بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله رسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد لا يزال الكلام في تفسير سورة الاسراء ونبدأ هذه الليلة في الاية الثانية عشرة منها وهي قوله جل وعلا وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا يمتن الله جل وعلا على خلقه باياته العظام فمنها مخالفته بين الليل والنهار ليسكن العباد في الليل وينتشر في النهار للمعائش والصنائع والاعمال والاسفار وليعلموا عدد الايام والجمع والشهور والاعوام ويعرف مضي الاجال المضروبة للديون والعبادات والمعاملات والايجارات وغير ذلك. كما قال ابن كثيرا رحمه الله فالله جل وعلا يخبر بانه جعل وصير الليل والنهار ايتين اي علامتين دالتين على قدرة الله جل وعلا وعلى ربوبيته وذلك لما لما في هاتين الايتين من الاظلام والانارة مع تعاقبهما وسائر ما اشتملا عليه من العجائب فهما ايتان عظيمتان تدلان على الله جل وعلا وعلى قدرته كما قال جل وعلا قل ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بضياء افلا تسمعون قل ارأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمدا الى يوم القيامة؟ من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه افلا تبصرون ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا فضلا من ربكم ولتبتغوا من فضله ولعلكم مشكورون هذا بعض ما فيها هاتين الايتين من الفوائد والمنافع العظيمة قال فمحونا اية الليل اذا صيرنا الليل والنهار ايتين عظيمتين دالتين على الله جل وعلا مع ما فيهما من جائب خلقه وصنعه جل وعلا قال فمحونا اية الليل ومحونا اي طمسنا وازلنا اية الليل اية الليل اكثر المفسرين على انها الظلمة فمحى الله اية الليل يعني ظلمته وجاء بالنهار وقال بعض المفسرين بل اية الليل هو السواد الذي داخل القمر او اللطخة التي داخل القمر كما جاء عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه عن ابن عباس وغيرهم واكثر المفسرين على ان المراد باية الليل هي ظلمته والقولان متلازمان لان النهار لان القمر انما سلطانه في الليل فيذهب الله بالليل وظلمته وكذلك يذهب بالقمر لئلا يضيء في الليل قال جل وعلا وجعلنا اية النهار مبصرة واية النهار هي الشمس وجعلناها مبصرة اي مضيئة منيرة تبصر بها الاشياء فاذا طلعت الشمس اضاءت وابصر الناس ورأوا كل شيء قال جل وعلا لتبتغوا فضلا من ربكم يعني انما جعلنا اية الليل مبصرة ومضيئة لاجل ان تبتغوا وتطلبوا فضلا من ربكم يريد بذلك التصرف في المعاش فيطلب العباد الرزق الذي قدره الله لهم بفضله. ونحوه قال ابن كثير لتبتغوا فضلا من ربكم قال اي في معايشكم واسفاركم ونحو ذلك لتبدأوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب ايضا بتوالي الليل والنهار بتوالي الليل والنهار في اية عظيمة بانه عن طريق توالي الليل والنهار يستطيع الناس ان يعرفوا الحساب. لو كان الليل سرمدا ما استطاعوا ان يعرفوا الحساب وكذلك لو كان النهار سرمدا ما استطاع الناس ان يعرفوا الحساب فجعل الله جل وعلا الليل والنهار ايتين ومن حكم ذلك لاجل ان يعرف العباد عدد السنين وحساب الشهور والايام قال ابن كثير رحمه الله ولتعلموا عدد السنين والحساب فانه لو كان الزمان كله نسقا واحدا واسلوبا متساويا لما عرف شيء من ذلك ما عرفوا الحساب لكن تقلب الليل والنهار هذا يعرف الناس عن طريقه الحساب يعرفون الشهور والاسابيع والجمع والسنوات فيعرفون عباداتهم يعرفون متى يكون رمضان ومتى يكون الحج الى غير ذلك وكذلك العدد عدة المرأة عدة المطلقة عدة المتوفى عنها زوجها الى غير ذلك. قال جل وعلا وكل شيء فصلناه تفصيلا اي كل شيء بيناه بيانا شافيا لكم ايها الناس قاله الطبري فالله جل وعلا بين لنا الاشياء وفصلها ووضحها تفصيلا واضحا بينا ومن ذلك امر الليل والنهار وامر الحساب الى غير ذلك مما يترتب على ذلك. ثم قال جل وعلا وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا قال الطبري معنى الاية وكل انسان وكل انسان الزمناه ما قضي له انه عامله وهو صائر اليه من شقاء او سعادة بعمله في عنقه لا يفارقه. وقال ابن عباس الزمناه طائره قال عمله وقال ابن كثير وطائره هو ما طار عنه من عمله كما قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد من خير وشر يلزم به ويجازى عليه وجاء في ذلك حديث رواه الامام احمد وصححه الالباني من حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لطائر كل انسان في عنقه لطائر كل انسان في عنقه وجاء ايضا عند الامام احمد بسند صححه الشيخ الالباني ايضا في الصحيحة من حديث عقبة ابن عامر يحدث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ليس من عمل يوم الا وهو يختم عليه فاذا مرض المؤمن قالت الملائكة يا ربنا عبدك فلان قد حبسته فيقول الرب جل جلاله اختموا له على مثل عمله حتى يبرأ او يموت قال جل وعلا وكل انسان الزمناه طائره اي عمله في عنقه قال الزجاج ذكر العنق او ذكر العنق هنا عبارة عن اللزوم كلزوم القلادة للعنق. وقيل اشارة الى القرب وكل ذلك حق فكل انسان الزمه الله طائره وعمله في عنقه قال ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ففي الدنيا الزمناه عمله فهو ملازم له ويعمل ما قضى الله عليه وقدره له ويعمل ذلك ويوم القيامة يجمع له عمله كله في كتاب يعطاه اما بيمينه ان كان سعيدا او بشماله ان كان شقية ومعنى منشورا كتابا منشورا اي مفتوحا يقرأه هو وغيره يقال نشرت الكتاب اذا فتحته فهذا الكتاب كتاب العمل الذي عمله يفتح له وينشر له يوم القيامة يقرأه بنفسه قال جل قال ابن كثير اي مفتوحا يقرأه هو وغيره فيه جميع عمله من اول عمره الى اخره ينبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره ولهذا قال اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا اي انك تعلم انك لم تظلم. ولم يكتب عليك غير ما عملت لانك ذكرت جميع ما كان منك. ولا ينسى احد شيئا مما كان منه وكل احد يقرأ كتابه من كاتب او امي اذا هذه الاية تدل على ان الانسان محصن عليه عمله وان عمله لازم له وانه يخرج له هذا العمل يوم القيامة في كتاب وهذا الكتاب يقرأه هو بنفسه لا يحتاج الى احد لانه كل يقرأ كتابه من كان قارئا في الدنيا او غير قارئ حتى لو كان الان في هذه الدنيا امي يوم القيامة يقرأ كتابه ويقال له اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا اي كفى بنفسك محاسبا لك كما قال القرطبي وقال الشنقيطي في اضواء البيان يعني ان نفسه تعلم انه لم يظلم ولم يكتب عليه الا الا ما عمل لانه في ذلك يتذكر كل ما عمل في الدنيا من اول عمره الى اخره اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا قال معمر وتلا الحسن البصري رحمه الله قوله جل وعلا عن اليمين وعن الشمال قعيد فقال يا ابن ادم بسطت لك صحيفتك بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان احدهما عن يمينك والاخر عن شمالك احدهما عن يمينك والاخر عن يسارك فاما الذي عن يمينك في حفظ حسناتك واما الذي عن يسارك في حفظ سيئاتك فاعمل ما شئت اقلل او اكثر حتى اذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. الاية ثم قال قد عدل والله قد عدل والله من جعلك حسيب نفسك هذا من حسن كلام الحسن رحمه الله. يقوله ابن كثير رحمه الله هذا من حسن كلام الحسن. نعم ايها الاخوة نحن خلقنا ولم نترك هم لا واعماله التي نعملها تجمع لنا في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا وايضا نقرأ ذلك فلا يستطيع الانسان يجحد او ينكر لانه يتذكر كل شيء ويقرأ كل يتذكر كل عمله ويقرأه في كتاب قال جل وعلا فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه من اهتدى فانما يهتدي لنفسه. ومن ظل فانما يضل عليها. من اهتدى فاهتداؤه لنفسه لان ثواب الاهتداء والاستقامة والثواب الذي اعده الله له وراجع له وهو الذي ينتفع به في الدنيا والاخرة ومن ضل عن الصراط المستقيم وكفر بالله جل وعلا فانما يضل عليها على نفسه لانه يجازى بعمله. فمتى ما ضل عن الصراط المستقيم اورثه ذلك العذاب الاليم يعذب تعذب نفسه وبدنه يوم القيامة بسبب ظلاله وهذا كما مر معنا ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها. قال جل وعلا ولا تزر وازرة وزر اخرى. اي لا تحمل نفس وازرة لا تحمل نفس ذنب نفس غيرها فكل نفس بما كسبت رهينة فكل نفس بما كسبت رهينة والوازرة هي النفس التي تحمل الوزر والاثم فلا تتحمل نفس اذ ما وذنب وعمل غيرها وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. قال جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. وهذا من تمام عدله جل وعلى لا يعذب الخلق حتى يبعثوا حتى يبعث اليهم رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويقيموا ويبينوا لهم المحجة ويقيم عليهم الحجة قال ابن كثير رحمه الله وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. قال اخبار عن عدله تعالى وانه لا يعذب احدا الا بعد قيام الحجة عليه بارسال الرسول اليه كما قال تعالى كلما القي فيها فوج سألهم خزانتها الم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا. وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير وكذا قوله وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاؤوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم؟ يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين وقال تعالى وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوهما للظالمين من نصيب الى غير ذلك من الايات الدالة على ان الله تعالى لا يدخل احد النار لا يدخل احدا النار الا بعد ارسال وصولي اليه الى اخر كلامه رحمه الله وذكر رحمه الله فائدة قال ومن ثم طعن جماعة من العلماء في اللفظة التي جاءت مقحمة في صحيح البخاري عند قوله ان رحمة الله قريب من المحسنين وساق الحديث عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اختصمت النار الجنة والنار فذكر الحديث الى ان قال واما الجنة فلا يظلم الله من خلقه احدا وانه ينشئ للنار خلقا فيلقون فيها. فتقول هل من مزيد ويلقون فيها؟ وتقول هل من مزيد؟ ثلاثا وذكر تمام الحديث بما هو ديال الإشكال ووجه الاشكال ان ان قوله ينشئ للنار خلقا ان هذه اللفظة مقحمة الحديث الصحيح او اللفظ الصحيح انه ينشئ للجنة خلقا يعني الجنة لسعتها يدخلها من يدخلها من المؤمنين ويبقى فيها مكانا ينشئ له خلقا جل وعلا. اما النار فلا قال فان هذا انما جاء في الجنة لانها دار فظل واما النار فانها دار عدل لا يدخلها احد الا بعد الاعذار اليه وقيام الحجة عليه وقد تكلم جماعة من الحفاظ في هذه اللفظة وقالوا لعله انقلب على الراوي بدليل ما اخرجه في الصحيحين واللفظ للبخاري من حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام عن ابي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تحادث الجنة والنار فذكر الحديث الى ان قال فاما النار فلا تمتلئ حتى فلا تمتلئ حتى يضعوا فيها قدمه فتقول قط قط فهنالك تمتلي ويزوى بعضها الى بعض ولا يظلم الله من خلقه احدا. واما الجنة فينشئ لها خلقا. اذا هذه فائدة يا اخوان الحديث وان كان في البخاري لكن هذه اللفظة مقحمة انقلبت على الراوي والصواب ان الذي ينشئ الله لهم خلقا هم هي الجنة واما النار لا ما ينشئ لهم لها لا يعذب فيها الا خلقه الذين ابتلوا وكلفوا وعملوا فكفروا ولم يطيعوا الله بل عصوه لانه لو خلق خلقا وادخلهم النار من غير عمل لكان ذلك ظلما والله منزه عن الظلم اذا قوله جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا هذه اية عظيمة تدل على انه لابد من اقامة الحجة وازالة الشبهة هذا العذر بالجهل الذي لم يرسل اليه رسول لا يعذبه الله عز وجل او من ينشأ في مكان بعيد عن الاسلام واهل الاسلام في بادية بعيدة لا يؤاخذ وانما يؤاخذ من بلغته الحجة سمع الحق وعلم الحق ولهذا اورد ابن كثير هنا ثلاث مسائل مهمة كلها تتعلق بهذه الاية وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فالمسألة الاولى هي الولدان الذين ماتوا وهم صغار واباؤهم كفار. ما هو حكمهم والمسألة الثانية اولاد المسلمين الذين ماتوا في الصغر ما حكمهم؟ هل هم في الجنة وهذه محل اتفاق انهم في الجنة. والمسألة الثالثة المجنون والاصم والشيخ الخريف الفاني ومن مات في الفترة ولم تبلغه الدعوة ما حكمهم؟ لان الله حكم عدل ولا يعذب احدا حتى يقيم الحجة عليهم آآ فنبدأ بالمسألة الاولى نقول هي المسألة الاولى وهي المجنون الذي ادركه الاسلام او نشأ بالاسلام وهو مجنون. او الاصم الذي لا يسمع طبعا الان تطور العلم وصار الاصم يمكن ان يعرف الحق ويبين له فيعرف الحق من الباطل. لكن الاصل الاصل الاصم ما ما يدري شيئا اما اذا علم وتبين له الحق فان الحجة تقوم عليه والاصم والشيخ الخرف الفاني الذي يعني قد اصابه الخرف ما يعقل شيئا لما جاء الاسلام ومن مات في الفترة في الفترة بين عيسى وبين نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن فيه رسل ولم يكن الحق واضحا بينا فنقول الصواب ان هؤلاء يختبرون يختبرهم الله جل وعلا يوم القيامة ويأمرهم وينهاهم فين اختاروا طريق الحق ادخلهم الجنة وان عصوا ادخلهم النار ويدل على ذلك الحديث الذي رواه الامام احمد وابن حبان والطبري بسند صحيح عن الاسود ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال اربعة يحتجون يوم القيامة رجل اصم رجل اصم لا يسمع شيئا ورجل احمق يعني مجنون ورجل هرم ورجل مات في الفترة فاما الاصم فيقول ربي قد جاء الاسلام وما اسمع شيئا واما الاحمق فيقول ربي لقد جاء الاسلام والصبيان يحذفوني بالبعر يعني بعض الدواب يعني لا قيمة له يستهزئون به. واما الهرم فيقول ربي لقد جاء الاسلام وما اعقل شيئا واما الذي مات في الفترة فيقول ربي ما اتاني لك رسول فيأخذ جل وعلا مواثيقهم ليطيعن فيرسل اليهم ان ادخلوا النار فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لك انت عليهم بردا وسلاما وبالاسناد عن قتادة عن الحسن عن ابي رافع عن ابي هريرة مثل هذا الحديث غير انه قال في اخره من دخلها كانت عليه بردا وسلاما ومن لم يدخلها يسحب اليها اذا هذا هو حكم هؤلاء الاصم الهرم المجنون من مات في الفترة لا يدخلهم الله النار بل يختبرهم لان لان الله جل وعلا يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فهؤلاء ما استفادوا من مجيء الرسول اما لانه مجنون او هرم او لانه لا يسمع او انه مات ولم يكن بعث اليه رسول. هذه المسألة الاولى. المسألة الثانية وهي اولاد المسلمين نقول ان اولاد المسلمين في الجنة كلهم في الجنة من كان ابواه مسلمين فانه في الجنة كما جاءت بذلك الاحاديث الصحيحة وقد حكى الاجماع الامام احمد بن حنبل وغيره على ذلك هذا محل اجماع بين اهل السنة والجماعة. والمسألة الثالثة اولاد المشركين فاولاد المشركين فيهم ثلاثة اقوال القول الاول ان اولاد المشركين في النار وهم تبع لابائهم وبالمناسبة قد اورد ابن كثير رحمه الله في هذا الموطن احاديث كثيرة في هذا الموضوع من اراد الاستزادة لكن نحن نلخص دلالة هذه الاحاديث فذهب بعض العلماء الى انهم في النار واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح هم تبع لابائهم وايضا استدلوا في بعض فيما جاء في بعض الاحاديث قال هم تبع لابائهم والله اعلم بما كانوا عاملين وذهب بعض العلماء الى انهم في الجنة ان اولاد المشركين في الجنة واستدلوا على ذلك في حديث الاسراء. وان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ابراهيم وحوله غلمان ولدان فقال هم اولاد المسلمين او اولاد المؤمنين. قالوا واولاد المشركين؟ قال واولاد المشركين وجعل في بعض الاحاديث المولود في الجنة فقالوا هذا دليل على انهم في الجنة. والقول الثالث التوقف التوقف بحيث انه لا يحكم على اولاد المشركين بل يقال انهم يختبرون يوم القيامة كما يختبر المجنون والهرم والاصم وصاحب الفترة يختبرون فمن اختار طريق الجنة ادخله الله الجنة ومن اختار طريق النار ادخله الله النار وهذا هو القول الصواب وقد حكاه ابو الحسن الاشعري انه قول اهل السنة والجماعة وايده ابن كثير قالوا لان الله جل وعلا يقول الله اعلم بما كانوا عاملين كما في الحديث الذي في الصحيحين لما سألوه عن اولاد المشركين قالوا واولاد المشركين؟ قال الله اعلم بما كانوا عاملين. طيب الاحاديث التي تقول ان كل مولود في الجنة قالوا هذا كل مولود من اولاد المؤمنين ويدخل فيه ايضا من اولاد المشركين الذين يختارون طريق الجنة اذا ابتلوا واختبروا فحديث عام يدخله التخصيص لابد من الجمع بين الاحاديث لانه لا تعارض بين النصوص طيب ومن قالوا انهم في النار هم تبع لابائهم قالوا هم تبع لابائهم في الدنيا لكن في الاخرة لانه جاء ببعض طرق هذا الحديث هم تبع لابائهم والله اعلم بما كانوا عاملين. اذا اثبت انهم سيعملون عملا حينما يختبرون يوم القيامة سيعملون عملا وبناء عليهم ما ان يدخل الجنة واما ان يدخلوا النار. وهذا هو اعدل الاقوال واصوبها التوقف في اولاد المشركين. ويقال كما قال النبي النبي صلى الله عليه وسلم الله اعلم بما كانوا عاملين لكن لا شك ان بعضهم سيعمل بعمل اهل الجنة فيدخل الجنة مع اولاد المؤمنين. وان بعضهم سيعمل بعمل اهل النار فيدخل النار جمعا بين النصوص وهذه المسائل الثلاث كلها متعلقة بقوله جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا هذه اية عظيمة يا اخوان فيها العذر بالجهل لمن لم يبلغه دين الاسلام او نشأ في في بادية بعيدة لم يصله الحق ولم يدري ما هو الحق لان الله جل وعلا حكم العدل قال جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا قال اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. واذا اردنا ان نهلك قرية يعني اردنا اهلاك القرية اردنا اهلاكها بسبب ذنوبها وهذا ان نهلكها ونوقع بها الهلاك والعذاب امرنا مترفيها متربيها المترفين المترفون جمع مترف والمترف هو المنعم الذي ابطرته النعمة وسعة العيش قال المفسرون المترفيها هنا المراد بهم الملوك المتسلطون والجبابرة يعني اكابر القرية ورؤساؤها الذين هم في سعة من عيشهم وسعة من الرئاسة ففسقوا فيها لكن هنا يرد اشكال اولا قوله امرنا هذه قراءة الجمهور امرنا مترفيها وقرأ يعقوب امرنا بمعنى كثرنا فسروها بانها بمعنى فسرنا اه بمعنى كثرنا. امرنا متربيا يعني كثرنا مترفيها ففسقوا فيها وهذه رواية من من القراءات العشر والمعنى كثر نام وترى فيها هناك ايران ابن عباس لكنها ليست من القراءات المتواترة من القراءات ليست ليست من القراءات العشر وهو انه قرأها وقراءة علي بن ابي طالب وابو عثمان النهدي وابو رجاء وابو العالية ومجاهد والحسن قالوا امرنا امرنا مترفيها قال ومعنى امرنا يعني سلطنا شرارها فعصوا فيها وعلى كل حال على قراءة الجمهور في اشكال. امرنا مترفيها ففسقوا فيها. فقال بعض المفسرين امرنا مترفيها الامر القدري امرنا مترفيها بالفسق ففسقوا. قالوا لكن الامر هنا امر قدري لان امر الله منه ما هو قدري ومنه ما هو شرعي فالامر القدري هو ما قضاه الله وقدره فالله قدر كفر الكافر وظلم الظالم الى غير ذلك واما الشرعي فان الله لا يأمره بالفحشاء فقال بعض المفسرين امرنا مترفيها اي امرا قدريا وهو ما قضيناه وقدرناه عليهم امرناهم بالفسق ففسقوا وقال بعض المفسرين الامر هنا هو الامر الشرعي. وهناك شيء محذوف. تقدير الاية امرنا مترف فيها بالطاعة ففسقوا امرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا وهذا والله اعلم هو الاظهر. لماذا؟ لان لو نظرنا في قصص الانبياء مع اممهم. لوجدنا ان الله جل وعلا ان الانبياء امروا اممهم ورؤساءهم رؤساء الامم كبارهم امروهم بالطاعة امنوا ارجعوا الى الله توبوا ولكنهم لم يؤمنوا ففسقوا وعصوا وكفروا والقرآن يفسر بعضه بعضا فيكون على هذا معنى الاية اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها بطاعتنا فعصوا وفسقوا فعند ذلك حق عليها القول فحق عليها القول يعني كما قال الطبري قال فوجب عليهم بمعصيتهم الله وفسوقهم فيها وعيد الله الذي اوعده من كفر به وخالفا رسله اذا فسقوا والفسق مر معنا مرارا انه هو الخروج عن طاعة الله ويشمل الكفر وما دون الكفر فالمراد انهم فسقوا اي عصوا وكفروا وخرجوا عن طاعة الله فحق عليهم القول وجب عليهم القول بالهلاك والعذاب لانهم كفروا وعصوا فدمرناها تدميرا اي اهلكنا هذه البلاد اهلاكا كما قص الله عز وجل علينا في قصص الامم السابقة كيف دمر الله عليهم واهلكهم اه ثم قال سبحانه وتعالى وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا كم هي الخبرية وهي هنا للتكفير كم اهلكنا من القرون؟ والقرون جمع قرن قيل مئة سنة وعليه اكثر العلم هو المشهور وقيل مئة وعشرين وقيل ثمانين والمشهور ان القرن مئة سنة وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح وهذا دليل على ان نوح هو اول الانبياء كما قررناه ليلة البارحة وايضا دليل على ما قاله ابن عباس قال كان بين ادم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام كلهم على الاسلام اذا كانوا على الاسلام عشرة قرون الف سنة تقريبا كلهم كانوا على الاسلام والتوحيد لان الله اخبر انه انما اهلك من القرون من من جاؤوا بعد نوح من بعدي نوح لكن الذين قبله لم يخبر انه اهلك من القرون احدا. لانهم كانوا موحدين فالله جل وعلا لا يهلك اهل التوحيد وانما يدافع عن الذين امنوا قال وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح؟ وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا. نعم اهلك الله جل وعلا بعد نوح امم وقرون منهم من قصه الله علينا ومنهم من لم يقصه علينا فاهلك قوم نوح وقوم ثمود وقوم شعيب وقوم صالح وقوم لوط وقوم ابراهيم وقوم موسى الى غيرهم من الامم التي حكاها الله عز وجل قرون كثيرة قال جل وعلا وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا كذا قالوا بمعنى اكتفي يا نبينا او اكتسبوا يا عبادنا بربكم بخبرته فهو العليم الخبير الخبير الذي احاط ببواطن الامور وهو البصير جل وعلا البصير باعمال العباد فلا يخفى عليه منها شيء وهذا دليل على ان اهلاكه لهم انه بناء على علمه المحيط بهم ومعرفته ببواطن امورهم وبناء على انه بصير يبصر ويرى ولا يخفى عليه شيء من اعمال العباد وايظا دليل على معرفته بهذه الكافرة المكذبة قال جل وعلا من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد. ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. من كان يريد العاجلة العاجلة المراد بها الدنيا فالدنيا العادلة والاخرة هي العاجلة يقول الطبري من كان طلبه الدنيا العاجلة ولها يعمل ويسعى واياها يبتغي عجلنا له فيها ما نشاء من كان همه فقط الدنيا وزهرتها وزينتها فانا نعجل له فيها ما نشاء. يعني هذا مقيد بمشيئة الله ليس كل من سعى واراد العاجل واراد الدنيا اعطاه الله الدنيا يعطي الله من اراد الدنيا يعطي من يشاء ولهذا قال العلماء ان هذه الاية مخصصة لعموم الايات التي فيها الاطلاق مثل قوله جل وعلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤتيه منها. ومن يرد ثواب الاخرة نؤتيه منها هذه الاية مخصصة ليس كل من اراد ثواب الدنيا اتاه الله منها ولهذا الكفار فيهم الفقراء وفيهم المساكين وفيهم وفيهم لو كان ان كل من طلبوا الدنيا اعطاه الله الدنيا لوجدت الكفار كلهم اغنياء فهذه الاية مخصصة لعموم الايات التي تدل على ان الله يعطي الدنيا لكل من طلبها لا هنا قيده ارادته بمشيئته جل وعلا ولهذا قال من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد من اردنا. والا بعضهم لا نشأ ولا نريد ان نعجل لهما طلب من الدنيا قال ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموم مدحورا ثم نعدل له الدنيا والعاجلة الان نعطيه المال ولكن يوم القيامة نجعل له جهنم يصلاها اي يدخلها وتحيط به من كل حدب وصوب وينغمس بداخلها مذموما مدحورا المذموم الذم هو الوصف بالمعائب التي في الموصوف والمدحور هو المطرود المبعد من رحمة الله تعالى قال ابن كثير رحمه الله يسلاها ان يدخلها حتى تغمره من جميع جوانبه. مذموما اي في حال كونه مذموما على سوء تصرفه وصنيعه اذ اختار الفاني على الباقي ومدحورا مبعدا مقصيا حقيرا ذليلا مهانا قال جل وعلا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن هذا الفريق الثاني لان الناس اما ان يريد الدنيا فقط ولا هم له في الاخرة فهذا يعجل الله له يعجل لمن شاء منهم يعجل له ولكن نهاية امره نعوذ بالله انه يدخل النار ويسلاها مذموما مدحورا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها اي اراد الدار الاخرة وما فيها من النعيم والسرور اراد الاخرة وما فيها من النعيم والسرور ولكن سعى لها سعيها يعني عمل السعي هو العمل. عمل العمل الذي يوصل اليه لان الاخرة والجنة لا تنال الا بعمل الذين امنوا وعملوا الصالحات لابد من العمل كلها. قال وهو مؤمن هذا قيد هذا قيد لكن لو عمل للاخرة ولكنه وقع في الشرك كالذين يصلون ويصومون ويحجون ويعتمرون ويتصدقون لكنهم يدعون الاولياء من دون الله ويدعون الاموات او يذبحون الجن او يذبحون للالهة هؤلاء غير مؤمنين وان سعوا للاخرة في بعظ سعيهم ولهذا شروط قبول العمل ثلاثة شروط الايمان كما في هذه الاية وكما في قوله جل وعلا ومن يعمل من الصالحات من من ذكر او انثى وهو مؤمن وهو مؤمن وقال جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. وقال ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما والشرط الثاني الاخلاص لله جل وعلا بهذا العمل. والشرط الثالث المتابعة للنبي صلى الله عليه واله وسلم. لكن العلماء دائما يذكرون الشرطين الاخلاص اصل المتابعة ولا يذكر شرط الايمان لان الكلام انما هو مع المسلمين المؤمنين الكلام مع المسلمين يقول ايها المسلم لا يقبل عملك الا بالاخلاص والمتابعة. لان شرط الامام متحقق فيه قال جل وعلا فاولئك كان سعيهم مشكورا. هؤلاء الذين ارادوا الاخرة وسعوا لها سعيها وهو الايمان والعمل الصالح. والاقبال على الله عز وجل وعمل الطاعات واجتناب عاصي كان سعيهم مشكورا شكر الله لهم هذا السعي لانه كان على الصواب قال الطبري وشكر الله اياهم على سعيهم ذلك حسن جزائه حسن جزائه لهم على اعمالهم الصالحة وتجاوزه لهم عن سيئها برحمته وعزا هذا القول لقتادة رحمه الله ثم قال جل وعلا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك كلا اي كل من الفريقين الذين ارادوا الدنيا والذين ارادوا الاخرة وان شئت فقل المؤمنون والكفار فكلا نمد نمده نعطيه. هؤلاء وهؤلاء المؤمنون والكفار او الكفار والمؤمنون الذين يريدون الدنيا والذين يريدون الاخرة من عطاء ربك ومعنى من عطاء ربك اي من رزق ربك. كلهم نرزقهم المسلم والكافر قال وما كان عطاء ربك محظورا قال السمعاني اجمع مفسرون ان معنى عطاء ربك بهذه الاية ان معنى عطاء ربك بهذه الاية في هذه هو الدنيا فان الاخرة للمتقين وليس للكفار فيها نصيب اذا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك من رزق ربك في الحياة الدنيا حتى الكفار الله يرزقهم ويعطيهم وينعم عليهم. وما كان عطاء ربك رزق ربك جل وعلا محظورا اي ممنوعا لا يمنعه احد ولا يرده راد قال قتادة وما كان عطاء ربك محظورا اي منقوصا. وقال الحسن وغيره اي ممنوعا ما احد يمنع رزق الله عز وجل اذا كتب لك الرزق وعطاؤه لا يمنعه لا احد لا عن المسلم ولا عن الكافر ثم قال انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض. انظر يا نبينا كيف فضلنا بعضهم على بعض؟ في الدنيا. فمنهم الغني منهم الفقير ومنهم بين ذلك وسط ومنهم الحسن ومنهم القبيح ومنهم بين ذلك ومنهم السيد والمملوك وهكذا. فالله جل وعلا فضل بين عباده في الدنيا وهذا التفضيل واضح كل يعرفه الان. فلان غني فلان فقير فلان عالم فلان جاهل. فلان آآ شديد الغضب فلان كذا فلا. فالله جل قال فظل بعظهم على بعظ ورفع بعظهم فوق بعظ درجات ثم قال جل وعلا وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. الاخرة حينما يدخل الناس يسيرون الى الاخرة فالتفضيل فيها اكبر الكفار في اسفل سافلين. واهل الجنة ايضا درجات حتى ان اصحاب الجنة ليتراءون اصحاب الغرف فوقهم كأنهم كالنجم الغابر في الافق ففاوت الله بينهم وفضل بينهم وجعلهم مراتب ودرجات بحسب اعمالهم الصالحة كما ان الكفار ايضا دركات ومتفاوتون فمنهم من هو باسفل النار ومنهم فوق ومنهم من هو فوق ذلك وهذا يعني يدل على عدل الله جل وعلا وفي ذلك حكمة. قال ولا الاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. اعظم تفضيلا عند الله عز وجل المؤمنين لانه في الجنة في دار الخلد فهذا عبرة يا اخوان اسأل الاخرة يا عبد الله اسأل الاخرة. اعتبر بما ترى من تفاضل الان بين الناس لكن الان التفاؤل قد يكون في الدنيا قد يكون في الجاه قد يكون في الاخرة لا بعملك الصالح الذي تقدمه اليوم. فقد يكون في هذه الدنيا فقيرا غير معروف لا يقيم الناس له وزنا ولكنه في اعلى عليين وفي اعلى الدرجات نسأل الله من فضله ثم قال لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذموما مخذولا. نهى عن الشرك قال ابن كثير يقول تعالى والمراد المكلفون من هذه الامة المراد المكلفون من هذه الامة يقول لا تجعل ايها المكلف في عبادتك لربك شريكا فتقعد مذموما على شركك مذموما يذمك الناس ويلومونك ويلومونك على الشرك مخذولا لان الرب تعالى لا ينصرك بل يكلك الى الذي عبدت معه وهو لا يملك لك ظرا ولا نفعا. لان مالك الظر والنفع هو الله وحده لا شريك له اذا هذا تحذير من الشرك وجعل الهة اخرى مع الله اعظم الذنوب فلا تجعل مع الله الها اخر لانه لا اله الا هو وحده لا شريك له فتقعد اذا فعلت ذلك تقعد وتصبح مذموما ملوما على شركك مخذولا لا ينصرك الله لانك سلكت الطريق الذي فيه عداوته جل وعلا على ونكتفي بهذا القدر ونجيب على ما تيسر من الاسئلة من الاسئلة التي وردت يقول سائل من تونس يقول ما هي علامات قبول التوبة؟ علامات قبول التوبة ان الانسان يقلع عن هذا الذنب الذي كان يفعله يقنع عنه وانه يقبل على الله فيقبل على الاعمال الصالحة ولا يعود الى ذلك الذنب ويندم عليه وان ذكره تمنى انه ما فعله على كل حال العلماء قالوا ان العبد اذا تاب مخلصا لله واقلع عن الذنب وندم على فعله وعزم على الا يعود اليه ورد المظلمة الى اهلها فهذه هي التوبة النصوحة التي تجب ما قبلها فالانسان اذا اتى بهذه الامور فان توبته مقبولة قال وما هي علامات رضا الله عز وجل على عبده التائب علامة رظاه الله جل وعلا عبد على عبده ان يوفقه للعمل الصالح والاستقامة على دينه وان يحبسه عن السيئات وعلى كل حال يا اخي انت اجتهد في طاعة الله واجتنب معاصيه وهذا هو السبيل المؤدي الى رضا الله جل وعلا الاستقامة على دينه ظاهرا وباطنا واجتناب معاصيه فمن فعل ذلك فالله راض عنه موحد قائم بما امر به مجتنب ما نهاه الله عنه. هذا قد رضي الله عنه قال هل من اسماء الله المعافي والله العدل الله اعلم تحتاج مراجعة المعافى ليس من اسماء الله والعدل يحتاج مراجعة. لا علم عندي الان. قال هل من يجلس في بيته صابرا محتسبا يعلم ان انه لا يصيبه الا ما كتب كتب الله له في هذا الوباء الكورونا. هل يحصل له اجر الشهيد كما في حديث الطاعون؟ نعم يا اخي. انت ذكرت الحجة بارك الله فيك حديث الطاعون من جلس في بيته صابرا محتسبا يعلم انه لن يصيبه الا ما كتب الله له كتب الله له اجر الشهيد وان لم يمت. لو انه نجا وسلم من هذا الوباء ولم يصبه فان الله يكتب له اجر الشهيد لان الله اكرم الاكرمين واجود الاجودين. واجود الاجودين. لكن لابد من الاحتساب. يحتسب العبد هذه الامور عند الله جل وعلا. قال هل اذا عمل الانسان ومعاصي ثم تاب منها واقلع هل تكون موجودة في كتابه في قول الله تعالى اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا هذا الذي يظهر والله اعلم لان الله جل وعلا يقول في اية اخرى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وكذلك جاء في الحديث ان الله يدني العبد ثم يقول له الم اتذكر يوم كذا يوم فعلت كذا وكذا؟ فيقول يا ربي الم تغفرها لي او قال نعم انا سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك الان وان شاء الله تحتاجي مراجعة المسألة لعل الله سبحانه وتعالى ييسر لو وجدنا غير هذا الكلام ننقله اليكم. يقول سائل يقول من كان ينشر سيئات بين اصحابه وبعد ذلك تاب هل يحمل الاوزار ايضا بعد توبته لا اذا تاب بس ينصحهم ينصح من كان ينشر السيئات بينهم يناصحهم وينهاهم عن هذا العمل الذي كان يقوله لهم لان الله جل وعلا قال والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يكفلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيهم وانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. التوبة النصوح تجب ما قبلها يقول سائل السائل يقول اخي عمل حادث سيارة ووقعت عليه السيارة ومات هل يعتبر شهيد الله اعلم الله اعلم الله اعلم. قال فيما ذكر في الحديث الذي ذكر فيه الاصم والاحمق في نهايته النبي صلى الله عليه وسلم قال انهم يدخلون النار تكون عليهم بردا. فالمقصود البرد هنا يعني انهم لما اطاعوا الله قال ادخلوا النار هذا تكليف فاذا دخلوا النار اطاعوا الله صارت بردا وسلاما لا يؤدبون فيها لانهم يدخلون الجنة لا يعذبون بها لانهم اطاعوا الله فيدخلهم الجنة اه يقول اه عندي اشكال لماذا لم يعتبر ابوي النبي صلى الله عليه وسلم من اهل الفترة؟ مع كونهم لم يبعث اليهم رسولا؟ نقول نعم هم كل هم من اهل فترة لكن ليس كل اهل الفترة لم تقم عليهم الحجة فمنهم من بلغته الحجة. بل حتى لو قلنا انهم هم من اهل الفترة لكن ما دام النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انهم في النار فهذا الدليل انهم وان كانوا من اهل الفترة يختارون يوم القيامة حينما يختبرون في الاخرة يختارون الطريق الذي يؤدي الى النار فيكونون من اهل النار لانه لابد من الجمع بين النصوص فهم وان كانوا من اهل الفترة ليس كل اهل الفترة يدخلون الجنة. لكن يختبرون يوم القيامة فمنهم من يختار طريق الجنة ومنهم من يختار طريق النار. يقول سائل من تونس وهناك في بلادنا بعض العوام من اذا استحلف بالله على موضع ما يحلف بالله كذبا. واذا استحلف بالولي الفلاني الميت على نفس الامر خاف ولم ان يحلف الذي يبدو ان السائل يقصد انه اذا استحلف بالله حلف كاذبا واذا استحلف بالولي لا يحلف. نقول لا شك ان هذا الحلف بغير الله شرك لا يجوز ولا شك ان هذا الفعل يدل على ان هذا الرجل خطير في امر خطير يعظم الصنم يعظم فيه اكثر من تعظيمه لله نعوذ بالله عليه التوبة والاستغفار وسرعة الاقلاع من هذا آآ اه يقول سائل من الاردن الزمناه طائره في عنقه الا تعني ما ما خرج وطار من لسانه سواء كان خيرا او شراء؟ بلى عمله كله يدخل في عمل اللسان وعمل الجوارح ايضا آآ ما صحة الحديث الذي يذكر فيه صلاة الضحى عن عائشة آآ النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر لي وتب علينا انك انت تواب رحيم حتى قالها مئة مرة الله اعلم يحتاج مراجعة واكتفي بهذا القدر لانه حان وقت الاذان عندنا الان اسأل الله ان يوفق الجميع للعلم النافع والاعمال الصالح وصلى الله وسلم