الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اه في هذا المجلس المبارك نتعرض لتفسير سورة الليل. وتسمى بسورة الليل وتسمى بسورة والليل. اخذا من اول اية فيها. وتسمى ايضا بسورة والليل اذا يغشى. واقصد بهذه التسمية يعني ان كتب التفسير وكتب الحديث تجد منهم من يسميها والليل وهذا هو الاغلب منهم من يسميها سورة والليل اذا يغشى منهم من يقول سورة والليل باثبات الواو او والمهم انها تدل على هذه السورة. ونوعها مكية. هذه السورة مكية في قول جمهور اهل العلم وهو الصواب وترتيبها في النزول هي السورة التاسعة. هي السورة التاسعة نزولا نزلت بعد سورة الاعلى وقبل سورة الفجر. وعدد اياتها عشرون اية فقد مر في فضلها بعض الاحاديث كما في ذكرنا عند سورة الانشقاق وسورة اعلى وانها من السور التي قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ هلا قرأت او هلا صليت بيسبح اسم ربك الاعلى والشمس وضحاها والليل اذا يغشى. يعني من السور التي ارشد النبي صلى الله عليه وسلم معاذ ان يصلي بها في صلاة العشاء لانه كان اماما وكان يطيل على الناس. يقول جل وعلا والليل اذا يغشى. الواو واو القسم والليل اذا يغشى يعني اذا يغشى الارظ بظلامه فيغطيها. او اول ليلة اذا يغشى الخليقة كلها فيغطيها بظلامه والنهار اذا تجلى تجلى يعني ظهر وبان بظيائه واشراقه وهذان متضادان. الليل ضد النهار ثم قال وما خلق الذكر والانثى. ما يحتمل هنا انها مصدرية فيكون تقدير الكلام وخلق الذكر والانثى. يعني اقسم الله بخلق الذكر والانثى. ويحتمل ان ماء موصولة هنا بمعنى الذي فيكون الله فيكون وعلا قد اقسم بنفسه لانها اذا كانت موصولة ماء هنا تقدر كلام والذي خلق الذكر والانثى اذا كانت موصولة اما اذا كانت مصدرية تقدير الكلام وخلق الذكر والانثى. فيكون الله جل وعلا اقسم بخلق الذكر والانثى آآ قال بعض المفسرين القسم هنا باشياء متضادة على اشياء متضادة وهي قوله ان سعيكم لشتى. هذا هو جواب القسم. فهو اقسم بالليل ثم بالنهار وهذا ضد هذا. واقسم بخلق بخلق الذكر والانثى وهما متضادان. وليس الذكر كالانثى على شيء مختلف متضاد وهو العمل الصالح الذي يقوم به المؤمن والعمل السيء الذي يقوم به الكافر فالحاصل ان الله جل وعلا اقسم بالليل اذا يغشى والله لا يقسم الا بشيء له شأن شأنه عظيم وهو يدل على التوكيد. ولهذا الواو حرف قسم والليل والنهار وما خلق. هذه كلها مقسمة بها وجواب القسم ان سعيكم لشتى. ان سعيكم ايها الناس لشتى اي مختلف مفترق فمنكم من يسعى بالاعمال الصالحة. وهم المؤمنون ومنكم من يسعى بالاعمال السيئة الفاجرة الكافرة وهم الكفار. قال جل وعلا فاما من اعطى واتقى. بعد ان ذكر اختلاف عمل الناس وسعيهم اردف ذلك ببيان الامور التي تثمر العمل الصالح والامور التي تثمر العمل السيء. فقال جل وعلا فاما من اعطى واتقى. اعطى انفق في سبيل الله وفي وجوه الخير التي امر الله جل وعلا بها. يبتغي بذلك وجه الله. واتقى اي اتقى محارم الله فاجتنبها ولم يقل ولم يقع فيما حرم الله جل وعلا عليه قال وصدق بالحسنى الحسنى للمفسرين فيها ثلاثة اقوال القول الاول ان الحسن الجنة. وصدق بالجنة. بوجودها وان المؤمنين يدخلون وقيل ان الحسنى هي لا اله الا الله. فصدق بهذه الكلمة واقر بها وقيل ان الحسنى هو الخلف. من الله بعد الانفاق. يعني ينفق في وجوه وهو مصدق بان الله سيخلف عليه. مصدق بخلف الله عليه ولهذا جاء في الحديث ما من صبيحة يوم الا وملكان يناديان يقول احدهما اللهم اعطي منفقا خلفا ويقول الاخر اللهم اعطي ممسكا تلفا اللهم اعطي ممسكا تلفا. اذا هذا وعد عظيم للانفاق في سبيل الله وهل الانسان ان ينفق ويبشر الخلف من الله؟ بل هذا المال الذي عندك من الذي اعطاك اياه؟ هو الله جل الله اعلم. ورجح ابن جرير الطبري وهو الظاهر وهو الراجح ان الحسنى هنا هي الخلف من الله جل وعلا لانه ذكرها بعد الاعطاء والتقوى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فاعطى وانفق من ماله وصدق بان الله سيخلف عليه ويعوضه خيرا فسنيسره لليسرى. لليسرى قال ابن عباس يعني للخير وقال زيد ابن اسلم يعني للجنة وقيل بل المعنى للخصلة او للحال اليسرى من فعل هذه الامور يسره الله للحال اليسرى تصبح حاله في يسر فتسهل عليه اموره وتصبح ميسرة له ييسر الله له الخير فيعمل به ويترك الشر لانه اتى باسباب التيسير. ولهذا قال من قال من السلف من ثواب الحسنة الحسنة بعدها. ومن جزاء السيئة السيئة بعدها. فاذا اذا اردت تيسير امورك يا عبد الله فعليك بالانفاق في وجوه الخير وعليك بتقوى الله واتقاء المحارم. وصدق بوعد الله بالخلف على من عليك فسيكون ذلك سببا في تيسير امورك. يسرك الله لليسرى قال واما من بخل واستغنى وهذا الصنف الثاني الذي عمله عمل سيء. لان الله قال ان سائكم لاشت عملكم شتى مختلف. مفترق منه ما هو عمل صالح وذكر الخصال التي تفسر ذلك هذا العمل وهنا ذكر الخصال تورث العمل السيء. قال جل وعلا واما من بخل واستغنى بخل بالمال فلم ينفق في وجوه الخير وفيما امره الله جل وعلا ان ينفق فيه من النفاق في سبيل الله وعلى الفقراء والمحتاجين واستغنى بماله واستغنى بنفسه وماله عن ربه وعن عبادة الله يحسب ان ماله اخلده قال جل وعلا وكذب بالحسنى كما مر الحسنى كذب بالجنة او كذب بلا اله الا الله او كذب بالخلف من الله اذا انفق فسنيسره للعسرى السن هنا للتحقيق تحقيق ذلك كما في قوله فسنيسره لليسرى التي قبلها فسنيسره للعسرى اي الحال العسرى يصبح في حال عسرة وفي تنكس للامور ويصبح في شقاء والجزاء من جنس العمل. وقد جاء في في بعض الاحاديث ما يفسر الاية يفسر دلالتها ومنها ما رواه عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الاغر الغر قد في جنازة قال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار فقالوا يا رسول الله افلا نتكل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى الى قوله للعسرى وجاء في بعض روايات الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اما اهل السعادة فييسرون لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاء فييسرون الى عمل اهل الشقاء. ثم قرأ الايات فهذا دليل ان الجزاء من جنس العمل. فعلى الانسان ان يبذل في وجوه الخير ويحذر من الحرص والامساك ويجاهد نفسه تو على هذه الاعمال قال جل وعلا وما يغني عنه ما له اذا تردى هذا الرجل الذي امسك ماله واستغنى به ما يغني عنه شيء اذا تردى يعني اذا سقط في نار جهنم يوم القيامة جزاء وفاقا. وقيل اذا تردى اذا مات اذا مات ما يغني عنه هذا المال شيء ورجح ابن جرير الطبري ان ترد هنا يعني سقط في النار. وهذا هو والله اعلم المناسب. لان التردي هو السقوط والموت هو الردى وليس هو التردي وهنا قال تردى اذا لا ينفعه ماله اذا تردى في نار جهنم وسقط بل به ويكوى به جبينه وجنبه وظهره وهذا كما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في مسلم وغيره قال يقول ابن ادم مالي مالي وهل لك من مالك الا ما اكلت فابليت او لبست فافنيت وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت وما سوى ذاك ذاهب وتاركه للورث. هذا هو مالك الحقيقي. وقبل ان تجاوز الى تفسير بقية السورة هنا ذكر ابن كثير وغيره حديثا رواه آآ الامام البخاري ومسلم والامام احمد عن علقمة انه قدم الشام فدخل مسجد دمشق فصلى اه فدخل مسجد دمشق فصلى فيه ركعتين وقال اللهم ارزقه جليسا صالحا قال فجلس له ابو الدرداء رضي الله عنه فقال له ابو الدرداء ممن انت؟ قال من اهل الكوفة قال كيف سمعت ابن ام عبد؟ يعني عبد الله ابن مسعود كيف سمعت من ام عبد يقرأ والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى قال القمه الذكر والانثى. يعني قوله وما خلق الذكر والانثى؟ عبدالله بن مسعود يقرأها والذكر والانثى. فقال ابو الدرداء لقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال هؤلاء حتى شككوني ثم قال الم يكن فيكم صاحب الوساد؟ وصاحب السر الذي لا لا يعلمه احد احد غيره والذي اجير من الشيطان على لسان محمد صلى الله عليه واله وسلم. الحديث يعني يشير الى ابن مسعود. وذكر ابن كثير رواية اخرى وهي بمعنى هذه بمعنى هذه الرواية وحاصلها ان ابن مسعود وابا الدرداء يقرأون والذكر والانثى بدلا القراءة التي في المصحف وما خلق الذكر والانثى. هم يقولون الذكر والذكر والانثى وهذا لا شك انه ثابت لابن مسعود والى ابي الدرداء. بل لا شك انه كان قرآنا لكن نسخ في العرظة الاخيرة. نسخ في العرظة الاخيرة. لما عرظ جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه ولهذا هو غير موافق لرسم المصحف ولهذا اختار عثمان بعض القراء واخرج ابن مسعود ولهذا غضب ابن مسعود من ذلك لكن ابن مسعود كانت قراءته كانت قراءته يعني على القراءة القديمة لكن الذي اهو في اخر حياته وكان ملازما له كانوا ادرى منه بعض الصحابة كزيد وغيره كانوا ادرى منه بما نسخ وما بقي ولهذا هذا الصواب ان هذه القراءة وان كان سنده صحيح لكنها منسوخة في العرضة الاخيرة ولذلك هي غير موافقة لرسم متحف فلا يقرأ بها او لا يجوز ان يقرأ بها. ثم قال جل وعلا ان علينا للهدى. ان علينا للهدى الهدى هنا هداية البيان والارشاد ولهذا قال قتادة ان علينا للهدى اي نبين الحلال والحرام وقال غيره من سلك طريق الهدى وصل الى الله. هذا كأنه تفسير اخر يعني كأنه يقول ان عليه الا الهدى. يعني ان طريق الهدى علينا فمن سلكه سيصل الينا. قال وجعله كقوله وعلى الله قصد السبيل. حكاه ابن جرير وقال بعض المفسرين انا علينا للهدى علينا بيان الحق من الباطل والطاعة من المعصية. وهذا كالقول الاول هذا هو هو المراد والله اعلم. فعلى الله بيان على الله البيان. بين الخير والشر. وهدى العباد الى النجدين هديناه النجدين ان ولهذا قال وما كنا معذبين حتى نبعث رسوله. قال جل وعلا وان لنا نال الاخرة والاولى. الاخرة اي الحياة الاخرة والاولى التي هي الدنيا. فكلها لله جل وعلا ملك يتصرف فيها كيف يشاء يعطي من يشاء ويحرم من يشاء. فالجميع ملكه. قال جل وعلا فانذرتكم نارا تلظأ. انذرتكم اي حذرتكم. نارا تلظى وهي نار جهنم. ومعنى تلظى يعني تتوهج وتتوقد من شدة حرارتها وشدة سعيرها اذا انذرنا الله عز وجل وحذرنا من النار. ثم قال لا يصلاها الا الاشقى الاشقى صيغة مبالغة في الشقي وهو الاشقى من غيره. وذلك بسبب اعماله صار شقيا ما هي اعماله؟ قال الذي كذب وتولى. كذب بالحق. كذب بالرسل. كذب بالقرآن. ولم يصدق وتولى اعرض عن ذلك اعرض عن الحق عن دعوة الرسل عن اتباع الحق اعرض واللهو ظهره ثم ذكر ضده وقال وسيجنبها الاتقى. سيجنب هذه النار. لان الاول يصلحها ان يدخل فيها ويعذب بداخلها. اما هذا سيجنبها. سيجنبها ينجو منها يجنب عنها يباعد منها الاتقى اي الذي اتقى الله حق تقاته. والتقوى كما مر معنا فقيرها هي العمل بطاعة الله على نور من الله يرجو ثواب الله وان يدع معصية الله على نور من الله يخشى عقوبة الله نعم يعمل بطاعة الله على نور من الله يرجو ثواب الله. ويترك معصية الله على نور من الله يخشى عقوبة الله. خلاصتها ان التقوى تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه. ثم قال الذي يؤتي ماله يتزكى. هذه صفات الاتقى يؤتي اله يعطي من ما له للفقراء والمحتاجين وينفق على وجه يتزكى به ويتطهر من الذنوب. يتزكى من من الذنوب والمعاصي. يريد بهذا الانفاق وجه الله جل وعلا. وما لاحد عنده من نعمة تجزى. يعني هو لا يقوم بهذا من اجل ان يجزي احدا على نعمة احسن اليه او صنع اليه معروف او يرجو منه شيء لا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا فما لاحد عنده من نعمة تجزأ هو لا يفعل هذا من باب المجازات. وان احدا قد قدم له نعمة وخدمة وامر فهو يرد جميله عليه او يرجو منه شيء لا ما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. لا يريد مكافأة احد بهذا او رد جميله وانما يقصد بهذا الله جل وعلا يريد به وجه الله تقرب به الى الله الاعلى وهذا فيه اثبات صفة العلو. قال ولسوف يرضى. خبر من الله ان الله جل وعلا سيرضيه سيرضيه ما دام انه يقصد وجهه فهذا يتضمن الحث على فعل هذه الصفات الحث على فعل هذه الصفات ان يكون الانسان كذلك حتى ينال رضا الله ثم يقول الله جل وعلا والضحى اولا هذه السورة تسمى بسورة الضحى وتسمى بسورة والضحى بزيادة واو وهي مكية بالاتفاق نوعها مكية وترتيبها في النزول الحادي عشر بعد سورة الفجر وقبل سورة الانشراح وعدد واياتها احدى عشرة اية وهي اول قصار المفصل لان المفصل من قاف الى الناس له طوال من قاف الى النبأ هذي الطوال واوساطهم الى النبأ الى الضحى وقصارهم من الضحى الى الناس. فهو اول قصار المفصل وهنا اورد ابن كثير آآ اثرا او يعتبر حديث ان اه ابن كثير قرأ على مجاهد ومجاهد قرأ على ابن عباس وابن عباس قرأ على ابي بن كعب وابي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم وان النبي امرهم بالتكبير بعد سورة الضحى فيقول السنة بعد سورة الضحى انك اذا انتهيت من سورة الضحى تقول الله اكبر ثم تقرأ الم نشرح لك صدرك؟ ثم اذا انتهيت تقول الله اكبر. الى اخر المصحف. ولكن الاثر بهذا ضعيف. الاثر في هذا وهم يقولون لا هذا من قبيل الرواية يعني من قبيل التلقي. والقراء يثبتون هذا لكن الصواب من حيث الاسناد انه ولهذا قال شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله اه الاولى ترك التكبير او ترك ذلك لان العبادات لا تثبت بالاحاديث الضعيفة لا تنزل الا بالاحاديث الصحيحة. ولهذا الصواب انه لا يكبر. يقرأ السورة ثم يقول بسم الله ويقرأ السورة التي بعدها اه قال والظحى الظحى هو اول النهار وساعات النهار الاولى اقسم الله به في شرفه وفضله. والليل اذا سجى اذا سجى سجى قيل اذا سكن واستوى وقيل سجى الى بل وقيل سجى اذا ذهب ورجح الطبري انه بمعنى اذا سكن باهله وبث ظلامه وهذا هو الصواب. يعني والليل اذا سجى يعني والليل اذا يعني اذا اقبل بظلامه وسكن. ثم قال ما ودعك ربك وما قلى. هذه الاية لها سبب نزول. وهو رواه البخاري ومسلم آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى ليلة فلم يقم اشتكى يقال ادميت قدمه او اصيب بشيء في قدمه اصبعه دميت اصبعه فاشتكى فلم يقم ليلة او ليلتين. فاتت امرأة فقالت يا محمد ما ارى شيطانك الا قد تركك انزل الله والضحى والليل اذا سجى الايات. وقيل ان هذه المرأة هي ام جميل. امرأة ابي لهب. امرأة ابي لهب. اذا هذا نزول سورة الضحى والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك ما ودعك ما تركك الى انها تقول تركك شيطانك وما قلى اي وما ابغضك لانه يقال قال اه ابغضه هذا تزكية من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى. اي ولا الدار الاخرة عند الله جل الا خير لك من هذه الدنيا التي انت فيها. هذا وعد كريم. من الله جل وعلا وتسلية له عما يصيبه. من اذية الكفر طاروا معارضتهم. قال جل وعلا ولسوف يعطيك ربك فترضى. اي سوف يعطيك ربك فترضى بعطائه لك. ومن ذلك وقد اعطاه الله خيرا كثيرا. ومما اعطاه الكوثر ومما اعطاه الشفاعة العظمى وما اعطاه ايظا الا يعذب من لا يشرك بي شيئا. وغير ذلك من الخير العظيم الذي اعطاه الله لنبيه. ولهذا هو اعظم الانبياء وافضل الانبياء. قال ولسوف يعطيك ربك فترضى. واللام هنا للتوكيد. ثم عدد نعمه عليه فقال الم يجدك يتيما فاوى؟ والاستفهام هنا للتقرير. فوجدك يتيما فاواك. وسخر لك من امك فان النبي صلى الله عليه وسلم نشأ يتيما بل مات ابوه وهو حمل. وماتت امه وعمره ست سنوات. فكفله جده عبد المطلب ثم بعد ذلك عمه ابو طالب. اذا اذا وجدك الله يتيم. واليتيم هو من فقد اباه قبل البلوغ. فاواك هواك وجعل لك مأوى ورجل يتولى القيام عليك والدفاع عنك كما فعل عبد المطلب ثم ابو طالب بعد ذلك كان يدافع النبي صلى الله عليه وسلم اشد الدفاع قال وجدك ضالا فهدى قال ابن كثير ضالا هنا كقوله جل وعلا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت اتدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. ظالا ما عنده لم يكن عنده علم ما كان عنده علم ولا نبوة. فانزل الله عليه روحا من امره وعلمه الكتاب وقيل ان وال هنا انه ظل مع عمه في طريق الشام وقيل انه ظل ظل في شعاب مكة وهو صغير ثم رجع وقيل كان راكبا ناقة في الليل فجاء ابليس فعدل به عن الطريق فجاء جبريل فنفح ابليس نفحة ذهب منها الى الحبشة ثم عدل بالراحلة الى الطريق حكاه البغل حكاهما البغوي يعني هذين القولين انه ظل مع عمه في طريق الشام او انه ظل في شعب مكة والله اعلم لكن لا شك ان المراد يعني القول الاول ظاهر معناه ظلني ان لم يكن عنده علم ما كان عنده علم النبوة فعلمه الله جل وعلا وهداه ولهذا قال بعض المفسرين ضالا عن معرفة الدين فهداك اليه كما قال ثم اوحينا اليك روحا من امرنا. الاية فهدى وجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى. وجدك عائلا فقيرا فاغناك واغناك قال فاما اليتيم فلا تقهر لشكر هذه النعم اليتيم ومن فقد اباه قبل البلوغ فلا تنهر. لا تنهره قال ابن كثير كما كنت يتيما فاواك الله فلا تقهر اليتيم. اي لا تذله وتنهره وتهينه. ولكن احسن اليه وتلطف به قال قتادة كل اليتيم كالاب الرحيم وهذا ليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم هذا للجميع. كونوا هكذا لليتامى يا عباد الله قال فاما اليتيم فلا تقهر واما السائل فلا تنهر السائل الذي يأتي يسأل يطلب حاجة فلا تنهر. قال ابن كثير قال ابن اسحاق اي فلا تكن جبارا ولا متكبرا ولا فحاشا ولا فظا على الظعفاء من عباد الله وفسر ابن كثير واما السائلة فلا تنهر قال كما كنت ضالا فهداك الله فلا تنهر السائل في العلم المسترشد والاظهر ان السائل اعم من ذلك سواء سائل العلم او سائل المال فلا تنالوا ان كان معك شيء اعطه اياه وان لم يكن فاياك من زجره ونهره وكسر خاطره قال جل وعلا واما بنعمة ربك فحدث حدث بنعمة ربك ولهذا جاء في الدعاء صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك. قابليها واتممها علينا ولهذا التحدث بالنعم بالنعم من شكرها وجهدها من كفرها ولهذا جاء عن عمر ابن عبد العزيز انه قال ان ذكر النعم شكر ولهذا ايضا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يشكر الله من لا يشكر الناس وجاء ايضا في حديث عند ابي داوود وصححه الشيخ الالباني من ابلي بلاء يعني اعطي نعمة فذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره فينبغي للانسان ان يثني بنعمة الله عليه ويتحدث بنعم الله ليس على سبيل الرياء لكن يقول كنت جاهلا علمني الله وكنت اعزبا فزوجني الله كنت فقيرا فاغناني الله يتحدث بهذه النعم فان هذا من شكره تحدث ليس من باب الفقر والخيلاء من باب شكر الله عليها والثناء عليه جل وعلا ورد الفضل اليه بهذا نأتي الى ختام السورة والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد