او نعم انتهينا من هاي السورة المباركة ونبدأ بسورة النحل وهي اخر السور في هذه الدورة فنقول سورة النحل سميت بهذا الاسم وهذا هو الاسم المشهور لها في المصاحف وكتب السنة والتفسير وسماها بعض العلماء سورة النعم جاء عن قتادة انه قال سورة النعم ووجهوا تسميته بسورة النعم لما عدد الله فيها من النعم على عباده كما سيأتي حدد الله فيها نعم كثيرة فهي سورة النعم ومن قال هي سورة النحل وتسم بذلك ان لفظ النحل لم يذكر في سورة اخرى من القرآن الا في هذه السورة بسبب ذكر النحل فيها وهي مكية في قول الجمهور وهناك من قال ان فيها ايات ليست في مكية ورجح الطاهر ابن عاشور الى ان سورة النحل فيها ايات هي الاغلب فيها مكية وفيها ايات مدنية ويقول سيأتي الكلام يعني سيأتي الدليل عليها في اسباب النزول او نحوها ونحن نقول القاعدة ان السورة تأخذ حكما واحدا الا بدليل فاذا قيل هذه السورة مكية فالاصل انها مكية ولا نقول ان فيها مدني او اية كذا منها مدنية الا بدليل فاذا قام الدليل الحمد لله والاصل السورة اخذ حكما واحدا ترتيبها في النزول يقول العلماء هي الثانية والسبعون من سور القرآن نزولا ترتيبها الثانية والسبعون نزلت بعد سورة الانبياء وقبل سورة السجدة وعدد اياتها مئة وثمان وعشرون اية بلا خلاف مئة وثمان وعشرون بغير خلاف بين العادين قال جل وعلا اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون اتى امر الله قيل اتى امر الساعة فلا تستعجلوه وقيل اتى اتت عقوبتها امر الله اي عذابه وعقوبته لمن كفر به فلا تستعجلوا العذاب تقومته وقيل اتى امر الله اي فرائضه وحدوده والاظهر والله اعلم القول الاخر لان القول الاول والثالث الثاني بمعنى واحد يعني اتت الساعة التي فيها عذاب الله وعقوبته كفار لان كل ما هو ات قريب. اتى امر الله فلا تستعينوه. الاستعجال طلب حصول الشيء قبل حينه هو بيقول ائتنا بما تعدون ان كنت من الصادقين لا تستعجلوا العذاب فكل ما هو ات قريب. فلا تستأجروه سبحانه وتعالى عما يشركون. سبحانه اي تنزه لان التسبيح هو التنزيه والتبرئة بالله عن كل نقص مع التعظيم له وتعالى قال الطبري تفاعل من العلو والارتفاع وقال في تفسيرها اجمالا تنزه تعالى اي تنزه وعلا فارتفع عن الذي يصفه به هؤلاء الجهلة تنزه وعلا فارتفع عما يصفه به من يزعمون ان له شركاء سبحانه وتعالى عما يشركون عما يشركونه معه من الانداد والاصنام والاوثان ثم قال جل وعلا ينزل الملائكة بالروح من امره ينزل الله جل وعلا الملائكة بالروح والروح والوحي وسمي الوحي روحا لانه تحيا به القلوب ويحيى به الايمان هو مثل الروح التي تكون في البدن اذا دخلت في البدن حي الانسان فاذا امن بالوحي واتبعه حيا الحياة الطيبة ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده وهم الانبياء. يختص برحمته من يشاء ولا ينزل وحيه على كل احد وانما على المصطفين الاخيار على الانبياء قال جل وعلا ان انذروا هذا تفسير لهذا الوحي الذي انزله الله انزله ان انذروا ان تفسيرية هنا ان انذر انه لا اله الا انا انديرو علموهم وامروهم انه لا اله الا الله لا معبود حق الا هو جل وعلا لا اله الا انا فاتقون. اي فاتقوني واجعلوا بينكم وبين عذاب وقاية. بفعل اوامر واجتناب نواهيه ثم قال جل وعلا خلق السماوات والارض بالحق تعالى عما يشركون كما مرت مع الاية فالله خلق السماوات والارض بالحق بالعدل منفردا بخلقها لم لم يشركه احد بل وخلقها على غير مثال سابق وفطرها تعالى عما يشركون ترفع وعلى عن الشركاء والانداد التي جعلوها له سبحانه ثم قال جل وعلا خلق الانسان من نطفة فاذا هو خصيم مبين خلق الله ابن ادم من نطفة من ماء مهين فاذا هو خصيم مبين يخاصم ربه بالكفر والشرك خصومة بينة ويقول اجعل الالهة اله واحد؟ ان هذا لشيء عجيب يخاصمون هذه الهتنا خلقك الله من نطفة قذرة لم تكن شيئا واوجدك وفطرك على التوحيد وارسل لك رسول يدعوك اليه وانزل عليك كتابا يبين لك ذلك ومع ذلك تخاصم ربك وتجعل له ونظراء هذا غاية السفه والجحود والظلم قال جل وعلا فاذا هو خصم مبين يعني يخاصم بالباطل ويزعم ان هناك شركاء لله جل وعلا قال والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ها هي اية المنافع الانعام خلقها لكم خلق الله الانعام لنا يا اخوان ثم بين منافعه التي فيها. قال لكم فيها دفء قال بعض المفسرين الدفئ هو اللباس جعلكم فيها لباس يعني تأخذهم من وبرها وشعرها وقال قتادة ما يستدفئ به من الاصواف والاوبار وما اشبه ذلك هو معنى اللباس جعلكم فيها الدفء دفء يعني ما يستدفئ به من اللباس الذي يؤخذ من الوبر او الشعر وبرء الابل او شعر الغنم وما شابهها خلقها لكم فيها دفء ومنافع قال مجاهد منافع اخرى كالركوب وشرب اللبن واكل اللحم فسح الله لنا في بهيمة الانعام منافع ولهذا قال ومنها تأكله فنستدفئ هذه الملابس التي نلبسها او نستدفئ بها وقت الشتاء هي من هذه الانعام ايضا لنا فيها منافع غير هذا ننتفع بجلودها بالبانها بركوبها منافع كثيرة وايضا نأكل لحمها ونطعمه يا من كرمنا الله عز وجل واوجد هذه النعم لنا لنستعين بها على طاعته وتوحيده وعبادته وحده لا شريك له قال ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون. ايضا لكم في بهيمة الانعام جمال حين تريحون قال الطبري تريحون اي تردونها بالعشي من مسارحها الى مراحها ومنازلها التي تأويني اذا لكم فيها جمال حين تريحون الرواح اخر النهار فلكم فيها جمال حينما تروح الابل تأتي الى صاحبها والى بيته فيها جمال والعرب كانت تعجبها الابل ولهذا كانت مضرب المثل خير يقول النبي صلى الله عليه وسلم خير لك من حمر النعم ففوق هذه المنافع ايضا لكم فيها جمال تركبونها كانوا الناس يعتنون بدوابهم عناية فائقة ولا يزال بعظ المتخصصين الان اللي يسمونها المزاين يحرصون على قيمتها وعلى تمثيل الجمال صاحب الشأن يتبين له الذي يعيش معها لكن احنا الان ما نعيش الا مع السيارات لكن اصحابها كانوا يعيشون معه يذهبون عليها فلهم فيها جمال ومنظر بهي قال لكم فيها ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون حين تريحون الرواح هو الرجوع لاخر النهار وتسرحون تسرحوا في اول النهار. اي تذهب الى المراعي فحينما تذهب وتأتي فيها جمال والناس اذا رأوها يقول ما شاء الله هذي ابل فلان قال وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغين الا بشق الانفس تحمل ايضا اثقالكم والاثقال جمع ثقل وهو ما يثقل على الانسان حمله اي نعم قابلوا الناس كانوا يسافرون على اقدامهم او على ما يستطيع يحمل ولو قارورة صحة طويلة يتعب منها يبادر بين يديه رزقنا الله بهذه الابل ظع عليها والان ويخلق ما لا تعلمون الان السيارات اعظم اكثر حملا وان كانت البهيمة الانعام اكثر نفعا السيارة اذا انتهى البنزين انطفأت بنسى بكفر انتهت ما شاء الله الابل تسير وتأكل وتشرب وتمشي قال جل وعلا وتحملوا اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس شكرا يعني مشقة الانفس وغاية جهدها ما تبلغ الحمد لله الان يسر الله الامور. لكن انت الان لو تتعطل سيارتك او تمشي لو تمشي كيلو او كيلوين كم تجد من المشقة لم تكونوا بالغين الا في شق الانفس بالجهد والمشقة العظيمة فاتاكم الله بهذه النعم والان النعمة اعظم قال جل وعلا ان ربكم لرؤوف رحيم رؤوف شديد الرأفة والرحمة بكم وهو رحيم بكم ومن رحمته ان هيأ لكم هذه الانعام وجعل لكم في هذه المنافع ثم قال جل وعلا والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ايضا جعل لكم الخيل هذا صنف اخر كما يقول ابن كثير مما خلق الله تعالى لعباده يمتن به عليهم الخيل والخيل المعروفة والبغال والبغال جمع بغل قال وهو الحيوان الذي يتولد بين الحمار والفرس احد ابويه حمار والاخر فرس لان الحمار ينزع على الفرس وقد ينزل حصان على الاتان فالذي يولد من هذا يقال له بغل والحمير كذلك لتركبوها ولكن الخيل يجوز اكلها ايضا للحديث صحيح حديث اسماء نحرنا فرسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فاكلناها كل شيء يقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكره فهو اقرار منه لذلك الامر واما البغال والحمير لا لكن لتركبوها يركبون عليه ويقضون عليها منافعهم. وزينة ويخلق ما لا تعلمون. قال قتادة وجعلها زينة لكم وقال الطبري جعلها زينة تتزينون بها مع المنافع الخيل زينة وقديما نحن لا نستخدم هذه الانعام لكن هذه الدواب والا كان اهلها تكون زينة عندهم ويفرقون في قيمتها وسعرها وثمنها قال ويخلق ما لا تعلمون. هذا اشارة الى كل ما يخلق الى يوم القيامة من الصناعات يقول السيارة ما ذكرت في القرآن الطيارة ما ذكرت ويخلق ما لا تعلموه. وقوله للمخاطبين فنحن علمنا الان اشياء وسيخلق الله اشياء ما نعلمها بانه خلاق وكل هذه خلقها لمنافع العباد جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ويشاء لهداكم اجمعين قال الطبري وعلن وعلى الله ايها الناس بيان طريق الحق لكم والسبيل هي الطريق والقصد من الطريق هو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه اذا على الله قصد السبيل على الله بيان السبيل القاصد المستقيم الذي لا يوجد فيه وهو الحق فعلى الله بيان الحق. انزل القرآن وارسل النبي صلى الله عليه وسلم فعليه البيان ولهذا قال وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا قال وعلى الله قصد السبيل ومنها اي ومن السبل جائر. لكن هذا ليس على ليس على الله هذا وعلى رأس كل طريق الطرق المعوجة شيطان يدعو اليه جائرة مائلة على الحق ولو شاء ولو شاء لهداكم اجمعين لو شاء لهذا الخلق كلهم فامنوا بالله جل وعلا نسأل هنا سؤال قبل ما يؤذن المؤذن ما معنى قوله جل وعلا خلق الانسان من نطفة فاذا هو خصيم مبين يريد احد يجيب جواب مختصر لما سبق ان اجاب ما سبق الا جبت بعد هذا نعم يعني احسنت يعني من ماء مهين هذا من ماء مهين من نطفة ثم بعد ذلك صار يخاصم الله ويجعل له اندادا جزاك الله خير تفضلي