الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الانبياء ام اتخذوا من دونه الهة؟ قل هاتوا برهانكم. هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون وهذه الاية بعد قوله في الايات السابقة ام اتخذوا الهة من الارض وهم ينشرون لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ثم قال هنا ام اتخذوا وام هنا بمعنى بل وهي كما مر هي ام المنقطعة العاطفة وفيها اضراب وتقدير الكلام كما قال الشوكاني ام اتخذوا؟ قال اي بل اتخذوا وفيه اضراب وانتقال من اظهار بطلان كونها الهة بالبرهان السابق يقصد؟ ام اتخذوا الهة من الارض هم ينشرون فهناك ابطل كونها الهة بانها لا تستطيع ان تنشر الميت ولا تحييه قال الشوكاني اي بل اتخذوا وفيه اضراب وانتقال من اظهار من اظهار بطلان كونها الهة بالبرهان السابق الى اظهار بطلان اتخاذها الهة مع توبيخهم بطلب البرهان منهم على دعوى الوهيتها اذا ام هنا بمعنى بل وهي للاضراب الانتقالي فاضرب عن الكلام السابق وانتقل الى كلام اخر يطالبهم ايظا او يبين بطلان الهتهم ويطالبهم على صحة الدليل عليها ام اتخذوا من دونه اي من دون الله الهة وهي ما اتخذوه من المعبودات والاصنام والاوثان التي يدعونها ويجعلونها الهة مع الله تعالى الله عما يقولون قال جل وعلا قل هاتوا برهانكم قال الطبري اي حجتكم ودليلكم على صحة اتخاذكم لها الهة ونقل قول قتادة هاتوا بينتكم على ما تقولون. هاتوا الدليل هاتوا الحجة على انها الهة مع الله ولا حجة عندهم ونحوه قال ابن كثير يقول ام اتخذوا من دونه الهة قل يا محمد هاتوا برهانكم اي دليلكم على ما تقولون ثم قال جل وعلا هذا ذكر من معي وذكر من قبلي قال الطبري اي خبر من معي من ما لهم من ثواب الله على ايمانهم به وطاعتهم اياه وما عليهم من عقاب الله على معصيتهم اياه وكفر وكفرهم به وذكر من قبلي يقول وخبر من قبلي من الامم التي سلفت وما فعل الله بهم في الدنيا ما هو فاعل وما هو فاعل بهم في الاخرة فكان الطبري يجعل قوله هذا ذكر من معي يعني هو القرآن والمراد بذكر الذكر ما اعده الله له اه ما اعده الله للمؤمنين من امته صلى الله عليه وسلم من الثواب على الطاعة والعقوبة على المعصية ونحن اول ما يتعلق بالامم السابقة وذكر من قبلي يعني خبر ما قبله من الامم وما فعل الله بهم في الدنيا وما وما سيفعله بهم في الاخرة. وقال ابن كثير هذا ذكر من معي يعني القرآن وذكر من قبلي يعني الكتب المتقدمة على خلاف ما تقولون وتزعمون. فكل فكل كتاب انزل على كل نبي ارسل ناطق بانه لا اله الا الا الله ولكن انتم ايها المشركون لا تعلمون الحق فانتم معرضون عنه وقول ابن كثير والله اعلم اقرب لتفسير الاية لانه اورده بعد قوله ام اتخذوا من دونه الهة تنقل هاتوا برهانكم ثم قال هذا ذكر ذكر من معي وذكر من قبلي. هذا القرآن الذي انزله الله علي. وهذه كتب الانبياء السابقة ليس فيها بل كلها على تحريم اتخاذ الهة اخرى مع الله وانه لا اله الا الله ولا برهان ولا حجة على عبادة غيره واتخاذه الها قال جل وعلا بل اكثرهم لا يعلمون قال السعدي هذا اضراب من جهته سبحانه وتعالى وانتقال من تبكيتهم بمطالبتهم بالبرهان الى بيان انه لا يؤثر فيهم اقامة البرهان لكونهم جاهلين للحق لا يميزون بينه وبين الباطل اذا ايضا بل هنا فيها اظراب عن مطالبتهم بالدليل على صحة الالهة وبيان ما في الكتب ما في القرآن وفي الكتب السابقة على بطلان الهاتها فاضرب عن ذلك وانتقل الى بيان ان اكثرهم لا يعلمون طالبتهم بالدليل ليس عندهم دليل بينت لهم ان هذا جاء بطلان هذه الالهة وبطلان عبادة غير الله في القرآن. وفي الكتب السابقة لكن مع ذلك لا يعلمون الحق ولن يعلموه ولن يرجعوا عما هم فيه. بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون معرضون عن الاخذ به. قال ابن كثير فهم فانتم نعم يقول فكل كتاب انزل على نبينا ارسل ناطق بانه لا اله الا الله ولكن انتم ايها المشركون لا تعلمون الحق فانتم معرضون عنه ثم نعم لا يعلمون الحق فهم معرضون عنه. اذا عندنا امران يا اخوان الجهل لا يعلم الحق والامر الثاني الاعراض عنه وعدم الاخذ به لو كان جهلا فقط وما جاءه الحق وما عرفه هذا شأنه اهون لكن يأتيه الحق ويعرض عنه ولا يأخذ به وهو جاهل يحتاج الى ما فيه الى الى معرفة ما فيه هذا من اكبر الخذلان فجمعوا بين الجهل وعدم الاخذ بالحق. قال جل وعلا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا فانا فاعبدون قال ابن كثير ولهذا قال وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. كما قال تعالى واسأل من ارسلنا قبلك من اصولنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون؟ وقال ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فكل نبي بعثه الله يدعو الى عبادة الله وحده لا شريك له. والفطرة شاهدة بذلك ايضا. والمشركون لا برهان لهم وحجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد نعم ما ارسل الله من رسول الا يوحي اليه انه لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله وهذا دليل على تكذيبهم الذي سبق الاشارة اليه ام اتخذوا من دونه الهة فالله بعث الرسل كلهم يقولون لا اله الا الله ليس هناك اله يؤله ويعبد الا الله وحده لا شريك له تتابعت على ذلك الرسل من اولهم الى اخرهم ولقد بعثنا في كل امة رسول ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وهذا فيه بيان بطلان اتخاذ الالهة مع الله وبيان بطلان الشرك وانه لا يجوز ان يعبد مع الله غيره واختلفت القراءة بقوله الا نوحي فقرأ جمهور القراء نوح نوحي بالبناء للفاعل و قرأ نعم قرأ حفص وحمزة والكسائي نوحي بالنون وقرأ الباقون بالياء مبنيا للمفعول. يوحى اليه الا يوحى اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقراءة حفص وحمزة والكسائي الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. اذا لا معبود بحق الا الله ليس هناك اله يعبد بالحق الا الله فاعبدون اي خصوني بالعبادة. وافردوني بالعبادة وحدوني بيان واهمية التوحيد وانه لا نجاة الا بالتوحيد وان اتخاذ الهة اخرى مع الله جل وعلا شرك وكفر يؤدي بصاحبه الى الخلود في النار ان لم يتب منه قبل موته. وقال جل وعلا وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون قال ابن كثير يقول تعالى رادا على من زعم ان له تعالى وتقدس ولدا من الملائكة كمن قال ذلك من العرب ان الملائكة الله هكذا اشار الى ان هذا يعني ان المراد بالقائلين هنا هم العرب الذين قالوا ان الملائكة بنات الله والله اتخذ ولدا وله ولد والصواب ان الاية عامة فتشمل من قال او من زعم من العرب ان لله ولد وانه اتخذ ولد من الملائكة او غيرهم وتشمل كذلك اليهود الذين قالوا عزير بن الله وتشمل كذلك النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله وتشمل كل من ادعى وزعم ان الله اتخذ ولدا تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه كثيرا ما يأتي ما ينزه الله جل وعلا نفسه حينما يذكر ما يوصف به او ما لا يليق ان يوصف به. من اتخاذ الصاحبة او اتخاذ الولد يبادر الى تنزيه نفسه فيقول سبحانه سبحان الله والتسبيح هو التنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع التعظيم له جل وعلا بل عباد مكرمون بل الملائكة عباد مكرمون وهذا يرشح قول ابن كثير ان ان انه رد على من قال من العرب ان الملائكة بنات الله لانه قال بل عباد اي الملائكة ولم يذكر يسبق لهم ذكر لكن سبق قوله وقالوا اتخذ الرحمن ولدا اذا الولد هنا هم الملائكة كما قال ابن كثير لماذا لانه قال بل عباد مكرمون. وان كان هذا لا يكفي في ترجيح انهم الملائكة فان هذا ايضا ينطبق على عيسى والعزير بانهم عباد مكرمون وانهم لا يسبقونهم بالقول وهم بامره يعملون لانهم انبياء لله ورسل لله. لكن هذا يبين قوة ابن كثير رحمه الله فيما ذهب اليه. قال بل عباد مكرمون قال ابن كثير اي الملائكة عباد الله مكرمون عنده. في منازل عالية ومقامات سامية. وهم له في غاية الطاعة قولا وفعلا الى لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. اي لا يتقدمون بين يديه بامر ولا يخالفونه فيما امر به. بل يبادرون الى فعله وهو تعالى محيط العلم وهو تعالى علمه محيط بهم فلا يخفى عليه منهم خافية يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم وهذا كلام نفيس وتفسير قيم من ابن كثير بهذه الايات فقال لا يسبقونه او الملائكة عباد مكرمون عند الله في غاية الاكرام لعلو مقامهم ومكانتهم وهم لا يسبقون الله جل وعلا بالقول فيتكلمون بين يديه او يعملون عملا او يقولون قولا يشرعون وهم بامره يعملون بل لا يسبقونهم بالقول واذا قال لهم وامرهم بامر عملوا بما قال وبادروا لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. ثم اخبر جل وعلا عن علمه المحيط بهم فقال يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم. كما مر معنا قول ابن كثير فهو تعالى علمه محيط بهم فلا يخفى عليه منهم خافية وقال الشوكاني يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ان يعلموا ما عملوا وهذا ما بين ما خلفهم وما هم عاملون وهذا ما بين ايديهم او وقال ثم قال ايضا او يعلم ما بين ايديهم وهو الاخرة وما خلفهم وهو الدنيا. والصواب ان الاية شاملة لذلك كله فهو جل وعلا يعلم ما عملوا سبق ان عملوا وما سيعملونه بعد ذلك وكذلك يعلم ما بين فيهم وهي الاخرة وما فيها وما يكون ويقع فيها وكذلك يعلم ما خلفهم وهي الدنيا وما فيها وما يقع فالحاصل ان هذه الاية تدل على شمول علمه واحاطته جل وعلا بكل شيء. قال جل وعلا لا يشفعون الا لمن اقتضى. لا يشفعون. والشفاعة هي التوسط للغير بجلب مصلحة او دفع مضرة واهل السنة والجماعة يثبتون الشفاعة. وان الملائكة يشفعون. وان المؤمنين يشفعون. وان الانبياء يشفعون. وان الافراط يشفعون والشفاعة من معتقد اهل السنة وهي ثابت بالتواتر كما قال الناظم شفاعة ورؤية والحوظ ومسح خفيني وهذا بعض يعني مما تواترت به النصوص. تواترت بالشفاعة اثبات الشفاعة ورؤية الله جل وعلا شفاعة ورؤية والحوظ واثبات حوض النبي صلى الله عليه وسلم ومسح الخفين هذي كلها مما ثبتت بالتواتر الذي اه يجب القطع به وبمضمونه. قال جل وعلا ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وارتضى هنا قيل الا من ارتضى الا من ارتضى الله عمله الا من ارتضى عمله. لا تشفع الملائكة عند الله الا لمن اقتضى الله عمله وقيل بل من ارتضى اي من قال لا اله الا الله وعمل بها وعمل بمقتضاها وقيل ارتضى ان تشفع الملائكة له وكل هذه الاقوال حق يصدق بعضها بعضا ويبين بعضها بعضا ولا تدل عليها فان الملائكة لا لا لا يشفعون الا لمن ارتضى الله عمله. فلا يشفعون في في المشركين. كما قال جل وعلا فما تنفعهم شفاعة الشافعين. فلا يشفع الا للموحدين من ارتضى الله عملهم وماتوا على التوحيد وعدم الشرك وكذلك هم هو من قال لا اله الا الله لا معبود حق الا الله وعمل بمقتضى ذلك وكذلك الملائكة اه لا يشفعون الا لمن اه ارتضى الله الشفاعة فيه. كما قال جل وعلا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وكما قال ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له وكما قال جل وعلا ايضا في الاية الاخرى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. والعلماء قد نصوا على ان الشفاعة لها شرطين. الاذن من والرضا الاذن من الله للشافع بالشفاعة والرضا من الله جل وعلا عن المشفوع له. وقال بعض اهل العلم بل الرضا ايضا عن الشافعي. فلابد ان يرضى الله عن الشافعي والمشفوع له قال وهم من خشيته مشفقون قال ابن كثير اي من خوفه ورهبته وقال الشوكاني اي من خشيته منه. والخشية الخوف مع العلم والتعظيم. والاشفاق الخوف مع التوقع والحذر اي لا يأمنون مكر الله وسبقه الى هذا القرطبي في تفسيره وقال السعدي رحمه الله اي عند قوله وهم من خشيته مشفقون اي خائفون وجيلون قد خضعوا لجلاله وعنت وجوههم وعنت وجوههم لعزه وجماله سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا ومن يقل منهم اني اله من دونه فذلك نجزيه جهنم من يقل من ادعى منهم انه اله من دون الله اي مع الله فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين. قال ابن كثير اي كل من قال ذلك والسياق هنا في الملائكة السياق في الملائكة قال ابن كثير اي كل من قال ذلك وهذا شرط شرط من قال انه اله مع الله فهذا يجزيه الله جل وعلا جهنم ويدخله النار ومثل هذا يجزي به الظالمين الكافرين لان من زعم انه اله مع الله هذا كافر. والكفر هو اه اشد الظلم ان الشرك لظلم عظيم الشرك والكفر اعظم الذنوب واظلم الظلم آآ قال ابن كثير من نعم اي كل من قال ذلك وهذا شرط والشرط لا يلزم وقوعه يعني الله شرط ان من زعم انه مع الله اله وقال انه مع مع الله اله من قال ذلك فله عذاب جهنم فشرط شرطا وهو ادعاء الالوهية. فمن ادعاء الالوهية له ذلك. لكن لا يلزم من هذا الشرط ان يقع فلا يلزم ان يقع هذا من الملائكة فالملائكة كما تقدم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما ما يؤمرون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون قال ابن كثير يعني هذا الحقيقة جمع جميل جيد. يقول الانسان طيب لماذا قال الله عز وجل هذا عن الملائكة؟ ما قال هذا الا ان حكما يقول من الملائكة انه اله مع الله. نقول لا يلزم من الشرط وقوعه وقال ابن كثير وهذا قال والشرط لا يلزم وقوعه كقوله تعالى قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين ولا يمكن ان يكون للرحمن ولد لم يلد ولم يولد قال وقوله لئن اشركت لا يحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. هذا شرط لكن النبي صلى الله عليه وسلم لن يشرك معصوم مغفور له ما تقدم من ذنبه ولن يقع منه الشرك وما وقع منه الشرك صلى الله عليه واله وسلم فالحاصل ان فيه بيان ان قوله اه ومن يقل منهم اني اله هذا شرط ولا يلزمه من الشرط ان يقع. وكما دل عليه ايتان آآ الاخريان. ثم قال جل وعلا اولم يرى الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون هذا استفهام آآ قال بعض المفسرين استفهام انكاري والرؤية هنا قلبية علمية هذا قاله الشوكاني قال اه الاستفهام هنا للانكار والرؤيا هنا قلبية يعني اولم يروا بقلوبهم او علمية ولم يعلموا وليست رؤية بصرية وقال الامين الشنقيطي اه الاستفهام هنا استفهام توبيخ استفهام توبيخ وتقريع استفهام استفهام توبيخي للكفار وتوبيخي حيث يشاهدون غرائب صنع الله وعجائبه ومع هذا يعبدون من دونه ما لا ينفعهم من عبده ولا يضر من عصاه ولا يقدر على شيء وما لا الشنقيطي رحمه الله الى ان الرؤيا هنا بصرية حيث انه يعني فسر الاية ان ان السماوات كانت رتقا يعني سدا لا ينزل منها المطر وكذلك الارض لا تنبت النبات ففتقهما الله فتق السماء بالماء والمطر فنزل منها وفتق الارض فانبتت النبات واذا كان هذا معنى الاية فان الرؤية تكون هنا بصرية لان الكفار يبصرون هذا السماء مسدودة لا ينزل منها شيء والارض كذلك صماء لكن جل وعلا يفتق السماء بالمطر فينصب منها ويفتق الارض فتتشقق وتبتلع الماء تخرج النبات فالرؤية هنا بصرية اه ومعنى وهنا ذن قال كانتا او لم يرى الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا اه التدنية هنا كما قال الامين الشنقيطي رحمه الله قال الثالث التثنية باعتبار النوعين الذين هما نوع السماء ونوع الارض ثم ذكر ان الرتق مصدر رتقه رتقا اذا سده. والفتق الفصل بين الشيئين المتصلين فهو ضد الرتق ذكر الامين الشنقيطي رحمه الله في الاضواء الاقوال بهذه وانا انقل كلامه لانه كلام جامع. يقول رحمه الله في اضواء البيان واعلم ان العلماء اختلفوا في المراد بالرتق والفتق في هذه الاية على خمسة اقوال. بعضها في غاية السقوط فواحد منها تدل له قرائن من القرآن العظيم. جميل. اذا بعضها في غاية السقوط ومنها قول يدل عليه القرآن. اذا هذا هو القول الراجح قال الاول ان معنى كانتا رتقا اي كانت السماوات والارض متلاصقة بعضها مع بعض. ففتقها الله وفصل بين السماوات والارض فرفع السماء الى مكانها واقر الارض مكانها وفصل بينهما بالهواء الذي بينهما كما ترى. وهذا قول في السقوط لان الله اخبر في القرآن اه كيف خلق السماوات هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وقال والارض بعد ذلك دحاها واخبر انه خلق السماء والارض في يومين وانه اودع فيهما المنافع فلم تكونا اصلا ما خلقهما ملتصقتين ثم فرقهما ابدا خلق آآ الارض اولا ثم خلق السماء ثم اودع في الارض منافعها في ستة ايام فهذا قول في غاية السقوط كما قال الامين رحمه الله قال القول الثاني ان السماوات السبع كانتا رطقا اي متلاصقة بعضها ببعض ففتقها الله وجعل سبع جعلها سبع سماوات. اذا هنا التي كانت متلاصقة. الاول القول الاول يقول السماء والارض. لا هنا يقول السماوات نفسها كانت ففرق الله بينها وفتقها فجعلها سبع سماوات. وكذلك الاراظون والاراظون كذلك كانتا رطقا عتقها وجعلها سبعا بعضها منفصل عن بعض ايضا كانت الاراضين ملتصق بعضها على بعض وهذا ايضا في غاية السقوط قال القول الثالث ان معنى اذا كانتا رتق آآ ان السماع كانت لا ينزل منها مطر والارض كانت لا ينبت فيها نبات. ففتق الله السماء بالمطر والارض النبات وهذا هو اصح الاقوال وقالوا القول الرابع كانتا رتق رتقا اه كانتا رتقا بالاسكان كانتا رتقا اي في ظلمة لا يرى من شدتها شيء ففتقهما الله النور وهذا القول في الحقيقة يرجع الى القول الاول والثاني وهما في غاية اه وهما في غاية السقوط. قال الخامس وهو ابعدهم بظهور سقوطه ان الرتق يراد به العدم والفتق يراد به الايجاد اي كانتا عدما فاوجدناهما وهذا القول كما ترى ثم قال فاذا عرفت اقوال اهل العلم في هذه الاية فاعلم ان القول الثالث منها وهو كونهما كانتا رتقا بمعنى ان ان السماء لا ينزل منها مطر والارض لا تنبت شيئا. ففتق الله السماء بالمطر والارض بالنبات قد دلت عليه قرائن من كتاب الله تعالى الاولى ان قوله تعالى اولم يرى الذين كفروا ان انه يدل على انهم رأوا ذلك لان الاظهر فراء انها بصرية. والذي يرونه بابصارهم هو ان السماء تكون هو ان السماء تكون لا ينزل منها مطر. والارض ميتة هامدة لا نبات فيها. فيشاهدون بابصار بابصارهم انزال الله المطر انزال الله المطر وان بات هو به انواع النبات. والقرينة الثانية انه اتبع ذلك بقوله وجعلنا من الماء كل شيء حي. افلا يؤمنون؟ والظاهر اتصال هذا الكلام بما هذا الكلام بما قبله. اي وجعلنا من الماء الذي بفتقنا السماء وانبتنا به انواع النبات بفتقنا الارض كل شيء حي. والقرينة الثالثة ان هذا المعنى جاء بايات اخر من كتاب الله كقوله تعالى والسماء ذات الرجع والارض ذات الصدع لان المراد بالرجع نزول المطر منها تارة بعد اخرى والمراد بالصدع شقاق الارض عن النبات. وكقوله تعالى فلينظر الانسان من فلينظر فلينظر الانسان الى عامه انا سببنا الماء صبا ثم شققنا الارض شقا انتهى كلامه رحمه الله وهو كلام في غاية المكانة وترجيح في غاية الظهور وهذا كما جاء عن ابن عباس اه او غيره من المفسرين انهما انهم قالوا كانت السماء رتقا ففتقها بالمطر وكانت الارض رتقا فتقها بانبات النبات منها آآ نكتفي بهذا القدر ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد