بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد لا يزال آآ الحديث مع سورة النعم حيث يعدد الله جل وعلا شيئا من نعمه التي انعم بها على خلقه ومنها ما انتهينا اليه هو قوله جل وعلا هو الذي انزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون وقد مر معنا تفسير هذه الاية اكثر من مرة وهو ان الله جل وعلا انزل من السماء اي من السحاب. وسماه سماء لانه في جهة العلو ما ان لكم لكم منه شراب فهذا الماء نشرب منه ونروي عطشنا وايظا ينبت لنا ومنه ما يكون نباتا او ينبت به شجرا فيه تسيمون اي ترعون انعامكم تسيمون يعني ترعون دوابكم فيه ومنه السائمة تسوم اكثر الحول يعني ترعى على قدميها ولا تعلف. ثم قال جل وعلا ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والاعناب. ينبت لنا جل بهذا الماء الزرع بشتى انواعه وكذلك ينبت لنا به الزيتون وينبت بهن النخيل وينبت به الأعناب بل ومن كل الثمرات. ان في ذلك لاية علامة ودلالة واضحة على قدرة الله جل وعلا وعن وعلى انه المستحق ان يعبد. لكن انما يعي هذه الايات ويعقلها ويتدبر فيها هم القوم الذين يتفكرون والتفكر هو اعمال الفكر واعمال العقل وهو التدبر حينما يتأمل الانسان في هذه الاشياء يعلم ان من فعل بنا ذلك انه هو الذي يجب ان يستحق وانه هو الذي يجب ان يعبد وهو الذي يستحق ان يشكر على هذه النعم ثم قال جل وعلا وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر. مرت معنا ايضا هذه الايات وقلنا ان معنى سخرها يعني سيرها وهيأها وذللها لعباده في مصلحتهم فسخر الليل والنهار بما فيهما من المنافع لعباده وسخر الشمس والقمر ايضا بما فيهما من المنافع يأتي هذا ويذهب هذا وايضا النجوم كذلك سخر النجوم وان كان النجوم على قراءة اه الجمهور او على قراءة ابن عامر وغيره مرفوعة لان عندنا اكثر من قراءة. القراءة الاولى سخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر هذه الاربعة كلها منصوبة والنجوم مسخرات على انه كلام مستأنف وقرأ حفص بنصب الاسمين الاولين والشمس والقمر؟ نعم هذه هي قراءة حصى التي ذكرنا وقرأ ابن عامر برفع الاسماء الاربعة قال هو الذي قال سخر لكم الليل والنهار والشمس قال سخر لكم الليل هذه قراءة حفص لا قراءة ابن عامر جعل الشمس مبتدأ سخر لكم الليل والنهار ثم قال والشمس امروا والنجوم مسخرة بالرفع. وهناك من قرأ القراءة السابقة كلها بالنصف الا والنجوم بالرفع لهم من نصب الاسمين الاولين على كل حال لها اكثر من قراءة. والحاصل ان الله جل وعلا سخر لنا هذه النعم وهذه ايات وكذلك النجوم مسخرات ايوه بمعنى سخر النجوم لكن النجوم مبتدأ ومسخرات خبرها وهذه النجوم هي كواكب سخرها مصالح للعباد علامات وبالنجم هم يهتدون زينة للسماء هجوما للشياطين من المنافع التي سخرها الله لها وجعلها فيها ثم قال جل وعلا مسخرات بامره جل وعلا وفق امره وتدبيره لا تحيد عنه قيد انملة. وهذا يدل على عظمته جل وعلا وعلى انه هو المستحق ان يعبد. قال ان في ذلك لايات لقوم يعقلون في ذلك ايات عبر لكن لقوم يعقلون عن الله مراده. ويعملون عقولهم بالتفهم والتدبر والتبصر في هذه الايات قال وما ذرأ لكم في الارض مختلفا الوانه كذلك سخر لنا ما ذرع اي ما خلق سخر لنا ما خلق في الارض وخلقه مختلفا مختلفة الوانه هذا ايضا مسخر لنا ومذلل لنا ومهيأ لنا. فهي من نعم الله علينا ولهذا صدقة قتادة لما قال هذه سورة النعم وما زرع لكم من الانعام قال بعض المفسرين قال قتادة اذا رأى يقول وما خلق لكم مختلفا مختلف الوانه من من الدواب ومن الشجر والثمار نعم من الله متظاهرة اشكروها لله فكل ما ذرأه خلقه في الارض نعم من الله علينا. قال جل وعلا ان في ذلك وايظا مختلفة الوان هذه المخلوقات وانواعها قال جل وعلا ان في ذلك لاية لقوم يذكرون. يذكرون ان يتذكرون ويتعظون وكل هذه حق يعقلون يتفكرون يتذكرون لان هذه امور متلازمة التفكر والتدبر والاتعاظ بعد ذلك. فاحيانا يعبر بالنتيجة واحيانا يعبر بمسبباتها او ما يؤدي اليها. ثم قال جل وعلا وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا. سخر لنا البحر وهيأه وذلله لنا نستخرج منه لحما طائره السمك وانواع الاسماك والحوت وجعله لحما طريا قال الشوكاني وغيره وصفه بالطراوة للاشعال بلطافته قال وفيه الاشارة الى المسارعة باكله لكونه مما يفسد بسرعة لانه قال طريا وعلى كل حال الطي المراد به الطراوة ظد اليبوسة قال هذا شيء يابس وهذا شيء طري و يمتن الله علينا انه جعله لحما طريا من هذا البحر الخضم هذا من تسخير الله لنا ومن اياته العظيمة ومن نعمه علينا التي تستحق منا ان نشكره عليها واعظم ما يشكر به الله التوحيد وافراده بالعبادة جل وعلا وعدم الشرك به ثم قال جل وعلا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها تستخرجون من البحر حلية مثل اللؤلؤ والمرجان حلية يتحلى بها النساء وقد تكون يتحلى بها الرجال في غير لبسها فيما اذن لهم فيه وترى الفلك مواخر فيه. الفلك هي السفن وتراها مواخر والمخرو هو الشق بواخر يعني تشق البحر وتعبره وقال بعض المفسرين مواخر اي مواقر موقرة محملة بالامتعة الكثيرة وهذا قاله الحسن وكل مواخر يعني مقبلة ومدبرة والصواب ان المواخر المخر هو الشق فيقال السفينة تمخر الماء يعني تشقه ذاهبة وراجعة وكذلك موقرة ومحملة بانواع الامتعة وما يحتاج اليه الناس وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله اين سخره لكم لاجل ان تبتغوا من فضله؟ قالوا والمراد به التجارة تركب البحر لاجل التجارة ولاجل طلب الرزق هذا كله من تسخير الله عز وجل البحر وما اودع فيه من المنافع. قال لعلكم ولعلكم تشكرون. لعلكم تشكرون الله. لما تتدبرون ينظرون الى هذه النعم فهل ذلك يحملكم على شكر الله جل وعلا لان هذا هو الواجب من انعم عليك بهذه النعم الواجب ان تشكره عليها دون من سواه ثم قال والقى في الارض رواسي ان تميد بكم الرواسي هي الجبال سماها رواسي لانها ترسي الارض وتثبتها رواسي ان تميد بكم اي جبالا ثوابت لكي لا تميد الارض بكم لكي لا تميد بكم والميد قالوا هو الحركة والاضطراب كي لا تتحرك الارض وتضطرب بكم فتهلكون ولهذا اذا جاء زلزال جزء من من الدقيقة ثواني فتضطرب الارض كم يحصل فيها من الفساد؟ الشيء العظيم فمن رحمة الله انه ثبت الارظ وجعل لها رواسي الا تميد ولا تتحرك ولا تضطرب بسكانها وانهارا وسبولا وجعل ايضا في الارض انهارا تنتفعون بها جعل في الارض انهارا تشربون من مائها وتسقون وتزرعون وكذلك جعل فيها سبلا طرقا تسلكونها ومعالم تدل عليها لعلكم تهتدون بها يعني السبل ولو شاء لجعل الارض كلها شكلا واحدا ما احد يستطيع يدري اين يذهب لكن جعل لها سبل وطرقات واضحة يعبرها الناس ويمشون معها وقديما كان هذا معروف الى الان الان الان الان الان الطرقات الاسفلتات هذه السبل لان قديما كان الناس كلهم يسلكون طريقا واحدا تجد اهل اه تجد الناس في الحج طريقهم معروف طريق واحد يسلكونه جميعا فتجد انه ميسر عن غيره من الطرق فالله هو الذي جعل لنا هذه السبل وهذه الطرق حتى نسلكها ونهتدي وجعل فيها ايضا علامات من جبال ونحوها نعرف بها الطريق ونهتدي الطريق. ويجوز ان يكون لعلكم تهتدون. لعل تعداد هذه النعم اذا تأملتم فيها يهديكم الى ربكم ويهديكم الى الايمان به وشكره وعدم الكفر به. وعلامات وبالنجم هم يهتدون اي جعل علامات يهتدى بها وابن عباس يقول هي معالم الطريق جعل لكم سبلا وجعل لكم علامات. قال هي علامات معالم الطريق من نهار اي جعل للطريق علامات يقول لتهتدوا بها نعم ولهذا بعض الاراضي التي تشبه بعضها بعضا كثيرا ما يضيع الانسان يضيع عن بيته لكن ما من الارظ تسير فيه الا وفيها علامات. اذا تأملت تقول لا انا مررت بجوار هذا الجبل. انا مررت بجوار هذا هذا الشجر. فانا مررت بهذا الوادي علامات يعرف الناس بها سيرهم واتجاههم ويهتدون بها فهو جل وعلا الذي جعل لنا هذه العلامات فظلا منه ومنة. قال جل وعلا وبالنجم هم يهتدون يهتدون بالنجم اذا ساروا بالليل يهتدون به الطريق ويعرفون انهم يسيرون شمالا او جنوبا او الى جهة اباءه الى الجهة التي يريدون فيؤتى من خلال معرفة النجوم وعلم النجوم علم كبير وكثير من الناس وخاصة الذين يعني يسكنون بالبادية بل حتى غير الذين يسكنوا في البادية قبل هذه النعم الان كانوا يعرفون النجوم ويعرف انه يسير شمالا او جنوبا او كذا يهتدون بها كما قال آآ قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث علامات يفتدى بها وزينة للسماء ورجوم للشياطين فمن ابتغى فمن ادعى بها غير ذلك فقد اساء وظلم اذا علامات يهتدى بها. قال ثم قال بعد ان ذكر هذه النعم وخلقها وتسهيلها قال افمن يخلق كمن لا يخلق والجواب لا لا يستوي الخالق القدير الذي يخلق ويفعل ما يشاء مع العاجز الظعيف الذي لا يخلق ولا يصنع شيئا فالواجب ان يعبد الذي يخلق ولا يصلح شيء من العبادة لمن لا يخلق للعاجز. ثم قال افلا تذكرون؟ هذا استفهام انكاري. تذكر اعتبروا اتعظوا الفرق واضح بين جلي. كيف تسوون الخالق بالمخلوق؟ كيف تسوونه بالذي يخلق بالعادة الذي لا يخلو واولو الاصنام والالهة والاوثان. ثم قال جل وعلا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها لو جئت تعد النعم لا يمكن ان تحصيها لكثرتها ان الله لغفور رحيم. ان الله لغفور يغفر الذنوب فتوبوا اليه يغفر لكم ذنوبكم وهو رحيم بكم ويفرح بتوبتكم ويقبلها منكم وذكرنا ليلة البارحة ان مقولة بعض الناس نعم الله لا تؤد ولا تحصى غير صحيح لكن يقال نعم الله تعد ولا تحصى تعد ولا تحصى لانك تستطيع ان تعد نعمة البصر نعمة اليد نعمة الكلام نعمة العقل نعمة الايمان لكن لا يمكن ان تحصي جميع النعم التي انعم الله بها عليك لكثرتها سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا والله يعلم ما تسرون وما تعلنون. يعلمه لا يخفى عليه شيء. ما تسرونه وتبطنونه وتجعلونه وسرا حتى لو كان حديث نفس فلقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه. ويعلم ايضا ما تعلنون وتظهرون من باب اولى ثم قال والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيء وهم يخلقون. كل من يدعى من دون الله من الاوثان والالهة والاصنام والاولياء وغير ذلك هم مخلوقون لا يستطيعون الخلق ولا يقدرون عليه ولا ذبابة ولا شيئا يسيرا بل هم مخلوقون خلقهم الله واوجدهم. فكيف يجعلون شركاء لله وتصرف لهم العبادة ثم قال عنهم عن هذه الانداد والاوثان التي تدعى من دون الله اموات غير احياء وما يشعرون ايانا يبعثون. فهذه اصنام وهذه الاوثان اموات لا حياة فيها وما يشعرون ايانا يبعثون قال بعض المفسرين هذا دليل على ان الاصنام والاوثان تبعث ايضا تبعث يوم القيامة. وما وما يسعون ما تشعر هذه الاوثان وهذه الاصنام متى تبعث ما تدري قالوا والدليل على هذا ان الله جل وعلا قال انكم وما تعبدون حصد جهنم. من دون الله حصب جهنم. والله نص على انه ما تعبدونه انتم واياه في جهنم يوم القيامة اذا تبعث وتعاد واذ قال بعض المفسرين انها انه ما من صنم الا وفيه جني كان ابي هريرة وغيره مع كل صنم جنية. فيوم القيامة تبعث هذه الاصنام وتقرن بالشياطين الذين التي كانت فيها. فيطرحون في نار جهنم والحاصل انه كيف تجعل هذه الهة مع الله؟ وكيف تدعى مع الله وهي لا تخلق ولا ذرة بل هي مخلوقة وهي ميتة غير حية سبحان الله كيف وتجعل الهة ولا تشعر ولا تدري متى تبعث. ويحتمل ان قوله جل وعلا وما يشعرون ان يبعثون انه انتقل في الكلام الى الاصنام فقال وما يشعرون ايانا يبعثون قال ولهذا قال الطبري وقيل يعني ذكر القول الاول ان الاصنام تبعث ثم قال وقيل انما عنا بذلك الكفار فانهم لا يدرون متى يبعثون ثم قال جل وعلا الهكم اله واحد. الهكم مستحق للعبادة اله واحد. قل هو الله احد هو الله لا اله الا هو وحده لا شريك له هو المستحق ان يعبد فالذين لا يؤمنون بالاخرة قلوبهم منكرة منكرة لذلك. ويقول اجعل الالهة اله واحد ويجعلون معه الهة اخرى وهم مستكبرون مع انكارهم لوحدانيته وافراده بالعبادة اضافوا الى ذلك الكبر والتعاظم والترفع ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه. لان كل كافر متكبر مستكبر ما خضع وذل لله وتواضع بل تكبر وتجبر قال جل وعلا لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون. لا جرم بمعنى حقا او صدقا لا جرم اي نقول قل حقا ان الله يعلم ما يسرنا وما يعلنون. او نقول صدقا ان الله جل وعلا يعلم ما يسرون وما يعلنون ما يظهرونه وما يخفونه. انه لا يحب المستكبرين لا يحب المستكبرين الذين يترفعون عن قبول الحق يردون الحق ويتكبرون على الخلق لان الكبر والاستكبار كلاهما مذموم لكن الاستكبار طلب الكبر واما الكبر فهو الاتصال بالكبر ويكون حقا في حق الله جل وعلا لانه هو المستحق له واما غيره فلا يجوز ان يتكبر بل المتكبرون يحشرون يوم القيامة على امثال الذر غطائهم الناس باقدامهم جزاءوا وفاقا. لما تكبروا على الناس في الدنيا اذلهم الله في الاخرة امثال الذر يطأهم الناس باقدامهم والكبر خلق ذميم وكبيرة من كبائر الذنوب فالله هو المتكبر وهو المستحق للكبر لانه الكامل من كل وجه جل وعلا قال جل وعلا واذا قيل لهم ماذا انزل ربكم؟ قالوا اساطير الاولين. اذا قيل لكفار قريش لهؤلاء الكفرة ماذا انزل ربكم على نبيه صلى الله عليه وسلم فقالوا اساطير الاولين واساطير جمع اسطورة والمراد اخبار وقصص اخبار الاولين وقصصهم واحاديثهم فهذه هي اخبار الاولين اكتتبها او اخذها عن غيره تكذيبا منه للقرآن قال جل وعلا ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ليحملوا بهذا القول وبرد القرآن وبوصفه بانه اساطير وعدم الايمان بهذا القول يفعلونه ليحملوا اوزارهم كاملة اي ذنوبهم واثامهم لا ينقص منها شيء لكن لو تابوا الى الله ورجعوا وقالوا القرآن كلام الله وعملوا بما فيه اسقط الله عنهم ذنوبهم واوزارهم فلا يحملونها. ويريدون الاخرة وقد تاب الله عليهم منها قال ومن ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم. ايضا ويحملون اوزار الذين يظلونهم بغير علم المحتمل انه راجع على المضلين. ويحتمل انه راجع راجع على المضلين وكلاهما حق. فهؤلاء يظلون الناس بغير علم ما عندهم علم فيما يقولون كله من افتراء الشيطان وافترائهم وعقولهم. ما عندهم علم من الشرع ان الله امر بعبادة هذه. او قال ان القرآن اساطير الاولين وكذلك اتباعهم لا علم عندهم لان غالب الاتباع يثقون برؤوسهم ويتبعونهم على ما قالوا قال جل وعلا الا ساء ما يزرون قال الطبري الا ساء الاثم الذي يأثمون والثقل الذي يتحملون وقال القرطبي اي بئس الوزر الذي يحملونه لان ساء من افعال الذنب قبحا الاثم الذي والوزر الذي يزيرونه لان الاوزار هي الذنوب يا اخوان. الاوزار هي الذنوب ثم قال جل وعلا قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد هذا من من القصص عن الامم الماضية ليتعظ كفار قريش وغيرهم ونتعظ نحن ويتعظ كل كافر بسنن الله في خلقه. فقال هذا المكر الذي يحصل من كفار قريش او يحصل من الكفار في كل وقت واوان. قد مكر الذين من قبلهم من الامم السابقة قوم نوح قوم هود وقوم صالح قوم شعيب وغيرهم. قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون قال الطبعي اورد قولين فقال القول الاول قد مكر الذين من قبلهم وكفروا ومكروا بالرسل واعرضوا عن الحق فاتى الله بنيانهم من القواعد قالوا القواعد جمع قاعدة وهي بس فاتى الله بنيانهم من القواعد اي هجم عليهم بيوتهم اتاها فهدمت من الاسفل. فخر عليهم سقف بيوتهم ولعل من هذا قوم لوط جعل عاليها سبيلها فقال الاصل ان اللفظ على ظاهره اتى بنيانهم من القواعد يعني من اصول البيت من اساس البيت. بيوتهم اما بمطر اما بشيء عذبهم الله فيه. فلما سقط الاساس خرت عليهم سقف بيوتهم. قال بالاصل ابقاء اللفظ على ظاهره وقال كثير من المفسرين فاتى الله بنيانهم من القائد المراد اتى الله عملهم بنيانهم اي عملهم فالذي كانوا يعملونه فابطله من اصله لماذا؟ لانه شرك وكفر لانهم مشركون. وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. لان اشركت ليحبطن عملك فخر عليهم السقف يعني فبطلت اعمالهم كلها وتلاشت فلم يبقى لهم عمل ينفعهم بل احبط الله عملهم فهما قولان مشهوران والطبري له عبارة يقول يقول واولى القولين لما ذكر القولين السابقين الذي ذكرت بتأويل الاية واولى القولين بتأويل اية قول من قال معنى ذلك تساقطت اليهم سقوف بيوتهم اذ اتى اصولها وقواعدها امر الله فاتفكت بهم سقطت فاتفكت بهم منازلهم لان ذلك هو المعروف. من قواعد البنيان وخر السقف اذا قال خر يعني اتى القواعد من البنيان معناته الاساس وهو ذا المعروف من السقف انه السقف المعروف سقف البيوت. قال لان هذا لان ذلك هو المعروف من قواعد البنيان وخر السقف وتوجيه معاني ثم هو هذي فائدة يا اخوان. قال وتوجيه معاني كلام الله في الاشهر الاعرف منها اولى من توجيهه الى غير ذلك كما وجد اليه سبيل هذي قاعدة من قواعد التفسير. دائما يكررها ابن جرير الطبري يقول صرف الكلام الى الاشهر من معانيه اولى من صرفه الى غيره الا بدليل في تيجي انسان يريد يتكلم عن كلمة لها معنى مشهور هو الاشهر ولها معنى اخر يقول ما تصرفها عن الاشهر الى غيره الا اذا عندك دليل على ذلك يقول ما عندنا دليل هون والله قال والمؤتفكات والمؤتفكة اهوى في الائتباك هو اسقاط البيوت على اهلها تسقط بهم يخر يأتي سطوها من اسفل ما يسقط الاساس فيسقط السقف والله على كل شيء قدير قال جل وعلا وقد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون اتاهم ونزل بهم العذاب من حيث لا يشعرون. والشعور يا اخوان هو عدم الاحساس بحيث انه ما يحس ان هذا عذاب لانهم بقوا على هذه الاعمال فما كانوا يحسون بان اعمالهم هذه هي التي تكون سبب العذاب والا لو حسوا لاورثهم خوفا واطلاعا لكن يتبلد احساسه فيظنون ما ما هم عليه صوابا ونجاة فلا يتزحزحون فيكون سببا في هلاكهم قال جل وعلا ثم يوم القيامة يخزيهم يوم القيامة اذا قامت الساعة يخزي الله هؤلاء الكفار ويذلهم ويقول واين شركاء الذين كنتم فيهم اين شركائي حسب زعمكم الالهة والاصنام والاوثان التي تقول انها الهة وتجعلون هذه شركاء تشاقون لديهم يعني تفعلون فعل المشاق لله وهو انهم يجعلونها الهة مثل الله قال الطبري اصله من شققت فلانا فهو يشاقني. وذلك اذا فعل كل واحد منهما بصاحبه ما اشق عليه يعني هؤلاء فعلوا فعل من يشق الله لكن هل شاقوا الله هيشق على الله؟ لا مثل الكيد مخادع يخادعون الله والذين امنوا. فهم فعلوا فعل المخادعة. لكن هل حصلت وما يسمعون الا انفسهم فهم ينشأون ويفعلون فعل المشاق لله بحيث انهم يجعلونها الهة معبودة مع الله فانه ينازعون الله في ذلك قال جل وعلا قال الذين اوتوا العلم ان فيزي اليوم او السوء على الكافرين من هم الذين اوتوا العلم؟ قيل هم المؤمنون وقيل هم الملائكة وقيل هم الانبياء وقيل هم العلماء الربانيون ولم اجد دليلا يدل على تخصيص واحد منها دون غيره الذي يظهر ان الذين اوتوا العلم المؤمنون الملائكة يقولون هذا والانبياء يقولون هذا والمؤمنون يقولون هذا والعلما يقولون هذا لان عندهم علم من الله فيما جاءت به الرسل ان الخزي والعذاب والنكال على الكافرين في الاخرة. وان النجاة من المؤمنين لان فعلهم هذا جعلهم شركاء مع الله يشاقون في ذلك. وهي عبادتهم للاوثان والاصنام هذا كفر بالله جل وعلا ولهذا يلحقهم الذل يوم القيامة والسوء قال والسوء هو العذاب سمي سوءا لسوءه لشدته فلهم الذل والخزي ولهم سوء العذاب كلها على الكافرين جزاء وفاقا على اعمالهم التي عملوها. ثم قال جل وعلا الذين تتوفاهم الملائكة يعني هؤلاء الذين اتخذوا مع الله الهة اخرى ويدعون مع الله غيره ويشاقون الله في عبادة الاصنام الى غير ذلك من اوصافهم التي مرت هم الذين تتوفاهم الملائكة غانمي انفسهم ظلموا انفسهم حيث وضعوها موضع الكفر بدل الايمان وضعوها موضع الكفر بدل الايمان وهذا اعظم الظلم وهو الكفر. ان الشرك لظلم عظيم. وقد ظلموا انفسهم لكن يوم القيامة او حينما تتوفاهم الملائكة ويأتون اليهم فالقوا السلم معنى فالقوا السلام قال الطبري فاستسلموا لامره وانقادوا له حين عاينوا الموت نزل بهم. هؤلاء المشاقين لله الكفار اذا نزل بهم رائد الموت اسلموا اي استسلموا وانقادوا لله والا بل انقادوا للملائكة لا يستطيعون ان يمانعوا وقال ابن كثير اي اظهروا السمع والطاعة والانقياد قائلين ما كنا نعمل من سوء ما كنا نعمل من سوء. هذا جحود منهم. قال ابن كثير وهو كقوله كما يقولون يوم المعاد والله ربنا ما كنا مشركين واليوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم يعني قولهم ما كنا نعمل من سوء هذا جحود منهم يكذبون ويجحدون يظنون ان ذلك ينفعهم عند الله ما كنا نعمل من سوء ابدا يعني مؤمنون قال جل وعلا بلى بلى كنتم تعملون السوء. واعظم السوء الشرك وعبادة الاصنام. وجعله شريكا مع الله ولهذا قال قال ان الله عليم بما كنتم تعملون. بلى كنتم تعملون السوء. والله جل وعلا عليم قد احاط علمه بكم ويعرف ما تعملون من الاعمال ولا يخفى عليه شيء من ذلك ولهذا جاء في الاية الاخرى ان الله يختم على افواههم وتتكلم الجوارح بما كانوا يعملون. تجحد الالسن لكن تخرس اتنطق الجوارح بالتي بما كانوا يعملون قال جل وعلا فادخلوا ابواب جهنم هل ها هنا والله اعلم انها للترتيب. التعقيب فعندما يحاسبهم ويعتذرون بهذه الاعذار ويخرسهم يدخلهم النار يعني بعد الجزاء قال فادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فلا بأس مثوى المتكبرين. فادخلوا ابواب جهنم ولها سبعة واب لكل باب منهم جزء مقسوم. والحال انكم خالدين في النار خلودا ابديا. لا يقضى عليكم فتموتوا ها انتم منها بمخرجين فلا بأس مثوى المتكبرين. قبح مثواهم الذي يثون فيه ومآلهم الذي يسيرون اليه وهو النار وبئس المصير ولكن كل ذلك وذكر وصفا هو الذي اوردهم الى هذه المالك وهو التكبر المتكبرين الذي تكبروا عن عبادة الله جل وعلا واستكبروا وقالوا لا نترك الهتنا فعبدوا غير الله معه. ثم قال جل وعلا وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم؟ قالوا خيرا للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الاخرة خير ولنعم دار المتقين انظروا وجه المقارنة بين الفريقين قال ابن كثير هذا خبر عن السعداء. بخلاف ما اخبر به عن الاشقياء فان اولئك قيل لهم ماذا انزل ربكم فقالوا معرضين عن الجواب لم ينزل شيئا انما هذا اساطير الاولين وهؤلاء لما قيل لهم ماذا انزل ربهم؟ قالوا خيرا اي انزل خيرا رحمة وبركة وحصنا لمن اتبعه وامن به اذا قيل للذين اتقوا اي المؤمنين كل كل مؤمن متق لانه جعل بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب بنواهيه بالايمان والتوحيد وعدم الشرك ماذا انزل ربكم؟ قالوا انزل خيرا خيرا ورحمة وحسنا لمن امن به ثم قالوا للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة هذا كأنه كلام مستأنف فالله انزل خيرا فمن احسن واتبع هذا الخير وعمل بما فيه فله في هذه الدنيا حسنة كرامة ويعيش مطمئن الا بذكر الله تطمئن القلوب منهن وحياة طيبة يحيى حياة الايمان كما قال ابن تيمية تلميذه ابن القيم في الدنيا جنة من لا يدخلها لا يدخل جنة الاخرة. جنة الايمان والطمأنينة والراحة هل المحسنين حسنة في الدنيا ولا دار الاخرة خير دار الاخرة وهي الجنة خير لهم والنعيم هي اعظم من هذا النعيم الذي هنا. واعظم من هذه الحسنة التي حصلوا عليها في الدنيا. ولنعم دار المتقين نعمة من صلات المدح نعم الدار دار المتقين اي نعم الجنة. انها نعم الدار. ففيها من النعيم والحبور والسرور ما لا يعلمه الا الله فنعما بها ثم قال جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الانهار جنات عدن هذه هي دار المتقين جلات هي جنة واحدة لكن لكل واحد بداخلها جنان وجنات كثيرة وقال عدل والعدل مأخوذ من العدون عدن في المكان اذا استقر فيه ولزمه لا يخرج عنه فمعنى جنات عدن يعني جنات يقيمون فيها فلا يخرجون منها قال جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الانهار فيدخلهم الله الجنة ويقيمون فيها ابدا وايضا من نعيمهم ان الانهار تجري من تحت هذه الجنان تحت البساتين وهم على الارائك والاسرة ثم قال لهم فيها اي لهم في الجنة في جنة عدن لهم فيها اوفها في هذه الجنة ما يشاؤون ما يشاؤون من الخير والنعيم الجار في ذلك حديث ان بعضهم يشتهي الزرع فيزرع ويحصد في لحظة حتى قال بعض الصحابة هذا لعل هذا من قريش او من اهل هذا ليس من قريش هذا من من اهل المدينة او نحو من هذا. لانهم اهل الزرع وهذا الرجل الذي يتمنى الزرع هذا اكيد انه نعم انهم من المزارعين ممن يعتنون بالزراعة فلهم ما يشعرون وجاء ايضا انه يتمنى احدهم لحم الطير فيفر بين يديه مشويا في غاية النعيم لهم ما يشاؤون كذلك يجزي الله المتقين. مثل هذا الجزاء وهذا النعيم وهذه السلامة ولهم ما يشاؤون من الخير والنعيم. يجزي الله متقين الذين اتقوا الله جل وعلا بالايمان به وعدم الشرك فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته ثم قال عنهم الذين تتوفاهم الملائكة طيبين. اذا هذه مقارنة بين الفريقين فالفريق السابق تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم ويكذبون يستسلمون حين لا ينفع الاستسلام ويكذبون بانهم ما عملوا من سوء. والمؤمنون تتوفاهم الملائكة طيبين قال ابن كثير طيبين اي مخلصون من الشرك والدنس وكل سوء خلصوني من الشرك والدنس والذنوب والمعاصي طيبين طيبة اعمالهم وطيبة ارواحهم طيبين يقولون سلام عليكم اي تقول الملائكة لهم السلام عليكم يسلمون عليهم سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. ادخلوا الجنة يسلمون عليهم ويأمرونهم بدخول الجنة بما كنتم تعملون الباهون للسببية وما مصدرها وموصولة بسبب عملكم او بسبب الذي تعملون فهل هذا يتعارض مع الحديث؟ ما منكم احد يدخل الجنة بعمله؟ وهنا يقول ادخلوا الجنة بعملكم لا الحديث يبين انه لا يدخل احد الجنة بعمله ليس هناك عمل يعمله العامل يكافئ الجنة وقيمتها لكن تفظل الله على عباده فجعل اعمالهم القليلة سببا لدخول الجنة فضلا منه وكرمه جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة؟ هذا تهديد للمشركين هل ينظرون يقول ابن كثير يقول تعالى متهدد المشركين على تماديهم في الباطل واغتيال واغترارهم بالدنيا هل ينتظر هؤلاء الا الملائكة ان تأتيهم لقبض ارواحهم. قاله قتادة اذا تأتي الملائكة بقبض ارواحهم او يأتي امر ربك اي يوم القيامة يأتي امر الله تقوم الساعة ويجازون ويعذبون باعمالهم. فما ينتظر هؤلاء الا هذا او هذا والصواب انهم كل هذا ات وقد اتى عليهم نزلت بهم الملائكة فقبضت ارواحهم مفرطين ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب قال جل وعلا كذلك فعل الذين من قبلهم يعني كذلك تمادى واعرض ولم يدخل في الايمان الامم السابقة الذين من قبلهم فاخذهم الله كاخذه لهؤلاء وهو تهديد احذروا قد سبقتم بامم تمادوا واعرضوا ولم يدخلوا في الايمان فنزلت بهم الملائكة وقبظت ارواحهم والى النار وبئس المصير فاحذروا ان يكون مصيركم مصيرهم قال جل وعلا وما ظلمهم الله ما ظلمهم الله باخذه لهم وبعذابهم وبادخالهم النار وبحرمانهم الجنة ولكن كانوا انفسهم يظلمون. هم الذين ظلموا انفسهم بارتكاب الشرك والكفر والمعاصي والاعراض عن طريق الحق والنجاة قال جل وعلا فاصابهم سيئات ما عملوا اصاب هؤلاء المشركون او الامم الكافرة كلها اصابتهم افعالهم التي فعلوها اصابهم سيئات الى عقوبات عقوبات اصابتهم عقوبات ذنوبهم لانها تسوءهم يسرهم ما يصيبهم فهذه عقوبات الذنوب التي كانوا يفعلونها سيئات ما عملوا وحاق بهم اي احاط بهم احاط بهم ما كانوا به سجون. اي احاط بهم العذاب والنكال. والعقاب الذي كانوا يستهزئون به ويسخرون ويقول متى هذا فما نحن بمعذبين الى غير ذلك والاستهزائهم. فحاق بهم اي نزل بهم واحاط بهم فهم في جوف العذاب الذي كانوا يستهزئون به وينكرونه ويسخرون منه قال جل وعلا وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما ما عبدنا من دونه من شيء هذا احتجاج بالقدر لكن احتجاج فاسد وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل الا البلاغ المبين؟ يقول الله جل وعلا وقال الذين اشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء هذا يعتبرون ويحتجون بالقدر قال لو ان شاء الله ما عبدنا من دونه شيء ما عبدنا من دونه شيء يعني ما عبدنا اي صنم ولا اي الهة لو شاء الله اراد الله ولا من شيء نحن ولا اباؤنا ما ما اشركنا ولا عبدنا دونه احد لا نحن ولا اباؤنا لو شاء الله ذلك لكن الله لم يشأه قال ولا حرمنا من دونه من شيء حرموا اشياء البحيرة السائبة الوصيلة الحامي هذا محرم على الاناث دون الذكور وحرموا اشياء كثيرة اذا هم يحتجون بالقدر قال الله جل وعلا كذلك فعلى الذين من قبلهم الذي من قبله احتجوا بالقدر ولا يجوز الاحتجاج بالقدر على المعائب ابدا لان هذه مجرد دعوة لانهم بانفسهم اختاروا هذا الطريق غير ملزمين لانهم لا يدرون ماذا ختم لهم ولا يدرون ما ينتهي اليه امرهم. فهم يقدمون على الشرك باختيارهم وطوعهم ولا شك انهم لا يخرجون عن قضاء الله وقدره. لكن قضاء الله وقدره محجوب. لا ندري ماذا كتب الله لنا ولا لا ندري جميعا هل نحن من اهل الجنة او من اهل النار؟ فنباشر الاعمال مباشرة المختار بنفسه الذي يتصرف ويريد ولكن متى ما وقع منه بئر فهذا قد كتبه الله قبل ذلك لكن ما الزمه الله يستحب العمى على الهدى فلا حجة لهم في ذلك. وهذه شبهة قديمة وموجودة الى الان لان ابطالها بسيط يعني يقال الذي يحتج بالقدر يقال له رح لم بالشارع الطريق العام طريق السيارات نم فيه بالليل خويا تصدم مني السيارات يقول يا اخي لو شاء الله انك ما تموت ما انت بميت. ليش لا تأكل ارم نفسك في النار اروى نفسك في المسدس اذا ان شاء الله انك ما يصيبك ما يصيب وان شاء الله انك ما تموت لا ما يطيع تجده احرص الناس على حياة لكن في باب الايمان يحتجون بالقدر الله اكبر الله اكبر اللهم الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله. اشهد ان محمدا رسول الله. اشهد ان محمدا قال رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على السلام حي على الفلاح لا حول ولا قوة الا بالله. الله اكبر الله اكبر. لا اله الا الله لا اله الا الله. اللهم صلي على محمد وعلى اله كما صلينا اذكر ثلاثا من النعم التي عددها الله في سورة النحل ما سبق جبت هندي تفضل اجي الخيل والبهار والحمير ابوها وزير. نعم صخرة انزل من السماء ماء. نعم. تمت به الزرع والزيتون. نعم. سخر البحر نعم وهي كثيرة الحقيقة هي سورة النعم كما قال قتادة السلف عندهم عناية بالمعاني يتدبرون تتبع السورة قال والله هذي سورة النعم يلا يعدد فيها نعمه على عباده. اه والجواب صحيح. قال الله جل وعلا ولقد نعم لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء. كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل البلاغ المبين الرسول ما عليهم الا البلاغ والبيان يبلغونهم ويأمرونهم ويبين لهم طريق الحق اما كفرهم وشركهم واحتجاجهم على ذلك هذا ليس الى الرسل وانما الى الله والرسل عليها البلاغ وقد قاموا به. وقامت عليهم الحجة الرسالية. قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا الرسالة عمت كل امة من الامم. بماذا بعث الرسل؟ ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. اعبدوا الله وحدوا الله خصوه بالعبادة واجتنبوا الطاغوت الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوح او مطاع ايجتنبوا عبادة ما سوى الله فاعبدوا الله واجتنبوا عبادة ما سواه. لان كل من عبد من دون الله فهو طاغوت تجاوز به العبد حده ورضي بذلك. بعض اهل العلم يقيدها ورضي بذلك وبعض اهل العلم يخرج يقول ابدا. وقد يكون طاغوت يطلق عليه اسم طاغوت ولكن اذا لم يكن راضيا بهذا لا لا يجازيه الله عز وجل. وبعض اهل العلم قيدها. قال الطاغوت كل من عبد من دون لله ورضي بذلك فمنهم من هدى الله هذه الامم او من هذه الامم منهم من هداه الله هداية التوفيق فامن واتبع الرسل. ومنهم من حقت عليه الضلالة. اي وجبت وثبتت في حقه الضلالة لحرصه ولاصراره على الكفر ولم يؤمن ولم يتبع الرسل فسيروا في الارض سير اعتبار فسيروا في الارض وهذا لكفار قريش ولغيرهم ايضا. فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين سيروا معتبرين وانظروا في اثاري المكذبين. كيف كانت عاقبتهم؟ دمرهم الله واهلكهم. وانزل بهم بأسه. فاحذروا ان يصيبكم ما صعب اهم ثم قال جل وعلا ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين. ان تحرص يا نبينا على اية قريش فان الله لا يهدي من يضل لا يهدي من كتب عليه الضلالة وفيها قراءات لا يهدى من يضل من يضل ولا يهدي من يضل هو جل وعلا وكلاهما حق فمن اظله الله لا يهديه احد من بعده ومن يظله الله لا يهديه ولا يهديه احد لانه يظل من يشاء ويفعل ما يظل من يشاء ويهدي من يشاء لكن جعل لذلك اسبابا واعمالا فالذين احتفظوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. والكافرون فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين. ليس لهم احد يتولى نصرتهم يوم القيامة والدفاع عنهم من اضلهم فكانوا من اهل الكفر والشرك ثم قال واقسم بالله جهد ايمانهم اي حلف هؤلاء المشركون اشد اليمين اشد الحرف فان جهد اليمين هي اشد الحلف. فحلفوا واقسموا لا يبعث الله من يموت انكروا البعث وحلفوا على ذلك اشد اليمين واقواها واوثقها ان الله لا يبعث من يموت فقال جل وعلا بلى يبعثه وعدا عليه حقا بلى يبعثه وقد وعد الله بذلك وهذا وعد حق على الله. والله لا يخلف الميعاد ولكن اكثر الناس لا يعلمون اكثر الناس لا يعلمون الحق ولا يتبعونه اعراضا منهم والا قد جاتهم الاية والنذر لكن عرظوا اعرظوا عن العلم وعن الانتباع قال جل وعلا ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كاذبون انهم كانوا كاذبين اي ليبين الله جل وعلا يعني البعث بلى يبعثه وعدا عليه حق فيبعث الناس فيبعثهم لهم ليبين للناس الذي يختلفون فيه من كل شيء ما خالف به المؤمنون الكافرون المؤمنين وما خالفوا به الرسل وليعلم الذين كفروا انهم كاذبين وليتبين ويعرف ويعلم الكفار انهم كانوا كاذبين في حلفهم ان الله لا من يموت قال جل وعلا انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون يخبر عن قدرته فاذا اراد شيئا انما يقول له كن فيكن بكمال قدرته جل وعلا ومن العبارات الخاطئة عند الناس ان بعضهم يقول امر الله بين الكاف والنون هذا خطأ امر الله بعد الكاف والنون وليس بينهما كن فيكون قال جل وعلا والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولاجر الاخرة اكبر ولو كانوا يعلمون والذين هاجروا في الله والهجرة هي الخروج من بلد الشرك الى بلد الاسلام فرارا في الدين. من هجرة الى الله ورسوله. والذين هاجروا في ومن اجله وفي سبيله من بعد ما ظلموا ظلموا واخرجوا من ديارهم بغير خطأ منهم الا انهم يقولون لا اله الا الله لنبوئنهم قلنا مرة معنى التبوية هي الاسكان والانزال اي لنسكننهم ولننزلنهم ولنعطينهم في الدنيا حسنة قال بعض المفسرين هي المدينة نبوي انه يسكننهم المدينة في الدنيا ولاجر الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون ولهم في الاخرة اجر اعظم واكبر وهو دخول الجنة وما فيها من النعيم وقال بعض المفسرين بل هذه عامة ليس خاصة المدينة المراد كما قال ابن كثير قال مسكنهم مسكنا يرضونه والتبوأة النزول والسكن في المكان وعد الله هذا هو الحق من هاجر في الله ولابتغاء وجهه يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة يبوءه الله وينزله منزلا ينعم فيه ويعبد الله فيه خير مما كان فيه وله في الاخرة النعيم المقيم قال جل وعلا الذين صبروا على ربهم يتوكلون نعم لا تنال طاعة الله ورضا الله الا بالصبر. فهؤلاء المهاجرون صبروا على دينهم وعلى اذى الكافرين وعلى مفارقة ايها الاحباب والبلاد وكانوا يتوكلون على الله وعلى ربهم يعتمدون عليه ويفوضون امورهم اليه فقد جمعوا بين الصبر على كيد الاعداء وقوة التعلق والتوكل على الله جل وعلا. ثم قال وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم كما مر معنا ما ارسل الله في القرى الا رجال الانبياء من الرجال الانبياء كلهم رجال. وقد مر الكلام اكثر من مرة عليها. نوحي اليهم رجال اي رسل يوحي الله اليهم من وحيه بما شاء فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. قيل اهل الذكر اهل الكتب السابقة فانتم تنكرون يا قريش ان يكون النبي او الرسول رجلا وبشرا ما ارسلنا في قرية الا من القرى ولا في امة من الامم الا رجالا فاسألوا اهل الذكر فاسألوا اهل الكتاب او مؤمن اهل الكتاب وتجدون الخبر عندهم وقيل وقيل غير ذلك. فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. بالبينات والزبر وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم قالوا بالبينات متعلق بارسلنا وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم بالبينات بالايات البينات والادلة والحجج الواضحة والزبر وبالكتب ارسلناهم للايات والدلائل على وجوب عبادة الله وارسلناهم بالزبر بالكتب جمع زبور وهي الكتب قال وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. وانت خصصناك انزلنا عليك القرآن وسماه ذكرا لان لانه ذكر لله جل وعلا فهذا بعض الاوصاف فيه فهو كتاب الله لتبين للناس ما نزل اليهم لاجل ان تبين او لكي تبين للناس ما نزل اليه من ربهم من الاحكام وتبين لهم الحلال من الحرام وتبين لهم امر عبادتهم ولعلهم يتفكرون ولعل الناس اللي ترسل اليهم يتفكرون فيما جئت به ويتدبرون فيحملهم ويعملون الفكر فيحملون على الايمان بالله سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا افأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الارض هذا استفهام تقريع وتوبيخ افأمن الذين مكروا السيئات فمكروا مكرا كبارا ومكروا واكثروا من الاعمال السيئة ان يخسر الله بهم الارض فيسيقون بداخلها كما خسف بقارون او يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون يأتيهم عذاب الله وهم لا يحسون ولا يظنون انه عذاب. حتى يقضي عليهم لان الله على كل شيء قدير او يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين. او يأخذهم الله بتقلبهم في ذهابهم ومجيئهم في سفرهم. فيوقع بهم عقوبتهم في اثناء تقلبهم ذهابهم ومجيئهم وسفرهم وتنقلهم فان الله على كل شيء قدير فما هم بمعجزين لا يعجزون الله ولو شاء لاهلكهم ثم قال او يأخذهم على تخوف قال الطبري تخوف ان يهلكهم بتخوف وذلك بنقصهم من اطرافهم ونواحيهم الشيء بعد الشيء. حتى يهلكهم جميعا. والتخويف التنقص قال ابن كثير اي في حال خوفهم من اخذه لهم على تخوف اي على حال خوفهم فهم خايفون من العذاب. مستعدون له يأخذهم. او تخوف يأخذهم على تخوف على تنقص. ينقصهم مما معهم من بعضهم من اراضيهم يسلبهم شيء مما عندهم ينقصهم شيئا فشيئا هذا من عذاب الله لهم. قال فان ربكم لرؤوه الرحيم لانه لم يعادلكم على اعمالكم التي ومكر السيئات وامهلكم لتتوبوا اليه. ثم قال جل وعلا او لم يروا الى ما خلق الله من شيء يتبيأ ظلاله على اليمين والشمائل سجد الا وهم داخرون هيبقى استفهام انكاري والرؤية هنا رؤية بصرية. افلم يرى كفار قريش او غيرهم المشركون الى ما خلق الله من شيء الى كل ما خلقه الله من الاشياء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل. يتبيأ ظلاله يعني يميل قاله ابن عباس قال يتميز ظلاله وقيل يتفيأ يتنقل ظلاله من جهات بعد شروق الشمس وبعد زوالها. وهو التفيؤ يعني الانتقال مرة في جهة المغرب ومرة في جهة المشرق. اتبع الشمس فاذا طلعت من المشرق فالظل الى جهة المغرب. واذا صارت الشمس الى جهة المغرب فاء جهة المشرق ومعناه انه اظلهم يتفيأ ينتقل من مكان الى مكان وهذا سجود لله. قال سجدا لله وهم ذاخرون ظلالهم يسجدوا لله. وهم داخل وهم ذليلون غصبا عنهم. ومر معنا من يسجد لله طوعا وكرها. فهؤلاء الكارهون كل شيء يسجدوا لله وظلالهم تسجدوا لله كما اخبرنا الله ولا نتجاوز هذا كما قال وذكرت هذا بالامس قال شيخ الاسلام سجود كل شيء بحسبه ابن ادم المؤمن يسجد على الاعضاء السبعة على جبهته وانفه وهذه المخلوقات تسجد كما امرها الله وكما سخرها الله قال جل وعلا ولله يسجد ما في السماوات وما في الارض من دابة كل شيء دابة ما يدب على الارض والملائكة وهم لا يستكبرون فهل قوله ولا يستكبرون عائدا على الملائكة نعمل الملائكة لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون او انه راجع على كل المخلوقات لانهم لا يستكبرون يعني ما يملكون التكبر والامتناع يسجدون طوعا وكرها وهم داخرون ثم قال جل وعلا يخافون ربهم من فوقهم هذا الذي يظهر ان لا يستكبرون راجعوا الملائكة لان استمر السياق فيهم فقال يخافون ربهم من فوقهم اي الملائكة وفي الاشارة الى علو الله وانه من جهة العلو ويفعلون ما ما يؤمرون يفعلون ما يأمرهم الله به ولا يعصونه ولا يحصل منهم عصيان لله جل وعلا قال جل وعلا وقال الله لا تتخذوا لا تتخذوا الهين اثنين نهى عن الاشراك به وجعل الالهة اكثر من واحد انما هو اله واحد سبحانه وتعالى. هو الله وحده لا شريك له فاياي فارهبون اي خافوني لكن الرهبة هي الخوف الذي يثمر الهرب من الشيء المخوف الى من يعصمه منه هو الخوف الذي يثمر الهرب مما تخافه الى من ينجيك منه فارهبوني خافوني خوفا يحملكم على تركي الشرك والمعاصي الي قال جل وعلا وله ما في السماوات وما في الارض ملكا وخلقا وتدبيرا وتقديرا جل وعلا وله الدين واصبا قيل له الدين واجبا وقيل له الدين خالصا وقيل دائما وكلها حق يا اخوان لله جل وعلا الدين واجبا على كل احد. خالصا دون غيره دائما يكون الانسان على هذا يتدين لله جل وعلا دائما وابدا افغير الله تتقون باستفهام انكاري كيف تتقون غير الله؟ تجعلون مع الله الهة اخرى قال جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله ما بكم من نعمة شف كل نعمة فيكم والله وبالله وتالله انها من الله وحده لا شريك له وان على يد فلان او علان هيا لها سببا لكن هو الذي قدرها وان واتاك بها. ولهذا قال ثم اذا مسكم الظر فاليه تجأرون. ايضا اذا اصابكم النعم كلها منه واذا اصابتكم ضراء اليه تجعرون. قالوا الجؤار هو رفع الصوت بالصراخ تصرخون وترفعون اصواتكم بالدعاء والاستغاثة وطلب السلامة والنجاة مما اصابكم من الظر من الظر ثم اذا كشف الضر عنكم اذا فريق منكم بربهم يشركون. اعوذ بالله ثم اذا جئروا ورفعوا اصواتهم واستغاثوا وانابوا كشف عنهم الظر الذي اصابهم وانجاهم من ظلمات البر والبحر. فبعد نجاتهم وسلامتهم واذا فريق منهم بربهم يشركون. يشركون الاصنام والالهة ويدعونها مع الله هذا غاية الجحود والخذلان نسأل الله العافية والسلامة. قال جل وعلا ليكفروا بما اتيناهم فتمتعوا فسوا فاعلموا ليكفروا وليكفروا ليكفروا بما اتيناهم يعني يشركون ليكفروا ولهذا اللام قيل انها لام التعليل لكي يكفروا. وقيل انها لام العاقبة. وقيل غير ذلك. بمعنى قيدنا لهم ذلك طرق اي يستر ويجحدوا نعم الله المنعم المتفظل ثم قال مهددا ومخوفا فتمتعوا هذه متى قليل فتمتعوا فسوف تعلمون سوف تعلمون حينما ينزل بكم العذاب خزيا وقبح عملكم وسوء عاقبة الشرك بالله جل وعلا. ثم قال سبحانه وتعالى ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم يجعلون لله جل وعلا قال ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا يجعلون يقول الطبري ويجعل هؤلاء المشركون من عبدة الاوثان لما لا يعلمون منه ظرا ولا نفعا يجعلون له نصيبا من رزق الله الذي رزقهم اليه فيذبحون له او ينظرون له او يتقربون له به ونحوه قول القرطبي قال يجعلون لما لا يعلمون انه يضر وينفع وهي الاصنام شيئا من اموالهم يتقربون بها اليها الى الاصنام نعوذ بالله هذا ظلم اجور ويجعل لله ويجعلون لما لا يعلمون لما لا يعلمون منه نفعا ولا ضرا نصيبا اي حظا مما رزقناهم من اموالهم التي رزقناهم اياها اي والله قسم لتسألن عما كنتم تفترون لتسألن سؤال التوبيخ وتقريع ومحاسبة ومجازاة عما كنتم تفترون تخترقونه من الكذب لان هذا افتراء قال ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون يقول البنات الملائكة بنات الله فيجعل له البنات تعالى الله عما يقولون واذا سبح نفسه سبحانه اي تقدس وتنزه عما لا يليق به ولهم ما يشتهون وهو الذكور تلك اذا قسمة جائرة مع ان الله لم يلد ولم يولد. لكن لما جعلوه ولد ما جعلوا له ما يشتهون ويحبون. وهو الذكور جعل له الاناث قال جل وعلا واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مصد وهو كظيم اذا بشروه دليل انه يبشر بالمولود لكن اذا كانت انثى ظل وجهه صار وجهه مسودا اسود لانه ساءه هذا الخبر وهو كظيم اي ساكت قد كظم وسكت من شدة المصيبة التي نزلت به قال جل وعلا يتوارى من القوم من سوء ما بشر به. يتوارى يعني الستر ويتخفى من القوم من من رؤوس الكبار عندهم عار البنت شوف عقول الجاهلية يتوارى من القوم من سوء ما بشر به. يتوارى ويستتر ويتباعد ويختفي من قومه. لماذا؟ من سوء ما بو الشربي يرى ان الذي بشر به امر سيء جدا وهو ان رزقه الله البنت ثم اخبر كيف يتعامل مع هذه الانثى فقال ايمسكه على هون ان يمسكوا على ذل وهوان خشية العار يمسكها ما يذبح ما يقتلها فيمسكه ويبقيها لكن على هون على ذل ومهانة خوف انها تزني يدسه في التراب والوقت يدسها يضعها في التراب ويدفنوها. واذا الموؤدة سئلت. قال جل وعلا الا ساء ما يحكمون الا قبح وبؤس هذا الحكم وهو ذبح قتل البنات ووأد البنات والإشمئزاز من ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من رزقه ثلاث من البنات كن سترا له من النار قالوا وزنتين؟ قالوا اثنتين البنات ترى شأن عظيم يا اخوان ستر من النار. من قام على تأديبهن اصلاحهن ستر حجاب بينك وبين نار جهنم. وانظر الى المشركين كيف ولا يزال بعض من عندهم الجاهلية الاولى الى الان يكره البنات ويحب الاولى اتق الله يا رجل هذا عطاء الله ومنحه وفظله. قال جل وعلا للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء ومثل السوء قال الطبري هو القبيح من المثل. وما يسوء من ضرب ضربها له اذا مثل السوء ما يسوء ظربه القبيح من الامثال التي يسوء ظربها. هذي الامثال السيئة تضرب على الكفار لانها مناسبة لحالهم لهم مثل السوء. ولله المثل الاعلى ليس له جل وعلا كما قال الطبري قال الاطيب والافضل والاحسن والاجمل وذلك التوحيد والاذعان له بانه لا اله غيره. ما يليق ان يقال البنات له له المثل الاعلى فهو الكامل من كل وجه جل وعلا ثم قال جل وعلا وهو العزيز الحكيم. فله المثل الاعلى وهو العزيز الذي جمع بين العزة التي لا ترام وبين الحكمة حيث يضع كل شيء موضعه فهو حكيم في افعاله واقداره وشرعه واحكامه جل وعلا. ثم قال جل وعلا ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة الحمد لله ان الله ما يؤاخذنا بظلمنا يا اخوان. لو يؤاخذ الله الناس بظلمهم مباشرة بعد الظلم مباشرة يأخذهم ويعذبهم بسبب ظلمهم ويعاجلهم بذلك ما ترك على ظهر الارض من دابة تدب لا انس ولا جن ولا بهائم ولا طير ولا غير ذلك لكنه حليم يمهل. فكم من الناس يعيش ما عاش على الذنوب والكفر والمعاصي والظلم ثم يتوب فيتوب الله عليه ويدخله الجنة لانه الحليم الرحيم. قال جل وعلا ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى. الى وقته الى وقتهم الذي وقته لهم. فمن تاب تاب الله عليه. وما بقي على ظلمه وافاه العقاب. قال جل وعلا فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون سعته ولا يستقدمون. اذا جاء هذا الاجل المؤجل كل بحسبه والله ما يستأثر ساعة والساعة ترى تغلق على مطلق الزمان ما هي ساعتنا الان ساعة ستين دقيقة؟ اي جزء من الزمان من الوقت تسمى ساعة ولو ثانية ولو دقيقة ولو سنة او سنين فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة عن الاجل وعن الموت ولا يستقدمون مثل ذلك لانه اجل مسمى. ثم قال جل وعلا ويجعلون لله ما يكرهون. وهي البنات يكرهون البنات فيجعلونه يقول الملائكة بنات الله وتصف السنتهم الكذب ان يقولون الكذب ويفترونه لان هذا افتراء على الله. الله جل وعلا لم يلد ولم يولد قال ان لهم الحسنى لا زعم ان لهم النار. قال وتصرف السنتهم الكذب ان لهم الحسنى نعم لا تفسيرها يقول العلماء وتصف السنة الكذب ان يكذبون ويقول ان لهم الحسنى وهم الاولاد فيصفون الله بما يكرهون البنات ويقولون نحن لنا الحسنى الحالة الحسنى والذرية الحسنى وهم الاولاد. افتراء على الله. قال جل وعلا لا جرم ان لهم النار وانهم مفرطون. قلنا لا جرم حقا وصدقا ان لهم النار. لانهم كذبة كفرة. يكذبون القرآن وانهم مفرطون من مضيعون في النار وقيل مقدمون ومعجلون لان الفرض هو الذي يتقدم اي مؤجلون مقدمون الى النار وقرأ مفرطون ايضا قد فرطوا وتركوا الايمان ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد