الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد تفسير سورة العصر. العصر اسماؤها اولها اسمان يقال لها سورة العصر ويقال سورة والعصر. يعني يأتي بلفظ الاية. وهي مكية في قول الجمهور. وعن مجاهد وقتاد ده انها مدنية. وترتيبها على اعتبار انها مكية هي السورة الثالثة عشرة في النزول نزلت بعد سورة الانشراح وقبل العاديات. واياتها ثلاث ايات وذكر ابن كثير آآ قصة فيها شيء من الطرافة. يقول ان عمرو بن العاص رضي الله عنه كان قبل اسلامه وفد على مسيلمة الكذاب بعد بعثة النبي صلى الله عليه واله وسلم. وقبل ان يسلم عمرو. فلما جاء ام سيلمة قال له مسيلمة مسيلمة سلمة الكذاب ماذا انزل على صاحبكم في هذه الايام؟ او في هذه المدة؟ فقال انزلت عليه سورة بليغة وجيزة. لاحظ يقولها عبد الله يقال يقوله عمرو ابن العاص وهو في ذلك الوقت كان كافرا قال فقال وما هي؟ قال قال والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قال ففكر مسيلمة هنيهة يعني سكت يستمع وحي ثم قال وقد انزل علي مثلها. انا انزل علي مثل السورة التي انزلت على صاحبكم. فقال له عمرو ابن اصومه قال يا وبر يا وبر انما انت اذنان وصدر. وسترك حفر فقال كيف ترى يا عمر؟ كيف ترى بقرآن هذا؟ فقال والله انك تعلم اني اعلم انك تكذب. كذب هذا ما هو بقرآن هذا هذيان. اه قال ابن كثير قد رأيت ابا بكر الخرائط اسند في كتابه المعروف بمساوئ الاخلاق في الجزء الثاني منه شيئا من هذا او قريبا منه. يعني هذه القصة. ثم علق ابن كثير فقال والوبر دويبة تشبه الهر هي بحجم اكبر من الارنب قليلا واقل من الهر دويبة تعيش في الجبال. قال الوبرد دويبة تشبه الهر اعظم شيء فيه اذناه. وصدره وباقيه دميم فارادوا مسيلمة فاراد مسيلمة ان يركب من هذا الهذيان ما يعارض به القرآن. فلم يرج ذلك على عابد في ذلك الزمان مما جاء ايضا ان الطبراني اورد اه عن ثابت عن عبد الله ابن حصن قال كان الرجلان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا التقيا لم يتفرقا الا على ان يقرأ احدهما على الاخر سورة العصر الى اخرها ثم يسلم احدهما على الاخر يعني قبل ما يتفرقان يقرأان هذه السورة. لانها جامعة مانعة بليغة عظيمة ولكن تكلم بعض اهل العلم في هذا الاسناد ضعفوه وهناك من جود اسناده والاظهار والله اعلم انه ضعيف. قال وقال الشافعي رحمه الله لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم يعني لكفتهم. لماذا؟ لانها دالة على ان جنس الانسان خاسر الا من امن وعمل صالحا وتواصى بحقه وتواصى بالصبر يقول الله جل وعلا والعصر اقسم الله بالعصر لشرفه والعصر هو الزمان الذي تقع فيه حركات ابن ادم من خير وشر. وقيل ان العصر هي صلاة العصر. المعروفة اقسم الله بصلاة العصر بفضلها. والمشهور هو الاول وهو الاظهر ان المراد بالعصر الزمان. لانه عند الاطلاق لا ينصرف الا الى الزمان. واما صلاة العصر تقيد بصلاة العصر صلاة الظهر. فالحاصل ان الله جل وعلا الا اقسم بالزمان لاهميته ولانه محل العمل ومزرعة الاعمال وجواب القسم ان الانسان لفي خسر. ان الانسان يعني جنس الانسان لفي خسر يعني في خسارة في هلاك الا الذين امنوا. اذا الاغلب في الناس انهم في خسارة في هلاك في ظلال. الا الذين جمعوا اربع صفات. وهذا يدل عليه الحديث الذي في البخاري ان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله جل وعلا يقول يوم القيامة يا ادم اخرج بعث النار من ذريتك. فيخرج من كل الف تسع تسعمائة وتسعة وتسعين الى النار. وواحد الى الجنة. تسع مئة وتسعة وتسعين من الالف. اذا الانسان لفي خسر. في خسارة في هلاك. الا الذين امنوا الذين امنوا قال ابن كثير فاستثنى من جنس الانسان عن الخسران الذين امنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم وتواصوا بالحق وهو اداء الطاعات وترك المحرمات وتواصوا بالصبر على المصائب والاقدار واذى من يؤذي ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن وينهونه عن المنكر. اذا تلاحظ ان ابن كثير هنا قال امنوا بقلوبهم لان الايمان هو تصديقه عن اقرار يعني تصديق القلوب عقيدة القلوب. يصدقون بالاسلام بان الله وان النبي صلى الله عليه وسلم نبيهم يصدقون بما امر الله به مع الاقرار مقرون لذلك ويضيفون الى ايمان القلوب واعتقاد القلوب الاعمال الصالحة في الجوارح سواء كان بايديهم بالسنتهم بل حتى في قلوبهم الخوف والرجاء والحب في الله آآ وهنا مسألة ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه الاصول الثلاثة وقال اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. ثم قال الاولى معرفة العبد ربه. الاولى معرفة العبد ربه ودينه ونبيه. والثانية يعني ذكر الايمان ثم ذكر العمل الصالح. الاولى معرفة العبد ربه ودينه ونبيه الثانية العمل بذلك. الثالثة الدعوة اليه. الرابعة الصبر على الاذى فيه قطعها من هذه السورة. فمعرفة دين الاسلام بالادلة هذه مأخوذة من امنوا والعمل مأخوذ من قوله عملوا الصالحات والدعوة اليه مأخوذ من تواصوا بالحق. والصبر على الاذى فيه مأخوذ منه وتواصوا بالصبر. وهذه المراتب ايضا مها ابن القيم مراتب جهاد النفس. قال المرتبة الاولى العلم المرتبة الثانية العمل. المرتبة الثالثة الدعوة الى ما علم وعمل والرابعة على الاذى فيه. وكل هذه الاقوال حق. فهذه المسائل لابد منها. العلم اولا يتعلم الانسان ثم يعمل بما اعلم؟ ثم يدعو اليه ثم يصبر على الاذى فيه الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق. فتواصوا الناس بالحق وهو الامر والنهي عن المنكر تعليم الدين النهي عن المحرمات تعليم الاسلام هذا ترى من التواصي بالحق بالصبر على الاذى الذي لان الانسان يناله الاذى في الغالب اذا بل الحقيقة ان الصبر هنا يشمل انواع الصبر الثلاثة كما اشار ابن كثير تواصون بالصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي الصبر على اقدار الله المؤلمة. ثم قال جل وعلا ويل لكل همزة لمزة سورة الهمزة يقال لها من اسمائها سورة الهمزة ويقال سورة ويل لكل همزة. ويقال سورة الحطمة وهي مكية بالاتفاق. وترتيبها هي السورة الثانية والثلاثون في ترتيب نزول سور القرآن بعد سورة القيامة نزلت بعد سورة القيامة وقبل سورة المرسلات. وعدد اياتها تسع ايات بالاتفاق ايضا. يقول جل وعلا ويل لكل همزة لمزة. ويل هذه كلمة وعيد وهي بمعنى الخسار والهلاك. وقيل ويل بمعنى العذاب وقيل واد في نار جهنم. تستعيذ النار منه. لكن لا يثبت في ذلك اثر صحيح اذا الخسار والهلاك. او العذاب. لكل همزة لمزة لكل من اتصف بهذين الوصفين. قال ابن كثير الهماز بالقول واللمام بالفعل يعني يزدري بالناس وينتقص بهم هكذا قال ابن كثير والذي يظهر والله اعلم العكس يقال الهمز بالفعل واللمز بالقول. ويدل عليه قوله جل وعلا ومنهم من يلمزك في الصدقات. يعني يتكلمون يطعنون في النبي صلى الله عليه وسلم. ومنه ايضا قوله جل وعلى الذين يلمزون المطوعين في الصدقات ومنه هماز شاء هماز مشاء بنميم. لانه قال مشاء بنميم يعني يمشي بالنميمة هذا القول والهمز هو الفعل. اذا ويل لمن هذا وصفه يهمز الناس ويزدريهم بيده او يشير بعينه او بلسانه او برأسه فيتنقص الناس ويغمزهم ويعيبهم. بالفعل وكذلك بالقول يطلق لسانه فيقع في اعراض الناس ويسخر منهم ويغتابهم فويل لمن فعل ذلك وهذا دليل على تحريم هذا الفعل وانه من الامور المنكرة التي لا تجوز. ويل لكل همزة وقد اورد ابن كثير عدة اقوال للسلف وهي من باب اختلاف التنوع. فقال عن ابن عباس قال همزة لمزة طع طع عانوا معياب. وقال الربيع بن انس الهمزة يهمزه في وجهه واللمزة واللمزة من خلفه وقال قتادة يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه. ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم. وقال مجاهد الهمزة باليد والعين واللمزة باللسان وهكذا قال ابن زيد وهو الراجحي كما ذكرنا الدليل عليه قريبا وقيل ان المراد به شخص بعينه. قيل هو الاخنس ابن شريق. وقيل انه جميل ابن عامر الجمحي ولكن كل ذلك لا يصح سنده كلها مراسيم الواردة في هذا المرسل نوع من الضعيف عند جمهور المحدثين قال جل وعلا ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده. جمعه يعني جمع المال بعضه على بعض وعدده احصى عدده. كما قال جل وعلا وجمع فاوعى. فهو جماع يجمع المال ومناع يمنع العطاء. وعدده التعديد هو الاحصاء يحصيه دائما يحرص عليه. لشدة حرصه وبخله. فويل لمن كان هذا شأنه يعيب الناس بفعله وبقوله ويحرص على جمع ويعدده شحا وحرصا عليه حتى لا ينقص منه شيء. ولا ينفق في وجوه الخير. قال يحسب ان ما له اخلده يظن هذا الهمزة اللمزة الجماع المناع ان المال الذي جمعه انه ان يبقيه مخلدا لا يموت؟ كلا كلمة ردع وزجر يردعه عن هذا ذنب ويزجره لا كلا لينبذن في الحطم. ليس الامر على ما ظن ان ما له يخلده ويبقيه لا ليس الامر كذلك. ثم اخبر انه ليمبذن في الحطمة يعني ليطرحن هذا الرجل الذي هذا الهمزة اللمزة الجماء المناء في الحطمة والحطمة هي النار. اسم من اسمائها ووصف من صفاتها قيل لها ذلك لانها تحطم عظام الكفار وتكسرها وتفتتها نعوذ بالله من ذلك. قال وما ادراك ما الحطمة؟ هذا افهام على طريق التهويل والتفخيم والتعظيم. والمعنى وما اعلمك ما الحطمة. ثم فسرها وقال نار المنقذة هي نار الله النار الموقدة التي اوقدت وقودها الناس والحجارة حتى اشتد حرها التي تطلع على الافئدة من شدة حرقها للكفار تأكله حتى تطلع على فؤاده وان الفؤاد داخل البدن. الغالب ان الاصابات تكون في الجسم الخارجي. لكن نعوذ بالله تأكلهم حتى تصل الى قلوبهم فتطلع عليها تحرقها تهلكها ولكن لا يموتون مع ذلك. ثم قال انها عليهم مؤصدة يعني ان النار على الكفار مؤصدة يعني مطبقة. مطبقة مغلقة ما يستطيعون يخرجون منها رصدت ابوابها واطبقت واغلقت في عمد ممددة. قيل انهم في عمد من حديد وقيل انها عمد من نار وجاء عن ابن عباس انه قال في عمد ممدد قال يعني الابواب الممدودة وجاء عن قتادة آآ جاء عن نعم قال قتادة في قراءة عبد الله بن مسعود انها عليهم مؤصدة يعني قال انها عليهم مؤصدة بعمد ممددة وعن ابن عباس قال ادخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد. وفي اعناقهم السلاسل فسدت بها الابواب وقال قتادة كنا نحدث انهم يعذبون بعمد في النار. ورجحه ابن جرير. وقال ابو صالح ممددة يعني القيود الطوال. ولكن ظاهر كلمة العمد انها عمد جمع عمود. انهم يعذبون امد في نار جهنم والله اعلم في كيفيتها. لكنها فيها العذاب الشديد والنكال. نعوذ بالله ثم بعد ذلك نأتي على تفسير سورة الفيل نبدأ بالكلام على اه قصتها وما ورد فيها وسبب حصول آآ وسبب يعني حصول قصة الفيل ومتى كانت وآآ انقل بهذا الكلام الحافظ ابن كثير رحمه الله فانه قد لخص الكلام وافاد واجاد ونؤجل ان شاء الله الكلام على تفسير السورة في الدرس القادم لكن نبدأ بهذه المقدمة يقول ابن كثير هذه من النعم يعني عند سورة الفيل الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ قال هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش فيما صرف عنهم من اصحاب الفيل الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو اثرها من الوجود فابادهم الله وارغم انفهم وخيب سعيهم واضل عملهم وردهم بشر خيبة كانوا قوما نصارى وكان دينهم اذ ذاك اقرب حالا مما كان عليه قريش من من عبادة الاوثان. ولكن هذا من من باب الارهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فانه في ذلك العام ولد على هري الاقوال ثم قال وهذه قصة اصحاب الفيل على وجه الايجاز والاختصار والتقريب ثم قال قد تقدم في قصة اصحاب الاخدود ان ذا نواس وكان اخر ملوك حمير وكان مشركا هو الذي قتل اصحاب الاخدود وكانوا نصارى وكانوا قريبا من عشرين الفا. فلم يفلت منهم الا دوس ذو ثألبان فذهب فاستغاث بقيصر ملك الشام وكان نصرانيا. فكتب له الى النجاشي ملك الحبشة. لكونه اقرب اليهم. النجاشي كان نصر والنجاشي يطلق على كل من تولى ملك الحبشة. قال فكتب له الى فكتب له الى النجاشي ملك الحبشة لكونه اقرب اليهم فبعث معه اميرين. الرياض وابرهة ابن الصباح او ابن الصباح ابا يكسوم. في ايش كريم في جيش كثيف فدخلوا اليمن فجاسوا خلال الديار واستلبوا الملك من حمير وهلك ذو نواس في البحر واستقل الحبشة بملك اليمن وعليهم هذان الاميران. رياض وابرهة. فاختلفا في امره وتصاول وتقاتل وتصافى فقال احدهما للاخر انه لا حاجة بنا الى اصطفاء الى اصطدام الجيشين بين ولكن ابرز الي وابرز اليك. فاينا قتل الاخر استقبل استقل بعده بالملك. فاجابه الى ذلك فتبارزا وخلف كل واحد منهم فتاة. فحمل ارياض على ابرهة فضربه بالسيف. فشرم انفه وفمه وشق وجهه وحمل مولى ابرهة على ارياط فقتله. ورجع ابرهة جريحا. فداوى فتداوى او فداوى جرحه فبرأ واستقل بتدبير جيش الحبشة باليمن فكتب اليه النجاشي يلومه على ذلك وما كان منه او يلومه على ما كان منه ويتوعده ويحلف ليطعن بلاده ويجزن ناصيته فارسل اليه ابرهة يترقق له ويصانعه وبعث مع رسوله بهدايا وتحف وبجراب وبجراب فيها من تراب اليمن. جراب جراب وضع فيه من تراب اليمن وجز ناصيته فارسلها معه. ويقول في كتابه ليطأ الملك على هذا الجراب فيبر قسمه. وهذه ناصيتي قد بعثت بها اليك ، فلما وصل اليه ذلك اعجبه منه ورضي عنه واقره على عمله، وارسل ابرهة يقول للنجاشي اني سابني لك كنيسة بارض اليمن لم يبنى قبلها مثلها. فشرع في بناء كنيسة هائلة بصنعاء. رفيعة البناء عالية الفناء عالية الفناء مزخرفة الارجاء سمتها العرب القليص او القليس لارتفاعها لان الناظر اليها تكاد تسقط قلنسوته عن رأسه من ارتفاع بنائها. قالنسوا ما يوضع على الرأس مثل الطاقية بس تختلف يعني اذا رفع اعلى تسقط من ارتفاعها. وعزم ابرهة الاسرم ان يصرف حج العرب اليها كما يحج الى الكعبة بمكة. ونادى بذلك في مملكته فكرهت العرب العدنانية والقحطانية ذلك وغضبت قريش لذلك غضبا شديدا حتى قصدها بعضهم وتوصل الى ان دخلها ليلا فاحدث فيها وكرر راجعا لتغوط فيها اهانة لها. وكرر راجعا الى مكة. فلما رأى السدنة ذلك الحدث رفعوا امرهم الى ملكهم ابرهة وقال له انما صنع هذا بعض قريش غضبا لبيتهم الذي ظاهيت هذا به. فاقسم ابرهة ليسيرن الى بيت مكة وليخربنه حجرا حجرا. وذكر مقاتل بن سليمان ان فتية من قريش دخلوها اي هذه الكعبة التي في صنعاء فأججوا فيها نارا. اوقدوا فيها وكان يوما فيه هواء شديد فاحرقته وسقطت الى الارض. فتأهب ابرهة لذلك وصار في جيش كثير في في جيش كثيف عرمرم لئلا يصده احد عنه. واستصحب معه فيلا عظيما كبير الجثة. لم يرى مثله. يقال له محمود وكان قد بعث اليه النجاشي ملك الحبشة به ويقال كان معه ايضا ثمانية افيال وقيل اثنا عشر فيلا وقيل غيره والله اعلم. يعني ليهدم الكعبة بان يجعل السلاسل في الاركان وتوضع في عنق الفيل ثم يزجر ليلقي الحائط جملة واحدة. يعني جدار الكعبة. فلما سمعت العرب بمسيره بمسيره اعظم ذلك جدا. ورأوا ان حقا عليهم المحاد المحجبة دون البيت. ورد من اراده بكيد فخرج اليه رجل من اشراف اهل اليمن وملوكهم يقال له ذو نفر فدعا قومه ومن اجابه من سائر العرب الى حرب ابرهة وجهاد وجهاده عن بيت الله وما يريده من هدمه وخرابه فاجابوه وقاتلوا ابرهة فهزمهم ابرهة. لما يريده الله عز وجل من كرامة البيت وتعظيمه. واسر دون اثر ذو نفر فاستصحبه معه ثم مضى لوجهه حتى اذا كان بارض خثعم فعرض له نفيل ابن حبيب الخثعمي في شهران وناهس فقاتلوه فهزمهم ابرهة واسر نفيل بن حبيب فاراد ان يقتله ثم عفا عنه واستصحبه معه ليدله في بلاد الحجاز فلما اقترب من ارض الطائف خرج اليه اهلها ثقيف وصنعوه خيفة على بيتهم الذي عندهم الذي يسمونه ملاة فاكرمهم وبعثوا معه ابارغال دليلا. فلما انتهى ابرهة الى المغمس وهو قريب من مكة نزل به جيشه على سرح اهل مكة من الابل وغيرها. فاخذوه وكان في السرح مائة بعير لعبد المطلب. وكان الذي اغار على السرح بامر ابرهة امير المقدمة وكان يقال له الاسود ابن مفصول فهجاه بعض العرب فيما ذكره ابن اسحاق وبعث ابرهة الحميري الى مكة وامره ان يأتي باشراف قريش وان يخبره ان الملك لم يجيء لقتالكم الا ان تصدوه عن البيت فجاء حنطة فدخل على عبد المطلب ابن هاشم وبلغه عن ابرهة ما قال فقال له عبد المطلب والله ما نريد حربه وما اعلن بذلك من طاقة هذا بيت الله الحرام وبيت خليله ابراهيم فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه وان يخلي بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه فقال له حناطة فاذهب معي اليه فذهب معه فلما رآه ابرهة اجله. وكان عبد المطلب رجلا جميلا حسن المنظر ونزل ابرهة من سريره وجلس معه على البساط وقال لترجمانه قل له ما حاجتك؟ فقال ترجمان ان حاجتي ان يرد علي الملك مائتي بعير اصابها لي. فقال ابرهة لترجمانه قل له لقد كنت اجبتني حين رأيتك. ثم قد زهدت فيك حين كلمتني اتكلمني في مائتي بعير اصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين ابائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه. قال له عبدالمطلب اني انا رب الابل وان للبيت ربا سيمنعه. فقال ما كان ليمتنع مني؟ فقال انت ويقال انه ذهب مع عبد المطلب جماعة من اشراف العرب فعرظوا على ابرهة ثلث ثلث اموال تهامة على ان يرجع عن فابى عليهم ورد ابرهة على عبد المطلب ابله. ورجع عبد المطلب الى قريش فامرهم بالخروج من مكة والتحصن في رؤوس الجبال تخوف عليهم من معرة الجيش. ثم قام عبدالمطلب واخذ بحلقة باب الكعبة. وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على ابرهة وجنده. قال عبدالمطلب وهو اخذ بحلقة باب الكعبة. لهم ما ان المرء يمنع رحله فامنع حلالك لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدا محالك. قال ابن اسحاق ثم ارسل عبد المطلب حلقة الباب ثم خرجوا الى رؤوس الجبال فلما اصبح ابرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله وكان اسمه محمودا وعبأ جيشه فلما وجهوا نحو مكة اقبل نفيل بن حبيب حتى قام الى جنبه ثم اخذ باذنه وقال ابرك محمود او ارجع راشدا من حيث جئت فانك في بلد الله الحرام ثم ارسل اذنه فبرك الفيل وخرج نفيل ابن حبيب يشتد يعني يجري حتى اصعد في الجبل وظربوا الفيل ليقوم فابى فظربوا في رأسه وادخلوا محاجن لهم في مراقه فيزعوه فيها يقوم فابى فوجهوه راجعا الى اليمن فقام يهرول وجهه الى الشام ففعل مثل ذلك وجهوه الى المشرق ففعل مثل ذلك ووجهه الى مكة فبرك وارسل الله عليهم طيرا من البحر امثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة احجار يحملها حجر في منقاره وحجران في رجليه امثال الحمص والعدس. لا تصيبوا منهم احدا الا هلك. وليس كلهم اصابت وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق ويسألون عن نوفيل ليدلهم على الطريق على الطريق ونفيل على رأس الجبل مع وعرب الحجاز ينظرون ماذا انزل الله باصحاب الفيل من النقمة وجعل نفيل يقول اين المفر والاله الطالب والاشرم المغلوب غير الغالب. الى بقية قصة وايضا جاء في قصته ان ان ابرهة لم يمت في الحال ورجع لكن صارت تتساقط اعضاؤه عظوا عظوا حتى وصل الى بلاد خثعم فهلك ويقال انه وصل حتى انه بقي الى ان وصل اليمن ثم انصدع قلبه ومات هذا هو ملخص ما ذكر في قصة الفيل. اسأل الله ان يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد