الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد. في في هذا المجلس نشرح سورة البلد آآ ونتكلم على بعض المعلومات التي جرينا على ذكرها قبل البدء بتفسير السورة. فمن ذلك اسماؤها فتسمى بسورة البلد وهذا هو الاسم المشهور الذي ذكره المحدثون والمفسرون وغيرهم حينما يذكرون هذه السورة ومن اسمائها ايضا آآ سورة لا اقسم سورة لا لا اقسم نوعها فهي مكية. اه وقد حكى الاتفاق على هذا الامام القرطبي في تفسيره. وحكاه غيره ايضا. اه وترتيبها في النزول هي السورة الخامسة والثلاثون في عداد النزول نزلت بعد سورة قاف وقبل آآ سورة الطارق واياتها عشرون اية. يقول الله جل وعلا لا اقسم بهذا البلد ومعنا الكلام على لا هذه وهي انها وهو انها ليست بنافية ليست لنفي القسم وان انما اكثر اهل العلم على انها مؤكدة مؤكدة وقيل للتنبيه وقيل هنا للاستفتاح لانها اول شيء فالحاصل انها للتوكيد والتنبيه وتأكيد القسم وليست لنفي القسم والمعنى ان الله جل وعلا اقسم بهذا البلد ومعنى اقسم يعني حلف جل وعلا وهو الصادق وان لم يقسم ولكنه اذا اقسم بشيء يدل على عظمة شأن المقسم به وعلى عظمة المقسم عليه. الذي يقع في جواب القسم لا اقسم بهذا البلد وهذا البلد هي مكة واقسم الله بها لشرفها لانها بيت الله الحرام ولان فيها آآ بيت الله فيها الكعبة. قال جل وعلا وانت حل بهذا البلد. اي انت يا نبينا حل بهذا البلد اي حل بمكة. وللعلماء في معنى حل بهذا البلد للمفسرين ثلاثة اقوال القول الاول وهو قول السلف وهو المشهور عن السلف ان المعنى وان تحل بهذا البلد يعني انت بمكة انت بمكة حلال لك ان تصنع فيها ما تشاء مما هو حرام في غير هذا الوقت الذي احل لك. فلا اثم عليك ولا حرج. لان الاصل ان مكة بلد لا ينفر صيدها ولا يقطع شجرها ولا يعبد شجرها ولا يختلى خلاها فهي حرام ولا يجوز ان يتعرض لشيء مما فيها. لكن الله احلها لنبيه صلى الله عليه واله وسلم عام الفتح فيكون هذا وهذه نزلت طبعا بمكة هذه السورة قبل مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم والفتح بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم قالوا لكن انه هذه بشارة من الله جل وعلا بشره الله بذلك. وهذه يعني معجزة واكرام للنبي صلى الله عليه وسلم اه وبشارة له انه سيجعل هذا البلد حلالا له ويدل عليه الحديث الذي في الصحيحين اه بالمتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والارض فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة لا يعضد شجره. معنى لا يعضد يعني لا يقطع. ولا يختلى خلاه آآ يختلى يعني يعشب وهو الخلا هنا العشب الذي يكون منبطحا على الارض وليس الاشجار ذات السوق فاختلاؤه يعني قلعه من الارض او حشه ولا يختلى خلاه وانما احلت لساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالامس الا فليبلغ الشاهد الغائب. اه والقول الثاني ان معنى وان تحل بهذا البلد اي وانت حال في هذا البلد يعني من الحلول وانت يعني من اهل هذا البلد و يكون يعني تشريف لمكة انك تحل وتقيم والقول الثالث قال وانت حلال الدم في مكة اه حيث كان المشركون يريدون قتله وهذا فيه بنظر قول السلف هو القول الاول ان الله يمتن عليه بانه يحل له هذا البلد الذي حرمها ابراهيم عليه السلام حرمه الله ثم اظهر تحريمها على لسان ابراهيم يعني منذ القدم فهي حرام لكن الله ايحلها لك ويرفع هذا التحريم ساعة من نهار وذلك حينما جاء في غزوة الفتح فاحلها الله له من صلاة الفجر الى صلاة العصر كما جاءت بذلك الاحاديث. قال جل وعلا ووالدي وما ولد اقسم الله عز وجل بالوالد والولد قيل الوالد هو ادم والولد ذريته. وقيل بل المراد يشمل كل والد وكل ولد. فالله اقسم كل والد وبكل ولد وهذا هو الصواب وهو العموم ويدخل فيه ادم دخولا اه اوليا. اه ثم قال لقد خلقنا الانسان في كبد هذا هو جواب القسم. اقسم الله فيما مضى على انه خلق الانسان في كبد. ومعنى في كبد يعني تعددت اقوال المفسرين في هذا لكن يجمعها قولان يعني هذه الاقوال تنضوي تحت قولين آآ القول الاول لقد خلقنا الانسان في كبد يعني استواء واستقامة الكبد قالوا هو الاستواء والاستقامة. قال اه ابن عباس وابن مسعود ومن معهم يعني منتصبا. وزاد ابن ابن عباس في رواية عنه منتصبا في بطن امه. اه والمراد بهذا القول يعني انا خلقنا الانسان خلقناه خلقا سويا مستقيما كقوله جل وعلا الذي خلقك فسواك فعدلك كما في قوله جل وعلا لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. اذا هذا هو القول الاول ان معنى الكبد هنا هو استقامة الخلق وتسوية وتسويته خلقه الله مستقيم الخلقة مستويا. والقول الثاني آآ ويشمل يعني ذكر ذكر او يدخل تحته عدة اقوال يجمعها وهو ان المراد آآ ان الله ما خلق الانسان في كبد يعني في مكابدة الامور. خلقه يكابد الامور ومشاقها. ومعاناتها. فالانسان يعاني المشقة في امور الدنيا وطلب الرزق وفي اصلاح الحرف. وايضا يعاني مع نفسه جاهدتها في طاعة الله آآ وهذا امر معلوم يا اخوان ان الانسان خلقه الله في كبد هذه الحياة يا كبد مشقة عناء ما فيها راحة. لا للمؤمن ولا لغيره. وهذا يجده كل انسان شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله انه لا مانع ان نحمل الاية على المعنيين. فالله خلق الانسان في كبد مستقيما مستويا في خلقته وايضا يعاني الامور آآ يكابد الامور. لقد خلقنا الانسان في كبد ثم قال جل وعلا احسبوا الا يقدر عليه احد وهذا جنس الكافر فانه يحسب آآ هذا الكافر المخلوق في كبد انه لا احد يقهره ولا يغلبه اغتر لانه لا يؤمن بالله واليوم الاخر قال جل وعلا يقول اهلكت مال اللبدا ايظا يقول مفتخرا انه اهلك مال اللبدا ومعنى لبدا اني مالا متراكما كثيرا بعضه على بعض هو انما اهلكه في معصية الله وفي شهواته ويقول ذلك على سبيل الفخر الخيلاء فهو يظن انه لا يقدر عليه احد ويظن ويقول بانه اهلك انه اهلك وانفق الاموال الطائلة الكثيرة قال جل وعلا ايحسبوا ان لم يره احد اي ايحسب هذا الكافر ان الله جل وعلا لا يراه ولا يرى اعماله وتبذيره واسرافه او وافعاله الشنيعة وهذا استفهام يقتضي اه التقرير ويحتمل ايضا انه للتوبيخ ايحسب ان لم يره احد ثم قال جل وعلا الم نجعل له لسانين الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين. يمتن الله عز وجل على جنس الانسان الكافر بان الله جعل له عينين ينظر فيهما ويبصر فيهما الاشياء ويتصرف بناء على ما يرى ويتقي في المخاطر والله انها نعمة عظيمة نعمة العينين. انظر للانسان اذا فقد البصر المسجد الذي بجواره ما يستطيع يذهب اليه الا بقائد ولا يستطيع يصرف اموره هذه من نعم الله علينا التي يجب ان نشكر الله جل وعلا عليها ولسانا وشفتين ايضا جعل له لسانا يعرب ويتكلم يعرب عما يريد يبين ما يريد يتفاهم معه مع يتفاهم به مع غيره. وكذلك جعل له شفتين جمل بهما وغطى اسنانه وفتحة فمه لم يبق مفتوحا هكذا. وايضا ينتفع بهما في الكلام تضم الشفتين الكلام ويأتي الكلام مستويا مستقيما. كذلك اذا اكل الطعام تحفظه من ان يتساقط الى غير ذلك من المنافع العظيمة وهذه من اعظم نعم الله عز وجل على الانسان. قال وهديناه النجدين معنى هديناه النجدين يعني بينا له طريق الخير وطريق الشر. بينا له طريق الخير وطريق الشر آآ والنجدين جمع مثنى نجد والنجد هو المكان المرتفع العالي. آآ وقيل ان النجدين هنا المراد بهما الثديان للام فهدى الله آآ الغلام والطفل اول ما من بطن امه تلقمه ثديه تلقمه ثديها ويرتظعه وهو الان خرج من بطن امه. والاظهر هو القول لان له دلائل تدل عليه فان الله جل وعلا آآ هدى الخلق وبين طريق الخير وطريق الشر المراد بالهداية هنا هداية البيان. هداية البيان. قال آآ ثم قال جل وعلا فلا ولا اقتحم العقبة. فلا اقتحم العقبة. اه العقبة الاصل انها الطريق الوعر الصعب في الجبل. طريق صعب في الجبل ما ما يصعده الانسان الا بكل صعوبة. هذه العقبة تكون في الجبل. والاقتحام آآ المراد به تجاوز الشيء بمشقة تجاوز الشيب بمشقة. فيقول جل وعلا فلا اقتحم الانسان العقبة ثم قال وما ادراك ما العقبة قالوا وهذا الاستفهام للتشويق والتفخيم. وهو في الحقيقة ايضا يتضمن يعني التهويل لشأن هذه العقبة وبيان اهمية شأن هذه العقبة ثم فسر اقتحام العقبة هذه العقبة الكؤود والصعبة نعم فصل وبين اقتحامها بانه بفك الرقبة. قال فك رقبة هذا هو اقتحام العقبة كيف يقتحمها الانسان ويتجاوزها بفك الرقبة. والمراد بالرقبة هنا المملوك الرقيق الذي قد ضرب عليه الرق ففكها هو ان يعتقها. ان يعتق هذا هذا المملوك يشتريه ويعتقه. هذا من الامور العظيمة وقد جاء في الحديث الصحيح انه ما من احد يكافئ اباه او والده الا رجل الا رجل من ادرك اباه مملوكا فاعتقه. هذي عظة لعظم نعمة العتق. هذا جاز اباه ووالده. والا ما احد يجازي والده وجاء في الحديث الصحيح ايضا ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال اه من اعتق مملوكا اعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار. هذا جاء فيه عدة يعني روايات منها من اعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار. وبعض الالفاظ آآ من اعتق آآ نفسا آآ كانت من اعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار عظوا بعظو وجاء في بعض الروايات اه حتى فرجه بفرجه يعني يؤتي بكل عضو من المملوك يعتق من المعتق له يعتق عضوا منه. فمثلا رجل اعتق مملوكا يعتق الله يده بيده ورأسه برأسه. ورجله برجله حتى يعتقه الله من النار مقابل عتقه لفرج ذلك المملوك وهذا فيه حث على اعتاق المملوك واعتق واعتاق الرقبة شيء عظيم. قال جل وعلا فك رقبة او اطعام في يوم ذي في يوم ذي مسربة. بهذا تجتاز وتقتحم هذه العقبة الرقبة وايضا باطعام الطعام. في يوم ذي مسقبة. اطعام الطعام شأنه عظيم. لكن اذا كان في يوم ذي مسغبة المسقبة هي المجاعة ومنه الشغب الجوع يقال له الشغب. فالحاصل ان اطعام الطعام عظيم. ولكن اذا كان والناس في مجاعة فشأنه اعظم وفضله اعظم. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام. وذكر انهم قالوا انما نطعمكم لوجه الله نريد منكم جزاء ولا شكورا. فاطعام الطعام من اسباب النجاة من النار. فالانسان يحرص عليه. ويتحرى في من حوله ولا لان كثير من الناس قد يعطي المال. بعض الناس هو بحاجة الى الاكل والشرب. قال جل وعلا او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقرب يتيما ذا مقربة. اه اليتيم هو من فقد اباه قبل البلوغ. من فقد اباه قبل البلوغ. هذا يسمى يتيم. لكن لو فقد امه لا يقال انه يتيم. لكن يقال عنه عجي. ولو فقد امه واباه يقال له لطيم فاليتيم من فقد اباه قبل البلوغ من بني ادم لكن بالنسبة بهيمة الانعام آآ اليتيم ما فقد امه لانها كلها ابوها واحد. مئة من الغنم والابل ابوها واحد. فاليتيم من فقد امه. قالوا واما الطير فاليتيم فقد امه واباه لانه اذا فقد اباه فقد امه يقوم اباه مقامه او العكس. وهكذا اشار اليه اهل اللغة والحاصل ان المراد هنا باليتيم هو من فقد اباه قبل البلوغ اذا يتيما ذا مقربة. يعني اطعم الطعام في يوم المجاعة لليتيم القريب. لليتيم قريب فاجتمع فيه امران انه يتيم قد فقد اباه وليس عنده احد يقوم عليه وهو في حال الصغر قبل بلوغه وايضا ذا مقربة له قرابة قرابة رحم صلة قرابة رحم بينك وبينه وهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الصدقة على المسكين صدقة. وعلى القريب صدقه صلة رحم. قال او مسكينا ذا متربة. يعني او اطعم الطعام في يوم المجاعة لمسكين. ذي متربة وذي متربة يعني قد اذلته الحاجة واذلت اذله الفقر الى ان الصقه تراب صار كانه لاصق بالتراب من شدة الحاجة والفقر الذي لحقه. والمسكين والفقير اذا اجتمع اه افترقا واذا افترق اجتمعا. فهنا انما ذكر المسكين فهو يدل على المسكين ويدل على الفقير. لان المسكين هو من يجد شيئا لا يكفي في حاجته والفقير هو من لا يجد شيئا المعدم. وقد ذكرهم الله جميعا في اية اه براءة في بيان الاصناف التي تدفع لهم الزكاة قال انما الصدقات للفقراء والمساكين. فهنا فرق بينهم. فالفقير هو المعدم الذي لا يجد شيئا. والمسكين الذي يجد شيئا لكن لا يكفي لحاجته. كما قال جل وعلا واما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فعندهم سفينة يعملون عليها ويتاجرون ويؤجرون لكن ما تكفي لحاجتهم وهذا الان قد تجد بعض الناس عنده راتب وعنده منزل سكن وعنده سيارة وعنده جوال لكن ما يكفي ما يكفي راتبه لحوائجه الحوائج التي يعني لابد منها وليست الكماليات. فان هذا يكون مسكينا لكن قد يكون بعضهم مسكين ذا متربة. يعني شديد المسكنة لدرجة انها الصقته بالتراب فهذا مما تقتحم به العقبة الكؤود التي امامنا يا عباد الله فالله الله في اطعام الطعام وتحري الاقارب والمساكين. هناك اناس يستحيون من سؤال الناس. فيحتاج المسلم يسأل عنهم يتحرى عن جيرانه يعرف حالهم. قال جل وعلا ثم كان من الذين امنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. ايضا هذه قضية اخرى غير فك الرقبة واطعام الطعام لليتيم القريب والمسكين ايضا يكون هذا الرجل مسلما ثم كان من الذين امنوا اي امنوا صدقوا واقروا وامنوا بما يجب الايمان به. وتواصوا بالصبر بانواعه الثلاثة. وصى بعضهم بعضا بالحق. وصى بعض هم بعظهم بالصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على اقدار الله المؤلمة وتواصوا بالمرحمة ايضا اوصى بعضهم بعضا برحمة الخلق ورحمة المساكين ورحمة المحتاجين. هذه صفات المؤمنين. قال جل وعلا اولئك اصحاب ابو الميمنة والميمنة اي اليمين ويطلق على الجنة من اسماء الجنة والميمنة من اليمين ويقال الجيش وميسرة الجيش. فالمراد انهم اصحاب اليمين وهم الذين يعطون كتابهم بايمانهم. والذين كفروا باياتنا هم اصحاب الذين كفروا واعرضوا عن الحق ولم يؤمنوا اصحاب المشأمة اي اصحاب الشمال. لان المشأمة مقابل ايمانه. كما ان الشمال مقابل اليمين. والمراد انهم اهل النار. نعوذ بالله بسبب كفرهم. قال عليهم نار مؤصدة معنى مؤصدة كما قال ابن كثير قال اي مطبقة فلا ضوء فيها ولا فرج ولا روج منها اخر الابد. نسأل الله العافية. مؤصدة مطبقة مغلقة عليهم. لا يرون فيها ضوءا ولا تستطيعون خروجا بسبب كفرهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون. آآ ثم بعد ذلك نفسر سورة الشمس فنقول اما سورة الشمس فاسماؤها يقال لها سورة الشمس ويقال والشمس وضحاها. وهي مكية نوعها مكي بالاتفاق وترتيبها هي في النزول هي السورة السادسة والعشرون نزلت بعد سورة القدر وقبل سورة البروج. وعدد اياتها خمسة عشر اية بعد الجميع او عد الجمهور وعدها اهل مكة ست عشرة اية. وقد ورد في فضلها الحديث الذي مر معنا في الصحيحين ان النبي وسلم قال لمعاذ هلا صليت بسبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها والليل اذا يغشى. اي في صلاة العشاء. قال الله جل وعلا والشمس وضحاها اقسم الله جل وعلا بالشمس وظحاها اي ظوؤها. وقال وقاله مجاهد وقال قتادة وظحاها اي النهار كله. قال ابن جرير والصواب ان يقال اقسم الله بالشمس ونهارها. لان ضوء لان ضوء الشمس الظاهر هو النهار. ثم وقال والقمر اذا تلاها اقسم بالقمر اذا تلا الشمس. والمراد انه يتلوها في السير. اه قال مجاهد والقمر اذا تلاها قال تبعها. وقال ابن عباس في رواية العوفي آآ والقمر اذا تلاها قال يتلو النهار. وقال قتادة اذا ليلة الهلال اذا سقطت الشمس رؤيا الهلال. والحاصل ان القمر اه يتلو الشمس في سيره ولهذا اذا سبقته الشمس وغابت قبله هلا الهلال. قال جل وعلا والنهار اذا جلاها. اه جلاها يعني جل الارض وبينها ووضحها. والمراد انه اضاء النهار. لانه اذا جاء النهار الارض اضاءت وجلاها صارت جلية واضحة قال والليل اذا يغشاها اذا جاء الليل وغشي الارض اظلمت لان النهار والليل ظدان فالنهار يجليها ويوضحها فتصبح منيرة مشرقة ينتفع الناس يذهبون ويجيئون واذا جاء الليل وغشيها اظلمت وسكن الى مساكنهم. قال والسماء وما بناها. آآ ماء هنا مصدرية وتقدير الكلام والسماء وبنائها. والسماء وبنائها آآ وقد بناها الله بناء عظيما وهي في غاية يعني الاتقان مع كبرها وكثرة ما فيها قال والارض وما ضحاها آآ طحاها قال العلماء طحاها بمعنى دحاها. ومنهم من عبر وعليها اكثر المفسرين واشهر الاقوال قال طحاها بسطها. وقال اه ابن عباس في رواية اي خلق فيها وقال مجاهد ضحاها دحاها وهي بمعنى والمعنى ان الله سبحانه وتعالى هو الذي دح الارض هو الذي ضحى الارض بسطها واودع منافعها ونفسي وما سواها. قال ابن كثير ونفسي وما سواها اي خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة كما قال جل وعلا فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم اه قال جل وعلا فالهمها فجورها وتقواها. اه اقسم الله عز وجل بهذه المخلوقات لعظمها واخبر جل وعلا انه هو هو الذي الهم النفس. اه فجورها وتقواها. قال ابن كثير اي فارشدها الى فجورها اي بين ذلك لها وهداها الى ما قدر لها. وقال ابن عباس فالهمها فجورها وتقواها قال بين لها الخير والشر. وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك. وقال سعيد بن جبير الهمها الخير والشر. وقال ابن زيد جعل فيها فجورها وتقواها فالحاصل الله جل وعلا اه يسر كل انسان لما خلق له كما جاء في الحديث لما سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ارأيت ما نعمل بل على امن قد فرغ منه او امر مستأنف قال لا على امر قد فرغ منه. قالوا ففيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. قال جل وعلا قد افلح من زكاها. قد افلح من زكا هذه النفس وطهرها من الذنوب والمعاصي. طهرها بالتوحيد والايمان طهرها من الاخلاق الدنيئة والرذائل. وخاب من دساها آآ اي اخملها. ووظعها ووظع في موضع الخذلان وقنا معنى دساها يعني دسها وعمل فيها بالذنوب والمعاصي. فقد افلح اي فاز فوزا عظيما من زكى نفسه وامن وقد خاب غاية الخيبة اه من دساها واوقعها في المعاصي والشرك ثم قال جل وعلا كذب الثمود بطغواها. اخبر ان ثمود قبيلة ثمود المعروفة في وهي في الحجر في مدائن صالح كذبت آآ بطغواها بسبب طغواها بسبب طغيانها وتجاوزها للحدود وعدم الوقوف للحق اذ انبعث اشقاها حين ان بعث وانطلق اشقاها وهو آآ قدار ابن سالف اشقى القبيلة قدار ابن سالف عاقر الناقة وهو احيمر ثمود وهو الذي قال الله تعالى عنه فنادى فنادى فتعاطى فعقر فكيف كان عذابي ونذر؟ فانبعث اشقاهم هذا ولكن كان برضا من الجميع ويقال ان انه اخذ العهد على الرجال والنساء فوافقوه فقتل الناقة عن رضا من الجميع. قال اذ انبعث اشقاها فقال لهم رسول الله وهو نبي الله صالح ناقة الله وسقياها. يعني احذروا ناقة الله التي اخرجها الله جل وعلا اية لهم. احذروا من قتلها والتعرض لها وسقياها ايضا احذروا سقياها فلا تعتدوا عليها في حال سقيها فان لها شرب ولكم شرب يوم معلوم. فاعتدوا عليها في يوم شربها. وكانت في يوم تشرب وحدها ولكن تكفيهم جميعا وفي اليوم الاخر يريدونهم فاعتدوا عليها في يومها. قال جل وعلا فكذبوه ولم يطيعوه ما ما تركوا الناقة ولا تركوا سقياها وشربها ويومها لها قال فكذبوه اي كذبوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فعقروها اي قتلوها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها. دمدم اي اطبق عليهم عذابه وهي الصيحة والرجفة. ومعنى فسواها يعني سواها على الجميع سوى الجميع على القبيلة كلها. ما اهلك ناس دون ناس. دمدم يعني اطبق عليهم من الدمدمة وهي اطباق الشيء قال دمدم البئر يعني آآ اطبقها واغلقها فكذلك سبحانه وتعالى اطبق عليهم عذابه بسبب ذنبهم فسواها عليهم اي جعلها على الجميع هذه العقوبة ولا يخاف عقباها وعلا اه قال ابن عباس اي لا يخاف لا يخاف الله من احد تبعه كذا قال مجاهد وقال الضحاك اي لم اي لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع. والقول الاول اولى. حسن الله جل وعلا لا يخاف احدا. ولهذا عليهم ولا ولا يخافوا عقبى هذه العقوبة التي احلها بهم. اه اسأل الله ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد