الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد ففي هذا المجلس نتكلم على تفسير سورة الانفطار وسورة الانفطار ذكر المفسرون لها عدة اسماء فقيل سورة الانفطار وقيل سورة اذا السماء ان فطرت وقيل سورة فطرت وقيل سورة منفطرة وكلها مأخوذة من اول اية في السورة اذا السماء انفطرت وهي مكية بالاتفاق نوعها مكية باتفاق المفسرين وترتيبها في النزول هي هي السورة الثانية والثمانون في عداد النزول نزلت بعد سورة النازعات وقبل سورة الانشقاق وعدد اياتها تسع عشرة اية ورد في فضلها ما سبق الحديث الذي سبق وان ذكرناه في سورة التكوير سنده صحيح من حديث ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره ان ينظر الى يوم القيامة رأي عين فليقرأ اذا الشمس كورت واذا السماء فطرت واذا السماء انشقت وايضا مما ورد في فضلها ما رواه النسائي واصله في الصحيحين روى النسائي عن جابر قال قام معاذ رضي الله عنه فصلى العشاء الاخرة فطول فقال النبي صلى الله عليه وسلم افتان انت يا معاذ اين كنت عن سبه اسم ربك الاعلى والظحى واذا السماء انفطرت واذا السماء انفطرت اه يعني اصل الحديث في الصحيحين في البخاري ومسلم لكن ذكر اذا السماء انفطرت هذه من افراد النسائي والحاصل ان هذا فيه دليل على ان السنة او قبل ذلك نشير الى اه يعني معنى الحديث الذي في الصحيحين ان معاذ صلى باصحابه فابتدأ بسورة البقرة فانفتل رجل وصلى وحده ثم ذهب فلما سلم معاذ سأل عنه فاخبروه فقال منافق سمع الرجل بهذا وذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره بانه صاحب ظهر يعالجه عنده مزرعة يثنى على بعيره طيلة اليوم فاذا جاء المساء واذا هو يعني متعب فطلب النبي صلى الله عليه وسلم معاذ فغضب عليه غضبا شديدا وقال افتان انت يا معاذ ثم قال انما كان يكفيك ان تقرأ بسبح اسم ربك الاعلى اذا السماء انفطرت اذا السماء انشقت بعض الروايات الضحى وهذا فيه دليل ان الاغلب والاعم ان يقرأ الامام في صلاة العشاء من اوساط المفصل اه من اوساط المفصل واوساط المفصل المفصل من سورة قاف الى اخر المصحف الى سورة الناس وطواله من سورة قاف الى النبأ واوساطه من سورة النبأ الى الضحى وقصاره من الضحى الى الناس الى سورة الناس هذه السنة لكن لا مانع ان يقرأ احيانا ويطيل في بعض الاحيان لا بأس لكن الاعم الاغلب وفيه رسالة الحقيقة للذين يصلون بالناس وخاصة الان في هذه الايام بسبب هذا الوباء نسأل الله عز وجل ان يرفعه عنا وعن المسلمين اه يصلي الناس في بيوتهم وربما يصلون التراويح هذا ايضا شيء عظيم ان يصلوا التراويح ويجمع الرجل اهله لكن ايضا ينبغي له ان يتفطن الى عدم الاطالة عليهم لئلا يملهم كما انه في المقابل هناك من ينقر الصلاة نقرا هذا لا يجوز وانما يكون وسط لكن لو كان يصلي وحده يطيل ما شاء لكن اذا كان يصلي معه اهله لو انه صلى احدى عشرة ركعة وهذا الافضل لان ام المؤمنين عائشة تقول في البخاري ما زاد النبي صلى الله عليه وسلم في رمظان ولا غيره على احدى عشرة ركعة وثبت انه صلى ثلاث عشرة فيصلي بهم احدى عشرة ركعة او ثلاثة عشر ركعة آآ يقرأ بحدود نصف الجزء الا اذا كان عندهم رغبة ونشاط تصلى بهم في جزء لا بأس لكن نصف جزء مناسب ليس طويلا وليس قصيرا فينبغي للاخوان يلاحظوا هذا حتى يشجعوا اهل بيتهم على الصلاة ولا تثقل عليهم الصلاة يقول الله جل وعلا اذا السماء انشقت اذا السماء انفطرت ومعنى انفطرت اي انشقت كما قال جل وعلا السماء منفطر به وكما قال جل وعلا في سورة الانشقاق وستأتي اذا السماء انشقت وقيل انها ان السماء تشققت لاجل نزول الملائكة منها كما قال جل وعلا ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا وقيل انها تشققت من عظمة الله وهيبته جل وعلا والحاصل ان هذا من احداث القيامة اذا السماء انفطرت واذا الكواكب انتثرت الكواكب جمع كوكب وهي النجوم انتثرت ومعنى انتظرت يعني تساقطت وتناثرت وتغير نظامها واذا البحار فجرت قال علي ابن ابي قال ابن عباس فجر الله بعضها على بعض يعني فجرت على بعضها وفتح بعضها على بعض فصارت بحرا واحدا وقال قتادة اختلط عذبها بمالحها وهو بمعناه واذا البحار هجرت واذا القبور بعثرت ومعنى بعثرت يعني حرك التحرير تحريكا شديدا فاخرج ما فيها من الاموات بحثت القبور واخرج ما فيها من الاموات وهذا عند الصيحة الثانية والنفخة الثانية تبعثر القبور ويخرج من فيها ويحضرون يقومون بين يدي رب العالمين للمجازات علمت نفس ما قدمت واخرت. في ذلك الوقت اذا حصلت هذه الامور علمت كل نفس ما قدمت من العمل وما اخرت ووجدوا ما عملوا حاضرا وقال جل وعلا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا يجد الانسان عمله كله خيره وشره قال جل وعلا يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم هذا الاستفهام باستفهام انكار تعجيبي تعجبي من حالهم ما الذي غركم؟ قيل المراد به الانسان هنا كفار قريش وقيل به الكافر المراد به الكفار وقيل عموم الناس جنس الانسان فالكفار اغتروا وبعض المسلمين يغترون ويقعون فيما حرم الله عليهم فيكون المعنى اي شيء غرك بالله حيث كذبت في البعث اذا كانت في الكفار حيث كذبتم في البعث والنشور او ما الذي غرك ايها العاصي بربك الكريم فهو استفهام انكاري الذي غره جاء عن السلف عن عمر رضي الله عنه وغيره قال غره جهله غره بالله جهله بالله وبحقه وبعظمته وبما يجب له وقال بعضهم غره الشيطان والقولان متلازمان وهذا الصواب ان هذا تهديد تهديد لهم لا قال ابن كثير هذا تهديد له كما يتوهمه بعض الناس من انه ارشاد الى الجواب حيث قال الكريم حتى يقول قائلهم غره كرمه بعض الجهال وذكروا ابن القيم ايضا في الجواب الكافي قالوا ان هذا تلقين العبد حجته يوم القيامة اذا سئل ما غرك بربك الكريم يقول غرني كرمه وهذا فهم سقيم خاطئ قال قال ابن كثير بل المعنى في هذه الاية ما غرك يا ابن ما غرك يا ابن ادم بربك الكريم؟ اي العظيم حيث اقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق كما جاء في الحديث يقول ابن ادم يقول الله تعالى يوم القيامة يا ابن ادم ما غرك بي يا ابن ادم ماذا اجبت المرسلين فالحاصل ان هذا تهديد وتوبيخ وانكار ما الذي غرك بربك وهو الكريم الحليم صبر عليك واكرمك واعطاك فما الذي غرك؟ لماذا لم تؤمن به؟ ولماذا لم تصدقه؟ لماذا لم تؤمن بالبعث والنشور؟ ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك هذا من كرمه خلقك واوجدك من العدم ولم تكن شيئا فسواك جعلك مستوي الخلقة قال ابن كثير اي جعلك سويا مستقيما معتدلا القامة منتصبها في احسن الهيئات والاشكال خلق فسواك فعدلك هذا لك فيها قراءتان فعدلك والقراءة الاخرى فعدلك فعد لك وقراءة التخفيف عدلك هذه قراءة عاصم وحمزة والكسائي والجمهور بالتشديد والمراد انه عدل خلقك وجعل خلقك سويا لم يجعلك مثل البهائم سوى خلقك يدان بطول بعضهما. اصابع كذلك متساوية اليد مع اليد والقدم مع القدم وجعلك مرفوع القامة اذا مشيت بينما غير ابن ادم يمشي على اربعة ورأسه مطمئن فخلق الله عز وجل الانسان في احسن تقويم هذا من فضل الله جل وعلا على عباده تكريمه لبني ادم الذي خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبك ومعنا في اي صورة ما شاء ركبك؟ قال مجاهد في اي شبه اب او ام او خال او عم قال بعض المفسرين اي جمع اي جمع خلقك في شكل خاص بك ماثل في الشبه الى ام او اب او عم او خال او غيرهم فالله جل وعلا صورك بالصورة التي اراد وحسن صورتك ولهذا جاء عن بعض السلف جاء عن عكرمة انه قال ان شاء صورك في صورة قرد وان شاء صورك في صورة خنزير وجاء عن ابي صالح ايضا قال ان شاء صورك صورة كلب وان شاء في صورة حمار وان شاء في صورة خنزير ومعنى كلامهم هذا كما قال ابن كثير قال ومعنى هذا القول عند هؤلاء ان الله قادر على خلق النطفة على شكل قبيح من الحيوانات المنكرة الخلق ولكن بقدرته لطفه وحلمه يخلقه على شكل حسن مستقيم معتدل تام حسن المنظر ولا شك انه الانسان ان الله يصور الخلق وقد يصوره على صورة احد من اقاربه ابيه او جده او عمه او احد من اقاربه كما جاء في الحديث الرجل الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان اه امرأتي اه ولدت غلاما اسود فقال هل لك من ابل؟ قال نعم. قال فما الوانها؟ قال حمر قال فهل فيها من اورق لو انه مخالف لبقية الابل قال نعم قال فانى اتاه اتاها ذلك قال عسى ان يكون نزعه عرق عرق متقدم لهذا البعير ليس من الابل القريبة قال النبي وهذا عسى ان يكون قد نزعه عرق ولدك هذا الذي جاء اسود لعله نزعه عرق فدل على ان الانسان قد ينزعه عرق من ابيه او امه او جده او نحو ذلك. فالحاصل ان الله جل وعلا صور العباد في اي صورة شاءها هو باي صورة شائها جل وعلا وهدا على قدرته سبحانه وتعالى. في اي صورة ما شاء ركبك كلا بل تكذبون بالدين وكلا قيل حقا معناها حقا وقيل هي كلمة ردع وزجر والمراد انه يوبخ الانسان يعني كلا ردع وزجر عما توهمه الانسان او ما او تكذيبه بالبحث بالبعث واغتراره بالله فقال كلا ليس الامر كما تقول بل تكذبون بالدين بل هنا قيل انها للاضراب لابطال قولهم انه لا بعث. وقيل انها للانتقال فبدل من بين عدم صحة قولهم انتقل الى بيان اخر وهو تكذيبهم الى الدين يعني بعد ان ذكر ابطل اغترارهم بالله جل وعلا ذكر وانتقل الى الكلام على انهم يكذبون بالبعث كلا بل تكذبون بالدين والدين هو الجزاء والحساب يعني يوم القيامة مالك يوم الدين. وان عليكم لحافظين. جعل الله على كل عبد ملائكة حافظين عن اليمين وعن الشمال وملائكته يحفظونه من امر الله. قال جل وعلا كراما كاتبين. هذا بيان لهؤلاء الملاكة الملائكة الحافظين انهم كراما على الله جل وعلا وكرام في اخلاقهم وصفاتهم ومن ذلك انهم مأمونون امناء على ما وكل اليهم كاتبين يكتبون ما تفعلون يعلمون ما تفعلون يكتبون على العبد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد لكن قوله هنا يعلمون ما تفعلون فيه زيادة بيان وهو انهم يعلمون كل ما تفعله ليس فقط القول بل كذلك بقية الافعال. اذا يحصى عليك كل شيء يا عبد الله ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. يكتب عليه. كذلك ايضا لو انه فعل فعلا من غير ان يتكلم اشار بيده او ضرب احدا بيده او حرك عينه استهزاء او غمزا او حرك رأسه وما شابه ذلك مجرد فعل كل ذلك يعلمه هؤلاء الملائكة الكرام الحفظة الكاتبون ويكتبونه ويكتبونه عليك. فانتبه يا عبد الله لست مهملا لا تظن انك اذا كنت خاليا او لا يسمعك من تتكلم به ان ذلك يروج او ان ذلك يخفى على الله جل وعلا حاشا وكلا فانتبه لنفسك اضبط امرك لا تقل ما يعتذر منه لا تفعل ما يعتبر منه لانك ستسأل يوم تقف بين يدي الله عز وجل. فاذا اردت ان تقدم على كلام او على فعل انظر هل هذا يرضي الله ام لا فان كان يرضي الله اقدم ان كان مباحا لا بأس لكن لا تكثر منه يجرك الى ما لا يباح اما اذا كان محرما لا يجوز لك ان تفعله قال جل وعلا يعلمون ما تفعلون ان الابرار لفي نعيم اي في ذلك اليوم يوم بعثرة يوم انفطار السماء وبعثرت القبور وتساقط النجوم والكواكب الناس ينقسمون الى قسمين لا ثالث لهما اما ان يكونوا من اهل النعيم واما ان يكونوا من اهل الفجور فقال جل وعلا ان الابرار لفي نعيم ان الابرار في نعيم في غاية النعيم وهو دخول الجنة منعمون غاية النعيم وان الفجار لفي جحيم فجار لانهم فجروا وكذبوا ومن فجورهم الكفر والقول على الله بغير علم والكذب وان الفجار لذي جحيم. اي في النار والجحيم اسم من اسمائه يدل على وصف من اوصافها وهو شدة حرارتها يصلونها يوم الدين يصلونها ان يدخلونها يوم الدين والصليو في الاصل بلغة العرب الصلي هو التسخين بالنار دون ان يمس النار ومنه شاة مصرية لكن استخدم بعد ذلك في كل من دخل في امر من الامور. يقال صلاة كذا يقال صلا الحرب يعني اذا دخل وقاتل فكذلك يصلونه يعني يدخلونه ويكونون في وسط النار. نعوذ بالله. يصلونها يوم الدين اي يوم القيامة يوم الجزاء والحساب حينما يدانون باعمالهم وما هم عنها بغائبين لا يغيبون او يتأخرون او ينسون جميع الناس يبعثون من لدن ادم الى اخر رجل تقوم عليه الساعة كلهم لا يغيب احد ولا يختفي احد حتى الذي اكلته الطير او غرق في البحر او اكلته النار او السباع وما هم عنها بغائبين وما ادراك ما يوم الدين ضخم شأنه وهوله وعظمه وما ادراك ما يوم الدين ما ادراك ما هو يوم الدين يوم الجزاء والمحاسبة يوم القيامة ما هو؟ ثم كرر واكد مرة ثانية وهذا اذا زيادة في التفكيم والتهويل والتعظيم لشأن هذا اليوم حتى يعد المسلم له عدته ويحذر منه. قال وما ادراك ما يوم الدين؟ ثم بينه قال يوم لا تملك نفس لنفس شيئا يوم الدين هو ذلك اليوم الذي لا تملك فيه نفس لنفس شيئا يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه. لماذا؟ لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه كل يقول نفسي نفسي يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله جل وعلا والامر كله لله في الدنيا وفي الاخرة ولكن هنا كما قال قتادة قال والامر والله اليوم لله ولكنه لا ينازعه فيه يومئذ احد يعني الان هناك من يملك يملكه الله يجعل له امر يتصرف فيه يتسلط الكفار يفعلون بعض الاشياء لكن يوم القيامة يستوون جميعا ما لي احد امر كلهم خائفون وجلون واقفون للجزاء والحساب ثم قال جل وعلا او ثم نتكلم على سورة المطففين نتكلم على سورة المطففين على ما امكننا منها. فنقول اولا اسماؤها يقال لها سورة المطففين ويقال سورة ويل للمطففين هو الامر في هذا هين واما نوعها فاختلف العلماء فيه. فقال ابن عباس في القول الاصح عنه وعكرمة والحسن ومن معهم هي مدنية وقال ابن مسعود والضحاك معهم هي مكية وقيل سورة المطففين مكية الا ثمان ايات من اخرها ورجح كل قول جمع من اهل العلم والذي يظهر والله اعلم ان الصواب انها مدنية وقيل بل نزلت في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر في الطريق نزلت بين مكة والمدينة ولهذا بعضهم يقول هي اخر سورة نزلت هي اخر سورة مكية نزلت لانها نزلت في الطريق ولهذا المكي والمدني المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها لكن تكلم العلماء عن القرآن الذي نزل والنبي صلى الله عليه وسلم مهاجر في طريقه الى المدينة فاكثر اهل العلم يلحقونه بماذا يلحقونه بالمكي لانه لم يصل المدينة بعد ولا يعتبر مدني الا بعد وصول المدينة ولكن كما قلت الذي يظهر والله اعلم انها مدنية والدليل على ذلك ما رواه النسائي وابن ماجة بسند صححه الحافظ ابن حجر والحاكم الذهبي وحسنه الالباني عن ابن عباس قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من اخبث الناس كيلا فانزل الله تعالى ويل للمطففين فحسنوا الكيل بعد ذلك اذا هذا نص صريح من ابن عباس انها نزلت بعد ما وصل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ترتيب نزولها هي السورة السادسة والثمانون بعداد نزول السور نزلت بعد سورة العنكبوت وقبل سورة البقرة قال جل وعلا ويل للمطففين. ويل معناه الهلاك والخسارة والدعاء عليه بذلك المطففين جمع مطفف والمراد به الذي يطفف في الكيل والوزن. والتطفيف هو النقص في الكيل او الوزن فلهم الويل والهلاك والخسارة. وهذا دليل ان هذا عمل من كبائر الذنوب. ويكفي هذا تحذيرا منه. ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوون الذين اذا اكتالوا اي اخذوا كيلهم او وزنوا الناس اخذوا كيلهم تاما غير ناقص يستوفونه ويأخذون حقهم كاملا وربما يأخذون شيئا من من حق الناس واذا كالوهم وزنوهم يخسرون اذا كالوا الناس وباعوا عليهم وكانوا لهم او وزنوهم لان الكيل يراد به الحجم الصاع كاين واما الوزير هذا في الميزان هذا ثقل فالكيل يقصد به الحجم يراعى به الحجم والوزن يراعى به الثقل فهم اذا كالوا الناس اول زنوب يخسرونهم ينقصونهم من حقهم ثم قال الا يظن اولئك انهم مبعوثون تهديد ووعيد شديد هو استفهام انكاري وقيل تعجيب من حالهم وجرأتهم على الله انهم مبعوثون لان المبعوث سيجازى على اعماله كلها ومعنى يظنون يوقنون بان الظن يأتي بمعنى اليقين ويأتي بمعنى الظن وقد جاءت ايات في التحذير من بخس الكيل كما قال جل وعلا واوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم. ذلك الخير واحسن تأويلا وقال جل وعلا واوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا الا وسعها وقال جل وعلا واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان وثبت ايضا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا وزنتم فارجحوا اذا وزنتم فارجحوا. اذا وزنت لغيرك ارجح قليلا حتى يميل للميزان. او يزيد على المقدار. كيلو يزيد قليلا او اذا كم ميزان له كفتان تضع الكيل حتى يرجح بالكفة الاخرى لتوفي حقوق الناس قال جل وعلا الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم اللام هنا لام التوقيت كقوله اقم الصلاة لدلوك الشمس والمراد باليوم العظيم هو يوم القيامة ووصفه بالعظيم باعتبار عظمة ما يقع فيه من الاهوال يوم يقوم الناس لرب العالمين وهو يوم يقوم الناس لرب العالمين حينما يبعثون ويقومون على اقدامهم حفاة عراة غرا غير مختونين يقفون على اقدامهم خمسين الف سنة في يوم كان مقداره خمسين الف سنة والعرق فيهم على قدر اعمالهم. فمنهم من يبلغ كعبيه ومنهم من يبلغ ركبتيه ومنهم من يبلغ نصف بدنه ومنهم من يلجمه العرق ومنهم من يغطيه حسب اعمالهم يوم يقوم الناس لرب العالمين ونكتفي بهذا القدر ونكمل ان شاء الله في المجلس الذي يليه والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد