الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله. نبينا محمد على اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد نتكلم في هذا المجلس على تفسير سورة اعلى وكنا قد ذكرنا آآ بعض آآ المسائل المتعلقة بها كفضلها واسماء واسمائها نوعها وعدد اياتها وترتيب نزولها. اه يقول الله جل وعلا سبح اسم ربك الاعلى. اه التسبيح هو تنزيه لله جل وعلا والتبرئة له آآ عن كل نقص وعيب. مع التعظيم له جل وعلا اه الانسان اذا سبح اي نزه والله يقول سبح اي نزه ربك عن كل نقص وعيب سبح اسم ربك الاعلى آآ قال آآ الطبري او ذكر الطبري قولا عن بعض المفسرين قال عظم ربك الاعلى لا رب اعلى واعظم منه. ثم رجح الطبري ان معنى سبح اسم ربك الاعلى. اي نزه اسم ربك ان تدعو به الاوثان او الالهة من دون الله جل وعلا. اذا التسبيح كونوا باسم الله سبحان الله ويسبح الله جل وعلا لا يكون باسماء الالهة والاصنام ويكون باسم الله العلي الاعلى ولهذا قال سبح اسمك سبح اسم ربك الاعلى. والاعلى هذا وصف لله جل وعلا. وهذا على ان الله جل وعلا في جهة العلو. وهذا هو عقيدة اهل السنة والجماعة ان الله جل وعلا فوق العرش بائن من الخلق وانه في جهة العلو ادل على هذا اه ايات كثيرة واحاديث اثار حتى ان اه الحافظ الذهبي رحمه الله الف كتابا سماه كتاب العلو فحشد فيه الادلة الى الكتاب والسنة والاثار على اثبات علو الله جل وعلا. وهذه عقيدة اهل السنة والجماعة وهذا حق لا شك فيه. وهذا ايضا دلت عليه النصوص كما في هذا الكتاب كما في هذه الاية سبح اسم ربك الاعلى. ما معنى الاعلى؟ يعني في جهة العلو. وقال اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال وهو القاهر فوق عباده. امنتم من في السماء الرحمن على العرش استوى. ادلة كثيرة وكذلك السنة ايضا جاء فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم يوم آآ عرفة والحديث في الصحيحين انه لما سأل الصحابة ما انتم قائلون انكم مسؤولون عني فما انتم قائلون قالوا نشهد انك بلغت واديت ونصحت رفع سبابته الى السماء يشير الى ربه فقال اللهم فاشهد وينكت بها الى الصحابة وهم تحته لانه كان على الناقة. اذا النبي صلى الله عليه وسلم رفع اصبعه الى السماء. وكذلك لما جاءت الجارية الذي اراد آآ سيدها ان يعتقها قال لها النبي صلى الله عليه وسلم اين الله؟ قالت في السماء. قال من انا؟ قالت انت رسول الله. قال اعتقها فانها مؤمنة. واما من قال ان الله ليس في جهة من الجهات الست ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا امام ولا خلف فهذا قول باطل بل من افضل الباطل. لان هذا عدم. هذا عدم هذا معدوم. هذا ما هو رب ولا شيء. ما دام ليس في جهة من الجهات الست هذا معدوم عدم و يجب ان يعتقد المسلم ان الله جل وعلا في جهة العلو ولا مانع ان يشير بيده الى السماء يقول الله في السماء لكن لا يعني ذلك ان السماء تقله او تحيط به جل وعلا فهو اكبر وهو الكبير اكبر من كل شيء. وكل ما في السماوات والارض كله محتاج اليه والسماء يطلق على السماوات المعروفات الطباق ويطلق على كل كل ما علاك كل ما علا فهو سماء. فالله في جهة العلو. سبح اسم ربك الاعلى. اورد ابن كثير ما رواه الامام احمد عن عقبة بن عامر الجهني قال لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم اه قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت سبح اسم ربك الاعلى قال اجعلوها في سجودكم آآ ورواه ابو داوود وابن ماجة بسند صحيح اذا تقول سبحان ربي الاعلى في السجود سبحان ربي الاعلى سبحان ربي الاعلى ولك ان تزيد ايضا مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كقول سبحان الله وبحمده سبحان ربي الاعلى وبحمده وكقول سبوح قدوس رب الملائكة والروح آآ او ايضا الصفات الاخرى التي وردت آآ في السجود سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي. وغيرها وردت عدة صفات واستوعبها او يعني ذكر كثيرا منها الشيخ الالباني رحمه الله في كتاب صفة الصلاة وذكرها باسانيدها من اخرجها وحكم عليها. اه ومما يذكر هنا ايضا اه انه جاء في حديث اه رواه ابن جرير صححه ورواه ابو داوود وابن جرير وصححه الشيخ الالباني في صحيح ابي داوود اه من حديث ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا قرأ سبح اسم ربك الاعلى قال سبحان ربي الاعلى. ورواه ابن جرير الطبري بلفظ من حديث ابن عباس كان اذا قرأ سبح اسم رب الاعلى يقول سبحان ربي الاعلى واذا قرأ لاقسم بيوم القيامة فاتى على اخرها قال اه فاتى على اخرها اليس ذلك بقاد على هي الموتى يقول سبحانك وبلى وايضا صححه الشيخ الالباني وآآ سمعت ان شيخنا الشيخ بن باز رحمه الله نقل لاحد طلاب العلم انه كان في مجلس للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله قال لم يثبت الكلام عند قراءة شيء من القرآن في الصلاة الا عند قوله اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى اخر سورة القيامة ثبت انه يقول سبحانك وبلى او سبحانه وبلى. لكن هذا الحديث كما تلاحظون يعني الشيخ ايضا اثبت لانه حتى سبح اسم ربك الاعلى يعني جاء في الحديث ان من حديث ابن عباس انه اذا قال سبح اسم ربك الاعلى يقول سبحان سبحان ربي الاعلى اه قال جل وعلا سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى اي خلق وسوى كل مخلوق في احسن الهيئات. اذا الذي خلق كل شيء. الله خالق كل شيء. فسوى سوى خلقها وجعله مستوي في احسن وخص بني ادم في احسن تقويم. الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى آآ قوله الذي قدر فهدى كقوله جل وعلا وكل شيء بمقدار وفي قوله جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر. و كما في قوله جل وعلا اه ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى فالله جل وعلا قدر مقادير للخلق واقدار وهداهم اليها. فيكون المعنى انه قدر المقادير وهدى الخلق اليها وهذا الخلق اليها وهذه الهداية تشمل هداية الارشاد والدلالة وهداية التوفيق لمن وفقه الله لانه لابد ان يمضي على القدر. فالله جل وعلا قدر المقادير كما جاء في الحديث او كما جاء في النصوص الاخرى ان كل شيء يعني في اللوح المحفوظ مقدر ومكتوب ولهذا ثبت في صحيح تلم اه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص اه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله القلم اه قال له اكتب قال وماذا اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. بعض الالفاظ ان الله قدر المقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. وكان عرشه على الماء. اذا الله قدر كل شيء. فهدى الخلق الى اقدارهم. آآ هداهم وارشدهم ودلهم اليه فكل صائر الى قضاء الله وقدره. قال جل وعلا والذي اخرج المرأة اي وهو سبحانه الذي اخرج المرعى والمرأة هو النبات الاخضر هذا هو الاصل فالله جل وعلا اخرج المرعى انزل المطر سلكه في الارض فاخرج من الارض زينتها وهو المرعى والنباتات الكثيرة. وهذا دليل على قدرته على بعث الخلق. فالذي اخرج المرعى والنباتات والنبات من الارض بعد بعد ان كانت يابسة ليس فيها نبات فانزل المطر ثم انبتت من كل زوج بهيج قادر على خلق الخلق واعادتهم بعد موتهم. فهو جل وعلا الذي اخرج المرأة وهو ما ترعاه الدواب من النباتات آآ فجعله غثاء احوى فهو اولا اخرجه وانتفع الناس به ودوابهم ثم بعد ذلك سيره هشيما يابسا متغيرا صائرا الى السواد من شدة اليبس. نعم. ولهذا قوله غثاء معروف الغثاء. هو ما يقذف به السيل في جوانب الوادي من الحشيش والنبات ونحوه. هذا هو الغثاء يحمله السيل معه. وايضا آآ احوى الحوة قالوا آآ هي السواد بعد الخضرة وقيل سواد يظرب الى الخضرة. يعني الحواء اما انها تطلق على الشيء الذي كان اخضر ثم صار اسود مثل النبات الذي بعد ان يبس وطال وقته امده صار يميل الى السواد بعد تلك الخضرة اه او انه اه المراد به اه سواد لكنه ليس سوادا خالصا يميل الى الخضرة بسبب ما كان عليه قبل ذلك حيث كان اخضرا. فالله جل وعلا هو الذي اخرج المرعى واخرج النباتات من بطن الارض ثم بعد ذلك اه جعلها غثاء مثل غثاء السيل واه جعله احوى مسودا سوادا يميل الى الخضرة. اه بعد ذلك الجمال وتلك الخضرة. اه صارت الارض يابسة وصار هذا النبات هشيما. قال جل وعلا سنقرؤك فلا تنسى. آآ هذا وعد من الله جل وعلا لنبيه. وعد من الله جل وعلا لنبيه اي سنقرئك يا محمد القرآن فلا تنسى فلا تنساه فلا تنساه. وهذا خبر من الله ووعي منه للنبي صلى الله عليه وسلم. بانه سيقرأه قراءة لا ينساها. الا ما شاء الله. وهذا اختيار ابن جرير الطبري وقلقت هذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيء الا ما شاء الله. وهو قريب من المعنى القول السابق وقيل المراد بقوله فلا تنسى هذا طلب وجعل معنى الاستثناء على هذا ما يقع من النسخ لا تنسى ما نقرئك الا ما شاء الله رفعه فلا عليك ان تتركه. آآ والحاصل والاظهر والله اعلم هو القول الاول ان الله تكفل لنبيه صلى الله عليه وسلم انه سيقرؤه القرآن وسيحفظه وانه ولي ينساه الا ما شاء الله يحصل كما حصل انه صلى مرة باصحابه يعني تجاوز اية فلما سلم آآ قال لابي لم تكن معنا؟ قال بلى قال لما لم تفتح علينا او يعني هلا ذكرتنا فالنبي صلى الله عليه وسلم ينسى يعني احيانا هذا قليل. هذا قليل لكن نسيان مؤقت قد ينساها في الصلاة لكن يتذكرها وبعد ذلك فالحاصل ان الله جل وعلا تكفل لنبيه صلى الله عليه وسلم بانه سيقرؤه القرآن فلا ينساه. قال جل وعلا الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفاه. الا ما شاء الله. الاستثناء متصل. ثم اخبر انه جل وعلا يعلم الجهر وما يخفى. يعني يعلم ما يجهر به الناس وما يخفيه الناس. قال ابن كثير ان يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونه من اقوالهم وافعالهم لا يخفى عليه من ذلك ردا على كمال احاطتي وعلمه وسعة علمه جل وعلا. وهذا مما يدل على ان هذه ومكية لانه يقرر توحيد الربوبية. لان القوم منكرون للربوبية. قال جل وعلا ونيسرك لليسرى اه ونيسرك. قال ابن كثير اي نسهل عليك افعال الخير واقواله ونشرع لك شرعا سهلا سمحا مستقيما عدلا لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر. نعم كلام جميل. وهذا والله اعلم هذا جعله الله لنبيه وهو هذه الشريعة المباركة العظيمة ولكن ايضا يستفادوا منه ان كل من قرأ القرآن ولزمه وتعاهده وقام به في الليل والنهار ان هذا سيكون سببا لتيسير صاحب القرآن لليسرى وللحال للحالة اليسرى وسيجعل له من امره يسرا وستتيسر وتسهل عليه الامور. نعم. وهذا امر مشاهد اهل القرآن كيف ييسر الله عز وجل امورهم؟ نعم وهذه هي ثمرة يعني معرفة تفسير القرآن. ثم قال جل وعلا ذكر ان نفعت الذكرى. اي ذكر قال ابن كثير اي ذكر حيث تنفع التذكرة. ومن ها هنا يؤخذ الادب في نشر العلم فلا يضعه عند غير اهله. كما قال امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ما انت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كانت فتنة لبعضهم. وقال حدثوا الناس بما يعرفون اتحبون ان يكذب الله ورسوله. آآ العلما اختلفوا في هذه الاية فمنهم من يقول انك تذكر اذا علمت او غلب على ظنك ان التذكير ينفع. اما اذا رأيت رجلا سبق ان ذكرته فرأيت منه اعراظا ان واستهزاء وعدم قبول للحق فلا يلزمك ان ان تذكره وانما يذكر من يعلم منه الاستفادة والتذكر او يغلب على الظن. واما من علم منه عدم التذكر فانه آآ لا يذكر. هذا قول بعض اهل العلم وكأن ابن كثير في قوله السابق يميل الى هذا. ومال اليه ايضا آآ الشيخ الشنقيطي في اضواء في دفع ايهام الاضطراب عن اهل الكتاب. لكن حاصل كلامه انه يقول لان هذا لابد يحصل تذكير. فتجد بعض الكفار بعض المعرضين يذكر في المرة الاولى. لكن بعد ذلك اذا جاء يذكر يظهر منه وعدم القبول والاعراض فهذا لا تشتغلي اشتغل بمن يقبل الذكرى او ان يقبل ذلك. فالانسان ينظر الى المذكر. هكذا قال بعض المفسرين. وبعض المفسرين قال لا بل هذا فيه كلام محذوف يفهم من الموجود. وتقدير الكلام فذكر ان نفعت الذكر وان لم تنفعه وان لم تنفع. قالوا هذا كما في قوله جل وعلا سرابيل تقيكم الحر يعني سرابيل ملابس تقيكم الحر. قالوا معنى الكلام معروف وتقيكم البرد ايضا. وتقيكم البرد ايضا فقالوا انه جاءت نصوص كثيرة بانه يجب يعني ان ان ان يبلغ وان يذكر الناس المؤمن والكافر ولا اذا رأيناه معرضا لا نذكره او نتركه وما يريد. ولكل وجهة لكل وجهة ولكن لا شك ان انه لابد من التذكير لكن اذا ذكر مرة او مرتين ثم بعد ذلك تبين انه لا يريد واو انه معرض وانه لا يزيده ذلك الا شرا فالانسان يتجه الى ويدعو الناس الاخرين الذي يرى منهم قل الحق او يغلب على ظنه تذكرهم بما يعظهم فيه ولا يظيع الوقت مع امثال هؤلاء. اه قال جل وعلا فذكر ان نفعت الذكرى سيذكر من يخشى. اه وهذه في الحقيقة قبل ان نتجاوز هذه الاية هذا امر من الله عز وجل لنبيه وهو كذلك امر لنا. ولهذا هذه السورة تقرأ في كل صلاة جمعة وتقرأ في الشفع وتقرأ في العيدين دائما فعلينا ان نتعظ بما فيها. ذكروا الناس يا اخوان الناس ذكروا الناس اذا كان يغلب على ظنك انه يقبل. فهذه فرصة زاحموا اهل الباطل يا اهل الاسلام يا اهل الايمان قوموا بدينكم اقيموا حجة الله على خلقه. بينوا الحق وذكروا الناس لكن اذا رأيتم انسانا معرضا متكبرا مستهزئا عند ذلك تجعل تذكرتك لمن يقبل. قال جل وعلا سيتذكر من يخشى. هذا خوف من الله جل وعلا انه تذكر من يخشى. وهذا والله اعلم يؤكد قول القائلين فذكر ان نفعت الذكرى وان لم تنفع وان لم تنفع قالوا في شيء محذوف قال لانه قال سيتذكر من يشاء ويتجنبها الاشقاء. اذا ذاك الاشقى الذي لا تنفع الذكرى معه لن تنفع معه الذكرى. واذا قال سيتذكر سيتذكر يعني يتعظ بهذه الذكرى وهذه الموعظة من يخشى الله جل وعلا من يخشى الله ويعلم انه ملاقيه انه عنده علم لانه تذكر وصار علم لان الخشية خوف مقرون بعلم. سيتذكر من يخشى الاشقاء. ويتجنب هذه التذكرة وهذه المواعظ وهذا الخير الاشقى كثير الشقاوة الذي سبقت له من الله الشقاوة. نسأل الله العافية والسلامة. ومن هنا يا اخوان اذا سمعت التذكرة يا اخي لا تعلن عنه. تذكر بها حتى لو كان الذي يلقيها اقل شانا منك او من طلابك لا تعرب عن الذكرى. استمع لها وانتفع بها. فالانسان يقبل الحق. ولكن ايضا اذا كان طالب علم يستمع للحق واذا سمع خلاف الحق لابد ان يعقب ويبين للناس خلاف الحق. قال وسيجنبها الاشقى الذي يصل النار الكبرى. هذه حال الاشقى. يعني الكافر اشقى الناس الذي يصل النار الكبرى يعني سيدخل النار يوم القيامة ويعذب فيها ثم لا يموت فيها ولا يحيى. لا يموت اذا دخل النار او ادخل النار الكبرى يوم القيامة يموت في النار ويستريح من العذاب. ولا يحيى حياة طيبة. فهو لا يموت لكن لا يحيي حياة طيبة وهذا هو معنى قوله جل وعلا ثم لا يموت فيها ولا يحيى. قال ابن كثير لا يموت فيستريح ولا يحيى حياة تنفعه بل هي مضرة عليه لان بسببها يشعر ما يعاقب به من اليم العذاب وانواع النكال ونعم ثم لا يموت فيها ولا يحيى. ثم قال جل وعلا قد افلح من تزكى. بعد ان ذكر حال الاشقى الذي لم يتذكر ولم يتعظ وما يؤول اليه امره وما يؤول اليه امره من العذاب في النار الكبرى وانه لا يموت فيستريح العذاب ولا حياة طيبة قال قد افلح من تزكى. ومعنى تزكى يعني تطهر. تطهر ظاهرا وباطنا والمراد بالزكاة هنا يعني الزكاة التي هي التوحيد والايمان اي طهر نفسه من الاخلاق الرذيلة وتابع ما انزل الله على الرسول صلوات الله وسلامه عليه. وافلح هنا من الفلاح والفلاح هو الفوز. والفوز بالمطلوب والنجاة من وقد افلح غاية الفلاح. قال جل وعلا وذكر اسم ربه فصلى. نعم قد افلح من تزكى تطهر بالامام بالتوحيد باتباع الحق والعمل به. وذكر اسم ربه فصلى. اه قيل ذكر اسم ربه المراد به وحد الله. يعني قال ان لا اله الا الله. وقيل دعا ربه ذكر ربه يعني دعا ربه ورغب اليه رجح الطبري العموم قال كل ذلك حق. كل ذلك حق. ولهذا يقول اه نعم. وهناك قول ثالث اشار اليه ابن كثير. قال اي اقام الصلاة في اوقاتها ابتغاء رضوان الله وطاعة لامر الله وامتثالا لشرعي وهذا تفسير لقوله فصلى. اذا يا اخوان المراد ان ذكر الله هنا عام. فيدخل فيه كلمة توحيد لا اله الا الله يدخل فيه دعاء الله جل وعلا والابتهال اليه. يدخل فيه التسبيح التحميد التهليل قراءة القرآن. هذا كله من ذكر الله فسبح باسم ربك. اذكر ربك ليلا ونهارا. فهذا من علامات التزكية وعلامات الفلاح والتطهير من الشر بل علامات الفلاح والفوز بالمطلوب والظفر بالمطلوب والنجاة من المرهوب. فاذا اردت الفوز والفلاح فاكثر من ذكر اسم ربك. بجميع انواع الذكر. قال فصلى. فصلى قيل المراد به الصلوات الخمس وقيل جاء عن بعض السلف ان المراد به صلاة العيد آآ ولكن يحملون كما جاء عن عمر ابن عبد العزيز انه كان يأمر الناس باخراج صدقة الفطر يوم العيد ويتلو هذه الاية قد افلح من تزكى ذكر اسم ربه فصلى. وجاء ايضا عن ابي العالية قال يعني انه آآ غدا الى العيد اه يعني فسر لي احد اصحابه ابي خلدة فسر له ذلك ان المراد به انه يطعم شيئا قبل الصلاة صلاة العيد يعني يزكي وانه يغتسل ثم قرأ هذه الاية قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى. اه وعلى كل حال الاظهر والله اعلم العموم. انه ذكر الله مطلقا وايظا صلى الصلوات الخمس. ويدخل فيها صلاة العيدين. بل يذكر يدخل فيها الصلاة مطلقا. فهذه من الفلاح كثرة الصلاة الالتزام بالصلوات المفروضات والجمعة والعيدين والسنن وكثرة الصلاة هذه من علامات الفلاح ومن علامات الايمان الله قال لان الله جل وعلا يقول وما كان الله ليضيع ايمانكم الصلاة ايمان. والعبد لن يسجد لله سجدة الا رفعه بها درجة وحط عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة. قال جل وعلى بل تؤثرون الحياة الدنيا بل هنا للاضراب. فاضرب عن المعنى السابق وانتقل الى معنى اخر بل تؤثرون الحياة الدنيا يعني انتم ايها الناس تؤثرون الحياة انتم تقدمونها على امر الاخرة. وتبدونها على ما فيه نفعكم وصلاحكم في معاشكم ومعادكم. هي طبيعة الانسان يحب المال حبا جما وانه لحب الخير لشديد. الخير هنا المال. هاي طبيعة الانسان. يحبون الدنيا ويؤثرونه على الاخرة وهذا هذا عين الخطأ. ولهذا قال جل وعلا والاخرة خير وابقى. كيف تقدمون الذي يفنى على ليبقى الاخرة خير اولا من حيث النعيم الذي فيها لا يقارن بهذه الدنيا التي كلها كدر حتى لو حصل المال تجده مهموم مغموم. وايضا ابقى الدنيا تنتهي يموت الانسان يترك الدنيا واما الاخرة باقية. خالدين ابدا فهذا يعني حث على الاقبال على الاخرة والاعراض عن الدنيا ولا لكن انسان يأخذ من الدنيا ما يعينه على الاخرة لكن لا يجعلها همه يغضب لها ويرظى لها وتأخذ وقته ليله ونهاره فيهمل الصلاة ويهمل العبادة قال جل وعلا ان هذا لفي الصحف الاولى. قيل ان هذا يعني راجع على السورة كلها. سورة الاعلى قال او رجح ابن جرير الطبري وهو الاظهر والله اعلم آآ ان المراد به قوله بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى قال هي راجعة على هذا. وهذا يعني القول آآ نعم ابن جرير يقول ان هذا اشارة الى قوله قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل جذور الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى؟ قال هذا مظمون هذا الكلام لفي الصحف الاولى. الاولى المتقدمة وهي صحف ابراهيم عليه السلام وموسى وصحف موسى ورجح هذا القول ايضا بن جرير قال وهذا الذي اختاره حسن قوي اذا هذه الموعظة يا اخوان مما اتفقت عليها الكتب السابقة فهي مما انزله الله على على ابراهيم خليل الرحمن وعلى موسى آآ والمراد به الايات الاخيرة قد افلح من زكى الى اخر السورة وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد