الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الانبياء واذا رآك الذين كفروا ان يتخذونك الا هزوا. اهذا الذي يذكر الهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون يقول الله جل وعلا واذا رآك الذين كفروا اذا رآك يا نبينا كفار قريش ان يتخذونك الا هزوا. ان هنا نافية بمعنى ماء اي ما يتخذونك الا هزوا قال الطبري ما يتخذونك الا سخريا يقول بعضهم لبعض اهذا الذي يذكر الهتكم بسوء ويعيبها تعجبا منهم من ذلك وقال ابن كثير رحمه الله يقول تعالى لنبيه صلوات الله وسلامه عليه واذا رآك الذين كفروا يعني كفار قريش كابي جهل واشباهه اي يتخذونك الا هزوا اي يستهزئون بك وينتقصونك يقولون هذا الذي يذكر الهتكم يعنون هذا الذي يسب الهتكم ويسفهوا احلامكم و قال نعم وقد جاء في الاخبار في اية اخرى عن استهزائهم بالنبي صلى الله عليه وسلم كقوله واذا رأوك ان يتخذونك الا هزوا اهذا الذي بعث الله رسولا ان كاد ليضلنا عن الهتنا لولا ان صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من اضلوا سبيلا وقال جل وعلا انا كفيناك المستهزئين وقوله وهم بذكر الرحمن فقوله وهم بذكر الرحمن هم كافرون قال الطبري وهم بذكر الرحمن الذي خلقهم وانعم عليهم ومنه نفعهم وبيده ضرهم واليه مرجعهم بما هو اهله منهم ان يذكروه به كافرون كافرون والعرب تضع الذكر موضع المدح والذم فيقولون سمعنا فلانا يذكر فلانا وهم يريدون سمعناه يذكره بقبيح ويعيبه نعم وهذا جاري في كلامي العرب آآ وقال ابن كثير او قبله قال السمعاني وهم بذكر الرحمن هم كافرون قال لانهم كانوا يقولون لا نعرف الرحمن الا مسيلمة وقال ابن كثير وهم بذكر الرحمن هم كافرون اي وهم كافرون بالله ومع هذا يستهزئون برسول الله كما قال في الاية الاخرى واذا رأوك ان يتخذونك الا هزوا اهذا الذي بعث الله رسولا ان كاد ليضلنا عن الهتنا لولا ان صبرنا عليها؟ الاية وقال الامين الشنقيطي رحمه الله قال بعض اهل العلم معنى كفرهم بذكر الرحمن هو الموضح في قوله تعالى واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمان؟ انسجدوا لما تأمرنا وزادهم نفورا فالحاصل ان الله جل وعلا اخبر انهم يستهزؤون بالنبي صلى الله عليه واله وسلم وبسبب اه سبه لالهتهم وعيبه لالهتهم وفي المقابل لا يذكرون الرحمن بل هم به كافرون يعني لا يذكرونه اه لا يذكرونه الا بالذم ولذلك قال وهم بذكر الرحمن كافرون. يعني بذكره بالايمان به بعبادته بطاعته بالثناء عليه كافرون بهذا جاحدون منكرون او انهم جاهدون لاسم الرحمن. ولهذا لما قال في في صلح الحديبية بسم الله الرحمن الرحيم آآ قال له سهيل بن عمرو ما نعرف الرحمن قل باسمك اللهم فانزل الله عز وجل وهم يكفرون بالرحمن فالرحمن اسم من اسماء الله وهذا انما قالوه على سبيل العناد على سبيل العناد والجحود والا هو جالس في كلام العرب جار فيها كلام العربي واشعارهم ومنه قوله الا قطع الرحمن ربي يمينها وقوله وقول الشاعر الاخر وما يشأ الرحمن يعقد ويطلق او يطلق ويعتدي هذا كله معروف في كلام العرب وفي اشعاره لكن انما قالوا هذا على سبيل الانكار على سبيل الانكار اه قال جل وعلا خلق الانسان من اجل ساريكم اياتي فلا تستعجلون قال ابن كثير رحمه الله خلق الانسان من عجل كما قال في الاية الاخرى وكان الانسان عجولا اي في الامور قال مجاهد خلق الله ادم بعد كل شيء من اخر النهار من يوم خلق الخلائق كان ذلك يوم الجمعة بعد العصر فلما احيا الروح عينيه ولسانه ورأسه ولم يبلغ اسفله قال يا ربي استعجل بخلقي قبل غروب الشمس وجاء نحوه عن سعيد بن جبير وغيره انه لما سرت الروح في عينيه ورأسه نظر الى رجليه ولم يصل اليهم الروح فاستعجل كما في قول مجاهد واورد ابن ابي حاتم عن ابي هريرة بسنده عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق ادم وفيه ادخل الجنة وفيه اهبط منها وفيه تقوم الساعة وفي وفيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي وقبض اصابعه يقللها فسأل الله خيرا الا اعطاه والى هذا القدر الحديث اخرجه مسلم قال ابو سلمة فقال عبد الله بن سلام قد عرفت تلك الساعة هي اخر ساعات النهار بيوم الجمعة وهي التي خلق فيها ادم قال الله تعالى خلق الانسان من عجل ساريكم اياتي فلا تستعجلون ثم قال ابن كثير او قبل ذلك اه هنا قد يرد اشكال خلق الانسان من عجب والانسان معلوم انه خلق اصله من تراب ثم من ماء مهين فكيف يكون مخلوق من عجل هذه من الايات التي ظاهرها اشكال او يظهر فيها اشكال توهم التعارض مع ايات اخرى والامر ليس كذلك. يقول آآ القرطبي رحمه الله في تفسيره خلق من عجل اي ركب على العجلة ركب الانسان على العجلة فيه عجلة اي ركب على العجلة فخلق عجولا كما قال تعالى والله الذي خلقكم من ظعف اي خلق الانسان ظعيفا وقال الامين الشنقيطي من عجل المراد بالعجل العجلة التي هي خلاف التأني والتثبت والعرب تقول خلق من كذا يعنون بذلك المبالغة في الاتصاف بالشيء كقولهم خلق من كرم وخلقت فلانة من الجمال يريدون المبالغة في وصف الكريم بالكرم ووصف الجميلة بالجمال اقول لعل او في الاثر الذي ذكره الشافعي في مسنده في السنن الكبرى وذكره البيهقي في السنن الكبرى آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصلوا في اعطان الابل فانها جن خلقه فانها جن من جن خلقت والحديث ضعفه الالباني وغيره لكن معناه خلقت من جن الابل خلقت من جن ليس معناه ان اصلها من الجن الله خلق كل شيء من ماء لكن المراد خلقت من جن يعني الجن ملازمة لها. كما جاء في الحديث على شعفة كل بعير شيطان فالمراد كما قدمنا قول الامين الشنقيطي مبالغة في وصف آآ هذا الفعل وهو كثرة ملابسة الجن لها وقال الشوكاني رحمه الله خلق الانسان من عجل اي جعل لفرط استعجاله كأنه مخلوق من العجل قال الفراء كانه يقول بنيته وخلقته من العجلة وعلى العجلة وقال الزجاج خوطبت العرب بما تعقل والعرب تقول للذي يكثر منه الشيء خلق منه. خلقت منه كما تقول انت من لعب وخلقت من لعب تريد المبالغة في وصفه بذلك اذا المعنى خلق الانسان من عجل المبالغة او بيان ملازمته للعجلة وانه متصف بالعجلة دائما وليس المراد ان اصله وتكوينه وانشائه من العجلة قال جل وعلا خلق الانسان من عجل ساريكم اياتي فلا تستعجلون آآ قال ابن كثير الحكمة في ذكر عجلة الانسان ها هنا انه لما ذكر المستهزئين بالرسول صلوات الله وسلامه عليه وقع في النفوس سرعة الانتقام منهم واستعجلت ذلك فقال الله تعالى خلق الانسان من عجل بانه تعالى يملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته يؤجل ثم يعجل وينظر ثم لا يؤخر ولهذا قال ساريكم اياتي اي نقمي وحكمي واقتداري على من عصاني سأريكم هذا تهديد للكفار. ساريكم آآ عذاب ونقمتي والمراد اياتي يعني العذاب الذي ساحله بكم وما يصيبكم من الايات والنذر فلا تستعجلون آآ اي لا تطلبون العذاب قبل وقته وقيل لا تستعجلوني بالاتيان به فانه نازل بكم لا محالة هذا تهديد وتخويف ووعيد شديد قال ثم قال جل وعلا ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين فيقول الكفار كفار قريش المشركون يقولون متى هذا الوعد يقولون هذا على سبيل الانكار والاستبعاد والقدح في النبوة فهو استفهام انكاري يريدون به استبعاد وقوع هذا الوعد وهو العذاب الذي وعدهم بانه سيحل بهم بل ايظا يقدحونه في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم كانهم يقولون انك غير غير صادق فيقولون متى هذا الوعد؟ والمراد بالوعد هنا الوعيد الذي آآ وعدهم اياه من العذاب قتل الوعد هنا المراد به يوم القيامة الذي ذكرت اننا نبعث فيه ونحشر ونجازى على اعمالنا ان كنتم صادقين يريدون متى يقع هذا الامر قالوا انس صادقين فيما تقولون وهذا من جهلهم فان الامر راجع الى الله وليس النبي صلى الله عليه وسلم الا رسول والامر امر الله وكذلك المؤمنون يدعونهم الى الحق واما متى يقع العذاب ومتى تقوم الساعة هذا مرده الى الله لا يعلمه احد لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل قال جل وعلا لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار. هذا مرتبط بما قبله. تقرير له وبيان انه متحقق وواقع لا شك فيه ولهذا قال لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون وجوابه لو هنا لو يعلم جواب لو محذوف تقديره لو يعلم الذين كفروا لما استعجلوا الوعيد وقيل لو يعلم الذين كفروا لعلموا صدق الوعد الذي وعده الله وان العذاب واقع ومتحقق لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار. لا يردون النار ولا يمسكونها عن وجوههم بل ولا عن ظهورهم يصيبهم لفح النار وعذابها قال ابن كثير رحمه الله لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم. اي لو لو تيقنوا انه واقع بهم لا محالة لما استعجلوا به ولو يعلمون حين يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت ارجلهم كما قال تعالى لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل كما قال تعالى لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وقال في هذه الاية حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم وقال سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار فالعذاب محيط بهم من جميع جهاتهم قال ولا هم ينصرون اي لا ناصر لهم. كما قال وما لهم من الله من واقع اذا بين الله عز وجل ان العذاب سيصيبهم وسيعذبون بالنار ولا يستطيعون كف النار ولا ردها عن وجوههم ولا عن ظهورهم وهذا دليل ان النار تحيط بهم من كل جهة لكن ذكر الوجوه ليدل على انها تصيبهم من الامام وذكر الظهور بدليل انها تصيبهم من الخلف فهي محيطة بهم من كل حدب وصوب. نعوذ بالله من عذابه قال ولهم ينصرون ليس لهم ناصر ينصرهم من دون الله او مانع يمنعهم ويدافع عنهم بل هم في ذلة وخزي وعار قال بل تأتيهم بغتة قال ابن كثير اي تأتيهم النار بغتة اي فجأة بغتة اي فجأة اسأل الله العافية والسلامة فتبهتهم قال ابن كثير اي تذعرهم فيستسلمون لها حائرين لا يدرون ما ما يصنعون وقال غيره فتبهتهم تحيرهم. يقال فلان مبهوت اي متحير قاله السمعاني في تفسيره وقال الجوهري بهتها قال الجوهري بهته بهتا او بهتا اخذه بغتة وقيل فتفجأهم اذا فتبهتهم تفجأهم او تحيرهم فتأتيهم بغتة اي فجأة فيصابون بالحيرة الشديدة لما حل بهم ووقع بهم لانهم لا قوة لهم ولا ناصر فلا يستطيعون ردها اي لا يستطيعون رد النار عن وجوههم ليس لهم حيلة في ذلك ولا هم ينظرون ولا هم يمهلون ويؤخر عنهم العذاب وهذا فيه بيان غاية او بيان شدة ما يقع فيهم من العذاب وما يصيبهم من من الفزع وما يصيبهم من الخيبة والخسار ومفاجأة العذاب لهم وتحيرهم فلا يستطيعون رد النار عن انفسهم ولا هم يمهلون ويؤخرون يؤخر عنهم العذاب بل يأخذهم ويلزمهم خالدين فيها ابدا ثم قال جل وعلا ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون قال ابن كثير يقول تعالى مسليا لرسوله صلى الله عليه واله وسلم عما اذاه به المشركون من الاستهزاء تكذيب ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون يعني من العذاب الذي كانوا يستبعدون وقوعه. كما قال تعالى ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا. ولا مبدل لكلمات الله. ولقد جاءك من نبأ المرسلين اذا هذه الاية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم لان قومه استهزئوا فيه وسخروا منه كما مر معنا في الايات واذا رآك الذين كفروا ان يتخذونك الا هزوا فسلاه الله وطيب خاطره وبين ان هذه سنة الله فهذا فعل القوم الكافرين مع انبيائهم وانت قد سبقك غيرك ولقد استهزأ برسل من قبلك ممن سبقك لان النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل فحاق بالذين سخروا منهم ومعنى حاق يعني احاط وقال القرطبي احاط ودار بهم قال الامين الشنقيطي لا تستعمل هذه الكلمة الا في احاطة المكروه خاصة لا يقال حاق به يعني احاط به ودار به او ادار به لا تقال هذه الكلمة الا في حق المكروه اذا قيل حاق به كذا يعني احاط به امر مكروه يكرهه وهو كذلك هنا احاق بهم احاط بهم استهزاؤهم وسخريتهم من النبي صلى الله عليه وسلم فاسلمهم للعذاب والهلكة قال فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون احاقا بالمستهزئين الساخرين من قريش ومن الكفار اه نعم فحاق بالساخرين من الانبياء من اممهم ما كانوا به يستهزؤون والحاق بهم استهزائهم ونالوا عقابه فاهلكهم الله جل وعلا اه قال ابن كثير ثم ذكر نعمته على عبيده في حفظه لهم بالليل والنهار وكلاءته وحراسته لهم بعينه التي لا تنام فقال قل من يكلأكم بالليل والنهار من الرحمن قال اي بدل الرحمن يقصد ان من هنا قل من من هنا معناها بدل فيقول ابن كثير اي بدل الرحمن يعني من يكلأكم بدل الرحمن؟ من يحفظكم ويحرسكم بدلا من الله جل وعلا وهذا احد القولين في معنى من؟ هنا كما قال الامين الشنقيطي رحمه الله قال واختاره ابن كثير وهذا واضح ان ابن كثير اختار ان من هنا المراد بها بدلا قل من يكلأكم بالليل والنهار. يعني من يكلؤكم بدلا من الله من يحرسكم ويحفظكم بدلا من الله والقول الثاني قال المعنى من يكلأكم ان يحفظكم من الرحمن اي من عذابه وبأسه قال الامين وهذا الاظهر عندي يعني معنى الاية قل من يكلأكم من الرحمن فيها لها معنيان اما ان يقال من الذي يحفظكم ويحرسكم بدلا من الله؟ فالله هو الذي يحفظ يحفظكم ويحرسكم ويكلأكم من يحفظكم بدلا منه او يكون المعنى من يكلأكم من الله؟ من يحفظكم ويمنعكم من الله اذا احل بكم العقوبة فالله جل وعلا اذا احل بكم العقوبة ليس لكم ولي ولا نصير ولا احد يستطيع ان يحول بينكم وبينه وبين عذابه آآ قل من يكلؤكم بالليل والنهار اه الاستفهام هنا قل من يكلؤكم استفهام تقريع وتوبيخ كما قال ابو حيان في البحر المحيط وقال الامين الشنقيطي و هو يحتمل عندي الانكار والتقرير يعني يحتمل ان يكون استفهام انكاري ينكر عليهم او ويحتمل ان يكون استفهاما تقريريا. يقررهم بذلك هو الحقيقة ان لكل وجهة ومحتمل لهذا ولهذا قل من يكلأكم بالليل والنهار. اي من الذي يحفظكم بالليل قال الامين الشنقيطي اي من هو الذي يحفظكم ويحرسكم بالليل في حال نومكم والنهار في حال تصرفكم في اموركم ثم قال والكلاءة بالكسر الحفظ والحراسة هالجواب لا احد ثم قال جل وعلا بل هم عليك ربهم معرضون اه نعم انبه اه انني وهمت في ما سبق قلت من؟ قل من يكلؤكم ان من فيها قولان هل هي بدل والصواب ان ان المراد به من الرحمن من التي هي حرف جر من الرحمن فمن هي التي فيها قولان؟ من الرحمن آآ هل المراد بدلا من الرحمن يحفظكم بدلا من حفظ الرحمن لكم. او ما الذي يحفظكم من الله؟ ما الذي يمنعكم من الرحمن اذا اراد ان يحل بكم العقوبة؟ قال بل هم عن ذكر معرضون بل هنا للاضراب و الانتقال فهم عن ذكر الله معرضون متولون لا يذكرون الله الا قليلا ولا يؤمنون بالله ولا يؤمنون بذكره وهو كتابه وما جاء به نبيه من الحق فقد اعرضوا عن ذلك وتركوه ولم يأخذ به ثم قال جل وعلا ام لهم الهة تمنعهم من دوننا ام هنا هي المنقطعة وهي بمعنى بل والهمزة وقد اشتملت على معنى الاظراب والانكار اظربت عن المعنى السابق انتقلت الى معنى اخر وايضا اشتملت على الانكار فيما سيذكره بعدها فعندنا اظراب وانتقال وعندنا انكار لهذا اه الامر يعني ليس هناك احد يمنعهم من دوننا ام لهم الهة تمنعه والمعنى الهم الهة تجعلهم في منعة وعز حتى لا ينالهم عذابنا وهذا على اختيار الامين الشنقيطي رحمه الله وقوله ام لهم اله تمنعهم من دوننا من دوننا هنا الخلاف فيها كما سبق في الاية السابقة من الرحمن هل معنى من دوننا يعني هل هناك احد يمنعهم غيرنا فيقوم بمنعهم مما يضرهم ويدافع عنهم ام ان من هنا اه المراد من يمنعهم منا اذا اردنا ان نعذبهم وان نحل بهم عذابنا فلا احد يستطيع ان يمنعهم ذكر القولين الشنقيطي ومال الى الثاني آآ الى ان المعنى من الذي يمنعهم من عذابنا؟ منا اذا اردنا ان نعذبهم لا احد يحول بيننا وبينهم كما اختار ذلك في الاية السابقة وابن كثير رحمه الله على القول الثاني. المراد من الذي يكلأهم بدلا منا ومن الذي يمنعهم بدلا منا فلا مانع لهم الا الله قال جل وعلا آآ ام لهم الهة تمنعون من دوننا قال ابن كثير هذا استفهام انكار وتقريء وتوبيخ اي الهم الهة تمنعهم وتكلأهم غيرنا؟ ليس الامر كما توهموا ولا كما قد زعموا ولهذا قال لا يستطيعون نصر انفسهم اي هذه الالهة التي استندوا اليها غير الله جل وعلا لا يستطيعون نصر انفسهم ولا هم منا يصحبون هذا الكلام محتمل ان المراد لا يستطيعون نصر انفسهم يعني الالهة التي اتخذوها من دوننا ويحتمل على القول الثاني لكن ابن ابن كثير يرى هذا القول يرى ان من دوننا اي بدلا منا وهذه الاية التي يريدون يتخذونها بدلا منا لا يستطيعون نصر انفسهم لانهم عاجزون جمادات او عاجزة ويحتمل آآ قول اخر على من قال ان من دوننا يعني من من عذابنا يمنعهم منا اذا اردنا ان نعذبهم فيكون المعنى لا يستطيعون نصر انفسهم يعني هؤلاء الكفار لا يستطيعون ان يقوموا بنصر انفسهم ودرء العذاب عن انفسهم والدفاع عن انفسهم ولا هم منا يصحبون ولا هم منا يصحبهم قال ابن عباس ولا هم منا يصحبون اي يجارون ما احد يجيرهم من الله وقال قتادة لا يصحبون من الله بخير وقال غيره ولا هم منا يصحبون يمنعون وهذا بمعنى يجارون فالحاصل ان الله جل وعلا هو الذي يمنع عباده من كل سوء وهو الذي يحفظهم ويكلأهم وهو ايضا اذا اراد بهم عذابا او اراد بهم امرا لا يحول بينه وبينهم احد ولا يمنعه مانع ولا يرده راد جل وعلا والكفار لا يستطيعون ان ينصروا انفسهم ولا يجارون من عذاب الله اذا ارادهم الله بسوء. والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد