الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد. يقول الله جل وعلا في سورة طه الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وانزل من السماء ماء فاخرجنا به ازواجا من نبات شتى لا يزال الكلام آآ بين موسى وفرعون وقد تقدم هذه الاية قوله جل وعلا ام فرعون؟ قال من ربكما؟ قال فمن ربكما يا موسى؟ قال اي موسى قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم وهذا قال فما بال القرون الاولى؟ قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى. ثم قال ها هنا الذي جعل لكم الارض مهدا. والذي اه نعتل لقوله ربنا في الاية في الاية قبل السابقة. او او عند قوله قال علمها عند ربي الذي اي ربي الذي جعل لكم الارض مهدا اه ومهد قرأ نافع وابن كثير وابو عمرو وابن عامر مهادا بكسر الميم وفتح الهاء وكذلك في الزخرف وقرأ اهل الكوفة او قرأ الاخرون مهدا على انه مصدر آآ ممهدة او ممهودة ومهدا على كلا القراءتين المراد به آآ فراشا جعل لكم الارض مهدا اي فراشا او مهادا قرارا تستقرون عليها. فهذه من نعم الله عز وجل العظيمة على عباده وهذه لا ينكرها احد. لان كل الناس يعيشون على الارض ويرونها ممهدة موطأة قرارا ثابتة آآ قال ابن كثير رحمه الله هذا من كلام موسى فيما وصف به ربه عز وجل حين سأله فرعون عنه فقال الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى ثم اعترظ الكلام بين ذلك ثم قال الذي جعل لكم الارض مهادا وفي قراءة بعضهم مهدا اي قرارا تستقرون عليها وتقومون وتنامون عليها وتسافرون على ظهرها. قال وسلك لكم فيها سبلا. اي جعل لكم طرقا تمشون في مناكبها كما قال تعالى وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون ايوا يعني هذا تفسير لقوله وسلك لكم فيها سبلا يعني جل وعلا جعل لنا سبل وطرق آآ نسلكها آآ على ظهر هذه الارض نسير فيها ونصل الى ما اردنا من البلاد آآ بكل يسر وسهولة قال جل وعلا وانزل من السماء ماء فاخرج به ازواجا من نبات شتى. قال ابن كثير آآ اي نعم وانزل من السماء ماء فاخرج به ازواجا من نبات شتى قال اي الوان النباتات من زروع وثمار من حامض وحلو ومر وسائر الانواع. وقال بعضهم فاخرجنا به ازواجا اي اصنافا مختلفا الوانها اصفر واحمر ونحو ذلك وكل هذه كلها حق وكل مؤداها واحد وقوله جل وعلا من نبات شتى اي متفرقة ومتنوعة وهذا من نعم الله عز وجل تجد البقعة الواحدة اذا جاءها ما جاءها ماء المطر آآ بل حتى الحدائق والمزارع والبساتين تسقى بماء واحد وتختلف. هذا حلو تنبت شجرا حلوا ينبت ثمره حلو وهذا ثمره حامض وهذا حمره آآ بين بين وهي في بقعة واحدة وهي انواع شتى في مكان واحد الله الذي انبتها جل وعلا. قال جل وعلا كلوا وارعوا انعامكم آآ قال آآ القرطبي والشوكاني وكذلك ابن عاشور كلوا الامر هنا للاباحة. هنا المراد به آآ الاباحة يعني اباح لكم واباح لدوابكم وقالوا اراد اراد جل وعلا به المنة كلوا وارعوا انعامكم قال ابن كثير اي شيء لطعامكم وفاكهتكم وشيء لانعامكم لاقواتها خضرا ويابسا يعني كلوا انتم وتمتعوا بما جعل لكم لانه انبت لكم نباتات صالحة لمعاشكم ولذيذة تصلح لكم وارعوا انعامكم ايظا كما قال السمعاني قال اسيموا انعامكم ترعى فقولوا انتم وارعوا انعامكم واجعلوها ترعى. اجعلوا الانعام ترعى في هذه الارض وفي هذه النباتات. فالله جل وعلا تكفل لكم برزقكم انتم وبرزق دوابكم ايضا كلوا وارعوا انعامكم ان في ذلك لايات لارنها. النهى قال بعضهم اه تطلق النهى عن على الواحد وعلى الجماعة والنهى هي العقول هي العقول كما قال ابن كثير قال هي العقول السليمة المستقيمة على انه لا اله الا الله. وقال بعضهم ان النهى جمع نهية وهي العقل وقوله لايات يشير الى ما سبق من جعل الارض مهدا وسلك وسلك سبلي فيها وانزال الماء واخراج الانواع المتنوعة من النباتات وجعلها طعاما مأكل لنا ولانعامنا هذا فيه ايات اي دلالات وحجج وبراهين واضحة على انه لا اله الا الله وانه يجب ان يعبد دون من سواه ولكن انما يعتبر بذلك اصحاب النهى اي العقول آآ السليمة الراجحة المستقيمة على دين الله جل على قال جل وعلا ولقد ارينا ولقد اريناه اياتنا كلها فكذب وابى اه اريناه اي ارينا فرعون معنى ارى اريناه اي اظهرنا له وشاهد بنفسه اياتنا آآ قبل ذلك قال منها خلقناكم ان في ذلك لايات لاولي النهى منها خلقناكم. وفيها نعيدكم. منها اي من الارض ويعني بذلك ادم. يعني مبدأكم ايها الناس من الارض ومن التراب ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب. ثم انتم من نسله. فانتم اصلكم مخلوق. من من ارضي ثم نعيدكم فيها. قال ابن كثير اي واليها تصيرون اذا متم وبليتم وذلك بقبر الانسان اذا مات يقبر فالله خلقنا من الارض وفيها يعيدنا وذلك بعد الموت حينما يقبر الانسان في الارض او يقبر الناس في المقابر في الارض منها نخرجكم تارة اخرى. هذا كقوله جل وعلا يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون الا بثم الا قليلا. اي يخرجكم منها يوم القيامة. تارة اخرى مرة اخرى للبعث والنشور لانه لان الله جل وعلا يبعث العباد. فقد اماتهم اثنتين واحياهم اثنتين فالموتة الاولى وهم في الاصلاب ثم يخرجون منها الى الدنيا ثم يموتون ثم يخرجون. كما قال جل وعلا في سورة البقرة هو الذي نعم قال جل وعلا خلقكم من الارض قال جل وعلا الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا. فاحياكم ثم يميتكم ثم اليه ترجعون اي ان الله سبحانه وتعالى يرجع العباد ويحشرهم وينشرهم ويخرجهم بعد موتهم والله على كل شيء قدير. قال جل وعلا ولقد اريناه اياتنا كلها فكذب وابى. اريناه يعني اظهرنا وشاهدها ورآها بام عينه واياتنا آآ قال ابن كثير يعني فرعون انه قامت عليه الحجج والايات والدلالات وعاين ذلك وابصره. فكذب بها واباها كفرا وعنادا وبغيا. كما قال الا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. فانظر كيف كان عاقبة المفسدين. آآ اذا الله جل وعلا يقول اريناه اياتنا. لكن اياتنا هل جميع ايات الله اراها الله جل وعلا لفرعون فيها قولان مشهوران. القول الاول ان المراد ان الله اراه جميع الايات التي جاء بها موسى والتي جاء بها غيره من الانبياء. وان موسى قد عرف فرعون جميع معجزاته الانبياء قبله. فيكون جميع الايات. اخبره بها وعلمه بها. والقول اني قال الامير الشنقيطي وهو اظهر القولين ان الاظافة في قوله اياتنا مظمنة ومعنى العهد كالألف واللام يعني اياتنا المعهودة قال والمراد باياتنا المعهودة لموسى وهي التسع المذكورة في قوله ولقد اتينا موسى تسع ايات بينات. اذا اياتنا المعهودة اياتنا التي اتيناها موسى وجاء فرعون وهذا اظهر والله اعلم ولا شك ان فرعون اصلا ما كان يريد باي ان يؤمن باي اية كما اخبر الله جل وعلا عنه انه قال وقالوا مهما تأتنا به من اية لتسحرنا بها فما نحن مؤمنين مهما تأتينا من اية فهو مكذب بالايات كلها قال جل وعلا فكذب وابى كذب بالحق وابى اتباعه. وقيل كذب بقلبه وابى بعمله. وجوارحه كل ذلك حق لانه بلغ الغاية في الكفر والشرك والعتو والجحود والعناد حتى ادعى الربوبية عدو والله قال الله جل وعلا مخبرا عن قومي عن قول فرعون قال اجئتنا لتخرجنا من ارضنا بسهرك يا موسى قال اي فرعون اجئتنا هذا استفهام انكار؟ اجئتنا يا موسى لتخرجنا من ارضنا ذكر الاخراج من الارض لينفر قومه واتباعه من موسى لاجل ان يجتهدوا في عداوته فانكم ان اتبعتموه وامنتم بما جاء به لاخرجنكم من ارضكم فالايمان بهذا الرجل واتباعه هو طرد لكم واخراج لكم من ارضكم. ولا شك ان الارض عزيزة على الانسان فقال ذلك يعني مبالغة في التنفير والتحذير من موسى تباقي موسى قال اجئتنا لتخرجنا من ارضنا بسحرك يا موسى؟ بسحرك لانك ساحر وهذا ايضا ويجزي من قومه بانه ساحر. وانه يريد ان يستخدم السحر فاحذروا منه. ثم قال فلنأتينك بسحر مثله فلنأتينك بسحر مثله. فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا انت مكانا سوى قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن فرعون ان قال لموسى حين اراه الاية الكبرى وهي القاء عصاه فصارت ثعبانا عظيما ونزع يده من تحت جناحه فخرجت بيضاء من غير سوء. فقال هذا سحر جئت به لتسحرنا وتستولي به على الناس فيتبعونك وتكاثرنا بهم ولا يتم هذا معك. فان عندنا سحرا مثل سحرك. فلا يغرنا انك ما انت به فاجعل بيننا وبينك موعدا اي يوما نجتمع نحن وانت فيه فنعارض ما جئت به بما عندنا من السحر في مكان معين ووقت معين. فعند ذلك قال لهم موسى موعدكم يوم الزينة اذا فرعون جزم بان ما جاء به موسى سحر وهو مستيقن انه ليس سحرا ولهذا قال سنأتينك بسحر مثلي وسيأتي مزيد بيان انه تولى وجمع سحرة واتى بكيده وجاء بجميع السحرة كما قال هنا. قال فاجعل بيننا لك موعدا موعدا اي وعدا. او مكانا معلوما. فالمراد انه جعل طلب منه يجعل موعدا يشمل مكانا يجتمعنا فيه ويشمل ايضا تحديد ذلك الوقت فهم يجتمعون في وقت معين في مكان معين. آآ قال آآ قال مكانا سوى لا نخلفه نحن نحن ما نخلف هذا الوعد ونأتي الى الوعد بسحرنا وبمن معنا. نأتي في نفس الوقت وفي نفس المكان وانت كذلك لا تخلف وتأتي ايضا للمناظرة وقال سوى سوى فيها قراءتان قرأ عاصم وحمزة وابن عامر مكانا سوى بضم السين وقرأ الباقون بكسر السين سوى وهما لغتان معروفتان في الكلمة يقال سوا وسوى. قال مجاهد وقتادة مكانا سوى منصفا منصفا او منصفا. يحتمل انه يراد منصبا ويكون كالذي بعده وقال السدي عدلا. يعني منصفا بيننا وبينه. ويحتمل انه يكون منصفا يعني وسطا بيننا وبين مكان بالوسط بيننا وبينك. او منصفا من من الانصاف وهو العدل بيننا وبينك. ولكل من القولين ما يؤيده؟ فجاء اه عن ابي عبيدة اه وسطا بين فريقين وسطا بين الفريقين. وهذا على ان النصف هنا هو الوسط. في المنتصف بيننا وبينه وجاء عن السدي انه قال عدن وهذا يؤيد ان المراد به يعني نصفا عدلا بيننا وبينك. وقال عبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم مكان سوى مستو يتبين الناس ما فيه. لا يكونون صوب ولا شيء يتغيب بعض ذلك يعني يكونوا مكانا لا يختفي فيه شيء ولا يتغيب فيه شيء مستو حيث يرى بحيث ان الناس كلهم سيحضرون الجمع ويكون هذا المكان مستوي بين واضح كل الافعال التي نقوم بها نحن وانت يراها جميع الناس قال جل وعلا قال موعدكم يوم الزينة اي قال موسى عليه السلام موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى. قال ابن كثير يوم الزينة هو يوم عيدهم ونوروزهم وتفرغهم من اعمالهم هو يوم عيدهم ونوروزهم وتفرغهم من اعمالهم واجتماعهم جميع جميعهم ليشاهد الناس قدرة الله على ما يشاء ومعجزات الانبياء وبطلان معارضة السحرة وبطلان معارضة السحر لخوارق العادات النبوية ولهذا قال وان يحشر الناس ضحى اي جميعهم. آآ قال ابن عباس كان يوم الزينة يوم عاشوراء. وقال السدي وقتادة وابن زيد كان يوم عيدهم. وقال سعيد بن جبير يوم سوقهم. قال ابن كثير ولا منافع. هذا هو يوم الزينة. يوم الزينة هو يوم العيد من الناس يلبسون زينتهم وهو يوم عاشوراء لان هذا اليوم كانوا يعظمونه ولهذا جاء في الصحيح ان الله اهلك فرعون وجنوده كما ثبت في الصحيح. هو يعني ويحتمل انه يوم سوقهم الذي يذهبون ويجتمعون في السوق. وقال وهو ابن منبه قال فرعون يا موسى اجعل بيننا وبينك اجلا ننظر فيه قال موسى لم اومر بهذا انما امرت بمناجزتك ان انت لم تخرج دخلت اليه. فاوحى الله الى موسى ان اجعل بينك وبينه اجلا وقل له ان يجعل هو قال فرعون اجعله الى اربعين يوما ففعل قال موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى. اشترط ايضا ان يحشر الناس ضحى يعني يجمع الناس للحشر والجمع في الضحى ويكون هذه المناظرة بيننا وبينكم في الضحى في اول النهار حينما وترتفع الشمس وتعلو ليس ليلا ولا ظلمة يختفي الامر ويحصل فيه لبس وهكذا الانبياء لانهم الحق قال ابن كثير ضحى اي ضحوة من النهار ليكون اظهر واجلى وابين واوضح وهكذا شأن الانبياء. كل امرهم واضح ليس فيه خفاء ولا ترويج. ولهذا لم يقل ليلى ولكن نهارا ضحى فتولى فرعون فجمع كيده ثم اتى. فتولى تدل على الترتيب والتعقيب لانه منذ ان حصل هذا منذ ان حصلت هذه المناظرة بينه وبين موسى وطلب منه ان يضرب له موعدا اشتغل في هذا الامر وفي الاعداد له هذا كما قال جل وعلا في سورة النازعات ثم ادبر يسعى فحشر فنادى وهنا تولى الابهر والله اعلم انه تولى يعني انصرف من هذا من هذا المقام او من ذلك المقام والمكان الذي حصل بينه وبين موسى فيه تحديد يوم معين. فتولى يعني انصرف من هذا المكان ليجمع كيده ويحتمل انه فتولى اي اعرض عن الحق الذي جاء به موسى. هو الاول والله اعلم اظهر انه انصرف وعن المكان واخذ في السعي للاعداد المناظرة في في يوم الزينة. قال فجمع ثم اتى كيده اي سحره كيده اي سحره قوته جمع السحرة من كل بلد من اطراف مملكته فهو جمعه للسحرة من اطراف من مملكته كما في قوله للسحرة فاجمعوا كيدكم. وقال جل وعلا مخبر عن اعوانهما اشاروا عليه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم. اذا هذا كيده انه جمع نادى في بلاده وبعث من ينادي في الناس بالسحرة ان ائت الى فرعون وجاء بالسحرة ثم اتى اي اتى للموعد الذي بينه وبين موسى وهو يوم الزينة ومعه سحرته وقوته يريد ان يطفئ نور الله عدو الله ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون. قال ابن كثير يقول تعالى عن فرعون انه لما توعد مع موسى الى وقت ومكان معلومين تولى اي شرع في السحرة من مدائن مملكته كل من ينسب الى سحر في ذلك الزمان. وكان السحر فيهم كثيرا نافقا جدا يعني كثير منتشر فاشي في قوم فرعون وهذه اية سبحان الله يبعث الله كل نبي بمعجزة بالمعجزة بمعجزة تتعلق اقوى ما يتميز به قومه حتى يغلبهم ويذلهم فموسى بعث بالعصا لان قومه اشتهروا بالسحر. عيسى بعث بالنفخ في الارواح واحياء وابراء الاكمة والابرص واحياء الموتى لان قومه اشتهروا بالطب ونحوي ونبينا صلى الله عليه وسلم بعث بالقرآن. لان قومهم قد اشتهروا لان قومه قد اشتهروا في الفصاحة والبلاغة والبيان امن فاتاه الله عز وجل هذه المعجزة العظيمة القرآن العظيم. وهذه حكمة بالغة. سبحان الله وبحمده. قال جل وعلا يقول ابن كثير قال وقد كان السحر فيهم كثيرا اثقا جدا كما قال تعالى وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم. ثم اتى اي اجتمع الناس لميقات يوم معلوم وهو يوم الزينة وجلس فرعون على سرير مملكته واصطف له اكابر دولته ووقف الرعايا يمنة يسرا واقبل موسى عليه الصلاة والسلام يتوكأ على عصاه ومعه اخوه هارون ووقف السحرة بين يدي فرعون صفوفا وهو يحرضهم ويحثهم ويرغبهم في اجادة عملهم في ذلك اليوم ويتمنون عليه يعني يطلبون منه وهم يعلمون وهو يعدهم ويمنيهم فيقولون ائن لنا لاجرا ان كنا فنحن الغالبين؟ قال نعم وانكم اذا لمن المقربين. فقال لهم موسى لما رأى ما هم فيه وما يفعلون حين مجيئهم بجمعهم وكيدهم قال لهم موسى ويلكم. لا تفتروا على الله كذبا الهلاك والدمار لكم. لا تفتروا على الله كذبا. قال ابن جرير لا اتختلقوا على الله كذبا ولا تتقولوه قال ابن كثير اي لا تخيل للناس باعمالكم ايجاد اشياء لا عائق لها وانها مخلوقة يعني ولا تقول ليست مخلوقة فتكونون قد على الله فيسحتكم بعذاب. يسحتكم فيها قراءتان. قرأ حمزة والكسائي وحفص فيسحتكم بضم الياء وكسر الحاء وقرأ الباقون بفتحهما فيسحتكم بفتح الحاء بفتح الياء وفتح الحاء وهما لغتان كما قال الفراء لغتان في الكلمة. فيسهتكم من سحة ازحتكم من اسحتا. وبعضهم يقول سحت لغة قريش واسحت لغة تميم. والحاصل ان معنى يعني يستأصلكم ويهلككم ولا يبقي لكم بقية ويبيدكم فيسحتكم بعذاب اي اي يهلككم بعقوبة هلاكا لا بقية معه. وقد خاب من افترى خاب وخسر من افترى على الله الكذب واختلق على الله الكذب خسر في الدنيا والاخرة. وهذا من تمام نصح موسى عليه السلام فانه حتى في حال مجيئهم لمناظرته ينصحهم ويدعوهم الى الله ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر قال فتنازعوا امرهم بينهم. تنازعوا امرهم. قيل ان معنى تنازعوا امرهم يعني انهم حصل بينهم منازعة في الكلام قيل تشاجروا وقيل لا تنازعوا يعني حصل بينهم كلام اخذ وعطاء فقال يعني بعد موعظة موسى لهم فقال قائل منهم هذا ليس بكلام ساحر. انما هو انما هذا كلام نبي وقال ان يقول بل هو ساحر. وقيل غير ذلك والله اعلم. واسروا النجوى يعني تناجوا في فيما بينهم. اسروا الكلام لا يسمعه موسى. لما وعظهم بهذه الموعظة فتناجوا كلام يخفون اصواتهم ويسمعون بعضهم هذا ليس هذا ليس كلام نبي. بعضهم قال بل هذا كلام ساحر هذا هو التنازع الذي حصل بينهم. ثم فسر ما صار اليه امر تنازعهم وهو قولهم قالوا ان هذان ايراني يريدان ان يخرجاكم من ارضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى. هذا ما استقر امرهم عليه او ما قاله الذين غلبوا ان هذان لساحران. ان هذان. قرأ القراء السبعة او القراء السبعة قرأ ابو عمرو ان هذين بالنون المشددة والياء هذين تثنية المنصوب والمجرور بالياء وهذا هو اللغة المعروفة او الفصيحة التي يعني التي هي المشهورة بان المثنى يجر بالياء. جروه على متجره اليائن هذين. و اه قرأ الباقون اي بقية السبعة. ان هذاني. بالالف. على خلاف بينهم يعني فيه اقوال قراءات اخرى لكن كلهم اتفقوا على هذان على اذاني يعني على انها بالالف وليست بالياء. ولهذا قرأ ابن ان هذان بتخفيف النون ان وتشديد نون هذان بالالف هذان بالالف وقرأناه ابن عامر وحمزة والكسائي ان مشددة النون هذان بالف خفيفة واختلف عن عاصم فروى ابو بكر ان هذان روى حفص يعني رواية ابي بكر ان هذان بتشديد نون ان وهذان بالالف اه وروى حفص عن عاصم ان هذان ساكنة النون وهذان خفيفة يعني ان هذا اني ان هذين ان هذان ان هذين قراءات. اه بينهم وقد اختلف العلماء اما قراءة ابي عمرو ان هذين هذه لا اشكال فيها. لكن اختلفوا في قراءة من سوى ابي عمرو ان هذاني. لهم اجوبة عديدة منهم من يقول اه قال ابو عبيدة عن ابي الخطاب انها لغة انها لغة كنانة يجعلون الف الاثنين في الرفع والنصب والخفظ على لفظ واحد. حيث يقولون اتانا اتاني الزيدان ورأيت الزيدان ومررت بالزيدان وقيل انهن ان ان هنا بمعنى نعم قاله المبرد ان هذاني نعم هذان ساحران وقال قطر ان ان هنا بمعنى اجل يعني يصدق بعضهم بعضا اجل هذان ساحران. وقيل غير ذلك ان هذان لساحران يريدان ان يخرجاكم من ارضكم. هذا الذي صار اليه تنازعهم. وصدق بعضهم بعضا. يريد موسى وهارون ان يخرجاكم من ارضكم ويستولوا عليها بسحرهما لانهم سحرة متميزون ويذهبا بطريقتكم مثلى وطريقتهم المثلى فيها عدة اقوال قيل يستبدل بهذه الطريقة وهي السحر يستبدل يستبد بهذه الطريقة دونكم وهي السحر. فان السحرة كانوا معظمين بسببها لهم اموال وارزاق وغيرها يقولون اذا غلب هذان اهلكاكم واخرجاكم من الارض وتفردا بذلك. وتمحضت لهم الرئاسة بها دونكم. وقد في حديث الفتون قول ابن عباس قال بطريقتكم المثلى يعني ملكهم الذي هم فيه والعيش وجاء عن علي انه قال يصرف وجوه الناس اليهما هذه كلها بمعنى. وقال مجاهد ويذهب بطريقتكم المثلى اولو الشرف والعقل اثنان جاء عن ابي صالح انه قال اشرافكم وثرواتكم يعني المقدمون فيكم وقال عكرمة عكرمة خيركم وقال قتادة وطريقتهم المثلى يومئذ بنو اسرائيل كانوا اكثر القوم عددا واموالا فقال عدو الله يريدان ان يذهبا بها لانفسهم. وقال عبدالرحمن ابن زيد آآ بطريقتكم المثلى بالذي انتم عليه. فالحاصل انهم يعني الطريقة التي انتم عليها ويرون انهم على طريقة وان هذين الساحرين وهو الاظهر ان المراد به السحر لانهم كانوا متميزين في قومهم في السحر فيريد ان ينتزع موسى وهارون هارون هذه الوظيفة فيصبح التميز له. قال جل وعلا فاجمعوا كيدكم ثم اتوا صفا وقد افلح اليوم من استعلى. قالوا فاجمعوا كيدكم. وقد مر ان كيدهم سحرا ثم اتوا صفا فينا مع بعضكم حتى يكون اقوى وقد افلح اليوم من استعلى قال الطبري فقد ظفر بحاجته اليوم من علا على صاحبه فقهره فهذا اليوم الذي جمع فيه الناس من استعلى وغلب صاحبه وعلى عليه فقد افلح وظهر فكانت الغلبة لموسى ومعه لموسى والمؤمنين والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد