الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد يقول الله جل وعلا في الاية الثالثة والثمانين بعد المئة من سورة البقرة يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. في هذه الاية الكريمة يبتدأ الله جل وعلا بمناداة عباده المؤمنين بهذا النداء العزيز على على النفوس المؤمنة كما قال ابن مسعود اذا سمعت يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه وهذا النداء فيه شحذ همة المخاطب ولفت انتباهي لاهمية ما سياتي من امر او نهي. وهذا يختص بالاوامر الشرعية بالاوامر والنواهي الشرعية ولهذا تكررت في القرآن ثلاث وثمانين مرة يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كتب اي فرض فهو حتم لازم ولهذا هو احد اركان الاسلام وهو الركن الرابع من اركان الاسلام قال كما كتب على الذين من قبلكم كتبناه عليكم مثل ما كتبناه على الامم السابقة وهذا دليل على ان الصيام لا تصلح احوال الامم الا به ولهذا فرضه الله على هذه الامة وفرضه على الامم التي قبلها ثم ذكر علة هذا الفرض وهذا الوجوب قال لعلكم تتقون فالصيام سبب للتقوى الصيام سبب للتقوى. فهو يورث التقوى والتقوى كما قال طلق ابن حبيب رحمه الله تابعي الجليل قال ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله فالصيام يورث التقوى وهذا يجده المسلم من نفسه انه اذا كان صائما تجده يقوى عنده تقوى عنده التقوى والخوف من الله جل وعلا والامساك عن الذنوب والخوف منها ومن الوقوع فيها. ثم قال جل وعلى اياما معدودات بين ان الصوم اياما بين ان الصوم ايام معدودات وهذا من رحمة الله جل وعلا لم يجعل الصوم علينا سنة كاملة ولم يجعلها علينا اشهرا وانما جعلها اياما معدودات. ثم فسر هذه الايام بعد ذلك بانها شهر واحد شهر رمضان وهذا من رحمة الله عز وجل بخلقه ومعنى معدودات يعني محسوبات معروفات ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا يعني الشهر اما تسع وعشرون واما ثلاثون يوما ان زاد اكثر يكون ثلاثين يوما وان نقص فهو تسع وعشرون فهي فهو ايام معدودة ايام معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر. وهذا من رحمة الله عز وجل بخلقه فان كان احدكم ايها الناس مريضا اصابه مرض او على سفر فيصوم في ايام اخرى فعدة من ايام اخر. نفس العدد يصومه من ايام اخر والمرض كما قال اهل العلم ثلاثة اقسام وقسم لا يؤثر على المريض ولا يشق عليه فهذا لا يمنع من الصيام ويجب على المسلم ان يصوم وقسم يلحق الصائم فيه مشقة ونوع ظرر لكنه يستطيع ان يتحمله فهذا الافضل له ان يفطر ويكره له الصيام والقسم الثالث من المرظ قسم يتضرر الانسان منه وقد يكون على حياته خطر كمريض السكر الذي يعني آآ قد اشتد عليه هذا المرض فان الاطباء يقولوا له لا تصم فانك ان صمت خطر على حياتك فهذا لا يجوز للانسان ان يصوم لان الله جل وعلا يقول ولا تقتلوا انفسكم ويقول جل وعلا ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة او على سفر اذا سافر سفرا يبلغ مسافة السفر وهي ثمانون كيلو تقريبا اذا كان يبلغ هذه المسافة ولو كان على الطائرة او على السيارة والصيام في السفر فيه تفصيل ان كان يلحق الانسان به ظرر ومشقة لا يجوز له. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن اولئك الذين صاموا وواصلوا الصيام قال اولئك العصاة اولئك العصاة. وقال ليس من البر الصيام في السفر وان كان اهون عليه السفر فانه يصوم في السفر ولهذا المقرر في مسألة السهم في السفر ان الانسان يفعل الايسر عليه يفعل الايسر عليه سواء كان الصيام او كان الفطر. فمن الناس من يكون الاسهل عليه الصيام مع الناس ويثقل عليه يصومها بعد ذلك وحده ومن الناس من الصيام معتاد على الصيام فلا اشكال عنده فيه. واما اذا استوى الامر ان في حقه الصيام والافطار فان الافضل هو الصيام لانه اسرع في ابراء الذمة ولان هذه الايام الاصل فيها شهر رمظان الاصل فيها الا تمر على المسلم الا وهو صائم الا لعذر قال جل وعلا فعدة من ايام اخر. ثم قال وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون هذه الاية الصحيح انها منسوخة. وان هذا حكم الصيام في اول الامر كان المسلم مخير بين ان يصوم والصيام خير له وبين ان يفطر يكفر يطعم عن كل يوم مسكينا لكن نسخ ذلك كما دل على ذلك آآ قول سلمة بن الاكوع في صحيح البخاري قال كان من اراد ان يفطر ويفتدي فعل ذلك حتى نزلت هذه الاية التي بعدها فنسختها فنسختها وهي قوله جل وعلا فمن شهد منكم الشهر فليصمه وليس به خيار اذا الاية منسوخة وهذا قول جماهير اهل العلم وتدل عليه اقوال الصحابة وجاء ابن عباس رضي الله عنهما انها ليست بمنسوخة ولكنها في حق الشيخ الهرم والكبير والمعذور وكان يقرأها وعلى الذين يطوقونه يطوقونه قالوا معنى يطوقون يعني يكلفونه ولا يطيقون الصيام ويشق عليهم فقال هذه في المريض والمعذور الكبير فان عليه الفدية آآ والاطعام عن كل يوم مسكينة. ولكن الصواب هو قول جمهور اهل العلم والله اعلم قال جل وعلا وان تصوموا خيرا لكم وان تصوموا خير لكم يعني حتى في حال التخيير بين الصيام والافطار والكفارة الصيام خير قال جل وعلا شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن شهر بدل من ايام معدودات فتبين ان هذه الايام المعدودات قدر شهر والشهر اما ثلاثون واما تسع وعشرون قالوا شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هذا هو الذي يصام شهر رمضان شهر واحد في السنة وبين ايضا انه انزل فيه القرآن واختلف العلماء في معنى انزال القرآن فيه فقال بعض اهل العلم شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن يعني ابتدأ نزوله في شهر رمضان ابتدأ نزوله لكن ليس كله في شهر رمضان فنزل كثير منه في غير رمضان. هذا قول لبعض المفسرين وقال بعض اهل العلم وهذا اثر مروي عن ابن عباس بسند صحيح قال ان القرآن انزل ليلة القدر في ليلة مباركة قال انزل كله من اللوح المحفوظ الى بيت العزة في السماء الدنيا هذا في ليلة القدر في شهر رمضان انزل جميعه لكنه بعد ذلك نزل به جبريل مفرقا من بيت العزة في السماء في السماء الدنيا نزل به مفرقا على آآ مدى ثلاث وعشرين سنة على النبي صلى الله عليه واله وسلم. وهذا هو الاظهر والله اعلم. لان مثل هذا الاثر عن ابن عباس لا يمكن ان يقال بالرأي وقد صح العلماء اسناده اليه الى ابن عباس فهذا له حكم الرفع قال جل وعلا شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن وانزل فيه القرآن دليل على علو الله جل وعلا. لان الانزال يكون من اعلى الى اسفل فالله جل وعلا في جهة العلو قال هدى للناس انزله الله هدى يهتدي به الناس من الضلالة ويهتدون به الى الاحكام الشرعية وبينات من الهدى والفرقان بيناته علامات واضحات تبين وتوضح الحق من الباطل والهدى من من الضلال وبينات من الهدى والفرقان. فهو بينات توضح وهو توضح للناس دينهم وايضا هو فرقان يفرق به بين الحق والباطل وبين اهل الخير والشر فالغلبة والعاقبة الحميدة لاهل الحق واهل الخير والدائرة على اهل الباطل واهل الشر قال جل وعلا فمن شهد منكم الشهر فليصمه. قيل من شهد يعني من المشاهدة. وهي الرؤيا فاذا رآه المسلمون وجب الصيام ولا يلزم كل انسان ان يراه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فاكملوا شعبان ثلاثين الحديث. في الصحيحين وقيل معنى شاهد يعني حاضر يعني غير مسافر او من كان في حكم المسافر المسافر قد يكون شاهدا حاضرا لكنه مريظ او به علة تمنعه من الصيام فمن شهد منكم الشهر فليصمه. اذا هذا الامر الوجوب وهذا هو الناسخ في الاية السابقة خيره بين ان يطعم او يصوم والصوم خير له وهنا جزم وامر والامر يقتضي الوجوب فليصمه قال جل وعلا ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر سبق الكلام عليها في الاية السابقة قال جل وعلا يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر يريد الله عز وجل فيما شرع لنا من الاحكام يريد اليسر بنا ولهذا رخص للمسافر والمريض والكبير وايضا هذا الصيام سبب لتيسير الامور وسبب للتقوى وسبب دخول الجنة فسنيسره لليسرى ولا يريد بكم العسر ولهذا احكام الشريعة في مقدور الناس كما قال جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها. قال ما جعل عليكم في الدين من حرج ثم قال جل وعلا ولتكبروا الله على ما هداكم ولتكملوا العدة عدة رمظان بناء على الرؤية تسع وعشرين او ثلاثين قال ولتكبروا الله على ما هداكم. هذا فيه مشروعية التكبير ليلة العيد عند مغيب شمس اخر يوم من رمضان وهو ليلة العيد فانه يشرع التكبير من مغيب الشمس الى صعود الامام المنبر يوم العيد ويقول الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد او غيرها من الصيغ الثابتة الواردة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون لعل ذلك يكون سببا للشكر هذا فيه الحث على شكر الله جل وعلا فيجب علينا ان نشكر الله جل وعلا في جميع امورنا وعلى كل حال ومن ذلك شكره جل وعلا على هذا الدين العظيم وهذه الاحكام العظيمة التي فيها اليسر والخير والشكر كما هو معلوم يكون بالقلب واللسان والجوارح كما قال الناظم افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والظمير المحجبة وخلاصة ما يقال في الشكر هو القيام بطاعة الله جل وعلا كما امر الله سبحانه وتعالى ثم قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي. لعلهم يرشدون واذا سألك عبادي عني آآ الاظافة هنا اظافة تشريف وتكريم وهذه هي العبادة الشرعية او العبادة الخاصة العبودية الخاصة لان العبودية عبوديتان عبودية عامة من كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. حتى الكفار عبيد لله قال جل وعلا ثم بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد وهم كفار ونسب العبودية اليه لكن عبودية خلق وتذلل الله ويعني مضي احكامه بهم وهناك عبودية خاصة وهي عبادة المؤمنين الذين يقومون بالشرع ويعملون بالشرع. وهي المراد هنا. واذا سألك عبادي وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله جل وعلا اذا سألك عبادي عني كما جاء انهم قالوا قريب فنناجيه ام بعيد فنناديه فقال فاني قريب الله قريب من خلقه. وهو جل وعلا فوق عرشه بائن من خلقه. وكما قال شيخ الاسلام في الواسطية قال قريب في علوه علي في دنوه جل وعلا فهو يسمع عباده فنادوه واسألوه فهو قريب منكم يجيب دعوة المضطرين ويجيب الدعوات فاني قريب اجيب دعوة الداعي يجيب دعوة من دعاه ولهذا ثبت الحديث الصحيح ان للصائم دعوة مستجابة وذلك كل ليلة دعوة مستجابة فهذا فيه الحث على الدعاء فعلى الانسان ان يجتهد في الدعاء في رمضان ويكثر من الدعاء ويسأل الله من خيري الدنيا والاخرة ويلح ويكرر وانبه على نقطة مهمة فان كثير من الناس يدعو فقط يريد ان يحصل مقصوده ومن الناس من يستحضر التقرب الى الله بدعائه فدعاؤه يجب الانسان يتعبد لله بانني ادعوك ويتقرب الى الله فالدعاء عبادة وايضا يطلب ويرجو حصول ما دعا به وينبغي للانسان ان يعني يختار جوامع الدعا ولهذا ثبت في الحديث الصحيح صححه الالباني وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم نادى عائشة وكانت تصلي ثم ناداه وهي تصلي فقال يا عائشة عليك بجوامع الدعاء قولي اللهم اللهم اني اسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم اعلم. واعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمت منه وما لم اعلم اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل اللهم اني اسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك محمد واعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك محمد اللهم اجعل كل قضاء قضيته لي رشدا وبعض الروايات اللهم اجعل كل قضاء قضيته لي خيرا يا رب العالمين. هذه جوامع الدعاء ومثل اللهم اني اعوذ بك من جهد البلاء ومن درك الشقاء ومن سوء القضاء ومن شماتة الاعداء. مثل اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اذا ربنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وينبغي الانسان يحرص ان تكون دعواته الشرعية. نعم يجوز الدعاء بغير الوارد لكن يكون حق لكن الافضل دعوات القرآن انظروا الانبياء كيف دعوا في القرآن. دعواتهم ادعوا بها او دعوات من اتاه الله جوامع الكلم نبينا صلى الله عليه وسلم فالحاصل ان الانسان يجتهد في الدعاء لنفسه ولوالديه ولابنائه ولاخوانه المسلمين وايضا يدعو بتفريج الكرب من هذه من هذا الوباء النازل بالناس يسأل الله ويدعوه ان يفرج كرب المسلمين وان يذهب هذا الوباء فليستجيبوا لي فليستجيبوا لي. يعني فليستجيبوا لاوامره لان الاستجابة للاوامر والقيام بالشرع من اسباب اجابة الدعاء من اسباب اجابة الدعاء ولهذا لما قال سعد ادعوا الله ان اكون مستجاب الدعوة قال اطب اطب مطعمك تجب دعوتك والاخر الذي يأكل الحرام قال اشعث اغبر يمد يديه يا ربي يا رب فانى يستجاب لذلك؟ قال ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك. كيف يستجاب له هذا الاستجابة لاوامر الله من اسباب اجابة الدعاء. فاستقم على الدين وابشر وان المعاصي وكثرة المعاصي قد تكون سببا تحول بين اجابة المسلم ودعائه. فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ليحققوا الايمان للاستجابة لله فيما شرع فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون اي من اجل ان يرشدوا والرشد وهو حصن التصرف وهو في كل مقام بحسبه فالاستجابة لله مع الايمان بما شرع والقيام به سبب لرشد العبد واستقامته وصوابه للحق قال جل وعلا احل لكم ليلة الصيام رفثوا الى نسائكم احل لكم ليلة الصيام الرفعة الى نسائكم هن لباس لكم وانتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام الى الليل ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد. تلك حدود الله فلا تقربوا وكذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون احل لكم يعني احل الله لكم واذن لكم واباح لكم ليلة الصيام يعني في في شهر رمضان وغيره في وقت الليل بعد غروب الشمس وقبل طلوع الفجر احل لكم ان رفثوا الى نسائكم والمراد الجماع لانه في اول الامر كان لا يجوز الجماع بل اذا نام الانسان ايضا ولم يأكل ولم يشرب بعد العشاء خلاص حرم عليه الطعام الى مغرب الليلة التي تليها كما في حديث قيس بن صرمة لما جاء متعبا من العمل في مزرعته ثم جاء اهله ولم يجد طعاما فقالت انا اذهب التمس لك. فذهبت تلتمس طعامها لما جاءت وجدته نائما فقالت تبا لك. تبا لك فبقي لانه لا يجد له ان يأكل فلما جاء في اثناء النهار غشي عليه فانزل الله عز وجل التيسير على العباد واحل لهم الاكل والشرب كما سيأتي كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود حتى يطلعوا الفجر فرحم الله الخلق واذن لهم بالجماع ولهذا جاء عمر وقال يا رسول الله هلك حولت رحلي البارحة يعني اتيت اهلي في الليل كان ذلك منهيا عنه. فاحل الله عز وجل لعباده ذلك. وانما يحرم عليهم وقت الصيام من طلوع الفجر الثاني الى مغيب الشمس قال هن لباس لكم وانتم لباس لهن هذا فيه بيان او او فيه اشارة الى ان الزواج ستر للزوجين فالزواج كالثياب التي تستر الانسان كاللباس يلبسه الانسان لماذا؟ لان فيه احصان للفرج وغظ للبصر فلا حرج عليكم في اتيان اهلكم ثم قال جل وعلا علم الله انكم كنتم تغتانون انفسكم ومعنى تختانون يعني تخادعونها تملون لها كما حصل من بعض الصحابة انه وقع في الجماع او شيء من هذا في الليل فعند ذلك رخص الله عز وجل لهم فقال فتاب عليكم وعفا عنكم تاب عليكم من هذا الامر وايضا جل وعلا عفا عنكم وعما سلف منكم فلا تؤاخذون به. فالان باشروهن الان احل الله لكم ان تباشروا وتجامعوا ازواجكم في الليل. وابتغوا ما كتب الله لكم اي واطلبوا الولد هذا دليل ان من مقاصد الزواج طلبوا الولد لانها حتى الولد الذي يحصل وبسبب الجماع وتحمل به المرأة هذا مما كتبه الله وقدره عنده جل وعلا وهذا فيه دليل ان الانسان ينبغي ان يكون من قصده في الجماع ايضا طلب الولد مع اعفاف نفسه مع تحصيل شهوته. قال وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر اذا رخص لهم في الاكل من مغيب الشمس كما جاء في الحديث اذا جاء الليل من ها هنا واقبل وادبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد افطر الصائم ثم بين انه يجوز له ان يأكل حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود. والخيط الابيظ هو نور الفجر الصباح والخيط الاسود هو ظلمة الليل ولهذا قال من الفجر يعني يتميز الخيط الابيض من الخيط الاسود في وقت الفجر يعني ولا وليس في وقت المغرب مثلا لانه قال كلوا واشربوا حتى فالحاصل انه يأكل ويشرب حتى يتبين له الخيط الابيض من الخيط الاسود. والمراد بالخيط الابيض والخيط الاسود هو ظلمة ان الليل وبياض النهار حتى يتبين ذلك ويتضح في وقت الفجر. قال ثم اتموا الصيام الى الليل. الى مغيب الشمس ولا تباشروهن وانتم عاكفون هنا في المساجد لا تباشروا النساء وانتم عاكفون والاعتكاف هو لزوم المسجد من اجل طاعة الله من اجل الطاعة يلزم المسجد تقربا الى الله. فالمعتكف لا يجوز له ان يباشر زوجته لا في النهار ولا في الليل ولا في الليل كذلك لا يجوز له. ولهذا المعتكف لا يجوز ان يباشر زوجته لا بجماع ولا بغيره. بل يحرم عليه في حال الاعتكاف. حتى لو كان في وقت افطار بعد المغرب قال جل وعلا تلك حدود الله وهنا قوله انتم عاكفون في المساجد دليل على ان الاعتكاف لا يكون الا في المسجد ثم قال تلك حدود الله اي هذه التي تم بيانها لكم حدود حدها الله لكم. فلا تقربوها لا ترتكبوا ما حرم الله جل وعلا عليكم وتقع في الحرام فقفوا عند حدود الله جل وعلا قال كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون فمثل هذا البيان يبين الله جل وعلا للناس اياته وشرعه لعلهم يتقون الله جل وعلا فيلتزمون بحدود الله فيفعلون ما امرهم الله جل وعلا به وينتهون عما نهاهم الله عنه ولا يتعدون ذلك. اسأل الله ان يوفقنا واياكم لصيام رمضان وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا وان يرفع هذا الوباء عن الامة وان يجزي ولاة امرنا كل خير على ما قاموا به من الجهود المباركة في حماية الناس والحرص على سلامتهم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد