بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. يقول جل وعلا واقترب الوعد الحق فاذا هي شاخصة ابصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين قوله جل وعلا واقترب الوعد الحق. هذا معطوف على قوله جل وعلا حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج. واقترب الوعد الحق لان يأجوج ومأجوج في اخر الزمان وهم من علامات الساعة الكبرى وكما قدمنا هم يأتون بعد نزول عيسى الى الارظ فهم في اخر الزمان وكما جاء في الحديث ان علامات الساعة الكبرى انها مثل العقد اذا انقطع خيطه تساقط وراء بعضه. يعني مثل السبحة التي فيها الخرزات اذا انقطع الخيط تطيح الخرزات متتالية بسرعة ولهذا جاء في الحديث ثم ذكر بعض هذه العلامات ان الساعة كالحامل المتم الحامل التي اتمت حملها فتنتظر الولادة على وشك ولهذا لما ذكر خروج يأجوج ومأجوج لانهم في اخر الزمان قال بعد ذلك واقترب الوعد الحق. وهو وقت وهو وعد الله جل وعلا بقيام الساعة فانه قريب وقد اوشك على الوقوع قال ابن كثير رحمه الله واقترب الوعد الحق يعني يوم القيامة. اذا وجدت هذه الاهوال والزلازل والبلابل ازفت الساعة واقتربت فاذا كانت ووقعت قال الكافرون هذا يوم عسر ولهذا قال تعالى فاذا هي شاخصة ابصار الذين كفروا اي من شدة ما يشاهدونه اي من شدة ما يشاهدونه من الامور العظام نعم اذا اقترب ودنا واوشك الوعد الذي وعد الله به وهو حق لا يخلف ولا يتبدل وهو واقع لا محالة وهو قيام الساعة فإذا هي شاخصة ابصار الذين كفروا والشخوص هو احداد البصر دون تحرك فهم لشدة الاهوال قد اداموا النظر لا يطرف لاحدهم بصر لا يطرف بصر احدهم ولو لحظة لشدة ما يرون من العذاب والابصار جمع بصر وهي الاعين التي يبصرون بها والمراد به الكفر بهم الكفار الذين كفروا بالله ورسوله ثم ينادون ويقولون يا ويلنا تدعون على انفسهم بالثبور والخسار والهلاك. يا ويلنا وهي كلمة تحزن وكلمة خسائر وهلاك يندو بها من اصيب بمصيبة ولا تجدي ولا تجدي عنه شيئا قد كنا في غفلة من هذا. كنا غافلين عن هذا اليوم يعني كنا في غفلة عن العمل وعن الايمان وعما ينجينا في هذا اليوم وهو يوم القيامة بل كنا ظالمين اعترفوا واظربوا اظراب انتقالي اظربوا عن قولهم كنا في غفلة الى قولهم بل كنا ظالمين فاعترفوا انهم كانوا في غفلة واعترفوا انهم كانوا قد ظلموا انفسهم بالكفر بالله جل وعلا وعدم الايمان وعدم اتباع الرسل. ولكن ذلك في ساعة لا تنفع وعلى المؤمن اذا سمع مثل هذه الايات العظيمة ان يستعد لذلك اليوم وان يحذر من الغفلة ويحذر من التفريط فلا زال ممهلا ولا زالت الروح في الجسد ولا زال يستطيع ان يستزيد من الصالحات والحسنات ويتوب من السيئات ويجتنبها قال جل وعلا انكم وما تعبدون من دون من دون الله حصب جهنم. انتم لها واردون. والخطاب مع اهل مكة فيقول الله عز وجل لكفار قريش انكم وما تعبدون من الالهة والاصنام حصب جهنم وحصب جهنم ذكر المفسرون فيها عدة ذكر المفسرون فيها عدة اقوال وهي متقاربة فقال ابن عباس حصب جهنم اي وقود جهنم وقال ابن عباس ايضا شجر شجر جهنم وفي رواية عنه قال حطب جهنم بالزنجية. يعني باللغة الزنجية الحصب هو الحطب. الحطب هو الحطب وقال مجاهد حطبها قال ابن كثير وهي كذلك في قراءة علي وعائشة رضي الله عنهما لكنها قراءة شادة. وقال الضحاك حصب جهنم اي ما يرمى به فيها. وكذا قال غيره والجميع قريب ورجح ابن كثير اه ارجح ابن جرير ان الحصب في اللغة هو الرمي والقذف فحصبه بحصيات يعني قذفه ورماه قال والمراد هنا هو الرمي والقذف في النار. من قال هذا هذه لغة اهل نجد حصبة بمعنى قذفه ورمى فيكون المعنى والله اعلم حصب جهنم يعني انتم المرميون المقذوفون في جهنم. فتكون الاقوال كلها حق فهم وقود جهنم وهم حطب جهنم وهم من يرمى بهم في جهنم. فاخبر انهم حصبوا جهنم وافادتنا كلمة حصبا زائدا على وقود جهنم وعلى حطب جهنم وهو انهم يقذفون فيها قذفا نعوذ بالله ويرمون فيها رميا فهم حطبوا جهنم وهم وقود جهنم. لكن كيف يوضعون في جهنم افادتنا هذه الاية وهذه اللفظة انهم يقذفون فيها قذفا ويرمون فيها رمية ويطرحون فيها بشدة نسأل الله العافية والسلامة هذا من اعجاز القرآن وبلاغته فهذه الكلمة بمعنى الحطب والوقود لكن افادتنا معنى جديد وهو بيان حالي ادخالهم النار. فهم وقودها وحطبها لكن كيف يدخلون؟ وكيف يطرحون فيها يطرحون ويقذفون ويرمون رميا كل وكل نعم حصبوا جهنم انتم لها واردون. بمعنى داخلون لان كل كافر يدخل النار ويخلد فيها ثم قال لو كان هؤلاء الهة ما اوردوها. لو كانت هذه الاصنام والانداد التي تعبدونها من دون الله وتجعلونها الهة وتتقربون اليها لو كانوا الهة حقا ما وردوا ما وردوها اي ما وردوا النار لكن الله سبحانه وتعالى يوردها النار فيدخل الله جل وعلا النار العابدين ومعبوداتهم يورد النار ويدخل النار الاصنام الكفار المشركون الذين عبدوا الاصنام ويدخل ايضا معهم اصنامهم ومعبوداتهم كما هو صريح هذه الاية التي قبلها انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم نسأل الله العافية والسلامة قال جل وعلا لو كان هؤلاء الهة ما وردوها ولا دخلوا فيها. لكنهم كذب ليسوا بالهة. الهة حسب زعمهم لكن الاله هو الله وحده لا شريك له ولهذا قال وكل فيها خالدون. العابدون ومعبوداتهم كلهم خالدون في النار خالدين فيها ابدا ثم قال جل وعلا لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون لهؤلاء الكفار في النار زفير والزفير الاصل هو اخراج النفس. من الصدر وضده الشهيق وهو رد النفس لكن يطلق الزفير على النفس الذي يصحبه صوت وذلك ان يمتلئ الصدر غما فيخرج من اقصى الرئتين لتأثر الصدر بالغم ويكون له صوت مسموع نسأل الله العافية ولهذا جاء عن بعض المفسرين ان لهم فيها زفير قال مثل صوت الحمار وهذا دليل على شدة الخزي والهم والغم والعذاب والنكال. الذي قل بهم ولا حيلة لهم في الخلاص منه نسأل الله العافية والسلامة وايضا وهم فيها لا يسمعون وذلك انه من شدة ما هو فيه من العذاب لا يسمع ولهذا اورد ابن اورد ابن كثير ما رواه ابن ابي حاتم عن ابن مسعود قال اذا بقي من يخلد في النار جعلوا في توابيت من نار تابوت صندوق جعلوا في توابيت من نار فيها مسامير من نار. فلا يرى احد منهم انه يعذب في النار غيره. ثم تلا عبد الله لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون وقال ابن كثير عند قوله لهم في ازافير قال كما قال تعالى لهم فيها زفير وشهيق والزفير خروج انفاسهم الشهيق ولوج انفاسهم هم فيها لا يسمعون وعورد ابن جرير الطبري محاصيله لو انه اعترض معترض كيف تقول انهم لا يسمعون؟ وجاء في بعض الايات ما يدل على انهم يسمعون فقال فحمله على ما هو مشهور عن ابن عباس ان النار مواقف ففي بعضها يتكلمون بعضها لا يتكلمون بعضها يسمعون وبعضها لا يسمعون نسأل الله العافية والسلامة قال جل وعلا وهم فيها لا يسمعون. كفى بما ذكره ربنا جل وعلا في هذه الايات تخويفا وبيان لشدة العذاب الذي يلحقه بمن كفر به ولهذا يجب على كل احد ان يعبد الله وحده لا شريك له وان يفرده بالعبادة. وان يحذر اشد الحذر من الشرك لانه اخطر الذنوب واعظمها واكبرها نسأل الله العافية والسلامة ثم بعد ان ذكر الله جل وعلا الكفار وما لهم من العذاب اردف ذلك ببيان حال المؤمنين قال ابن كثير لما ذكر تعالى اهل النار وعذابهم بسبب شركهم بالله عطف بذكر السعداء من المؤمنين بالله ورسله وهم الذين سبقت لهم من الله السعادة واسلف الاعمال الصالحة في الدنيا كما قال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة وقال هل جزاء الاحسان الا الاحسان فكما احسنوا العمل في الدنيا احسن الله مئالهم وثوابهم فنجاهم من العذاب وحصل لهم جزيل الثواب. فقال اولئك عنها مبعدون هذه مناسبة عظيمة لانه يا اخوان علم المناسبات لا ينكر في المناسبات موجودة لكن ايضا لا يجعل لكل اية مناسبة. ولكن اذا ظهرت قال بها وهذا مما يؤكد ويبين معنى كون القرآن مثاني فانه يذكر الشيء ويثنى بظده كما هنا ذكر اهل النار ذكر المعذبين ثم ثنى بذكر المنعمين المؤمنين اهل الجنة فقال ان الذين سبقت لهم منا الحسنى والحسنى كما قال ابن كثير قال قال عكرمة الرحمة وقال غيره السعادة وقد مر معنا للذين احسنوا الحسنى وزيادة. فالذين سبقت لهم من الله الحسنى والرحمة والسعادة اولئك عنها مبعدون. واتى باسم الاشارة الدال على البعيد لبيان علو مكانتهم في الخير. فعنها اي عن النار مبعدون غاية البعد قد ابعدهم الله عنها فلا تضرهم بشيء ولا يرونها ولا يسمعون شيئا ولا يسمعون صوتها هذا غاية السلامة والنجاة. ولهذا قال لا يسمعون حسيسها والحشيش هو الصوت قال ابن كثير لا يسمعون حشيشها اي حريقها في الاجساد كأنه يقول ان للنار صوت حينما تحرق اجساد الكفار. وقال الطبري صوتها وقال ابن عاشور الحس الصوت الذي يبلغ الحس اي الذي يسمع من بعيد وقال اي لا يقربون النار ولا تبلغوا اسماعهم اصواتها فهم سالمون من الفزع من اصواتها فلا يفزع اسماعهم فلا يفزع اسماعهم ما يؤلمهم او ما يؤلمها هذا غاية السلامة والنجاة فلا يسمعون حسيسها ثم ورد ابن كثير ما رواه ابن ابي حاتم عن ابي عثمان قال لا يسمعون حسيسها قال حيات الى الصراط تلسعهم فاذا لسعتهم قال حس حس او حس حس حس هذه كلمة تستخدمها العرب وهي الان عند بعض الناس اذا المه شيء يقول اح الاعراب تقول حس حس او حسحس فالحاصل انهم لا يسمعون صوتها وهذا غاية السلامة والنجاة. نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم قال جل وعلا وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون وهؤلاء الذين سبقت لهم من من الله الحسنى وهم المؤمنون كما اكرمهم الله جل وعلا بابعادهم عن النار وعدم سماع صوتها هم ايضا فيما اشتهت انفسهم خالدون قال الطبري هم فيما تشتهيه انفسهم من نعيمها ولذتها ماكثون فيها ابدا. وقال السعدي وهم فيما اشتهت انفسهم من المآكل والمشارب والمناكح والمناظر مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مستمر لهم ذلك. يزداد حسنه على الاحقاب ولهذا قال جل وعلا لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وهو النظر الى وجه الله الكريم وهم ايضا مع ذلك خالدون. ماكثون ابد الاباد لا يخرجون منها ولا ينقطع هذا النعيم ثم قال جل وعلا لا يحزنهم الفزع الاكبر قبل ذلك نورد شيئا مما اورده ابن كثير لان في ذلك مصلحة لقد قال رحمه الله هم فيما اجتهدت انفسهم خالدون فسلمهم من المحذور والمرهوب وجعل وحصل لهم المطلوب والمحبوب ثم قال قال ابن ابي حاتم وساق بسنده عن نعمان ابن بشير قال وسمر مع علي ذات ليلة. سمر وجلسوا سمروا سهروا. يتحدثون فقال فقرأ ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون. قال انا منهم وعمر منهم وعثمان منهم والزبير منهم وطلحة منهم وعبدالرحمن منهم. او قال سعد منهم. يعني العشرة المبشرون بالجنة قال واقيمت الصلاة فقام واظنه يجر ثوبه وهو يقول لا يسمعون حسيسها لان هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم من المبشرين بالجنة فهم ممن لا يسمعون حسيسها وهم عنها مبعدون وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون ثم اورد عن محمد ابن حاطب قال سمعت عليا يقول في قوله للذين سبقت لهم منا الحسنى قال عثمان واصحاب عثمان واصحابه وقال ابن عباس فاولئك اولياء الله يمرون على الصراط مرا هو اسرع من البرق ويبقى الكفار فيها جثيا قال ابن كثير فهذا مطابق لما ذكرناه واقصد انا من ايراد اثر علي ابن ابي طالب ليتبين ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يد واحدة انهم يحب بعضهم بعضا وان ما تزعمه الفرق الضالة المنحرفة. من العداوة بين علي وابي بكر وعمر وعثمان ان ذلك كله من الكذب والافتراء والطعن والتكذيب لنصوص الكتاب والسنة ولاقوال الصحابة رضي الله عنهم اذا هي في الصحابة في المؤمنين. وقال بعض المفسرين ان قوله ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون قال هذه نزلت في استثناء بعض المعبودين الذين عبدوا ولم يرظوا بذلك فانه قد عبد المسيح وعبد عزير وعبدت الملائكة وعبد بعض الصالحين وهم لا يرضون بهذا ابدا فبعد ان قال في اول الايات انكم وما تعبدون حصب جهنم اي اي انكم انتم والهتكم كلكم في النار فقد يقول قائل اذا كل من عبد من دون الله فهو في النار هناك صالحون هناك الملائكة هناك عزير استثناهم الله جل وعلا بقوله ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون فقال بعض المفسرين هذا استثناء هذه الاية نزلت استثناء من المعبودين وخرج منهم عزير والمسيح كما جاء عن ابن عباس انكم ما تعبدون من دون الله ابو جهنم قال ثم استثنى فقال ان الذين سبقت لهم منا الحسنى فيقال لهم الملائكة وعيسى ونحو ذلك ممن عبد من من دون الله وكذا قال عكرمة والحسن بن جريج ونحوه قال جاء عن ابن عباس ايضا منهم من قال ان هذه نزلت في الرد على ابن ابن الزبعرة عبد الله ابن الزبعرة. لما ناظر النبي صلى الله عليه وسلم بعض كفار قريش وهو النظر النظر ابن الحارث ومن معه فألجمه واسكته فجاء بعد ذلك عبد الله بن الزبعرة فقال له الوليد بن ابن المغيرة والله ما قام النظر ابن الحارث لابن عبد المطلب انفا ولا قعد. وقد زعم محمد ان وما نعبد من الهتنا هذه حصب فقال عبدالله بن الزبعرة اما والله لو وجدته لخصمته فسلوا محمدا اكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده فنحن نعبد الملائكة واليهود تعبد عزيرا والنصارى تعبد عيسى ابن مريم. فعجب الوليد من كان معه في ذلك المجلس من قول عبد الله ورأوا انه قد احتج وخاصم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كل من احب ان يعبد من دون الله فهو مع من عبده. انهم انما يعبدون الشياطين ومن امرتهم بعبادته. وانزل الله الا الذين سبقت لهم منا الحسنى عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون. اي عزير اي عيسى وعزير ومن عبدوا من الاحبار والرهبان الذين قضوا على طاعة الله فاتخذهم من بعدهم فاتخذهم من يعبدهم من اهل الضلالة اربابا من دون الله وذكر كلاما فصار هذه الاية فيها ثلاث اقوال اما انها في المؤمنين وهذا هو الصواب وهو الظاهر والسياق يدل عليه لان الله ذكر الكفار من قريش ثم اردف المؤمنين ضدهم وقيل ان المراد ان هذا استثناء راجع على من عبد من دون الله وهو غير راض كالملائكة والعزير والمسيح وقيل انها نعم وقيل انها رد على ابن الزبعرة وهو قول ابن الزبيرة راجع الى القول الثاني لكن كان سبب نزولها قوله ورد الله عليه ما الاظهر هو الاول والله اعلم لان الاثار الواردة في هذا لا تخلو مما قال الا القول الاول فانه ظاهر الايات وعلى كل حال هو شامل ايضا لكل مؤمن. شامل للعزير شامل لعيسى وشامل للاولياء والصالحين. لانهم معرض بهذه العبادة بل جاءوا بالتحذير منها والدعوة الى عبادة الله وحده لا شريك له قال جل وعلا لا يحزنهم الفزع الاكبر قال ابن كثير قيل المراد بذلك الموت يعني الذين سبقت لهم من من الله الحسنى وابعد عن النار ولا يسمعون حشيشها وهم خالدون فيما اشتهت انفسهم ايضا اعطاهم الله لا يحزنهم الفزع الاكبر والفزع الاكبر قيل المراد به الموت كما رواه عبد الرزاق عن يحيى بن ربيعة عن عطاء وقيل المراد بالفزع الاكبر النفخة في الصور كما قاله ابن عباس واختاره ابن جرير الطبري وقيل الوزع الاكبر حين يؤمر بالعبد الى النار. قاله الحسن وقيل حين تطبق النار على اهلها قاله سعيد بن جبير وبن جريج وقيل حين يذبح الموت بين الجنة والنار قاله ابو بكر الهذلي فيما رواه ابن ابي حاتم عنه وهذه الاقوال متقاربة والحاصل ان المؤمنين الذين سبقت لهم منا الحسنى لا يحزنهم الفزع الاكبر وهو عند قيام الساعة لان فزعها عظيم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. فهذا هو يوم الفزع. يوم القيامة. يوم الجزاء. فهؤلاء المؤمنون لا يحزنهم الفزع الاكبر. وتتلقاهم الملائكة تستقبلهم الملائكة. عند دخولهم الجنة مبشرين لهم بقولهم هذا يومكم الذي كنتم توعدون. هذا يوم النعيم الذي كنتم توعدون وعدكم الله اياه على رسله بانه سيدخلكم الجنة. وان لكم فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فابشروا ابشروا وهذا غاية النعيم والسرور في ذلك اليوم الفظيع المخيف الذي يجعل الولدان شيبا هؤلاء المؤمنون يبشرون لا يحزنهم الفزع ويبشرون بالجنة ويبشرون بالنعيم. وهذا من فضل الله عز وجل. وكفى بذلك حاديا المؤمن على الايمان والعمل الصالح حتى يكون من اولئك وينجو من الفزع الاكبر يوم يخاف الجميع ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد