الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله اصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الانبياء بل متعنا هؤلاء واباءهم حتى قال عليهم العمر افلا يرون انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها افهم الغالبون هذا بعد قوله جل وعلا ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون قل من يكلأكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون ام لهم الهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر انفسهم ولا هم منا يصحبون. وقد مر معنا في الامس في درس الامس او في الدرس السابق آآ ان الله سبحانه وتعالى بين ان الكفار استهزأوا بالنبي صلى الله عليه واله وسلم. وان الله سبحانه وتعالى سلاه بان هذه سنة الامم المكذبة مع رسلهم فلست اول رسول ولست اول مستهزئ به ومكذب ولكن العاقبة لاولياء لاولياء الله ورسله واتباعهم ثم استفهم استفهامة ان انه توبيخ من الذي يحفظكم ويكلأكم ويحرسكم ليلا ونهارا؟ ومن الذي يمنعكم من دون الله؟ فان فانكم لا تستطيعون نصر انفسكم ولا آآ تصحبون ولا تجارون منا اذا اردناكم بشيء او ان الهتكم التي عبدتموها من دوننا لا تمنعكم آآ منا ولا آآ تنفعكم ولا تضركم. ثم قال بل متعنا هؤلاء. يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن المشركين انما غرهم وحملهم على ما هم فيه من الضلال آآ انهم متعوا في الحياة الدنيا ونعموا وطال عليهم العمر فيما هم فيه. فاعتقدوا انهم على شيء نعم بل متعنا هؤلاء لا تغتر يا عبد الله بما يمتعك الله به من المال والصحة والولد والجاه والرئاسة وغير ذلك العبرة باتباع الحق اما كثرة المال كثرة الجاه كثرة الولد هذه ليست دليل على انك على الحق بل قد يكون هذا تمتيع من الله لك واستدراج من الله لك وكيد من الله بك فالميزان هو الاستقامة على الشرع ان اكرمكم عند الله اتقاكم. هذا هو الميزان الذي يجب ان يلزمه الانسان اما كثرة المال والجاه وغير ذلك هذا ما هو بدليل. ولهذا يقول الله عز وجل ما هو بدليل على الصلاة والتقوى والنجاة. ولهذا يقول جل وعلا عنها هؤلاء المشركين الكفرة بالله جل وعلا بل متعنا هؤلاء وابائهم حتى طال عليهم العمر متعهم الله جل وعلا قال السمعاني املينا وامهلنا هؤلاء ويقال اعطيناهم النعمة قال الامين الشنقيطي الظاهر ان الاظراب انتقالي ثم ذكر لها نظائر لهذه الاية فذكر من ذلك قوله جل وعلا ولا يحسبن الذين كفروا انما انما نولي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين ولهم عذاب مهين. وقال جل وعلا بل متعت هؤلاء وابائهم حتى نسوا الذكر بل متعت هؤلاء وابائهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين وقال ولكن متعتهم واباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا. اذا يمتعوا الله الكفار ولكن هذا التمتيع وهذا المتاع الذي يتمتعون به ليس دليلا على الصلاح وانما استدراج من الله جل وعلا وكذلك متع اباءهم من قبلهم حتى طال عليهم العمر اه طالت اعمارهم وهم على هذا النعيم وهذا المتاع. ولم يروا انه حصل بهم شيء ولا وقع فيهم مما ذكره النبي من العذاب ثم قال جل وعلا افلا يرون انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها افهم الغالبون اه قبل ذلك عند قوله حتى طال عليهم العمر قال القرطبي في النعمة فظنوا انها لا تزول عنهم فاغتروا واعرضوا عن تدبر حجج الا ثم قال افلا يرون انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها؟ قال ابن كثير ثم قال واعظا لهم افلا يرون انا نأتي الارظ ننقصها من اطرافها ثم قال اختلف المفسرون في معناه وقد اسلفناه في سورة الرعد ننقصه من اطرافها مرت معنا في سورة الرعد. فقال وقد اختلف المفسرون في معناه وقد اسلفناه في سورة الرايب وذكر الشنقيطي هذه الاقوال يعني ذكر الاقوال او اشار اليها فقال بعضهم هو موت العلماء وقال بعضهم هو خرابها عند موت اهلها. وقيل هو نقص الانفس والثمرات آآ ثم قال والقول الذي دلت عليه القرينة القرآنية ان معنى ننقصه من اطرافها اي ننقص ارض الكفر ودار الحرب ونحذف اطرافها بتسليط المسلمين عليها واظهارهم على اهلها وردها دار اسلام والقرينة الدالة على ذلك افهم الغالبون. وهذا القول نفسه هو الذي اختاره ابن كثير. ولهذا تفسير ابن كثير الحقيقة من احسن التفاسير قد لا يبسط الاقوال لكن يختار منها القول الراجح الذي يدل عليه الدليل ولهذا قال هنا وقد اسلفناه اه اختلف المفسرون في معناه وقد اسلفناه في سورة الرعد. واحسنوا ما فسر بقوله تعالى ولقد اهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الايات لعلهم يرجعون. وقال الحسن البصري وهو مؤيد لمعنى الاية وتفسيره بن كثير وقال الحسن البصري يعني بذلك ظهور الاسلام على الكفر. والمعنى افلا يعتبرون بنصر الله لاوليائه على اعدائه واهلاك كاين الامم المكذبة والقرى الظالمة وان جائه لعباده المؤمنين. ولهذا قال افهم الغالبون يعني بل هم المغلوبون اسفلون الاخسرون الارذلون الله اكبر. كلام في غاية الجمال والجودة اذا ننقصها من اطراف المراد ان ان الله جل وعلا يسلب الكفار واخوانهم واقرانهم يسلبهم ارضهم وديارهم ويسلطوا رسوله عليهم ويسلط المؤمنين عليهم افلا يعتبرون هذا النصر وهذا التمكين من الله عز وجل. اليس لهم به عبرة؟ افهم الغالبون؟ هذه قرينة على ان المراد به اخذ ما بأيديهم من الاراضي والديار ومع ذلك يقول انهم غالبون افهم الغالبون هذا استفهام انكاري هذا استفهام انكاري وقيل استفهام تقريري يقررهم افهم الغالب. كيف يكونون هم الغالبون ونحن ننقص الارض ونأخذها من ايديهم ونجعلها بايدي المؤمنين هزيمتهم بسبب كفرهم وشؤمهم فكان الواجب عليهم ان يتوبوا ويرجعوا وينيبوا ويتبعوا نبينا ويأخذوا بالحق. قال جل الا قل انما انذركم بالوحي. الاصل ان الانذار هو الاعلام مع تخويف. او الاعلام بموضع المخافة. قال جل وعلا قل لهم انما انذركم بالوحي والوحي هو القرآن وما اتاه الله نبيه صلى الله عليه وسلم ولا يسمع الصم الدعاء اذا ما ينذرون. ثم اخبر جل وعلا انه ان الصم اه لا لا يسمعون الدعاء والدعاء ما تدعوهم اليه. دعاء القرآن لهم. هذا القرآن دعوتك لهم الى الحق. وحدوا الله افردوه بالعبادة لا اتركوا الشرك اتركوا عبادة الاصنام لا يسمعون اذا ما ينذرون. اذا حينما يخوفون بالقرآن و تحصل لهم النذارة لا يسمعون. لكنهم ليسوا صما يعني ليس انه ليس لهم اذان. ليس المعنى انه لا اذان لهم او لا سمع لهم. لا المراد انهم صم عن سماع الحق. ولهذا قال صم بكم عمي فهم لا يرجعون فالصمم هنا المراد به صم عن الانتفاع وليس وجود الايات لا وليس وجود الالات نعم هم يجدون الالات لهم اذان يسمعون الصوت يسمعون قول النبي صلى الله عليه وسلم لكن صم الانتفاع به فهؤلاء صم عن سماع الحق لا يتعظون به ولا يعملون به قوله ولا يسمع الصم هذه قراءة الجمهور ولا يسمع بالياء يسمع بالياء والصم بالرفع على انه هو الفاعل لا يسمعون الصم لا يسمعون وقرأ ابن عامر ولا تسمعوا الصم بضم التاء بقراءته تسمع بالتاء مضمومة ولا تسمع والصم مفعول به ولا تسمع انت الصم وهما قراءتان وكلاهما حق لكن الاولى اخبار من الله والثانية آآ الاولى اخبار من الله جل وعلا عن حالهم وانهم هم لا يسمعون والثانية اخبار من الله ان نبيه لا يستطيع اه اسماع من كتب الله عليه الضلال لا يسمعهم سماع الانتفاع والاستجابة قال ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك اصابتهم مستهم اي اصابتهم آآ نفحة من عذاب ربي اه قال ابن كثير قل قل انما انذركم بالوحي اي اي انما انا مبلغ عن الله ما انذركم به من العذاب والنكال. ليس ذلك الا عما الله الي ولكن لا يجدي لا يجدي هذا عمن اعمى الله بصيرته وختم على سمعه وقلبه. ولهذا قال ولا يسمع الصم الدعاء اذا ما ينذرون اه ثم قال ولئن مستهم. قال وقوله ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا انا كنا ظالمين. اي ولئن مس هؤلاء المكذبين ادنى شيء من عذاب الله لان النفحة هي الشيء القليل النفحة قيل هي الشيء القليل وقيل هي الدفعة من الشيء دون معظمه. ولهذا فسره ابن كثير قال ولا ان مس هؤلاء المكذبين ادنى شيء من عذاب الله لا لا يعترفن بذنوبهم وانهم كانوا ظالمين نعم آآ نعم ليقولن يا ويلنا انا كنا ظالمين. قال السعدي لم يكن قولهم يعني اذا مسهم العذاب وحل بهم شيء من العذاب قليل من العذاب لكنه شديد لان عذاب الله شديد. قال ليقولن لم يكن نعم ليقلن يا ويلنا لم يكن قولهم الا الدعاء بالويل والثبور والندم والاعتراف بمظلمتهم وكفرهم واستحقاق العذاب. نعوذ بالله يقولون هذا يا ويلنا انا كنا ظن الهلاك لنا والندم لنا والخسارة لنا انا كنا ظالمين لا ينفعهم هذا ذلك اليوم. فالواجب ان يتعظوا الان ويقرئ عن الظلم واعظم الظلم هو الكفر بالله جل وعلا وبل يجب على كل مسلم ان يقلع عن الظلم صغيره وكبيره قبل ان يأتي يوم القيامة فلا يملك الا التندم والتحسر ولا ينفعه ولا ينفعه ذلك قال جل وعلا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة يخبر جل وعلا انه يضع الموازين والعلما اختلفوا هل الموازين كثيرة او انه ميزان واحد او ان لكل امة ميزان واحد. او ان للشخص الواحد موازين كل هذا مما تكلم فيه اهل العلم ولكل وجهة. قال جل وعلا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. ومعنى القسط يعني العدل نضع الموازين العدل الحق الموازين التي تزن بالحق لا تزيد ولا تنقص وقوله ليوم القيامة قيل المراد لاهل يوم القيامة اللي اهلي يوم القيامة للجميع للمسلمين والكفار. وقيل ان اللام هنا ليوم بمعنى في. والمعنى ونضع الموازين القسط في يوم القيامة حينما تقوم الساعة هو يقف الناس بين يدي ربهم ليجازيهم على اعمالهم. قال ابن كثير ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا اي ونضع الموازين العدل ليوم القيامة الاكثر على انه انما هو ميزان واحد وانما جمع باعتبار تعدد الاعمال الموزونة فيه. لانه قال ونضع الموازين القسط ليوم القيامة قال فهي فالاظهر يعني يعني اشار الى الخلاف انه ميزان واحد لكن قيل له موازين باعتبار كثرة ما يوزن فيه من الاعمال اعمال صالحة واعمال طالحة. والاعمال الصالحة كثيرة عند المؤمنين والاعمال الطالحة كثيرة عند الكافرين. اه وهذا يعني كأنه ترجيح منه وميل منه الى هذا القول وقيل ان للانسان الواحد موازين متعددة ومال الى هذا اه الامين الشنقيطي وقال وهو ظاهر القرآن اه ثم قال جل وعلا فلا تظلم نفسا شيئا قال ابن كثير وقوله فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين كما قال تعالى ولا يظلمون وربك احدا حقيقة هذه من الميزات القيمة في تفسير ابن كثير تفسير القرآن بالقرآن وين كان الامين الشنقيطي اوسع في هذا لكن هو الحقيقة يأتي بالايات وينزع بها مع الاختصار ويكتفي ذكرها في غالب للأحايين قال كما قال تعالى ولا يظلم ربك احدا وقال ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تكن حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما وقال لقمان يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله خبيث. ثم قال ابن كثير وفي الصحيحين عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم كانه هنا يشير الى ترجيح انه ميزان واحد لانه قال اه ثقيلتان في الميزان مع انها متعددة كلمتان وليس كلمة واحدة اه ثم اورد ابن كثير اه قصة الرجل الذي يصاح به يوم القيامة واورد له ثلاث روايات وكل صحيحة وانا اذكر هذه الاحاديث ان شاء الله الفائدة والعبرة باهمية التوحيد وافراد الله جل وعلا بالعبادة وخطورة المعاصي اه قال ابن كثير وقال الامام احمد حدثنا ابراهيم ابن اسحاق الطلقاني اه حدثنا ابن مبارك عن ليث ابن سعد حدثني عامر ابن يحيى عن ابي عبد الرحمن الحواء الحبلي قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يستخلص رجلا من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا. كل سجل مد البصر. ثم يقول اتنكر من هذا شيئا؟ اظلمتك كتبت الحافظون قال لا يا رب قال افلك عذر او حسنة؟ قال فيبهت الرجل يخاف يتحير فيبهت الرجل فيقول لا يا ربي. فيقول بلى. ان لك عندنا حسنة ان لك عندنا حسنة حسنة واحدة لا ظلم اليوم عليك. فيخرج له بطاقة فيها اشهد ان لا اله الا واشهد ان محمدا رسول الله فيقول احضروه احضروه يعني اجعلوه يحذر اجعله حاضر ويحضر يشهد وزن عمله فيقول احضروه فيقول يا ربي ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول انك لا تظلم. قال فتوضع السجلات في كفة. قال السجلات وثقلت البطاقة. قال ولا يثقل شيء باسم الله ولا يذكر شيء اسم الله الرحمن الرحيم. اوليس هناك شيء يثقل ويوازي اسم الله الرحمن الرحيم في الثقل وهذا الحديث آآ قال ورواه الترمذي آآ وابن ماجة من حديث الليثي ابن سعد به وقال الترمذي حديث حسن غريب وصححه الالباني. وقال الامام احمد حدثنا قتيبة اه وساق بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضع الموازين يوم القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة يوضع ما احصي عليه فتمايل به الميزان قال فيبعث به الى النار قال فاذا ادبر اذا ادبر به اذا صائح من عند الرحمن عز وجل يقول لا تعجلوا فانه قد بقي له فيؤتى بطاقة فيها لا اله الا الله فتوضع مع مع الرجل في في كفة حتى يميل به الميزان هذا الحديث حسنه محقق مسند الامام احمد وله شاهد فيما قبله وفيما بعده ثم قال لي ابن كثير وقال الامام احمد ايضا حدثنا ابو نوح قراد انبأنا ليث ابن سعد عن ما لك بن انس عن الزهري عن عروة عن عائشة ان رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جلس بين يديه فقال يا رسول الله ان لي مملوكين يكذبونني ويخوفونني ويعصونني ان لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني واضربهم واشتم واشتمهم. فكيف انا منهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك اياهم فان كان عقابك اياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك عليهم. وان كان عقابك اياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك. وان انا عقابك اياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي يبقى قبلك فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ويهتف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما له؟ اما يقرأ كتاب الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا فقال الرجل يا رسول الله ما اجد شيئا خيرا من فراق هؤلاء يعني عبيده اني اشهدك انهم احرار كلهم والحديث صححه الالباني في صحيح الترمذي وغيره. هذه الاحاديث فيها عبرة وعظة اولا اهمية التوحيد شهادة ان لا اله الا الله وان الشهادة شهادة ان لا اله الا الله مقترنة بشهادة ان محمدا رسول الله. فلا يكفي بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول المسلم اشهد ان لا اله الا الله فقط بل لابد ان يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله الفائدة الثانية عظم ثواب التوحيد وكثرة ثواب التوحيد. فبطاقة واحدة ترجح بتسعة وتسعين سجلا السجل الواحد منها مد البصر فالله الله بالتوحيد. وحدوا الله افردوه بالعبادة اقرأوا التوحيد راجعوا التوحيد اشتغلوا بالتوحيد اعملوا به ومن الفوائد ايضا ان الله لا يظلم احدا. من الفوائد ان الرجل قد يوزن مع عمله وانه يوزن في يوضع في ميزان الحسنات ومن الفوائد في الحديث الاخير آآ وجوب الاهتمام بحقوق الناس انتبه لا تظن انك اذا تكلمت على احد او سببته او شتمته انه مجرد سب وشتم وينقضي لأ هذا يوم القيامة سيئات وحسنات اعمال السيئات وحسنات ولهذا انظر ماذا قال في هذا الحديث؟ هؤلاء عندهم مماليك يغضبونه يكذبونه يخونونه ويعصونه فهو يضربهم بحكم انهم مواليه ويشتمهم فقال كيف انا منهم فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان شتمه وضربه يقارن بتكذيبهم وتخوينهم وعصيانهم فان كان سبه وشتمه اقل رجح ميزان حسناته وان كان متساوي لان الله حكمه العدل اذا كان متساويا فانه لا له ولا عليه ينجو وان كان شتمه زائد فانه يؤاخذ ويعطون مقابل ذلك بعض الناس اذا قيل له كلام يغضب ويزيد لا انتبه حتى بحال الغضب. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم المستبان ما قالا ما لم يعتدي المظلوم المستبان ما قاله. يعني المستبان اذا تسابا فما قال على الاول واحد قال انت غبي فقلت انت الغبي هذا قصاص والاثم على الاول قلت له انت كداب قال لك قال مثلا الاول انت كذاب فقال انت الكذاب هذا قصاص والاثم على الاول قال ما لم يعتدي المظلوم المظلوم قال له انت غبي؟ قال انت الغبي وانت الكذاب وانت الذي لا تستحي ها هنا اعتدى فيؤاخذ بما قال بما زاد والله هذه عبرة يا اخوة عبرة انتبهوا ولهذا قال جل وعلا قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعه الناس قد يغتر يقول انا اصلي واتصدق واصوم واهلل واكبروا الله في هذه الايام العشر واقرأ القرآن ولكن انه يفري لسانه يطلق لسانه ويتكلم يسب وتؤذي يده وتؤذي عينه ويؤذي لسانه وتؤذي قدمه لا والله انتبه لنفسك ثم فائدة اخرى جميلة نختم بها وهو تدبر القرآن عند قراءته يعني هذا البيان الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة اشياء اما فضل له واما عدل واما يؤاخذ هذه لو قرأت القرآن وتدبرت لانه لما صاح الرجل صار يعني خائف فقال النبي ما له النبي صلى الله عليه وسلم ما له اما يقرأ كتاب الله حصل هذا الكلام الذي قلته لك ليس شيئا غريبا حتى يعني ليس شيئا غير واضح لماذا هذا الخوف وانت تقرأ القرآن لو لو تدبرت وجدت هذا في القرآن ما يحتاج حتى لو لم اقل لك ما هو قال ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين سبحان الله والله سيضع الله الموازين بالقسط بالعدل في يوم القيامة بدأت اظلم نفس شيئا ولو كانت حبة خردل ذرة من تراب قال جل وعلا وكفى وين وين كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين وكفى بنا حاسبين معنى قوله جل وعلا وكفى بنا حاسبين اي كفى بنا محصينا كفى بنا محصين لاعمال العباد قاله الشوكاني وقال وكفى بنا عالمين باعمال العباد وقيل كفى بنا مجازين وكلها حق متلازمة كفى بالله جل وعلا محاسبا محصيا لاعمال العباد ما يخفى عليه شيء. كفى به عليما باعمال العباد وبكل شيء لا يخفى عليه شيء كفى به مجازيا لانه يجازي كل عامل بعمله ولا يفوت احد عليه جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى ولقد اتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين لقد اتينا موسى وهارون قال ابن كثير قد تقدم التنبيه على ان الله تعالى كثيرا ما يقرن بين ذكر موسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهما وبين كتابيهما ولهذا قال ولقد اتينا موسى وهارون الفرقان لانه فيما سبق كان الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن قومه والحديث عنه فقرن الله بينه وبين نبي الله موسى فاخبر جل وعلا انه اتى موسى وهارون الفرقان. والفرقان قال مجاهدوه الكتاب. وقال ابو صالح التوراة وقال قتادة التوراة حلالها وحرامها وهذان قول واحد او هذه الاقوال قول واحد قال وقال ابن زيد يعني النصر هذا قول اخر والاظهر ان الفرقان هو التوراة لكن سماه الله فرقانا لان الله فرق فيه بين الحلال والحرام فرق به فيه بين الحق والباطل. قال وظياء وذكرى. اي نعم. اه اتى موسى الفرقان واتاه ظياء يعني جعل الفرقان ضياء يستضاء به في ظلمات الجهل والغواية قال وذكرا للمتقين ذكرا اي موعظة للمتقين وخص المتقين لانهم هم المنتفعون فجعل الله التوراة الذي اتى موسى ضياء يستظأ به من الجهل ومن ومن الظلمات يستضيء به من اراد ان يؤمن ويتذكر به المتقون لانهم هم المنتفعون ولا يتذكر به غير المتقين قال ابن كثير وجامع القول في ذلك ان الكتب السماوية تشتمل على التفرقة بين الحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد والحلال والحرام وعلى ما يحصل آآ نورا في القلوب وهداية وخوفا وانابة وخشية. ولهذا قال الفرقان الفرقان وضياء وذكرا للمتقين اي تذكير لهم وعظة ثم وصفهم فقال الذين يخشون ربهم بالغيب كقوله من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب وقوله ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر اه كبير اه قيل ان الغيب هنا اه قال السمعاني بالغيب لان المؤمنين يخشونه ولا يرونه فاما هو فيراهم وليسوا بغيب عنه. يعني خشوا الله بالغيب وهم لم يروه خشوا الله الخشية هو هي الخوف مع العلم الخوف المبني على علم انما يخشى الله من عباده العلماء فالمؤمنين يخشون يخافون من ربهم لعلمهم بهم ومعرفتهم به جل وعلا بالغيب وهم ما رأوا الله جل وعلا والغيب ظد الشهادة ما كان غائبا وقال السعدي يخشونه في حال غيبتهم وعدم مشاهدة الناس لهم فمع المشاهدة اولى فيتورعون عما حرم الله ويقومون بما الزم الله آآ اذا قيل ان الغيب هنا يعني في حال غيبته مع الناس وقيل انهم يخشون الله بالغيب وهم ما رأوه والصواب ان الاية تشمل القولين وتشمل كل غيب تشمل كل غيب فهم يخشون الله بالغيب بحال غيبتهم في حال آآ وهم لم يروا الله جل وعلا وهم ايضا لم يروا العذاب وما رأوا النار وما رأوا الجنة. قال جل وعلا وهم من الساعة مشفقون اي خائفون وجيلون لكمال ايمانهم لانهم يؤمنون باليوم الاخر ويعلمون ان الساعة اتية لا ريب فيها فهم مشفقون ويخافون وهذا دليل على ان المؤمن يجب عليه ان يخاف من الساعة وان يخشع القيامة قال وهذا ذكر مبارك انزلناه فانتم له منكرون فاذا قرن بين موسى ونبينا صلى الله عليه وسلم وقال وهذا ذكر مبارك وهو القرآن. مبارك كثير البركة تنال به البركة يتبرك به بالعمل بما فيه باحكامه. يتبرك بقراءته. يستشفى به قال انزلناه. دليل على ان الله انزله من جهة العلو الى جهة الى النبي صلى الله عليه وسلم. وانه منزل غير مخلوق. قال افا له منكرون هذا استفهام توبيث وقيل استفهام انكار افانتم له منكرون مع ذلك؟ يا كفار قريش تنكرون القرآن الحق المبارك الذي انزله الله حقا وهو كتاب الله جل وعلا ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد