خسارتهم ومما تقشعر منه الجلود ما يخاف منه اصحاب القلوب الحية مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح. والرماد هو ما يبقى من احتراق الحطب والفحم ونحوه اذا احرقته النار اشتدت به الريح اي هبت به ريح شديدة عاصف تعصف به وتحركه كيف يكون الرماد لا يبقى منه شيء يطير يطير من النفخ العادي فكيف اذا كانت ريح شديدة اشتدت واستمرت وتعصف عصفا وتحركه بقوة ما يبقى شيء من عمله. هكذا الكفار ما يبقى من اعمالهم شيء قد يكون منهم بر بوالديهم او نفقة على ابنائهم او شيء من الاحسان او ربما عملوا اعمال صالحة لكن بدون الايمان بالله ما تنفعهم ولا تبقى لهم هباء منثورا. الهباء الذي يتطاير فيه في الهواء قال جل وعلا كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء. من يمسك الرماد اذا هبت الريح العاصية والله ما احد يمسك منه شيء قال جل وعلا ذلك هو الضلال البعيد نعم ذلك هو الظلال البعيد يعني ذلك هو الخسران الكبير ظلت اعماله وذهبت ويحتمل ان ذلك الظلال البعيد يعني العمل الذي ادى بهم الى ان تكون اعمالهم هكذا هو الضلال البعيد الذي ليس ضلالا هينا وانما هو ضلال بعيد وكفر كبير بالله جل وعلا. ثم قال جل وعلا المتر ان الله خلق السماوات والارض الحق ان يشاء يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز الرؤيا هنا ايش؟ قلبية ولا بصرية ها يا شباب بصرية ولا قلبية؟ لا قلبية النبي ما رأى خلق السماوات والارض لما خلقها الله لكن رأى السماوات والارض. لكن خلقها ما رأى. لان لان هذا متقدم ولهذا يقول ابن جري الطبري المتر يا محمد بعين قلبك فتعلم ان الله انشأ السماوات بالحق واحد ابنه جرير الطبري رحمه الله هو من اعلم علماء التفسير عالم جهبذ امام قدوة بحق ولكن العصمة للرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا ابن جرير رحمه الله عنده عبارة دائما اذا كان الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم دائما يقول ايش يا محمد واذكر يا محمد ويذكرون لك يا محمد وقد ذكر الامين الشنقيطي رحمه الله ان الله ما نادى نبيه صلى الله عليه وسلم باسمه تكريما وتشريفا له. ما فيه يا محمد لكن فيه يا نوح يهود يا موسى يا ابراهيم لكن شرف الله نبيه خاطبهم الرسالة. يا ايها النبي يا ايها الرسول لكن ما قال يا محمد تكريما للنبي صلى الله عليه وسلم فينبغي ان نأخذ بهذا الادب نحن اذا جئنا نقرأ على ان الاية موجهة للنبي صلى الله عليه وسلم نقول يا نبينا الم ترى يا نبينا نتأسى بالقرآن يا اخوان قال الم تر ان الله خلق السماوات والارض؟ خلق السماوات والارض بالحق. قال الشوكاني بالحق بالوجه الصحيح الذي يحق ان يخلقها عليه وقال السمعاني بالحق ما نصب فيها من الدلائل على وحدانيته وسائر صفاته قال جل وعلا الم ترى ان الله خلق السماوات والارض بالحق ان يشاء يذهبكم ويأتي بخلق جديد. يشأ ان يريد الارادة الكونية يذهبكم يزيلكم يذهب بكم يهلككم ويأتي بخلق جديد مكانكم ثم لا يكونوا امثالكم وهذا من ابلغ الكلام لانه بعد ايش الم تر ان الله خلق السماوات والارض؟ اليس خلق السماوات والارض عظيم وكبير واي شيء يذهبكم اذهابكم ترى اهون من خلق السماوات والارض اعتبروا تعبوا وخافوا من الله كما قال بعض السلف قال ما اهون ما اهون الخلق على الله؟ اذا هم عصوك يذهب بهم ويأتي بخلق جديد قال جل وعلا وما ذلك على الله بعزيز. قال الطبري وما ذلك بممتنع ولا متعذر. لانه القادر على كل شيء جل وعلا ليس ذلك علي بعزيز يعني بمتعذر شاق عليه لأ جل وعلا. ثم قال جل وعلا وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا من محيص يقول جل وعلا وبرزوا لله جميعا البروز هو الظهور والمراد ظهروا من قبورهم يوم القيامة ووقفوا بين يدي الله جل وعلا. الخلق كلهم حفاة عراة غرلا غير مختونين في صعيد واحد وبرزوا لله جميعا ما يتأخر احد ولا يبقى احد حتى الذي اكلته النار واكلته السباع او اكله الطير كلهم يؤتى به قال جل وعلا فقال الضعفاء للذين استكبروا الضعفاء هم الاتباع اتباع الرؤوس من الكفار. من الكفار منهم الرؤوس وهم القلة ومنهم الاتباع وهم السواد. لكن يأتمرون بامر رؤسائهم فقال الضعفاء للذين استكبروا والذين استكبروا هم الرؤساء وهم الاقوياء المتكبرون اصحاب التجبر انا كنا لكم تبعا يعني في الدنيا كنا تبعا لكم نحن من جنده ومعكم وراءكم فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء؟ فلا انتم مغنون يعني دافعون عنا هل تدفعون عنا من عذاب الله من شيء نحن كنا اتباعكم كنا معكم نمشي وراءكم. فهل تدفعون عنا؟ تغنون عنا بالدفع والمنع لعذاب الله لان لا يصيبنا ماذا قال الرؤساء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا من محيص قالوا لو هدانا الله لهديناكم. قال ابن قال الطبري لو لنا شيء ندفع به عذابه عنا اليوم لدفعناه عن انفسنا قبلكم ما عندنا شيء ما ما نملك شيئا لو هدانا الله لهديناكم لو هدانا الله وجعل لنا شيئا ندفع به عن انفسنا لهديناكم. ويحتمل لو هدانا الله يعني في الدنيا لهديناكم. كنتم اتباع لنا حنا كنا ضلال فلماذا تتبعون؟ لو هدانا الله هديناكم لكن نحن اضلنا الله فلما تضلون مثلنا فيكون هذا ايضا من باب التبكيت والتلاوم بينهم. قال قال جل وعلا عنهم سواء علينا اجهز احنا ام صبرنا قال ابن كثير سواء علينا اي ليس لنا خلاص مما نحن فيه. ان صبرنا عليه او جزعنا منه نعوذ بالله ليس لنا خلاص مما نحن فيه انجز احنا ان صبرنا عليه او جزعنا سواء علينا يعني يستوي في حقنا اجزعنا من عذاب الله او صبرنا عليه؟ ما لنا من محيص؟ ما لنا من مخلص ولا منجم ولا مهربا منه فهو لازم لنا ما لنا محيص هذا غاية الحسرة والندامة فلا ينفع بعضهم بعضا لا التابع ولا المتبوع. بل كلهم سواء في عذاب الله ولقياه وعدم التخلص منه على الانسان يتقي الله الان يستطيع الخلاص والابتعاد عن هذا هذا الطريق الوخيم السيء الذي ينتهي بصاحبه الى هذه الحال ثم قال جل وعلا وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم. وما كان لي اريكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي. اني كفرت بما اشركتموني من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم يقول ابن كثير يخبر تعالى عما خاطب به ابليس اتباعه بعدما قضى الله بين عباده فادخل المؤمنين الجنة واسكن الكافرين النار واسكن الكافرين الدركات قال فادخل المؤمنين الجنات واسكن الكافرين الدركات فقام فيهم ابليس لعنه الله يومئذ خطيبا هذه خطبة ابليس وسط النار في اتباعه نعوذ بالله لماذا؟ قال ليزيدهم حزنا الى حزنهم وغبنا الى غبنهم وحسرة الى حسرتهم. فقال ان الله وعدكم وعد الحق اي على السنة رسله ووعدكم في اتباعهم النجاة والسلامة. وكان وعدا حقا وخبرا صادقا. واما انا ووعدتكم فاخلفتكم كما قال تعالى يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا ثم قال وما كان لي عليكم من سلطان اي ما كان لي عليكم فيما دعوتكم اليه من دليل ولا حجة على صدق ما وعدتكم به الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. بمجرد ذلك بمجرد ان دعوتكم هذا وقد اقامت عليكم الرسل الحجج والادلة الصحيحة على صدق ما جاءكم به فخالفتموه فصرتم الى ما انتم فيه فلا تلوموني اليوم ولوموا انفسكم فان الذنب لكم لكونكم خالفتم الحجج واتبعتموني بمجرد ما دعوتكم الى الباطل ما انا بمصرخكم اي بنافعكم. ومنقذكم ومخلصكم مما انتم فيه. وما انتم اي بنفعية بانقاذ مما انا فيه من العذاب والنكال سبحان الله هذا عدو الله الذي يظل الناس الان يوم القيامة سيقف ويتبرأ من اتباعه ويخطب ويقوم خطيبا فيهم في النار ليزيدهم هما وغما وكمدا الى هم الى ما هم فيه والله جل وعلا يقول ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا. عجبا ممن يتخذ عدوه وليا ويتبعه كيف تطيع عدوك؟ الذي اقسم بين يدي الله باغواء جميع ذريتي بني ادم حلف على هذا بين يدي الله عدو الله قال جل وعلا وقال الشيطان لما قضي الامر يعني قضي امر العباد وحكم الله بينهم وادخل اهل الجنة اهل الجنة واهل النار النار خطب قام خطيبا وخطب في اتباعه اهل النار فقال ان الله وعدكم وعد الحق على السنة الرسل وما جاءوا به في كتبهم ووعدتكم بما اسوله لكم والقيه في انفسكم فاخرجتكم اخلفتكم ما قلت انا قلت هذا الطريق اتبعوني وهذا هو طريق الحق واحذروا من اتباع الرسل ومن اتباع كتبهم فاخلفتكم لان اتباعهم هو النجاة واتباعه هو الهلاك. فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان. ما كان لي عليكم من حجة. ما عندي حجة فيما دعوتكم اليه. لو تأملتم في عقولكم وفي طريقكم لتبين لكم الحق. كيف وقد جاءتكم الرسل يدعونكم وانزلت معهم الكتب يقرأونها عليكم قال جل وعلا الا ان دعوتكم فاستجبتم لي دعوتكم الى الباطل والى الكفر واستجبتم لي. فلا تلوموني ولوموا انفسكم لماذا تستجيبون لي؟ اليس عندكم عقول؟ لماذا لم تتبعوا الرسل؟ وانتم تعلمون انهم رسل الله وانزلت عليهم كتب مؤيدة لهم. قال جل وعلا ما انا بمصرفكم كما قال ابن كثير آآ قال اي بنافعكم ومنقذكم. وقال الطبري ما انا بمغيثكم ولا انتم بمغيثي وكلها بمعنى متقاربة وبمصرخي قرأ حمزة بمصرخي والباقون بفتح الياء بمصرخي والمعنى لا يختلف باختلاف القراءتين بمصرخي وبمصرخي. قال جل وعلا اني كفرت بما اشركتموني من قبل. قال قتادة اي بسبب ما اشركتموني من قبل كانه يقول يعني كأن قول قتادة انني نعم اه يقول اني كفرت بما اشركتموني من قبل يقول ابن جرير اني جحدت ان اكون شريكا لله. هذا قول وقال بعض المفسرين لا بسبب ما اشركتمون اشركتموني من قبل يعني انا كفرت قبلكم قبل كفركم لان الامم كثيرا متعددة بسبب اشراككم لي مع الله بطاعتي فاطعتموني كما اطعتم بل اطعتموني وعصيتم الله فانا كبرت بسببي هذا. جعلتموني شريكا لله وانا من قبل كفرت. هو كفر لما عصى الله وازداد كفرا الى كفره لما اطاعوه واتخذوا الشيطان وليا من دون الله وقال فبعض المفسرين او هو قول السمعاني قال بما اشركتموني من قبل؟ قال فيها قولان. احدهما اني كفرت بجعلكم اياي شريكا في عبادة لله وطاعته وهذا قول قتادة الذي اشرنا اليه. والثاني قال اني كفرت قبل ان تشركوني قبل ان تشركوني في عبادتي في عبادته يعني كفرت قبل كفركم. اذا هذا خلاصة القول اما ان المعنى كفرت بسبب تشريككم اياي مع الله او انني كفرت قبل كفركم اصلا انا كافر قبلكم فلا انفعكم ولا تنفعوني ثم قال جل وعلا ان الظالمين لهم عذاب اليم. الظالمين للكافرين الذين اشركوا وكفروا ان الشرك لظلم عظيم اشركوا بالله لهم عذاب اليم اي مؤلم موجع لمن وقع به وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها باذن ربهم تحيتهم فيها سلام. القرآن مثاني يذكر ما اعده لاهل الشر والكفر ثم يذكر ما ادوا لاهل الخير وهذا والله اعلم يعني اسرع في الاتعاظ الانسان الان سمع العذاب والنكال الذي لمن كفر وعصى الله يقشعر جلده من هذا العذاب ثم بعده مباشرة يسمع الخير والنعيم والسعادة والثواب العظيم لمن اطاع الله. فيكون هذا دافعا له ايش؟ ان يطيع الله ويجتنب ما يوقعه في الاذى ينال هذا الخير ويسعى يعني يسلك الطريق الذي يوصله الى هذا الخير وهذه السعادة ويحذر من هذا الطريق الذي يوقع في الشر والهلاك قال جل وعلا وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات لابد من الايمان التصديق عن اقرار وعملوا الصالحات لابد من العمل اركان الايمان الثلاثة اعتقاد وقول وعمل لا بد منها جنات تجري من تحتها الانهار. جنات اي بساتين كل واحد منهم له جنات بساتين داخل الجنة. وايضا تجري من تحتها الانهار. هذا زيادة في النعيم. انهار من ماء غيري اس وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى تجري جريان ما هو بالكيلو وكيلو عسل مصفى زيادة في النعيم تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ايضا خالدين باقين فيها ما يخرجون منها لان الانسان اذا كان في نعيم وتذكر انه سيترك هذا النعيم يحزن. اهل الجنة ما يحزنون. لانهم في نعيم مستمر دائم قال جل وعلا باذن ربهم يعني دخولهم الجنة باذن الله لهم لما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويشفع فيأذن الله له ويقبل شفاعته لانه هو اول من يطرق باب الجنة فيقول له الخازن من انت فيقول محمد فيقول بك امرت ان لا افتح الباب لاحد قبلك لاحد قبلك صلى الله عليه واله وسلم قال تحيتهم فيها سلام اي تسلم عليهم الملائكة اذا دخلوها يسلمون عليهم. قال ابن كثير فقال تحيته هي السلام كما قال تعالى حتى اذا جاؤوها وفتحت ابوابها وقال لهم خزانتها سلام عليكم. وقال تعالى والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم. وقال ويلقون فيها وسلاما وقال دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين ترى يا اخوان لا يستهان في تفسير ابن كثير في باب تفسير القرآن بالقرآن هو من اعظم الكتب في تفسير القرآن بالقرآن لكنه يكتفي بايراد الايات بل فيه تفسير القرآن بالقرآن في ايات ربما لم يذكرها الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان لكن الامير الشنقيطي رحمه الله يبسط القول في المسألة الله ويقرر الاحكام وفي الغالب الايات التي فيها اشكال لكن في ايات ابن كثير تتعجب والدليل على ان انه يحفظ القرآن افضل متقنا لا يكاد يغيب عن باله كيف ينزع بالاية انظروا كم كم اورد من اية هنا لتفسير قوله ادخلوا الجنة اه نعم تحيتهم فيها سلام. تحية فيها سلام. اي تحييهم الملائكة ويسلمون عليهم. ثم قال جل وعلا الم ترى كيف ظرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء. الم تر كيف الرؤيا هنا بصرية او علمية علمية نعم هي علمية ومأمور بان تنظر الى شيء بصري فتستدل بالبصر على العلم فقال الم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة قالوا الكلمة الطيبة هي لا اله الا الله كشجرة طيبة قالوا هي النخلة قالوا والمراد يعني شبه الايمان الذي يكون في قلب العبد المؤمن بالنخلة التي تؤتي اكلها كل حين تؤتي اكلها كل حين اصلها ثابت قوي. راسخ وفرعها في السماء فرع النخلة معروف فروع النخلة لكن فروع لا اله الا الله ما هو الايمان الاعمال الاعمال الصالحة في السماء تصعد اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه تؤتي اكلها كل حين. قال الطبري تطعم ما يؤكل منها من ثمرها. كل حين كل وقت باذن ربها اي بامر ربها وتسخيره لها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون. يضرب الله الامثال للناس لماذا؟ لانهم يتذكرون يتعظون ويعتبرونها بالامثال ولهذا قال الظحاك وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم قالوا كشجرة طيبة قالوا هي النخلة ولا اله الا الله وكلمة طيبة هي كلمة التوحيد كلمة لا اله الا الله وجاء ايضا عن ابن مسعود وعن غيره لان النخلة يا اخوان شأنها عجيب. قال النبي صلى الله عليه وسلم حدثوني عن الشجرة التي تشبه المسلم فخاض الناس في اشجار البوادي ثم قال هي النخلة النخلة كلها خير ما يتساقط ورقة ما تؤذي البيت ضعها في البيت ما تؤذيك ما لها اذى مثل الاشياء كلها تستخدم ثمرها كم فيها من الثمر العظيم يستخدم جريدها سعفها ليفها ثمرها نوى النوى الذي في الثمر الجمار العراجين كل شيء ولهذا ابن القيم اظنه مفتاح دار السعادة ذكر فوائد النخلة اظن اوصلها ثلاث مئة فائدة ونحو من ذلك رحمه الله وحتى مما ذكروه قالوا النخلة مثل المؤمن فالمؤمن تجد انه يعني عدو للكافرين المؤذين الذين يعادون الله ورسوله يجاهدهم ويقاتلهم. قال ولهذا النقلة فيها فيها شيف شوك اذا ضربت الانسان يبقى يتألم ما يمثل غيرها يبقى اثر الالم في اليد وهذا امر معروف اصحاب النخل يعرفون هذا فالحاصل ان المراد بالكلمة الطيبة هي لا اله الا الله. كلمة الايمان كلمة التوحيد اذا وقرت في القلوب شبهها الله بالنخلة والنخلة اصلها ثابت التوحيد في القلوب اذا ثبت يا اخوان ما يزلزله شيء ولهذا لابد من العناية بالتوحيد حتى تثبت مثل جذع النخلة ثابت وفرعها في السماء يثمر لك التوحيد اعمال صالحة كل يوم. تصعد الى السماء من صلاة وذكر وصيام وعمل صالح قال جل وعلا تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون انتبه اذا جت الامثال احرص على فهمها كما جاء عن بعض السلف انه اذا لم يفهم المثل بكى فقيل له لماذا قال لان الله جل وعلا يقول وما يعقلها الا العالمون ماني جاهل ما عقلت عن ربي ما يريد هيقتل المثل ينفعك الله به لان المثل يقرب لك اشياء كثيرة بلفظ موجز قال جل وعلا ومثل كلمة خبيثة كسيرة الخبيثة جثث من فوق الارض ما لها من قرار. ومثل كلمة خبيثة كلمة الشرك الشرك بالله كفر نعوذ بالله كلمة خبيثة لانه يدعو غير الله معه ينادي الاصنام والاوثان والاموات كلام خبيث كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض اجتثت يعني اقتلعت استأصلت قالوا والشجرة الخبيثة مثل نبات الحنظل وقيل مثل الثوم لكن الثوم حلال الخبز خبز رائحته اما الحنظل ما يجوز اكله سم ولهذا نص الفقهاء في كتبهم انه لو وضعت الحنظل تحت قدمك ووجدت طعمه في حلقك انه لا يفطر الصائم. وهذا موجود موجود. الحنظل موجود الان بكثرة اذا وطأت وطأت عليه بخفك بقدمك اسفل القدم بعد فترة تجد طعمه في حلقك لشدة تأثيره ولهذا بعضهم يستخدمه يعني الاستسقاء اخراج ما في البطن بس مجرد ان يدوس عليها شجرة خبيثة ظارة جدا هذا مثل الكفار واعمال الكفار كشجرة خبيثة فوق الارض ليس لها اصل ثابت شجرتها منبسطة في الارض بعض الائمة يسمونها الحدج ها يسمى الحنظل وله اسماء كثيرة موجود على شكل اكبر من التفاح قليلا موجود في الصحاري في البراغي وشجرته منبسطة في الارض بيدك واحدة تخلعها بسيط خلعها مجرد ما تمسكها تنقلع كلها واطرافها وسوابقها معك تجث بسرعة وهي سيارة خبيثة. جثث من فوق الارض ما لها من قرار. ما تقر. اي لا اصل لها ولا ثبات لها. كذلك الكفر اعوذ بالله اذا كفى بهذين المثلين واعظا فعليك بالكلمة الطيبة التي تنفعك في الدنيا والاخرة وتثمر لك العمل الصالح وهي ثابتة مستقرة واحذر من الكلمة الخبيثة المؤذية التي تجتث من فوق الارض بكل سهولة ولا ثبات لها ولا قرار وهو الشرك كفر نعوذ بالله من ذلك. ثم قال جل وعلا يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء يثبت الله جل وعلا الذين امنوا بالقول الثابت قال الطبي يحقق اعمالهم وايمانهم. يثبتهم يحقق اعمالهم وايمانهم فتتحقق وتثبت وبالقول الثابت اي بالحق بالقول بالحق وقيل بلا اله الا الله وكلها حق ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البراء لما ذكر احتضار الميت وان الملائكة الملكان وان الملكين يسألانه وانه يقول ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم تلا يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ففي الحياة الدنيا يثبته الله عز وجل على دينه وعلى ايمانه. لا يزيغ قلبه وفي الاخرة اول الاخرة عذاب القبر لانهم من الاخرة يثبته عند سؤال الملكين وينطق بلا اله الا الله. ولا يقول ها ها لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلته وقد اهاد واجاد ابن كثير رحمه الله عند هذه الاية بذكر الاحاديث الخاصة بالاحتضار لكن نحن نحتاج الوقت. قال جل وعلا يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت بالقول الحق وهو قول لا اله الا الله في الحياة الدنيا قبل الموت وعند الموت ينطق بلا اله الا الله او بقول الحق وفي الاخرة في قبورهم حينما يسألهم الملكان ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. يثبت الذين امنوا ويظلوا الظالمين ظله ويزيغهم ويفعل ما يشاء جل وعلا من التثبيت والاذلال من التوفيق والخذلان يفعل ما يشاء لحكمة عظيمة وما ظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. فاختر لنفسك اختر كلمة لا اله الا الله اختر التوحيد حتى يثبتك الله عاجلا واجلا واحذر من الشرك والكفر والذنوب والمعاصي لانه حتى الموحد اذا كثرت ذنوبه ومعاصيه قد يحال بينه وبين لا اله الا الله ولا يثبت وان كان ان شاء الله هو من اهل الجنة انتهاء او برحمة الله جل وعلا قبل ان يدخل النار. لكنها تؤثر عليه تأثيرا عظيما كما قلت يعني اطالب الكثير ذكر القرابة عشرين صفحة من الاحاديث عند هذه الاية التي تتعلق بعذاب القبر حديث البراء وغيره ثم قال جل وعلا المتر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار الذي يظهر هنا ان الرؤية بصرية لانهم رأى بهم كفار قريش يعني الم ترى يا نبينا ببصرك بعينك الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا. قيل هم كفار مكة وقيل بل هم رؤساؤهم خاصة لان هم الذين كانوا يدبرون الامور والناس وبقية الكفار تبع لهم. الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا فنعمة الله لما انعم على اهل مكة بالامن والايمان والرزق الرغيد وفيها بيت الله احلوا قومهم دار البوار لانهم كفروا بهذه النعم فلم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبعوه بل ولم يقتصروا على هذا بل عادوه وعادوا اصحابه واذوهم اشد الاذى قال الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار اي انزلوا قومهم اي اتباعهم دار البوار اي دار الهلاك البوار اي الهلاك والمراد به جهنم نعوذ بالله لانها دار هلاك لمن صار اليها ثم قال جل وعلا جهنم وهذا تفسير في دار البوار هذا عطف بيان ده على البواب جهنم اي وهي جهنم نار جهنم يصلونها اي يدخلونها وينغمسون فيها وتحيط بهم من كل وبئس القرار بئس المستقر تلك الدار لمن صار من اهلها ثم قال جل وعلا وجعلوا لله اندادا اي جعل الكفار لله انداد والانداد جمع ند وهو الشبيه والمهيل فجعلوا له شبهاء ونظراء ومثلاء وجعلوا لله اندادا. لماذا؟ ليضلوا عن سبيله لاجل ان يضلوا الناس ويصرفوهم عن سبيل الله وعن الطريق المستقيم الذي جاء به النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال مهددا لهم قل تمتعوا فان مصيركم الى النار تمتعوا بما انتم فيه الان مع انهم كانوا في شدة وفي امور لكن هذا الذي انتم فيه هو احسن احوالكم من التمتع لان ورائكم عذاب عظيم قل تمتعوا فان مصيركم الى النار مصيركم مآلكم ومرجعكم ومردكم الى نار جهنم نعوذ بالله وهذا فيه من التخويف والوعيد ما يقطع القلوب ثم قال جل وعلا قل قل لعبادي الذين امنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال ثم امر الله نبيه ان يقول لعباده قل يا نبينا لعبادي المؤمنين الذين امنوا بالله وبما يجب الايمان به يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية هذا من اعظم ما ينجي من عذاب الله يا اخي من اعظم ما ينجي بعد الايمان طبعا. الذين امنوا بعد الايمان اعظم ما ينجي من دار البوار من جهنم التي مرت ذكرها قريبا اقامة الصلاة والانفاق في وجوه الخير سرا وجهرا فاقيموا الصلاة الصلوات الخمس مثل هذه الصلوات الخمس كمثل نهر غمر جار في باب احدكم هل يبقى من درنه شيء قالوا لا. قال فكذلك الصلاة الخمس يمحو الله بهن الخطايا الكفار يقولون لما يسألونهم ما الذي ادى بكم الى هذا؟ قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين المسكين هو الانفاق من الانفاق. فاحرص على هاتين الخصلتين واظب عليهما المحافظة على الصلوات الخمس والاكثار من النوافل حتى تسدد خلل فرضك الذي ينقص وعليك بالصدقة شحن لك نصيب ثابت او تنشط اليوم وتترك شهر شهرين ما تصدق الا في رمضان مثلا حاول تجعل كل كل يوم لك فيه صدقة ولو كنت تجمعه الى وقت الراتب لماذا؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كل امرئ يوم القيامة في ظل صدقته. وقال اتقوا النار ولو بشق تمرة من اعظم ما ينجي من النار قل لعبادي الذين امنوا يقيموا الصلاة ومر معنا مرارا وتكرارا معنا اقامة الصلاة واظنكم عقلتموه هو الاتيان بها خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من السنن هذا هو اقام اقام الصلاة يقيم الصلاة وينفقوا يعني يخرجوا في وجوه الخير مما ارزقناهم سرا وعلانية سرا في اغلب الاحوال وفيما يستطيعون ان يكون سرا وعلانية اذا اذا احتاجوا او اضطروا الى ذلك. بعض الاعمال لابد فيها من الانفاق علانية لابد فيكون ذلك ظاهرا لكن يا اخي ثق تماما ان هذا ان هذا لا يعني الرياء فمسألة الاخلاص والرياء اسأل قلبك لما تتصدق وتنفق اسأل قلبك تريد من ماذا تقصد بهذا العمل؟ ولو قال الناس عنك كلهم كل الناس قالوا هذا مرائي والله ما يضرك اذا كنت غير مرائي. ولو قال الناس كلهم هذا رجل مخلص لص وانتم رأي ما ينفعك انما الاعمال بالنية. قال جل وعلا من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال حافظوا على صلاتكم واكثروا من الصلاة الصلاة خير موضوع ما من عبد يسجد لله سجدة الا رفعه بها درجة وحط عنه بها خطيئة قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ما ما في معاوظات تبيع تشتري تفتدي تقدم فلوس ينجيك يوم القيامة لا ما في بيع ولا شراء ولا فداء ولا خلال. خلال يعني ما فيه صدقات هذه خلة صداقة خليل يساعدك يدفع عنك يغني عنك فاعدوا لذلك اليوم عدته قبل ان يأتي. ومن اعظم ما يعد لذلك اليوم الصلاة والنفقة ولا الزيت مهلا يا اخي اتقوا ذلك اليوم. قال جل وعلا الله الذي الله الذي خلق السماوات والارض وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بامره وسخر لكم الانهار يتمدح جل وعلا ولا احد احب اليه المدح من الله لانه هو المستحق له وحده لا شريك له لانه هو الكامل من كل وجه لان المدح الحقيقي لا يكون الاله يتمدح ويذكر شيئا من افعاله التي تقتضي وجوب اخلاص العبادة له لانه هو الاله المعبود القادر على هذه الاشياء. فقال الله الذي خلق السماوات والارض ما نرى الا جزءا من سماء ولا نرى الا جزءا من ارض وقد خلق السماوات السبع والاراضين السبع في ستة ايام مع ما اودع فيهما من منافع وكواكب وجبال وشمس وقمر الى غير ذلك وانزل من السماء ماء والسماء هنا المراد به السحاب لان كل ما علاك في اللغة فهو سماء فانزل من السماء اي من السحاب الذي في السماء. ماء فاخرج به اي بالماء من الثمرات رزقا لكم انظروا النعم انزال الماء من اين من السماء هادي بحد بحد ذاتها نعمة لانه اذا جاء من السماء يعم الارض كلها لكن لو نبع من الارض ما يغطي ويأتي من السماء وتمشي به الريح فيعم البلاد من خلال يقولون سرعة السحاب تفوق ثمانين كيلو في الساعة يمطرها كلها معا وايضا جعلهما ما انزل من السماء حجارة او عذاب. وايضا ينبت به النبات. يخرج احيانا يأتي الماء ولا تنبت الارض فالاخراج نحوة اخرى وايضا يخرج به ثمرات ما هو مجرد ثبات ما يستفيد منه الناس وايضا من هذه الثمرات يجعلها رزقا حلالا طيبا يتغذى به الناس والله من يفعل ذلك هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك جل وعلا وحده لا شريك له قال وسخر لكم الفلك ايضا سخر ذللا وصرف وهيأ الفلك وهي السفن لتجري في البحر بامره. تجري في البحر تركبوها وتحملون عليها امتعتكم واثقالكم وتقطعون به هذا البحر الذي لا تستطيعون ان تقطعونه بدونها بامره اي باذنه وتدبيره جل وعلا. وسخر لكم الانهار اي ذل لكم الانهار. تجري بالماء حيث تريدون وتزرعون منها وتشربون من الماء وتنتفعون به وسخر لكم الشمس والقمر دائبين ذلل وهيأ وصرف الشمس والقمر دائبين مستمرين دائمين لا يتغير نظامهما ولا يقال الشمس عندها اجازة لامه تريد تخرج او القمر سيتأخر اليوم ساعتين ثلاثة ابدا دائبين طيلة الليل والنهار اية من ايات الله قال جل وعلا وسخر لكم الليل والنهار قال الطبري وسخر لكم الليل والنهار يختلفان عليكم باعتقاب اذا ذهب هذا جاء هذا بمنافعكم واصلاح اسبابكم فهذا لكم فهذا لكم لتصرفك فيه لمعاشكم وهذا لكم للسكن فتبيتون فيه رحمة من الله بكم سبحان الله هالليل والنهار لها منافع. ارأيت ولو جعل الله الليل سرمدا الى يوم القيامة او جعل النهار سرمدا الى يوم القيامة الليل له خصائصه النوم يكون في الليل منافع كثيرة لا تكون الا في الليل واسأل الاطبا ماذا يقولون عن عن نوم الليل النهار له منافع كم يحسب طلب الرزق والمعاش وكل شيء ميسر للعبد يسره الله. هذه يا اخوان ايات والله ما يفعل هذا. وما فعل ذلك الا العليم الخبير. الا ربنا المستحق ان يعبد هذه نعم علينا نحن يعني يجب ان نشكر الله عليها ولهذا لا يمكن تشكر نعم الله الا بالتوحيد بالتوحيد بعبادة الله هذا الذي يعني يسلك طريق الشكر والا ما يستطيع يشكر الله على كل حال لكن يسلك طريق الشكر. قال جل وعلا وسخر لكم الليل والنهار واتاكم من كل ما سألتموه قال ابن كثير واتاكم من كل ما سألتموه يقول هيأ لكم كل ما تحتاجون اليه في جميع احوالكم مما تسألون بحالكم وقالكم. وقال بعض السلف من كل ما سألتموه وما لم تسألوه. نعم كل ما سألناه سواء بالسنة حالنا او بلسان قالنا بلسان المقال او بالحال. يعني كل المنافع والخيرات والاشياء والبضائع والحاجات من الذي انا اياه هو الله وحده لا شريك له الا يستحق ان يعبد؟ بل يجب ان يعبد ويفرد دون من سواه. قال جل وعلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار. ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها في كلمة دارجة بين العامة بيقول نعم الله لا تعد ولا تحصى صحيح تسمعون الكلمة هذي ايه؟ نعم الله لا تعد ولا تحصى هذه العبارة غير صحيحة تعد الله يقول وان تعدوا صحيح لا تحصى هي لكن تعد تقدر تعد نعمة نعمتين ثلاث اربع خمس مئة الف لكن لن تحصيها كلها ولهذا يقال نعم الله تعد ولا تحصى هذا كلام صحيح. اما لا تعد ولا تحصى غير صحيح وقد نبه على هذا شيخنا الشيخ بن عثيمين رحمه الله. قال جل وعلا وان تعدوا نعمة الله قال ابو العالية لا تحصوها اي لا تطيقوا عدها وقيل لا تطيقوا شكرها لماذا؟ لكثرتها. قال جل وعلا ان الانسان لظلوم كفار ظلوم بشكر غير الله هذا هو الظلم الذي تفضل بهذه النعم هو الذي يستحق ان يشكر فتشكر الالهة والاصنام ويشكر الناس من دون الله هذا ظلم ظلوم من يفعل ذلك. في غاية الظلم. وايظا كفار كفار للنعم جحود لها يزني بنعم الخالق على غيره الا ما رحم ربك فيحذر الانسان من من هذا الوصف ظلم كفار ظلوم بشكر غير المنعم وترك المنعم وترك شكر المنعم. وجحود وكفار بجحود نعمة المنعم واسنادها الى غيره ثم قال سبحانه وتعالى واذ قال ابراهيم واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا البلد امنا واجلبني وبني ان نعبد الاصنام واذ قال واذكر حين قال ووقت قال ابراهيم عليه السلام خليل الرحمن ربي اجعل هذا البلد امنا قال ابن كثير الذي يظهر انه قاله بعد ان استقر فيه فيها زوجه هاجر وابنها اسماعيل جاءهم من جاءهم لانه قال البلد عرفها صارت بلدا معروفا الان بلد قال ثم استشهد بعض الايات مما يدل على ان الله استجاب دعاءه سأل ربه يجعل مكة بلدا امنا واستجاب الله دعاءه عظيمة بعض الدعوات عظيمة سأل الله يجعل مكة بلدا امنا. ما هناك بلد امن من مكة حتى البهائم الصيد الطير بل حتى الاشجار حتى الاشجار ما يجوز قطعه اين تجد هذا المدينة فيه على قول الجمهور لكن مكة لا يختلف اهل العلم في ذلك حتى الاشجار تأمن ما تقطع والذي تلاحظون الحمام في مكة كيف تكاد تدوس على عليها بقدمك ما تتحرك امنة بامر الله لها لكن لغير مكة ما تراها تطير منكم مد البصر استجاب الله دعاءه ولهذا قال جل وعلا في اية اخرى رب اجعل هذا البلد امنا وقد استجاب الله له نعم في هذه الاية فقال تعالى ولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم وقال تعالى ان اول بيت وضع للناس للذي مباركا وهدى للعالمين فيه ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله وكان امنا وايضا في الحديث فان الله ان ابراهيم دعا ربه لهذا البلد الحديث. فالحاصل ان مكة ان ابراهيم يدعو لمكة وهذا قبل ان يحصل لها ذلك فاستجاب الله عز وجل لابراهيم فجعله بلدا امنا ثم قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام واجنبني يحتمل انه من المجانبة والترك جعلني يجانب هذا الفعل ويعرض عنه ويتركه او من الجانب اجعلني في جانب غير جانب الاصنام. وعلى كلا القولين هو يدل على خطر الشرك ولهذا قال ابراهيم التيمي من يأمن البلاء بعد ابراهيم ابراهيم خليل الرحمن يخاف على نفسه من الشرك ويخاف على ذريته ولهذا اجعل هذا من دعائك يا اخي اجعل هذا من دعائك تدعو به احيانا. اللهم اجنبني وبني ان نعبد الاصنام مشان يسأل الله ان يجنبه الشرك وعبادته الاصل. ولا يرظى ايظا ذريته وليس فقط ذريته من صلبه. وان نزلوا ما يتمنى يكون احد من صلبه كافر مشرك يعبد الاصنام فمن يمن البلاء بعد ابراهيم واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. الاصنام معروفة. لماذا؟ فالرب انهن اضللن كثيرا من الناس لان الاصنام اظلت كثيرا من الناس ولهذا كم اهل الجنة من اهل النار؟ واحد الى الجنة تسعون الى النار اذا اضللنا والله كثير من الناس الانسان يخاف ولهذا اخوف ما يخاف منه المؤمن الشرك ولا ولا يأمن منه ولو انك الان موحد وصاحب سنة وعلى العقيدة الصحيحة وش يدريك ما هو ما يدريك انه قد يزيغ قلبك لا لا تنسى ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا والله انسان ما يدري ماذا يختم له والا احيانا يعمل اعمالا صالحة يقول لو اموت وانا على هذه الحال ارجو ان ادخل الجنة. لكن من يضمن لك انك تبقى على هذه الحال؟ ولا يزيد قلبك قال جل وعلا فمن تبعني فانه مني. مني ومن ذريتي والموحدين ومن جندي واتباع ومن عصاني فانك غفور رحيم من عصاني فانت الغفور الرحيم. يلتمس ابراهيم ان يغفر الله له ويرحمه. لكن هذا من دعاء ابراهيم. واما الله جل وعلا قال ان الله لا يغفر ان اتركها به ويغفر ما دون ذلك. ونكتفي بهذا القدر والله اعلم