بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. يقول الله جل وعلا في الاية الثلاثين من سورة الاسراء ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. انه كان بعباده خبيرا بصيرا يبين الله سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة انه يبسط الرزق ويوسعه ويكثره لمن شاء من عباده ويقدروا ان يضيقوا على بعض عباده قال الطبري يضيقه عليه لانه لا يصلح له الا الاقتار. انه كان بعباده خبيرا بصيرا. خبيرا قد احاط قد احاط بهم امورهم وبصيرا بهم وبحالهم يراهم ويعلم ما يصلحهم. ولهذا ولذلك اه بسط الرزق على بعضهم دون بعض. وكذلك قطر على بعضهم دون بعض. اه ثم قال سبحانه وتعالى ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم. ان قتلهم كان خطئا كبيرا ينهى الله جل وعلا عباده ان يقتلوا اولادهم خشية املاق اي خشية الفقر والاملاق هو الفقر الاقتار فكانوا في الجاهلية يقتلون اولادهم خشية الفقر. فنهاهم عن ذلك جل وعلا وتكفل لهم بالرزق. فقال نحن واياكم فنحن نرزق اولادكم ونرزقكم ايضا. فلما تقتلونهم خشية الفقر؟ ثم قال ان قتلهم كان قطعا كبيرا الخطأ المراد به الاثم ولهذا في قوله خطأ ثلاث قراءات. قرأ ابن عامر كان خطأ والخطأ ضد العمد وقرأ ابن كثير خيط خطاء خطأ وهو بمعنى خطأ يعني ايظا بمعنى العمد مصدر يقال خطاء وخطأ والقول والقراءة آآ الاخرى او قراءة الجمهور بكسر الخاء واسكان الطاء خطأ اي اثما اي اثما ان قتلهم كان اثما خطأ اي ذنبا واثما كبيرا وكبيرة من كبائر الذنوب. ثم قال جل وعلا ولا اتقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا لها قال ابن كثير يقول تعالى ناهيا عباده عن الزنا وعن مقاربته وهو مخالطة اسبابه ودواعيه ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة اي ذنبا عظيما وساء سبيلا اي بئس طريقا ومسلكا. قبح وساء طريقا ومسلكا لمن سلكه. وهنا نهى عن قربان الزنا لابلغ من قوله ولا تفعلوا الزنا لكن هذا نهي عن كل الاسباب المؤدية اليه كالنظر الى النساء والى ما حرم الله عز وجل اوسم سماع ما يؤدي الى الوقوع في هذه الفاحشة. ثم قال جل وعلا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. هذا نهي عام مر معنا انه نهى عن قتل الاولاد. وهذا نهي عام عن قتل النفس التي حرم الله الا بالحق. لان الاصل بالنفوس انها معصومة. فقال ولا تقتلوا النفس التي حرم الله اي حرم الله قتلها الا بالحق وهذا الاستثناء الا بالحق يعني الا اذا كان قتلها بالحق. وهذا دل عليه الحديث الذي في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الا باحدى ثلاث. النفس بالنفس والزاني المحصن والتارك لدينه المفارق للجماعة فهذا قتله بالحق وهذا مستثنى وما سوى ذلك فهو منهي عنه قال جل وعلا فقد جعلنا لوليه سلطانا. قد جعلنا لولي المقتول الذي قتل ظلما جعلنا نعم. قال ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا. بين الله جل وعلا انه جعل المقتول ظلما واعتداء وليس بالحق جعل لوليه مولاه من بعده الذي يتولى المطالبة ايه سلطانا ومعنى سلطانا اي سلطة على القاتل فانه فيه بالخيار وسلطانه عليه هو القود او العفو. كما جاء في الحديث الذي في البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما ان يؤدى واما ان يقاد. يؤدى يعني الدية واما ان يقاد يعني يقتل قال فلا يسرف في القتل. قيل المراد وهو لا يسرف في القتل اي لا يمثل مع القتل فيقتله ويمثل به يقطع اذنه او انفه والقول الثاني وهو قول اكثر المفسرين قالوا فلا يسرف في القتل يعني لا يقتل غير القاتل. وقد كان العرب في الجاهلية اذا قتل لهم قتيل لا يكتفون في من قتله بل يقتلون اكثر. فهذا معنى الاية فلا يسرف في القتل يعني لا يتجاوز. القتلى الى غير قاتل ولا مانع ايضا ان نقول ولا ولا يجوز له ايضا التمثيل والتشويه به عند قتله. انه كان منصورا آآ قال ابن كثير انه كان منصورة اي ان الولي منصور على القاتل. شرعا وغالبا قدرا منصور عليه بالشرع هو الذي مكنه منه وايضا غالب عليه بقدر الله جل وعلا فالمقتول مقتول بقدر الله جل وعلا. ثم قال ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن قد مر معنا مثل هذه الاية في سورة الانعام لا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن اي الا بالخصلة التي هي احسن او الا بالحالة التي هي احسن وهي ما يكون فيها اصلاح لمال اليتيم او انماء له كالتجارة فيه او الانفاق على اليتيم منه المهم انه بالحالة التي هي احسن بحيث انه لا يفسده عليه حتى يبلغ اشده اي يبلغ اليتيم قوته وهو البلوغ والرشد. بحيث انه يصبح قادرا على التصرف في ماله. في رفع عنه ترفع انه الولاية. قال واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا. امر الله عز وجل بالوفاء بالعهد وهو ان يعاهد الانسان غيره فاذا عاهد غيره يجب عليه ان يفي به. ولهذا قال ان العهد كان مسؤولا. العهد اذا عاهدت احدا ستسأل تلعنه يوم القيامة اذا نقضت العهد ولم توفي بالعهد فاذا فاذا عاهد عليه ان يفي بالعهد ولهذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في صفات المنافق انه اذا عاهد غدر قال واوفوا الكيل اذا كليتم وزنوا بالقسطاس المستقيم. وهذا توجيه عظيم من جهة الكيل والوزن حينما يكتال الانسان الطعام لغيره او يكيل لغيره. فقال واوفوا اي وفوا الناس حقوقهم اذا كلتم لهم ولا تبخسوهم. واوفوا الكيل هذا فيما يكال اذا كنتم وزنوا هذا ما يوزن آآ وفوا الناس حقوقهم سواء كان ذلك آآ عن طريق الكيل والكيل يراعى فيه الحجم او عن طريق الوزن والوزن يراعى فيه الثقل وزنوا بقصاص مستقيم. القصاص اه قرأ فيه قراءتان. قرأ ابن كثير وابو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم في رواية ابي بكر بضم القاف والباقون بكسرها القسط وهما لغتان في الكلمة بالضم لغة اهل الحجاز والكسر لغيرهم. والقصاص قيل هو الميزان. ويسمى القبان. وقيل هو العدل القصاص هو العدل باللغة آآ الرومية آآ كما قاله مجاهد. والمعنى واذا كلت نعم وانظر كي لا اذا كنتم وزنوا بالقصاص المستقيم قال ابن كثير اي الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا اضطراب. ثم قال ذلك خير واحسن تأويلا ذلك خير اي خير لكم في معاشكم ومعادكم. ولهذا قال واحسن تأويلا. الظمير راجع على ايفاء الكيد والوزن بالقصاص والعدل خير لكم في معاشكم ومعادكم ولهذا قال واحسن تأويلا اي احسن مئلا ومنقلبا في اخرتكم. قال قتادة ااي خير ثوابا وعاقبة؟ ثم قال جل وعلا ولا وما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا. ولا تقف مأخوذ من قفوت فلانا اذا تبعت اثره اذا اتبعت اثره ومنه القيافة وحقيقته لا تتبع لسانك ما ليس لك به علم فتتكلم بالحدس والظن وقال ابن قال ابن عباس لا تقل ما ليس لك به علم. وقال ايضا ابن عباس في رواية العوف لا ترمي احدا بما ليس لك به علم وقال محمد بن حنفية يعني شهادة الزور وقال قتادة لا تقل رأيت ولم ترى وسمعت ولم وسمعت ولا ولم تسمع وعلمت ولم تعلم فان الله سائلك عن ذلك كله. قال ابن كثير ومظمون ما ذكروه ان الله نهى عن بلا علم بل بالظن الذي هو التوهم والخيال كما قال تعالى اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم وفي اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث وايضا في سنن ابي داود وعند احمد البخاري بسند صحيح من حديث ابن مسعود الانصاري قال النبي صلى الله عليه وسلم بئس مطية الرجل بئس مطية الرجل يعني الرجل الذي يمتطي كأنه يجعلها مطية له دائما اذا جاء يتحدث يقول زعم الناس زعم الناس كما يقال الان قال الناس قال الناس الناس يقولون يقولون هذه وكالة يقولون بئس هذا العمل يا عبد الله. قال وفي الحديث الاخر وهو عند البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم ان افرى الفرى ان يري عينيه ما لم تريا يعني اشد الكذب واكذب الكذبات هذا اثرى والفرا هي الكذبة الفادحة التي يتعجب منها ان يري عينيه ما لم يرى ما لم ترى يا. وفي الصحيح من تحلم حلما كلف يوم القيامة ان يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد. اه اه جل وعلا كل اولئك اي كل هذه الصفات ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد لان قفو العلم يأتي طريق هذه اما عن السمع او البصر او الفؤاد والاعتقاد. ويتكلم الانسان بناء على ذلك والفؤاد هو القلب. قال كل اولئك يعني كل هذه الصفات من السمع والبصر والقلب كان عنه مسؤولا. يسأل العبد عنه يوم القيامة وعما كسب من الاعمال التي اكتسبها فيها فعلى الانسان ان يعد للسؤال جوابا وان يحذر من ان يقول او يتكلم فيما لا يعنيه ولا يتكلم الا تأكد قال ولا تمشي في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا. يقول جل وعلا ولن ولا تمشي في الارض مرحا. قال ابن كثير يقول تعالى ناهيا عباده عن التجبر والتبخر في المشية. ولا تمشي في الارض مرحا اي متبخترا متماليا متمايلا مشي الجبارين وقال السعدي ولا تمشي في الارض مرحا اي كبرا وتيها وبطرا متكبرا على الحق متعاظما على الخلق. هذه المشى بهذه الطريقة محرمة. والنهي يقتضي الفساد تحريم انك لن تخرق الارض بهذه المشية حينما تمشي مختالا متفاخرا متكبرا لن الارض اي لن تقطع الارض بمشيتك قاله ابن جرير وقيل اه لن تخرق الارض لن تثقب الارض ان مشيت على عقبيك يعني حينما تمشي عليها فعلا لن تشق لن تثقب الارض وتشقها لضعفك وقوة الارض فلماذا الخيلاء والاغترار ولن تبلغ الجبال طولا فانت لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا اي لن تبلغ قدرة قدرتك ان طاولة الجبال ولن تبلغ قدرتك ان تطاول الجبال. آآ قال جل وعلا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها. اه قبل ذلك ولن تبلغ الجبال طولا اه فيها قراءتان اه نعم او اعرابها انها تمييز محول عن الفاعل اي لن يبلغ طولك الجبال واستدل قال القرطبي رحمه الله وذكره عن ابي الوفاء ابن عقيل قال قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال ولا تمشي في الارض ولا تمشي في الارض مرحا ونقله الامير الشنقيطي في في الاضواء قال وقد استدل بعض اهل العلم بقوله ولا تمشي على الارض مرحا على منع الرقص وتعاطيه لان والى ذلك ممن يمشي مرحا. قال جل وعلا كل ذلك يعود الى ما سبق من الاوامر والنواهي كان عند ربك مكروها فيها قراءتان قرأ ابن عامر وعاصم حمزة سيئه سيئه بضم الهمزة وبعدها هاء. على انه آآ اسمه كان ومكروها خبرها. والمعنى كل ما ذكر مما مما امرتم به او نهيتم عنه. من قوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه الى هنا كان سيئه وهو ما نهيتم عنه مكروها. وقرأ الباقون سيئة كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها منصوبة على انها خبر كان اه ومعنى مكروها يعني مذموما عند الله مبغوضا او مبغضا عنده جل وعلا ثم قال جل وعلا فذلك مما اوحى اليك ربك. ذلك راجع الى ما سبق من قوله وقضى ربك الى اخره وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه الى اخره وهي سبع عشرة اية سبع عشرة اية قال الشوكاني وترتقي الى خمسة وعشرين تكليفا في هذه الايات. ذلك اي ما سبق مما اوحى اليك ربك من الحكمة يعني هذا مما اوحاه الله اليك يا محمد يا نبينا من الحكمة والحكمة كما قال الشيخ السعدي قال هي هي الامر بمحاسن الاعمال ومكارم الاخلاق والنهي عن اراذل الاخلاق واسوء الاعمال وقال الشوكاني سمي حكمة لانه كلام محكم. وهو الذي لا يتطرق اليه الفساد. وهو الذي لا يتطرق اليه الفساد ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله الها اخر. تحريم الشرك لا تجعل والنهي يقتضي التحريم. لا الله الها اخر تجعله الها معبودا تتعبد له وتصرف له شيئا من العبادة فتلقى في جهنم ملوما مدحورا فعلت ذلك ودعوت مع الله الها اخر فانك تلقى في النار خالدا مخلدا فيها ملوما تلوم نفسك ويلومك الخلق وتلومك الملائكة اه مدحورا اي مبعدا عن كل خير. وقيل مطرودا. وهذا لا يمكن ان يقع من النبي صلى الله عليه وسلم. لكن قد يوجه النهي الى من الى من لا منه والمراد به غيره المراد به من يمكن ان يقع في الشرك وليس معصوما كبقية الناس ففيه وجوب الحذر من الشرك وان مصير من اشرك بالله نعوذ بالله النار وبئس المصير ويكون فيها ملوما ملوما مدحورا ثم قال جل وعلا افاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما افصفاكم يعني خصكم واصطفاكم بالبنات بالاولاد. ولهذا يقول السعدي اي اختار لكم الصفوة والقسم الكامل واتخذ من الملائكة اناثا وقال الطبري فخصكم ربكم بالذكور من الاولاد واتخذ من الملائكة اناثا وهذا افهام انكاري لانهم يقولون آآ الملائكة بنات الله وهم لا يريدون البنات. يتبرأون من البنات. فقال يعني سواء افاسفاكم واختار لكم الصفوة والقسم الكامل وهم الذكور والصفاء واتخذ الملائكة انكم لتقولون قولا عظيما انكم لتقولون بهذا القول ان الملائكة بنات الله قولا عظيما نعم وقبيحا ولهذا قال جل وعلا وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا. تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا. ان دعوا الرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. ثم قال جل وعلا ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم الا نهورا. الاصل في التصريف هو صرف الشيء من جهة الى اخرى الى معنى التصريف المغايرة والمعنى غايرنا بين المواعظ ليذكروا يجوز ان نقول ان المعنى نوعنا وعددنا فيه الاحكام والامثال والمواعظ والقصص صرفنا في هذا القرآن عددنا فيه احكام والامثال والمواعظ في هذا القرآن ليذكروا. لاجل ان يتذكروا ويتعظوا بما فيه. وما يزيدهم الا نظورا وما يزيد الكفار كفار قريش وامثالهم الا نظورا تباعدا منه وعدم اخذ به. ثم قال جل وعلا قل لو كان معه الهة كما يقولون اذا اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. يقول جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم قل يا نبينا لهؤلاء المشركين الزاعمين ان لله شريكا من خلقه العابدين معه غيره ليقربهم اليه زلفى. لو كان الامر كما تقولون وان معه الهة تعبد لتقرب اليه تقربت اليه وتشفعت اليه الى اخر كلامه. اذا قل لهم لو كان مع الله الهة كما تقولون ايها الكفار وتجعلون الاصنام الهة اخرى مع الله اذا لابتغوا اذا لابتغوا لطلبت الالهة الاخرى التي تقولون الى ذي العرش سبيلا فيها قولان القول الاول لا ابتغوا الى ذي العرش سبيلا التمسوا الزلفى اليه يعني لتقربوا اليه. هذه الاله التي تقولون. لضعفهم. وهذا لم يذكر بالكثير وابن جرير غيره قال بعض المفسرين اي معنى لابتغوا اي لطلبوا الى ذي العرش سبيلا اي بالمغالبة وطلب الملك كما قال لو كان فيهما الهة لو كان فيهما الهة غير الا الله لفسدتا. اذا لا ابتغوا يحتمل ان المراد لتقربوا اليه من تزعمون انهم الهة لتقربوا اليه لحاجتهم وظعفهم او ان المعنى نبتغوا الى ذو العرش سبيلا اي غلبوه وحاولوا ان يأخذوا شيئا من الملك سبيلا اي طريقا الى ذلك ثم نزه نفسه فقال سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. سبحانه اي تقدس وتنزه. وعلت اوصافه جل وعلا وتعالى عما يقولون تعالى اي ترفع وبلغ الغاية في العلو والرفعة عن هذا التنقص ما يقولون قال السعدي عما يقولون من الشرك به واتخاذ الانداد. علو كبيرا. قال السعدي فعلى قدره وعظم وعظم وجلت كبرياؤه التي لا تقاد لا تقاد ان يكون معه الهة تعالى الله وهذا يقال في تنزيه الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ان معه الهة اخرى ثم قالت له السماوات والارض. وقد مر مرارا من التسبيح والتنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع تعظيمه جل وعلا. فالله جل وعلا تسبح له اي تنزهه وتعظمه يعظمه كل ما في السماوات السبع والاراضين من مخلوقات الله جل وعلا من الجن والانس والملائكة وسائر المخلوقات. ومن فيهن تسبح له السماوات انفسها. السماوات تسبح لله. والاراضين تسبحوا لله ومن في السماوات والاراضين يسبحون لله بل وان من شيء الا يسبح بحمده وان هنا نافية والمعنى وما شيء الا يسبح بحمده. ولكن لا تفقهون تسبيحهم. فكل شيء يسبح لله وينزهه جل وعلا. وكل كل شيء تسبيحه بحسبه وقد مر ان ذكرنا هذا وقررناه باوسع من مما تكلمنا عليه الان. قال جل وعلا ولكن لا تفقهون تسبيحهم لكن انتم ايها الناس لا تفقهون لا تعقلون تسبيح هذه المخلوقات ويدل على ذلك الحديث الصحيح اه في البخاري عن ابن مسعود قال كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. وفي حديث ابي ذر ايظا اه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ بيده حصيات فسمعوا لهن تسبيح كحنين النحل او نحوا او نحو ذلك او كما قال صلى الله عليه وسلم. ثم قال انه كان حليما غفورا جل وعلا. كان حليما لا يعادل بالعقوبة. ويمهل العبد فيتوب من تاب ولو بعد مئة انا ولو بعد خمسين سنة اذا لم يأتي الاجل وكان غفورا يغفر الذنوب فمن تاب الى الله جل وعلا واستغفره غفر له ذنبه ثم قال سبحانه وتعالى واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا. يبين جل وعلا ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قرأ القرآن على قريش وعلى غيرهم ليسمعوا ما في ليسمعوا ما فيه. قال جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة. اي بينك وبين الكفار. لان الكفار لا يؤمنون بالاخرة جعلنا بينكم وبينهم حجابا مستورا. قال الطبري اي حجابا يحجب قلوبهم. ان يفهموا ما تقرأه عليهم. والحجاب هو ساتر يعني جعلنا حجابا ساترا يستر اه يستر قلوبهم اه يستر بينك وبينهم فلا يعون ولا هنا ما تقول قال وجعلنا على قلوبهم اكنة اي جعلنا على قلوبهم آآ غشاوة واكنة موانع جمع كنان وهو ما يغطي ويمنع القلب من الفقه فجعلنا على قلوبهم اكنة واغطية ان يفقهوا لكي لا يفقهوا ما تتلوه عليهم في اذانهم واقرأ اي جعلنا ايضا في اذانهم واقرأ. والوقر هو الثقل الذي يمنعهم من سماع القرآن ليفهموه. ثم قال واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نورا. اذا ذكرت ربك قال بعضهم في السنين اذا قلت لا اله الا الله. ويجوز ان يكون معنا اهم من ذلك فيه يدخل فيه لا اله الا الله وايضا اذا ذكرت الله الدعوة اليه وافراده بالعبادة وعدم الشرك فيه آآ ولى هؤلاء الكفار ادبروا راجعين على ادبارهم نفورا اي نافرين مما تقول ومما تقرأ وفارق منه لشدة شركهم واعراضهم عن الحق. ثم قال جل وعلا نحن اعلم بما يستمعون به. اذ يستمعون اليك واذ هم نجوى قال الطبري نحن اعلم يا محمد بما يجتمع به هؤلاء الذين لا يؤمنون بالاخرة من مشركي قومك ويقول ابن كثير يخبر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بما تناجى به رؤساء كفار قريش حين جاءوا يستمعون قراءته صلى الله سلم سرا من قومهم بما قالوا من انه رجل مسحور ومن مسحور من السحر على المشهور او من السحر وهو الرئة الرئة اي ان تتبعون آآ ان اتبعتم محمدا الا بشرا آآ لكم اذا الله جل واخبرنا بها انه اعلم بكفار قريش وخص رؤساؤهم الذين كانوا يأتون يستمعون قراءة النبي سلام حين يستمعون اليك ثم اذا هم نجوى اي ينادي رؤوس الكفر الذين جاءوا يستمعون يناجي بعضهم بعضا في شأنك اذ يقول الظالمون يتبعون الا رجلا مسحورا. اذ هم اذا هم يتناجون فيقول الظالمون وهم هؤلاء الرؤساء هؤلاء الكفار بعضهم لبعض ان تتبعون الا رجلا مسحورة فانتم ما تتبعون محمد ان اتبعتموه على ما يتلو من القرآن الا رجلا مسحورا اي من السحر مسحورا يعني قد سحر اصيب بالسحر وقيل مسحورا اي ذو سحر. والسحر هو الرئة فكأنهم يقولون الا رجلا مسحورا ايدي في رئة فليس بملك وانما هو بشر والكلام محتمل للامرين والاظهر والله اعلم الاول لماذا؟ لانه جاءت ايات اخرى تدل على انهم اتهموه بالسحر والكهانة اه ثم قال انظر كيف ظربوا لك الامثال فظلوا فلا يستطيعون سبيلا انظر الرؤية هنا اه يعني او النظر نظر قلبي. كيف ظربوا لك الامثال؟ قال الطبري فاعتبر كيف مثلوا لك الامثال وشبهوا لك الاشباه بقولهم هو مسحور او شاعر او مجنون قال فظلوا اي فجاروا عن قصد السبيل بقيلهم قاله الطبري فلا يستطيعون سبيلا اي لا لا يهتدون الى طريق الحق ولا يستطيعون سبيلا يسلكونه حتى يصلوا الى الاهتداء والايمان بالقرآن ثم قال جل وعلا وقالوا اي اذا كنا عظاما ورفاتا ائنا لمبعوثون خلقا جديدا؟ يقولون هذا على سبيل الانكار. هؤلاء كفار قريش اإذا كنا عظاما والعظام معروفة جمع عظم ورفاة قال الف الراء رفاتا اي ترابا. وقال ابن عباس غبارا. وقال غيره حطاما وهذا هو الاصل في في الرفات انه الحطام والرضاض. ولكن اختار الطبري وابن كثير ان رفاتا هنا ترابا. والقصد انهم يعني ينكرون ان يبعثوا بعد ان يصبحوا عظاما ورفاة اي ترابا تتفتت عظامهم وتبلى في الارض خلقا جديدا ائنا لمبعوثون خلقا جديدا؟ ايضا هذا استفهام انكاري يعني بعد ان نموت ونصبح عظاما بالية وترابا تتمزق اجزاؤنا نبعث خلقا جديدا يقول هذا على سبيل الانكار. قل كونوا قال الله عز وجل قولوا قل كونوا حجارة او حديدا قال الطبري معناه ان عجبتم من انشاء الله لكم عظاما ولحما فكونوا انتم حجارة او حديدا ان قدرتم على ذلك كونوا ما هو اشد من خلقكم حجارة او حديدا فلو كنتم من الحجارة او الحديد مميتكم ثم نبعثكم ولهذا قال السمعاني فان قيل كيف يأمرهم بان يكونوا حجارة او حديدا وهم لا يقدرون عليه قطعا قال فاجاب قال ان ان هذا امر تعجيز وليس بامر الزام ومعنى الاية استشعروا في قلوبكم انكم حجارة او حديدا فلو كنتم كذلك لم تفوتوني وقيل معناه لو كنت خلقتكم لو كنتم خلقا من الحجارة والحديد بدل اللحم والعظم لمتم ثم لبعثتم فهذا قاله الطبري. اذا قال كونوا حجارة او حديدا فان قادرون على اماتتكم ثم بعثكم مرة اخرى ودل على كمال قدرته جل وعلا لو كنتم اشد مما انتم عليه الان. قال جل وعلا او خلقا مما يكبر في صدورهم او كونوا خلقا مما يكبر في صدوركم. قيل انما يكبر في صدورهم فيه اقوال قال بعضهم قال ابن عباس خلقا مما يكبر في صدوركم هو الموت. والمعنى لو كنتم انتم الموت ساميتكم وقيل لو كنتم موتى لاحييتكم. وقيل خلق يعظم عندكم مما هو اكبر من الحجارة والحديد وقيل المراد به السماوات والارض والجبال لعظمها في النفوس كل هذه الامور حق. والنص محتمل لها كونوا حجارة او حديدا او خلقا مما يكبر في صدوركم. كونوا مهما كنتم خلقا يكبر في صدوركم فان الله سبحانه وتعالى قادر على بعثكم اه احيائكم مرة اخرى او خلقا مما يكبر ان يعظموا في صدوركم فسيقولون من يعيدنا استفهام انكاري ايضا سيقول كفار قريش من يعيدنا بعد ان نموت فقال قل لهم الذي فطركم اول مرة. الذي بعثكم وخلقكم اول مرة فقد اوجدكم اول مرة واعادتكم مرة ثانية اهون من خلقكم اول مرة. وكل ذلك على الله هين. قال فسينغضون اليك رؤوسهم ان رؤوسهم اليك برفع وخذل استهزاء وتكذيبا وسخرية فسينغضون اليك رؤوسهم ويقولون متى هو؟ متى هذا البعث والاعادة التي تقول؟ هذا على سبيل التكذيب قال قل عسى ان يكون قريبا قال الطبري معناه قريب لان عسى من الله واجبة سيكون قريبا لان كل ما هو ات قريب يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده. اي واذكروا يوم يدعوكم. حين البعث فتستجيبون وتخرجون من القبور بحمده جل وعلا ومعنى التسيبون بحمده اي تستجيبون لامره قال قتادة بمعرفته وقال ابن جرير بمعرفته وطاعته. وقال ابن جري بامره قال الطبري والصواب يقال فتستجيبون لله بقدرته ودعائه اياكم ولله الحمد على كل حال. كما يقول القائل فعلت ذلك الفعل بحمد الله يعني لله الحمد على كل ما فعلته. اذا تستجيبون اذكروا يوم يدعوكم للخروج من القبور فتستجيبون وتخرجون وهو المحمود على ذلك والقادر عليه وتظنون حينها الا بثم الا قليلا. تحسبون اه عند موافقة هاتكم القيامة من هول ما تعاينون فيها انكم ما لبثتم في الارض الا قليلا كما قال تعالى كم لبثتم في الارض عدد السنين قالوا لبثنا يوما او بعض يوم. قال ثم قال جل وعلا وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن. يأمر الله عز وجل تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده المؤمنين يقولوا اذا تكلموا مع بعضهم ان يقولوا التي هي احسن والتي احسن قيل هي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقيل وقال السعدي اه هو امر بكل كلام يقرب اليه من قراءة وذكر وعلم وامر بمعروف. ونهي عن منكر وكلام حسن اللطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم والصواب العموم فالله يأمر العباد اذا جيت تتكلم يا اخي اجعل كلامك بالتي هي احسن لان بعض الناس اذا جاء يتكلم يتكلم بالكلام السيء يسب يشتم يأتي بكلام يجرح لا اجعل كلامك احسن الكلام واطيب الكلام والين الكلام لانه كم من فتن وقتل مصائب اه صارت بسبب كلمة ليست هي التي هي احسن. كلمة سيئة فيها جرح مشاعر. قال جل وعلا ان الشيطان ان الشيطان ينزغ ينزغ بينهم. آآ النزغ هو الافساد والمعنى ان يفسدوا بينهم بالعدالة والاغراء فيهم فالشيطان ينزغ بين العباد دائما مثل هذه الكلمات. كلمة واحدة تترتب عليها امور. ان الشيطان كان لكم للانسان عدوا مبينا. الشيطان كان كان وما زال للانسان عدوا ظاهر العداوة وبينوا العداوة آآ كما قال جل وعلا ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا. ثم قال ربكم اعلم بكم ان يشاء يرحمكم او ان يشاء يعذبكم اخبار منه جل وعلا انه اعلم بعباده وهو العليم الخبير بهم. فان يشاء يرحمكم فيتوب عليكم كما قال الطبري قال فيتوب عليكم حتى تنيب تنيب عما انتم عليه من الكفر به فيرحمكم اولا بتوفيقكم للتوبة والرجوع اليه ثم ان جاءكم من العذاب وادخالكم الجنة او اي شيء يعذبكم. قال الطبري اي بان يخذلكم عن الايمان فتموتوا على شرككم فيعذبكم وان شاء ايضا يعذبكم بسبب ذنوبكم وعدم توبتكم. وما ارسلناك عليهم وكيلا. ما ارسلناك يا نبينا عليهم رقيبا ولا كفيلا عليهم تدبر امورهم وتقوم بمجازاتهم وانما الله وانما الله هو الوكيل عليهم وعلى الخلق اجمعين. ثم قال وربك اعلم في السماوات والارض نعم احاط بما في السماوات والارض علما جل وعلا. ولقد فظلنا بعظ النبيين على بعظ. اخبر على اخ اخبر ان الانبياء ايضا قد فظل بعضهم بعض وان كان الانبياء جميعهم من المصطفين الاخيار وهذا كما قال جل وعلا في سورة البقرة تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض قال واتينا داود زبورا وهذه يعني مزية لداود وانه ممن فظله الله وممن ايظا اتاه زبورا اي انزل عليه كتابا وهو الزبور وهو الزبور كما في البخاري آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بل خفف على داوود القرآن فكان يأمر بدابته لتسرج فكان يقرأ آآ قبل ان يفرغ يعني يعني القرآن قبل ان يفرغ او يفرغ من اسراج دابته خففه الله عليه. فالمراد ان الزبور هو الكتاب الذي انزله الله جل وعلا على نبيه داود قال قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. يقول الله عز وجل لنبيه قل لهؤلاء المشركين عبدوا غير الله معه ادعوا الذين زعمتم من دون الله فعلت ذلك زعما منكم فعلتم ذلك زعما منكم لانه لا حقيقة له وليسوا معبودين على الحقيقة لا حق لهم لا حق لهم في العبادة فان جعلكم لهم الهة هذا زعم منكم. قال فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلها فلا يملك هؤلاء الذين دعوتموهم وجعلتمهم اصناما جعلتموهم الهة مع الله من الاصنام اوثان لا يملكون كشف الضر عنكم اذا نزل بكم لا يستطيعون كشفه بالكلية ولا تحويله عنكم الى غيركم. فهم لا يستطيعون. ثم قالوا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة اولئك الذين يدعون. قال ابن عباس المراد المراد بهم اولئك عن الملائكة والمسيح وعزير. وجاء عن عبد الله ابن مسعود في البخاري انه قال ناس من الجن كانوا يعبدون فاسلموا. وفي رواية كان ناس من الانس يعبدون ناسا من فاسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم. وقال ايضا ابن عباس اه هو عيسى وامه وعزير. وجاء وعن ابن عباس انه عيسى وعزير والشمس والقمر وقال مجاهد وعيسى والعزير والملائكة والصواب انه يعم ذلك كله كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال هذا قال الصواب انه يعم ذلك من هؤلاء الصالحين. آآ اولئك الذين هنا فهؤلاء الذين يدعونهم من دون الله من الملائكة والانبياء وعزير ومريم يبتغون الى ربهم الوسيلة هم يطلبون الى ربهم الوسيلة والقربى ايهم اقرب يتقربون الى الله ويتسابقون في عبادته والتقرب اليه. ويرجون ويرجون رحمته. يرجون ان يرحمهم عن سيئاتهم وان يدخلهم في المؤمنين ويخافون عذابه جل وعلا لمعرفتهم بشدة عذابه اذا كانوا كذلك كيف يدعون من دون الله؟ المعبود الذي يعبد يجب ان يكون قويا لا يحتاج الى احد لا يخاف احد ولا يرجو احد ولا يتقرب الى احد وهذا لا يكون الا في الله سبحانه وتعالى. ثم قال ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. هذا فيه بيان شدة عذاب بالله جل وعلا وان عذابه مما يحذره كل عاقل فاحذروا من ذلك. ثم قال وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم قيامة او معذبوها عذابا شديدا كان ذلك ذو الكتاب مسطورا. وان من قرية ان نافية هنا. ومعنى الكلام وما من قرية الا نحن مهلوكها قبل يوم القيامة او معذبوها عذابا شديدا. قال الطبري اي الا نحن مهلك اهلها بالفناء مبيدوهم استئصالا قبل يوم القيامة او معذبوهم او معذبوهم او معذبوها اما ببلاء من قتل بالسيف او غير ذلك من صنوف العذاب. نعم فمنهم من اغرقه ومنهم من اهلكه بالريح. وآآ انواع العذاب كثيرة جدا التي احلها الله عز وجل بالقرى الكافرة. قال اه معذبها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا. اه اي مكتوبة. المراد بكتاب اللوح المحفوظ. كان ذلك مسطورا مكتوبا في المحفوظ عند الله جل وعلا آآ ثم قال جل وعلا وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون. ما منعنا ان نرسل بالايات التي سألها قومك كما جاء انهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم الصفا ذهبا والمروة ان يجعل لهم الصفا والمروة ذهبا وان يباعد جبال مكة ويجعلها ارضا زراعية فطلبوا من من النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كما جاء عند احمد وغيره بسند آآ يصححه الذهبي والحاكم آآ فارسل الله جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت ما قال لك قومك فان شئت اتيناهم بما طلبوا ولكن ان لم يؤمنوا عذبتهم واهلكتهم جميعا وان شئت نستأن بهم. قال بل استأني بهم. اذا آآ وما منعنا ان نرسل بالايات التي طلبوها طلبتها قريش الا ان كذب بها الاولون. فلما كذب بها الاولون اخذناهم واهلكناهم. كذب الثمود اه كذبت قوم صالح بالناقة فاخذهم الله وكذلك الانبياء الذين بعث اليهم جاءوا بالايات فلما كذبوها اهلكهم الله لانه اذا نزل الاية لابد ان يؤمنوا وان لم يؤمنوا يأخذهم العذاب. وهذه الامة امة مرحومة. الله عز وجل كتب انه لا يأخذها ويعمها جميعا بالعذاب. ولهذا هؤلاء المكذبون اسلم منهم من اسلم واسلمت دنانيهم بعد ذلك. قال واتينا ثمود الناقة مبصرة واعطينا ثمود وهم قوم صالح اعطيناهم الناقة اية وعلامة لما طلبوها مبصرة اي بينة مضيئة يبصر بها من يريد الحق يبصر بها الحق من يريده علاقة عظيمة كبيرة تشرب يوما وحدها. وبقية ابل الناس تشرب في يوم وحدها منها ما شاؤوا فظلموا بها اي كذبوا ولم يؤمنوا وما نرسل بالايات الا تخويها. يعني فاخذهم الله واهلكهم فقومك يريدون الايات لو جئنا بالايات ولم يؤمنوا فعلنا بهم كما فعلنا قوم صالح لما جيناهم بالناقة ولم يؤمنوا بها قالوا وما نوصل بالايات الا تخويفا. الايات اذا جاء الله بالايات فانه انما يرسل بها آآ تخويفا للناس وتحذيرا ودليلا على صدق النبي لاجل ان يؤمنوا لكن لكن الكافرين قد غلب عليهم الكفر ولذلك لا يؤمنون بهذه الايات فيحل بهم عقاب الله جل وعلا ويهلكهم عن اخرهم اه قال جل وعلا واذ قلنا لك ان ربك احاط بالناس. قال اه ابن كثير يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم محرما له على ابلاغ رسالته ومخبرا له بانه قد عصمه من الناس. فانه القادر عليهم وهم في قبضته وتحت قهره وغلبته قال قتادة ومجاهد وغيره قال اي عصمتك منهم. وان قلنا لك وبينا لك آآ ان ربك بالناس اي هم في قبضته وحال بينهم وبين ان يقتلوك ما يستطيعون والله يعصمك من الناس وقال الطبري هذا حظ من الله لنبيه على تبليغ الرسالة وانه سيمنعه من كل من بغاه بسوء وان قلنا لك ان ربك احاط بالناس وما جعلنا الرؤية التي اريناك الا فتنة للناس. الرؤيا آآ قال الطبري قال بعضهم هي رؤيا عين وهو ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء من مكة الى بيت المقدس فارى الله فاراه الله رؤيا كذبها المشركون وقال اخرون هي رؤياه التي رأى انه يدخل مكة يعني رؤيا من ام آآ ورجح الطبري انها رؤيا الاسراء. وعلى كل حال هي محتملة للامرين. والمخاطبون يعرفون هذا كفار وايش يعرفون هذه الرؤيا؟ سواء كانت رؤيا العير التي رآها في الاسراء روي آآ بصر او كانت الرؤيا المنامية التي رأى انه يدخل مكة وانه يفتح مكة اه عما قليل. فالحاصل ان هذه الرؤيا قال وما جعلنا الرؤية التي اريناك الا فتنة للناس لانهم كذبوا بها واعرظوا فكانت سببا لزيادة بعضهم في الشرك والكفر والاعراض. قال اه والشجرة الملعونة اه ومعنى يعني فكرة الناس قالوا اختبارا وابتلاء. اختبارا وابتلاء والشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم كما اخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى الجنة والنار ورأى شجرة الزقوم فكذبوا بذلك حتى قال ابو جهل لعنه الله هاتوا لنا تمرا فجعل يأكل هذا بهذا ويقول تزقموا تزقموا فلا نعلم الزقوم غير هذا. حكاه ابن عباس ومسروق وابو مالك وغيرهم. وقد قيل ان وقيل الى غير ذلك. وهذا هو الاظهر ان آآ شجرة الملعونة هي شجرة الزقوم. فجعلها الله فتنة يوم القيامة تكون اولا كذبوا بها فصارت فتنة واختبارا وابتلاء فزادوا ضلالا وكفرا. وفي الاخرة ايضا يفتنون في النار نسأل الله العافية اللي اه قبحها وسوءها. قال جل وعلا والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم الا طيانا كبيرا. فنخوف قومك ونخوف قريش بهذه الايات بهذه الرؤية بهذه الشجرة بالشجرة الملعونة باكل الزقوم وما يزيدهم تخويفنا لهم وانذارا لهم الا طغيانا يعني زيادة في الطغيان طغيانا كبيرا كثيرا فلا يسمعون ولا يرجعون. قال جل وعلا واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس مر معنا هذا مرارا وان الله امر الملائكة بالسجود فسجدوا الا ابليس قال ااسجد لمن خلقت طينا وهذا استفهام انكار اي لا اسجد او لا يكون ذلك. ظنا طعن بان اصل ادم من طين والطين خير من النار التي هو منها. قال قال ارأيتك هذا الذي كرمت علي؟ ومعنى رأيتك يعني اخبرني عن هذا الذي فظلته علي لم فظلته؟ هذا من قول ابليس. قال ارأيتك هذا الذي كرمت علي؟ كرمت ادم علي وجعلتني امرتني بالسجود له. لا ان اخرتني الى يوم القيامة يعني لان امهلتني وانظرتني الى يوم القيامة لاحتنكن ذريته الا قليلا قال الطبري معنى لاحتنكن لاستولين عليهم ولاستأصلنهم ولاستميلنهم يقال احتنك الجراد الزرع اذا استأصله ونحو ذلك ونحو ذلك قول ابن عباس قال لاستولين على ذريته الا قليلا وقال مجاهد لاحتوين وقال وزيد لاضلنهم وكلها متقاربة الا قليلا والا قليلا آآ هم آآ هم المؤمنين وهم من كل الف واحد من كل الف واحد قوم قليل وهم الذين ليس له عليهم سلطان وهم عباد الله المخلصين. ثم قال جل وعلا قال اذهب فمن تبعك منهم فان جزاء فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا. اذهب ان يقول الله عز وجل للشيطان لم انظرتك فمن تبعك من بني ادم فان جهنم جزاؤكم اعذبكم في النار واجازيكم بالعذاب الشديد. جزاء موفورا اي مدخرا موفرا لكم جزاء اعمالكم واستفزز من استطعت منهم بصوتك اه نكتفي بهذا القدر ونجيب على بعض الاسئلة اه من الاسئلة آآ الواردة يقول حفظنا الله متى تكون الزكاة على الدين واجبة؟ اذا كان الدين على غني باذل لان من عليه الدين او القرض لا يخلو ان يكون غنيا باذلة او غنيا مماطلا او فقيرا ومسكينا. فان كان غنيا باذلا. اذا قلت اعطني مالي واعطاك هذا يجب عليه تجب عليه الزكاة. واما اذا كان مماطلا او فقيرا فلا تجب عليه الزكاة. لكن لو ان الانسان اذا اخذه لو لو الانسان زكاه مرة واحدة حينما يأخذه فله فهو افضل واحوط آآ يقول ما حكم صيام كل ايام الاسبوع باستثناء السبت والاحد خروجا من خلاف العلماء هل فيه في هذا شبه باليهود والنصارى؟ نقول لا اذا تقصد شعبان فصوم الايام كلها لو شئت. النهي عن صيام يوم الجمعة ويوم السبت ان يفرد ويخصى بالصيام وان شئت تصوم يوما وتفطر يوما افضل الصيام آآ اه ما معنى كلمة وحده في الاية؟ واذا ذكرت ربك وحده في القرآن وحده. لم افهم مدلول كلمة وحده. انا قلت لك ان بعض المفسرين قال وحده يعني لا اله الا الله يعني ذكرت الله وحده فقلت لا اله الا الله او تكلمت عن افراده بالعبادة ووجوب توحيده وعدم الاشراك به ما ذكرت احدا غيره وانما ذكرته وحده بالدعوة الى توحيده او بقول لا اله الا الله آآ قوله سائل يقول معنى يبتغون لربه وسيلة ما معنى وسيلة؟ قلنا القربى يطلبون القربى القربى اليه. القربى الوسيلة هي القربى له وسيلة يعني قربة ايهم اقرب؟ وهذا يفسرها ويوضحها ونكتفي اه بهذا القدر اه نسأل الله ان يوفق الجميع للعلم النافع العمل الصالح وهناك في الحقيقة اسئلة هي في سور غير السورة التي نحن فيها وهذه ان شاء الله سيأتي الجواب عليها ان شاء الله حينما نأتي على تفسير هذه السور والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد