الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد على اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد في هذا اليوم نتكلم على تفسير سورة النازعات واسمها سورة النازعات اخذا من اول كلمة فيها ويقال لها ايضا وهذا قول الجمهور وهو يعني اشهر ما عرفت به. وقال بعض المفسرين اسمها سورة تاهرة لورود الساهرة فيها ايضا فاذا هم بالساهرة وقيل سورة الطامة لان فيها فاذا جاءت الطامة الكبرى وسورة النازعات سورة مكية بالاتفاق. ترتيبها في النزول هي السورة اه الحادية والثمانون في ترتيب النزول نزلت بعد النبأ وقبل سورة الانفطار. وعدد اياتها خمس واربعون اية في عد الجمهور وعدها الكوفيون ستا واربعين اية. يقول جل وعلا والناس غرقا الواو واو القسم. فالله جل وعلا يقسم بالنازعات والناشطات سابقات والله جل وعلا له ان يقسم بما شاء من مخلوقاته. ولكنه لا يقسم الا بذي شأن. لا اقسم الا بشيء له شأن. له مقام. شيء عظيم. واما المخلوق فليس له ان يقسم الا بالله جل وعلا. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان حالا فليحلف فليحلف بالله او ليسكت وقال وصلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. وقال ليس منا من حلف بالامانة. وقال لا تحلفوا بابائكم آآ قال جل وعلا والنازعات غرقا والنازعات تعددت اقوال اهل العلم في تفسيرها حتى وصلها بعضهم الى عشرة اقوال. وذكر الحافظ ابن كثير منها جملة فذكر قول ابن عباس وابن مسعود ان المراد بهم الملائكة حين تنزع ارواح ادم فمنهم من تأخذه فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حلته من نشاط. وهو قوله والناشطات نشطا وقيل المراد بالنازعات هي انفس الكفار. تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار. وقال مجاهد النازعات هو الموت ينزع الارواح وقال الحسن هي النجوم. تنزع من افق الى افق. وتسير من افق الى افق وقال عطاء بن ابي رباح هي القسي في القتال القسي جمع قوس القسي جمع قوس يعني حينما يرمى بالقوس في القتال. وقال ابن كثير والصحيح الاول انها الملائكة وعليه الاكثرون. بل الصواب في المقسم هنا فيه الصواب ان المقسم به هنا هم الملائكة النازعات والناشطات والسابحات والسابقات والمدبرات لانه اجمع المفسرون على ان المدبرات هنا هي الملائكة تدبر الامر من السماء الى الارض من امر الله جل وعلا وهي في سياق بعضها فيكون الصواب ان النازعات غرقا هي الملائكة حينما تنزع ارواح الكفار نزعا اغراق مبالغة هي المبالغة في النزع. وهذا كما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان كافر اذا كان في ادبار من الدنيا واقبال من الاخرة انه تنزل ملائكة سود الوجوه تبقى منه مد البصر ويأتي ملك الموت ملك الموت عند رأسه ويقول ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخط من الله فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول والسفود هي الحديدة ذات الكلاليب اذا ادخلت في الصوف في الشعر في الغزل اذا وظع فيه وظع في الماء فانها لا تخرج الا وتخرج معها الشيء الكثير وهذا هو معنى الاية انها تنزع ارواح الكفار نزعا بشدة وبقوة لانها ارواح روح ارواح الكفار تتوارى في اجسادهم وتفر من الخروج فتنتزع نزعا والنازعات غرقوا والناشطات نشطا. ايضا فيها عدة اقوال واظهرها كما قدمنا هم الملائكة حينما يقبضون ارواح المؤمنين يخرجونها بيسر وخفة وخفة وسهولة كما في الحديث تخرج كما تخرج الشعرة من العجين فينشطونها نشطا يحلون يحلونها من البدن بيسر وسهولة. والسابحات سبحا ايضا فيها عدة اقوال والصواب انها الملائكة تسبح بامر الله وتسرع فيه وقيل هي النجوم تسبح في افلاكها وقيل هي السفن تسبح في البحار وقيل الملائكة تسبح بارواح المؤمنين الى السماء والى الجنة فالسابقات سبقا. ايضا السابقات الاظهر انها الملائكة تسبق بامر الله جل وعلا تأخذه وتسبق به وتفوت به الشياطين او انها تسبق بارواح المؤمنين الى الجنة فالمدبرات امرا كما قال علي ومجاهد وعطاء هم الملائكة وقال الحسن الملائكة تدبر الامر من السماء الى الارض يعني امر ربها تدبر امر ربها. فالمدبرات امرا يوم ترجف الراجفة يوم اي حين ترجف الراجفة والراجفة من رجف الشيء اذا اضطرب وقد اختلف بالمراد بالراجفة ما هي؟ فقال ابن عباس هم النفختان الاولى والثانية حينما ينفخ اسرافيل النفخة الاولى فترجف الارض وتضطرب بمن عليها فتقوم الساعة ويموت من كان حيا. والرادفة هي النفخة الثانية التي هي نفخة البعث فينفخ في الصور فيبعثون من قبورهم وهما متقاربتان ولهذا جاء في الحديث ان ابا هريرة قال او روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بين النفختين اربعون قيل اربعون سنة قال ابيت قيل اربعين شهر شهر قال ابيت قيل اربعين يوما قال ابيت اربعين ولا يدري هل هي سنة او شهر او يوم وجاء في الحديث الذي رواه الامام احمد وقال الترمذي حسن صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جاءت الراجفة تتبعها الرادفة. جاء الموت بما فيه الحديث فالحاصل ان الراجفة على هذا القول ان المراد به النفخة الاولى حينما ترجف الارض ويموت الناس والرادفة هي النفخة الثانية التي يبعث الناس من قبورهم وقال مجاهد الاولى الراجفة هي قوله يوم ترجف الراجفة اه نعم هو هو قوله جل وعلا يوم ترجف الارض والجبال والثانية هي وهي الرادفة فهي قوله وحملت وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة والاظهر هو قول جمهوري ابن عباس ومن معه جاء نعم يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجبة يومئذ يعني حينئذ حينما ترجف الراجفة وتأتي الرادفة بعدها قلوب الكفار حينئذ واجبة اي خائفة خوفا شديدا لشدة الاهوال التي تراها ابصارها خاشعة اي ذليلة لا تكاد تحدق النظر لما تراه من العذاب والنكال ولما يغشاها من الذل والهوان بسبب كفرها يقولون ائنا لمردودون في الحافرة قيل المعنى فان لمردودون بعد ان نكون في الحافرة وهي القبور مردودون الى الحياة ومبعوثون من جديد قيل ان المراد كما قال ابن عباس ومحمد ابن كعب وعكرمة وسعيد ابن جبير وغيرهم قالوا الحافرة هي الحياة بعد الموت مردودنا بالحافرة يعني مردودون بعد موتنا الى الحياة وبعد ان ندهن في القبور القول الاول هو الذي سبق ان بدأنا به وهو ان كفار قريش ينكرون المعاد ويستبعدون وقوع البعث بعد المصير الى الحافرة وهي القبور فهي اذن الحافرة. اما ان المراد بها القبور لما يكونون في القبور يخرجون او ان المراد به الحياة بعد الموت وبعد الدفن هذا والله اعلم اقرب لانهم يقولون بل اختاره الامير الشنقيطي رحمه الله فقال اكثر المفسرين على انها الحياة الاولى يعني مردودون بعد موتنا نرد الى حياتنا السابقة نحيا مرة اخرى قال والعرب تقول عاد في حافرته اذا رجع في طريقه والى شأنه الاول فقولهم ائنا ائنا لمردودون في الحافرة الحافرة حياتهم السابقة يقال رجع الى حافرته يعني الى امره السابق الذي كان عليه. فالحاصل انهم ينكرون البعث ينكرون البعث ولهذا قالوا اي اذا كنا عظاما نخرة كيف هذا؟ نرد بعد ان نموت ونصبح عظام نخرة بالية متحطمة مدقوقة بعد ذلك نحيا ونرد يقولون هذا على سبيل الانكار والاستبعاد قالوا تلك اذا كرة خاسرة قالوا ان كان الامر كما تقول فهي كرة اي رجعة لنا مرة اخرى خاسرة هي خائبة وكاذبة فيحتمل انها تكون رجعة خاسرة يعني نخسر فيها. لما نرجع لاننا لا نصدق او انهم يقولون هذه الرجعة التي تقول كاذبة باطلة ما هي بصحيح يعني ينكرون ذلك وكل ذلك محتمل. لان القوم مكذبون. ولسوا مقررون لي الرجوع ولا يؤمنون بالرجوع قال جل وعلا قالوا تلك اذا كرة خاسرة فانما هي زجرة واحدة يخبر جل وعلا ان يوم القيامة هذا الذي يكذبون فيه والرجوع ويستبعدونه امره انما هي زجرة واحدة وذلك انما هو امر من الله جل وعلا قاله قال ابن كثير فانما هو امر من الله لا مثنوية فيه فاذا الناس قيام ينظرون وهو ان يأمر الله تعالى اسرافيل فينفخ في الصور نفخة البعث فاذا الاولون والاخرون قيام بين يدي الرب جل وعلا. ينظرون كما قال تعالى يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده. وتظنون الا بتم الا قليلا وقال وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر وقال تعالى وما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب وقال مجاهد زجرة واحدة اي صيحة واحدة وقال ابراهيم التيمي اشد ما يكون الرب غضبا على خلقه يوم يبعثهم وقيل غير ذلك. والحاصل انما هي زجرة واحدة يعني يسجنون يأمر الله عز وجل بالنفخ فيزجر الناس فاذا هم قيام ينظرون تسجرون زجرة واحدة فيقومون من الاجداث ومن الارض يبعثون ولهذا قال فاذا هم بالساهرة بعد ان يمضغ اسرافيل النفخة الثانية حينما يأمره الله وامرا شديدا عظيما قويا فهو مجرد زجرة واحدة ينفخ اسرافيل اذا الناس بالساهرة والساهرة هي الارض وقيل لها الساهرة قالوا لانهم كانوا في الدنيا ينامون ويسهرون عليها وقال هنا الساهرة لانها هنا لا نوم وانما هي ارض بيضاء غير الارض التي سبقت بدلت غير الارض وصارت ارض بيضاء نقية كقرصة النقي ولكن لا نوى فيها فهي الساهرة والعرب تسمي الارض الساهرة. فاذا هم بالساهرة ثم قال جل وعلا هل اتاك حديث موسى هل اتاك حديث موسى هذا تسلية من الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم عن تكذيب قومه له وقال بعض المفسرين هل اتاك يعني قد اتاك قد اتاك وجاءك وبلغك خبر موسى. حديث موسى اي خبر موسى بن عمران. نبي الله افضل انبياء بني اسرائيل وهو احد الرسل الذين هم اولي العزم اذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى والوادي المقدس هو المطهر لان الله انزل عليه به الوحي والوادي المقدس هو وادي طوى وهو بجانب الطور كما قال جل وعلا في سورة طه وهل اتاك حديث موسى اذ رأى نارا فقال لاهلهم خذوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بقبس او اجد على النار هدى. فلما تاه نودي يا موسى اني انا ربك فاخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوع وكان اذا انطوى اسم للوادي المقدس وهو بجانب الطور كما قال جل وعلا وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا اذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى اذهب الى فرعون انه طغى وارسله الى فرعون فرعون مصر الذي اخرج موسى قبل ذلك وخرج موسى فارا منه قبل ان تنزل عليه النبوة. اذهب الى فرعون انه طغى وتجاوز الحدود وقال انا ربكم الاعلى عدو الله انه طغى فقل له هل لك الى ان تزكى؟ وهل لك هذا الاستفهام؟ للتشويق لتشويق فرعون لعله يتزكى ويهتدي ومعنى يتزكى يعني يتطهر من دنس الكفر وهو الدخول في الاسلام واهديك الى ربك فتخشى. اهديك اي ارشدك الهداية هنا هداية ارشاد ودلالة الى ربك لتؤمن به ادلك على الصراط المستقيم. فتخشى اي تخاف من الله خوفا مبنيا على العلم لان الخشية خوف مقرون بعلم فتعرف ربك حق المعرفة فتؤمن وهذا هو الايمان الذي ينفع فاراه الاية الكبرى اي الدلالة الكبرى التي تدل على صدقه وانه رسول من عند الله وهي اليد والعصا كما مر مفصلا اليد حينما اخرج ادخل يده في جيبه فخرجت بيضاء تتلألأ من غير سوء والاية الاخرى العصا عصاه القاها فاذا هي ثعبان مبين. اذا هي حية تسعى قال فكذب وعصى. الفأل الترتيب والتعقيب بعد ان رأى هذه الايات ما امن ولا تمهل حتى ينظر في الامر فمباشرة كذب كذب بهذه الايات وعصى ربه ولم يؤمن ثم ادبر يسعى ايضا ادبر عن الحق وصار يسعى بالباطل فيقابل الحق بالباطل فجمع السحرة ليبرهن على ان موسى ساحر وان سحر فرعون اقوى. قال فحسر فنادى حشر جمع قومه واتباعه واعوانه فنادى فيهم فقال انا ربكم الاعلى وهذا كما قال جل وعلا في اية اخرى انه قال ما علمت لكم من اله غيري عدو الله ادعى الربوبية فاخذه الله نكال الاخرة والاولى اخذه الله جل وعلا وعذبه عذابا شديدا ونكل به والمراد بالاخرة والاولى قيل الاخرة هي قوله انا ربكم الاعلى. والاولى ما علمت لكم من اله غيري وكان بينهما اربعين سنة ورجح ابن كثير ان المراد بها الدنيا والاخرة. فقال اي انتقم الله منه انتقاما جعله به عبرة ونكالا لامثاله من في الدنيا ويوم القيامة بئس الرسل المرفود. كما قال تعالى وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون قال وهذا هو الصحيح في معنى الاية ان المراد بقوله نكال الاخرة والاولى اي الدنيا والاخرة فاخذه الله نكال الاخرة والاولى ان في ذلك لعبرة لمن يخشى فيما حصل له وقام اخذ الله له واغراقه في البحر واهلاكه رغم قوته وجبروته عبرة وعظة. لكن لمن؟ لمن لمن يخشى الله يخاف الله يتعظ وينزجر للخوف من الله سبحانه وتعالى. وهم اهل الايمان قال جل وعلا اانتم اشد خلقا يقول جل وعلا محتجا على منكري البعث في اعادة الخلق بعد بدئه اانتم ايها الناس اشد خلقا ام السماء؟ وجواب بل السماء؟ اشد خلقا كما ترى السماء عظيمة كبيرة وهي سبع سماوات كما قال جل وعلا لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. اانتم اشد خلقا ام السماء والافضل الوقوف على السماء اذا قرأت ثم تبتدئ تقول بناها. فالسماء العظيمة القوية شديدة الله بناها وهي اشد من خلقكم فلما تنكرون البعث؟ فالذي خلق هذه السماء قادر على خلقكم بل على اعادتكم مرة اخرى ثم فسر البنيان بنيانه لها فقال رفع سمتها فسواها اي جعلها عالية البناء بعيدة الفناء. مستوية الارجاء مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء. قالها ابن كثير. وقيل اي جعل ارتفاعها ارتفاعا عاليا في البناء. فسواها ليس فيها فطور ولا شقوق ولا تفاوت وهذا يدل على قدرته جل وعلا. رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها. اغطس ليلة يعني اظلمه جعل الليل مظلمة واخرج ضحاها اي بين ضحاها واخرجه بطلوع الشمس التي تخرج كل يوم فاذا طلعت الشمس صارت الارظ مشرقة منيرة. والارض بعد ذلك دحاها. هنا العلماء هل خلق السماء اولا او الارض اولا؟ فهذه الاية هنا تدل على ان خلق خلق ثانية لانه قال ثم والارض بعد ذلك دحاها. وفي سورة البقرة هو الذي خلق هو الذي خلق هم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات. فدل على ان خلق السماء ثانيا والارض اولا. وقد سبق ان ذكرنا جمع اهل العلم بان الصحيح ان الله جل وعلا خلق الارض اولا ثم خلق السماء ثانيا ثم دحا الارض بعد كذلك فهنا قوله والارض بعد ذلك دحاها المراد دحي الارض فدحي الارض بعد خلق السماء لكن خلق الارض كان قبل خلق السماء ومعنى دحاها فسرتها ما بعدها من الايات. قال اخرج منها ماءها ومرعاها ومرعاها. هذا دحي الارض. اخرج منها ماءها واخرج منها المرعى والجبال ارساها وجعلها راسية ثابتة متاعا لكم ولانعامكم. كل هذه الامور اخراج الماء والمرعى وارساء الارض اساء الجبال وجعلها ثابتة. كل هذا من اجل ان تتمتعون في هذه الارض فتأكلون من انعامها وخيراتها وكذلك انعامكم ودوابكم ترعى وتأكل وتشرب من الماء. ثم قال جل وعلا فاذا جاءت الطامة الكبرى. فالطامة الكبرى هي يوم القيامة قال ابن عباس سميت بذلك لانها تطم على كل امر هائل مفظع كما قال تعالى والساعة ادهى وامر ويتذكر الانسان ما سعى. نعم كما قال جل وعلا يوم يومئذ يتذكر الانسان وانا له الذكرى. نعم ام يتذكر الانسان كل شيء؟ وبرزت الجحيم لمن يرى. اظهرت النار للناظرين. فيراها الناس عيانا فاما من طغى وتجاوز الحد وكفر بالله جل وعلا واثر الحياة الدنيا قدم الحياة الدنيا على الاخرة ولم يؤمن بالله فان هي المأوى مأواه ومصيره الى النار الى الجحيم. نعوذ بالله من ذلك المأوى. واما من خاف مقام ربه خاف القيام بين يدي الله عز وجل وامن بالبعث والنشور وما يكون في الاخرة ونهى النفس عن الهوى نهى النفس عن هواها بالشرع والعمل بما امر الله به فان الجنة هي المأوى. مأواه ومآله ومرجعه الى الجنة. ثم ثم قال يسألونك عن الساعة اي انا مرساها. يسألك كفار قريش عن الساعة ايانا مرساها؟ يعني متى وقوعها؟ وايام بمعنى متى لكن يسأل بها عن الزمان فيقولون متى الساعة يا محمد ان كنت صادقا؟ فقال الله عز وجل متى الساعة يعني متى مرساه يعني قوعها مثل السفينة التي ترسو فقال الله فيما انت من ذكرها؟ اي انت لست في شيء من علمها وذكراها لا علم لك بذلك. لان هذا يختص الله جل وعلا به. قال ثقلت في السماوات والارض لا تأتيكم الا بغتة. يسألون كانك حبي عنها قل انما علمها عند الله. ولهذا لما سأل جبريل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم ما المسؤول عنها باعلم من السائل ثم قال الى ربك منتهاها. منتهى منتهى علمها ووقوعها الى الله لا يعلمه احد سواه. انما انت منذر من انت نذير تنذر الذين يخشون الساعة لاجل ان يستعدوا ويعملوا الاعمال الصالحة ويجتنبوا المعاصي ويدخلوا بالايمان يترك الكفر كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها. يعني اذا رأوا الساعة وقاموا من قبورهم الى المحشر يستقصرون مدة الحياة الدنيا. حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم او ضحى من يوم. وجاء عن ابن عباس ان انه قال اما عشية فيما بين الظهر الى غروب الشمس او ضحاها ما بين طلوع الشمس الى نصف النهار وقال قتادة وقت الدنيا في اعين القوم حين عاينوا الاخرة. والمراد انه لما يرونه من الاهوال آآ صار بقاؤهم في القبور مدة يسيرة في نظرهم. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد