الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد اه نبتدأ هذا اليوم اه اكمال تفسير سورة الانبياء من المكان الذي وصلنا اليه. وكنا قد انتهينا الى قوله وعلا فرجعوا الى انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون. وهي الآية الرابعة والستون من سورة الانبياء. وهي في قصص ابراهيم ونلخص ما قبلها اه من الايات في قصص ابراهيم اه حتى يستذكر مستمع قصة ابراهيم وحتى يرتبط اه ترتبط القصة بعضها ببعض. يقول جل وعلا قبل ذلك قد اتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين. يخبر سبحانه وتعالى انه اتى ابراهيم هداه صغيرا ووفقه للحق وانقذه من آآ قومه وانقذه من من بين قوم واهل بيته من عبادة الاصنام. من قبل اي من قبل اه النبوة. فوفقه للنظر والاستدانة وقيل من قبل موسى لان لان الله حكى قبل قصة ابراهيم قصة موسى بقوله ولقد اتينا موسى وهارون الفرقان فقالوا من قبل هنا اي من قبل موسى وهارون. والاظهر والله اعلم انا اتيناه رشده من قبل يعني من قبل النبوة للحق والتوحيد وعدم عبادة الاصنام. وكنا به عالمين. اذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي انتم عاكفون اي ما هذه الاصنام؟ آآ التي انتم لها عاكفون اي ملازمون مستمرون على عبادتها ومديمين لذلك. اه قالوا وجدنا ابائنا لها عابدين. هذه حجتهم قالوا انا وجدنا اباءنا يعبدونها قبلنا. فنحن على اثارهم. قال لقد كنتم انتم واباؤكم في ظلال مبين قال لهم ابراهيم لقد كنتم انتم واباؤكم في خسران واضح ظاهر. قالوا اجئتنا بالحق يا منت من اللاعبين قالوا هذا منكرين عليه. اجئتنا يا ابراهيم بالحق بالصدق؟ آآ وهذا آآ استفهام يتضمن التعجب يعني تعجب واستبعاد ام انت من اللاعبين اي الهازئين فيما تقول قال بل ربكم رب السماوات والارض الذي فطرهن وانا على ذلكم من الشاهدين. فقال بل جئتكم بالحق لا عيب فربكم رب السماوات والارض سبحانه وتعالى الذي فطرهن وخلقهن واوجدهن على غير مثال سابق انا على ذلكم من الشاهدين آآ اي اشهد بانه رب السماوات والارض وانه ورب الخلق وانه هو الذي آآ فطرها وانه لا اله غيره ولا رب سواه ثم قال وتالله لاكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين. آآ اقسم الخليل آآ قسما سمعه بعض قومه ليكيدن اصنامهم. اي ليحرصن على اذاهم على اذاها وتكسيرها. بعد ان يولوا الى ان يولوا مدبرين وذلك انهم كان لهم يوم عيد كما قال السدي لما اقترب وقت ذلك العيد قال ابوه يا بني لو خرجت معنا الى عيدنا لاعجبك ديننا فخرج معهم فلما كان ببعض الطريق القى نفسه الى الارض وقال اني سقيم فجعلوا عليه وهو صريع فيقولون مه؟ فيقول اني سقيم. فلما جاز عامتهم وبقي ظعفاؤهم قال تالله لاكيدن امامكم فسمعه اولئك. ولهذا قالوا بعد ذلك سمعنا فتى يذكرهم. اه فجعلهم اذا اي كسر الاصنام وجعلها قطعا آآ الا كبيرا لهم الا كبير اصنام وهو الصنم الكبير عند القوم. لعلهم اليه يرجعون يرجعون اليه ويقولون انه هو الذي فعل ذلك او حينما يرجعون اليه لانه اراد ان يقول فعله كبيرهم هذا قالوا من فعل هذا بالهتنا يا ابراهيم؟ اين اي حين رجعوا؟ وشاهدوا ما فعله الخليل باصنامهم من الاهانة والاذلال الدال على عدم الهيتها. وعلى سخافة عقول عابديها. قالوا من فعل هذا بالهتنا انه لمن الظالمين. الذي فعل هذا وحطم اصنامنا ظالم. والظالم لا بد ان يعاقب. قالوا سمعنا وهؤلاء هم الفتنة وهؤلاء هم الفتية او بعض الضعفاء اه كما مر في اثر السد اه انهم سمعوا ابراهيم وهو يقول وذلك قالوا سمعنا فتى يذكرهم اي يعيبهم ويقول ذلك عنهم يقال له ابراهيم قالوا فاتوا على اعين الناس لعلهم يشهدون. طلبوا احضاره والمجيء به على اعين الناس والناس ينظرون اليه حتى يكون فذلك في وجهة نظرهم آآ اشد في عقوبته ومنع احد ان يتعرض لالهتهم بسوء. فقالوا اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم؟ قالوا هذا على سبيل آآ الاقرار آآ على سبيل التقرير فقال بل فعله كبيرهم وبل هنا للاضراب فاضرب عن جوابهم وعن سؤالهم الى شيء اخر اخر فقال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون. فعله كبيرهم لانه كما جاء في الاثار انه بعد ان حطم الاصنام علق الفأس في رقبة صنمهم الكبير. وقال بل فعله كبيرهم هذا. هذا اكبر الاصنام هو الذي فعل بهم ما فعل. فيقال انه قال انما فعل بهم ذلك يعني انه غار منهم. ان هذا الصنم غار ان تعبد الاصنام معه ولهذا فعل بهم ما فعل. ثم قال فاسألوهم ان كانوا ينطقون. اسألوا اصنامكم ان كانوا وان كانوا يتكلمون وهذا من قوة إبراهيم في الحجة عليهم ليبين ان هؤلاء عجزة لا يستحقون ان يعبدوا كيف يعبد من لا ينطق ولا يتكلم ولا ينفع ولا يضر سبحان الله فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في فرجعوا الى انفسهم ومن هنا نبدأ اكمال تفسير الايات قال فرجعوا الى انفسهم فقالوا انكم انتم الظالمون الى انفسهم. يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن قوم ابراهيم حين قال لهم ما قال فرجعوا الى انفسهم اي بالملامة في عدم احترازهم وحراستهم لالهتهم. فقالوا انكم انتم الظالمون اي في ترككم. لها مهملة لا حافظ عندها. هذا ما ذهب اليه ابن كثير. قالوا انكم انتم هم الظالمون فرجعوا على انفسهم باللوم والتخطئة و يعني الذم فقالوا انتم الذين اخطأتم. لماذا ما حرجتم الهتكم؟ جعلتم حارسا عندها يمنعها من من ان يعتدى عليها. فانتم الظالمون في عدم اخذ الاحتياطات وحراسة الهتهم الى هذا ذهب ابن كثير وقال ابن جرير الطبري رجعوا الى عقولهم ونظر بعضهم الى بعض فقالوا انكم معشر القوم الظالمون انكم معشر القوم الظالمون هذا الرجل في مسألتكم في مسألتكم اياه وقيلكم له من فعل هذا بالهتنا يا ابراهيم. وهذه الهتكم التي فعل بها ما ما الحاضرة او حاضرتكم فاسألوها. يعني كأنهم رجع لهم شيء من عقولهم. فقالوا انتم الظالمون تسألون ابراهيم من فعل هذا بالهتنا؟ والهتكم ومعبوداتكم التي تزعمون انها تنفع وتضر وتدافع حاضرة موجودة اسألوها من الذي فعل بها هذا؟ هكذا قال ابن جرير الطبري وقال السمعاني رجعوا الى فكرهم وعقولهم فقالوا انكم انتم الظالمون يعني بعبادتكم ما لا يدفع عن نفسه شيئا نعم انتم الظالمون رجعوا على انفسهم. قالوا انتم الظالمون انتم الظالمون المخطئون لانكم عبدتم ثمن لا ينفع ولا يضر ولا يجدي عن نفسه شيئا. فهي لا تصلح للعبادة. و اه هذه الاقوال اه كلها لها وجه من النظر. كلها لها وجه من النظر. وان كان آآ الذي يظهر والله اعلم يعني ان القول انهم يعني قول السمعاني رجعوا الى فكرهما قولي فقالوا انكم انتم الظالمون يعني بعبادتكم ما لا يدفع عن نفسه شيئا اظهر هو والقول الذي قبله. قول الطبع والمعنى انهم رجعوا الى انفسهم بالملامة. فقالوا انتم الظالمون. اما بتفريطكم اه اه بعدم حراسة الهتكم او بكونكم تسألون ابراهيم والالهة معبوداتكم عندكم او بكونكم عبدتم من لا يستحق العبادة. فالاية محتملة وان كان كما يظهر لي ان يعني القول الاخير انه يعني قد يكون اظهر خاصة انه جاء بعده ما يشير اليه ويشعر برجحانه في قوله ثم نكسوا على رؤوسهم فالحاصل انهم آآ رجع بعضهم الى بعض وتكلم بعضهم مع بعض ولاموا انفسهم واخبروا انهم هم الذين ظلموا واخطأوا. اما بترك حراسة الهتهم او بانهم يعبدون من لا ينفع ولا او اه لان لانهم سألوا ابراهيم وتركوا سؤال الالهة. وان كان الذي يظهر ان هذا القول سؤال ابراهيم تركوا سؤال اله وسألوا ابراهيم انهم ان هذا فيه بعد لماذا يا اخوان؟ لانه يعلمون انها لا تنطق ولهذا هم قرروا هذا بعد ذلك. فقالوا آآ لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فيبقى عندنا القول بان المراد فرجعوا الى انفسهم يبقى عندنا قول ابن كثير وقول ابن وقول السمعاني اما ان المراد رجعوا على انفسهم بالملامة بعدم حراسة الهتهم وانهم ظلموا بعدم اخذ الاحتياط لسلامتها ونجاتها او انهم رجعوا الى انفسهم وقالوا نحن الظالمون في عبادة هذه الاصنام من دون الله فانها لا تدافع عن نفسها ولا تنطق ولا اتكلم فكيف يصلح ان يكون الها من لا ينطق ولا يتكلم. اه ثم نكسوا على رؤوسهم. اه النكس في الاصل قلب اعلى الشيء اسفله واسفله اعلاه. هو قلب اعلى الشيء اسفله يعني يجعل اعلى الشيء الى اسفل والاسفل الى اعلى. هذا القلب الحسي وقد يكون القلب معنويا وهو ان ينتكس الانسان من الحق الى الباطل ومن الهدى الى الضلال. قال فنكسوا ثم نكسوا على رؤوسهم. قال ابن قال ابن كثير رحمه الله اي ثم اطرقوا وفي الارض فقالوا لقد علمت ما هؤلاء ينطقون. قال قتادة ادركت ادركت القوم سوء فقالوا لقد علمت ان هؤلاء ينطقون. يعني نكسوا رؤوسهم يعني آآ خفضوا رؤوسهم وانزلوها الى الارض من باب التحير باب الحيرة التي خيمت عليهم من قوة قول ابراهيم فاسألوه من كانوا ينطقون اه نكسوا ونكسوا رؤوسهم متحيرين وقال السدي ثم نكشوا على رؤوسهم اي في الفتنة. يعني آآ النكس هنا معنوي. في السابق حسي. انزلوا رؤوسهم الى الارض وهنا النكس معنوي اي انهم رجعوا الى الفتنة والى ما كانوا عليه من عبادة الاصنام. ولم يتعظوا ولم يطلعوا عنها. وقال ابن زيد اي في الرأي. في الرأي نكسوا يعني في الرأي. لان ما جاءوا به يعارضوا الحق وفيه اقرار منهم بانها لا تنطق لكنهم لم يعدلوا ولم يرعوا ولم يقلعوا عن عبادتها واتخاذها الهة من دون الله جل وعلا. ولهذا يقول ابن كثير وقول قتادة في المعنى لان ابن كثير يرى ان آآ انهم انما قالوا انكم انتم الظالمون من باب انهم فرطوا في حماية اصنامهم ثم نكسوا اي بعد هذه الحجة التي قامت عليها وبعد لومهم لانفسهم برؤوسهم الى الارض متحيرين ثم نطقوا بما نطقوا به. آآ قال ابن كثير وقول قتادة اظهر في المعنى لانهم انما فعلوا ذلك حيرة وعجزا. ولهذا قالوا له لقد علمت ان هؤلاء ينطقون. فكيف تقول لنا سلوهم وان كانوا ينطقون وانت تعلم انها لا تنطق. فعندها قال لهم ابراهيم لما اعترفوا بذلك افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم. يعني عندما قالوا هذه المقولة لقد علمت ما هؤلاء ينطقون. انت تعلم يا ابراهيم انها لا تتكلم ولا تنطق. فهنا اعترفوا بعجزها والاله يجب ان يكون كاملا يجب ان يكون متكلما ناطقا ولهذا من صفات ربنا الكلام وانه متكلم بكلام مسموع بحرف وصوت يتكلم متى شاء كيف شاء وان كلماته لا تحصى عددا قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا قال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيء ولا يضركم. وهذا وهذا استفهام انكار. انكر عليهم ابراهيم وبين لهم بطلان عبادتهم. فقال افتعبدون من دون الله؟ من دون الله يعني من سوى الله فالواجب ان يعبد الله وحده لا شريك له وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. فعبدوا من دونه فعبدوا من دونه لان الله جل وعلا هو العلي الاعلى وهو المستحق للعبادة وكل من عبد فهو من دونه واقل منه ولا حق له في العبادة. فقال جل وعلا عن مخبر عن قول ابراهيم قال افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ما ينفعكم شيئا وشيئا نكرة في سياق النفي والنكرة في سياق النفي تدل على العموم لا ينفعكم باي شيء من اشياء ولا يضركم ايضا ولا يضركم ايضا لكن ما قال ولا يضركم شيئا لانه آآ قد تضرهم عبادتهم له اما هو ما يضرهم ما يملك لهم نفعا ولا ظرا. لكن عبادتهم له تظرهم. ولهذا قال اف لكم ولما تعبدون من دون الله. اف هذه كلمة تضجر من فعلهم. ولهذا قولوا الطبري اف لكم. قال قبحا لكم وللآلهة التي تعبدون من دون الله افلا تعقلون؟ هذا ايضا استفهام انكار وتوبيخ. افلا تعقلون قبح ما تفعلون من عبادتكم ما لا يضركم افلا تعقلون قبح ما تفعلون من عبادتكم ما لا يظر ولا ينفع اتركوا عبادته وتعبدوا الذي فطر السماوات والارض. وقوله اف لكم هذا كتير تضجر وايضا في نفس الوقت تحقير لهم ولمعبوداتهم. فقال اف لكم ولم تعبده اف لكم ايظا وللذي تعبدونه وهي الاصنام من دون الله. افلا تعقلون؟ استفهام كارية اعملوا عقولكم اين اقول لكم ما تعقلون انتم ما تفهمون ما تدركون الهة لا تنطق ولا تنفع ولا تضر كيف تعبد لان الاصل ان قد يتخذ ويعبد من اجل ان ينفعك. ويدفع عنك الضرر. ويعطيك ويقنيك. وهذا لا يكون الا في الله لا شريك له هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له. ولا يصلح احد ان يكون ربا الا الله سبحانه وتعالى. قال جل وعلا لا قالوا حرقوه وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين. هكذا هم اهل الباطل. حتى ولو قامت عليهم الحجة وعلى وعلموا بطلان ما هم عليه. وما ذهبوا اليه فانهم يلجون ويحاولوا الانتقام وقتل دعاة التوحيد ودعاة الحق وهذه سنة الله وعلا في عباده المؤمنين. فهؤلاء الانبياء لما انكروا على قومهم هددوهم بالقتل هددوهم بالقتل ومنهم ابراهيم وارادوا قتله. وكذلك الدعاة الى الله والى السنة والى الحق يجدون مثل هذا من يهددهم ليمنعهم ويردهم عن بيان الحق. ولكن الواجب على الدعاة ان يصبروا على دعوتهم وان يتقوا الله جل وعلا وان يلزموا ما هم عليه من الحق والنصر بيد الله وحده لا شريك له. وقد تكفل الله جل وعلا بالنصر والتمكين لمن نصره ان تنصروا الله ينصركم ثبت اقدامكم. قال قالوا حرقوه وانصروا الهتكم. حرقوه بالنار. ولهذا اظلموا نارا كبيرة ورموه بها. لماذا فعلوا ذلك؟ نصرة منهم لالهتهم. فقد الاله الذي لا ينتصر لنفسه. ولا يستطيع لا يستطيع ان ينتصر لنفسه. لا يستطيع ان ينتصر وانما ينصره اتباعه. سبحان الله! اين هم من عبادة الملك جل وعلا القدير الذي هو سبحانه وتعالى الذي ينتصر لنفسه ولجنده ولاوليائه جل وعلا ولكن تعمى القلوب التي في الصدور اه و قد ذكر السدي او قبل ذلك يقول ابن كثير فجمعوا حطبا كثيرا جدا. قال السدي حتى ان كانت المرأة تمرض فتنظر ان عوفيت ان تحمل حطبا لحريق ابراهيم. ثم جعلوه في جوبة من الارض يعني مكان واسع من الارض واضرموا نارا فكان لها شرر عظيم. ولهب مرتفع ثم ولها فلها شرر عظيم ولهب ولهب مرتفع لم توقد نار قط مثلها. وجعلوا ابراهيم عليه السلام في كفة المنجنيق المنجنيق قال يرمى بها قديما يرمى بها وتذهب بما ترمي به بعيدا. قالوا لانهم ما استطاعوا من النار ولا القرب منها لشدة حرارها حرارتها ولها بها. لكن كيف يلقون ابراهيم؟ رموه بهذه الالة بالمنجنيق من بعيد حتى يقع في وسط النار قال وجعلوا ابراهيم عليه السلام في كفة المنجنيق باشارة رجل من اعراب فارس من الاكراد قال شعيب الجبائي اسمه هيزن فخسف الله به الارض فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة فلما القوه اي القوا ابراهيم قال حسبي الله ونعم الوكيل هكذا جاء عن السدي. قال ابن كثير كما رواه البخاري. كما رواه البخاري عن ابن عباس انه قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم عليه السلام حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه واله وسلم حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. نعم وهذا الدليل على فضل هذه الكلمة. حسبنا الله ونعم الوكيل. لان حسبنا يعني يكفينا ونعم الوكيل جل وعلا نعم من توكل عليه جل وعلا ومن يتوكل على الله فهو حسبه اه ثم قال ابن كثير ويروى انهم لما جعلوا يوثقونه قال لا اله الا انت سبحانك لك الحمد ولك الملك لا شريك لك وقال شعيب الجبائي كان عمره ست عشرة سنة فالله اعلم. يعني هذا من اخبار بني اسرائيل التي تحكى ولا يستطاع الجزم بصدقها ولا بكذبها لكن هذا كان في اول امر ابراهيم والله اعلم وذكر بعض السلف انه عرض له جبريل وهو في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال اما اليك فلا واما الى الله واما من الله فبلى لكن هذا الاثر ضعيف يعني بالرجوع الى والنظر بالرجوع الى الى من رواه وبالنظر في اسناده يتبين انه ضعيف نعم و قال سعيد بن جبير ويروى عن ابن عباس ايضا قال لما القي ابراهيم جعل خازن المطر قول متى اومروا بالمطر فارسله فكان امر الله اسرع من امره قال الله يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. قال لم تبقى نار في الارض الا طفئت. وقال كعب الاحبار لم ينتفع احد يومئذ بنار ولم تحرق النار من إبراهيم سوى وثاقه. يعني ايه سوء الحبل الذي ربط به؟ هكذا قالوا والله اعلم وهذا يعني يجوز حكايتها لانها محتملة. ولا يترتب عليها يعني قول على الله بغير علم فهو يعني محتمل انهم قد ربطوه كما جاء في بعض الاثار وايضا آآ يحتمل ان كل نار انطفأت الله اعلم الله اعلم بذلك لكن لا شك ان النار التي اوقدت لابراهيم ان الله قال لها كوني بردا وسلاما فكانت كذلك جاء عن علي رضي الله عنه قال جاء عن علي رضي الله عنه في قوله قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم قال بردت عليه حتى كادت تقتله حتى كادت تقتله حتى قيل وسلاما اي لا تضريه. وجاء نحو ذلك عن ابن عباس وابو العالية وابي العالية قالوا لولا ان الله عز وجل قال وسلاما لاذى ابراهيم بردها وايضا جاء عن جويبر عن الضحاك كوني بردا وسلاما قال صنعوا له حظيرة من حطب من حطب جزل واشعلوا فيه النار من كل جانب فاصبح ولم يصبه منه شيء حتى اخمدوها حتى اخمدها الله. قال ويذكرون ان جبريل كان معه يمسح وجهه من العرق فلم يصبه منها شيء غير ذلك والله اعلم ولكن لا شك ان الله جل وعلا قال له كوني بردا وسلاما. لانها لو كانت بردا محضا فقط لتأذى بالبرد لان البرد الشديد يؤذي الانسان. لكن كوني بارزة عليه ضد الحر الذي ارادوا حرقه به. وايضا كوني سلاما عليه وسلامة له. لا تصيبيه باذى والله على كل شيء قدير اه قال جل وعلا وارادوا به كيدا فجعلناهم الاسفلين. فجعلناهم الاخسرين. يعني هم لما احرقوا النار ارادوا به كيدا ارادوا ان يكيدوه يقتلوه يحرقوه بالنار جزاء ما فعل بالهتهم ومعبوداتهم فارادوا ان يكيدوه بذلك كيدا عظيم بل ارادوا القضاء عليه وقتله قال جل وعلا فجعلناهم الاخسرين اي المغلوب المغلوبين الاسفلين لانهم ارادوا بنبي الله كيدا فكادهم الله ونجاه من النار. فغلبوا هنالك اذا من تولاه الله فلا يظره شيء ولهذا لما فعلوا ما فعلوا وارادوا كيده اخسر الله عملهم وجعلهم خاسرين وجعل كيدهم في تباب فلم تحرقه النار بل كانت بردا وسلاما عليه وهذا من فضل الله جل وعلا ونصرته لاوليائه على اعدائه سبحانه وتعالى ولهذا على المسلم ان يقوم بنصرة دين الله جل وعلا والله جل وعلا يتكفل بحفظ سلامته ونجاته مع اخذه بالاسباب التي يرجو ان تكون سببا في النجاة وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد