الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. يقول جل وعلا في سورة الانبياء لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم افلا تعقلون. يقول الله جل وعلا لكفار قريش ولجميع الجاحدين المكذبين ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم وبارساله يقول مقررا ذلك عليه مبينا انه حق بل ومبينا ايضا شرف القرآن ومحررا لهم على معرفة قدره. لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم. قال ابن عباس شرفكم قال مجاهد حديثكم وقال الحسن دينكم وهذه الاقوال بينها تلازم فان الله جل وعلا انزل هذا القرآن فيه دين المسلمين وهو شرف لهم لمن تبعه وعمل بمقتضاه وهو وفيه حديثهم وخبرهم وما يكون اليه امرهم وما ينتهي اليه من صدق به واتبعه وما ينتهي اليه من كذب به وخالفه قال جل وعلا افلا تعقلون؟ هذا الاستفهام للتوبيخ والتقريع لهم ومعنى تعقلون يعني تفهمون وتعقلون هذه النعمة تتلقونها بالقبول اعقلوا عن الله مراده. افهموا واعملوا قال ابن كثير اي هذه النعمة تتلقونها بالقبول. كما قال تعالى وانه لذكر لك ولقومك وسوف تآلون قال جل وعلا وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة القسم كسر الشيء ودقه. يقال قصمت ظهر فلان اذا كسرته انقسمت سنه اذا انكسرت. والمراد هنا الاهلاك والعذاب المستأصل كم قصمنا اي كم اهلكنا واستأصلنا وعذبنا؟ وكم هنا هي كم الخبيرية؟ التي تفيد التكثير. والمعنى ان امما كثيرة جدا اهلكهم الله وعذبهم. لما اعرضوا عن الحق ولم يتبعوا رسلهم الذين بعثهم الله اليهم وكم من قرية كانت ظالمة القرية هي مكان اجتماع الناس فضلك على الامم وتطلق على القرى. لكن القرى يراد بها المكان والامم الاشخاص الذين يسكنون في المكان وهي ظالمة اي كافرة. لان الظلم وضع الشيء في غير موضعه. واعظمه الكفر وعدم طاعة الله وعصيانه وانشأنا بعدها قوما اخرين. قال ابن كثير اي امة اخرى بعدهم. وقال ابن كثير في قوله وكم اهلكنا من القرون؟ نعم. وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة قال هذه صيغة تكفير كما قال وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح وقال فكأين من قرية اهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد. والقرآن يفسر بعضه بعض اذا اهلكناهم وقسمناهم وعذبناهم واستأصلناهم وانشأنا وخلقنا واوجدنا بعدهم قوما اخرين امة اخرى غيرهم. وهذا دليل على كمال جل وعلا وعلى تصريفه لهذا الكون قال فلما احسوا بأسنا اذا هم منها يركضون احسوا بمعنى ادركوا ورأوا عذابنا يعني هذه هؤلاء القوم المكذبون لما احسوا ادركوا ورأوا وتيقنوا بأسنا اي عذابنا اذا هم منها اذا هم من بأسنا يركضون. والركض الاصل فيه الفرار والهرب. والانهزام واصله من ركض الرجل الدابة برجليه. اذا استحث ها على سرعة العدو. ويقول ابن كثير فلما احسوا بأسنا اي تيقنوا ان ان العذاب واقع بهم لا محالة كما وعدهم نبيهم اذا هم منها يركضون منها اي من البأس من بأسنا ان يفرون هاربين. لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم. فيه. قال جل وعلا لا تركضوا يعني لا تفروا من عذابنا وتهربوا فانه متحقق ولابد وارجعوا الى ما اترفتم فيه قال ابن كثير هذا تهكم بهم قدرا. اي قيل لهم قدرا لا تركضوا هاربين من نزول العذاب وارجعوا الى ما كنتم فيه من النعمة والسرور والمعيشة والمساكن الطيبة. وقبله يقول الطبري لا تركضوا يقول لا لا تهربوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه. يقول الى ما انعمتم فيه من عيشكم ومشاكلكم. وقال القرطبي ارجعوا الى نعمكم التي كانت سبب بطركم. والمترف المتنعم يقال اتلف فلان اذا وسع عليه في معاشه. اذا هذا هو معنى الاية لا تهربوا ولا تفروا من عذاب الله فانه واقع ثم قال على سبيل الاستهزاء بهم كما قال قتادة قال استهزأ بهم ارجعوا الى ما اترفتم فيه ارجعوا الى النعيم الذي كنتم فيه وكنتم مترفين من الترف وهي النعم الزائدة وارجعوا الى مساكنكم التي كنتم فيها وهذا مستحيل ان يرجعوا اليه قال لعلكم تسألون قال ابن كثير اي عما كنتم فيه من اداء شكر النعم لعلكم تسألون هذا دليل ان سيسأل على عن الصغير والكبير عما كان ابي من النعيم كما قال جل وعلا ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ولهذا ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر وعمر لما اكلا رطبا شرب ماء اكل لحما قال والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم. لكنه بالنسبة للمؤمنين سؤال تقرير فقط ليقروا بالنعمة ويذكرهم بالنعمة لا سؤال مناقشة فيعذبون قال جل وعلا قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين. قال الطبري قال هؤلاء الذين احل الله بهم بأسه بظلمهم لما نزل بهم بأس الله يا ويلنا انا كنا ظالمين بكفرنا بربنا فما زالت تلك دعواهم يقول فلم تزل دعواهم حين اتاهم بأس الله بظلمهم انفسهم يا ويلنا انا كنا ظالمين حتى قتلهم الله فحصدهم بالسيف كما يحصد الزرع ويستأصل بالمناجل وقوله خامدين اي هالكين قد انطفأت شرارتهم وسكنت حركتهم فصاروا همودا. كما تخمد النار فتطفأ. فتطفأ نعم اذا قالوا الكفار هؤلاء المترفين المنكرين للبعث لما حل بهم البأس صاروا يركضون ويفرون ويهربون فاهمين ونهاهم الله عن ذلك واخبر انهم سيسألون ويناقشون قالوا اي الكفار يا ويلنا اي الويل لنا والهلاك لنا انا كنا ظالمين اعترفوا بانهم كانوا ظالمين وذلك بكفرهم وعدم ايمانهم وهذا اظلم الظلم الشرك. نسأل الله العافية والسلامة. قال فما فما زالت تلك دعواهم يعني ما زالوا يكررون هذا الكلام يا ويلنا انا كنا ظالمين يا ويلنا انا كنا ظالمين لشدة ندمه وتحسرهم ولكن ذلك لا يغني عنهم شيئا حتى جعلناهم حصيدا خامدين آآ مر معنا قول الطبري بان حصيدا يعني حصدهم بالسيف. كما يحصد الزرع وانهم خامدين يعني همدوا وخمدوا كما تخمد النار وتنطفئ. وقال القرطبي خامدين اي ميتين والخمود الهمود كخمود النار اذا طفأت وقال ابن كثير قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين اعترفوا اعترفوا بذنوبهم حين لا ينفعهم ذلك فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين اي ما زالت تلك المقالة وهي الاعتراف بالظلم هجيراهم ومعنى الهجيرة يعني العادة والدأب. والمواصلة على ذلك. قال وهي الاعتراف بالظلم هج جيراهم حتى حصدناهم حصدا وخمدت حركاتهم واصواتهم خمودا بسبب حلول عذاب الله جل على فيهم. ثم قال جل وعلا وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين قال ابن كثير يخبر تعالى انه خلق السماوات والارض بالحق اي بالعدل والقسط. ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى وانه لم يخلق ذلك عبثا ولا لعبا كما قال جل وعلا وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار اذا يخبر جل وعلا انه ما خلق السماوات والارض وما بينهما لعبا وعبثا وباطلا. حاشا وكلا. ولهذا قال ابن كثير قال ابن جرير وما خلقنا السماء والارض وبينهما الا حجة عليكم ايها الناس. ولتعتبروا بذلك كله فتعلموا ان الذي دبره وخلقه لا يشبهه وانه لا تكون الالوهية الاله ولا تصلح العبادة لشيء غيره. ثم روى عن قتادة قوله لاعبين قال ما خلقناهم عبثا ولا باطلا. اذا ما خلق الله عز وجل السماوات والارض وبينهما لعبا ولا عبثا ولا باطلا ولكن للتنبيه على ان لهما خالقا قادرا يجب يجب امتهال امره. وهذا دليل انه لا يجوز ان يوصف الله باللعب. حاشا وكلا ولا يخبر عنه بذلك ولهذا مقولة بعض العامة لعب علي فلان لعب الله عليه هذا من المنكر العظيم. فان الله لا يلعب جل وعلا وامره كله جد ولا هزل فيه ولا عبث ولا باطل سبحانه وتعالى. قال جل وعلا لو اردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين. يقول الله جل وعلا واردنا ان نتخذ لهوا. واللهو كما قال الطبري قال زوجة وولد له وان زوجة وولدا. قال الحسن البصري وقتادة اللهو في قوله لو اردنا ان نتخذ لهو قالوا لهو المرأة بلسان اهل اليمن. وقال عكرمة والسدي المراد باللهو هنا الولد قال ابن كثير وهذا والذي قبله متلازمان اثبات الولد واثبات الزوجة. وهو كقوله جل وعلا لو اراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه فنزه نفسه عن اتخاذ الولد مطلقا ولا سيما عما يقولون من الافك والباطل مع من اتخاذ عيسى او العزير او الملائكة سبحان الله عما يقولون كبيرا اذا اللهو هنا المراد به الزوجة والولد. لوردنا ان نتخذ لهوا لاتخذنا من لدنا ان كنا فاعلين. لاتخذنا اللهو من لدنا. قال ابراهيم النخعي من الحور العين قال جل وعلا ان كنا فاعلين. ان كنا ان هنا نافية للجحود اي ما كنا فاعلين ما كنا فاعلين. ولهذا قال قتادة والسدي وابراهيم النخعي وما غيرها ابن مقسم اي ما كنا فاعلين. قال مجاهد كل شيء في القرآن ان فهو انكار انكار يعني نفي جحود وما كنا فاعلين. يعني ما كنا فاعلين لذلك ولهذا قال الطبري ولكن ولكن لا نفعل ذلك ولا يصلح لنا فعله ولا ينبغي. هذا على نافية. وقيل ان ان شرطية. ان كنا فاعلين ذلك يعني لو اردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناهم من لدنا ان كنا سنفعل ذلك ولكنا لن نفعل لان الله لم يتخذ صاحبة ولا ولدا قال جل وعلا بل نقذف بالحق على الباطل معنى نقف يعني نرمي نرمي بالحق على الباطل وقال ابن كثير اي نبين الحق فيدحض الباطل ولهذا قال فيدمغه فاذا هو زاهق اي ذاهب مضمحل ولكم الويل ايها القائلون لله ولد مما تصفون تقولون وتفترون اذا الله جل وعلا يقذف اي يرمي بالحق على الباطل والحق هو القرآن والباطل هو الشيطان قالهم مجاهد وقتادة والاظهر انه اعم ان الله يقف بالحق مطلقا والقرآن جاء بالحق على الباطل اي باطل كان على الشيطان وعلى اقواله وافعاله والباطل الذي يكون على عند الناس فيدمغه اي يهلكه كما قال الطبري. قال فيهلكه كما يدمغ الرجل الرجل بان يشجه على رأسه شجة تبلغ تبلغ الدماغ واذا بلغت السجة ذلك من المسجوج لم يكن له بعدها حياة. وقال القرطبي فيدمغه ان يقهره ويهلكه واصل الدمغ شج الرأس حتى يبلغ دماغه. والحق هنا القرآن الباطل الشيطان. وهذا من رحمة الله جل وعلا انه هو الذي يقذف بالحق يرمي به الباطل في ظهر الحق ويجليه وينصره ويعزه ويدمغ به الباطل والكفر والشرك فينتهي ويذهب ويعرف الناس بطلانه كما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بما جاء به من هذا الكتاب العظيم فدمغ الله به عبادة الاصنام وابطلها وقد كانت هي عبادة الناس ولا احد يستطيع ان ينكر فلله الحمد والمنة على قذفه بالحق على الباطل وعلى كسر الباطل فهو كالرجل الذي يظرب على ام دماغه فينتهي لان الدماغ حساس فيه موضع التركيز والفهم قال جل وعلا فاذا هو زاهق اي ذاهب وهالك. ولكم الويل من مما تصفون اي لكم الهلاك والدمار بما تصفون اي بما تصفون الله به من من الزوجة والولد او تصفون تكذبون او تشركون وكلها بمعنى كلها متقاربة ومتلازمة. فللكفار الذين اشركوا مع الله غيره. وزعموا له هبة والولد وكذبوا عليه لهم الويل والهلاك والدمار. قال جل وعلا وله من في السماء السماوات والارض قال ابن جرير وكيف يجوز ان يتخذ لهوا وله ملك السماوات والارض جل وعلا ومعنى له ملك السماوات والارض له ملك السماوات والارض خلقا وتدبيرا واحصاء الى غير ذلك ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته. اخبر عن الملائكة ومن اي الذين عنده عند الله جل وعلا وهم الملائكة بانهم قال ابن كثير ثم اخبر تعالى عن عبودية الملائكة له ودأبهم في طاعته ليلا ونهارا. فقال وله من في والارض ومن عنده يعني الملائكة لا يستكبرون عن عبادته. اي لا يستنكفون عنها وقيل لا يتعاظمون وقيل لا يأنهون عن عبادة الله وكلها بمعنى. قال ابن كثير اي لا يستنكفون عنها كما قال قال تعالى لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا. ثم قال ولا يستحسرون قال ابن كثير اي ولا يتعبون ولا يملون وقال غيره ولا يعيون يقال دابة حسير كما قال السمعاني يقال دابة حسير اذا كانت عيية وقيل مشتق من الحسير وهو البعير المنقطع بالاعياء والتعب. يقال حسر البعير يحسر حصورا اعيا وكلا والمراد ان الملائكة لا يتعبون ولا يملون ولا يأنفون من التسبيح ومن عبادة الله جل قال فلا يأنفون ولا يتكبرون عن عبادته ولا يملون ولا يتعبون ولا يأنهون. ثم قال يسبحون الليل والنهار لا يفترون يسبحون الله ينزهونه عن كل نقص وعيب في الليل والنهار في جميع الاوقات. لعظمته جل وعلا و لا مانع من ان نقول ان التسبيح هو التنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب. وانهم ينزهون الله عن الصاحبة والولد وغير ذلك. فهذا كله من الحق وهذا عمل الملائكة ولهذا روى ابن ابي حاتم بسند صححه الالباني في الصحيحة ان من حديث آآ حكيم بن حزام قال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اصحابه اذ قال لهم هل تسمعون ما اسمع قالوا ما نسمع من شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاسمع اطيط السماء وما تلام ان تئط وما فيها موضع شبر الا وعليه ملك ساجد او قائم والقطيط هو صوت الرحل الرحل اذا وضع فوق البعير ثم حمل عليه شيء ثقيل صار له اطيط وصوت هذا معنى الحديث اطت السماء يعني سمع لها صوت مثل صوت مثل صوت اطيق الرحل كثرت الملائكة التي فيها فما فيها موضع شبر الا فيه ملك ساجد او قائم يسبحون الله ليلا ونهارا لا يفترون ولا يستكبرون. سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة سبحانه وتعالى لا قال وهنا اورد ابن كثير اثر رواه ابن ابي حاتم عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال جلست الى كعب الاحبار وانا غلام فقلت له ارأيت قول الله تعالى للملائكة يسبحون الليل لا يفتنون. اما يشغلهم عن التسبيح الكلام والرسالة والعمل؟ فقال فمن هذا الغلام؟ فقالوا من بني عبدالمطلب قال فقبل رأسي ثم قال لي يا بني جعل لهم التسبيح كما جعل لكم النفس اليس تتكلم وانت تتنفس وتمشي وانت تتنفس يعني ان الله سبحانه وتعالى هون عليهم التسبيح ويلهمون ولا يجدون مشقة في ذلك. ثم قال جل وعلا ولا يفترون. الاصل في الفتور هو الانقطاع او عن العمل والمعنى انهم لا يضيعون ولا يسأمون ويلهمون التسبيح الهاما آآ ثم قال جل وعلا ام اتخذوا الهة من الارض وهم ينشرون؟ هذا الاستفهام استفهام انكار وقد اختلف المعربون في امن فقال بعضهم هي المنقطعة وهي عاطفة ويهم معنى بل والهمزة. وهي للاضراب الاظراب الانتقالي فهو اضراب انتقالي من اثبات صدق الرسول وحجية دلالة القرآن الى ابطال الشرك وقيل ان ام هنا بمعنى هل والمعنى هل اتخذ المشركون الهة تحيي الموتى؟ وعلى كل في حال هو انكار عليهم. ام اتخذوا الهة من الارض هم ينشرون. هذا وصف لهم. هل اتخذوا الهة تنشر تنشر الناس من قبورهم لان ينشرون من انشر الميت اذا احياه فهل هذه الاية الالهة التي اتخذوها من دون الله تحيي الموتى؟ الجواب لا. اذا انكر عليهم. لا يجوز ان يتخذ الها الا من ينشر الموتى ويحيي الموتى. وهو الله وحده لا شريك له. ودل على بطلان فعله وعبادتهم وانهم يعبدون من لا يملك لهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. ثم قال جل وعلا لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا يقول ابن كبير ثم اخبر تعالى انه لو كان في الوجود الهة غيره لفسدت السماوات والارض. فقال لو كان فيهما الهة اي في السماء والارض لفسدتا كقوله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله من وعلى ولا على بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون. وقال ها هنا فسبحان الله رب العرش عما نعم لو كان في السماء والارض الهين اثنين لفسدتا فسدت السماء والارض. لماذا لان الالهة يتنازعون. فهذا يريد ان يفعل هذا وهذا يريد ان يفعل هذا. تعالى الله عما يقول فلو كان ذلك لفسدت السماوات والارض ولكن انما ربها الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد جل وعلا قل لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا فسبحان الله من رمى لنا التسبيح والتنزيه والتعظيم والتنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب على سبيل التعظيم والمحبة فسبحان الله ينزه نفسه رب العرش في اثبات العرش لله جل وعلا الرحمن على العرش استوى عما هون عما يكذبون او يزعمون يزعمون ان معه الهة اخرى وهذا هو المناسب في هذا المقام او ما يزعمون ان له صاحبة وولدا. تعالى الله عما يقولون. ثم قال جل وعلا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لكمال عظمته لا يسأله احد جل وعلا. وهم يسألون يسألهم الله ويناقشهم. ويجازيهم قال ابن كثير رحمه الله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون اي هو الحاكم الذي لا معقب لحكمه. ولا يعترض عليه احد لعظمته وجلاله ريائه وعلمه وحكمته وعدله ولطفه وهم يسألون اي هو سائل خلقه عما يعملون. كقوله فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون وهذه كقوله جل وعلا وهو يجير ولا يجار عليه. بعظمته وكماله سبحانه وتعالى ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد