الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين آآ لا يزال الكلام في سورة الحجر فيما اعده الله جل وعلا لعباده المؤمنين وذلك في قوله جل وعلا ان المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام امنين ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصبوا وما هم منها بمخرجين ثم قال جل وعلا نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم نبئ اي اخبر عبادي يا نبينا اخبر عبادي وهذه الاضافة اضافة تشريف نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم. الغفور الذي يغفر الذنب ويستره والرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء ومن رحمته انه يوفق العبد للتوبة ويغفر له ذنبه جل وعلا وثم قال وان عذابي هو العذاب الاليم وان عذابي فيمن اصابه هو العذاب الاليم الشديد وهذا كما مر معنا جمع بين الخوف والرجاء كثيرا ما تأتي الايات بهذا جامعة بين الخوف والرجاء فهو الغفور الرحيم. فيطمع العبد ويرجو ان الله سبحانه وتعالى يغفر ذنوبه ويكفر سيئاته ويدخله الجنة ويخاف ويخشع من ذنوبه من اعماله فهو سائر الى الله بين الخوف والرجاء فلا يخاف خوفا يحمله على القنوط من رحمة الله ولا يرجو رجاء يحمله على الامن من مكر الله ثم قال جل وعلا ونبئهم عن ضيف ابراهيم ذكر الله عز وجل قصة ابراهيم مع ضيفه وهم الرسل الملائكة الذين ارسلهم الله لاهلاك قوم لوط وقد مرت معنا في سورة هود يقول جل وعلا ونبئهم اي نبأ قومك واخبرهم عن ضيف ابراهيم وهم الرسل الملائكة الذين جاءوا لاهلاك قوم لوط اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما حين دخلوا على ابراهيم وقالوا سلاما قال ان منكم وجلون. الكلام فيه اختصار والا مر معنا انهم قالوا سلاما قال سلام ورد عليهم سورة هود وكذلك في سورة الذاريات فقالوا سلاما اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون وهذه فوائد تكرار القصص انه يبسط في بعضها ما لا يبسطه في غيرها فيختصر احيانا ويبسط احيانا ويذكر احيانا الشيب اكثر من وصف له كما مر معنا حنيذ وسمين فيستفاد انه كان سمينا وانه قدمه لهم مشويا ففي تكرار في تكرار القصص فوائد عظيمة فهنا قال اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال انا منكم وجلون. مرة انه لما جاءوا وسلموا عليه انه ما لبث ان جاءهم بعجل حنيذ وقدمه اليهم فقال الا تأكلون حثهم على الاكل فلم يأكلوا فلما رأى ايديهم لا تصل اليه نكرهم وعجز منهم خيفة هنا مباشرة ذكر الخيفة والوجهل هذا من اختصار من الاختصار فما اختصر في مكان بسيط في موضع اخر ولهذا خاص قصص الانبياء الذين يريد يفسرها لا يقتصر على موضع واحد يجمع المواضع كلها التي ورد في القرآن ويتبين له القصص كاملا قال جل وعلا قال انا منكم موجلون اي خائفون؟ قالوا لا توجل لا تخف انا نبشرك بغلام عليم وهو اسحاق واخبر انه عليم اي سيكون ذا علم مع انه اول ما يولد ليس بعليم لكن سيكون نبيا من الانبياء فهي بشارة فوق بشارة قال جل وعلا قال ابشرتموني على ان مسني الكبر؟ الاستفهام للتعجب تعجب من هذا الامر بعد ان مسني واصابني الكبر لانه فيما قالوا كان عمره سبع وتسعون وقيل مئة وعشرون وقيل غير ذلك وزوجته كذلك قالوا ان عمرها كان تسعين سنة والله اعلم في عدد السنوات لكن لا شك انهما رزقا الولد عن كبر وفي حال الكبر وهذا واضح في دلالة الايات ابشرتموني على ان مسني الكبر فبما تبشرون ليش هي تبصروني قالوا بالشماكة بالحق اي الحق الثابت الصدق الذي يجب ان تعتقده ولا تشك فيه. فليس هو كذب قاموا بالشباكة بالحق اذا لا تكن من القانطين قانتين جمع قانت والقنوط هو اشد اليأس القنوط هو اشد اليأس قال الشيخ ابن عثيمين في القول المفيد القنود القنوط هو ان يستبعد رحمة الله ويستبعد حصول المطلوب يستبعد رحمة الله ويستبعد حصول مطلوبه استبعدوا الولد بهذا السن فقال الملائكة له فلا تكن من القانطين اياك ان تقنط وتيأس من تفريج الله ورحمته فقال مؤيدا كلامهم ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون ومن يقرض من رحمة الله ما يقنط من رحمة الله وييأس منها الا الظالون الذين ظلوا الصراط المستقيم اي الكفار ما عرفوا الله حق المعرفة والا من عرف الله ورحمته وفضله تفريجه للكربات ما ما ييأس مهما كان في ضائقة وفي شدة قال جل وعلا قال فما خطبكم ايها المرسلون؟ اذا ما شأنكم انتم هذا ايضا فيه اختصار ما شأنكم؟ ما هي مهمتكم ما الامر الذي جئتم به قالوا ان ان ارسلنا الى قوم مجرمين بلغوا غاية في الاجرام وهم قوم لوط الذين قد كفروا بالله جل وعلا واضافوا الى ذلك اتيان الفاحشة اتيان الرجال من دون النساء فيقال هم اول من فعل هذه الفعلة البشعة قال قالوا انا ارسلنا الى قوم الى قوم مجرمين الا ال لوط انا لمنجوهم اجمعين الاستثناء هنا منقطع لان ما بعده ليس من جنس ما قبله ليسوا من المجرمين تاخدي له كلام لكن ال لوط سننجيهم اجمعين كلهم لوط واهل بيته الا امرأته الا زوجته لانها خانته في دينها لا في نفسها ما خانت امرأة نبي قط وانما خانته في دينها وكانت على دين قومها ولم تكن مؤمنة الا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين مغامرين يعني الباقين الذين لا يخرجون معك الباقيين الهالكين يقال غبر في المكان اذا مكث فيه فمن الغابرين يعني من الباقين مع قومها المعذبين فستهلك ويصيبها ما اصابهم من العذاب فلن ينجيها الله جل وعلا قال ان امرأته قدرنا انها قدرنا انها لمن الغابرين فلما جاء ال لوط المرسلون طول الكلام وفيه انهم ذهبوا الى لوط ويقال ان لوط كان في قرية السدوم في الشام فلما رآهم قال انكم قوم منكرون ليسوا من اهل البلد فهم منكرون عندهم غير معروفين قال انكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه ينترون بل للاضراب. نعم. عن الحديث انه منكرون او غير منكرون. قالوا بل جئناك بالحق. اضرب وتكلموا على موضوع اخر وهو اننا جئنا من عند ربك بعذاب قومك بما كانوا فيه ينتهون ما كانوا فيه يشكون وينكرون انه يقع العذاب او يصيبهم شيء فجئنا به بما يشكون فيه يرحمك الله بما كانوا فيه يمترون واتيناك بالحق وانا لصادقون ائتناك بالحق بالصدق فجئنا بعذاب القوم وانا لصادقون فيما نقول ستر ذلك قال جل وعلا مخبرا عن قولهم له بعد ذلك قالوا فاسربي اهلك بقطع من الليل وقد جاء في الاية الاخرى انه انهم خرجوا بسحر نجيناهم بسحر ولا شك ان السحر قطع من الليل جزء من الليل والقطع هو الجزء بقطع من الليل قال ابن يري الطبري ببقية من الليل وقيل بقطع اي بطائفة. القطعة هي الطائفة من الليل وقيل الساعة وقيل بظلمة من الليل وعلى كل حال يدور المعنى على ان القطع جزء من الليل مقدار من الليل والحاصل انك انك تخرج من قريتك قبل طلوع الفجر لأنه سيصبحهم العذاب فخرج عليه السلام واهله الا امرأة لم تخرج معهم وكان خروجهم قبل الفجر قبل طلوع الفجر بجزء من الليل كما اخبر الله جل وعلا قالوا واتبع ادبارهم اتبع ادبار اهلك لا يتخلف منهم احد ولا يلتفت منكم احد لا يلتفت منكم احد فاستجابوا ولم يلتفت منهم احد. وقال بعض المفسرين ان امرأته خرجت معهم لكنها التفتت فهلكته ورجح ابن كثير انها لم تخرج وانما لم تخرج معهم اصلا لانها كانت على دين قومها ومتعاطفة معهم قال ولا يلتفت منكم احد وامظوا حيث تؤمرون حيث يأمركم الله وامضوا يعني واذهبوا واخرجوا حيث تؤمرون وقد امرهم الله عز وجل بالذهاب والمضي الى مكان ما فمضوا وخرجوا قال جل وعلا وقظينا اليه ذلك الامر قوينا اليه يعني اوحينا الى لوط او تقدمنا الى لوط باخبارنا له ان ذلك الامر وهو اهلاك قومه والقضاء عليهم سيحصل فدابروا هؤلاء مقطوع في الصباح والدابر هو هو الاخر قال هلك القوم عن دابرهم اي عن اخرهم ومعنى الاية ان الله سبحانه وتعالى اخبر لوط ان ذلك الامر فهو عذاب قومه واهلاك قومه واقع وان دابرهم واخرهم مقطوع اي سنهلكهم عن اخرهم فلا يبقى منهم احد مصبحين اي في وقت الصباح في وقت الصباح وهذا لا يعارض ما جاء في بعض الايات ان الله جل وعلا اهلكهم عند شروق الشمس مشرقين لا تعارض بين الايتين وقالوا في الجمع ان الاصلاح الاشراق هو من الاصلاح من الصباح في اول النهار وقال بعضهم بل انه بدأت علامات العذاب فيهم في الصباح عند طلوع الفجر وحل بهم عند شروق الشمس وقيل بل بدأ بهم حينما اصبحوا وفرغ من عذابهم في الاشراق والايات التي تتعارض لا شك والاشراق والصباح ما بينهما فرق كبير فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى صبحهم بالعذاب وهكذا اخذ ربك اذا اخذ القرى ان اخذه اليم شديد قال جل وعلا وجاء اهل المدينة يستبشرون اهل المدينة اهل مدينة لوط وقومه الكفار جاءوا يستبشرون اي يبشر بعضهم بعضا ب بما يرجون من ارتكاب الفاحشة في هؤلاء الظيوف وظيوف لوط الذين كانوا غلانا في غاية الحسن والجمال ولادمانهم هذه الفئة الشنيعة صار يبشر بعضهم بعضا بهؤلاء القوم يريدون ان يفعلوا بهم الفاحشة قال جل وعلا قال ان هؤلاء ضيفي فلا تفضحون. مر معنا انه حاول فيهم حاول ان يثنيهم ولكنه مع ذلك ابوا ليقضي الله امرا كان مفعولا قال ان هؤلاء ضيفي فلا تفضحهم لا تخزوني ولا تذلوني في ضيفي ضيوفي ومع ذلك تريدوا تفعلون بهم الفاحشة واتقوا الله ولا تخزون لا تفظحون الفظيحة هي الامر الذي يلزم منه العار فعلت ذلك لحقني به العار ولا واتقوا الله وتقوى الله تحمله على الكف عن المعاصي وفعل الطاعات فلو اتقوا الله ما فعلوا هذا الفعل ولا تخزون ولا تخزوني هذا اخزاء. فضيحة واخزاء لي بان تعتدوا على ضيوفي في بيتي وتفعل بهم الفاحشة قالوا او لم ننهك عن العالمين قال بعض المفسرين اولم ننهك عن ان تستضيف احد نحن نهينا قلنا لا تستضيف احد لان من جاء الى بلدنا سنفعل معه هذه الفاحشة الخبيثة انظر جرأة اهل الباطل على باطلهم قالوا او لم نذهب عن العالمين؟ قال هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين قدمنا ان الصواب بناتي المراد بها ازواجهم لان نبي كل قوم هو لهم بمثابة الاب وبنات ونسائهم بمثابة البنات له فهن بنات وهذا يدل عليه ما جاء في اية اخرى وتذرون وتدرون ايش الاية ما خلق لكم ربكم من ازواجكم اذا هن بنات هنا ازواجكم نسائكم ان كل فاعل خير لكم فقالوا او قال جل وعلا لعمرك هذا شرف للنبي صلى الله عليه وسلم حيث اقسم الله بحياة النبي صلى الله عليه وسلم. لعمرك اي وحياتك فاقسم الله بحياة نبيه صلى الله عليه وسلم تشريفا له وتكريما والله جل وعلا له ان يقسم بما شاء من مخلوقاته ولكنه لا يقسم الا بشيء شريف له مقام كل شيء اقسم الله به فله شأن له مقام والهجر والعصر والنازعات والظحى كذلك هنا لا لعمرك اي وحياتك لشرف حياة النبي صلى الله عليه وسلم حياة عظيمة مليئة بالطاعة والتقوى والجهاد ونشر الدين واخزاء الكفر واهله قال جل وعلا انهم لفي سكرتهم يعمهون سكرتهم اي ضلالهم وجهلهم لانهم قد اصابتهم سكرة المعصية وسكرة الشهوة فهم في ضلال وجهل يعمهون اي يتحيرون ويترددون ما يخرجون من هذه السكرة ومن هذا الضلال فهم يعمهون ان يتحيرون ويترددون ولا يخرجون من مما هم فيه من الشر قال جل وعلا فاخذتهم الصيحة مشرقين نعم قال مشركين في الاية التي مرت قال مصبحين لا تعارظ فاما ان يكون المراد بقوله مصبحين يشغل وقت الصباح من طلوع الفجر الثانية الى حتى طلوع الشمس هذا يقال الصبح هذا من وقت الصباح فوقت الصباح والاية الاخرى بينت انه ليس في اول طلوع الفجر وانما عندما شرقت الشمس او انه ابتدأ العذاب في الصباح وانتهى منه عند الشروق فالمهم انه لا تعارظ وان ظهر للتعارض او اوهمك اذا توهمت تعارظا فالتعارض في عقلك لا في كلام رب العالمين جل وعلا قال فجعلنا اليها سافلها دمرها الله جل وعلا وجعل اعلاها في اسفلها واتبعه ايضا مع هذا العذاب دمرها فجعل اعلى القرية واعلى مبانيها صار هو الاسفل واتبعهم او وامطرنا عليهم حجارة من سجيل اتبعهم وامطر عليهم يعني رماهم بحجارة من سجيل مر معنا الكلام عليها مع ان نحسن ان يقال هو الطين الصلب اليابس الذي قد يبس وصار حجارة يعني سماها الله حجارة فامطرهم بها واهلكهم جميعا جزاءه وفاقا. ومن هنا قال بعض الصحابة ان من يعمل عمل قوم قوم لوط يرمى من شاهق او من شيء عالي يرمى ثم يتبع بالحجارة قال لان هذا عذاب الله لهم رماهم واتبعهم. قلب ارضهم عاليها وجعله اسهل وايظا رجمهم ورماهم بالحجارة وقد اتفق الصحابة على قتل من فعل او من عمل عمل قوم لوط لكن اختلفوا كيف يقتل منهم من قال يرمى من شاهق الحجارة منهم من قال يقتل بالسيف فالحاصل انهم متفقون على ان من عمل عمل قوم لوط هذا حكم الله فيه تقتل الجائل والمفعول به ونبهنا للدرس الماضي انه لا يقال من فعل اللواط ولا يسمى هذا لواطا لا علاقة له بهذا الفعل. بل كان يحذرهم منه وانما يقال عمل قوم لوط هذا العمل هو عمل قوم لوط قال جل وعلا ان في ذلك لايات اي في اهلاك قوم لوط واحلال العذاب بهم لايات علامات ودلائل واظحات لمن؟ للمتوسمين للمتفرسين المعتبرين بايات الله المتأملين توسم يعني يتفرس صحب في راسه صحف تأمل نعم والله ان في ذلك لاية عظيمة فكيف كان قوتهم وكثرتهم وضعف لوط وكيف اهلكهم الله جميعا ونجى لوطه ومن معه من المؤمنين الا امرأته فتعلق بالله وابشر بالنصرة والتأييد والفوز واياك ان تعصي ربك وتعرظ نفسك للعقوبة ولو كثر جمع العصاة يهلكم الله جميعا جل وعلا ثم قال جل وعلا وانها لبسبيل مقيم وانها لبسبيل مقيم. قال الطبري وان هذه القرية قرية لوط ويقال سدوم وان هذه القرية مدينة سدوم لا بطريق واضح مقيم اي بطريق واضح لا يخفى ولا يندرس وسماه مقيما لثبوت الايات فيه. وقد كانوا يمرون عليه عند ذهابهم الى الشام او مضيهم الى الشام. اذا وانها قرية لوط وصدوم لبسبيل مقيم في في الطريق في طريق قريش هؤلاء قومك الذين كذبوك ونحذرهم ونعظهم بهذه الايات انها في طريقهم حينما يذهبون الى الشام لبسبيل مقيم. ومقيم وواضحة المعالم ما هي بخفية في ذلك الوقت الذي يذهب يعرفها تعرف قرية قوم لوط فيها اثار تدل عليها في ذلك عبرة كانوا هنا وزالوا اين هم؟ بغوا وتجبروا في هذا المكان فاهلكهم الله ولا يزالون في طريق الذاهبين الى الشام ومنهم قريش رحلة الشتاء رحلة الصيف كانوا يذهبون الى الشام يجلبون منها الميرة والطعام قال وانها لبسبيل مقيم ان في ذلك لاية للمؤمنين لذلك عبرة واية لكن لمن للمؤمنين لانهم هم الذين يعتبرون ويعقلون عن الله مراده ويفهمون اما الكفار لهم قرب لا يعقلون بها ولا يقفون عند ايات الله ولا يتدبرون ثم قال جل وعلا وان كان اصحاب الاي كثير ظالمين كذلك اصحاب الايكة الايكة هي الشجر الملتف المجتمع هم قوم شعيب وان كان اصحاب الايكة اصحاب الشجر المتف يعني يغلبوا على بلادهم الاشجار العظيمة او شجرة عظيمة وان كان اصحاب الايكة ايضا لظالمين بالشرك لأن الشرك ظلم عظيم فكانوا ظالمين باشراكهم مع الله غيره ودعاء الأصنام والأوثان معه جل وعلا فانتقمنا منهم انتقم الله من قوم شعيب من اصحاب الايكة فادبهم قال وانهما لا بامام مبين وانهما هنا قال وانهما اي مدينة قوم شعيب اصحاب الايكة ومدينة لوط انهما لبام مبين قال بعض الامام لابي طريق مبين واضح بطريق يأتمون يأتمونه في سفرهم ويهتدون به يعني في طريق قريش او طريق غيرهم كلهم يمر بها الناس ويعرفونها ويعرفون يعني يتم هنا قال امام يعني كأنها علامة يأتمون بها دليل اذا مروا قالوا اي نعم هذه قرية قرية لوط هذه قرية شعيب وهذا ببيان ان يعني زيادة في البيان والايضاح والا القرآن كله حق من اوله لاخره لكن انتم ايها القوم المكذبون كفار قريش مصر ان تكذبون الا لوط لم يكن موجودا وليس له قرية لانكم تمرون عليها واقعا وتعرفون هذا قال جل وعلا نعم وقوله الذي امام مبين الذي طريق مبين اي واضح بين لمن سلك ذلك الطريق ثم قال جل وعلا ولقد كذب اصحاب الحجر المرسلين اصحاب الحجر ومن هنا سميت سورة الحجر والحجر هي مدينة ثمود ولا تزال تعرف الى يومنا هذا شمال العلا شمال العلا الان بخمسة وعشرين كيلو تقريبا لها طريق سلك وحتى اللوحات مكتوب عليها مدينة الحجر قال ولقد كذب اصحاب اصحاب الحجر المرسلين ورسولهم هو صالح ولم يرسل اليهم الا نبي الله صالح فكيف قال هنا كذبت او كذب اصحاب الحجر والمرسلين قال اهل العلم لان من كذب نبيا واحدا فقد كذب جميع الانبياء كذبت قوم نوح المرسلين ما لما كذبوا الا نبيهم ما في نبي قبل نوح فالمراد ان من كذب بنبي واحد فهو كافر كمن كذب بجميع الانبياء. ولهذا من لم يؤمن بنبينا صلى الله عليه وسلم فهو كافر لو قال انه نصراني يؤمن بعيسى ومن قبله لكن لا يؤمن بنبينا صلى الله عليه وسلم فهو كافر كذب بالرسل اجمعين ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي او نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به الا ادخله الله النار رواه مسلم في الصحيح ولهذا من عقيدة اهل السنة والجماعة الايمان بالرسل كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله هذا من ام به وهذا نؤمن به لابد من الايمان بالجميع ولهذا من كذب بنبي فقد كذب بجميع الانبياء فوصفهم الله بالتكذيب بجميع الرسل ولقد كذب اصحاب الحجر والمرسلين واتيناهم اياتنا فكانوا عنها معرضين اتيناهم جئناهم بالايات ومن هذه الايات الناقة التي يذكر المفسرون يذكره ابن كثير جزما ان ان صالحا دعا ربه وان الله اخرجها له اخرجها لهم من صخرة بجوارهم من الجبل خرجت وكان وكانت اية عظيمة لها شرب ولهم شرب يوم معلوم. واليوم الذي تسقي الناقة لا احد يشرب ماء ولكن تكفيهم جميعهم باللبن ايات كثيرة جاءهم الله بها ودلائل وحجج واضحات فكذبوا ولم يؤمنوا بها ولهذا قال واتيناهم باياتنا فكانوا عنها معرضين ما قبلوها ولا امنوا بها ولا اتعظوا بها وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا امنين شيء من القوة كان عندهم قوة ولا تزال اثارهم الى الان اذا جئت الجبل الحجر وانت مع الطريق ترى سواد الابواب سواد الباب لان المكان الذي وراه مظلم الغرف وراءه غرف وبيوت وانا لم ادخلها لاني اعتقد انها دار معذبين وان كان لست كل المنطقة وكان هناك شبك مسور على المنطقة يقولون هذه هي مكان العذاب بقية المناطق فيها سكان الان وفيها مزارع وفيها كذا لكن ذكر لي من دخلها يقول كانت من الداخل الغرفة اكثر من الغرفة. ترى الباب واحد اذا دخلت تكاد تجده مثل الشقة مثل مكان كبير فالله الذي اعطاهم هذه القوة وسخر لهم الجبال ولكن مع ذلك لم يؤمنوا ولم يعرفوا هذه النعمة. قال جل وعلا وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا امنين يعني امنين من العذاب وقيل امنين من الخراب لانها بيوت من جبال ما ما خربت الى الان والله اعلم متى كم مر عليهم من الاف السنين لا تزال بيوتك قائمة كما هي ما خربت امنين من خرابها قيل امنين من الموت لانهم ما يؤمنون بالبعث والنشور ولا يملئان يقال كل هذا كان فيهم بيوت قوية امنون من ان تخرب وكانوا لا يؤمنون بالبعث فهم امنون من هذا ويقولون انما هي حياتنا الدنيا وكذلك كانوا امنين من العذاب يعني غير مصدقين فيقول ما في عذاب كلامه غير صحيح قال جل وعلا فاخذتهم الصيحة مصبحين الصيحة صوت يقال صوت جبريل صاح بهم جبريل صيحة شديدة قطعت قلوبهم وجاء في بعض الايات اخذتهم الرجفة ولا تعارض فقد اخذتهم صيحة ورجفة فصاح بهم وارتجفت بهم الارض فاهلكهم الله والله على كل شيء قدير فاخذتهم الصيحة مصبحين فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون ما دفع عنهم ولا اغنى عنهم شيئا كسبهم وقوتهم ما اغنى عنهم من شيء لما جاء عذاب الله ان عذاب الله ما له من دافع ولا يعجزه شيء جل وعلا ثم قال جل وعلا وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق ما خلقنا السماوات السبع وما بينهما والاراضين السبع وما بينهما الا بالحق قيل الا لاظهار الحق وقيل الا قرطبني الا بالعدل والانصاف لا بالظلم والجور قال الطبري الا بالعدل والانصاف لا بالظلم والجور وقال غيره الا بالحق اي لاظهار الحق الا بسبب اظهار الحق واظهار قدرتنا فيدل على علينا لانه لا يمكن ان يخلق هذه السماوات والاراضين الا رب العالمين لا يمكن ابدا مهما بلغت قوة الناس قال جل وعلا وان الساعة لاتية فاصفحي الصفح الجميل الساعة القيامة اتية ولا بد وكل ات قريب كل ات قريب البعيد امس البعيد الوقت الذي يمر بك هذا هو البعيد قبل دقيقة هذا من ابعد ما يكون ابعد من الساعة انا ما يمكن يرجع هذا الوضع واما كل ما هو ات فهو قريب ولهذا قال فاصفح الصفح الجميل قال الطبري فاعرض عنهم اعراضا جميلا واعف عنهم عفوا حسنا وقال شيخ الاسلام ابن تيمية الصفح الجميل هو الصفح بلا معاتبة يصبح عنهم ولا تعاتب ادعهم اقم الحجة عليهم واصفح عن اعرض عنهم بغير معاتبة وقد اختلف العلماء هل هذه الاية محكمة او منسوخة فقال بعض المفسرين منسوخة باية السيف او باية القتال لانه هنا يأمره بالصفح والاعراض عنهم قالوا نسخها قوله جل وعلا خذوه واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد او قوله جل وعلا واقتلوهم حيث ثقفتموهم اية السيف ما الصواب الذي عليه المحققون انها غير منسوخة ومحكمة ولكن هذا بحسب الحال والمقام فاذا كان المسلمون في حال القوة والتمكن قوة الشوكة فانهم يأخذونهم ويقتلونهم او يدفعون الجزية عن يدي وهم صاغرون وفي حال ظعف المسلمين وقدرتهم ولا يملكون الا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر دون ان يكون لهم سلطان اكتفونا بهذا يقومون بالبلاغ والبيان ويصفحون عنهم وهذا سبحان الله يراه الانسان الان في حياته. ما كل مرة تستطيع انك تنكر المنكر او تغيره لكن تتقي الله ما استطعت والاصل في الايات يا اخوان الاحكام للنسخ. فمن ادعى النسخ نقول هات الدليل اذا امكن الجمع بين الدليلين اولى من القول بالنسخ فلا نسخ قال جل وعلا ان ربك هو الخلاق العليم خلاق تقرير للمعاد الذي يجحدونه كفار لانهم يتفق الكفار على الجحود على جحود اليوم الاخر وما نحن بمبعوثين اخر كفار قريش. وكم من الايات؟ كم بالقرآن من الايات في اثبات البعث والمناظرة فيه فقال ان ربك جل وعلا هو الخلاق العليم فهو خلقهم واوجدهم من الادم وهو عليم بهم وبحالهم ومآلهم ففيه اثبات البعث وفيه اثبات الربوبية بل واثبات القدرة له جل وعلا. ومن كان كذلك هو الذي يجب ان يعبد دون من سواه ثم قال جل وعلا ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم قال بعضهم المفسرين السبع المثاني هي السبع الطوال البقرة وال عمران والنساء والمائدة والانعام والاعراف والانفال وقال بعض المفسرين بل هي الفاتحة السبع المثاني هي الفاتحة وهذا هو القول الصحيح الذي لا يجوز ان يقال بغيره لتفسير النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية بذلك في صحيح البخاري من حديس سعيد ابن المعلى او حديث ابي سعيد ابن المعلى قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وانا اصلي فدعاني فلم اته حتى صليت ثم اتيت فقال ما منعك ان تأتي؟ فقلت كنت اصلي قال الم يقل الله يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ثم قال الا اعلمك باعظم سورة في القرآن قبل ان اخرج من المسجد قال فامسك بيدي فذهب ليخرج لما جاء عند الباب قلت لي لاخبرنك باعظم سورة في كتاب الله قال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته رواه البخاري خلاص نص ما يحتاج هذا تفسير النبي يعتبر من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك ايضا جاء في البخاري ايضا في كتاب التفسير ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ام القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم من حديث ابي هريرة اذا ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم اتيناك الفاتحة على فضلها وسماها سبعا لانها سبع ايات باتفاق العلماء وسماها مثاني لانها تثنى في كل سورة طب في كل ركعة تقرأها في الركعة الاولى وفي الركعة الثانية وفي الثالثة وفي الرابعة والقرآن العظيم هناء عليها لانه لا تصح الصلاة بدونها لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ومن هنا ذكرنا في سورة الفاتحة ان البسملة ليست من الفاتحة واستدللنا بهذه الاية فان الاية تدل على انها كم اية؟ سبع وبالحديث القدسي في صحيح مسلم قال الله جل وعلا قسمت الصلاة اي القراءة قراءة الفاتحة. قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين. فاذا قال الحمد لله لاحظ نصفين ثلاثة ونصف وثلاثة ونصف هذا ظاهر وهذا بينه ربنا في الحديث. فاذا قال العبد الحمد لله ما قال اذا قال بسم الله قال اذا قال الحمد لله قال حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي. واذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي واذا قال اياك نعبد واياك نستعين. لاحظ الاية الرابعة. قال هذا بيني وبين عبدي. فاياك نعبد لله. لا يعبد الا الله واياك نستعين للعبد يسأل الله ان يعينه على العبادة فهي سبع ايات والبسملة ليست منها لكن البسملة اية مستقلة في اول كل سورة وليست منها الا براءة ليس باولها تسمية قال جل وعلا لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم. واخفض جناحك للمؤمنين قال الطبري لا تتمنين يا محمد ما جعلنا من زينة هذه الدنيا متاعا للاغنياء من قومك والذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر لافتمن تتمنى الدنيا لا تمدن عينيك لان مد العين معناه النظر الى الدنيا والاعجاب بها وتمني ان تكون له وهذا كما قال بعض المفسرين القرطبي قال هذه الاية تقتضي الزجر تقتضي الزجر عن التشوف الى متاع الدنيا على الدوام واقبال العبد على عبادة مولاه ومثله لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ليفتنهم فيها نعم هذه الاية اصل لا تمدن عينيك يعني لا تنشغل في الدنيا تمد عينك لها وترغب فيها تتناولها تصبح من اهلها لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا. هذا ترى متاع والمتاع معناه يتمتع به فترة قليلة ويتركه فنحن متعنا ازواجا منهم وقال ازواج يعني اصنافا اصنافا من بني ادم وقيل اصناف من الامم من اليهود والنصارى وسائر المشركين وقيل انهم الاغنياء الصواب انه كل ذلك حق فقد متع الله ازواجا واصنافا كثيرة من الكفار ومن غير الكفار قال جل وعلا ولا تحزن عليهم لا تحزن على ما متعوا به هذا قول لا تحزن على ما متع به هذا قد يقع في نفوس بعظ الناس يقول هذا الكافر عدو الله المشرك غني وانا مسلم مؤمن فقير ما هو بشغلك هذا لو كانت الدنيا مكرمة يا اخوان وهبها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولهذا ارسل الله اليه جبريل يخيره قال فجاء جبريل قال يا محمد ان ربك يخيرك بين ان تكون عبدا نبيا وبين ان تكون ملكا نبيا ملك فنظر الى جبريل قال فاشار اليه ان تواضع فقال بل اكون عبدا نبيا اشبع يوما واجوع يوما كان يربط الحجر على بطنه صلى الله عليه وسلم ومات ودرعه مرهون عند يهودي في اصع شعير اخذها لاهل بيته فلا تمدوا اعينكم الى الدنيا لكن لا يمنع ان الانسان يسعى لتحصيل الدنيا بالطريق الحلال وبالنية الصالحة لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول نعم المال الصالح للرجل الصالح لكن يمد الانسان عينيه ويهتم في الدنيا ويصير هي همه وشغله الشاغل لا ما يجوز ثبت في البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى شيء من الدنيا وزينتها ما يغري يقول اللهم لا عيش الا عيش الاخرة قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين هذا سنة فرأيت شيء من الدنيا اعجبك شيء من زخرف الدنيا قل اللهم لا عيش الا عيش الاخرة العيش الحقيقي عيش الاخرة هذي منتهية مهما كانت هالدنيا التي تراها الان ستهلك وتذهب ان لم تذهب قبلك ذهبت انت عنها وتركتها والعيش الحقيقي عيش الاخرة قال جل وعلا لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين ولا تحزن على ما متعوا وايضا ولا تحزن على ما فاتك من مشاركتهم في الدنيا. هذا قول بعض المفسرين ولو قيل ولا تحزن عليهم يعني على كفرهم قال ننظر عبارة ابن كثير نعم ما تكلم عليها لا تحزن على كفرهم لا يحزنك كفرهم لا تمدن عينيك الى الدنيا التي متعناهم فيها او متعنا فيها ممن متعنا ولا تحزن على كفر قومك ومعارضتهم لك وظلم قابل واخفظ جناحك للمؤمنين. الن الن جناحك وجانبك للمؤمنين قال الطبري والن لمن امن بك واتبعك واتبع كلامك وقربهم منك ولا تجفوا بهم ولا تغلظ عليهم فامره الله بالرفق بالمؤمنين ثم قال والجناحان من بني ادم جنبه والجناحان الناحيتان ومنه قوله واظمم يدك الى جناحك اي الى ناحيتك وجيبك فالجناحان يعني هذا هذا التعبير يراد به التواضع واللين قد يقول قائل هذا من المجاز نقول هذا اسلوب عربي تستخدمه العرب في كلامها ولا يفهمون غير اللين والتواضع لما يقول الن جناحك خلك لين الجناح واخفض لهما جناح الذل من الرحمة لا يفهمون الا اللين والتواضع وهو حقيقة هنا لكن الحقيقة تستعمل في اكثر من في اكثر من معنى ويدل على ذلك القرينة والسياق كما تعرفون انه ليس في القرآن مجاز على القول الصحيح وقول السلف والجمهور وقول الصحابة ولا يعرف ما حدث القول المجاز الا بعد ذلك. وكل ما يدندن قوله من المجاز لا ليس بما اصطلح عليه عند المتأخرين وانما يقصد بالمجاز في كلامهم ما يجوز استخدامه وما لا يجوز. ومنهم مجاز القرآن لابي عبيد. توفى في القرن الثالث يقصد مجاز الكلمة يعني معبر الكلمة واجتيازها من الغموض الى الظهور ولذلك تم جاز القرآن لابي عبيدة كتاب فيه غريب القرآن في غريب القرآن يفسر تجتاز الكلمة من غموض الى ظهور ونحن نقول ما في مجازر لماذا؟ لان اول من جاء بهذا هو معتزلة وارادوا بهذا هدم باب الصفات في كتاب الله جل وعلا لانهم يتفقون على ان المجاز ما يجوز نفيه فتقول فلان اسد قالوا هذا مجاز لا تنفي وتقول لا ليس باسد ولكنه ادمي الرحمن يستوي على العرش لا هذا مجاز لا لا يستوي له يد لا المراد النعمة يجي لا المراد مجيء امره يريدون بهدم الدين وليس سماه ابن القيم في الصواعق المرسلة قال الطاغوت الخامس طاغوت المجاز سماه طاغوتا ورد عليه واكثر مع ان كثير ممن يقومون بالمجازر الان من اخواننا او من يكاد يكون الخلاف بينا وبينهم لفظي ولهذا تجد انهم يضطربون يقولون في مجاز الا في باب الاسمى والصفات لا ما في اما ان تقول مجاز بالقرآن كله وفي اللغة كلها او ما فيه مجاز ما في ليس الامر يعني اختياري ولهذا لما يقال فلان اسد ما الذي تفهمه العرب من كلامها الشجاعة يا اخي وفعلا هذا الرجل اسد شجاعة حقيقة يا اخي حقيقة في الشجاعة هذا الذي يقصده الان فلا مجاز يا اخواني ولا يضيع الانسان وقته في هذه الامور فلا يجوز ما في شيء ما ذكره الله في كتابه فهو حق على حقيقته قال جل وعلا واخفض جناحك المهين يعني الن لهم وارفق بهم هكذا ينبغي ان تتأسى بنبيك صلى الله عليه وسلم وكل امر للنبي صلى الله عليه وسلم فهو امر لامته وكل نهي له فهو نهي لامته الا اذا قام الدليل على التخصيص. فالله امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يلين جانبه ويرفق باصحابه فانت مأموم بذلك. لاخوانك المسلمين. الن لهم الجانب تواضع كن رفيقا رحيما معينا لهم على طاعة الله ثم قال جل وعلا فقل اني انا النذير المبين. قل لقومك اني انا النذير المبين. والنذير المبين يعني النذير النذارة وكان النذير مبين عند العرب هو الذي يرى العدو بعينه ثم يأتي يصيح لقومه قبل ان يصل اليهم لينذرهم عدوهم حتى يستعدوا قبل ان يصل اليهم فالنبي نذير لنا بين يدي الساعة وبين يدي عذاب شديد لمن كفر بالله فهو بين النذارة واضح وقد قام بالانذار صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وتركها على بيظاء ليلها ونهارها سواء ثم قال جل وعلا كما انزلنا على المقتسمين اي قل انا النذير المبين انذركم عذابا ينزل بكم كالعذاب الذي انزله الله بالمقتسمين والمقتسمون المراد بهم المتحالفين على مخالفة الانبياء وتكذيبهم تقاسموا على الانبياء وتحالفوا وتواطؤوا على هذا امة بعد امة لكن كانوا يتقاسمون يتحالفون من القسم كما قال الله جل وعلا قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه واهله وقال جل وعلا واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت فقال او لم تكونوا اقسمتم من قبل؟ من قبل ما لكم من زوال فقال اهؤلاء الذين اقسمتم لا ينالهم الله برحمة فينالهم الله برحمة ابن كثير عجيب في سرد الايات واستحضار الايات تفسير القرآن بالقرآن اذا هؤلاء هم المقتسمين يعني الذين تقاسموا واقسموا وحلفوا على خلاف ما جاءت به الانبياء وعلى التكذيب بالبعث تكذيب الانبياء فيكون معنى الاية الكاف هنا للتشبيه فكأنه يقول كما انزلنا او نعم معناه انذركم عذابا ينزل بكم كما انزلنا على المقتسمين. ويمكن ان يقال انا انزلناه عليك عذابا كانزالنا العذاب على المقتسمين انا انزلنا على قومك او على العصاة الذين عصوك عذابا كانزالنا على المقتسمين هذا تهديد ووعيد شديد لكفار قريش انا النذير المبين وسيصيبكم ما اصاب الذين تحالفوا على معصية الانبياء وعدم الايمان بهم فاحذروا وامنوا. قال جل وعلا الذين جعلوا القرآن عظين جعلوا القرآن عظين عظيم واحده عظة واعظين قالوا يقول واحد واحد العظين عظة من عظت الشيء اذا فرقته يعني جعلوا القرآن متفرقوا فامنوا ببعض وكفروا ببعض جاء القرآن عضين فرقوا بين نصوصه ودلالاته فامنوا ببعض وكفروا ببعض وقال بعض المفسرين عظين هنا ليس معناها التفريق وانما جعلوه سحرا ومنه الا انبه الا انبئكم بالعظة بالسحر فجعل القرآن العظيم كفار قريش قالوا هذا سحر ما هو قرآن فالحاصل ان الله يخبر عن كفار قريش انهم جعلوا القرآن عيرين. ففرقوا بين نصوصه امنوا ببعض وكفروا ببعض. فكفروا بالبعث والنشور وامنوا ببعض وامنوا ما يتعلق بتوحيد الربوبية ولئن سألتم من خلقهم فيقولون الله او انهم جعلوا القرآن الذي هو كلام الله جعلوه سحرا سحر يؤثر كما قال الولي فالحاصل ان هذا على سبيل الذم لهم فقد قالوا وفعلوا فعلا قبيحا فجعلوا القرآن سحرا وصفوه بالسحر او فرقوا الى ايات القرآن قال ابن عباس جعل القرآن عظين قال هم اهل الكتاب جزؤوه اجزاء فامنوا ببعضه وكفروا ببعضه وقال الطبري اه قال وعليه يكون المعنى فرقوا القرآن فامنوا ببعضه وكفروا ببعض او الامم السابقة امنوا ببعض كتبهم وكفروا ببعض او جعلوه سحرا ونحوه اورد ابن كثير قال جعل القرآن عظين قال ابن عباس جعلوه سحرا اذا الاية محتملة انها في العرب وفي غيرهم ولا مانع يا اخوان لكن الذي يظهر من السياق ايش انما وقل اني انا النذير المبين كما كما انزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عيظين فوربك لنسألنهم اجمعين الحقيقة كلام محتمل محتمل انه في كفار قريش ومحتمل ايضا الام السابقة لان القرآن يطلق على كل كتاب انزله الله باعتبار ايش الجمع قرآن معناه الجمع. ومرة مع الكلام على هذا. فالذي يظهر والله اعلم انه عام في كل من جعلوا من فرقوا فيما انزله الله على رسولهم تآمنوا ببعض وكفروا بعض او وصفوه بانه سحر وهذا على سبيل الذم لهم. قال جل وعلا فوربك لنسألنهم اجمعين اقسم وقوله الحق والصدق ولو لم يقسم لكن لبيان اهمية الموضوع لنسألنهم اجمعين سيسأل الله الاولين والاخرين عما كانوا يعملون عن عمله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ولهذا اعد للسؤال جوابا ذلك بالايمان والتقوى والله سريع الحساب. هذه الامم المتلاطمة يعني الان كم يقولون العالم ثلاثة مليار او اكثر ثمانية مليار ما بالك بالام التي مضت يحاسبهم الله جميعا في وقت قليل لانه سريع الحساب ولا يجوز قال جل وعلا قال سبحانه وتعالى فاصدع بما تؤمر واعرب عن المشركين الاصل في الصدع هو الاظهار قيل المراد اجهر بالقرآن اظهر القرآن واتلوه اجهر بالقرآن وقيل اصدأ ايفرق بين الحق افرق بالقرآن بين الحق والباطل وقال القرطبي القرطبي اصدع بالذي تؤمر به اي بلغ رسالة الله جميع الخلق لتقوم الحجة عليهم قال ابن كثير يقول تعالى امرا رسوله صلى الله عليه واله وسلم بابلاغ ما بعثه به وبانفاذه والصدع به وهو مواجهة المشركين به كما قال ابن عباس فاصدع بما تؤمر. قال امضه وفي رواية افعل ما تؤمر. وقال مجاهد هو الجهر بالقرآن في الصلاة وقال ابو عبيدة عن عبد الله ابن مسعود ما زال النبي صلى الله عليه واله وسلم مستخفيا حتى نزلت عليه فاصدع بما تؤمر فخرج هو واصحابه وهذا الاظهر والله اعلم ان لان النبي كان يدعو الى القرآن لكن كان يدعوه سرية فجاء وقت في الثلاث سنوات الاولى ثم بعد ذلك امره الله بالصدع والجهر وان يجهر بالدعوة الى الله في وجوههم ويظهر ذلك بدليل قوله جل وعلا انا تبغيناك المستهزئين اصدع واجعل بدعوتهم الى الحق وبيان بطلان الهتهم والدعوة الى التوحيد ونحن نكفيك المستهزئين. انا كفيناك المستهزئين ما يصيرون اليه ولا يستطيعون لان المراد به الدعوة لانه سيحصل مواجهة. ثم قال الذين يجعلون مع الله الها اخر فسوف يعلمون نعم هؤلاء هم المستهزئون الذين يجعلون مع الله الها اخر ويدعون الاصنام والاوثان وما لا يستحق العبادة يدعونه مع الله فاصدع ببيان بطلان ما هم عليه. ودعوتهم الى افراد الله بالعبادة وسنكفيك استهزائهم وسخريتهم ومكرهم وهذا كقوله جل وعلا والله يعصمك من الناس وان كان هذا نزلت بعد ذلك في المدينة قال جل وعلا ولقد نعلم انك نعم قوله الذين يجعلون مع الله الها اخر يعني يشركون مع الله غيره فسوف يعلمون تهديد فالسوف يعلمون جزاء ذلك وهو العذاب الشديد قال جل وعلا ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون او يضيق صدرك يعني قلبك لان القلب في الصدر ومحله الصدر فقال جل وعلا ولقد نعلم انك يضيق صدرك لان من يدعو الى الحق والهدى وطلب النجاة الناس يريد ان يخرجهم من الظلمات الى النور كلهم من النار ويدخلهم الجنة بفضل الله اذا امنوا من الشر الى الخير فيقابل بالعناد والسب والشتم والاذية والله يضيق صدره بهذا ونحن نقول يا دعاة الحق لا تضيق صدوركم غير من اهل الخير اذا وقعت المصايب شدد عليه او عارضه اهل الباطل واذوه يضيق صدره ناظر صبرك انما عليك البلاغ عليك البيان يا عبد الله واما هداية الخلق لو شاء لهد الناس جميعا لهداهم اجمعين ولو شاء ربك ما فعلوه ما كفروا لكن يبلو بعضنا ببعض فلا يضيقن صدرك. ولهذا يقول ابن جرير يقول ابن كثير وانا لنعلم يا محمد انك يحصل لك من اذاهم من اذاهم لك انقباض قدر وضيق فلا يهينك ذلك ولا يثنينك عن ابلاغك رسالة الله وتوكل عليه فانه كافيك وناصرك عليهم فاشتغل بذكر الله وتحميده وتسبيحه وعبادته التي هي الصلاة. ولهذا قالها بحمد ربك وكن من الساجدين اذا ولا يضيق صدرك قد ولا قال ولقد نعلم انك يضيق صدرك وهذا اصلا جبلي لكن حاول تدفع بما يقولون اي بسبب ما تسمعه من قولهم من تكذيبك ورد الحق او دعاء غير الله واتخاذ الالهة مع الله فسبح بحمد ربك التسبيح والتنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع التعظيم وهو سبحان الله وكذلك احمد ربك وسبحان الله وبحمده والمراد اكثر من ذكر الله وكن من الساجدين اي من المصلين فكأنه امر نبيه ليذهب عنه ضيق الصدر مما يسمعه بالصلاة اي هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا حزمه امر يقول ارحنا يا بلال بالصلاة هذه رسالة الذي تجد صدره ضائق معه وسواس او معه مرض وقعت له مصيبة ضاق صدرك توضأ وقم صل واكثر من الدعاء في السجود سبح واستغفر واحمد وادعو الله ان يشفيك وان يفرج عنك هذا هو المخرج قال جل وعلا فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. واعبد ربك اي والزم عبادة الله بافراده بالتوحيد بالعبادة وعدم الشرك ولزوم طاعته حتى يأتيك اليقين الذي هو الموت اذا الاستقامة على الدين ما هي فترة هو تترك استقم على دينك والزم حتى تخرج الروح وانت على ذلك كما قال الله لنبيه واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. اليقين هو الموت على الصحيح من اقوال المفسرين اذا الزم التقوى الى الممات هذا امر لابد يراه الانسان في نفسه بل يسأل الله ان لا يزغ قلبه والا يغير ايمانه الى ما هو الى ضده نسأل الله زيادة الايمان اهدنا الصراط المستقيم والانسان مهتدي ويسأل زيادة في الهداية والاعمال الصالحة سبب لزيادة الايمان ثم قال الله جل وعلا او نعم انتهينا من هاي السورة المباركة ونبدأ بسورة النحل وهي اخر السور