بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد لا يزال الكلام مستمرا في سورة الكهف وكنا قد وقفنا عند الاية الحادية عشر الحادية عشرة منها وهي قوله جل وعلا فضربنا على اذانهم في الكهف سنين عدد وكان قد مر معنا قبلها قوله جل وعلا ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من اياتنا عجبا وقلنا ان ام هنا هي المنقطعة بمعنى بل والاستفهام اي اظننت ان اصحاب الكهف وهو الغار في الجبل الذي لجأ اليه الفتية والرقيم ذكرنا الخلاف فيه واختار الشنقيطي ان الرقيم المراد به الكتاب المرقوم ولكن هل المراد كتابهم الذي انزل عليهم وكانوا يعملون به او ان الرقيم اللوح الذي كتب فيه خبرهم وقصتهم ونسبهم ووضع على فم الغار اه كانوا من اياتنا عجبا يعني كانوا اعجب من اياتنا الاخرى كخلق السماوات والارض فهي اعجب من ذلك ثم قال اذ اوى الفتية اذ اوى الفتية اي اذكر يا نبينا حين اوى الفتية اي لجأوا الى الكهف وهو الغار في الجبل فقالوا ربنا اتنا من لدنك رحمة دعوا الله عز وجل ان يؤتيهم من لدنه ومن عنده رحمة قال الشنقيطي تشمل الرزق والهدى والحفظ مما هربوا منه والمغفرة. وهيء لنا من امرنا رشدا ان يسر قرب لنا من امرنا رشدا الرشد ضد الغي اي اجعل شأننا موافقا للصواب وقيل اجعل عاقبتنا رشدا ثم قال هذه اول الايات هذه الليلة ثم قال جل وعلا فضربنا على اذانهم الفاء هنا للترتيب والتعقيب وهذا دليل انهم بعدما دخلوا الكهف ان هذا الامر لم يطل فبعد دخولهم الكهف مباشرة ظربنا على اذانهم في الكهف سنين عددا. اول ما دخلوا الكهف ناموا ومعنى ظربنا اي القلنا عليهم النوم وقيل انمناهم بحيث لا يسمعون فضربنا على اذانهم في الكهف في الغار سنين عددا اي سنين معدودة وهي ثلاث مئة ثلاث مئة ثلاث مئة سنة بالشمس وثلاث مئة وتسع سنوات بالقمر الهجري قال جل وعلا ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا بعثناهم اي ايقظناهم من نومتهم التي طالت ثلاث مئة سنة لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا آآ لنعلم الله جل وعلا يعلم حالهم وشأنهم لكن يقول اهل العلم ان مثل هذه الاية وما شابهها ليس المراد بها آآ ليس المراد بها انه تجدد لله علم فالله قد علم ذلك وكتبه عنده في اللوح المحفوظ ولكن الامر كما قال الشنقيطي رحمه الله لنعلم اي نعلم ذلك علما يظهر الحقيقة للناس فلا ينافي انه كان عالما قبل ذلك عالما به قبل ذلك دون خلقه لمن العلم هنا غير العلم السابق فالعلم الازلي الله قد احاط بكل شيء علما. لكن هذا علم يراد به لنعلم العلم الذي يظهر للناس شأنهم يعني خلقهم وايجادهم ووجودهم لا العلم الازلي قبل خلقهم وايجادهم. والله قد احاط بكل شيء علما. قال الا لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا اي الحزبي الحزبان قيل هم اصحاب الكهف واهل المدينة حزب اصحاب الكهف وحزب اصحاب المدينة وقال بعض المفسرين آآ بل الحزبان من اهل المدينة فهم انقسموا فيهم فمنهم المؤمن ومنهم الكافر وقيل بل المراد بالحزبين ان كلاهما من اصحاب الكهف كلاهما من اصحاب الكهف وهذا هو القول الصواب ان الحزبين كلاهما من اصحاب الكهف لانه سيأتي وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قالوا كم لبثتم قالوا لبثنا يوما او بعض يوم ما هم اختلفوا اصحاب الكهف ورجح هذا الامين الشنقيطي رحمه الله قال جل وعلا لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا امدا اي احصى لمقدار مدتهم التي لبثوها في الكهف وهم نيام وقال بعض المفسرين اي اضبط ايهم اضبطوا لما لبثوا وكلا القولين حق قال جل وعلا نحن نقص عليك نبأهم بالحق نحن نقص عليك يا نبينا ونتلو عليك نبأهم اي خبرهم بالحق بالصدق المطابق للواقع انهم فتية امنوا بربهم فتية شباب امنوا بربهم وزدناهم هدى قال ابن كثير عند بداية هذه الاية من ها هنا شرع في بسط القصة وشرحها لانه في البداية الايات التي مرت الكلام فيها هذا اليوم كان الكلام عنهم موجز والان بدأ التفصيل في قصتهم قال من هاون شرع في بسط القصة وشرحها. فذكر تعالى انهم فتية وهم الشباب وهم اقبلوا للحق. انتبهوا هذه مسألة مهمة خاصة الدعاة الى الله يعتنون بالشباب عناية آآ قوية وجدية قال قال ابن كدير فذكر تعالى انهم فتية وهم الشباب وهم اقبلوا للحق واهدى للسبيل من الشيوخ الذين قد عتوا وعسوا في دين الباطل ولهذا كان اكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم شبابا واما المشايخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم ولم يسلم منهم الا القليل. وهكذا اخبر تعالى عن اصحاب الكهف انهم كانوا فتية شبابا قال جل وعلا وزدناهم هدى امنوا وزادهم هدى ومعنى زدناهم هدى يعني زدناهم هداية الى هدايتهم وهكذا قال جل وعلا في اية اخرى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم ولهذا استدل الامام البخاري رحمه الله بهذه الاية على زيادة الايمان ونقصه قال جل وعلا وربطنا على قلوبهم على قلوبهم اذ قاموا. ومعنى ربطنا قال الطبري الهمناهم الصبر وشددنا قلوبهم بنور الايمان وقال القرطبي هي شدة العزم وقوة الصبر وقال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحم الله جميع العلماء ثبتناها ربطنا على قلوبهم ثبتناها وقويناها. وجعلنا لها رباطا لان جميع قومهم ضدهم قال جل وعلا وربطنا على قلوبهم اذ قاموا. وقال ابن كثير يقول تعالى وصبرناهم على مخالفة قومهم ومدينتهم ومفارقة ما كانوا فيه من العيش الرغيد والسعادة والنعمة فانه قد ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف انهم كانوا من ابناء ملوك الروم وسادتهم وانهم خرجوا يوما ببعض اعياد قومهم وكان لهم مجتمعا في السنة يجتمعون فيه في ظاهر البلد وكانوا يعبدون الاصنام والطواغيت ويذبحون لها وكان لهم ملك جبار عنيد يقال له وكان يأمر الناس بذلك ويحثهم عليه ويدعوهم اليه فلما خرج الناس لمجتمعهم ذلك وخرج هؤلاء الفتية مع ابائهم وقومهم ونظروا الى ما يصنع قومهم بعين بصيرتهم عرفوا ان هذا الذي يصنعه قومهم من السجود باصنامهم والذبح لها لا ينبغي الا لله الذي خلق السماوات والارض فجعل كل واحد منهم يتخلص من قومه وينحاز منهم ويتبرز عنهم ناحية وكان اول من جلس منهم احدهم جلس تحت تحت ظل شجرة فجاء الاخر فجلس عنده وجاء الاخر فجلس اليهما وجاء الاخر وجلس اليهم وجاء الاخر وجاء الاخر وجاء الاخر ولا يعرف واحد منهم الاخر وانما جمعهم هناك الذي جمع قلوبهم على الايمان كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري تعليقا من حديث يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم الارواح جنود مجندة فما تعارف منها منها تلف وما تناكر اختلف واخرجه مسلم في صحيحه ثم قال والغرض انه جعل كل واحد منهم يكتم ما هو فيه عن اصحابه خوفا منهم ولا يدري انهم ولا يدري انهم مثله حتى قال احدهم تعلمون والله يا قوم ان انه ما اخرجكم من قومكم وافرجكم عنهم الا شيء فليظهر كل واحد منكم ما يأمره فليظهر كل واحد منكم ما بامره فقال اخر اما انا فاني والله رأيت ما قومي عليه فعرفت انه باطل وانما الذي يستحق ان يعبد وحده ولا يشرك به شيء هو الله الذي خلق كل شيء السماوات والارض وما بينهما. فقال الاخر وانا والله وقع لي كذلك وقال الاخر كذلك حتى توافقوا كلهم على كلمة كلمة واحدة. فصاروا يدا واحدة واخوان صدق فاتخذوا لهم معبدا يعبدون الله فيه فعرف به بهم قومهم فوشوا به بامرهم الى ملكهم فاستحظرهم بين يديه فسألهم عن امرهم وما هم عليه. فاجابوه بالحق ودعوة ودعوة ودعوه الى الله عز وجل. ولهذا قال تعالى عنهم بقوله وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعوا من دونه الها ولن لنفي التأبيد اي لا يقع منا هذا ابدا لان لو فعلنا ذلك لكان باطلا. ولهذا قال عنهم لقد قلنا اذا انشططا اي باطنا وكذبة اذا هذا ملخص قصة القوم وقد اقتل فيهم هل هم نصارى ام يهود؟ ام بني اسرائيل قال ابن كثير وقد ذكر انهم كانوا على دين عيسى ابن مريم عليه السلام والله اعلم ثم قال والظاهر انهم كانوا قبل ملة نصرانية بالكلية فانهم لو كانوا على دين النصرانية لما اعتنى احبار اليهود بحفظ خبرهم وامرهم لمباينتهم لهم وقد تقدم عن ابن عباس ان قريشا بعثوا الى احبار اليهود بالمدينة يطلبون منهم اشياء يمتحنون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثوا اليهم ان يسألوه عن خبر هؤلاء وعن خبر ذي القرنين وعن الروح. فدل هذا على ان هذا امر محفوظ في كتب اهل الكتاب وانه متقدم على دين النصرانية والله اعلم قال جل وعلا وربطنا على قلوبهم اي ثبتناها وقويناها. اذ قاموا حين قاموا في قومهم معلنين. التوحيد فقالوا ربنا رب السماوات والارض جهروا بهذا بين يدي قومه وبين يدي ملكهم رب السماء قالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعوا من دونه الها لن ندعوا والمراد من الدعاء دعاء العبادة ودعاء المسألة. من دونه الها اخر ابدا لا ندعو الا اياه لقد قلنا اذا شططا. لقد قلنا اذا يعني اذا دعونا غيره قد قلنا شططا ومعنى شططا كما مر قول ابن كثير باطلا وكفرا وبهتانا وقيل شططا قولا مائلا وموغلا بالكفر وقيل كذبا وكلها حق ثم قالوا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه الهة هؤلاء قومنا الذين فارقناهم قد اتخذوا من دونه من دون الله جل وعلا الهة قد اتخذوا من دونه الهة واشركوا به غيره. ثم قالوا لولا يأتون عليهم بسلطان لولا بمعنى هلا هلا يأتون عليهم على الالهة التي اتخذوها من دون الله بسلطان اي بحجة واضحة بينة على صحة ما يقولون لان يا اخوان العبادة لابد فيها من الدليل ما احد يعبد الله عز وجل هكذا بدون دليل قال النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ولهذا قال العلماء الاصل في العبادة المنع الا بدليل قال جل وعلا لولا يأتون عليهم بسلطان بين يعني حجة واضحة فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا اي لا احد اظلم ممن افترى واختلق على الله الكذب وجعلا معه الهة اخرى لان هذا اكذب الكذب واعظم الافتراء ان يجعل مع الله الواحد الفرد الصمد قل هو الله احد وما امروا الا ليعبد الله مخلصين له الدين. والهكم اله واحد وغيرها من الايات الكثيرة يجعلون معه الهة اخرى وقد سبق ان تكلمنا على مثل هذا فمن اظلم ومن اظلم وقلنا ان بعض العلماء هذا ورد في عدة ايات ثمان ايات او اكثر عدة ايات في القرآن فاولا نقول هذا من هنا استفهام ويراد به النهي اي لا احد اظلم. لكن لماذا ما اتى بالنفي مباشرة واتى بالاستفهام قالوا لان هذا ابلغ في التحدي لان هذا الاستفهام هنا نفي مشرب مشرب بالتحدي فكأنه يقول لا احد اظلم واتحدى ان يكون هناك اظلم منهم وقلنا ان المعنى لا احد اظلم منهم في هذا الباب في بابهم لأنهم من العلم من قال لا احد اظلم منهم؟ قالوا مستوون في الاظلمية ومن العلماء من قال لا لا احد اظلم منهم في بابهم وهذا هو الصواب لان من منع مساجد الله وافترى على الله الكذب وكتم شهادة الله هذا اعظم لا شك اعظم ظلما ممن فعل واحدة منها فالمعنى لا احد اظلم في بابه فهنا في باب الافتراء لا احد اظلم ممن افترى على الله كذبا. قال جل وعلا واذ اعتزلتموهم وما يعبدون الا الله وهذه اعتزلتموهم قال الامير الشنقيطي رحمه الله اذ هنا للتعليل على التحقيق هذا للتعليم والمعنى ولاجل اعتزالكم قومكم الكفار وما يعبدونه من دون الله فاتخذوا الكهف مأوى وبينه ابن كثير زيادة بيان قال ابن كثير فارقتموهم وخالفتموهم باديانكم في عبادة غير الله بعبادتهم غير الله ففارقوهم ايضا بابدانكم فارقتموهم بدينكم فهم يعبدون مع الله الها اخر وانتم لا تعبدون الا الله. ايضا فارقوهم بالابدان هذه هي الهجرة هو معنى الهجرة قال واذ ائتزلتموهم اي فارقتموهم وما يعبدون الا الله وما يعبدون الا الله هذا فيه نوع اشكال لانه مر معنا انهم يقولون ان قومه اتخذوا مع الله الهة اخرى فكيف يكون هنا وما يعبدون الا الله قالوا ان الا هنا منهم من قال انه استثناء متصل ويكون تقدير الكلام على هذا آآ انهم يعني يعبدون الله ويعبدون غيره يعني معنى الكلام واذ يعبدون الا الله يعني ما يعبدون الا الله والاصنام وكأن الكلام فيه تقدير ولكن هذا القول ضعيف والصواب ان الاستثناء هنا منقطع وتقديره واذ اعتزلتموهم وما يعبدون اعتزلتموهم وجميع ما يعبدونه لكن الله لكن الله نعبد لكن الله نعبد ما يعبدون لكن الله تعبدونه او لكن الله نعبده وعلى الاستثناء المتصل يقول واذ اعتزلتموه وما يعبدون اعتزلتموه فارقتموه وما يعبدونه جميع ما يعبدونه الا عبادة الله لانهم كانوا يعبدون الله ويعبدون غيره معه لكن الاظهر والله اعلم ان الاستثناء منقطع هنا لانه سبق قوله هؤلاء قوم اتخذوا من دونه الها فبينوا ان قومه اتخذوا من دونه ولم يقل اتخذوا معه فالذي يظهر ان قومهم عبدوا الاصنام فقط ولم يعبدوا الله على كل حال هما قولان واذ اعتزلتموهم واذ اعتزلتموه وما يعبدون اي اعتزلتم قومكم وجميع ما يعبدونه الا الله لانه كانوا يعبدون الله ويعبدون الاصنام او واذ اعتزلتموه وما يعبدون وجميع ما يعبدون لكنكم عبدتم الله وحده لا له قال فأووا الى الكهف فيصيروا الى الكهف وهو الغار في الجبل كما مر ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من امركم مرفقا ينشر لكم ان يبسطوا عليكم رحمة. قال ابن كثير ان يبسطوا عليكم رحمته او رحمة يستركم بها من قومكم ويهيئ لكم من امركم مرفقا يهيئ لكم يعني يسهل وييسر لكم من امركم الذي انتم بصدده مرفقا اي امرا ترتفقون به مرفقا لان الاتفاق هو يعني الشيء الذي يرتفق به الانسان يريحه يعينه يرتفق به يريح ويجد به راحة قال جل وعلا وترى الشمس اذا طلعت وترى الشمس اذا طلعت تزاوروا عن كهفهم. قال ابن كثير هذا دليل على ان باب هذا الكهف من نهر الشمال قال وترى الشمس اذا طلعت يعني وقت شروق الشمس تزاوروا عن كهفهم وهذه قراءة اهل الكوفة وقرأ ابن عامر تزور عن كهفهم وقرأ نافع ابن كثير وابو عمرو تزاور بالتشديد وقرأ الباقون تزاوروا ومعنى تزاوروا يعني تعدلوا وتميل تزاور الشمس يعني تعدل وتميل عن كهفهم ما تأتي فوق الكهف ذات اليمين ذات ذات بمعنى صاحبة والكلام فيه محذوف تقديره ذات الجهة اليمين الشمس اذا طلعت تزاوروا عن كهفهم ذات الجهة اليمنى ذات اليمين واذا غربت تقرضهم ذات الشمال واذا غربت الشمس تقرضه ومعنى تقرضهم؟ قال بعضهم تتركهم. وقال بعضهم تدعهم ذات الشمال قيل تنصرف عنهم وهي بمعنى وقال الشنقيطي تقرضهم من القرظ بمعنى القطيعة والصرم والصرم اي تقطعهم وتتجافى عنهم ولا تقربهم يعني انها تقطع الارض من فوقهم لكن ما تأتي فوق الكهف تقرضهم ذات الشمال اه تتركهم من جهة الشمال من غارهم ومن هنا استنبط اكثر اهل العلم الى ان الكهف كان وجهه الى جهة الشمال لان الشمس لما تطلع عن يمينه وهو عن يسارها واذا غربت كذلك جهة الشمال اذن بعده عن يساره نوعا ما اذا هذا الكهف وجهه الى جهة الشمال وقال بعضهم الى جهة الشمال الشرقي المهم ان ابن كثير رحمه الله قال هذا دليل على ان باب هذا الكهف من نحو الشمال لانه تعالى اخبر ان الشمس اذا دخلته عند طلوعها تزور عنه ذات اليمين اي يتقلص الفيء يمنة كما قال ابن عباس ابن جبير وقتادة تزاوروا اي تميل وذلك انها كلما ارتفعت في الافق تقلص شعاعها بارتفاعها حتى لا يبقى منه شيء عند الزوال في مثل في ذلك المكان ولهذا قال واذا غربت تقرضهم ذات الشمال اي تدخل الى غارهم من شمال بابه وهو من ناحية الشرق يعني والغار من ناحية المشرق فدل على صحة ما قلنا وهذا بين لمن تأمله وكان له علم بمعرفة الهيئة وسير الشمس والقمر والكواكب. ثم ذكر كلاما. المهم ان ان هذا يعني يدل على ان كهف كان من جهة بابه كان من جهة الشمال قال واذا غربت تقرضهم ذات الشمال يعني من الجهة ذات الشمال وصاحبة الشمال وهم في فجوة منه في فجوة يعني في متسع داخل الكهف بمكان متسع حتى تمر بهم الهوى داخل الكهف ثم قال ذلك من ايات من ايات الله. ذلك اي هذا اي حال هؤلاء الفتية وما حصل لهم من ايات لهو وبيناته ودلائله الدالة على قدرته جل وعلا. وهي كرامة لا شك كرامة لهم من يهد الله فهو المهتد من يهده الله فهو المهتدي الذي لا يضل ومن يضل فلن تجد له وليا مرشدا من اضله الله لن تجد له وليا يرشده الى الحق والى الصواب فيهتدي ثم قال جل وعلا وتحسبهم ايقاظا وهم رقود تحسبهم تظنهم ايقاظا اذا رأيتهم لماذا؟ لان اعينهم كانت مفتوحة وهم بالحقيقة رقود نيام وهذا معلوم بعض الناس الان تجده ينام وعينيه مفتوحتين ولهذا قال ابن كثير لما ذكر بعض اهل العلم او ذكر بعض اهل العلم انهم لما ضرب الله على اذانهم بالنوم لم تنطبق اعينهم لئلا يسرع اليها البلاء فاذا بقيت ظاهرة بقيت ظاهرة للهوى او اذا بقيت ظاهرة للهواء كان ابقى لها. ولهذا قال تعالى وتحسبه ايقاظ وهم ثم قال ابن كثير وهذه معلومة وقد ذكر عن الذئب انه ينام فيطبق عينا ويفتح عينا ثم يفتح هذه ويطبق هذه وهو راقد كما قال الشاعر ينام باحدى مقلتيه ويتقي باخرى الرزايا فهو يقضى نائم قال جل وعلا ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال قال ابن كثير قال بعض السلف يقلبون في العام مرتين. وقال ابن عباس لو لم يقلبوا لاكلتهم الارض حصل انهم يقلبون وهذا امر معروف الان الطب الحديث اثبته الانسان المريض الذي لا يتحرك عن السرير ودائما يبقى على جهة واحدة تصيبه الجروح والدمامل ولهذا الان الطب يقولون لابد يقلب وحرك على اليمين على اليسار حتى ما يصيب جسمه البلاء فسبحان الله قال وكلبهم نعم ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال. قال بعض اهل العلم فيه بيان ان النوم يكون على الشق الايمن. او على الشق الايسر لا على البطن لا على الظهر اما البطن جاء في حديث النهي عن النوم على البطن وقال تلك ضجعة اهل النار قال وكلبهم باسط لرعيه بالوصيد باسط يعني ماد ذراعي بالوسيط بالوسيط قيل بفناء الغار وقيل بباب الغار وقيل الصعيد الوسيط هو الصعيد ورجح ابن كثير آآ اه انها ان المراد به الفناء فناء البيت فناء الغار وهو الباب وهكذا الكلب دائما يحرص اهله يكون بجوارهم. فكان جهة باب الغار يحرسهم مادا لرعيه اه وهذا كما قال بعظ اهل العلم فيه فظيلة فيه فظيلة الصحبة الاخيار انظروا هذا الكلب دابة بهيمة لما صحب الاخيار وصحب اصحاب الكهف اه جعل الله له شأنا وذكره في القرآن وذكر خبره قال جل وعلا لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا قال ابن كثير لو اطلعت عليهم اي انه تعالى القى عليهم المهابة على اهل الكهف لانه لو اطلع عليهم احد يهابهم ويخاف منهم القى الله عليهم المهابة حتى ما يقرب منهم يدنو منهم وحتى اعداؤهم لا يأتون اليهم لا يدرون يخافون. قال القى عليهم المهابة بحيث لا يقع لا يقع نظر احد عليهم الا هابهم لما البسوا من المهابة والذعر والذعر منهم لان لا يدنو منهم احد ولا تمسهم يد لامس حتى يبلغ الكتاب اجله وتنقضي رقدتهم التي شاء تبارك وتعالى فيهم. لما له في ذلك من الحجة والحكم الحجة والحكمة البالغة والرحمة الواسعة اذا لو لو اطلعت عليهم ورأيتهم لوليت منهم فرارا فررت وخفت لماذا ولو ملئت منهم رعبا وخوفا لان الله جل وعلا القى عليهم مهابة يهابهم ويخاف منهم من رآهم. ثم قال جل وعلا وكذلك بعثنا بعثناهم ليتساءلوا وكذلك الكاف كاف والتشبيه والمعنى كما ارقدناهم كذلك بعثناهم كما ارقدناهم وانمناهم ثلاث مئة سنة كذلك بعثناهم وايقظناهم ليتساءلوا بينهم يعني بعثناهم فلما بعثناهم تساءلوا سأل بعضهم بعضا كما كما هي عادة الناس يحصل هذا اذا قام انه ما وش اخبار نومك البارحة كيف نومك عساك مرتاح في النوم انت طولت في النوم وهكذا. من عادة الناس التساؤل في مثل هذا قال ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قال كم لبثتم؟ قالوا لبثنا يوما او بعض يوم. بعضهم قال لبثنا يوم بعضهم قال بعض يوم قالوا لانهم ناموا الصباح واستيقظوا بعد العصر اخر النهار فظنوا ان نومتهم فقط هي من الصباح الى العصر فقالوا بعض يوم قالوا الله اعلم وهم قالوا ربكم اعلم بما لبثتم. قال بعضهم لبعض الله اعلم بما لبثنا. وهذا دليل انهم قد شعروا انهم قد طالت مدة نومهم والله اعلم قال الله قالوا ربكم اعلم بما لبثتم فابعثوا احدكم بورقكم هادي هذه فابعثوا اي ارسلوا احدكم واحدا منكم فارسلوا كبيرهم او اكبرهم قد ذكروا يعني اسمه بما يعني لا يحتاج الى ذكره لانه الله اعلم بالاسماء لكن ذكروا انهم بعثوا كبيرهم بورقكم والورق هو الفظة ارسلوه بالفضة بفظتكم عندهم نقود فظة هذه الى المدينة الى مدينتكم التي اخرجتكم من المدينة التي اخرجنا قومنا منها منها منها فلينظر ايها ازكى طعاما فلينظر اذا جاء المدينة ايها ازكى طعاما يعني يشتري لنا طعاما زكيا اي حلالا طيبا وقيل ازكى طعاما اكثر طعاما قال بعض اهل العلم هذا فيه دليل ان الانسان فيه دليل ان الانسان له ان يشتري الطعام الطيب لا لا اشكال في هذا يعد اسرافا لانهم قالوا ازكى طعاما احسنه واطيبه ازكى طعاما فليأتكم برزق منه. يعني يشتري ويأتيكم برزق من هذا الطعام حتى تأكلون منه وليتلطف قال الطبري وليترفق في شرائه ما شرى وفي طريقة دخوله المدينة تلطف يعني بلطف حتى لا يفطن له لا يعرفونه ولا يشعرن بكم احدا يعني لا يعلمن ولا يخبرن بكم احدا لانهم فروا من قوم يريدون قتلهم لانهم على غير دينهم ثم عللوا هذا النهي انهم ان يظهروا عليكم ومعنى يظهر عليكم ان يطلعوا عليكم ويعلموا بمكانكم والمراد اهل المدينة لو يعلم اهل المدينة ويطلعوا على مكانكم يرجموكم يقتلونكم بالحجارة رجما بالحجارة وهذا من اشد انواع القتل لان الانسان يموت شيئا فشيئا ليس مثل السيف يموت مرة واحدة لا يقتل شيئا بعد شيء قال اوعدوكم في ملتهم. فان ابيتم رجموكم بالحجارة وان استجبتم اعادوكم في ملتهم. اي ملة الكفر ولن تبرحوا اذا ابدا ولن تفلحوا اذا رجعتم الى ملة الكفر ابدا لان الكافر لا يفلح ابدا لانه خالد في النار مخلدا واستدل بعض اهل العلم او استنبط من هذه اه الايات جواز الوكالة جواز ان توكل احدا لانه وكلوا واحدا لشراء الطعام قالوا ايضا فيه جواز الشركة لانهم كانوا مشتركين في الفضة بورقكم الفظة النقود لهم كلهم مع بعظ خلطوا مالهم وفيه ايضا جواز خلط الرؤى الرفقاء طعامهم واكل بعضهم من مع بعض لانهم قالوا اي نعم فليأتكم برزق منه حتى يأكلون جميعا اه قال جل وعلا وكذلك اثرنا عليهم اي ومثل يعني انامتهم وبعثهم من النوم اعثرنا عليهم اطلعنا عليهم غيرهم ليعلموا ان وعد الله حق قال ابن كثير ذكر غير واحد من السلف انه كان قد حصل لاهل ذلك الزمان شك في البعث وفي امر القيامة يعني بعد ثلاث مئة سنة يعني صار الاسلام هو الذي يحكم ديارهم لكن بدأ الناس يصير عندهم شك في البعث بدأت تنبت نابتة خبيثة بينهم وقال عكرمة كان منهم طائفة قد قالوا تبعث الارواح ولا تبعث الاجساد فبعث الله اهل الكهف حجة ودلالة واية على ذلك وذكروا لا بأس نذكر شيئا وهو من وان كان من اخبار بني اسرائيل لكن مما يستأنس به؟ ولعل المستمع يعني يصير يصير عنده تصور نوع تصور تفسير الايات قال ابن كثير وذكروا انه لما اراد احدهم الخروج ليذهب الى المدينة في شراء شيء لهم ليأكلوه تنكر وخرج يمشي بغير الجادة حتى انتهى الى المدينة وذكروا ان اسمها دقسوس وهو يظن انه قريب العهد بها اظن انه امس خرجوا امس واليوم رجع يريد الطعام قال وهو يظن انه قريب العهد بها. وكان الناس قد تبدلوا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل وامة بعد امة وتغيرت البلاد ومن عليها كما قال الشاعر فجعل لا يرى شيئا من معالم البلد التي يعرفها ولا يعرف احدا من اهلها ولا خواصها ولا عوامها فجعل فجعل يتحير في نفسه ويقول لعل بي جنونا او مسا او انا حالم ويقول والله ما بي من شيء من ذلك وان عهدي بهذه البلد البلدة عشية امس على غير هذه الصفة ثم قال ان تأجيل الخروج من ها هنا لاولى لاولى لي. ثم عمد الى رجل ممن يبيع الطعام فدفع اليه ما معه من النفقة. وسأله ان يبيعه بها طعاما فلما رآها ذلك الرجل انكرها وانكر ضربها لان العملة ضربت بها غريبة ما هي معروفة في البلد هذي قبل ثلاث مئة سنة وهو يظن انه بالامس قال وانكر ضربها فدفعها الى جاره. وجعلوا يتداولونها بينهم ويقولون لعل هذا قد وجد كنزا فسألوه عن امره ومن اين لك هذه النفقة؟ لعله وجدها من كنز ومن اين انت؟ ومن انت فجعل يقول انا من اهل هذه المدينة وعهدي بها عشية امس وفيها دقيانوس فنسبوه الى الجنون فحملوه الى ولي امرهم فسأله عن شأنه وعن امره حتى اخبرهم بامره وهو متحير في حاله وما هو فيه فلما اعلمهم بذلك قاموا معه الى الكهف قام قاموا معه الى الكهف متولي البلد يعني امير البلد واهلها حتى انتهى بهم الى الكهف فقال دعوني حتى اتقدمكم في الدخول لاعلم اصحابي فيقال انهم لا يدرون كيف ذهب فيه واخفى الله نعم دعوني حتى اتقدمه في الدخول لاعلم اصحابي فيقال انهم لا يدرون كيف ذهب فيه اي في الكهف واخفى الله عليهم خبره ويقال بل دخلوا ورأوهم وسلم عليهم الملك واعتنقهم وكان مسلما فيما قيل واسمه كيدوسيس ففرحوا به وانسوه الكلام ثم وودعوه وسلموا عليه وعادوا الى مضاجعهم وتوفاهم الله فالله اعلم هكذا قال لخص ابن كثير رحمه الله وهو فارس الميدان في باب الاسرائيليات لخص من اخبار بني اسرائيل فيستأنس بمثل هذا والله اعلم قال جل وعلا اذا وكذلك اثرنا عليهم اعثرنا اي اطلعنا عليهم اولئك الناس الذين بعظهم صار يشك في البعث وفي الساعة قال ليعلموا ان وعد الله حق ليعلم هؤلاء الناس ان وعد الله الذي وعد به من بعث الناس ونشره انه حق صدق لا مرية به وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الساعة قادمة لا ريب لا شك في قيامها اذ يتنازعون اه اي حين يتنازعون قال ابن شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مت اذ اذ متعلقة باعثرنا. وكذلك عثرنا اي اتم عليهم حتى تنازعوا بينهم امرهم. يعني تنازع هؤلاء القوم الذين يعني جاءوا اليهم وعرفوا امرهم بعدما احياهم الله او بعثهم من نومهم تنازعوا بينهم في امر هؤلاء الفتية لان الفتية رجعوا الى الغار ثم ماتوا في الغار مرة اخرى موتا حقيقيا الاول كان نوما قال فقالوا ابن عليهم بنيانا. قال بعضهم ابن بنيان ابن بنيان على فم الغار سكروه حتى لا يصل اليهم احد. ويكونون محفوظين ربهم اعلم بهم جل وعلا وقال ان قال الذين غلبوا على امرهم قيل الذين غلبوا عمري على امرهم كانوا مسلمين لان البلد اكثره كانوا من اهل الاسلام وقيل بل كانوا كفارا وكانوا رؤوس الناس وسادتهم قال ابن كثير وهو الاظهر يعني الاظهر انهم ان الذين غلبوا على امرهم ليسوا مسلمين وانهم كفار قال لماذا؟ قال لانهم اتخذوا مسجدا عليهم واتخاذ المساجد القبور محرما حتى في دين اليهود قال النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فهؤلاء الذين غلبوا على امرهم كفار ليسوا بمسلمين. قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. يعني بنوا عليه مسجدا. لكن اه نحن دائما نقرر قاعدة شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه. هل لاحد ان يأتي ويقول بجواز بناء المساجد بدليل قصة اصحاب الكهف نقول لا ما يجوز لان النبي صلى الله عليه وسلم في شرعنا لو سلمنا انه جائز في شرعهم فان نبينا صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا القبور مساجد فاني اناكم عن ذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ثم قال جل وعلا سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم. سيقول الناس يعني الناس لما يذكرون قصتهم سيقولون بعضهم في عددهم فلا تثريال ورابعهم كلبهم ويقول بعضهم خمسة وسادسهم كلبهم كل ذلك ردما بالغيب يعني قولا بلا علم رجما بالغيب اجتهادات ما عندهم فيها دليل ولهذا هذين القولين باطلين هذان القولان باطلان ثم قال ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم. وهناك ناس يقولون سبعة عددهم سبعة وثامنهم كلبهم. اذا كم صارت الاقوال ثلاثة القول الاول انهم ثلاثة ورابعهم كلبهم والثاني انهم خمسة وسادسهم كلبهم وابطل الله هذين القولين غير صحيح هذا رجل بالغيب كذب وذكر القول الثالث سبعة وثامنهم كلبهم. فدل ان هذا هو الصحيح في عددهم الصحيح ان عددهم سبعة وثامنهم كلبهم اه قال جل وعلا قل ربي اعلم بعدتهم ما يترتب على معرفة عددهم كبروا فائدة فالله اعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل ما يعلم الا قال اذا اخبر الله عز وجل ان هناك من قليل من الناس يعرفون عددهم وجاءني ابن عباس وثبت عن ابن عباس انه كان يقول انا من القليل الذي يعرف عددهم هم سبعة وثامنهم كلبهم واحتج من قالوا بهذا القول قالوا لان الله لما ذكر القولين الباطلين ابطلهما. ولما ذكر الصواب ذكره ولم يبطله وسكت عنه فهذا دليل انه هو الصواب وهذا فيه دليل ايها الاخوة على جواز حكاية اخبار بني اسرائيل لان المفسرين منهم من افرط في ذكر الاسرائيليات كالثعلب ومن جرير الطبري واكثر منها ومنهم من كان وسطا كابن كدير ومنهم من اعرض عنها بالكلية مثل رشيد رضا ويقال ايضا الطاهر بن عاشور لم يذكر شيئا من اخبار بني اسرائيل والصواب ان الوسط لان الله ذكرهم هذا عددهم ذكره الله هذا من اخبار بني اسرائيل ذكره الله في كتابه لك في كتاب الله حجة اذكر خاصة اذا كان تبين انه صحيح او لا يعارض الشرع وليس فيه مخالفات اه قال جل وعلا فلا تماري فيهم ما يعلمهم الا قليل فلا تماري فيهم. اي لا تجادل في شأنهم الا مراءا ظاهرا قال الا جداالا سهلا هينا فان العلم بذلك لا يترتب عليه كبير فائدة قاله ابن كثير رحمه الله قال ولا تستفتي فيهم منهم احدا لا تستفتي في اهل الكهف اي احد من الناس سواء من اهل الكتاب او غيرهم عن حالهم وزمانهم ومكانهم. قاله شيخنا الشيخ بن عثيمين اي نعم خلاص يكفي ما سمعته لا تستفتي احد ما يترتب عليه شيء يا اخي والله عز وجل اخبرك ان عددهم سبعة لكن لا تستنتج في بقية خبرهم بخلاف ما جاءك في كتاب الله يكفيك المهم في خبرهم ذكره الله لك ولا استفتي احدا عن خبرهم بعد ذلك ثم قال ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الا ان يشاء الله واذكر ربك اذا نسيت هذا توجيه وادب عظيم من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم انه اذا قال شيئا انه يعلقه بالمشيئة فيقول انا اتيك غدا ان شاء الله وغدا ان شاء الله ساسافر او غدا ان شاء الله آآ اتيك بكذا وقد ذكروا ان مر معنا ان سبب سبب ذلك انه لما سألت قريش اليهود قالوا عندنا رجل يدعي النبوة فكيف نعرفه؟ فقالوا اسألوه عن ثلاثة. ثلاثة اشياء عن فتية ذهبوا في اول في اول الدهر او في الدهر الاول وعن رجل طواف بلغ مشارق الارض ومغاربها وهو ذو القرنين و عن الروح فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخبركم بذلك غدا ولم يستثني فمكث خمسة عشر يوما لا يأتيه الوحي حتى حزن وخاف وتشمتت به قريش قال ليس بنبي شوفوا ما استطاع يعرف هؤلاء فيقال ان الله عز وجل ادبه بهذا الادب ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله. اذا قلت انا غدا ساحضر الدرس تقول ان شاء الله غدا ان شاء الله ساحضر الدرس. استثني استدري قال الا ان يشاء الله واذكر ربك اذا نسيت. واذكر ربك اذا نسيت. هذه فيها يعني فيها عدة اقوال. ما معناها قال بعض اهل العلم واذكر ربك اذا نسيت اذا حلفت يمينا ولم تستثني بها اذكر ربك استثني ولو بعد حين يعني لو قال الانسان والله لاتين غدا. يقول استثني قل والله ان شاء الله لاتينك. طيب نسي الاستثناء قالوا بناء على هذا يستثني ولو بعد اسبوع ولو بعد شهر ولو بعد سنة. واختلفوا اذا استثنى الانسان حلف يمينه ولم يستثني في الحال وانما استثنى بعد سنة مثلا. وحلف هل هل يستثني؟ هل تسقط عن كفارة فالجمهور اهل العلم يقولون لا لا تسقط لانه حند. فعليه الكفارة لكن عليه ان يستثني. وبعضهم قال ابدا اذا استثنى قبل ان يقع الامر الذي حلف فيه فانه لا يحنث لا يحنث. هذا يعني مال اليه ابن جرير الطبري وكأن ابن كثير ما له الى تقويته ايضا. فالحصل ان الانسان يستثني. افضل انه يستثني. لكن عليه الكفارة اذا ما استثنى في الحال. لكن لو وذكر بعد اسبوع او اسبوعين قالوا انت حلفت؟ قلت والله لا افعل كذا. قال نعم صحيح ان شاء الله ان شاء الله. يستثني. قال واذكر ربك اذا نسيت. هذا القول الاول انه الاستثناء في الحلف. والقول الثاني قال ان المراد وهو قول ابن عطية قال هذا ليس ليس الاستثناء هذا في الايمان وانما هو سنة في الاستثناء في غير اليمين كل امر تقول افعل غدا ان شاء الله اتيك غدا ان شاء الله. وهكذا استثني. في جميع امورك. وقال بعضهم جاء عن عكرمة انه قال اذكر ربك اذا عصيت. وقال ابن كثير قولا رابعا ويحتمل في الاية وجه اخر اخر وهو ان يكون الله ارشده. من نسي الشيء في كلامه. الى ذكر الله لان كمن شاءوا من الشيطان يعني نسيت شيء انت الان تتذكر معلومة تقول انا قلت سبحان الله نسيت نسيت الحديث يقول اذكر ربك قل لا اله الا الله لا اله الا الله ولهذا بعض الناس الان اذا نسي قال صلي على النبي صلى الله عليه وسلم نعم لا شك اذا القصد بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الله فهذا حق لكن الاولى الانسان يذكر ربه اذا نسي لا اله الا الله لا اله الا الله لا اله الا الله يذكر ربه هذا ادعاك لتذكر ما نسيه قال وقل عسى ان يهديني ربي لاقرب من هذا رشدا وقل عسى ان يهديني ربي باقرب من هذا رشدا. عسى هنا على سبيل الرجاء لانها من المخلوقين لان عسى من المخلوقين يراد بها الرجاء او التمني ومن الله لا واجبة متحققة اذا قال عسى الله ان يرحمكم وانها متحققة واقعة لكن من المخلوق يرجو وقد يحصل وقد لا يحصل وقل عسى ان يهديني ربي لاقرب من هذا رشدا اختلف العلماء هذا يرجع على اي شيء فقال بعض المفسرين قال الشوكاني المشار اليه بهذا هو نبأ اصحاب الكهف اي قل عسى اي قل يا محمد عسى ان يوفقني ربي لشيء اقرب من هذا النبأ من الايات والدلائل الدالة على نبوتي عسى ان يوفقني لأدلة على نبوتي واني رسول من عند الله اقرب من خبر اصحاب الكهف لان ذكره لقريش وهو لم يكن في زمنهم هذا دليل على انه نبي وقال الطبري او ذكر قولين قال الطبري يقول الله لنبيه قل وقال قل وقال الله نعم قل ولعل الله ان يهديني فيسددني لاسد ما دعوتكم واخبرتكم انه سيكون ان شاء الله يعني كأنه يقول من هذا يعني كأنه يقول يعني ان هذا راجع على ايش اقرب من هذا اسأل الله ان يسددني في هذا بخبر هذا يسددني فيه الى الصواب وفيه يعني اشكال الحقيقة فهمه لكن ذكر معنى وثانيا وهو واظح قال وقيل ذلك مما امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقوله الانسان اذا نسي اذا نسي الاستثناء يعني انت نسيت قلت سآتيك غدا ما قلت ان شاء الله يقول اذا اذا تذكرت انك ما استثنيت تقول ايش عسى ان يهديني ربي لاقرب من هذا رشدا وهذا روج من النظر آآ ثم قال جل وعلا ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا اي لبث ومكث اصحاب الكهف في كهفهم. ثلاث مئة سنة وقوله سنين تمييز ليميز لنا هالثلاث مئة ما هي؟ هي يوم ولا شهر ولا اسبوع ولا سنة لا سنة وازدادوا تسعا قال العلماء انهم مكثوا ثلاث مئة سنة بالتاريخ الشمسي لان الشمس سنتها وهو التاريخ الميلادي الان ثلاث مئة واربعة وستين يوم وثلاث مئة وتسع سنوات هذا بالتاريخ القمري اي بالتاريخ اللي يسميه الهجري الان قالوا لان كل مئة سنة ميلادية يقابلها زيادة ثلاث سنوات في الهجرية كل ثلاث مئة سنة شمسية بقبلها زيادة ثلاث ثلاث سنوات في القمرية اذا ثلاث مئة هذا بالشمس بالميلادي طيب كم بتساوي بالهجري؟ ثلاث مئة وتسعة لان كل سنة فيها ثلاث ثلاث كل مئة سنة فيها ثلاث سنوات زيادة اذا لبثوا ثلاث مئة وتسع سنوات بالتأريخ الهجري وهذا من اعجاز القرآن قال جل وعلا قل الله اعلم بما لبثوا قال ابن كثير اي اذا سئلت عن لبثهم وليس عندك علم في ذلك وتوقيف من الله فلا تتقدم بشيء. بل قل في مثل هذا الله اعلم بما لبثوا. لا يعلم ذلك الا هو او من اطلعه الله عليه من خلقه وقال ابن عثيمين رحم الله الجميع وهو اظهر عندي قال الله اعلم بما لبثوا هذا من باب التوكيد اي توكيد الجملة انهم لبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا والمعنى قل الله اعلم بما لبثوا وقد اعلمنا الله انهم لبثوا ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا وما دام الله اعلم بما لبثوا فلا قول لاحد بعده نعم وهذا هو الاظهر والله اعلم قال قل الله اعلم بما لبثوا له غيب السماوات والارض اي له ما غاب في السماوات وما في الارض او له علم غيب السماوات والارض فوالذي احاط بالغيب جل وعلا احاط بالغيوب كلها ثم قال ابصر به واسمع قال ابن عثيمين رحمه الله هذا يسميه النحويون فعل تعجب اي ابصر به بمعنى ما ابصره واسمع به بمعنى ما اسمعه. وهو في وهو اعلى ما يكون في الوصف وقال قبله الطبري ابصر بالله واسمع وذلك بمعنى المبالغة في المدح كانه قيل ما ابصر ما ابصره واسمعه جل وعلا مدح يدل على سعة سمعه وسعة بصره جل وعلا اسمع به ابصر به واسمع ما لهم من دونه من ولي ليس لهم من دون الله جل وعلا وليا يتولاهم ولا يشرك جل وعلا في حكمه احد ولا يشرك جل وعلا في حكمه احدا. والحكم هنا يشمل آآ الحكم الكوني والشرعي فلا يشرك جل وعلا في حكمه الذي يحكم به عباده لا الحكم الكوني وهو القضاء القضاء والقدر ولا الشرعي وهو تشريع الاحكام فهو المشرع جل وعلا او من يأمره بذلك من انبيائه وليس للخلق من دونه ولي يتولاهم ولا ناصر يقوم بنصرتهم ثم قال جل وعلا واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك اتلو يا نبينا واقرأ ما اوحي اليك من كتاب ربك اه لان نتوقف ونجيب على سؤال او سؤالين اه وان شاء الله اود ان انبه الاخوة انه سيكون عندنا درس ان شاء الله اخر اه بعد نصف ساعة يعني الساعة الثامنة والنصف ان شاء الله سنبدأ الدرس الثاني ونكمل ان شاء الله اه ما توقفنا من المكان الذي توقفنا فيه آآ من الاسئلة التي جاءت ما حكم ما حكم القول عن المخلوق انه خلق كذا وهل يختلف الحكم العامية واللغة العربية؟ اقول ما يجوز ان يقال ان المخلوق خلق لكن يقال صنع كذا اما الخلق هل من خالق غير الله؟ لا ما يقال خلق. والعامية يصوبون يقال التزموا بدلالة اللغة العربية يقول سائل مصر يقول حججت العام السابق عن والدي ومعي زوجتي حامل لكني اخطأت في خروجي من عرفة قبل الغروب. ولما تداركت آآ خطأي اتصلت بفتاوى الحج وانا في طريقي الى مزدلفة قالوا لي المفتي انفر مبكرا من مزدلفة ثم ادخل حدود عرفة قبل الفجر ففعلت ثم ذهبت ذهبنا مباشرة الى رمي الجمرة ثم مكة للطواف ولم ارجع مرة اخرى الى المزدلفة هل تبرأ الذمة؟ والله يا اخي المفروض انك ترجع بدري وترجع تمر بالمزدلفة وما دام آآ ولك انت الان تركت المبيت لمزدلفة يعني الان صار لك الوقوف بعرفة ولكن المزدلفة تركتها. وعلى كل حال الذي يظهر لي ان عليك شاة تذبحها لفقراء مكة انت ومن معك لانك لا تخلو من انك اما انك تركت الوقوف بعرفة الى الغروب او تركت المبيت مزدلفة لان وقوفك بها او لم تمر بها بعد وقوفك من عرفة ولعلك تسأل غيري ايضا آآ ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد