الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد اه نكمل تفسير سورة البروج. اه كنا قد انتهينا الى قوله جل وعلى قتل اصحاب الاخدود بعد ان اقسم الله جل وعلا بالسماء ذات البروج ومعنى ذات البروج يعني صاحبة البروج والبروج هي كواكب او هي اه منازل الشمس والقمر. اه واليوم الموعود وهو يوم القيامة وشاهد ومشهود. كل شاهد راء ومرئي وكل من شهد على شيء او شهد عليه ومن ذلك يوم الجمعة ويوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم وامته قتل اصحاب الاخدود لعن اصحاب الاخدود آآ بسبب فعلهم القبيح واصحاب الاخدود اختلف العلماء فيهم فجاء عن مقاتل انه قال كانت الاخدود ثلاثة واحد بنجران باليمن والاخرى بالشام والاخرى بفارس حرقوا او حرقوا بالنار اما التي بالشام فهو انطنا نوس الرومي واما التي بفارس فهو بخت نصر واما التي بارض العرب فهو يوسف ذو نواس. فاما التي بفارس الشام فلم ينزل الله تعالى فيهما قرآنا وانزلا في التي كانت بنجران ونحوي ايضا جاء اه عن السدي انه قال كانت الاخدود ثلاثة خد بالعراق وخد بالشام وخد باليمن وذهب جمع من المفسرين الى ان اه المراد هنا انما هو اه الخد الذي اه او الاخدود الذي في اليمن آآ وكانوا قوما يعني نصارى على دين النصرانية قبل تحريفها. وكان الذي عذبهم قوم من الكفار الوثنيين غير مؤمنين. قتل اصحاب الاخدود اي لعنوا على فعلهم القبيح لانهم خدوا قديم وشق الشقوق داخل الارض. قال جل وعلا النار ذات الوقود يعني جعلوا فيها وضعوا في هذه الاخاديد او هذه الاخدود نار وضعوا فيها نارا ذات وقود يعني وضعوا نارا اي وضعوا فيها حطبا واوقدوه فصار نارا تتلظى. النار ذات النار ذات الوقود. اذ هم عليها قعود. اي هؤلاء الكفار اعداء الله اه قعود على النار يعني على حافة هذه اه على حافة هذه الاخاديد وهذه وهذه الشقوق الحفر التي شقوها كانوا جالسين عليها ينظرون او ويعذبون المؤمنين ويلقونه ويلقونه فيها اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. ايضا هم حاضرون هم حاضرون على ما يفعلون بالمؤمنين يشاهدون ذلك وينظرون اليه. وهذا دليل على يعني على خبثهم وعلى تشفيهم من المؤمنين لانهم كانوا قائدين على اطراف هذه الاحاديث وايضا كانوا يلاحظون وينظرون ويشهدون ما يقع لهم من سقوطهم في النار وموتهم ولم يكن في قلوبهم رحمة وانما كانوا يفعلون ذلك زيادة في التكبر والتجبر واذية المؤمنين اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد. يعني ما على هؤلاء المؤمنين الذين احرقوهم بالنار اه الا انهم كانوا يؤمنون بالله. والذي يؤمن بالله لا لا لا لا يجوز ان يقم عليه. بل بل يجب ان يقال جزاك الله خيرا. هذا هو الواجب عليك وعلى جميع الخلق. فالحاصل انهم ما نقموا عليهم وما عابوا عليهم وما انكروا عليهم وما عتبوا عليهم الا الايمان بالله سبحانه وتعالى وهو الامر الذي خلقوا له وهذا يعني يبين شناعة اعتداء هؤلاء القوم عليهم واحراقهم بالنار مع انهم لا ذنب ولا جرم لهم وما ذنب وما نقم عليهم الا انهم يؤمنون بالله العزيز الحميد. العزيز ذو العزة التي لا ترام. الغالب على امره وهو الحميد اي المحمود على افعاله وعلى تقديراته وعلى شرعه فهو وان كان حصل للمؤمنين عذاب لكن الله جل وعلا محمود على كل ما يقدره. لان هذا اجلهم وهم بذلك صاروا الى الجنة فهذا العذاب الذي وقع بهم كان سببا لدخولهم الجنة ونجاتهم من النار وايضا اخذ اعدائهم وعذبهم عذابا شديدا كما سيأتي. ثم قال الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شيء شهيد اه اخبر ان عن عظمة ملكه جل وعلا فهو جل وعلا العزيز الحميد الذي يملك السماوات والارض وما بينهما وما فيهما كلها تحت ملكه وتحت تصرفه هو الذي اوجدها ويتصرف فيها. والله على كل شيء شهيد. فالله جل وعلا يشهد كل شيء يراه ويبصره على العباد اعمالهم مسلمهم وكافرهم ويحسن هنا ان نذكر اه قصة اصحاب الاخدود او نكمل آآ الاية المتبقية في السياق قال جل وعلا ان الذين فتنوا والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق. ان الذين فتنوا اي عذبوا آآ المؤمنين وصدوهم عن سبيل الله او قتلوهم او خدوا لهم الاخاديد والقوهم والقوهم فيها. وهذا يشمل كل من فتن المؤمنين والمؤمنات فيدخل فيه اصحاب الاخدود دخولا اوليا ويدخل فيه ايضا من فعل ذلك من كفار قريش كابي جهل وامية بن وغيرهم الذين عذبوا المؤمنين كبلال وعمار وغيرهم ويدخل فيهم كل كافر عذب المؤمنين وفتنهم في دينهم ومن اجل دينهم فهؤلاء ان لم يتوبوا قبل موتهم التوبة النصوح بان يقرعوا عن الذنب واولا يتوبون مخلصين لله ويقلعون عن الذنب ويندمون على فعله ويعزمون الا يعودوا اليه العمل فيؤمنون بالله جل وعلا فلهم عذاب جهنم لهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق فلهم عذاب انما على كفرهم ولهم عذاب الحريق هذا عذاب زائد مقابل فتنهم للمؤمنين وخاصة اصحاب الاخدود تحريرا للمؤمنين. وقيل ان عذاب جهنم هنا يراد به الزمهرير. وهو غاية الشدة والبرودة. فلهم غاية فلهم عذاب في غاية البرودة اه ولهم مقابل احراقهم ايضا للكافرين عذاب حريق وهو شدة الحرق او او النار المحرقة الشديدة. قيل ان عذاب الحريق هو تأكيد من عذاب جهنم ونص على بعض ما يقع آآ فيها من عذاب آآ لهم وقيل ان عذاب الحريق قدر زائد ايضا على عذاب جهنم فهذا خاص بالذين قاموا بحرق الكافرين فلهم عذاب جهنم يعذبون كما بقية الكفار ولكن لهم عذاب زائد وهو عذاب الحريق. نعوذ بالله من ذلك. وهذا دليل على شدة الوعيد فويل للذي يفتن المؤمنين والمؤمنات ويتعرض لهم فالواجب ان يحسن الى المؤمنين والمؤمنات وان يعانوا وان يتلطف معهم وان دعا لهم وان يقال جزاكم الله خيرا وكثر من امثالكم. فويل للذي يفتنهم ويحاول ان يصدهم عن دينهم. ويعني يمنعهم من دينهم فهو في اسوأ المنازل. نعوذ بالله. واذكر هنا ما رواه مسلم. ما رواه الامام احمد ومسلم في قصة اصحاب فانها قصة فيها عبرة وعظة. آآ قال الامام احمد آآ حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى عن صهيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان في من كان قبلكم ملك وكان له ساحر فلما كبر الساحر قال للملك اني قد كبر سني وحضر اجلي فادفع الي غلاما لاعلمه السحر فدفع اليه غلاما فكان الساحر يعلمه السحر وكان بين الساحر وبين الملك راهب فاتى الغلام على الراهب فسمع من كلامه فاعجبه نحوه وكلامه. وكان اذا اتى الساحر ضربه وقال ما حبسك؟ يعني لماذا تأخرت واذا اتى اهله ظربوه وقالوا ما حبسك؟ فشكى ذلك الى الراهب الراهب معناته العابد. قد يكون العالم ايضا من بني اسرائيل آآ من النصارى قال فشكى ذلك الى الراهب فقال له اذا اراد الساحر ان يضربك فقل حبسني اهلي واذا اراد اهلك ان يضربوك فقل حبسني الساحر قال فبينما هو ذات يوم اذ اتى على دابة عظيمة فظيعة قد حبست الناس فلا يستطيعون ان يجوزوا يعني وهو ماشي وجد دابة عظيمة مخيفة قد سدت الطريق على الناس ما احد يستطيع يتجاوز هذه الدابة لعظمها وهولها وخطرها قال فقال الغلام اليوم اعلم امر الراهب امر الراهب احب الى الله ام امر الساحر؟ قال فاخذ حجرا فقال اللهم ان كان امر الراهب احب اليك وارضى من امر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوز ورماها فقتلها. ومضى الناس واخبر الراهب فاخبر الراهب بذلك. او هو الراهب بذلك فقال اي بني انت افضل مني وانك ستبتلى. فان ابتليت فلا تدل علي. فكان الغلام يبرئ الاكمه والابرص وسائر الادواء ويشفيهم باذن الله. وكان للملك جليس فعمي يعني اصابه العمى فسمع بالغلام فاتاه بهدايا كثيرة. فقال اشفني ولك ما ها هنا اجمع. فقال الغلام ما انا اشفي احدا انما يشفي الله جل وعلا. فان امنت به دعوت الله فشفاك. فامن الاعمى فدعا الله ثم اتى الملك فجلس اتى الاعمى الذي كان اعمى. جليس الملك ثم اتى الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس. فقال له الملك يا فلان من رد عليك بصرك؟ فقال ربي قال انا يعني يدعي الربوبية قال انا؟ قال لا. ربي وربك الله. قال ولك رب غيري؟ قال نعم ربي وربك الله. فلم يزل الملك يعذبه حتى دل على الغلام. فبعث اليه. فلما فقال اي بني يقول الغلام بلغ من سحرك ان تبرئ الاكمه والابرص وهذه الادواء؟ قال الغلام ما اشفي احدا يشفي الله عز وجل قال انا؟ قال لا. قال اولك رب غيري؟ قال ربي وربك الله. فاخذه ايضا بالعذاب. فلم يزل به حتى دل على الراهب فاتي بالراهب فقال ارجع عن دينك فابى فوظع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه يعني نشروه بالمنشار بالمنشار حتى سقط شقين. قال وقال للاعمى ارجع عن دينك فابى. فوضع في مفرق رأسه حتى وقع اشقاؤه الى الارض. وقال للغلام ارجع عن دينك فابى. فبعث به مع نفر الى جبل كذا وقال اذا بلغتم ذروته ذروة الجبل يعني اعلى الجبل فان رجع الغلام عن دينه والا فدهدهوه من فوقه انا هو يعني دحرجوه ارموه ليتقلب حتى يصل الى الارض. فذهبوا به فلما علوا به الجبل قال الله اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل دهده اجمعون. هم تدحدروا وسقطوا وماتوا وجاء الغلام يلتمس حتى دخل على الملك فقال ما فعل اصحابك؟ قال كفانيهم الله تعالى فبعث به مع نفر في قرقور والقرقور يعني قارب قارب صغير من القوارب التي تركب في في البحر. قال فبعث به في مع نفر في قرقور فقال اذا زجتم به البحر لججتم يعني دخلتم الى لجة البحر مكان عميق. فاذا لججتم به البحر فان رجع عن دينه والا فغرقوه في البحر فلججوا به البحر فقال الغلام اللهم اكفنيهم بما شئت فغرقوا اجمعين فغرقوا اجمعون. وجاء الغلام حتى دخل على الملك فقال ما فعل اصحابك؟ قال كفانيهم الله تعالى. ثم قال للملك انك لست بقاتل حتى ستفعل ما امرك به فان فان انت فعلت ما امرك به قتلتني. والا فانك لا تستطيع قتلي. قال وما هو؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد ثم تصلبني على جذع وتأخذ سهما من كنانتي ثم تقول بسم الله رب بسم اله رب الغناء رب الغلام. فانك اذا فعلت ذلك قتلتني. ففعل. ووضع السهم في كبد قوسه ثم رماه قال باسمي بسم الله رب الغلام فوقع السهم في صدقه فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات فقال الناس امنا برب الغلام. فقيل للملك ارأيت ما كنت تحذر؟ فقد والله نزل بك. فقد امن الناس كلهم فامر بافواه السكك فخدت فيها الاخاديد. يعني امر بافواه السكك يعني افواه الطرقات الشوارع فجعلوا يحفرون في كل طريق يحفرون شقا حفرة طويلة في الارض ويضعون فيها الحطب ويضربون فيها النار على ضوء ما مر في الايات. قال فامر بافواه السكك فخدت فيها الاخاديد واضرمت فيها ايران وقال من رجع عن دينه فدعوه والا فاقحموه فيها. قال فكانوا يتعادون فيها ويتدافعون فجاءت امرأة بابن بابن لها ترضعه فكأنها تقاعست. يعني لما رأت النار تقاعست او تراجعت تأخرا قليلا فقال ابنها الرضيع وهذا احد الثلاثة الذين تكلموا في المهد فقال الصبي اصبري يا يا اماه فانك على الحق. اصبري فانك على الحق. فصبرت فتقدمت. وهذا هذا الحديث يبين ويفسر الاية والحديث في صحيح مسلم وغيره. ومسند الامام احمد وسنده صحيح وهو انه هذا الملك الطاغي الذي ادعى الالوهية وانه كان اول امره قصته مع الساحر والكاهن والغلام ثم لما رأى الاسلام وان الناس دخلوا فيه آآ حفر لهم الحفر الحفر وشق لهم الطرقات واوقدها نارا فرماهم فيها واكثر مفسرين او جمع من المفسرين يقول ان هذا كان في اليمن. والذين فعل بهم هذا هؤلاء المؤمنون من النصارى. والذي فعله بهم هذا يقال انه من العرب آآ يوسف ذو يزن ويقال انه ملك كافر من سائر الملوك المهم ان انه من الوثنيين. ثم قال جل وعلا اه ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار ذلك الفوز الكبير. آآ كما قدمنا مرارا ان القرآن مثاني من ذلك انه اذكروا مثلا قصة الكفار او عذاب الكفار ثم يثني بنعيم المؤمنين. فهنا ذكر عذاب الكفار في الايات السابقات ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق. ثم هنى بذكر النعيم الذي اعده للمؤمنين. فقال جل وعلا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات جمعوا بين الايمان وهو بالقلوب. لان الايمان لغة هو التصديق عن اقرار. التصديق عن اقرار يعني لا بد ان يصدق ويقر بقلبه بالدين بالايمان بالله بالرسول بما يجب الايمان به وعملوا الصالحات آآ الصالحات آآ هي كل عمل اجتمع فيه الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وعمل الصالحات آآ آآ يكون بالجوارح سواء باللسان وهو النطق باللسان النطق بالتوحيد وبالذكر وبسائر ذكر الله عز وجل او الجوارح يمشي الى الصلاة يصلي اه يعطي الزكاة يتصدق ولهذا اهل السنة والجماعة يقولون الايمان الايمان قول واعتقاد وعمل. قول باللسان وهو نطق شهادة ان لا اله الا الله وهذا اهم ما ينطق به وذكر الله جل وعلا. و عمل بالجوارح وقول باللسان قول باللسان وعمل بالجوارح واعتقاد جنان لابد من عقد القلوب لان الانسان اذا عمل هذه الاعمال الصالحة ونطق بلسانه بالحق لكن قلبه لم يعقده على الايمان هذا هو المنافق فلابد ان تجتمع هذه الامور صدق الظاهر والباطن. قال جل وعلا ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار. هذا دليل يا اخوان ان الجنة لابد لها من عمل. وان كان هذا العمل الذي يعمله العباد ليس كفؤا ولا مساويا الجنة ولا لقيمة الجنة لانها سلعة الله غالية. لكن لكن ربنا الرحمن الرحيم الجواد الكريم قال اعملوا عملكم اليسير الذي لا يساوي الجنة وانا امتن عليكم اوصلكم الى دخول الجنة بعملكم الذي لا يساوي الجنة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اه ما منكم احد يدخل الجنة عمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. قال جل وعلا لهم جنات تجري من تحتها الانهار ذكر هنا جنات بالجمع وبعض النصوص قال جنة عرظها السماوات والارض وبعظها قال جنتين فلا تعارض بين هذه النصوص. فالجنة اذا اطلقت هذا اسم جنس. هي الدار التي اعدها الله لمن اطاعه. وبداخل هذه الجنة جنة تاني جنة للمقربين وجنة لاصحاب اليمين. جنتان لاصحاب للمقربين وجنتان لاصحاب اليمين على ضوء بما جاء في سورة الرحمن وكل واحد من المؤمنين سواء من المقربين من اصحاب الجنتين العليا اللتين هما اكثر واعظم نعيما او من الجنتين العظيمتين اللتين هما دونهما كل منهم له جنات له هو جنات وبساتين ومزارع. ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخر رجل يخرجه الله من النار ويدخله الجنة. يقول الله عز وجل له تمنى. تمنى. تمنى. هو تتراءى له الجنة انها ملأى لان الناس قد اخذوا منازلهم. فيقول له تمنى اطلب فيذكره الله حتى تنقطع به الاماني. ثم يقول الله جل وعلا ايرضيك ان اعطيك مثل الدنيا؟ فيقول اتستهزء بي وانت رب العالمين؟ يقول لا استهزئ بك. ولكني على ما اشاء قدير. ثم قال والحديث في الصحيحين في البخاري ومسلم قال لك الجنة لك لك الدنيا يعني مثل الدنيا لك الدنيا وضعفها وظعفها وظعفها الى ان قال عشرة اظعافها. يا اخوان هذا اخر واحد يخرجه الله من النار بعد ان يعذبه مددا طويلة يعلمها الله جزاء وفاقا جزاء وفاقه على اعماله. ثم ذلك يدخله الجنة. ثم يعطيه عشرة اضعاف الدنيا من لدن ادم الى قيام الساعة. ملك عظيم يا اخوان. ولهذا الجنة الجنة سلعة الله غالية. تحتاج الى عمل وجد واجتهاد قيام على حدود الله. امتناع عن معاصي الله والاكثار من الاعمال الصالحة وخاصة نحن في شهر رمظان الان شهر البر والاحسان الصيام وقراءة القرآن وتفطير الصائمين وذكر الله عز وجل والاحسان الى الناس وصلة الارحام هام الاتصال بالهاتف وسؤال عن حالهم وقضاء حوائجهم لا يلزم ان يختلط بهم ولو عن طريق الهاتف. يمكن هذا فالحاصل ان الانسان عليه ان يجد ويجتهد. قال الله جل وعلا لهم جنات تجري من تحتها الانهار. والانهار جاء بيانها في اية اخرى انها انهار اربعة انواع من ماء لم من ماء غير اس ومن لبن لم يتغير طعمه ومن خمر لذة للشاربين ومن عسل مصفى. انهار مطردة تجري من تحت الانهار. وهذا وهذا في غاية الجمال وغاية الحسن وغاية الانس حينما تجد ليل نهار من تحت آآ الجنات والبساتين. قال ذلك الفوز الكبير. نعم والله ذلك هو الفوز الكبير الذي لا اكبر منه وهو دخول الجنة والنجاة من النار. قال ان بطش ربك لشديد. الاصل في البطش هو الاخذ بعنف وشدة. ويطلق على العقاب المؤلم الشديد. وهو كذلك ان بطش ربك يعني اخذ اخذ ربك وعذابه اذا بطش بالكفار وبالعصاة وباهل الذنوب كما قال جل وعلا وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد. انه هو يبدئ ويعيد جل وعلا. قيل يبدئ العذاب على الكفار ويعيده مرة اخرى. وقيل يبدئ الناس يعني يخلقهم يعيدهم مرة اخرى يعني يبدئهم ثم يميتهم ثم يعيدهم ويخلقهم بعد موتهم. ورجح الطبري ان المراد به العذاب ان انه يبدي يبدأهم بالعذاب وينكل بهم ثم يعيد عليهم هذا العذاب وهم في مزيد من العذاب نعوذ الله كما قال جل وعلا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. قال وهو الغفور الودود جل وعلا. الغفور ذو المغفرة الواسعة فمن تاب اليه غفر له ذنبه وهو الودود جل وعلا. قال ابن عباس الودود الحبيب وقال آآ جمع من مفسرين الودود آآ او قال ابن القيم الودود هو المتودد الى عباده بنعمه الذي يود من تاب اليه واقبل عليه وايظا الودود هو المحبوب. فالله جل وعلا هو الودود من الود فهو الذي يود ويحب اعباء عباده المؤمنين ويحب من تاب اليه. وهو ايضا الودود يوده المؤمنون يحبونه محبة عظيمة لا يعادلها شيء. وهذا يعني يطمع المؤمنين الله سبحانه وتعالى فيطمع في فضل الله فهو الغفور غفار الذنوب فتوبوا اليه وهو الودود الذي يحبكم يحب المؤمنين يحب التائبين يحب المستقيمين على دينه وهو جل وعلا ايضا المودود المحبوب الذي يحب على نعمه والائه ومغفرته وكل خير فهو منه جل وعلا قال جل وعلا ذو العرش المجيد اي هو صاحب العرش المجيد والعرش عرش الرحمن هو اكبر المخلوقات وهو اعظم المخلوقات وهو اعلى المخلوقات يستوي عليه الرب جل وعلا الرحمن على العرش استوى وهو مخلوق ولكن يستوي عليه وليس به اليه حاجة افالعرش محتاج الى الله والله غني عنه وعن غيره. ذو العرش المجيد ومعنى المجيد الكريم. وقرأ المجيد ذو العرش المجيد وهذه قراءة سمعية قراءتان سبعيتان على قراءة الظم المجيد فهو وصف لله جل وعلا ذل ذو ذو العرش المجيد ذو راجع على الله المجيد اي اي الله ذو المجيد الله المجيد وقرأ المجيد بالكسر على انه وصف للعرش. لان العرش مضاف اليه. ذو العرش المجيد وكلاهما حق. فالله جل وعلا هو المجيد وهو الكريم. وهو الذي بلغ الغاية في الكرم والفضل. وكذلك عرش عرش كريم وعظيم وهو اعظم المخلوقات. قال جل وعلا فعال لما يريد جل وعلا. فعال لما لا يريد اذا اراد شيئا انما يقول له كن فيكون لا يعجزه شيء. جل وعلا وهذا دليل على قوته وقدرته. ولهذا يجب ان يعبد من كان هكذا هو الفعال لما يريد يجب ان يعبد وتخلص له العبادة لانه القادر على كل شيء. ثم قال جل وعلا هل اتاك حديث الجنود؟ وهذا الاستفهام للحظ والتنبيه والاهتمام. يقول الله عز وجل لنبيه وهو خطاب ايضا لامته. هل اتاك حديث الجنود؟ حديث يعني خبر الجنود ثم فسر هؤلاء الجنود فقال فرعون وثمود. نعم قد جاء خبرهم فقد قص الله عز وجل علينا قصص فرعون في مواضع كثيرة من القرآن وفي سور كثيرة. وكذلك خبر ثمود مع صالح اخبر الله عز وجل باخبارهم بقصصهم فجاءنا قصصهم وخبرهم وعلمناه وجاءنا تفصيله هل اتاك حديث الجنود؟ وامان الجنود يعني الجماعات المجندة فقد كان فرعون معه جنود كثيرة وبشر لا يحصون وكذلك آآ قوم صالح قوم ثمود ولكن ابادهم الله عز وجل لما كذبوا وطغوا قال بل الذين كفروا في تكذيب بل هنا اظراب انتقالي فانا انتقل الى الاخبار بان الكفار في تكذيب من امر الله لا يؤمنون بالله عز وجل ولا يستجيبون لامره ولذلك كذب آآ فرعون وثمود فاخذهم الله اخذ عزيز مقتدر لانهم لم يؤمنوا ولم يصدقوا قال والله من ورائهم محيط قد احاط بهم وباعمالهم وبافعالهم لا يخفى عليه شيء وكذلك احاط بهم اهلكهم ودمرهم جزاء وفاقا ثم قال بل هو قرآن مجيد هذا ثناء على القرآن فهذا الخبر جاءك في كتابنا في القرآن الذي انزلناه على نبينا وهو قرآن مجيد اي كريم على الله جل وعلا وذو صفات عظيمة في لوح محفوظ في لوح محفوظ عند الله جل وعلا ولهذا قال الحسن الحسن البصري قال ان هذا القرآن المجيد عند الله في لوح محفوظ ينزل منه ما يشاء على من يشاء من خلقه وجاء عن انس بن مالك انه قال ان اللوح المحفوظ آآ هو الذي ذكر في قوله بل هو قرآن مجيد في جبهة اسرافيل. وقيل وجاء ايضا عن عبدالرحمن بن سليمان ايظا ان اللوح المحفوظ بين عيني اسرافيل والله اعلم لكن لا شك انه لوح محفوظ عند الله جل وعلا قد حفظ الله فيه القرآن وما اراد كل شيء في كتاب مبين وبهذا نأتي على نهاية سورة البروج. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على ورسوله نبينا محمد