بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الاسراء واستفزز واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب واجلب عليهم بخيرك ورجلك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعده وما يعده وما يعدهم الشيطان الا غرورا يقول الله جل وعلا آآ لابليس وقد مر في الايات انه آآ قال انه يريد ان يحتنك ذرية بني ادم ذرية ادم الى الا قليلا فقال اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ثم قال واستفزز من استطعت منهم بصوتك والاستفزاز هو الاستخفاف قال الطبري واستخفف واستجهل وقال القرطبي اي اي استزل واستخف من استطعت منهم من بني ادم بصوتك وصوته قيل هو الغناء وقال مجاهد هو اللهو والغناء اي باللهو والغناء اي استخفه استخفهم بذلك وقال الحسن هو الدف والمزمار وقال ابن عباس كل داع دعا الى معصية الله عز وجل فهو من صوت الشيطان وقاله قتادة واختاره ابن جرير اذا استفز من استطعت منهم بصوتك بكل دعاء او دعوة تدعو الى معصية الله من غنى ومعازف ودف وغير ذلك واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك الاجلاب هو الصوت والجلبة ارتفاع الاصوات قال المفسرون واجلب عليهم اي وصح بهم وارفع صوتك بهم عليهم واجلب نعم واجلب عليهم بخيلك ورجلك الخيل هو الراكب والرجل والرجل هم المشاة او الماشي قال السمعاني اي اي اجمع على من اطاعك من بني ادم من بني ادم اجمع عليهم مكائدك اجمع عليهم مكائدك وحيلتك وقيل اجمع عليهم جيشك وجندك فقوله بخيلك ورجلك هو كل راكب في معصية الله فهو من خير ابليس ورجلك كل ماش في معصية الله فهو من رجل ابليس اذا قال الله عز وجل لهم واجلب عليهم بخيرك ورجلك وهذا امرا قدريا لا شرعيا قال وشاركهم في الاموال والاولاد قال ابن عباس ومجاهد وشاركهم في الاموال وما امرهم به من انفاق الاموال في معاصي الله وقال عطاه والربا وقال الحسن جمعها من خبيث جمع الاموال من خبيث وانفاقها في حرام وقال ابن عباس في رواية العوفي اما مشاركته اياهم في اموالهم فهو ما حرموه من انعامهم يعني من البحائر والسوائم والسوائب ونحو ذلك قال ابن جرير والاولى ان الاية تعم ذلك. هذا كله من مشاركة الشيطان للناس في اموالهم كل هذا من مشاركة الشيطان للناس في اموالهم. قال ونعم شاركوا في الاموال والاولاد والمراد مشاركتهم في الاولاد. قال ابن عباس مجاهد يعني اولاد الزنا وقال ابن عباس في رواية ابن ابي طلحة هو ما ما كانوا قتلوه من اولادهم سفها بغير علم وقال قتادة عن الحسن البصري قد والله شاركهم في الاموال والاولاد مجسوا وهودوا ونصروا وصبغوا غير صبغة الاسلام وجزءوا من اموالهم جزءا للشيطان وقال ابن عباس في رواية ابي صالح هو تسميتهم اولادهم بعبدالحارث وعبدي شمس وعبدي فلان والراجح ان الاية تشمل ذلك كله الاية تشمل هذا كن له. قال جل وعلا وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم قال السعدي عدهم الوعود المزخرفة التي لا حقيقة لها فقال الطبري يقول الله لابليس وعد اتباعك من ذرية ادم بالنصرة على من ارادهم بسوء وقال السمعاني اي قل لهم لا جنة ولا نار قال عدهم وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا الا باطلا مظمحلا كان يزين لهم المعاصي والعقائد الفاسدة ويعدهم عليها الاجر ثم قال ان عبادي ليس لك عليهم سلطان اي ليس لك عليهم تسلط واغواء وحجة وكفى بربك وكيلا اي كفى بالله وكيلا لمن توكل عليه فانه يحفظه ومن ذلك عباد الرحمن فان الله يحفظهم من الشيطان فلا يصل اليهم بسوء اه ثم قال جل وعلا ربكم الذي يجزي لكم الفلك ومعنى يزدي يعني يسير لكم السفن في البحر وقال السمعاني يزجي يسوق ويسير يسدي لكم الفلك في البحر لتبتغوا فضل لتبتغوا من فضله فهو جل وعلا يسير لكم السفن في البحار لاجل ان تبتغوا من فضله. قال الطبري لتوصلوا فيها بالركوب الى اماكن تجارتكم ومطالبكم ومعاشكم وقال السمعاني لتطلبوا من رزقه جل وعلا لتبتغوا من فضلها اي لتطلبوا من رزقه وكل ذلك حق انه كان بكم رحيما جل وعلا ومن رحمته ان ازجى لكم الهلك في البحر وجعلها تسير وحفظها وسخرها لكم ثم قال جل وعلا واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه اذا مسكم اي اصابكم ونزل بكم الظر والشدة وشدة الامواج وخوف الغرق ظل من تدعون اي بطل وسقط وذهب من تدعون من الاصنام والاوثان من دونه الا اياه الا الله سبحانه وتعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه لانه هو المعبود الحق وحده لا شريك له وهو القادر على انقاذ عباده وانجائهم واما الالهة والاصنام فلا تملكوا نفعا ولا ظرا قال جل وعلا فلما نجاكم الى البر اعرضتم لما نجاكم الى البر نجاكم من البحر ومن الغرق الى البر والى الارض اليابسة اعرضتم اي اعرضتم عن الاخلاص له والالتجاء اليه وتوحيده ورجعتم الى دعاء الاصنام وكان الانسان كفورا. نعم. كان الانسان كفورا اي شديد الكفر. لنعم الله جل وعلا. جحودا لنعم الله. فمن الذي انجاه ما وقع في الاضطرار هو الله. فلما انجاه عاد الى شركه نعوذ بالله وهذا من اشد الكفر وستر النعم وجحودها قال جل وعلا ابأمنتم ان يخسف بكم جانب البر جانب البر او يرسل عليكم حاصبا الاستفهام هنا للانكار اي افحسبتم بخروجكم الى البر امنتكم من انتقائه وعذابه والمناسبة انه لما ذكر ان جاءهم في البر ذكر بعد بعدها او ذكر بعده نعمته عليهم بعدم خسف الارض بهم قال افأمنتم ان يخسف بكم الارض والخسف ان تنهار الارض ان تنهار الارض بالشيء ان يخسر بكم جانب البر اي ناحية الارض الناحية التي انتم فيها والمكان الذي انتم فيه او يرسل عليكم حاصبا والحاصب هو المطر الذي فيه الحجارة من السماء ثم لا تجدوا لكم وكيلا اي لا تجد لكم حافظا ولا نصيرا يمنعكم من بأس الله ومن الخسف وبكم ومن الحاصب الذي يرسله عليكم وهذا كله حث على ان يتوكلوا على الله وان يرجعوا اليه. قال جل وعلا ام امنتم ان يعيدكم فيه ايضا استفهام انكارية هل امنتم ان يعيدكم فيها اي في البحر مرة ثانية تارة اخرى مرة اخرى لانهم يركبون البحر مرة بعد مرة ويركبون الفلك لقضاء مصالحهم فيرسل عليكم قاصدا من الريح الى ركبتم البحر مرة ثانية يرسل عليكم قاصفا من الريح والقاصف هي الريح التي تقصف ما مرت به فتحطمه وتدقه من شدتها فيرسل عليكم قاصدا من الريح فيغرقكم بما كبرتم فيغرقكم في البحر بما كفرتم اي بسبب كفركم لان الباء للسببية ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ثم لا تجد لكم علينا به اي بما اصابكم ارسال القاصف وباغراقكم لا تجدون تبيعا. قال الشنقيطي اي اتجدون تبيعا يتبعنا بثأركم يتبعنا يعني يثأر من الله ويستطيع ان ينتقم منه لان الخلق كلهم عاجزون والله على كل شيء قدير يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد والخلق لو اجتمعوا ليبلغوا ظره فيظرونه ولن ولن يبلغوا نفعه فينفعونه. ثم قال جل وعلا ولقد كرمنا بني ادم وحملنا في البر والبحر يخبر جل وعلا انه كرم بني ادم على سائر المخلوقات قال ابن عباس تكريمه لهم لبني ادم انهم يأكلون بالايدي يأكل احدهم بيده وسائر الحيوانات يأكل بفمه وقيل كرمهم بامتداد القامة وانتصابها والدواب منكبة على وجوهها وقيل كرمهم بالعقل والتمييز وقيل بان سخر جميع الاشياء لهم وقيل بالخط والقلم والصواب العموم ولهذا قال ابن كثير آآ يخبر تعالى عن تشريفه لبني ادم وتكريمه اياهم في خلقه لهم على احسن الهيئات واكملها كما قال تعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. اي يمشي قائما منتصبا على رجليه ويأكل بيديه وغيره من الحيوانات يمشي على ويأكل بفمه وجعل له سمعا وبصرا وفؤادا يفقه بذلك كله وينتفع به ويفرق بين الاشياء ويعرف منافعها وخواصها ومظارها في الامور الدينية والدنيوية نحوه كلام السعدي قال كرم بني ادم بجميع وجوه الاكرام. فكرمهم بالعلم والعقل وارسال الرسل وانزال الكتب. وجعل منهم الاولياء والاصفياء وانعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة قال جل وعلا وحملناهم في البر والبحر حملناهم في البر اي على الدواب من الانعام والخيل والبغال هو الان في زمن الطائرات والسيارات والقطارات ونحوها وبالبحر على السفن الكبار والصغار هذا من كرمه ومنته على عباده جل وعلا. قال ورزقناهم من الطيبات قال ابن كبير اي من زروع وثمار ولحوم والبان من سائر انواع الطعوم والالوان المشتهاة اللذيذة والمناظر الحسنة والملابس الرفيعة من سائر الانواع على اختلاف اصنافها والوانها واشكالها مما يصنعونه لانفسهم ويجلبه اليهم غيرهم من اخطار الاقاليم والنواحي قال جل وعلا وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا اي خلقنا فضلنا بني ادم على كثير ممن خلقنا تفضيلا من سائر الحيوانات واصناف المخلوقات تفضيلا بينا ظاهرا لا يشاركهم فيه احد ثم قال جل وعلا يوم ندعو كل اناس يوم ندعو كل اناس بامامهم آآ اي واذكر يوم ندعو كل كل اناس بامامهم وهذا يوم القيامة اي يوم القيامة وبامامهم قيل بنبيهم قاله مجاهد وقتادة وقال ابن زيد بامام اي بكتابهم الذي انزل على نبيهم من التشريع وقال مجاهد اختاره ابن جرير ان المراد بكتابهم كتاب اعمالهم كتاب اعمالهم بان كل انسان له كتاب عمل وهذا يدل عليه من ما بعده لانه قال يوم ندعو كل اناس بامامهم ثم قال فمن اوتي كتابه بيمينه فالباء هنا للترتيب والتعقيب مترتبة على ما قبلها آآ امامهم هو كتاب هي هو كتابه او كتب وجمعه باعتبار جمع الناس وهو كتاب يعني آآ نعم هو افرده باعتبار الجنس فهو امام للجميع او كل انسان له امام ثم فصل ذلك فقال فمن اوتي كتاب وهو بيمينه فاولئك يقرأون كتابهم لان كل انسان يقرأ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا كما مر معنا في اول السورة قال السعدي آآ فمن اوتي كتابه بيمينه فاولئك يقرأون كتابهم. قال اي قراءة سرور وبهجة بما يرون فيها مما يفرحهم ويسرهم ولا يظلمون فتيلا ولا يظلمون مقدار الخيط الذي يكون في شق النواة لان الفتيل هو الخيط الرقيق الذي يكون في شق النواة وفي اه يعني ثغر النواة نواة التمر قال ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى من كان من كان في هذه اي في الدنيا اعمى عن حجج الله واياته وعن شرعه واتباع رسله فهو في الاخرة اعمى ايضا عن سلوك الطريق الموصل الى الجنة بل يحشر اعمى واضلوا سبيل في الاخرة لان عذاب الاخرة ونكال الاخرة لا يقادر قدره. اما في الدنيا وهم قد يمتعون ويعيشون مع ظلالهم وكفرهم لكن نعوذ بالله اه ضلالهم في الاخرة اشد وابقى لانهم في العذاب الاب بدي السرمدي الذي لا يقادر لا يقادر قدره نعوذ بالله من عذابه ثم قال جل وعلا وان كادوا وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك كادوا كاد من افعال المقاربة اي قاربوا ان يزيلوك كما قال القرطبي قال ان يزيلوك يقال فتنت الرجل عن رأيه اذا ازلته عن ما كان عليه. قاله الهروي وقيل ليفتنوك ان يصرفوك والمعنى واحد وان كادوا اي كفار قريش ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك وهو كما قال سعيد ابن جبير قال نزلت هذه الاية في المشركين حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لا ندعك تمس تمس الحجر حتى تلم بالهتنا وفي لفظ حتى تمس الهتنا الحجر الاسود حتى تمس الهتنا وقال ابن عباس في رواية عطاء نزلت في ثقيل لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لما قالوا للنبي صلى الله عليه واله وسلم متعنا بالهتنا سنة ثم نسلم معك بعد ذلك وقال ابن عباس يعني ان سبب نزولها ان امية بن خلف وابا جهل ورجالا من قريش اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا تعال فاستلم الهتنا وندخل معك دينك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشد عليه فراق قومه ويحب اسلامهم فرق لهم فانزل الله وان كادوا الاية ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك لكن الحقيقة هذا سبب هذا السبب ضعيف وان كان السيوطي قال في اسباب النقول انه اسنا ان اسناده جيد لكن فيه شيخ بن اسحاق مجهول بل لا يصح من هذه الاسباب شيء لكن لا شك لكن لكن لا شك ان انهم حاولوا ان يفتنوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الذي وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك قال القرطبي وهو حكم القرآن لان في اعطائهم ما سألوا مخالفة لحكم القرآن اذا الذي اوحينا اليك هو القرآن الحق لتفتري علينا غيره لتقول علينا غيره وتكذب علينا بشيء لم نقله لك واذا لاتخذوك خليلا قال السعدي واذا واذا واذا لو فعلت ما يهوون لاتخذوك خليلا اي حبيبا صفيا اعز وعليهم من احبابهم ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا. ولولا ان ثبتناك وعصمناك عما يدعونك اليه لقد كدت لقد كدت قاربت ان تركن اليهم يعني تميل اليهم وتطمئن اليهم والى قولهم شيئا قليلا اذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات. لو فعلت ذلك لاذقناك ضعف الحياء ظعف ظعف الحياة وظعه والمعنى اي ظعف عذاب الحياة الدنيا وضعف عذاب الممات اي الاخرة العذاب المضاعف الشديد في الدنيا والاخرة ثم لا تجد لك علينا نصيرا ثم لا تجد لك علينا نصيرا ينصرك منا اذا اوقعنا بك العذاب والنبي صلى الله عليه وسلم قد عصمه الله من الوقوع في هذا لكن هذا فيه رسالة لنا نحن يا من يمكن ان يقع منا الركون الى الكفار او الافتراء على الله او ترك العمل بالقرآن وعدم تثبيت الله لمن عصاه فالواجب علينا ان نحذر اشد الحذر فاذا كان اكرم الخلق صلى الله عليه وسلم لو ترك ما ارسله الله به وترك توحيده وعمل بالشرك عذبه الله العذاب الاليم فكيف بغيره؟ والنبي معصوم ان يقع منه شيء من ذلك فكيف بمن هو ليس بمعصوم؟ عليه شدة الخوف والحذر الشديد من ان يزيغ قلبه او ان يشرك بالله فانه فعل ذلك فله ضعف العذاب وله العذاب الشديد في الدنيا والاخرة قال جل وعلا وان كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها كما سبق يعني قاربوا ان يستفزوك والاستفزاز هو الازعاج بسرعة والمراد والشأن انهم قاربوا ان يزعجوك ويستخفونك من ارض مكة لتخرج عنها ولكنه لم يقع ليخرجوك منها واذا لا يلبثون خلافك الا قليلة اذا لا يلبثون لو اخرجوك خلافك الا قليلا الا وقتا قليلا لماذا؟ لان هذه سنة من قد ارسلنا قبلك هذه سنة الله جل وعلا في الرسل الذين ارسلهم من قبله فانهم لما اخرجهم اقوامهم من ارضهم احل الله بهم البأس واحل بهم العذاب والنكال فكذلك لو فعل قريش واخرجوك لا سلطنا عليهم فلا يبقون بعدك الا وقتا يسيرا فيحل بهم العذاب ولا تجدوا لسنتنا تحويلا ولا تجدي سنتنا تحولا وتغيرا وتبدلا بل هي هذه ثابتة هذه سنة الله قال ابن كثير ما معناه بالفعل حصل هذا لما اخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم وخرج من مكة الى المدينة بعد سنة ونصف اخرجهم الله الى بدر فقتلهم الله وقتل منهم سبعين فما لبثوا خلاف النبي صلى الله عليه وسلم الا مدة يسيرة فقتل عظماؤهم واشرافهم وهذا على القول بانهم اخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم والذي يظهر ان النبي صلى الله عليه وسلم انما هاجر بنفسه وان كان هناك نوع اخراج لانهم اذوه قال جل وعلا اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا قال القرطبي رحمه الله هذه الاية باجماع المفسرين اشارة الى الصلوات الخمس هذه هي الاية تدل على اوقات الصلوات الخمس قال الله عز وجل اقم الصلاة في دلوك الشمس يعني حين تدلك الشمس دلوك الشمس الدلوك لغة هو الميل ولهذا قال عمر وابنه وابو هريرة وابن عباس انه الزوال يعني دلوك شمس يعني ميلها من وسط السماء الى المغيب وهذا يدل على صلاتين صلاة الظهر وصلاة العصر لانه مو كلاهما بعد الزوال الظهر ثم العصر بعدها آآ لدلوك الشمس الى غسق الليل وغسق الليل هي ظلمته واسقوا الليل اي ظلمته وهذا يراد به صلاة المغرب وصلاة العشاء وقرآن الفجر هذا يراد به صلاة الفجر وخص القرآن من باب التأبير بالجزء وارادة الكل. وهو يدل على اهمية الصلاة على اهمية القرآن في الصلاة وعلى اهمية قراءة القرآن في صلاة الفجر ولهذا كانت السنة الاطالة في صلاة الفجر بالقراءة. كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ما بين الستين الى مئة اية فهي اطول الصلوات قراءة ثم ايضا قراءة الفجر شأنها عظيم يحصل فيها الخشوع والتأثير ويجد الانسان لها يعني وقعا ولهذا قال الله عز وجل ان قرآن الفجر كان مشهودا لانها تشهده الملائكة كما في الحديث الذي في الصحيحين يتعاقب فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار في صلاة العصر وصلاة الصبح يأتون ملائكة الصبح في صلاة الفجر ويشهدون صلاة الفجر هم وملائكة الليل ويشهدون ايضا صلاة العصر هم وملائكة الليل فيصعدون ويبقى ملائكة الليل اذا هذه آآ الاية العظيمة تضمنت اوقات الصلوات الخمس. فامر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقيم الصلوات المفروضات عند دلوك الشمس وهي الظهر والعصر عند غسق الليل وظلمته حينما تدخل ظلمته وهو المغرب والعشاء قرآن الفجر وقت الفجر اه وعبر بالقرآن لانه احد اركان الصلاة واعظم اركانها واجزائها ثم قال جل وعلا ومن الليل فتهجد به نافلة لك هذا امر من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه واله وسلم بقيام الليل فتهجد به نافلة لك وصلاة التهجد وقيام الليل قال بعض المفسرين نافلة لك اي هذه زيادة عليك غير الصلوات الخمس المفروضات فعليك زيادة النافلة اي زيادة والنفل هو الزيادة في الشيء واجب عليك اضافة الى الصلوات الخمس دون امتك وقال بعض المفسرين ان معنى نافلة لك اي زيادة لك بالاجر يعني قيام الليل زيادة عليك زيادة لك في الاجر والثواب. لانك قد غفر لك ما تقدم من ذنبك. وما تأخر. الحاصل وان الله عز وجل امر نبيه صلى الله عليه وسلم بقيام الليل وايضا الامر ليه النبي صلى الله عليه وسلم امر لامته ولهذا يشرع قيام الليل وهو زيادة في فهو في لعامة الناس اه تكفير للسيئات وفيه الحسنات واما النبي صلى الله عليه وسلم فان الله قد غفر له ذنوبه فهو زيادة في حسناته قال جل وعلا عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا عسى من الله واجبة ومتحققة والمقام المحمود هو الشفاعة كما في الحديث الذي في الصحيحين لكن الوقت لا يتسع لذكره وهو قرابة صفحتين وفيه ان الناس يموج بعضهم ببعض فيقول اذهبوا الى ادم يشفع لنا عند ربي حتى يقضى بيننا فذكر الانبياء اولي العزم الى ان ينتهوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها فينطلق فيخر تحت العرش ساجدا فذكر الحديث وفيه ان الله يقول له قم فاشفع تشفع وقل يسمع اذا هذا هو المقام المحمود وهو الشفاعة التي يختص بها النبي صلى الله عليه واله وسلم فاوعده الله وهو صاحب المقام الممحود ولا شك يقوم بذلك. وهذا دليل ان الصلاة كلها خير وانها سبب لحصول الخيرات على الانسان والرفعة فاكثر من الصلاة. انظر كيف كانت هذه الصلاة والمحافظة عليها سبب لان ينال النبي صلى الله عليه وسلم المقام المحمود الذي لا يناله غيره من الناس اه ثم ثم قال جل وعلا وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق مدخل صدق الاشهر ان المراد به كما قال الحسن وقتادة وهو اشهر اقوال المفسرين ان مدخل صدق المراد به المدينة ومخرج صدق المراد به ان مدخل صدق المراد به المدينة ومخرج صدق المراد به مكة فالنبي صلى الله عليه وسلم دعا ربه ان يدخله مدخل صدق ان يدخله مكانا يحصل فيه على الخير الحمد والثناء والتوفيق والبركة والسداد ويخرجه مخرج صدق فلا يؤذى ولا يتعرض له ويخرج بامن وامان والمدخل وهذه القراءة المتواترة وهناك قراءة شاذة مدخل فالمدخل هو مكان الدخول والمدخل هو الادخال لكن قراءة الجمهور مدخلة صدق يعني مكان دخول مكانا مكان دخول وهو المدينة من مكان دخول الذي كنت فيه وهي مكة. وهناك اقوال بان مدخل صدق هو القبر دخول القبر وهو مخرج الصدق هو البعث منه لكن الاشهر هو الاول وهو الذي اختاره اكثر المفسرين ومنهم آآ الطبري آآ ومعنى صدق قال الشيخ السعدي اي اجعل مداخلي ومخارجي كلها في طاعتك وعلى مرضاتك وذلك لتضمنها الاخلاص وموافقتها الامر وموافقتها الامر وقال ابن عاشور والصدق هنا الكمال وما يحمد في نوعه وقال الشوكاني كل اضافة الى الصدق فهي مدح. المراد انه يريد مدخل صدق. يكون له فيه اه يعني يحصل فيه على الخير وطاعة الله ونصرة الدين وراحة البال وكان ذلك له صلى الله عليه وسلم في اه طيبتي الطيبة في المدينة اه وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج الصدق. واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا آآ قيل المعنى واجعل لي من لدنك سلطان نصيرا اي حجة بينة ظاهرة على من خالفني وقيل ان السلطان هو نزع ملك فارس والروم ونزع سلطانهما وجعله وجعله ارضهم وملكهم له ولاتباعه قيل هذا وقيل هذا ولا شك ان السلطان هو الحجة ايظا كونه تغلب على اولئك هذا ايظا نصرة من الله وسلطان من الله مكنه على مكنه من اولئك نصيرا يكون ناصرا لي وانتصر به بتأييدا منك يا ربي قال وقد حصل ذلك له صلى الله عليه واله وسلم ثم قال جل وعلا وقل جاء الحق وزهق الباطل. قل لهم يا نبينا جاء الحق وهو ما بعث الله به نبيه من القرآن والايمان والعلم النافع جاء التوحيد وزهق الباطل وهو الشرك ودعوة غير الله وعبادة الاصنام ان الباطل كان زهوقا كان الباطل كثير الذهاب والاضمحلال لان معنى زهق الباطل يعني اظمحل وذهب فالباطل كان زهوقا مضمحلا سريع الذهاب اذا وجد الحق وكان النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة على فتح مكة كان يتلو هذه الايات ويكسر الاصنام نعم جاء التوحيد وزهق الكفر والشرك وهكذا يا عباد الله مهما ترون من دولة الباطل فاعلموا انه زهوق سريع الذهاب والزوال ولكن متى متى يزاحمه الحق فزاحموا الباطل بالحق وابشروا فان الله سيزهق الباطل ويبقي الحق لكن زاحموه زاحموهم ببيان الحق والدعوة اليه وبيانه ونشره بين الناس ثم قال جل وعلا وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا. هذه هي احدى الايات الثلاث التي ذكر الله عز وجل فيها ان القرآن شفاء فقال قل هو للذين امنوا هدى وشفاء قال وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة هذه الاية وقال وشفاء لما في الصدور فسماه شفاء لتحقق العافية به لتحقق حصول النتيجة اذا استشفى العبد به لم يقل دواء قال شفاء هذا يحث الانسان على ان يستشفي بالقرآن في كل ما اصابه والله جعل القرآن شفاء للمؤمنين شفاء من الامراض الحسية والمعنوية المعنوية الجهل الشبهات الشهوات الاشياء التي تكون في القلوب والشكوك وايضا حسية الادواء الحسية الالام التي يجدها الناس من الم في رأسه او في يده او الم او الم في بطنه او في بدنه او في اي مكان وقوله هنا وننزل من القرآن من هنا البيانية وليست تبعيضية ليس بعض القرآن القرآن كله شفاء كما في الايات الاخرى لكن المراد هنا انها بيانية كما قال ابن القيم ببيان نوعي او بيان هذا الامر فيه وهو الشفاء فهو شفاء للمؤمنين من امراضهم الحسية والمعنوية ورحمة لهم ايضا لانهم يؤمنون به ويتبعونه فيكون سببا في تكفير سيئاتهم ورفعة درجاتهم ودخول الجنة والنجاة من النار ولا يجد الظالمين الا خسارا لا يزيد هذا القرآن الظالمين الا خسارا قال الطبري الا هلاكا لانهم كلما نزل فيه امر من امر الله بشيء او نهي عن شيء كفروا به فلم يأتمروا بامره ولم ينتهوا عما نهاهم عنه فزادهم ذلك خسارا الى ما كانوا فيه قبل ذلك من الخسار ورجسا الى رجسهم. ثم قال جل وعلا واذا انعمنا على الانسان اعرظ ونأى بجانبه اذا انعمنا على الانسان بالصحة وسعة الرزق وطيب الحياة وما اشبه ذلك كما قال السمعاني في تفسيره اذا انعمنا على الانسان بهذه النعم اعرض ونأى بجانبه اعرض تولى عن الحق ونأى بجانبه تباعد بجانبه والمراد انه ترك التقرب اعرض عن الحق وتولى عنه وترك التقرب لله جل وعلا وترك ما كان يظهره من التضرع والاخلاص والالتجاء الى الله عند المحنة والشدة واذا مسه الشر كان يؤوسا اذا مس الشراء مقابل النعماء والخير فمشته الضراء مسه الشر والمصائب فانه عند ذلك يكون يؤوسا قال قال القرطبي رحمه الله اي اذا ناله شدة من فقر او سقم او بؤس يأس وقنط من رحمة الله لانه لا يثق بالله ولا يثق بفضله جل وعلا نعوذ بالله قال جل وعلا قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا يقول الله جل وعلا والكل يعمل على شاكلته قال ابن عباس على شاكلته يعني على ناحيته وقال مجاهد على حدته وطبيعته وقال قتادة على نيته وقال ابن زيد على دينه وكل هذه الاقوال متقاربة في المعنى كما قال ابن كثير ثم قال وهذه الاية والله اعلم تهديد للمشركين. ووعيد لهم كقوله تعالى وقل للذين لا يؤمنون لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم انا عاملون. وانتظروا انا منتظرون ولهذا قال قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا اي منا ومنكم ويجزي كل عام وسيجزي كل عامل بعمله فانه لا تخفى عليه خافية نعم هذا تهديد قل قل كل يعمل على شاكلته وعلى دينه وعلى ناحيته فانتم اعملوا على كفركم وما انتم فيه من الضلال والمؤمنون يعملون بما عندهم من الايمان والتقوى والدين فيعملون بطاعة الله فربكم اعلم جل وعلا بمن هو اهدى سبيلا واقوم سبيلا وطريقا من هو الذي على الصراط المستقيم؟ ومن هو الذي على الصراط المنحرف الموصل الى النار. وهم الكفار. ثم قال جل وعلا ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا اه روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود فقال كنت امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث في المدينة وهو متوكأ على عسيب جريدة النخل فمر بقوم من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح فقال بعضهم لا تسألوه قال فسألوه عن الروح فقالوا يا محمد ما الروح قال فما زال متكئ متوكأ على العسيب قال فظننت انه يوحى اليه فقال ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا فقال بعضهم لبعض قد قلنا لكم لا تسألوه نعم اذا هذا هو سبب نزول الاية ويسألونك اي يهود عن الروح ما هي الروح والروح اه فيها اقوال اختلف المفسرون في المراد بها هنا فاكثر المفسرين على ان المراد بها الروح المدبر للبدن روح الانسان الذي تكون فيه حياته ولهذا قال اكثر المفسرين كما قال الشوكاني وقيل المراد بالروح جبريل وقيل المراد بالروح ملك من الملائكة وقيل طائفة من الملائكة. والاشهر هو هو القول الاول ان المراد بالروح روح ابن ادم التي تكون في بدنه هذه التي لا يستطيع الانسان ان يعرف حقيقتها وما نوعها وكيف تكون اذا كانت في البدن فالانسان حي يسمع ويبصر ويذهب ويجيء ويعقل ويتصرف واذا خرجت بقيت هذه الجثة هامدة فيها مع انه لم يتغير من اعضائها شيء ولهذا لما سألوا عن الروح قال الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم قل الروح من امر ربي اي من شأنه ومما استأثر بعلمه دونكم. لا تسألون عنه وهذا انه ليس ليس كل ما في القرآن يعلمه الانسان قال الامير الشنقيطي رحمه الله في الاضواء ولا شك ان في القرآن آآ ان في القرآن اشياء لا يعلمها الا الله كحقيقة الروح لان الله يقول يسألونك عن الروح قل الروح من امري ربي. وما اوتيتم من العلم الا قليلا. ما اوتيتم يا يهود مع انكم اهل الكتاب من العلم الا قليلا او ما اوتيتم ايها الناس جميعا من العلم الا شيئا قليلا من علم الله ولا يحيطون بعلمه جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى ولئن شئنا لنذهبن بالذي اوحينا اليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا اللام هنا هي الموطئة للقسم ولا ان ولئن شئنا واردنا والمشيئة هنا هي الارادة الكونية لانه نشئة مرادفة للارادة الكونية ولئن شئنا لنذهبن بالذي اوحينا اليك وهو القرآن فلا تعلموا ولا يبقى عندك منه شيء ثم لا تجد لك به علينا وكيلا لا تجد لك به بما ذهبنا به وهو القرآن والوحي الذي اوحينا اوحيناه اليه لا تجدوا به لك به علينا وكيلا كما قال الطبري يعني قيما يقوم لك فيمنعنا من فعل ذلك بك ولا ناصرا ينصرك لان الامر كله لله سبحانه وتعالى الا رحمة من ربك ولئن شئنا لنذهبن بالذي اوحينا اليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا الا رحمة من ربه غير الاستثناء هنا متصل وتقدير الكلام الا ان يرحم الا ان يرحمك ربك فلا نذهب به وقلب الاستثناء منقطع وتقديره كلام لكن رحمة من ربك لكن رحمة من ربك تركته غير مذهوب به وبعض المفسرين لم يذكر الاستثناء المنقطع الا رحمة من ربك لكن من رحمة ربك انا لم نذهب به. لو شئنا لذهبنا بالذي اوحينا اليه الا رحمة من ربك لكن رحمة من ربك لم نذهب به وابقيناه وفي صدرك الا رحمة من ربك ان فضله كان عليك كبيرا فضله كان على نبيه صلى الله عليه وسلم كبيرا عظيما لانه اصطفاه واجتباه جعله خير الرسل وافضل الرسل وانزل عليه القرآن وعلمه الكتاب والحكمة ثم قال جل وعلا قل لان اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم نبا ظهيرا هذا تحدي للكفار بل للجن والانس قل لئن اجتمعت الانس والجن اجتمعوا وتساعدوا وتعاونوا على ان يأتوا بمثل هذا القرآن. كل القرآن لا يأتون بمثله لا يستطيعون ان يأتوا مثل القرآن. ولو كان بعضهم لبعضهم لبعض ظهيرا اي معينا. لو كان بعضهم معينا لبعض يعينه ويساعده لا يستطيعون ان يأتوا بمثل هذا القرآن. وقد مر معنا ان الله عز وجل تحداهم بان يأتوا مثل القرآن اولا تحداهم يعني يأتوا بمثله فعجزوا ثم تحداهم بان يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا ثم تحداهم كما في سورة البقرة بان يأتوا بسورة واحدة من مثله سورة انا اعطيناك الكوثر فلم يستطيعوا وهذا اعجاز ما بعده اعجاز لانه كلام رب العالمين. قال جل وعلا ولقد سربنا للناس بهذا القرآن من كل مثل قال الشوكاني اي رددنا القول فيه في القرآن بكل مثل يوجب الاعتبار من الايات والعبر والترغيب والترهيب والاوامر والنواهي واقاصيص الاولين والجنة والنار والقيامة وقال ابن كثير اي بينا فلقد صرفنا للناس باذى القرآن من كل مثل قال اي بينا لهم الحجج والبراهين القاطعة ووضحنا لهم الحق وشرحناه وبسطناه ومع هذا فابى اكثر الناس الا كهورا اي جحودا للحق. نعم صرف الله جل وعلا في هذا القرآن المواعظ والعبر ونوعها وعددها فابى اكثر الناس الا كفورا. اكثر الناس كفروا ولم تنفع بهم هذه المواعظ. رغم كثرتها وظرب الامثلة وقيام اقامة الحجة وازالة الشبهة ومع ذلك اكثر الناس ابوا الا الكفور الا الكفر والجحود وعدم الدخول في دين الاسلام. ثم قال جل وعلا وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا او تكون لك جنة من نخيل وعنب قال الكفار كفار قريش لن نؤمن لك يا محمد انك رسول ونبي حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا اي عينا تنبع بالماء تفجروا لنا عينا في مكة تنبع بالماء او تكون لك جنة من نخيل وعنب. يكون لك بستان مزرعة. بستان فيه النخيل وفيها الاعناب بانواعها فتفجر الانهار خلالها تفجيرا ايضا وتفجر الانهار خلال مزرعتك خلال هذه الجنة والبستان تفجر فيها الانهار تفجيرا بحيث ان الانهار تمشي مياهها من كل حدب وصوب داخل هذه الجنة او تسقط السماء كما زعمت علينا كسبا او انك تسقط السماء كما وعدتنا ان يوم القيامة تنشق السماء فتتفطر وتتدلى من اطرافها فعجل ذلك بالدنيا واسقطها لنا اي نعم الكيساف هي القطع او تسقط السماء كما زعمت علينا كسما قطعا. انت زعمت وقلت ودليل انهم مكذبون لقوله. وان السماء يوم القيامة تنشق وتتبدل وتتفطر وتنشق مكذبون بهذا فقالوا عجله لنا حتى نصدقك ان كنت صادقا او تأتي بالله والملائكة قبيلا اي تأتي بالله الينا وتأتي بالملائكة قبيلا اه اي معاينة قبيلا يعني معاينة تقابلن بهم يقابلون نراهم باعيننا او ليكون لك بيت من زخرف او يكون لك بيت من زخرف من ذهب واي من ذهب وعصره وعصره اصل الزخرفة الزينة والمزخرفة المزين وفي قراءة ابن مسعود من ذهب لكن قراءة شاذة لكن ايش تريد منها في التفسير او يكون لك بيت من زخرف او ترقى في السماء تصعد في السماء ونحن ننظر اليك ولن نؤمن برقيك لن نؤمن لصعودك فقط مجرد انك تصعد ترتفع في السماء لن نؤمن حتى تنزل علينا كتابا نقرأه قال مجاهد قال حتى تنزل علينا كتابا نقرأه من رب العالمين الى فلان ابن فلان عند كل رجل صحيفة تصبح عند رأسه يقرأها. انظر التعنت لن نؤمن لك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه تأتي بكتاب من عند الله الى كل واحد منا كتاب باسمه يا فلان ابن فلان محمد رسولي واذا اصبح يجده عند رأسه يقرأه. انظر التعنت والتشدد والاتيان بالامور المستحيلة لشدة تكذيبهم فهم ما يريدون بهذا الا عدم الايمان ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم امره الله ان يقول قل سبحان ربي. قال القرطبي قال قل ذلك تنزيها لله ان يعجز عن ان ان يعجز عن شيء او ان يؤتى به وملائكته. سبحان الله. انزه الله عما تقولون. وان اتي به ان يأتي او ان يعجز عن شيء مما اقترحتموه فانه على كل شيء قدير لكنه جل وعلا لا يريد ذلك امنوا او لا تؤمنوا. الحق قام عليكم البينة قائمة فان امنتم فلأنفسكم وان اسأتم فعليها ومصيركم النار قل سبحان ربي هل كنت الا بشر رسولا اي قل سبحان ربي هل انا الا عبد من عبيده من بني ادم فكيف اقدر على ما سألتموني ان افعله فانا لست الا بشرا رسولا. بشرا من البشر لي قدرة محدودة وايضا رسولا ارسلني الله جل وعلا اليكم ونكتفي بهذا القدر ونجيب على ما تيسر من الاسئلة آآ من من الاسئلة يقول مجموعة من النساء على جروب واتس اب يتفقون على قراءة جزء يوميا ثم يرسل تمام تماما على الجروب هل في هذا حرج شرعي لا الاصل في الانسان ايها الاخوة وايها الاخوات ان يسر عمله والا يجعل عمله مع الناس لكن اذا كان القروب القروب من اجل اه تعليم القرآن تصحيح القراءة تسميع القراءة هذا لا بأس به. اما مجرد انهم يستعينون حتى يختموا او يجعلون وردهم اليوم في جروب مع بعضهم لا يا اخي اسر بعملك. اقرأه وحدك لا يطلع عليه الناس افضل ما يعلمون ان ان عندك ورد اسر به لله جل وعلا. كما قال بعض التابعين قال ادركت ثلاثين من الصحابة لا يعملون عملا اه علانية وهم يستطيعون ان يعملونه سرا يقول اذا سميت الجمعة ظهرا في المنزل هل النية تكون ظهرا ام جمعة؟ لا ظهرا يا اخي ظهرا الجمعة يا اخوان لا يكون الا في المسجد وفي الجماعة لما ثبت عند ابن ابي شيبة بسند صحيح عن ابي هريرة قال لا جمعة الا في مسجد لا تكون جمعة الا في المسجد. فاذا صلى الانسان في بيته يصليها ظهرا اربع ركعات آآ اه قال معنى كلمة حاصبا اليست الريح الشديد التي ترمي بالحصباء ام المطر كما اسلفت آآ الحاصل تأتي بهذا وبهذا فهي التي تحمل الحصباء فاحيانا تحمل معها حجارة من السماء كما اخبر الله جل وعلا واحيانا تحمل الحصى في الارض لكن لتكون من من السماء الحجارة لتكون من السماء لا لا تمانع لا ترد كما فعل الله عز وجل باصحاب الفيل وقوم لوط نسأل الله العافية والسلامة وعلى كل حال آآ المسألة فيها عدة اقوال آآ يقول اه سائل وبه نختم اه انا اخ من فرنسا وادفع زكاة المال منذ عشر سنوات تقريبا كنت اخرج الزكاة كل واحد يوليو حسب التقويم الميلادي لاني ما كنت اعرف حتى الان آآ انه لازم تستخدم التقويم الهجري حتى نختار تاريخ الحول والحول الهجري يختلف عن الحول الميلادي بعد الايام فهل الزكوات التي كنت اخرج خلال هذه العشر سنوات انا احسب الحول مع التقويم الميلادي صحيح ام لا؟ لا لابد يكون حسب التقويم الهجري. ولذلك عشر سنوات انظر كم كم تساوي؟ يعني عشر سنوات ما ما يقابلها شي يعني كثير ما يقابلها سنة الى الان لان كل مئة سنة تساوي مئة وثلاث اه سنوات كل سنة كل مئة سنة ميلادية تساوي مئة وثلاث سنوات هجرية يعني كل ثلاثين سنة ميلادية فيها زيادة سنة هجرية فمدى عشر سنوات يعني الان لك سنة يعني لك ثلث سنة نعم يعني من الان احسب آآ تسعة اشهر من الان ثم اخرج الزكاة تسعة اشهر من يوليو من يوليو هذا الذي تزكي فيه الماضي بعده بتسعة اشهر زكي وبهذا تكون كانك زكيت هجريا ثم زكي وفق التأريخ الهجري اسأل الله ان يوفق للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد