الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد. يقول الله جل وعلا وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين. تقدم في الايتين قبلها خبر نوح قال ونوحا اذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه واهله من الكرب العظيم. ونصرناه من القوم الذين كذبوا باياته انهم كانوا قوم سوء فاغرقناهم اجمعين ثم قال وداوود وسليمان قيل انها معطوفة على نوح وقيل انه كلام استئنافي جديد وتقدير الكلام واذكر خبر داود وسليمان. اذ يحكمان وهما نبي الله داود وابنه نعم وهما من انبياء بني اسرائيل قال جل وعلا اذ يحكمان في الحرث اي حين حكم في الحرث والمراد في الحرث يعني في امر الحرث في امر الحرث وشأن الحرث هو الزرع فقيل انه كان نباتا. يعني زرعا مما تنبته الارض. وقيل بل كان كرما. كان عنبا وهذا جاء عن ابن مسعود عن مرة عن ابن مسعود قال كان ذلك الحرث كرما قد نبتت عناقيده وايضا رواه الطبري عن ابن عمرة عن ابن مسعود في قوله وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم قال كرم قد انبت عناقيده فافسدته. قال فقضى داوود بالغنم لصاحب الكرم. فقال كان غير هذا يا نبي الله؟ قال وما ذاك؟ قال تدفع الكرم الى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان وتدفع الغنم الى صاحب الكرم فيصيب منها حتى اذا كان الكرم كما كان اتى الكرم الى صاحبه ودفعت الغنم الى صاحبها. فذلك قوله ففهمناها سليمان وايضا جاء عن ابن عباس قال فحكم داوود بالغنم لاصحاب الحرث فخرج الرعاء معهم الكلاب فقال لهم سليمان كيف قضى بينكم؟ فاخبروه. قال لو وليت امركم لقظيت بغير هذا فاخبر بذلك داود فدعاه فقال كيف تقضي بينهم؟ قال ادفع الغنم الى صاحب الحرث فيكون له اولادها والبانها ومنافعها ويبذر اصحاب الغنم لاهل الحرث مثل حرثهم. فاذا بلغ الحرث الذي كان عليه اخذ اصحاب الحرف الحرث وردوا الغنم الى اصحابهم الى اصحابها. وجاء نحوه ايضا عن مسروق. قال الحرث الذي نفشت فيه الغنم انما كان كرما نفشت فيه الغنم فلم تدع فيه ورقة ولا عنقودا من عنب الا اكلته فاتوا داوود فاعطاهم رقابها. فقال سليمان لا فقال سليمان لا بل تؤخذ الغنم فيعطاها اهل الكرم فيكون لهم لبأ فيكون لهم لبنها ونفعها ويعطى اهل الغنم الكرم فيعمروه ويصلحوه حتى يعود كالذي كان ليلة نفشت فيه الغنم ثم يعطى اهل الغنم غنمهم واهل الكرم كرمهم. وهكذا ايضا جاء اه عن شريح ومرة ومجاهد وجماعة اذا اذ يحكمان بالحرث اي حينما حكما في الحرث وهو الكرم او اه اذ نفشت فيه غنم القوم وذلك حين نفشت فيه غنم القوم ومعنى نفشت اي دخلته ليلا قالوا والنفش الانفلات للرعي ليلا وقال الشوكاني تفرقت وانتشرت فيه وقال الطبري اي حين دخلت هذا الحرث غنم القوم الاخرين من غير اهل الحرث ليلا فرعته وافسدته اذا هذا معنى نفشت يعني رعته ليلا قال اذا نفشت فيه غنم القوم يعني اصحاب الغنم وكنا لحكمهم شاهدين اي مشاهدين فقيل حاضرين فقال الطبري لا يخفى علينا منه شيء ولا يغيب عنا علمه جاء في السنة ما يدل على هذا الحكم الذي حكم فيه سليمان او حكم فيه نعم حكم فيه سليمان وهو ما رواه الامام احمد وابو داوود بسند صححه الالباني في الارواء عن حرام ابن محيصة ان ناقة البراء بن عازب دخلت حائطا فافسدت فيه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على اهل الحوائط حفظها بالنهار على اهل الحوائط حفظها من نهار وما افسدت المواشي بالليل ضامن على اهلها يعني اذا كان في الليل يضمن اصحابها اصحاب المواشي تضمنون حق اهل الزروع وما افسدته واما في النهار فان اهل الزروع عليهم ان يحموا زروعهم ويمنعوها من الدواب من الغنم والابل ونحوها قال جل وعلا ففهمناها سليمان قال ابن عاشور اي الهمنا اي الهمناه وجها اخر في في القضية الهمناه وجها اخر في القضاء وهو ارجح مين مما ذهب اليه نبي الله داود فداوود حكم مباشرة لاصحاب الحظ قال خذوا غنمهم. فقط فبقي اهل الغنم بلا شيء لكن سليمان قال لا يأخذها اهل الحرف يأخذون الغنم وينتفعون بها واهل الغنم الذين افسدوا زرع القوم وكان ذلك في الليل يقومون باصلاح الحرث والكرم والعنب الى ان ينبت ويرجع كما كان. فاذا رجع كما كان ترد عليهم غنمه ويسلم الحرث او العنب اصحابه ففهمناها وهذا يعني دليل على ان ما ذهب اليه نبي الله سليمان اصوب مما ذهب اليه نبي الله داود ايوا فهم داوود صحيح. ولهذا قال وكلا اتينا حكما وعلما كلا منهما اتيناه حكما وعلما وهذا كما قال المفسرون قال هذا رد لما قد يتوهمه البعض او لما قد يتوهم ان ان داوود قد اخطأ لأ داود حكم حكما صالحا لكن حكم سليمان اصوب منه الا والا فان نبي الله داود ايضا يحكم بالحق ايضا قد اتاه الله الحكم ومعرفة الحكم بين الناس والفصل بينهم وايضا اتاه علما على علم احكام القضاء وكلاهما داوود وسليمان قد اعطاه الله حكما معرفة في الحكم والفصل بين الناس وكذلك علما باحكام الشريعة وقيل ان وكلا راجع على كل الانبياء الذين سبق ذكرهم موسى وهارون وابراهيم ونوح ولوط كلهم ولا شك ان الانبياء كلهم كذلك قد قد اعطاهم الله الحكم بين الناس ومعرفة الحكم واتاهم علما يعرفون به فرائض الله وشرائع الله يصدر منهم الحكم على وفق العلم الذي علموه وعلمهم الله اياه وقيل ان الحكم هنا هو النبوة كما قاله الطبري قال حكما وهو النبوة وعلما يعني علما باحكام الله ومنهم من رأى ان الحكم هنا هو الفصل بين الناس وايضا والعلم هو العلم باحكام الشريعة وباحكام الله جل وعلا قال وكلا اتيناه حكما وعلما آآ جاء في بعض الاخبار ما يدل على فطنة سليمان ودقته في الحكم فمن ذلك ما رواه الامام احمد والبخاري ومسلم عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما امرأتان معهما ابنان لهما اذ جاء الذئب فاخذ احد الابنين فتحاكما الى داوود فقضى الكبرى فخرجتا فدعاهما سليمان فقال هاتوا السكين اشقه بينهما فقالت الصغرى يرحمك الله هو ابنها لا تشقه فقضى به للصغرى واورده البخاري في صحيحه وهذا لفظ احمد وعند البخاري انه عند البخاري وكذلك عند مسلم ان الذي حكم مباشرة هو سليمان يعني ما حكم فيه داوود وانما الذي ابتدأ الحكم هو سليمان هو سليمان عليه السلام هو الذي حكم بذلك. ابتداء ولهذا لفظه عند البخاري ولهذا لفظه عند البخاري قال عن ابي هريرة قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت امرأتان كانت امرأتان معهما ابنهما جاء الذئب فذهبا بابني احداهما فقالت لصاحبتها انما ذهب بابنك وقالت الاخرى انما ذهب بابنك. فتحاكمتا الى داوود عليه السلام فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان ابن داود فاخبرتاه فقال ائتوني بالسكين اشقه بينهما. فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله. هو ابنها فقضى به للصغرى. قال ابو هريرة والله ان سمعت بالسكين قط الا يومئذ وما كنا نقول الا المدية. اه بل يعني تبين ان لفظ البخاري ومسلم مثل لفظ احمد. فلفظه واحد ان اول من حكم هو داود ثم حكم بعده ابنه سليمان وهذا يدل يعني على شدة آآ انتباهي لهذا الامر لان شفقة الوالدة على ولدها دليل على انه على ان الولد لها. فان الكبرى ما كانت تمانع من شقه بالسكين لانه ليس ابنها فهو اما ان تأخذه واما ان يقتل فتشاركها الاخرى. بفقد ولدها لكن امه في الحقيقة صبا قلبها من الرحمة والشفقة ما قالت لا لا تشقه هو لها يبقى ولو هو ابنها لكن يبقى ولو مع غيرها هذا دليل على انه وامارة على انه ابنها وفي هذه القصة قالوا يؤخذ منها تنبيه على اصل الاجتهاد وعلى فقه القضاء انه يجود يجوز الاجتهاد في الحكم وان ذلك يكون حقا ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران. وان اجتهد فاخطأ فله اجر فاذا استفرغ وسعه وحرص على اصابة مقصود الله ومراد الله جل وعلا فانه يؤجر على هذا ان اصاب مرتين وان اخطأ مرة واحدة على اجتهاده ويعفى عن خطأه. وفيه ايضا من الفوائد رجوع الحاكم عن حكمه اذا تبين له عدم صوابه. يرجع عنه ولا بأس بهذا. ولا تأخذه العزة بالاثم قال جل وعلا وسخرنا مع داوود الجبال وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين. سخر الله الجبال تسبح مع داوود. كما قال جل وعلا في اية اخرى ولقد اتينا داوود منا فظلا يا جبال اوبي معه. والطير والنا له الحديد او بي. اي رجعي معه. كرري معه. وكان نبي الله داود يقرأ الزبور الكتاب الذي انزله الله عليه وكان قد يسر الله عليه قراءته وكان قد اتاه وكان وكان صوته حسن قد اتاه الله صوتا ومزمارا عجيبا ولهذا كانت الجبال تؤوب معه وتسبح معه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لما مر ليلة بابي موسى الاشعري وهو يقرأ يصلي في الليل فاستمع النبي صلى الله عليه واله وسلم ثم قال لقد اوتي هذا من مزامير ال داوود فقال ابو موسى لو علمت انك تستمع لحضرته لك تحبيرا فكان صوته حسنا جميلا. والله جل وعلا ذكر فظل داود فقال وسخرنا مع داوود الجبال سخرها ودللها بامره حيث انها تكون مسخرة تسبح معه يسبحن. قال بعض المفسرين يسبحن يعني يصلين والطير كذلك قال والطير ايضا يصلين من انها معطوفة على الجبال وقال بعضهم التسبيح هنا هو ما يدل عليه لفظ التسبيح المعروف وهو تنزيه الله جل وعلا وتبرئته عن كل نقص وعيب وذلك ان داود كان يسبح الله فكانت الطير الجبال تسبح معه ولا شك ان الجبال تسبح وان الطير تسبح كما قال جل وعلا سبح لله ما في السماوات والارض. يعني كل ما في السماوات والارض سبح لله وقال جل وعلا وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. وهذه اية تدل على وان من شيء اي وما من شيء الا يسبح بحمد الله. ولكن لا تفقهون تسبيحهم. ولا تعقلونه لكنها تسبح ولا شك. ولهذا ثبت ان الطعام سبح في كف النبي صلى الله عليه واله وسلم حتى سمع الصحابة صوته والاصل في التسبيح ان او الاصل ان التسبيح هو التنزيه والتبرئة لله جل وعلا عن كل نقص وعيب. مع التعظيم له. فكانت تنطق بالتسبيح تسبح وايضا كانت ترجع معه كان اذا قرأ الزبور تؤوب معه اي ترجع وهذا فضل من الله به جل وعلا على عبده ونبيه داود. قال وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين والطير معطوفة على الجبال اي وسخرنا الطير ايظا يسبحن مع سليمان وكنا فاعلين. كنا فاعلين ذلك. ومسخرين لهن سخنين الجبال والطير. وايضا فعلنا ذلك وسبحنا بامرنا وذلك بامرنا لهن فهو بامر الله جل وعلا لا بقدرة داوود وكنا فاعلين اي مسخرين لها تسبح مع داوود قال جل وعلا وعلمناه صنعة لبوس لكم علمناه اي علمنا داوود صنع تلبوس لكم. علمناه كيف يصنع الدروع التي تقيكم ظرب السلاح قال ابن كثير يعني علمناه صنعة الدروع الدرع الذي يكون من اه اه حلق من حديد كانوا قديما يلبسونه على الصدر لئلا يصيبه السهام او طعن الرماح وقد ظهر النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد بين درعين لبس درعين. وهو امام المتوكلين صلى الله عليه وسلم وفيه الاخذ بالاسباب قال قتادة انما كانت الدروع قبل داوود صفائح وهو اول من سردها حلقا يعني كانت قديما آآ صفحة يعني كقطعة الخشب ونحو يضعها الانسان امام صدره. لكن الله فهم داوود فجعلها حلقا حلقا وصلها ببعضها فيلبسها الانسان بتقيه ضرب السلاح قال وهو اول من سردها اه قال قتادة او قبل ذلك يقول ابن كثير عند قوله وعلمناه صنعة ارسل لكم لتحسنكم من بأسكم. قال يعني صنعة الدروع. قال قتادة انما كانت الدروع قبل قبله صفائح وهو اول من سردها حلقا كما قال تعالى والنا له الحديد ان اعمل سابغات وقدر في السرد سابغات تكون سابقة موطية وقدر في السرد قال ابن كثير اي لا توسع الحلقة تفلق المسمار ولا تغلظ المسمار تقول الحلقة لا يكون مسمار كبيرا فيفسد الحلقة. ولهذا قال لتحسنكم من بأسكم يعني في القتال لان البأس يطلق على القتال والحرب التي تكون بين الناس دروع تقي باذن الله جل وعلا. من في القتال من ضرب السيوف والرماح ونحوها قال جل وعلا فهل انتم شاكرون؟ هذا استفهام بمعنى الحظ والحث قال فهل انتم شاكرون؟ اي شاكرون لنعم الله عليكم؟ لما الهم به عبده داوود فعلمه ذلك من اجلكم. فهذا من نعم الله عز وجل التي تقتضي الشكر يشكر الله جل وعلا لانه هو الذي علم داوود صنعت صنعت الدروع ويحصل لكم بها السلامة والنجاة من اعدائكم ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ظهر يوم احد بين درعين ثم بعد ان ذكر ما يدل على فضل داوود عليه السلام ثنى بذكر ما يدل على فضل سليمان وما سخره الله له فقال جل وعلا ولسليمان الريح عاصفة. اي وسخرنا ودللنا والزمنا الريح لسليمان يأمرها كيف شاء. وكانت عاصفة. اي شديدة الهبوب اذا هبت هذه الريح تكون شديدة بحيث تحمل ما يريد سليمان حمله وتجري بسرعة الى المكان الذي يرغب ان تذهب اليه. وقد ذكروا في التفسير ان سليمان عليه السلام كان له بساط من خشب يوضع عليه كل ما يحتاج اليه من امور المملكة والخيل والجمال. والخيام والجند. ثم يأمر الريح ان ان تحمله فتدخل تحته ثم تحمله فترفعه وتسير به وتظله الطير من الحر الى حيث يشاء من الارض فينزل هذا البساط وتوضع آلاته وخشبه. وقد ذكر الله جل وعلا ذلك بقوله فسخرنا له الريح تجري بامره رخاء حيث اصاب قال جل وعلا غدوها شهر ورواحها شهر. الى الارض التي باركنا فيها وهي ارض الشام. لان ملك سليمان كان هناك وكنا بكل شيء عالمين. قد احاط علمنا بهذه الامور وما يقع وما يحصل من سليمان ما يحصل من الريح لان الله جل وعلا علمه محيط قد قد احاط بكل شيء علما وقوله ولسليمان اللحى عاصفة تجري بامره ان يتحكموا فيها ويأمرها كيف شاء فتحمل ما يريد حمله وهذا من الايات والملك العظيم الذي اتاه الله جل وعلا لسليمان ولم يؤتي لنبي غيره. قال جل وعلا ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا عملا دون ذلك. اي ومما جعله الله لسليمان واتاه سليمان انه جعل بعض الشياطين او جعل الشياطين تحت تصرفه وامره عليه السلام فكان بعضهم يغوصون في البحر يغوصون داخل البحار بامر سليمان ويأتونه بما يريد قال بعض المفسرين يغوصون لاخراج اللؤلؤ والمرجان. واخراج ما يريد سليمان من البحر. وهذا ايضا من فظل الله على سليمان فقد فظله على غيره في هذا الباب فقال وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي فما حصل هذا لاحد من بعده. قال جل وعلا ويعملون عملا دون ذلك اذا من الشياطين من يقومون بالغوص وهو السباحة داخل البحر وتنفيذ امر سليمان سواء كان يأمرهم بجمع اللؤلؤ والمرجان والصدف والحلي او غير ذلك قال ويعملون عملا دون ذلك. ايضا الجن كانوا يعملون عملا دون ذلك يعني غير ذلك. ليس فقط تسخير الجن بانهم يغوصون في البحر. لكن هذا من اعظمها واظهرها. فكانوا يغوصون في البحر وايضا كانوا يقومون باعمال دون ذلك. يعني غير الغوص في البحر. قال وكنا لهم حافظين كان الله جل وعلا حافظا لاعمالهم وافعالهم لانه العليم الذي احاط علمه بكل شيء ويحفظ على كل احد عمله ولهذا قال ابن كثير وكنا لهم حافظين اي يحرسه الله ان ما له احد من الشياطين بسوء بل كل في قبضته وتحت قهره لا يتجاسر احد منهم على الدنو اليه والقرب منه. بل هو محكم فيهم ان شاء اطلق وان شاء حبس منهم من يشاء. ولهذا قال تعالى واخرين مقرنين في الاصفاد وهيبة قال جل وعلا قبل هذه الاية والشياطين كل والشياطين كل بناء وغواص واخرين مقرنين في الاصفاد اذا كل هذا حصل ان الله جل وعلا سخر الجن لسليمان فمنهم من يبني له ومنهم من يغوص في البحر واخرون يسجنهم ويقيدهم بالاصفاد والسلاسل على ما حصل منهم وهذا مما اتاه الله سليمان وملكه الي له ولم يكن لنبي غيره واكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد