الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الانبياء ولقد اتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين اه هذه الايات اه ذكرها الله عز وجل او ذكر الله قصة ابراهيم بعد ان ذكر قصة موسى وهارون بالايات التي قبلها وختم الايات السابقة بثنائه على القرآن بقوله وهذا ذكر مبارك انزلناه افأنتم له منكرون ثم ذكر قصص ابراهيم فقال جل وعلا ولقد اتينا ابراهيم رشده اي آآ اتينا ابراهيم هداه قال مجاهد رشده اي اي هداه صغيرا وقال الفراء اعطيناه هداة وقال الطبري وفقناه للحق وانقذناه من بين قومه واهل بيته من عبادة الاصنام فبناء على هذا يكون الرشد هنا هو الحق والحجة على قومه كما قال الطبري كما قال ابن كثير اتاه رشده من قبل اي من صغره الهمه الحق والحجة على قومه كما قال تعالى وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه و قال بعض المفسرين رشده هنا هو النبوة ولهذا اختلفوا في قوله من قبل فمن قال انه اتاه النبوة اتينا ابراهيم رشده من قال رشده هنا هي النبوة قال قوله من قبل اي من قبل موسى وهارون مع ان موسى وهارون تقدم قصصهم عليه فلما ذكر قصص موسى لما ذكر قصص ابراهيم قال اتينا ابراهيم رشده وهي النبوة آآ من قبل موسى وهارون لان ابراهيم عليه السلام متقدم وموسى وهارون من نسله ومن قال ان المراد هنا الهدى وما الهمه الله من الحق قال المراد من قبله اي من قبل النبوة فقبل ان نجعله نجعله نبيا ايظا اتيناه والهمناه الحق وارشدناه الى الحق وكلا القولين محتمل ولكن الذي يظهر من المحاجة ان الله اتاه رشده اي معرفته للحق كما قال ابن كثير الهمه الحق والحجة على قومه وان كان هذا لا ينافي النبوة ان رعاته النبوة والهمه الحق والحجة على قومه ولذلك كان قد قطعهم في محاجته لهم قال ولقد اتينا ابراهيم وابراهيم وابراهيم الخليل عليه السلام ولقد اتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين. قال الطبري عالمين انه ذو يقين وايمان بالله وتوحيد وقال ابن كثير وكنا به عالمين اي وكان اهلا لذلك يعني عالمين انه اهل لاصطفائنا واجتبائنا واختي واختبارنا ذكر ابن كثير هنا كلاما نفيسا عن الاخبار الاسرائيلية هي منهج قيم فيقول رحمه الله وما يذكر من الاخبار عنه اي عن ابراهيم في ادخال ابيه له في السرب وهو رضيع وانه خرج به بعد ايام فنظر الى الكواكب والمخلوقات فتبصر فيها وما قصه كثير من المفسرين وغيرهم كثير من المفسرين وغيرهم فعامتها احاديث بني اسرائيل كما وافق منها الحق مما بايدينا عن المعصوم قبلناه في موافقته الصحيح وما خالف شيئا من ذلك رددناه وما ليس فيه موافقة ولا مخالفة لا نصدقه ولا نكذبه بل نجعله وقفا وما كان من هذا الضرب منها يعني الظربة النوع وما كان من هذا الضرب منها فقد ترخص كثير من السلف في روايتها وكثير من ذلك مما لا فائدة فيه ولا حاصل له مما ينتفع به في الدين ولو كانت فيه فائدة تعود على المكلفين في دينهم لبينته هذه الشريعة الكاملة الشاملة والذي نسلكه في هذا التفسير الاعراض عن كثير من الاحاديث الاسرائيلية لما فيها من تضييع الزمان ولما اشتمل عليه كثير منها من الكذب المروج عليهم فانهم لا تفرقة عندهم بين صحيحها وسقيمها كما حرره الائمة الحفاظ المتقنون من هذه الامة هذا منهج جميل في الاخبار الاسرائيلية بان في الاخبار الاسرائيلية ما يكذبه شرعنا فيجب ان يكذب او نقول ان الاخبار الاسرائيلية على ثلاثة اقسام ما يكذبه شرعنا فيجب تكذيبه والثاني ما يصدقه شرعنا فيجب تصديقه والثالث ما ليس في شرعنا تصديق ولا تكذيب له فهذا ينتقى مما ورد فيه كما فعل ابن كثير ينتقى ويتجنب ما كان فيه نكارة او معارضة لبعض النصوص ولهذا يقال ان ابن كثير رحمه الله في باب الاسرائيليات انه فارس الميدان وهو احسن من تكلم عن الاسرائيليات لان المفسرين في باب الاسرائيليات اه ثلاثة اقسام فمنهم من اتى بكل ما هب ودب واكثر من الاسرائيليات كما فعل الثعلب وكما ايضا فعل ابن كثير ابن جرير وان كان دون الثعلب لكن اورد كثيرا من اخبار بني اسرائيل ومنهم من اعرض عن الاسرائيليات تماما محمد رشيد رضا وكذلك ابن عاشور فاعرضوا عن اخبار بني اسرائيل جملة وتفصيلا ومنهم من توسط بين ذلك بين بين فترك واعرظ عن كثير من الاخبار الاسرائيلية واورد منها ما كان محتملا او لا يعارض شرعنا وهو ابن كثير رحمه الله وان كان قد فاته شيء من ذلك رحمة الله عليه وعلى جميع اهل العلم قال جل وعلا اذ قال لابيه اذا اتينا ابراهيم رشده حين قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون فإذا ظرفية بمعنى حين اذ قال لابيه وهو ازر لان اباه ازر كان مشركا يعني ايه ينحت الاصنام ويجعلها على هيئة الكواكب ويعبدها ولهذا مر معنا غلظته على ابنه ابراهيم وتهديده له سيأتي ان شاء الله وكذلك قومه. كان قوم ابراهيم قومه ازر والد ابراهيم ايظا على ما عليه ازر او على ما عليه ابو ابراهيم من عبادة آآ الكواكب قال ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون هذا انكار استفهام توبيخي انكاري ما هذه التماهيل والتماثيل جمع تمثال وهو الصنم والتمثال اسم موضوع للشيء المصنوع مشبها بخلق الله يقال له تمثال لكن الصنم يطلق على الحجر ويشمل الحجر لكن التمثال في الغالب انه ما كان ممثلا ومشبها بخلق الله جل وعلا قال جل وعلا عن ابراهيم ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون آآ العكوف في الاصل هو اللزوم والاستمرار على الشيء والمعنى او يكون المعنى انه دليل على عبادتهم لهذه التماثيل ولزومها ومداومة ذلك ونحوه قال الواحد قال اي على عبادتها مقيمون لهم عاكفون. فالحاصل ان العكوف يطل يدل على طول المكث عند الشيء فالمراد انكم اتخذتموها الهة فتكفون وتقيمون عليها الوقت والدهر الطويل تسألونها وتصرفون عبادتكم لها قالوا وجدنا اباءنا لها عابدين اجابوا بهذا الجواب لان الذي لا يعتمد الدليل ويعتمد الشرع والنقل ما عنده حجة على ما يفعل الا الاحتجاج بفعل الاباء ولهذا يقول الشوكاني في فتح القدير قالوا قال اجابوا بهذا الجواب الذي هو العصا التي يتوكأ الذي هو العصا التي يتوكأ عليها كل عاجز كل عاجز عن حجة ما عنده حجة يتوكأ على هذا ان وجدنا اباءنا هذه حجتنا وجدنا الناس يفعلون هذا وجدنا اباءنا يفعلون هذا طيب وهل اباؤكم انبياء وهل اباؤكم متبعون للانبياء لأ طيب اذا هذه حجة باطلة يقول الشوكاني اجابوا بهذا الجواب الذي هو العصا التي يتوكأ عليها كل عاجز والحبل الذي يتشبث به كل غريق وهو التمسك بمجرد تقليد الاباء اي وجدنا اباءنا يعبدونها فعبدناها. اذا هل هذه حجة؟ لا ليست بحجة ولهذا لو وجدت رجلا اه يأكل الربا او يزني فنصحته فقال ابي يفعل ذلك ابي كان يشرب الخمر ابي كان يأكل الربا ابي كان يزني هل هذه حجة ولهذا انظروا ماذا قال ابراهيم قال لقد كنتم آآ انتم واباؤكم في ظلال مبين انتم واباؤكم الذين تحتجون بهم كنتم في ظلال مبين قال الطبري في ذهاب عن سبيل الحق وجور عن قصد السبيل مبين وقال غيره في ظلال مبين اي خسران واضح ظاهر نعم ظلال هو الضلال المبين البين الظاهر الذي لا خفاء فيه فهذا ليس حجة وليس دليلا فقالوا اجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين آآ هنا نذكر كلاما لابن كثير آآ لان فيه مصلحة قال ثم قال اذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكهون قال هذا هو الرشد الذي اوتيه من صغره الانكار على قومه في عبادة الاصنام من دون الله عز وجل فقال ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون اي معتكفون على عبادتها ثم قال قال ابن قال ابن ابن ابي حاتم وساق بسنده عن الاصبغ بالنوباته قال مر علي رضي الله عنه على قوم يلعبون بالشطرنج لعبة معروفة ولا تزال موجودة فقال ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون لان يمس صاحبكم جمرا لان يمس صاحبكم جمرا حتى يطفأ خير له من ان يمسها يعني الشطرنج حرام فلو امس نارا جمرة من النار حتى تنطفي خير لي من ان امس الشنطرنج والعب فيها ثم قال قال وجدنا اباء لها عابدين لم يكن لهم حجة سوى صنيع ابائهم الظلال ولهذا قال لقد كنتم انتم واباؤكم في ظلال مبين اي الكلام مع ابائكم الذين احتجتم بصنيعهم كالكلام معكم فانتم وهم في ضلال على غير الصراط المستقيم قال فلما سفه احلامهم وظلل اباءهم واحتقر الهتهم قالوا اجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين يقولون هذا الكلام الصادر عنك تقوله لاعبا او محقا فيه فانا لم نسمع به قبلك نعم يعني اه قالوا له هذا قالوا لشدة آآ انكارهم له فانا ما ندري هذا الكلام الذي تقوله انت صادق جاد امن اللاعبين ام تلعب بهذا واللاعبين الهازلين يحزن مو جد وهذا يعني لشدة تمسكهم بعبادة الهتهم وايضا شدة الانكار على ابراهيم ماذا قول ما يقوله انسان جاد صادق هل انت صادق يعني كانوا يبغون سند صادق ما انت مجنون ام انت اصلا من اللاعبين من الهازئين غير جاد قال من ربكم رب السماوات والارض بل هنا للابطال بل هنا نعم للابطال والحقيقة ان فيها اضراب يعني ان اظرب عن كلامهم وسؤالهم له واتى بما يبطله فقال قالوا فقال بل ربكم رب السماوات والارض الذي فطرهن وانا على ذلكم من الشاهدين قال ابن كثير اي ربكم الذي لا اله غيره لجميع الاشياء ربكم الذي لا اله غيره هو الذي خلق السماوات والارض وما حوت من المخلوقات الذي ابتدأ خلقهن وهو الخالق لجميع الاشياء وانا على ذلكم من الشاهدين اي وانا اشهد انه لا اله غيره ولا رب سواه اذا آآ اعرظ عن كلامهم واظرب عنه واتى بما يبطله لانهم وجهوا له سؤال انت صادق ام هازئ؟ لاعب فاعرض عن هذا عن جواب مع الاهلي واتى بما يبطله وقال بل ربكم رب السماوات والارض. ربكم هو الله رب السماوات والارض الذي فطرهن هو ربهن وصاحبهن الذي اوجدهن فطرهن على غير مثال سابق والفطر هو الخلق على غير مثال سابق وهذا يدل على قدرته وان وان هو المستحق ان يعبد دون من سواه ثم قال وانا على ذلكم من الشاهدين وانا اشهد بذلك اشهد انه هو ربكم وهو رب السماوات والارض وهو الذي فطرهن وهو المستحق للعبادة الذي لا اله الا هو هو المعبود الحق ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل. ثم قال جل وعلا وتالله لاكيدن اصنامكم اقسم وهو بار في قسمه لان التاء تاء القسم تالله والله والله بالله تالله لاكيدن اصنامكم قال ابن كثير ثم اقسم الخليل قسما اسمعه بعض قومه ليكيدن اصنامهم اي ليحرصن على اذاهم وتكسيرهم بعد ان يولوا مدبرين اي الى عيدهم وكان لهم عيد يخرجون اليه وقال الشوكاني لاكيدن اصنامكم قال هو هنا الاجتهاد في كسر الاصنام اذا اقسم ليكيدن الاصنام ويفعل لها كيدا واذية وهو تكسيرها كما جاء بعد ذلك قال بعد ان تولوا مدبرين تولي ويعني تذهب ومدبرين تدبرون عن اصنامكم وذلك كما قال السدي غيره قال السدي لما اقترب وقت ذلك العيد او قال ابن كثير وغيره ابن كثير قالوا له كان لهم عيد في السنة يجتمعون فيه مرة واحدة فيخرجون الى مكان معين ويبتعدون عن اصنامهم وبيوتهم فهو معنى قوله بعد ان تولوا مدبرين اي لحظور عيدكم واجتماعكم فيه قال السدي لما اقترب وقت ذلك العيد قال ابوه يا بني لو خرجت معنا الى عيدنا لاعجبك ديننا فخرج معهم فلما كان ببعض الطريق القى نفسه الى الارض القى ابراهيم نفسه الى الارض وقال اني سقيم كما جاء في اية اخرى. سقيم يعني مريض قيل سقيم يعني يشتكي من رجله ما يستطيع يمشي. خرج معهم حتى يأمنوا ولا يظنون انه سيتخلف يريد بها لكن خرج معه لكن مرض الرجل تعب من قدمه فجعلوا يمرون عليه وهو صريع فيقولون مه يعني مالك فيقول اني سقيم فلما جاز عامتهم وبقي ضعفاؤهم قالت الله لاكيدن اصنامكم فسمعه اولئك ما كلهم سمعوا قول ابراهيم لاكيدن اصنام ولهذا هو سار قليلا ثم وقف وجعل ينظر الى الناس يمرون فلما بقي القليل او الضعفاء او من لا شأن له قال هذه المقولة تالله لاكيدن اصنامهم ولو كان قالها لجميعهم ما سألوا بعد ذلك من فعل هذا بالهتنا يا ابراهيم من فعل هذا بالهتنا؟ انه لمن الظالمين كما في هذه الاية هنا في هذا الموطن وهذا دليل انه سمعه بعضهم ولهذا القرآن يا اخوان لا يتعارف. لانه قال بعد ذلك قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم. اذا هناك من سمع لكنهم قلة ضعفاء قيل رجل واحدة والسواد والرؤساء واهل الحل والعقد فيهم ما سمعوا بهذا. ولهذا سألوا من فعل هذا بالهتنا؟ انه لمن الضالين لمن الظالمين قال فجعلهم جذاذا اختصر الكلام وهو ان ابراهيم بعد ان ذهبوا رجع الى الهتهم ويقال انه اخذ فأسا من حديد فكسرها كلها الا كبيرهم قال فجعلهم جذاذا. قال ابن كثير اي حطاما كسرها كلها والجذاذ هي القطع والجد هو القطع والكسر المعنى انه قطع كسرها حطمها وجثث فيها قراءتان قراءة الجمهور بضم الجيم وقرأ الكسائي وحده بكسر الجيم جذاذا والباقون جذاذا فجعلهم جذاذا الا كبيرا لهم اتى الله ابراهيم حجته ترك الكبير اكبر الاصنام اذا لم يعبدون اصناما كثيرة الا كبيرهم كبيرا لهم ترك كبد الاسنان لماذا؟ لعلهم اليه يرجعون لعلهم يرجعون اليه فيسألونه وهو اراد الحجة لانه يقول فاسألوا فاسألوهم ان كانوا ينطقون هذا من باب الحجة واقامة الحجة عليهم لانه دمغهم في هذه الحجة ثم قالوا من فعل هذا الكلام فيه اختصار ولهذا قال ابن كثير الا كبيرا لهم يعني الا الصنم الكبير عندهم. كما قال تعالى فراغ عليهم ضربا باليمين وقوله لعلهم اليه يرجعون ذكروا انه وضع القدوم في يد كبيرهم القدوم او الفأس التي يظرب بها لعلهم يعتقدون انه هو الذي غار لنفسه وانف ان تعبد معه هذه الاصنام الصغار فكسرها فقالوا من فعل هذا بالهتنا يا ابراهيم؟ يعني رجعوا من عيدهم ورأوا ما حصل لاصنامهم فقالوا من فعل هذا بالهتنا؟ انه لمن الظالمين حين رجعوا وشاهدوا ما فعله الخليل باصنامهم من الاهانة والاذلال الدال على عدم الهيتها وعلى سخافة عقول عابديها قالوا من فعل من فعل هذا بالهتنا؟ انه لمن الظالمين. اي في صنيعه هذا او انه ظلم وضع الشيئين في غير موضعه هذه الهة كيف كسرها وحطمها قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم يعني سمعه اناس منهم او قال من سمع من ضعفائهم او من من اناس منهم قالوا سمعنا فتي يذكرهم يقال له ابراهيم اي قال من سمعه يحلف انهم انه ليكيدنهم هذا كما مر معنا في اول اية وتالله لاكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم وسمعنا فتى اي شابا يذكرهم يقال له ابراهيم قال اه ابن كثير وقال ابن ابي حاتم عن ابن وساق بسنده عن ابن عباس قال ما بعث الله نبيا الا شابا ولا اوتي العلم عالم الا وهو شاب قتل هذه الاية قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم هذا استنباط من ابن عباس لكن لا يلزم ان يكون صحيح لماذا لان الله كما في الحديث الصحيح ما بعث نبيا الا على رأس الاربعين بلوغ الاشد والاربعون ليس شابا الشباب قبل ذلك فيكون هذا يعني استدلال او استنباط من العباس ولا يلزم ان يكون صحيحا وهذا يرشح والله اعلم فقوله فتى شابا وقوله فتى اي شابا يرشح ما سبق معنا ولقد اتينا ابراهيم رشده يعني التوفيق للحق للحق من قبل النبوة. لانه ما ما نبئ الا على رأس الاربعين وليس شابا اذا الرشد هناك ليس النبوة ان مر معنى الكلام عليها وانما الرشد هناك التوفيق للحق ومعرفة الحق وقوة المناظرة قال قالوا فاتوا به على اعين الناس لعلهم يشهدون قال الكبرا والرؤساء جئت به على اعين الناس اي على رؤوس الاشهاد في الملأ الاكبر بحضرة الناس كلهم على الناس يعني اتوا به في مكان على اعين الناس كل الناس ينظرون اليه حتى يعاقب على فعلته التي فعل بالهتنا قال ابن كثير وكان هذا هو المقصود الاكبر لابراهيم عليه السلام ان يتبين في هذا المحفل العظيم كثرة جهلهم وقلة عقلهم في عبادة هذه الاصنام التي لا تدفع عن نفسها ظروا ولا تستطيعوا لها نصرا فكيف يطلب منها شيء منده عليك نعم وهذا دليل ان الانسان اذا لزم الامر ان يبرز امام الناس ويحضر في المشهد ويكون ينظر اليه الناس كلهم فليكن هذا ليس رياء ولا سمعة هذا دفاعا عن دين الله. وابطال للحق كما فعل موسى مع فرعون حينما اجتمعوا في يوم الزينة جمع الناس كلهم هكذا ليظهر الله الحق على الملأ كلهم حتى يتبين ويظهر بخلاف الدعوة كل واحد وحده قال جل وعلا قالوا فاتوا به على اعين الناس لعلهم يشهدون يشهدون قال الشوكاني لعلهم يشهدون لعلهم يحظرون عقابه يشهد يعني شاهد حاظر حتى ينزجروا حتى ينزجر غيره عن الاقتداء به في مثل هذا وقيل لعلهم يشهدون عليه بانهم رأوه يكسرها وهذا فيه نظر بانهم اجيبوا واخبروا لانهم سمعوا فتى يذكرها وشهدوا بذلك. ولكن لعلهم يشهدون يحضرون عقابنا الذي ينكل بكل من يتعرض لالهتنا. يريدون النكاية هكذا يفعل اهل الشر في اهل الخير قالوا اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم طبعا في الكلام اختصار فاتوا به على اعين الناس في مجمع من الناس ثم سألوه اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم؟ انت الذي كسرته وحطمت الهتنا الهتنا قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقوه بل فعله كبيرهم هذا هذا الصنم الاكبر هو الذي فعله فاسألوهم ان كانوا ينطقون. وهذا هو موضع الحجة ليبين ان هذا لا ينطق. فكيف تعبدون من لا ينطق؟ كيف تعبدون ابكما ايصلح ان يكون الاله ابكم لا ينطق لا يتكلم كيف ينفع معبوديه؟ كيف يدافع عنهم كيف يأمرهم؟ كيف ينهاهم وهذا من قوة ابراهيم في الحجة عليه السلام لهذا قالوا تلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه قال ابن كثير قالوا اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم؟ قال بل فعله كبيرهم هذا. يعني الذي تركه لم يكسره. فاسألوهم ان كانوا ينطقون وانما اراد بهذا ان يبادروا من تلقاء انفسهم فيعترفوا انهم لا ينطقون فان هذا لا يصدر عن هذا الصنم لانه وجماد قال وفي الصحيحين من حديث هشام ابن حسان عن ابي هريرة عن محمد ابن سيرين عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ابراهيم عليه السلام لم يكذب غير ثلاث ثلاث مرات ثلاث كذبات. اثنتين في ذات الله قوله بل فعله هذا وقوله اني سقيم قال وبينما هو يسير في ارض جبار من الجبابرة ومعه سارة اذ نزل منزلا سار زوجته اه اذ نزل نزلا فاتى الجبار رجل فقال انه نزل بارضك رجل معه امرأة احسن الناس فارسل اليه فجاء فقال ما هذه المرأة منك قال هي اختي قال فاذهب فارسل بها الي فانطلق الى سارة فقال ان هذا الجبار سألني عنك فاخبرته انك اختي فلا تكذبيني عنده فانك اختي في كتاب الله يعني في الاسلام وانه ليس في الارض مسلم غيري وغيرك. فانطلق بها ابراهيم اه ثم قام يصلي لما ان دخلت عليه فرآها اهوى اليها فتناولها فاخذ اخذا شديدا حبست يده فقال ادعي ادعي ادعي الله لي ولا اضرك فدعت له فارسل فاهوى اليها فتناولها فاخذ بمثلها واشد ففعل ذلك ففعل ذلك الثالثة فاخذ فذكر مثل المرتين الاوليين قال ادعي الله فلا اضرك فدعت له فارسل ثم دعا ادنى حجابه فقال انك لم تأتني بإنسان وانما اتيتني بشيطان اخرجها واعطها هاجر فاخرج واعطيت هاجر فاقبلت فلما احس ابراهيم بمجيئها ان فتل من صلاته كدعائه كان يدعو فقال مهيم او مهيم ومعنى مهيم يعني ما الخبر ما شأنك ما الذي حصل قالت كف الله كيد الكافر والفاجر واخدمني هاجر قال محمد بن سيرين وكان ابو ابراهيم وكان ابو هريرة اذا حدث بهذا الحديث قال فتلك امكم يا بني ماء السماء وهو لقب للعرب آآ ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد