بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله رسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الانبياء زكريا اذ نادى ربه ربي لا تذرني فردا وانت خير الوارثين. يقول الله جل وعلا وزكريا اذ نادى ربه ومعنى الكلام واذكر يا نبينا زكريا اذ نادى ربه اي حين نادى ربه ودعاه. يقول ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عن عبده زكريا حين طلب ان يهبه الله ولدا. يكون من بعده نبيا. وقد تقدمت القصة مبسوطة في اول في سورة مريم وفي سورة ال عمران ايضا. وها هنا اختصر من وها هنا اخسر منهما وهو كما قال مرت معنا قصة زكريا في اول آآ سورة مريم وفي اول سورة ايضا ال عمران و منها قوله جل وعلا في سورة اه ال عمران هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء. فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين قال ربي انا يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقل؟ قال كذلك قال الله يفعل ما يشاء كذلك الله يفعل ما يشاء. قال ربي اجعل لي اية قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار. وقال جل وعلا في سورة مريم في اولها كاف ها يا عين صاد ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا قال ربياني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم اكن بدعائك ربي شقيا. واني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا. فهب لي من لدنك وليا. يرثني ويرث من ال يعقوب واجعله ربي رضيا. يا زكريا انا نبشرك بغلام بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا. قال ربي انى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا؟ وقد بلغت من الكبر عتيا. قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل قبل ولم تكن شيئا قال ربي اجعل لي اية قال ايتك الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج على قومه من المحراب فاوحى اليهم ان سبحوا بكرة وعشية. الايات. اذا مر قصص وذكر زكريا مفصلا في سورة ال عمران وسورة طه انا تلوت تلك الايات حتى يستحضر اه السامع اه المعاني اه حينما يسمع اه تفسيرها هذه الايات. اذا يقول جل وعلا وزكريا اي واذكر يا نبينا زكريا هنا نادى ربه او وقت نادى ربه والمراد انه دعاه. انه دعاه بلفظ يا رب ربي لا تذرني فردا لان الدعاء يسمى نداء. يسمى نداء. فهو ينادي ربه ويدعو ربه. قال ربي لا تذرني فردا اي يا ربي لا تذرني فردا وقد سبق ان ذكرنا ان اكثر دعوات الانبياء بلفظة يا رب كما قال ابن القيم وغيره وكان هذا النداء خفية كما قال جل وعلا في سورة طه اذ نادى ربه نداء خفيا كان يخفيه عمن حوله وعن قومه ربي لا تذرني فردا قال الطبري اي لا ولد لي ولا عقب. وقال ابن كثير اي لا ولد لي ولا وارث يقوم بعدي. وانت خير الوارثين قال السعدي اه خير الباقين. لان الوارث هو الذي يرث غيره فيبقى ويهلك غيره. فانت خير الوارثين السعدي خير الباقين وخير من خلفني بخير وانت ارحم بعبادك مني ولكن اريد ما يطمئن به قلبي وتسكن له نفسي ويجري في موازيني ثوابه اذا سأل ربه وتوسل اليه بانه خير الوارثين جل وعلا فهو خير من يرث وهو خير من يعطي ويورث جل وعلا اه ثم قال جل وعلا فاستجبنا له اي استجبنا لزكريا دعاءه ووهبنا له يحيى واعطيناه يحيى وايضا جعلنا يحيى نبيا من انبيائنا ويحيى بن زكريا هو ابن خالة عيسى ابن مريم هما ابني الخالة ولهذا لقيهم النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به ليلة الاسراء والمعراج قال وجدت ابني الخالة يحيى عيسى ويحيى ويحيى ابن زكريا آآ مما ذكر المفسرون انه قتله بنو اسرائيل قتلوه هو وزكريا. وهذا اشار الله اليه بقتله الانبياء. قال وهبنا له يحيى ومر في سورة اه ال عمران ان الله جعله مصدقا بكلمة منه اي مصدقا بعيسى وجعله سيدا وجعله حصورا ونبيا ومن الصالحين و كذلك ايضا في سورة مريم دعا الله ان يجعله رضيا واخبر الله جل وعلا عنه بعد ذكر قصة زكريا لانه قال يا يحيى خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم صبيا. وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا. وبرا بوالديه ولم يكن عصيا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا. كل هذه يعني فيها بيان وايضاحا حال زكريا وانه نبي عن حال يحيى ابن زكريا وانه نبي من انبياء الله ممن اختصه الله واصطفاه بالرسالة والنبوة فقال جل وعلا واصلحنا له زوجه. اي اصلحنا لزكريا زوجه قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير كانت عاقرا لا تلد فولدت. يعني كانت عقيما فاصلحها الله بان جعلها ولودا في رواية آآ وقال عطاء كان في لسانها طول فاصلحها الله. وفي رواية كان في خلقها شيء فاصلحه الله وهو قول يعني هو ما عبر عنه ابن جرير بقوله آآ كانت سيئة الخلق فاصلحها الله له فاصلحها الله له. اذا واصلحنا له زوجه اما لانها كانت عاقر عقيم فاصلحها الله بحيث صارت ولودا فولدت له او ان كانت سليطة اللسان وكانت سيئة الخلق فاصلحها الله له وجعلها حسنة الخلق مطيعة له. قال ابن كثير والاظهر من السياق الاول سياق لانه في قصة دعائه الولد وكانت امرأته عاقر فاخبر الله انه وهب له الولد الذي سأله واصلح له زوجه فجعلها امرأة ولودا بعد ان كانت عاقرا. قال جل وعلا انهم كانوا يسارعون في الخيرات. انهم كانوا في الخيرات هذا يعود على يحيى زكريا وزوج زكريا وقيل بل يعود على كل من سبق ذكرهم وكل ذلك حق لكن الاصل عود الكلام على اقرب مذكور قال جل وعلا كانوا يسارعون في الخيرات والمسارعة هي المبادرة فكانوا يسرعون الى الخيرات وهكذا ينبغي للمسلم ان يسارع الى الخيرات ولا يتأخر عنها لان هذا هو وصف المؤمنين وهذا هو الذي امر الله جل وعلا به عباده. فقال سبحانه وتعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض وكذلك قال جل وعلا وسابقوا نعم. اه وقال جل وعلا وسابقوا في سورة في سورة آآ الحديد يقول جل وعلا سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض. فالحاصل ان المتأمل يجد ان الله عز وجل يأمر عباده عند فعل الخيرات بالمسارعة والمسابقة والمبادرة والاستعجال في هذا وعدم التأخر. ولكنه في امر الدنيا لا يأمرهم بالمسارعة بل قال لنبيه ولا تنسى نصيبك من الدنيا وقال لي لعباده المؤمنين كما في سورة الملك آآ نعم فامشوا فيها وكلوا من مناكبها هو الذي جعلكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها. ايضا امرهم بالمشي لا لا لا يجوز انسان ان يشغل نفسه ويستعجل ويجعل همه الدنيا وهذا عكس حال الناس اليوم. الناس اليوم يتسابقون ويتسارعون يتقاتلون في امر الدنيا ويسألون الليل بالنهار ولكنهم في امر الاخرة يتباطؤون وهذا خلاف ما جاءت به النصوص ولهذا اثنى الله على انبيائه بانهم كانوا يسابقون في الخيرات. قال ابن كثير اي في عمل القربات وفعل الطاعات. كانوا يسارعون في الخيرات الخيرات جمع خير وهو يشمل كل الاعمال الصالحة. وهي الطاعات. فكانوا يتسابقون اليها ويسارعون فيها وايضا يتسابقون في القربات ما يقرب الى الله جل وعلا قال ويدعوننا رغبا ورهبا. هذه من اداب الدعاء. كانوا يدعون الله عز وجل راغبين فيما عنده كما قال الثوري قال رغبا فيما عندنا ورهبا مما عندنا فكانوا يجمعون بين حالة الرغبة وهو الرجاء وحسن الظن بان الله جل وعلا سيعطيهم ما يطلبون وبين الرهبة وهي الخوف الذي يحمل على اصلاح العمل لان الرهبة خوف. لكن الخوف اقسام جاء ذكره بالخوف وجاء ذكره بالخشية وجاء ذكره بالرهبة وجاء ذكره بالوجل ولكن لكل معنى وهذا من عظمة هذا القرآن. فان الخوف اذا اطلق المراد به فزعوا القلب مطلقا ويدخل فيه بقية الانواع. والخشية اذا اهرجت المراد بها الخشية المبنية على علم. انما يخشى الله من عباده العلماء هم على علم بربهم ومعرفة به وبكماله فخوفهم خشية. ويأتي معنى الرهبة كما هنا والرهبة هي الخوف الذي يثمر اه ترك ما يخاف منه. هو الخوف الذي يثمر ترك المعصية. والسعي لطلب الطاعة. والوجل هو وجل القلب. واستحياؤه خوف مع حياء من الله سبحانه وتعالى. قال جل وعلا ويدعوننا رغبا ورهبا. فهكذا ينبغي لك هذا من اداب الدعاء. اذا جئت تدعو تجمع بين الخوف والرجاء بين الرغبة والرهبة. يجتمعان في قلبك فتدعو وانت راغب فيما عند الله وحريص عليه. وانت راهب خائف ان لا يتقبل اللهم منك لعمل سوء عملك لما عندك من الذنوب والمعاصي الى غير ذلك من الموانئ التي يخشى منها الانسان قال وكانوا لنا خاشعين آآ قال ابن عباس خاشعين اي مصدقين بما انزل الله. وقال مجاهد مؤمنين حقا. وقال ابو العالية طائفين وقال ابو سنان الخشوع هو الخوف اللازم للقلب لا يفارقه ابدا. وعن مجاهد ايضا قال خاشعين اي متواضعين وقال الحسن وقتادة والظحاك اي متذللين لله عز وجل. قال ابن كثير وكل هذه الاقوال متقاربة نعم كل هذه الاقوال متقاربة اللهم الا اه قوله اه خائفين والخوف لا يفرق قلبه لانه قد سبق ذكر الرهبة قبلها والاصل في الكلام بناؤه على التأكيد على التأسيس لا على التأكيد على تأسيس وافادة معنى جديدا لا على تأكيد آآ معنى سابق. قال جل وعلا وكانوا لنا خاشعين. اذا هذه من اه ايضا من اداب الدعاء ان يدعو الانسان وهو راغب راهب خاشع اي متذلل لله جل وعلا متواضع تطامن ليس فيه كبرياء ولا افتخار ولا اعتزاز ولهذا يرفع يديه امام وجهه جامعا بعضهما الى بعض صفة العبد الذليل المتذلل الى الله سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا والتي احسنت فرجها فنفخت فيها من روحنا اي واذكر يا نبينا ايضا التي احسنت فرجها وهي مريم بنت عمران. واحسنت فرجها قال الطبري اي حفظت فرجها ومنعت فرجها مما حرم الله عليها اباحته فيه ولان الاحسان في اللغة يدل على معنى المنع. ومنه المحصنات يعني آآ الممتنعات من الرذيلة ومنه حصان لانه في الغالب يمنع صاحبه من الهلاك اذا ركبه في الحرب. فكذلك احسنت اي منعت فرجها من الوقوع في الزنا والفواحش وما حرم الله عليها فنفخنا فيها من روحنا وهذا كما قال جل وعلا ومريم بنت عمران التي احسنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وذلك بواسطة جبريل فنفخنا فيها بواسطة جبريل ارسله الله الى مريم كما حكى الله قصصه وقصته معها في سورة آآ وطه قال جل وعلا واذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت من اهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا اذا هنا فنفخنا فيها من روحنا اي بسبب بواسطة جبريل لانه بينه في الاية الاخرى والقرآن يفسر بعضه بعضا. قال فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها فرنساوية وليس معنى من روحنا يعني من رح الله التي هي جزء من الله كما تقول النصارى بل عيسى عبده عبد لله لا يعبد كما قال جل وعلا ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب. قال اني عبد الله اتاني الكتاب وعبد لا يعبد. والمراد من روحنا يعني جبريل روح القدس. والله ارسله فتمثل لها بشرا سويا. فقالت كما قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا. قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا. اذا الذي نفخ هو جبريل عليه السلام امر الله جل وعلا قالت انى يكون لغلام ولم يستسني بشر ولم اك بغيا؟ قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله اية ورحمة منا وكان امرا مقظيا. الايات. اذا اه نفخنا فيها من روحنا بواسطة اه رسول جبريل ارسلناه اليها فنفث في جيب درعها من اعلى نفث ونفخ في جيب درعها فنزلت هذه نفخة فولجت في فرجها وعند ذلك قال الله جل وعلا كن فكان عيسى ابن مريم فعيسى مخلوق بكن وليس هو كن مخلوق بكلمة الله كن ولكن ليس هو كن وانما هو اثر الكلمة فهو مخلوق وعبد لا يعبد ولكنه من رسل الله المصطفين الاخيار. قال جل وعلا وجعلناها وابنها اية للعالمين. جعلنا مريم من ال عمران التي احسنت فرجها وابنها كذلك عيسى اية للعالمين علامة تدل على قدرة الله جل وعلا وانه فعال لما يريد. فهذه امرأة تحمل من غير زوج ومن غير ان يمسها زوج. ومن غير ان يمسها بشر وهذا عيسى انسان من غير اب وانما هو من ام قال جل وعلا ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقوا فاعبدون. ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون. قال آآ قال ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير ان هذه امتكم قالوا دينكم دين واحد و قال الحسن البصري في هذه الاية بين لهم ما يتقون وما يأتون ثم قال ان هذه امتكم امة واحدة. اي سنتكم سنة واحدة و قال ابن كثير اي هذه شريعتكم التي بينت لكم ووضحت لكم وقال يا ابن جرير ان هذه ملتكم ملة واحدة. وهذه الاقوال كلها بمعنى قول واحد وكلها حق يؤيد بعضها بعضا ولهذا الامين الشنقيطي لما اورد القولين بان هذه الاقوال ترجع الى قولين. لما اورد القولين ماذا قال؟ قال والمراد بالامة هنا الشريعة والملة والمعنى وان هذه شريعتكم شريعة واحدة وهي توحيد الله على الوجه الاكمل من جميع الجهات وامتثال امره واجتناب بنهيه باخلاص في ذلك حسب ما شرعه لخلقه جل وعلا. اذا وان ان هذه امتكم واحدة يعني هذه امتكم الامة هي الدين. وسبق ان ذكرنا ان الامة تأتي بمعنى الدين. انا وجدنا ابائنا انا على امة وتأتي من معنى الزمان وادكر بعد امة وتأتي بمعنى الجماعة من الناس وجد عليه امة من الناس يسقون وتأتي بمعنى الرجل القدوة في الخير ان ابراهيم كان امة قانتا لله. فهي هنا بمعنى الملة والدين ان هذه امتكم يعني ملتكم وشريعتكم ودينكم شريعة واحدة. لان الانبياء كلهم جاؤوا بالتوحيد. الانبياء كلهم جاءوا بافراد الله جل وعلا بالعبادة وان كانت الشرائع تختلف. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح اه الذي آآ عصره في الصحيحين قال نحن معاشر الانبياء ومعشر الانبياء اولاد علات ديننا واحد فاولاد علات اولاد العلات هم الاخوة من اب واحد وامهات متفرقة. واخوان واولاد واولاد الاعيان هم الذين من الابوين. اذا كان الاخوة اشقاء يقال اولاده اعيان او اخوانه اعيان لانهم من اب وام واحدة. واذا كانوا من اب واحدة وامهاتهم شتى يقال اخوان علات. اخوان علات فالحاصل اه ان الله اخبر ان هذه الملة وهذا الدين دين الاولين والاخرين وهو التوحيد افراد الله جل وعلا بالعبادة قال جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فليقبل منه. وقال جل وعلا ولقد اوحينا اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك فهذا دين الرسل كلهم كل دين الرسل كلهم هو افراد الله جل وعلا بالعبادة وان كانت الشرائع تختلف تلف شريعة موسى عن شريعة ابراهيم وشريعة عيسى عن شريعة موسى وشريعة نبيه صلى الله عليه وسلم عن سائر الشرائع بل هي خيرها و فيها من التيسير على العباد ورفع الاثار والاغلال التي كانت عن الامم التي قبلنا فلله الحمد والمنة على ذلك. قال جل وعلا وانا ربكم فاعبدون. اه وانا ربكم وحدي. والمعنى دينكم واحد وربكم واحد كما قال جل وعلا اي اي اختلف نعم آآ كما قال جل وعلا يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم وان هذه امتكم امة امة واحدة وانا ربكم فاتقوه وانا ربكم فاتقون وانا ربكم فاعبدون فهو المعبود وحده لا شريك له فاعبدوني اي خصوني بالعبادة وافردوني بالعبادة كما قال جل وعلا اياك نعبد واياك نستعين قال وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وذكر عن جمع من انبيائه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. ولا يأتوا بهذا كثيرا قال جل وعلا وتقطعوا امرهم بينهم زبرا. وتقطعوا امرهم بينهم كل الينا راجعون. قال ابن كثير رحمه الله واختلفت الامم على رسلها فمن بين مصدق لهم ومكذب. ولهذا قال كل الينا راجعون. اي يوم القيامة فيجازي كل كلا بحسب عمله ان خيرا فخير وان شرا فشر ولهذا قال فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن اي مصدق وقد مر معنا ان او قبل ذلك نقول تقطعوا امرهم اي عصوا رسلهم واختلفوا فكذب هؤلاء وكذب هؤلاء وكذب هؤلاء وكذب هؤلاء وامن هؤلاء فتقطعوا امرهم بينهم واختلفوا فيه اختلافا فمنهم المؤمن ومنهم الكافر ولكن كلهم الى الله راجعون ومآلهم الى الله سبحانه وتعالى فينبئهم بما كانوا يعملون. ويجازي كل عامل بعمله ثم قال فمن يعمل من الصالحات والصالحات هي كل عمل اجتمع فيه امران الاخلاص فيه لله جل وعلا والمتابعة فيه لرسله او لرسوله وشرعه فلابد من الاخلاص والمتابعة و وهو مؤمن وسبق ان ذكرنا ان الايمان يأتي بمعنى التصديق ولكن مع الاقرار كما ذكرنا ان كثيرا من اهل العلم يقول الايمان لغة هو التصديق. ولعل هذا ايضا آآ لعل هذا ما اليه ابن كثير هنا قال قلبه مصدق وعمل عملا صالحا. والصواب ما حققه شيخ الاسلام انه قال المؤمن هو المصدق عن اقرار. يصدق بالشيء مع الاقرار به. والحقيقة ان هذا ما يشير اليه قول ابن كثير مصدق بقلبه يعني مصدق ومقر بقلبه صدق بهذا الامر وايضا اقر بباطنه به. وهو مؤمن فلا كفر انا لسعيه وانا له كاتبون قال الطبري فلا كفران لسعيه اي لا جحود لسعيه. فلا يضيع جزاؤه ولا يغطى بل يجازى به الحسنة بعشر امثالها ويضاعف له الثواب. وقال ابن كثير فلا كفران لسعيه كقوله انا لا نضيع اجر من احسن عملا. اي لا يكفر سعيه وهو عمله. بل يشكر فلا يظلم مثقال ذرة ولهذا قال وانا له كاتبون. اي نكتب جميع عمله. فلا يضيع عليه منه شيء وهذا فيه بيان فظل الله جل وعلا انه يجازي كل عامل بعمله فمن فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ومن رحمته ايضا ان العمل الصالح لا يكفر ولا يجحد ولا يغطى ولا يضيع. بل يثبته الله له كما يثبت عمله السيء عليه ايضا لكنه جل وعلا يمن على عباده المؤمنين فيضاعف لهم الحسنات كما قال جل وعلا من ام الحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون. وقد يضاعف للمؤمنين الى سبع مئة يضعف الى اضعاف كثيرة تفظلا منه ومنة وكرما جل وعلا. واما الكافر فانه ايظا تحصى عليه سيئاته لكن السيئة بسيئة ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها. ولا تضاعف عليه. وهذا من عدل الله سبحانه وتعالى. والاول من فظله وكرمه مضاعفة حسنات المؤمن. ومع ذلك الله جل وعلا كتب هذا واحصاه. كما قال جل وعلا يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وكما قال جل وعلا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وهذا من عدل الله ولهذا اذا ذهب اذا اراد ان يجحد الانسان فان كتابه بين عينيه ويقرأه منشورا يرى الصغير والكبير ما يستطيع ان ينكر شيئا او يجحد شيئا وهذا من كمال عدله سبحانه وتعالى ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد