الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. في هذا المجلس المبارك نتكلم على تفسير سورة الشرح. ونبدأ بذكر اسمائها فنقول ذكر المفسرون لها عدة اسماء تسمى بها فيقال سورة الشرح وهذا هو الاشهر. ويقال لها سورة الم نشرح ويقال لها سورة الانشراح وكل هذا مأخوذ من اول اية فيها ونوعها مكية بالاتفاق. واظن ان الاخوة يعرفون معنى المكي والمدني. فالمكي ما نزل قبل ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة. والمدني ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة بعد وصوله الى المدينة ولو كان بمكة فالمعتبر به هو الزمان. قال اما ترتيبها في النزول فهي السورة الثانية عشر السورة الثانية عشر في ترتيب النزول. نزلت بعد سورة الضحى بالاتفاق ونزل ونزلت نعم نزلت بعد سورة الضحى بالاتفاق وقبل سورة العصر. وعدد اياتها ثمان ايات. يقول الله جل وعلا الم نشرح صدرك. هذا الاستفهام يقول اهل العلم هذا استفهام تقريري. يقرر الله جل وعلا نبيه وبذلك ليبين عظيم منته عليه وفضله عليه جل وعلا. الم نشرح لك صدرك و الاصل في الشرح هو فتح الشيء. يقال شرح كذا يعني فتحه فقالوا شرح الصدر فتحه. لكن الشرح قسم قسمان شرح حسي وقال به بعض اهل العلم وقالوا ان المراد به شرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء. حينما جاءه جبريل وسنذكر ان شاء الله الحديث ومعه من معه فشرح صدره واخرج منه آآ علقة او اخرج منه ما يتعلق بالغل والحسد ثم ابدله حكمة ورحمة ولعلنا ان شاء الله نشير الى هذا قريبا. وقال بعض المفسرين الشرح هنا معنوي ومعنى ذلك ان الله شرح صدر نبيه يعني وسع له صدره وجعله منشرحا منبسطا راضيا ان ثم جعله محلا لوحي الله لوحيه وجعله متحملا لاعباء حمله وتبليغه حمله وتبليغه للناس ومتحملا لاخلاقهم فهو اشرح الناس صدرا صلى الله عليه واله وسلم. وهذا والله اعلم هو هو الراجح هنا ان المراد به الشرح المعنوي. وان كان قد شرح الله صدره ايضا شرحا حسيا قال جل وعلا الم نشرح لك صدرك ووظعنا عنك وزرك وشرح من اعظم نعم الله عز وجل على الانسان. كلما كان الانسان اتقى لله واكثر ذكرا وصلاحا تقربا الى الله كلما زاد انشراح صدره. فاذا اردت شرح صدرك وسعة سعته وانبساطه وانسه فعليك بتقوى الله. قال جل وعلا وهو معنى عنك وزرك. وضعنا عنك وزرك. اي حططنا عنك الاثام والذنوب التي اصبتها في الجاهلية بل المراد ان الله عز وجل حط عنه الذنوب كلها. و يبينه القول الثاني وهما بمعنى قال معنى وظعنا عن كسرك قال غفرنا لك ما سلف من ذنوبك غفرنا لك ما سلف من ذنوبك. قالوا وهي بمعنى قوله جل وعلا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر يعني وضعنا عنك وزرك غفرنا لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فوظعنا حططنا وهي بمعنى المغفرة والوزر هو الذنب والاثم. قال الذي انقض ظهرك. انقض بمعنى اثقل ظهرك. لان الذنوب تثقل الكاهل وتثقل الظهر. وتظعف الانسان فالله جل وعلا يمتن على نبيه صلى الله عليه واله وسلم انه وضع عنه اثامه التي كانت تثقل ظهره. ونحن من باب اولى. علينا ان نحرص على كثرة التوبة والاستغفار حتى نتخلص من الاثام التي تثقل الظهر وتضعف الانسان وتسلط عليه الشيطان وتبعده من الرحمن. قال جل وعلا ورفعنا لك ذكرا لقد رفع الله عز وجل ذكر نبيه رفعة ما رفعها احدا من خلقه ولهذا يقول ابن كثير في تفسيره يقول قال مجاهد لا اذكر الا ذكرت معي. اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. وقال قتادة الله ذكره في الدنيا والاخرة. فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة الا ينادي بها اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وجاءني ابن عباس مجاهد ايضا ان المراد به الاذان. يعني انه يذكر الشهادتان اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله ثم اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله. ويدخل في في الاقوال السابقة وقيل المراد ان الله رفع ذكره في الاولين والاخرين ونوه به حين اخذ الميثاق على جميع المؤمنين ان يؤمنوا به. وان يأمروا اممهم بالايمان به. ثم شهد ذكره في امته فلا يذكر الله الا ذكر معه وهذا حق والمراد ان الله رفع ذكره ذكره الحسن الطيب فهو افضل الانبياء هو افضل الانبياء. هو صاحب المقام المحمود. وهو وافضل الخلق بل انه بعد بعثته لم يرفع الله احدا مثل رفعته له. صلى الله عليه واله وسلم قال جل وعلا فان مع مع العسر يسرا العسر الشدة وضيق الحال معها يسر. تيسير من الله وسهولة وزوال شدة ثم قال ان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا هنا قال العلماء العسر هنا العسر هنا واحد واليسر يسرا. كيف؟ اولا جاء جاء في بعض الاحاديث بعض المراسيل المرسل الحسن يعني يرسله عن النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي قال لن يغلب عسر يسرين وله شواهد لكن مع ذلك هو ضعيف. رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم ضعيف. ما يصح كحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا شك ان الاية دلت على ان مع اسري ان مع العسر يسرين. قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد قال ان المعرف وان تعدد ذكره واتحد لفظه فهو شيء واحد يعني الاسم المعرف. العسر معرف بال. فاذا تكرر واتحد لفظه العسر اتحد لفظه مرتين العسر. فانه شيء واحد. بخلاف المنكر ثم قال ومن فهمها هذا فهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لن لن يغلب عسر يسرين مرسل وله طرق تعضده. لكن في صحته نظر. قال فان اشار الى قوله تعالى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. فالعسر وان تكرر مرتين فتكرر بلفظ المعرفة. فهو واحد واليسر تكرر بلفظ النكرة. فهو يسران. فالعسر محفوف بيسرين يسر قبله يسر قبله ويسر بعده فلن يغلب عسر يسرين. هذه فائدة. وهذا فيه تفريج لهموم المؤمنين وفيه وجوب حسن الظن بالله جل وعلا وتفريج الكربات وابشر لن يغلب عسر اسرائيل يسر قبله ويسرا بعده. قال جل وعلا فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب اذا بشر الله عز وجل نبيه باليسر وانه لن يدوم الشدة واذا وقعت شدة فان قبلها يسر وبعدها يسر. ثم قال جل وعلا فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. قال شاهد اذا فرغت من امر الدنيا فقمت الى الصلاة فانصب لربك. وفي رواية عنه اذا قمت الى الصلاة اذا انصب في حاجتك. وقال ابن مسعود اذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل وقال ابن عباس فاذا فرغت فانصب يعني في الدعاء. وقال زيد ابن اسلم فاذا فرغت اي من الجهاد فانصب في العبادة ده والى ربك فارغب. قال ابن كثير اي اذا فرغت من امور الدنيا واشغالها وقطعت علائقها فانصب الى العبادة وقم اليها نشيطا فارغ البال واخلص لربك النية والرغبة. وقال ابن جرير للطبري بعد بعد ان اورد عدة اقوال قال واولى الاقوال في ذلك بالصواب قول من قال ان الله تعالى ذكره نبيه ان يجعل فراغه من كل ما كان به من امر دنياه واخرته مما ادى له الشغل به. وامره بالشغل به الى النصب في عبادته. والاشتغال فيما قربه اليه ومسألته حاجاته ولم يخصص بذلك حالا من احوال فراغه. دون حال فسواء كل احواله فسواء كل احواله سواء فراغه من صلاته او فراغه من جهة من الجهاد ونحو ذلك. هذا خلاصة كلامه يعني خلاصة ما قاله ان ان الفراغ هنا اذا فرغت من اي عمل فانصب في العبادة الى الله جل وعلا. فيدخل فيها اذا فرغ من صلاة النافلة وابدأ صلاة الفريظة لما فرغ من الجهاد اجتهد في طاعة ربك وغيرها. اذا على الانسان ان يجتهد بالطاعة يعني ينصب والنصب هو التعب بعد الاجتهاد. يعني هذا حث على كثرة الاجتهاد في طاعة الله جل وعلا لان كما في قوله جل وعلا وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة يعني قد تعبت. فانصب يعني اجتهد كثيرا اتعب في عبادة ربك. وهذا حث للنبي صلى الله عليه وسلم وامته تبع له اذا فرغت من شغلك مثلا عندك عمل من اعمال الدنيا طلب رزق اذا انتهيت منه اجتهد في العبادة. بعض الناس لا من الدنيا ثم يدخل في عمل اخر او يدخل فيما لا يعنيه او يدخل في امور محرمة لا اذا فرغت من عمل فاجتهد في عمل اخر. وانصب اتعب نفسك في طاعة الله. فاليوم عمل وغدا الحساب قال والى ربك فارغب. هذا فيه بيان ان هذا التعب وهذا النصب ترغب فيه الى يعني تتقرب فيه الى الله وتخلص فيه لله وترغب فيما عند الله جل وعلا. فهو اشارة الى الاخلاص لان بعض الناس قد يتعب نفسه في اعمال صالحة لكن ليست راغبا الى الله فيها اما رياء واما واما ليحصل مصلحة من مصالح الدنيا لا يتعب في عبادة ربك وكن مخلصا لله جل وعلا وقصدك الرغبة فيما عند الله ابتغاء وجه الله جل وعلا. ثم تكلموا على سورة والتين والزيتون. ولها عدة اسماء. فمن اسمائها سورة والتين بالواو. وسميت بدون واو. سورة التين وكل هذا مأخوذ من اول اية فيها ونوعها مكية عند اكثر اهل العلم. حتى قال ابن عطية في تفسيره لا اعرف خلافا بين مفسرين في ذلك. وترتيبها في النزول هي السورة الثامنة والعشرون. نزلت بعد سورة البروج وقبل سورة لايلاف قريش. واياتها ثمان وورد في فضلها ما رواه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب قال كان النبي صلى الله عليه واله وسلم يقرأ في سفر في في احدى الركعتين بالتين والزيتون. فلم فما سمعت احدا احسن صوتا او قراءة من صلى الله عليه واله وسلم. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها. يقول الله جل وعلا والتين والزيتون. هذا قسم الواو واو القسم. والله اقسم بالتين والزيتون واقسم بطول سنين واقسم نعم. على شيء واحد. جواب القسم او المقسم عليه لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين. والتين فيه اقوال التين فيه اقوال. القول الاول وهو الصواب والذي عليه كثير من المفسرين ان المراد به التين النبات الثمرة المعروفة. ولهذا قال مجاهد والحسن قالوا هو دينكم هذا. ثمرة التين المعروفة. والزيتون ايضا ثمرة الزيتون المعروفة التي كما قال مجاهد وعكرمة قال هو هذا الزيتون الذي تعصرون. وهذا هو الاصل الاصل حمل اللفظ على ظاهره وعلى مفهوم المخاطبين وعلى ما يتبادر الى الذهن. فالمراد ان الله اقسم بهاتين النبتتين بالتين وبالزيتون للدلالة على فضلهما. وعلى شرفهما. وعلى عظيم منة الله عز وجل علينا بهما. وهذا هو الراجح في تفسير ذلك. وقال بعض المفسرين ان المراد بالتين مسجد مسجد دمشق. وقيل الجبل الذي هي نفسها هي دمشق. وقيل الجبل الذي عندها. وقال القرى القرظي هو مسجد اصحاب الكهف وروي عن ابن عباس من طريق العوفي انه مسجد نوح الذي على الجودي وكذلك الزيتون قال كعب الاحبار هو مسجد بيت المقدس. وقيل هو الجبل الذي نعم قيل هو مسجد بيت المقدس. وقيل غير ذلك. ولكن يا اخوان ان هذا خروج عن اللفظ. لكن لو جاءنا حديث صحيح او دليل صحيح يبين ان المراد بالتين والزيتون ليس النبأ ليس النباتات او النبتتين المعروفتين او الثمرتين المعروفتين فانا نصيره الى الدليل. والا الاصل يحمل القرآن على عرف ومعهود المخاطبين. وهو التين المعروف والزيتون المعروف والتين والزيتون وطور سينين. طور سينين هو جبل الطور. هو جبل الطور المعروف في سيناء وهو الجبل الذي كلم الله نبيه موسى عنده. وهو راجع مدين. وارسله الى فرعون. وسنين قالوا سينين هو سيناء. كما يقال طور سيناء كما جاء في اية اخرى ويقال طور سنين. فهو طور سيناء. يعني جبل الطور الذي في سيناء. قالوا ومثل هذا قول جل وعلا في سورة الصافات وان الياس لمن المرسلين ثم ذكر بعد ذكر كذا اية في خبر ثم قال سلام على الياسين. قالوا فاي الياس هو الياسين. كما ان سينا هو سنين وهذا هو الاظهر والله اعلم ان طول سنين المراد به طور سيناء جبل الطور الذي في الذي كلم الله موسى عنده وارسله الى فرعون. وهناك من قال ان طول السنين المراد به الجبل الذي ينبت الجبل الذي تكثر فيه النباتات يسمى طور سنين. وقيل ان سنين اي المبارك الحسن. وهذا بلغة الحبشة سنين يعني المبارك الحسن وقيل المبارك بالسريانية وقيل كل جبل فيه شجر مثمر وقيل غير ذلك ولكن الاظهر الله اعلم ان المراد جبل الطور طور سيناء او جبل طور سيناء جبل الطور المعروف ولهذا قال بعض المفسرين ذكر الله في الايات الاولى من هذه السورة اماكن او محال ثلاثة من اولي من الرسل اصحاب الشرائع الكبار. فقوله والتين والزيتون هذا اشارة الى بيت المقدس. التي بعث الله فيها عيسى ابن مريم وطور سنين المراد به جبل جبل الطور او طور سيناء وهو الذي كلم الله وعنده موسى ابن عمران نبي الله موسى ومن اولي العزم ايضا. كما ان عيسى من اولي العزم. والبلد الامين هي مكة هي محل وبلد النبي صلى الله عليه وسلم وهو افضل الانبياء قال جل وعلا وهذا البلد الامين. وعلى كل حال اقسام الله جل وعلا بالتين والزيتون وطور سنين. هذا كله تشريف له. تشريف لها فاقسم جبل الطور لشرفه وعظم شأنه. قال جل وعلا وهذا البلد الامين. وهي مكة وسماها الامين لان من دخله كان امنا وقد حرم الله مكة واظهر تحريمها على لسان ابراهيم فهي بلد حرام ولهذا يأمن فيها كل شيء. الان يأمن فيها الناس. يأمن فيها الصيد من هذا تلاحظ ان حمام الحرم تكاد تدوس عليه بقدمك لا يفر منك. امن يأمن فيها الاشجار ما تقطع يأمن هي العشب يأمن فيها كل شيء. فهو بلد امين. قال جل وعلا لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. هذا هو المقسم عليه او جواب القسم ان الله قد خلق الانسان من حيث هو انسان في احسن تقويم قال ابن كثير وهو انه تعالى خلق الانسان في احسن صورة وشكل منتصب القامة سوي الاعضاء حسنها نعم كما مر معنا في احسن تقويم وفي احسن خلقة هو احسن المخلوقات تقويم يمشي على قدمين ورأسه منتصب الى اعلى بينما بقية الدواب من المخلوقات تجدها تمشي على اربع ورأسه في مستوى جسمها ليس فوقها فهذه منة من الله عز وجل تكريم لبني ادم قال جل وعلا لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين ثم رددناه اسفل سافلين اختلف العلماء فيها على قولين اختلف العلماء فيها على قولين القول الاول ان اسفل سافلين هنا هو النار والمراد بالانسان هنا الكافر. اي رددناه الى النار وقال بعض المفسرين اسفل سافل هنا هو ارذل العمر هو ارذل العمر. رجح العلامة ابن القيم رحمه الله ان اسفل سافلين هنا المراد به النار ورد يعني رد القول الثاني واثبت صحة هذا القول بعشرة اوجه كما في التبيان في اقسام القرآن ولهذا قال والصحيح انه النار يعني اسفل سافلين. قاله مجاهد والحسن وابو العالية قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه هي النار بعضها اسفل من بعض وقالت طائفة منهم قد هدى وعكرمة وعطاء الكلب وابراهيم انه ارذل العمر. وهو مروي عن ابن عباس والصواب القول الاول. يعني انها النار. قال لوجوه احدها ان ارذل العمر لا يسمى اسفل سافلين. لا في لغة ولا في عرف ما نسميه العرب ما هو معروف في لغتهم ولا في عرفهم. قال وانما اسفل سافلين هو سجين. الذي هو مكان الفجار كما ان عليين مكان الابرار الثاني ان المردودين الى اسفل العمر بالنسبة الى نوع الانسان قليل جدا. فاكثرهم يموت ولا يرد الى ارذل العمر والله اخبر هنا يعني الذين يعمرون قليل والله هنا اخبر ان هذا الانسان يرد ان الانسان يرد الى اسفل سافلين وظاهره العموم في كل كافر. على القول المختار. قال والثالث ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يستوونهم وغيرهم في رد من طال عمره منهم الى ارذل العمر. فليس ذلك مختص بالكفار حتى يستثنى منهم ام المؤمنون حتى يستثنى او حتى يستثني منهم المؤمنين. شيقول كون الانسان اذا كبر يضعف يرد الى اسفل سافلين تضعف قواه بل اذا طال عمرك قد يعني يفقد عقله وهذا ما هو بخاص بالكفار يحصل لهؤلاء وهؤلاء حتى المؤمنين. اذا ليس المراد ارذل العمر. ثم قال الرابع او الوجه الرابع ان الله سبحانه وتعالى لما اراد ذلك لم يخصه بالكفار بل جعله لجنس بني ادم. او هذا نعم قال ومنكم يتوفى ومنكم ما يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا فجعلهم قسمين قسم المتوفى قبل الكبر وقسما مردودا الى ارذل العمر. ولم يسمه اسفل سافلين. قال الخامس انه لا تحسن المقابل بين ارض العمر وبين جزاء المؤمنين وهو سبحانه قابل بين جزاء هؤلاء وجزاء هؤلاء بين جزاء اهل الايمان وجزاء اهل وجزاء الكفار الى اخر كلامه رحمه الله وذكر عشرة اوجه وهو كلام ماتع والمهم ان الذي يترجح عندنا هو الذي يترجح بالدليل ان المراد اسهل سافلين انها النار. قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات استثنى الذين امنوا وعملوا الصالحات جمعوا بين الايمان وهو التصديق عن اقرار ايمان القلوب والعمل وعمل الصالحات بالجوارح فلهم اجر غير ممنون. هؤلاء ليسوا مثل الذين يردون الى النار. لا يردون الى الجنة. فلهم اجر عند الله غير مأمون غير مقطوع. وغير منقوص وهو نعيم الجنة بل هم في مزيد من نعيم الله عز وجل. قال فما يكذبك بعد بالدين؟ قال ابن كثير اي ابن ادم ما الذي يكذبك بالجزاء في الميعاد. ولقد علمت البداءة وعرفت ان من قدر على البداءة فهو قادر على الرجعة بطريق الاولى. فاي شيء يحملك على التكذيب بالميعاد وقد عرفت هذا. هل يكذبك يا ابن ادم؟ قال مرأت به الكافر. بالدين بيوم الجزاء والحساب والبعث والنشور ثم قال اليس الله باحكم الحاكمين؟ الجواب بلى هو احكم الحاكمين جل وعلا وهو الذي يحكم بين عباده بالقسط وهو الذي اذا حكم نفذ حكمه على الجميع. وحكم بالعدل. وقد اورد ابن كثير وغيره آآ اثرا او حديثا اه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا قرأ قال اذا قرأ والتين والزيتون فاتى على اخرها اليس الله باحكم الحاكمين؟ فليقل بلى وانا على ذلك من الشاهدين وهذا الحديث رواه ابو داوود لكن اسناده ضعيف لا يصح. كما بين اهل العلم ومنهم العلامة الالباني في ضعيفة داوود فلا يقال شيئا بل ما ثبت ان الانسان يقول شيئا عند قراءة القرآن الا عند اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى؟ اخر سورة القيامة فقد ثبت هذا باسانيد صحيحة يقول سبحانك وبلى او سبحانه وبلى. ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد