الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الله جل وعلا في اخر سورة الانبياء يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين يوم نطوي اي في يوم في يوم طوينا للسماء مثل طي السجل وهذه الاية مرتبطة بما قبلها وهو قوله جل وعلا ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون لا يحزنهم لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم متوعدون يوم نطوي السماء وذلك حين ما يطوي الله السماء. يعني هذا النعيم يكون لهم في الاخرة حينما تقوم القيامة ويطوي الله جل وعلا السماوات بيمينه كما قال جل وعلا في اية اخرى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى ما يشركون وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ان الله يقبض يوم القيامة الاراضين وتكون السماوات بيمينه والاحاديث فيها ذا كثيرة المعنى ان ذلك كائن ما اعددناهم الى النعيم في يوم في يوم طوينا للصحف تطوعنا للسماء فان الله يطوي السماء بيمينه جل وعلا والاراضين بيده الاخرى كما في الحديث الذي في الصحيحين كطي السجل للكتب مثل طي الصحيفة للكتب اي على المكتوب فيها فان الصحيفة التي كتب فيها ما كتب تطوى وتلف تطوى على ما فيها فكذلك الله جل وعلا يطوي السماوات بيمينه جل وعلا قال جل وعلا كطي السجل للكتب قال ابن كثير اه قال ابن جرير اي يوم نطوي السماء كطي السجل على ما فيه من الكتاب واللام في قوله للكتاب بمعنى على اذا كطي السجل للكتب اي كطي الصحيفة والسجل هي الصحيفة للكتب اي على الكتب لانها تنطوي على الكتب اذا الصحيفة كتب فيها ثم طويت فانها تطوى على الكتاب ايضا الذي فيها لانه بداخلها وجاء بلال هنا قال كطي السجل للكتب ولم يقل على الكتب قال بعضهم ان ابن جرير وغيره قالوا اللام هنا بمعنى علا والصواب ان ان فيه ان يعني اوتي باللام بدل على هنا للاشارة الى فعل مظمن فعندنا فعلان طي السجل واشتمالها على على ما فيها لان الانسان قد يطوي الحبل او قد يطوي الشيء مثلا لكنه لا يشتمل عليه يطويه وهو مبعد عنه لكن طي الصحيفة تطوى وتشتمل على ما فيها. فجاء باللام ليدل على ان هناك فعل اخر وهذا يعني اعظم فائدة والدليل على اعجاز القرآن فهذه اللام دلت على ان هناك فعل مقدر. فتقدير الكلام يوم نطوي السماء كطي السيد اللي مشتملة على الكتب اي على المكتوب فيها وتقوم يعلم بمعنى المكتوب وهي مصدر كتب يكتب كطي السجل للكتب اي كطي الصحيفة على اه الكتاب وقد اختلف العلماء في السجل هنا آآ وقبل ذلك هناك قراءة قرأ حمزة كطي السجل للكتب بضم الكاف والتاء وقرأ الباقون للكتاب كطي السجل للكتاب والمعنى لا يختلف كثيرا المعنى متقارب قال جل وعلا كطي السجل للكتب اختلف في السجل فقال آآ بعض المفسرين السجل الكتاب وقيل المراد به ملك من الملائكة كما جاء عن ابن عمر قال السجل ملك وقال السدي السجل ملك موكل بالصحف فاذا مات الانسان رفع رفع كتابه الى السجل فطواه ورفعه الى يوم القيامة والقول الثالث ان المراد ان السجل رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتب للنبي صلى الله عليه واله وسلم واستدلوا على هذا بما رواه ابو داوود والنسائي عن ابن عباس قال كان السجل كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم ورووا اوردوا فيه حديثا عن ابن عمر قال السجل كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا الاسناد كما قال ابن كثير قال هذا منكر جدا من حديث نافع عن ابن عمر لا يصح اصلا وكذلك ما تقدم عن ابن عباس من رواية ابي داوود وغيره لا يصح ايضا وقد صرح جماعة من الحفاظ بوظعه وان كان في سنن ابي داود منهم شيخنا الحافظ الكبير ابو الحجاج المجزي فسح الله في عمره ونسع في اجره وختم له في صالح عمله وقد افردته بهذا الحديث جزءا على حدة ولله الحمد ثم قال وقد تصدى الامام ابو جعفر للانكار على هذا الحديث ورده اتم رد وقال لا يعرف في الصحابة احد اسمه السجل وكتاب النبي صلى الله عليه وسلم معروفون وليس فيهم احد اسمه السجل وصدق رحمه الله في ذلك وهو من اقوى الادلة على نكارة هذا الحديث قال واما من ذكر في اسماء الصحابة هذا فانما اعتمد على هذا الحديث لعلى غيره والله اعلم. يعني هذه فائدة اخرى قد تجد ان من ذكر اسم السجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اعتمد على هذا الحديث وهذا الحديث منكر ما يصح فليس باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له السجن فتلخص ان السجل المراد به الصحيفة الكتاب كما يطوى الكتاب على ما كتب فيه وكما تطوى الصحيفة على ما كتب فيها فالله جل وعلا يطوي السماوات بيمينه كطي سجل للكتب وهذا دليل على قدرته جل وعلا وعلى عظم شأنه فالسماوات السبع مع عظمها وكبرها وطولها يطويها طيا جل وعلا بيمينه واه كطي السجل للكتب والسماوات بيده الاخرى وجاء في بعض الروايات في مسلم بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ والحديث في الصحيحين قال جل وعلا كطي السجل للكتب كما بدأنا اول خلق نعيده قال ابن كثير اي هذا كائن لا محالة يوم القيامة يعيد الله الخلائق خلقا جديدا. كما بدأهم هو القادر على اعادتهم وذلك واجب الوقوع لانه من جملة وعد الله الذي لا يخلف ولا يبدل وهو القادر على ذلك ولهذا قال انا كنا فاعلين قال وثم ساق قال الامام احمد والحديث في الصحيحين من حديث ابن عباس قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال انكم محشونون الى الله عز وجل حفاة عراة غرلا كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين هذا فيه تفسير للاية ان معنى كما بدأنا اول خلق نعيده يعني ان نخلقهم حفاة عراة ورجح هذا ابن جرير الطبري فقال ومعنى الكلام نعيد الخلق عراة حفاة غرلا يوم القيامة كما بدأناهم اول مرة في حال خلقناهم في بطون امهاتهم اذا يعيد الله جل وعلا الخلق كما خلقهم اول مرة وهل ذهب اليه ابن كثير وايظا على الحال التي خلقهم عليها اول مرة وهو خروجهم من بطون امهاتهم حفاة عراة غرلا كذلك يوم القيامة ترون حفاة عراة غرلا قال وعدا علينا اي هذا متحقق واقع وقد وعد الله به والله لا يخلف الميعاد. وهذا دليل على تحقق وقوع القيامة وانها شيء لابد منه ولابد من حصوله. انا كنا فاعلين ذلك سنفعله وسنقيم الساعة ونجمع الناس ونطوي السماء كطي السجل الكتب الى غير ذلك مما يقع في الاخرة ثم قال جل وعلا ولقد كتبنا في الزبور ان الارض يرثها عبادي ان ان ولقد كتبنا في الزبور من بعد للذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عما حتمه وقضاه لعباده الصالحين من السعادة في الدنيا والاخرة ووراثة الارض في الدنيا والاخرة كقوله تعالى ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده. والعاقبة للمتقين. وقال تعالى انا لننصر الرسل والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وقال وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ولا يمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم الاية ففسر ابن كثير هذه الاية بالايات الاخرى ولقد كتبنا في الزبور والزبور الاصل في اللغة انه الكتاب لانه تزبر فيه الكتابة ولكن اختلف ما المراد بالزبور هذا فرجح اه فقال سعيد بن جبير الزبور التوراة والانجيل والقرآن وقال مجاهد الزبور كتاب وهذا قول واحد يعتبر قولا واحدا والقول الثاني قال ابن عباس والشعبي والحسن وقتادة الزبور الذي انزل على داوود والذكر التوراة وجاء عن ابن عباس انه قال الزبور القرآن وقال سعيد بن جبير الذكر الذي في السماء وقال مجاهد الزبور الكتب بعد الذكر والذكر ام الكتاب عند الله وقال الثوري هو اللوح المحفوظ وقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم هي الكتب التي انزلت على الانبياء ورجح ابن جرير الطبري قال هو الكتاب الاول ثار ابن جرير ان الزبور المراد به اللوح المحفوظ. الكتاب الاول ورجح ابن كثير وهو الاظهر والله اعلم الجمع بين هذه الاقوال كلها. فقال واخبر تعالى ان هذا مكتوب مسطور في الكتب الشرعية والقدرية فهو كائن لا محالة ولهذا قالوا ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر وهذا القول ارجح فالله كتب ذلك في اللوح المحفوظ عنده وهو الذي اشار اليه القدرية يعني الكتب القدرية وكذلك الشرعية ما نزله من كتبه من القرآن والتوراة والانجيل والزبور والكتب الذي التي انزلها على عباده بين واخبر فيها جل وعلا ان الارض يرثها عباد الله الصالحون المؤمنون والعاقبة لهم وهذه سنة الله في الانبياء مع قومهم اذا عارضوهم تكون الدائرة على قومهم تكون الامور بايديهم والارض بايديهم والغلبة لهم لكن يسلط الله عليهم عذابه فينزعهم كل هذا ويهلكهم وتكون الارض للمؤمنين كما فعل الله جل وعلا في موسى مع قومه صارت الارض لبني اسرائيل واورثهم ارضهم وديارهم هذه سنة الله. قال جل وعلا ولقد كتبنا في الزبور اي في الكتاب الاول او في الكتاب عموما كيف يشمل الكتاب الذي هو اللوح المحفوظ وكذلك الكتاب الذي سائر الكتب التي انزلها على انبيائه. من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون بعد ما يذكرون ويؤمرون وينهون ان الارض يرثها عبادي الصالحون. قيل الارض ارض الجنة وقيل لا بل ارض الدنيا ويدل لها الايات التي استشهدنا بها. والصواب ان الاية عامة فيرث الارض ويكونون هم اهلها المؤمنون فيرهون الارض في الدنيا وتصلح العاقبة لهم وكذلك يرثون ارظ الجنة ويكونون فيها ومن اهلها قال جل وعلا يرثها عبادي الصالحون. لابد الاضافة هنا اضافة تشريف والصالحون جمع صالح وهو من جمع بين الاتباع والاخلاص لله جل وعلا في العمل والاتباع لا يعمل عملا الا وفق الشرع ثم قال ان في هذا لبلاغا لقوم عابدين ان في هذا يعني في هذا القرآن كما قال ابن كثير قال ان اي ان في هذا القرآن الذي انزلناه على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم لبلاغا لمنفعة وكفاية لقوم عابدين وقال السعدي لبلاغا ان يتبلغون به للوصول الى ربهم والى دار كرامته فوصلهم الى اجل المطالب وافضل الرغائب وليس للعابدين الذين هم اشرف الخلق وراءه غاية لانه الكفيل بمعرفة ربهم باسمائه وصفاته وافعاله وبالاخبار بالغيوب الصادقة وبما امرهم به وبما نهاهم عنه الى اخر كلامه رحمه الله وهو في غاية النفاسة يعني في غاية النفاسة يعني والاشتمال على كل ما امر الله جل وعلا به قال جل وعلا آآ ان في هذا لبلاغ لقوم عابدين وانما ينتفع به العابدون الذين عبدوا الله وافردوه بالعبادة جل وعلا وما ارسلناك الا رحمة للعالمين هذا بيان فضل النبي صلى الله عليه وسلم. وان الله انما ارسله رحمة للخلق قال ابن كثير يخبر تعالى ان الله جعل محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين اي ارسله رحمة لهم كلهم ارسله رحمة لهم كلهم. فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة سعد في الدنيا والاخرة ومن ردها وجاحدها خسر الدنيا والاخرة كما قال تعالى الم ترى الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار وقال تعالى في صفة القرآن قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقروا وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد كما ورد ابن كثير ما يشهد لهذا من السنة فاورد ما رواه مسلم عن ابي هريرة قال يا رسول الله ادع على المشركين. قال النبي صلى الله عليه وسلم اني لم ابعث لعانا وانما بعثت رحمة. وكذلك روى الحافظ ابن عساكر وابو الحسن السكري وابو القاسم الطبراني آآ نعم الحافظ ابن عساكر من اكثر من طريق بسند صححه الشيخ الالباني بالصحيحة عن ابي هريرة مرفوعا قال ابراهيم نعم عن ابي هريرة مرفوعا قال انما انا رحمة مهداة. يعني قال النبي صلى الله عليه وسلم انما انا رحمة مهداة اهداه الله الى الخلق وهدى به من تبع سبل السلام ثم اورد ابن كثير ايضا حديثا رواه الامام احمد وصححه الالباني في الصحيح وفي صحيح ابي داود اه آآ عن ابي عن عمرو بن ابي قرة الكندي قال كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر اشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حذيفة الى سلمان فقال سلمان يا حذيفة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول فيقول ويرضى فيقول لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال انما فقال انما فقال ايما رجل سببته سبة في غضبي او لعنته لعنة فانما انا رجل من ولد ادم اغضب كما يغضبون وانما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة رواه ابو داوود. ومحل الشاهد انه قال ان مبعثني رحمة للعالمين. فهو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين حتى بالنسبة للكفار قال ابن كثير وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. قال من تبعه بل هو مروي عن ابن عباس قال من تبعه كان له رحمة في الدنيا والاخرة ومن لم يتبع ومن لم يتبعه عوفي مما كان يبتلى به سائر الامم من الخسف والمسخ والقذف. فهو رحمة مهداة لكن من اتبعه تحققت فيه الرحمة في الدنيا والاخرة ومن لم يتبعه فانه في الدنيا يأمن من الخسوف المسخ والقذف الذي عذب الله به الامم السابقة هكذا قال ابن عباس ولا يظهر والله اعلم انه رحمة للعالمين يعني لمن اراد ان يتبعه ويؤمن به لانه جاء في الاحاديث ان بعض هذه الامة يخسف بها و يمسحون قردة وخنازير لكن بعضهم قليل منهم ثم قال جل وعلا قل انما يوحى الي انما الهكم اله واحد. اي قل يا نبينا لكفار قريش انما يوحى الي من الله جل وعلا هو الذي يوحي الي انما الهكم اله واحد فالهكم ومعبودكم الذي يجب ان تألهونه وتعبدونه اله واحد وهو الله وحده لا شريك له ولا تعبدون الالهة الكثر والاصنام والاوثان وتتخذون مع الله شريكا فهل انتم مسلمون اي متبعون على ذلك مسلمون لله مستسلمون له بالطاعة والانقيادي والخلوص من الشرك فهل انتم مسلمون ثم قال فان تولوا يعني قال الله لنبيه فان تولوا اي كفار قريش اعرضوا ولم يؤمنوا ولم يسلموا بما جئتهم به فقل اذنتكم على سواء قال ابن كثير اي اعلمتكم اني حرب لكم كما انكم حرب بريء منكم كما انكم برءاء مني كقوله وان كذبوك فقل لعملي ولكم عملكم انتم بريئون مما عملوا وانا بريئ مما تعملون وقال واما تخافن من قوم خيانة فانبذ اليهم على سواء اي ليكن علمك وعلمهم بنبذ العهود على السواء وهكذا ها هنا فقال فان اذنتكم فان تولوا فقد اذنتكم على سواء اي اعلمتكم ببرائتي منكم وبرائتكم مني وبرائتكم مني لعلمي بذلك وقال الطبري فان ادبر هؤلاء المشركون يا محمد عن الاقرار بالايمان بان بان لا اله الا اله واحد فاعرضوا عنه وابوا الاجابة اليه فقل لهم قد اذنتكم على سواء يقول اعلمهم انك وهم على علم من ان بعضكم لبعض حرب لا صلح بينكم ولا ولا سلم وانما عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قومه قريش نعم اذا فقل اذنتكم على سواء اي اعلمتكم واخبرتكم على سواء يستوي علمي وعلمكم بذلك وهو براءتي منكم وبرائتكم مني فان ابيتم الا عبادة الاصنام فانا بريء منكم وانتم بريئون مني انا لا اعبد الا الله وحده لا شريك له على سواء يستوي علمي وعلمكم فيه فقل فقل اذنتكم على سواء وان ادرأ قريب ام بعيد ما توعدون قل لهم وان ما نافية هنا ما ادري اقريب ام بعيد ما توعدون به من العذاب والنكال وما توعدكم الله به جل وعلا لا ادري اقريب ام بعيد لان هذا مرده الى الله قال انه يعلم الجهر من القول يعني بعد ان قال انه بعد ان قال وان ادري اقريب ام بعيد ما توعدون لا ادري ما وعدكم الله به من النكال والعذاب والعقوبة لا ادري اقريب ام بعيد فعلم ذلك الى علام الغيوب ولهذا علله فقال انه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون انه اي اي الله جل وعلا يعلم الجهر ما تجهرون به وتتفوهون به من الكلام ويعلم ايضا ما تكتمونه وتخفون في صدوركم فهو عليم به قد احاط به والسر عنده علانية جل وعلا ولهذا قال جل وعلا في اية اخرى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد فاخبر جل وعلا عن علمه بالوسوسة التي تقع في الصدر ولم تكن كلاما بعد فهو جل وعلا يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون. ثم قال وان ادري لعله فتنة لكم ومتاع الى حين. ان يقال فيها كما قيل في السابقة اي نافية. ما ادري ما ادري لعله فتنة لكم يقول ابن كثير اي يقول ابن جرير ان ادري لعله فتنة لكم يقول لعل تأخير ذلك عنكم فتنة لكم ومتاع الى اجل مسمى وحكاه ابن ابن عوف وحكاه عون عن ابن عباس وآآ نحوه كلام ابن كثير قال اي وما ادري لعل هذا فتنة لكم ومتاعا الى حين ما ادري لعل هذا وهو تأخير العذاب عنكم وعدم معاجلتكم به فتنة لكم يفتنكم الله جل وعلا في هذه المدة فتتعرضون للفتن والكفر والتكذيب والمحن تفتنون في دينكم وفي دنياكم هذه هذه عقوبة عاجلة ومتاع الى حين تمتعون الى حين ان يأتي الاجل الى وقت مجيء الاجل الذي كتبه الله جل وعلا فتتمتعون في الدنيا كما تتمتع الانعام وتمهلون فترة لكن الى حين الى اجل مسمى لا يتأخر اذا جاء هذا الاجر لابد من نفاذه ووقوعه ثم قال قال ربي احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون قال رب احكم بالحق. اي النبي صلى الله عليه وسلم دعا ربه اي افصل بيني وبين قوم المكذبين او افصل بيننا وبين قومنا المكذبين بالحق والله لا يفصل الا بالحق يفصل بين الفريقين فيعذب من يستحق العذاب ويرحم من يستحق الرحمة جل وعلا وهذا كما قالت الانبياء قال قتادة كان كان الانبياء عليهم السلام يقولون ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين يستفتحون على قومهم وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقول ذلك نعم هذا استفتاح من النبي صلى الله عليه وسلم على قومه وطلب من الله عز وجل ان يفصل بينهم وبينهم لانهم ابوا وتكبروا وتجبروا قال وقال وعن مالك عن زيد ابن اسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا شهد قتالا قال ربي احكم بالحق يعني اذا التقى الصفان المؤمنون مع الكفار قال ربنا احكم بالحق. يعني افصل بيننا وبين قومنا بالحق وانصرنا عليهم واظهر الحق عليهم واجعل الدائرة عليهم واظهر الحق. ثم قال وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون. ربنا جل وعلا هو الرحمن الرحيم نرجو رحمته وهو المستعان نستعين به على ما تصفون اي على ما تقولون وتفترون من الكذب لانهم برعوا في مقامات الكذب والافك والله المستعان عليهم في ذلك اذا هذه هذا لجوء الى الله جل وعلا فاخبرهم ان الله هو هو الرحمن وانه يستعين به وان المؤمنين يستعينون بالله جل وعلا على ما يصف هؤلاء ربهم من جعل الالهة له وعلى تكذيبهم وهذا دليل على قبح قولهم وانه قول قبيح وخبيث فالمسلم يستعين بالله ويصبر على اذاهم ولا شيء اعظم من الظلم من من الظلم الاكبر من الشرك اعظم الذنوب وتنبأ والحقيقة ان نفوس المؤمنين تضيق بذلك اذا سمعوا الشرك فاذا سمع الانسان كلمة شركية يضيق من هذا ويقول الله المستعان على ما تصفون ونكتفي بهذا القدر. اسأل الله ان يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وبهذا ولله الحمد نكون قد انتهينا من سورة الانبياء والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد