بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد اه يقول الله جل وعلا في سورة الاسراء وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا هو ما منع الناس المراد بالناس هنا الكفار او اكثر الناس كفار قريش او غيرهم ان يؤمنوا ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى يعني ما منعهم ان يؤمنوا ويتبعوا الرسل ويتبعوا الهدى اذ جاءهم الهدى حين اتاهم الهدى من الله وهو التبيان والحق الذي انزله في كتبه وجاءت به رسله الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا الا انهم تعجبوا وانكروا ان يكون المبعوث من البشر وان يكون الرسول من البشر ولهذا تعجبوا وانكروا لجهلهم ان يكون الرسول من البشر قال الله عز وجل لنبيه قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا يقول الله جل وعلا لو كان في الارض ملائكة لو جعل الله عز وجل في الارض ملائكة يمشون عليها مطمئنين يعني مستوطنين مقيمين وقيل مطمئنين اي قد اطمأنت بهم الدار وكانوا من سكانها وهم سكن لها من سكان من سكان الدار وهي سكن لهم لو كان الملائكة كذلك يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا لنزلنا من السماء ملكا رسولا. لماذا؟ لانهم قد اعتادوا على جنسه ومثله فكان من بينهم من الملائكة من يمشون بينهم يرونهم مطمئنين مقيمين معهم معروفون لان الناس ادعى لقبول خبر من يعرفونه فاذا جاءهم الغريب الذي لا يعرفونه فهم ينكرون خبره. فكيف لو كان الذي جاءهم بالخبر ليس من جنس بني ادم اصلا فانهم من باب اولى سينكرونه ويكذبونه فهذه محجة عقلية قوية جدا قاطعة لهم فلماذا تتعجبون ان يبعث الله بشرا رسولا؟ لا يمكن ان يكون من الملائكة لان الملائكة لم يجعلهم الله مطمئنين في الارض ويمشون فيها لانهم لو جاؤوكم اول مرة ولم تكونوا تعرفونهم ولم ترونهم كان هذا ادعى الى تكذيبهم وعدم الايمان بهم. فانتم قد كذبتم من هو من جنسكم من انفسكم تعرفون نسبه ومدخله ومخرجه وصدقه ومع ذلك كذبتم. فما حملكم على ذلك الا العناد يقول جل وعلا قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ولكن حكمة الله عز وجل تقتضي انه لا يرسل رسولا من الملائكة وانما يرسل اليهم رسولا منهم يعرفون مدخله ومخرجه ويكون من عليتهم ثم قال جل وعلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم انه كان بعباده خبيرا بصيرا يقول ابن كثير يقول تعالى مرشدا نبيه صلى الله عليه واله وسلم الى الحجة على قومه في صدق ما جاءهم به انه شاهد علي وعليكم عالم بما جئتكم به فلو كنت كاذبا لانتقم مني اشد الانتقام كما قال تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين وقال بعض المفسرين قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم على صدقي وصدق ما جئت به وعلى ابلاغ لكم ما امرني به ربي من امور الرسالة ثم قال انه كان بعباده خبيرا بصيرا خبيرا عليما بجميع احوالهم محيطا بظواهرها وبواطنها وبصيرا بما كان وما يكون جل وعلا وقال ابن كثير اي عليم بهم بمن يستحق الانعام والاحسان والهداية ممن يستحق الشقاء والاظلال والازاغة ثم قال جل وعلا ومن يهد الله فهو المهتدأ ومن يضل فلن تجد لهم اولياء من دونه خبر من الله جل وعلا اخبار بانه من يهدي الله فهو المهتدي حقا من هداه الله هو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له اولياء لن تجد لهم اولياء يتولونهم فيهدونهم من ضلالهم كما قال تعالى ومن يضلل الله ومن يضلل فلن تجد لهم اولياء من دونه وقال جل وعلا من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا فالله يهدي من يشاء ويظل من يشاء جل وعلا والهداية ملكه والمراد بها هداية التوفيق واما هداية الارشاد والدلالة فقد ارشد الله جميع الخلق وهداهم على الحق قال جل وعلا ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم. يعني من اظلهم الله فلن تجد لهم احد يتولاهم من دونه ويقوم بهدايتهم. وادخالهم في حتى النبي صلى الله عليه وسلم ما يملك هذا كما فكما قال الله عز وجل له انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء لما اجتهد على عمه اه في مرض موته وحاول بكل مستحيل العله يدخل ما هداه الله لان الله لم يهديه جل وعلا قال ونحشرهم يوم القيامة نحشر هؤلاء الظالين المكذبين الكافرين يوم القيامة على وجوههم نعوذ بالله يمشيهم على وجوههم. حالة كونهم عميا لا يبصرون. بكما لا يتكلمون. صما لا يسمعون ثم قال مأواهم اي مآلهم ومرجعهم ومرجعهم ومصيرهم جهنم نار جهنم كلما خبت اي سكنت ولانة يعني ضعف سعيرها ولهبها زدناهم سعيرا اعوذ بالله لا يقضى عليهم فيموتوا وما هم منها بمخرجين فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا جزاءه وفاقه والمراد انه ولا شك انهم في هذه في هذه الوقت حينما يحشرهم الله يكونون كذلك ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يحشر الناس على وجوههم كما في حديث انس قال الذي امشاهم على ارجلهم قادر على ان يمشيهم على وجوههم خرجه في الصحيحين نعم ولا يشكل على هذا ما جاء في بعض الايات انهم يبصرون ويسمعون ويتكلمون فان القيامة مواقف ففي بعض المواقف يحشرون سما بكما عميا وفي بعضها يتكلمون بعضها يسمعون وبعضها وهكذا. كما قال ابن عباس وغيره. قال جل وعلا ذلك جزاؤهم بانهم كفروا باياتنا ذلك من البعث على العمى والبكم والصمم بعثهم وهم وحشرهم وهم عمي بكم صم. ذلك جزاؤهم جزاء لهم. بسبب بانهم الباء للسببية. اي بسبب ان انهم كفروا باياتنا كفروا باياتنا وحججنا ودلائلنا الواضحات البينات التي تدل على الحق وتدل على بطلان ما سواه وقالوا ائذا كنا عظاما ورفاة عيننا مبعوثون خلقا جديدا ولانهم ايضا انكروا البعث والنشور فقالوا ائذا كنا عظاما يعني متنا وبنينا ولم يبق منا الا العظام والرفات وهي الاجزاء والتراب اروح او بعضه حطمهم وصاروا وصارت يعني عظام النخرة بالية ائنا لمبعوثون خلقا جديدا؟ هذا استفهام انكار على سبيل الانكار يعني اذا متنا وصار ما بقي منا الا العظام والرفات ترابنا التراب حللت اجزاؤنا وصارت ترابا نبعث خلقا جديدا هذا مستحيل هذا مستحيل هم يحتجون بهذا وهذا لضعف عقولهم. ولهذا قال جل وعلا منبها لهم على قدرته جل وعلا فقال الم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض قادر على ان ان يخلق مثلهم استفهام تقريري الم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض خلق السماوات العظيمة سبع سماوات بما فيها من النجوم مسيرة كل سنة خمس مئة سنة وما بينها وبين التي تليها مسيرة خمس مئة سنة وما فيها من الملائكة وخلق الاراضين وما فيها من الجبال والاشجار والبحار والانهار. هذي اعظم من خلقه والله خلقها واوجدها. فالذي خلق السماوات والارض قادر على خلقه. هم اضعف من هذا واقل شأنا قال او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض قادر على ان يخلق مثلهم؟ نعم يخلق مثلهم وزيادة جل وعلا لانه خلق من هو اعظم منهم ولا يساوين بجانبه شيئا. قال وجعل لهم اجلا لا ريب فيه جعل لهم اجل؟ قال ابن كثير اجل لاعادتهم واقامتهم من قبورهم اجلا لاعادتهم واقامتهم من قبورهم اجلا مضروبا ومدة مقدرة ومدة مقدرة لابد من انقضائها كما قال تعالى وما نؤخره الا لاجل معدود قال جل وعلا وجعل لهم اجلا لا ريب فيه لا شك لا شك ان كل نفس لها اجل كل من عليها فان كل نفس لها ساعة لا تستقدم ولا تستغفر عنها. قال فابى الظالمون الا كفورا. ابى الظالمون بعد قيام الحجة عليهم الظالمون لانفسهم اعظم الظلم وهو الشرك والكفر الا كفورا بالله. جحودا وسترا وتغطية لنعمه. وعدم ايمان بكتبه قال جل وعلا قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي اذا لامسكتم خشية الانفاق قل ايها الناس لو ان او يا كفار قريش لو ان انتم تملكون خزائن ربي قال الطبري خزائن ربي اي املاك ربي من الاموال وعني بالرحمة بهذا الموطن المال علي بالرحمة بهذا الموضع المال خزائن رحمة ربي يعني املاك آآ اموال الله جل وعلا لان جميع ملكه كل شيء له له ملك السماوات والارض قال اذا لامسكتم خشية الانفاق لو لو انكم انتم تملكون خزائن الانفاق والاعطاء لامسكتم وقبضتم ايديكم وبخلتم فلم تجودوا بها على غيركم خشية من الانفاق والاكثار خشية الانفاق ان يؤدي بكم الانفاق الى الفقر وقلة ذات اليد وكان الانسان قطورا هذه هذه صفة الانسان الاصل انه قاتورة. قال ابن عباس بخيلا منوعا. كان الانسان قتورا بخيلا منوعا قال جل وعلا ولقد اتينا موسى تسع ايات بينات يخبر جل وعلا انه بعث موسى بتسع ايات بينات ومعنى اية بينات يعني دلائل واظحات تبين لمن رآها صدق موسى وتبين الحق وهي الدلائل القاطعة على صحة نبوته وصدقه فيما اخبر عمن ارسله الى فرعون فيما اخبر به حين ارسله الى فرعون وهي ثم عدد الاية التسع بن كثير فقال العصا واليد والسنين والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ايات مفصلات وقال ابن عباس ايضا ومجاهد وعكرمة والشعبي وقتادة هي يده يعني هذه الايات يده وعصاه والسنين ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والدم قال ابن كثير وهذا القول ظاهر جلي حسن قوي وجعل الحسن البصري السنين ونقص الثمرات واحدة وعنده ان ان التاسعة هي تلقف العصا ما يقف يكون. قال جل وعلا ولقد اتينا موسى ايات بينات فاسأل بني اسرائيل اذ جاءهم اسأل بني اسرائيل والمراد من كان موجودا لانه لا يزال في كتابهم الذي لم يحرف منه اكبر الدليل على ان الله ارسل اليهم موسى وهم يعترفون ويقول هو نبينا فسأل بني اسرائيل جاءهم اي جاءهم موسى ودعاهم الى الحق حين بعثه الله اليهم فقال فرعون اني لاظنك يا موسى مسحورا ارسله الله الى فرعون فقابله فرعون لما دعاه الى الحق قال اني لاظنك يا موسى مسحورا قالوا مسحورا هنا ساحرا وضع المفعول موضع الفاعل كقول العرب مشؤوم وميمون والمراد انما هو شائم ويامن فهو من عادة العرب والمراد ساحرا ولهذا قال ابن جرير الطبري اي ساحرا تتعاطى السحر قال قال موسى قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات بين له قال لقد علمت قال موسى قد لقد علمت يا فرعون ما انزل هؤلاء الايات التي جئتك بها ومنها العصا ومنها انه يضع يده في جناحي ثم تخرج بيضاء ما علمت لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض. تعلم انها من الله وليست مني. ولا شك انه كان يعلم واستيقظ نفسه بذلك وجحدها ظلما وعلوا. ولهذا لما ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل عدو الله لكن حينما لا ينفعه ذلك وهذه هي وهذه قراءة وقرأ قل لقد قل بدل قال اي قال موسى جاء بعض الروايات قل امره الله امر موسى قل وعلمت جاء في بعض الروايات علمت بعض القراءات وهي السبعية ايضا قال لقد علمت اي انا وكلاهما قراءته سبعية قال لقد علمت ما انزل هؤلاء اي الايات الا رب السماوات والارض بصائر انزلها بصائر اي حججا وادلة على صدق ما جئت به تبصر وتضيء لمن اراد اتباع الحق واني لاظنك يا فرعون مثبورا لكن قال اظنك مسحورا موسى قال له اني لاظنك مثبورا قال ابن عباس مثبورا اي ملعونا وقال الطبري ملعونا ممنوعا من الخير وقال مجاهد هالكا وقال الضحاك مغلوبا قال ابن كثير والهالك يشمل هذا كله. الهالك يشمل الملعون وآآ الممنوع من الخير والمغلوب قال فاراد ان يستفزهم من الارض اراد فرعون ان يستفزهم ان يخرجهم ويزعجهم من ارض مصر بابعادهم عنها وقيل اراد ان يستفزهم يقتلهم من الارض وهي ارض مصر فاغرقناه ومن معه جميعا فاغرقه الله جل وعلا مع من معه ارقه وجنده جميعا على ضوء ما مر معنا في بعض الايات ان الله اغرقهم في البحر كلهم ولا نجا منهم احد. نجى موسى وقومه والكفرعون وقومه وقلنا من بعده لبني اسرائيل قلنا من بعده يعني من بعد اغراق فرعون لبني اسرائيل اسكنوا الارض وهي ارض مصر. لان الله اهلك عدوهم وقومه كلهم فخالت الارض منهم واورثهم ارضهم وديارهم اه قال وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الارض فاذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم نفيثا. اذا جاء وعد الاخرة اي الدار الاخرة وهو القيامة والساعة جئنا بكم لفيفا اي مختلطين قد التف بعضكم على بعض وقيل مجتمعين وكلاهما حق قال جل وعلا وبالحق انزلناه وبالحق نزل وما ارسلناك الا مبشرا ونذيرا هذه تزكية من الله جل وعلا لكتابه للقرآن انه بالحق انزلناه انزله متلبسا بالحق ومصحوبا بالحق هذا انزاله. وبالحق نزل آآ خلاصة ما ذكره المفسرون انه انزله من السماء بواسطة جبريل بالحق وبالحق نزل يعني وصل اليك يا محمد وهو بنفس الحق ما زاد فيه جبريل ولا نقص هو هو ولهذا قال ابن كثير وبالحق نعم قال آآ يقول تعالى مخبرا عن كتابه العزيز وهو القرآن المجيد انه بالحق نزل اي متضمنا للحق كما قال تعالى لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه. اي متضمنا علم الله الذي اراد ان يطلعكم عليه من احكامه وامره ونهيه قال وقوله بالحق نزل اي وصل اليك يا محمد محفوظا محروسا لم يشب بغيره لم يخلط بغيره ولا زيد فيه ولا نقص منه بل وصل اليك بالحق فانه نزل به شديد القوى الامين المكين المطاع في الملأ الاعلى يعني جبريل ايه؟ فهو نزل متلبسا بالحق ويدل على الحق ويأمر به وكذلك نزل بالحق يعني وصل اليك كذلك ما زيد به ولا نقص. اذا هذا القرآن كل ما فيه حق ويجب قبوله. قال جل وعلا وما ارسلناك الا مبشرا ونذيرا. ما ارسلناك يا نبيا يا نبينا الا مبشرا. تبشر من اطاع الله وامن بالجنة والثواب العظيم والطمأنينة في الدنيا والاخرة هو منذر تنذر من اعرض وعصى ولم يدخل في الاسلام تنذره العذاب الشديد الذي اعده الله لمن كفر به وهكذا كل نبي بشير ونذير بشير للمؤمنين ونذير للكافرين. بشير لمن اطاعه ونذير لمن عصاه قال وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا وقرآنا فرقناه آآ قراءة الجمهور قرأناه ومعنى قرأناه اي نعم وقرآن فرقناه وقرآنا فرقناه فرقناه على قراءة الجمهور اي احكمناه وفصلناه وبيناه قال بعض المفسرين بيناه واوضحناه وفرقنا فيه بين الحق والباطل وهناك قراءة شاذة عن ابن عباس انه قال فرقناه وقرآنا فرقناه ومعنى هذا فرقناه يعني انزلناه مفرقا منجما على ثلاثة وعشرين سنة لكنها قراءة شاذة. قال وقرآنا فرقناه اي فصلناه وبيناه لتقرأه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا. اذا نزل الله عز وجل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وفصله لاجل ان يقرأه ان يتلوه عليه ويبلغه اليهم يبلغ الناس به على مكث اي على مهل وتطاول في المدة ونزلناه تنزيلا نزلناه وتنزيله اي منجما مفرقا شيئا بعد شيء هذا هو كتاب الله القرآن لان الله انزله في ثلاث وعشرين سنة انزله في ليلة القدر من اللوح المحفوظ الى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك مفرقا على ثلاث وعشرين سنة قال جل وعلا قل امنوا به او لا تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا هذا كما قال ابن كثير يقول ابن يقول يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد لهؤلاء الكافرين بما جئتهم به من هذا القرآن العظيم امنوا به او لا تؤمنوا سواء امنتم به ام لا فهو حق في نفسه. انزله الله ونوه بذكره في سالف الازمان في كتبه المنزلة على رسله ولا شك ان هذا فيه ايضا نوع تهديد لهم فهو يقول سواء امنتم به ام لم تؤمنوا فهو حق في نفسه وايمانكم وعدم ايمانكم لا لا يغير من حقيقته فهو حق. تؤمنون او لا تؤمنون قال جل وعلا ان الذين اوتوا العلم من قبله قال ابن كثير اي من صالح اهل الكتاب الذين تمسكوا بكتابهم الذين يمسكون بكتابهم ويقيمونه ولم يبدلوه ولا حرفوه يعني مؤمن يا اهل الكتاب ان الذين اوتوا العلم من قبله من اليهود والنصارى اتوا العلم وهم اليهود والنصارى اوتوا العلم قبل نزول القرآن قال اذا يتلى عليهم اي هذا القرآن وهذا الكتاب الذي انزلناه يخرون للاذقان سجدا يخرون للاذقان سجدا الاتقان جمع ذقن والاصل هو مجتمع اللحيين والمعنى يسقطون على وجوههم ساجدين لله وقيل الاذقان هنا الوجوه قالها ابن عباس وقال الحسن الاذقان اللحى قال الطبري وهو اشبه بظاهر التنزيل وقيد الخروج بالاذقان بان الذقن هو اول ما يحاذي الارض كما قاله الزجاج والشوكاني وقيل المراد تعفير اللحية في التراب في التراب قال فيه نظر الحاصل انهم يخرون بالغرور هو السقوط على الارض والنزول اليها للاذقان للوجوه او للحى ساجدين سجدا لله مقرين معترفين مصدقين ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويقولون سبحان ربنا تنزيها وتبرئة لربنا مما يضيفه اليه المشركون ان كان وعد ربنا لمفعولا كان وعد ربنا مفعولا حقا يقينا مفعول لا بد ان يفعل ولابد ان يقع لا خله فيه قال جل وعلا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا يخرون تعظيما وتكريما وعلما منهم بانه من عند الله يسقطون على الارض للاتقان يبكون حالة كونهم يبكون متأثرين مصدقين ويزيدهم خشوعا يزيدهم هذا القرآن خضوعا لامر الله واستكانة له وفي هذا دليل على انه يجوز البكاء في الصلاة خاصة اذا غلب الانسان ولو يمانع نفسه هذا هو الاصل لكن احيانا لا يستطيع وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبكي يسمع لصدره ازيز كازيز مرجل صلى الله عليه وسلم كان ابو بكر يبكي والصحابة هذه دليل انه ان هذا لا يبطل اه الصلاة ولهذا ما يذكره بعض الفقهاء انه لو بكى وظهر منه حرفان بطلت صلاته غير صحيح الله اخبر انهم يبكون واخبر بذلك مثنيا مثنيا عليهم وهم في سجودهم اثناء السجود يبكون اه قال جل وعلا قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوه فله الاسماء الحسنى قال الطبري نعم او قبل ذلك يقول ابن كثير قل يا محمد لهؤلاء المشركين المنكرين صفة الرحمة لله عز وجل المانعين من تسميته بالرحمن ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى. اي لا فرق في دعائكم له باسم الله او باسم الرحمن فانه ذو الاسماء الحسنى وقد روى مكحول ان رجلا من المشركين سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول في سجوده يا رحمن يا رحيم فقال انه يزعم انه يدعو واحد وهو يدعو اثنين فانزل الله عز وجل هذه الاية وكذا روي عن ابن عباس رواه ابن ابن جرير لكن في سنده ما ضع عنه لكن لا شك انه حصل من المشركين انكار الرحمن قال لا ندعوه به. فقال الله عز وجل ادعوا الله اودى الرحمن. كلاهما اسمان لله اجمال لمسمى واحد وهو الله جل وعلا. واسمعه كثيرة ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى. قال الطبري ايا ما تدعو باي اسمائه جل وعلا تدعون ربكم فانما تدعون اذا فانما تدعونا واحدا فله الاسماء الحسنى البالغة الغاية في الحسن ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها المعنى لا تجهر بقراءة صلاتك وقيل القراءة مطلقا يعني يقرأ الانسان بين بين لا تجهر بصلاة ترفع صوتك جهرا زائدا ولا تخافت بها بحيث انك تخفيها فلا تسمع من حولك وابتغي بين ذلك سبيلا ابتغي في قراءتك بين ذلك سبيلا بين الجهر وبين المخافتة وهذا دل عليه الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس قال نزلت هذه الاية ورسول الله صلى الله عليه وسلم متوار بمكة ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال كان اذا صلى باصحابه رفع صوته بالقرآن فلما سمع ذلك المشركون سبوا القرآن وسبوا من انزله ومن جاء به قال فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر بصلاتك ولا تخاف بها. اي بقرائتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ولا تخافت بها عن اصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك. وابتغي بين ذلك سبيلا وايضا ثبت عند احمد وغيره ان عند ابي داوود والترمذي وصححه الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بابي بكر ليلا وهو يقرأ وهو يخفض صوته ثم مر بعده بعمرة ويقرأ ويرفع صوته فجاء الى ابي بكر وقال له رأيتني وانا استمع لقراءتك ولكنك تخفض صوتك. قال لقد اسمعت من ناجيت يا رسول الله قال ارفع قليلا ثم جاء الى عمر قال لو رأيتني وانا استمع الى قراءتك وانت تجهر بصوتك قال اطرد الشيطان واوقظ الوسنان اللي فيه نوم فقال اخفض قليلا وهذا هو معنى وابتغي بين ذلك سبيلا يقرأ الانسان قراءة لا يجهر جهرا طويلا يعني يرفع صوته بحيث يتأذى من حوله او حتى الجيران يسمعونه ولا يخافت به بحيث حتى الذي بجواره لا يسمعه او لا يسمع نفسه. فتكون القراءة بين بين. قال جل وعلا وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا وقل الحمد لله وقل الحمد لله احمد الله واثني عليه فهو المستحق للحمد والثناء الذي لم يتخذ ولدا جل وعلا فالحمد هو المحمود على كل حال وهو جل وعلا لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك لكمال غناه ليس له ولد للذي له ولد ضعيف يحتاج الى الولد يحتاج الى الزوجة قبل ذلك وان كان له ولد فله والد ولم يكن له شريك في الملك جل وعلا لا يشارك احد في الملك فهو الملك وحده لا شريك له ولله ملك السماوات والارض جل وعلا وهذا يدل على كمال غناه وكمال صفاته لان هذا النفي متضمن لاثبات كمال الضد النبي في صفات الله يتضمن اثبات كمال ضدها ليس نفي نفيا محضا فقط لا النفي بباب صفات الله لابد ان يكون متضمنا لكمال ضده ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من من الذل يعني ليس له لم يحتج الى موالاة احد لذل يلحقه فهو مستغن عن فهو مستغن عن الولي والنصير قال وقال الزجاج لم يحتج ان ينتصر بغيره فليس له ولي يتولاه من اجل انه يدافع عنها ويقويه لا هو الغني عن كل احد والمحتاج اليه كل كل احد جل وعلا قال جل وعلا وكبره تكبيرا اي عظمه تعظيما ولهذا الصلاة كلها تكبير الا سمع الله لمن حمده الله اكبر يعني الله اكبر من كل شيء ومعنى كبره اي عظمه بالتوحيد بافراده جل وعلا و بهذا نكون قد انتهينا من سورة الاسراء الله اعلم وصلى الله وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد