بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. يقول الله جل وعلا في سورة طه في قصص موسى مع فرعون وسحرته قالوا يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون اول من القى قد مر قبل ذلك قوله جل وعلا فتولى فرعون فجمع كيده ثم اتى قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحطكم عذاب وقد خاب من افترى فتنازعوا امرهم بينهم واسروا النجوى. قالوا ان هذان لساحران يريدان ان يخرجاكم من ارضكم بسحر ويذهبا بطريقتكم المثلى فاجمعوا كيدكم ثم اتوا صفا وقد افلح اليوم من السعلاء. وكل هذا سبق بيانه في الدرس السابق وان السحرة آآ قالوا قد افلح اليوم من استعلى اي ظهر اي ظفر بحاجته اليوم من علا على صاحبه فقهره. وهذا القول انما صدر منهم لما كانوا سحرة قال جل وعلا قالوا يا موسى اما ان تلقي واما ان نكون اول من القى آآ هذا من ادبهم مع موسى ولعلهم ارادوا ايضا اه ان يظهروا للناس آآ قدرتهم وتمكنهم فالذي تريد تريد ان تكون انت الملقي او نحن الملقين الامر عندنا سواء ليدل على ثقتهم وتمكنهم قوتهم وقدرتهم على السحر. يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن السحرة حين توافقوا هم وموسى عليه السلام انهم قالوا لموسى اما ان تلقي اي انت اولا واما ان نكون نحن اول نحن اه اول اول من القى اه قال بل القو اي انتم اولا ثم ذكر العلة لماذا؟ قال ليري ليرى ما يصنعون من السحر وليظهر للناس جلية امرهم يعني اراد ان ان يلقي يلقوا هم ويبدأون ويأتون بما عندهم حتى اذا جاء بعد ذلك فعله يبطل كيدهم ومكرهم ويكون ذلك تجرية واظهار للحق قال فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى. وفي الاية الاخرى انهم لما القوا قالوا بعزة فرعون انا لا نحن الغالبون وقال تعالى سحروا اعين الناس وسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم وقال ها هنا فاذا حبالهم وعسيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى. اه قال المفسرون الكلام فيه شيء محذوف او حذف من الكلام شيء يدل عليه الموجود لانه لما قال بل القوا فاذا حبالهم هناك كلام مقد وتقديره فالقوا حبالهم وعصيهم وبدأوا بالالقاء قبله فاذا حبالهم وعصيهم وهذا دليل ان سحرهم كان بالحبال والعصي آآ سيأتي انهم كانوا سبعين الفا مع كل ساحر آآ عصا وحبل وانقلبت كلها حيات قال فاذا حبالهم وعسيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى يخيل اليها. التخييل هو الاخذ بالعيون حتى يتراءى للانسان غير الواقع والتخيير تشبيه فخيل اليهم وهذا دليل ان ذلك لم يكن حقيقة ان لانها حبال وعصي وليست بحيات حقيقة لكن خيروا لاعين الناس وجاء عن ابن عباس انهم اول ما سحروا او اول ما اخذوا اخذوا اه يعني عين موسى او ونظري موسى ونظري فرعون ثم بعد ذلك سحروا بقية الناس ولكن هذا لا يدل على ان السحر لا حقيقة له ولهذا ذهبت المعتزلة الى ان السحر تخييل وليس له حقيقة. واهل السنة والجماعة يقولون السحر له حقيقة لكن منه نوع تخييل ومنه غير ذلك وبين هذا الامير الشنقيقي رحمه الله في اضواء البيان فقال وقوله تعالى في هذه الاية الكريمة يخيل اليه من سحرهم انها تسعى يدل على ان السحر الذي جاء به سحرة فرعون تخييل لا حقيقة له في نفس الامر. وهذا وهذا الذي دلت عليه اية طه دلت عليه اية الاعراف وهي قوله تعالى فلما القوا سحروا اعين الناس لان قوله سحروا اعين الناس يدل على انهم خيلوا لاعين الناظرين امرا لا حقيقة له. وبهاتين الايتين احتج المعتزلة ومن قال بقولهم على ان السحر خيال لا حقيقة له والتحقيق الذي عليه جماهير العلماء من المسلمين ان السحر منه ما هو امر له حقيقة ان السحر منه ما هو امر له حقيقة لا مطلق تخييل لا حقيقة له. ومما يدل على ان منه ما له حقيقة قوله تعالى فيتعلمون منهما ما يفرقون بين المرء وزوجه. في سورة البقرة واتبعوا ما تطري الشياطين على ملك سليمان وما سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابلة. هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه. قال فهذه الاية تدل على انه شيء موجود له حقيقة تكون سببا للتفريق بين الرجل وامرأته. وقد عبر الله عنه بماء الموصولة وهي تدل على انه شيء له حقيقي ومما يدل على ذلك ايضا قوله تعالى ومن شر النفاثات ومن شر النفاثات في العقد. يعني السواح اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن في عقدهن. فلولا ان السحر حقيقة لم يأمر الله بالاستعاذة منه وسيأتي ان شاء الله ان السحر انواع منها ما هو امر له حقيقة ومنها ما هو تخييل لا حقيقة له. وبذلك يتضح عدم التعارض بين الايات الدالة على ان له حقيقة والايات والايات الدالة على انه خيال. اذا لابد ان يعرف المسلم ان السحر اقسام لكنه له حقيقة ومنه ما هو تخييل. واما القول بان السحر كله تخييل هذا غير صحيح آآ اذا خيل الى موسى وتراءى له في في نظره انها حية انها حيات تسعى ومعنى تسعى يعني تذهب وتجيء وتتحرك قال ابن كثير وذلك انهم اودعوها من الزئبق يعني اودعوا الحبال والعصي التي جاءوا بها وضعوا فيها مادة الزئبق وهي مادة معروفة قال وذلك انهم اودعوها من الزئبق ما كان ما كانت تتحرك بسببه وتضطرب وتميد بحيث يخيل للناظر انها تسعى باختيارها وانما كانت حيلة وكانوا جما غفيرا وجمعا كبيرا فالقى كل منهم عصا وحبلا حتى صار الوادي مليئا بالحيات يركب بعضها بعضا وقوله هنا فاوجس في في نفسه خيفة موسى اي خاف على الناس ان يفتنوا بسحرهم ويغتر بهم قبل ان يلقي ما في يمينه فاوحى الله تعالى اليه في الساعة الراهنة يعني في نفس الوقت ان القي ما في يمينك يعني عصاك فاذا هي تلقف ما صنعوا آآ قال فاوجس في نفسه خيفة موسى. آآ يذهب ابن كثير الى انه اوجس خيفة على الناس وليس على نفسه وليس هناك مانع انه اه خاف على الناس وخاف ايضا على نفسه لان الثعبان والحية عدو للانسان هذا شيء جبلي قال قلنا لا تخف انك انت الاعلى هذا هو النصر والتمكين. فمن كان الله معه فمن عليه سبحان الله قلنا لا تخف لا يقع في نفسك خوف من كل ما ترى. انك انت الاعلى ستعلوهم وتغلبهم والعلو لك والغلبة لك وهكذا يثبت الله اولياءه ويبشرهم في مثل هذه المواقف الصعبة قال جل وعلا والقي ما في يمينك تلقى في ما صنعوا القيمة في يمينك وهي عصاه كما قال في سورة الاعراف واوحينا الى موسى ان القي عصاك فاذا هي تلقه ما يأفكون والقي ما في يمينك تلقف ما صنعوا ما سوى هل دليل ان الذي قاموا به صناعة الذي قاموا به صناعة لا حقيقة له ليست هي حية على الحقيقة ولا يستطيعون ان يخلقوا لكن يعني يشبهون على الناس يخيلون اليهم تلقى بما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر. ان الذي فعلوه وعملوه من هذه الحبال والعصي التي يخيل اليك والى الناس انها تسعى كيد ساحر هذا من كيد السحرة ارادوا ان يكيدوك ويكيدوا المؤمنين ثم قال ولا يفلح الساحر حيث اتى لا يفلح الساحر حيث اتى وقوله حيث اتى هذا مما استدل به الجمهور على كفر الساحر قالوا لان نفي الفلاح المطلق دليل على الكفر لا ينفى لا ينفى الفلاح مطلقا عن احد الا وهو كافر لانه اذا كان مسلم مؤمن عاصي عنده ذنوب لا ينفع عنه الفلاح مطلقا آآ قال ابن كثير فاذا هي تلقف ما صنعوا قال وذلك انها صارت تنينا عظيما يعني مثل التنيين هائلا ذا عيون وقوائم وعنق ورأس واضراس. فجعلت تتبع تلك الحبال والعصي. حتى لم تبق منها شيئا الا تلقفته وابتلعته والسحرة والناس ينظرون الى ذلك عيانا جهرة. نهارا ظحوة فقامت المعجزة واتضح البرهان وبطل ما كانوا يعملون. ولهذا قال تعالى انما صنعوا كيد ساحر. ولا يفلح الساحر حيث اتى اه ثم اورد حديثا رواه ابن ابي حاتم عن جند بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اخذتم الساحر فاقتلوه ثم قرأ ولا يفلح الساحر حيث اتى قال لا يؤمن به لا يؤمن به حيث وجد وقد روى اصله الترمذي موقوفا ومرفوعا. والحديث فيه كلام لكن الاصح انه موقوف على جندب وانه قال حد الساحر ضربه بالسيف حد الساحر ضربه بالسيف ولكن قال العلماء هو وان كان موقوفا على جندب فان مثل هذا لا يقال بالرأي يعني جعلوا حدا من حدود الله تشريعا هذا لا يقوله الصحابي من قبل نفسه فله حكم الرفع يقول ابن كثير فلما عاين السحرة ذلك وشاهدوه يعني يفسر قوله جل وعلا فالقي السحرة سجدا قالوا امنا برب هارون وموسى يعني لما رأى السحرة هذا الذي حصل وان هذه الحية ان هذه العصا انقلبت حية فجعلت تلقف ما يأفكون وتبتلعه لما رأوا ذلك امنوا جميعا لانهم اعلم الناس بالسحر ولهذا سجدوا لانهم متيقنون ان هذا ليس بسحر لكن قد يكون الانسان الذي ليس بساحر يظن ان هذا من جنس السحر وهذا من اقامة الله عز وجل الحجة والبرهان على الحق فان الذي سجد حينما رأوا العصا هم اعرف الناس بالسحر وهم ادرى الناس بالسحر وهم افقه الناس بالسحر فتيقنوا ان هذا ليس بسحر فلم يبقى لاحد حجة اه فاتنا ان نقول ان قوله يخيل فيها قراءتان يخيل اليه من سحرهم انها تسعى قرأ ابن عامر تخيل بالتاء ردا على الحبال والعصي والباقون بالياء يخيل اليه سعيها قال ابن كثير عند قوله فالقي السحرة سجدا قالوا امنا بربي هارون وموسى قال فلما عاين السحرة ذلك وشاهدوه ولهم خبرة بفنون السحر وطرقه ووجوهه فلما علموا قال ولهم خبرة في فنون السحر وطرقه ووجوهه علموا علم اليقين ان هذا الذي فعله ليس من قبيل السحر والحيل وانه حق لا مرية فيه ولا يقدر على هذا الا الذي يقول للشيء كن فيكون عند ذلك وقعوا سجدا لله وقالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون قال ابن عباس وعبيد ابن عمير كانوا اول النهار سحرة وفي اخر وفي اخر النهار شهداء بررة وقال محمد ابن كعب في بيان عدد السحرة او نعنون فنقول ما عدد السحرة قال محمد بن كعب كانوا ثمانين الفا وقال القاسم من ابي بزة كانوا سبعين الفا. وقال السدي بظعا بظعة وثلاثين الفا. وقال الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن ابي ثمامة فكان سحرة فرعون تسعة عشر الفا وقال محمد بن اسحاق كانوا خمسة عشر الفا وقال كعب الاحبار كانوا اثني عشر الفا اخرج من ابي حاتم عن ابن عباس قال كان السحرة سبعين رجلا اصبحوا سحرة وامسوا شهداء والله اعلم بعدتهم لكن لا شك انهم عدد كبير وكل واحد منهم معه عصا ومعه حبل واورد ابن كثير رحمه الله ما رواه ابن ابي حاتم آآ عن الاوزاعي قال لما خر السحرة سجدا رفعت لهم الجنة حتى نظروا اليها وقد ذكر عن سعيد ابن السلام آآ ايضا ذكر عن سعيد بن سلام قال حدثنا اسماعيل بن عبدالله بن سليمان وساق بسنده عن سعيد بن جبير قوله والقي السحرة سجدا قال رأوا منازلهم تبنى لهم وهم في سجودهم وكذا قال عكرمة والقاسم بن ابي بزة والله لم اذا آآ تابوا وانابوا ورجعوا الى الله جل وعلا وكانوا في اول النهار سحرة كفرة وفي اخره شهداء. ولهذا قالوا امنا برب هارون وموسى. لانهما جميعا كانا حاضرين وهما اللذان دعيا او دعوا فرعون الى الايمان بالله عز وجل وقد مر معنا في اول آآ السورة فقالوا امنا برب هارون وموسى وهو رب الخلق اجمعين. لكن لانهما هما اللذان دعيا اليه. بين انه رب العالمين مين قال جل وعلا آآ قال امنتم له قبل ان اذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر. فلا اقطعن ايديكم ارجو لكم من خلاف ولاصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن اينا اشد عذابا وابقى قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن كفر فرعون وعناده وبغيه ومكابرته الحق بالباء ومكابرته الحق بالباطل حين رأى ما رأى من المعجزة الباهرة والاية العظيمة ورأى الذين قد استنصر بهم قد امنوا بحضرة الناس وغلب كل الغلب شرع في المكابرة والبهت وعدل الى استعمال جاهه وسلطانه في السحرة فتهددهم وقال امنتم له اي صدقتموه قبل ان اذن لكم اي وما امرتكم بذلك وافتتم علي في ذلك وقال قولا يعلم هو والسحرة والخلق كلهم انه بهت وكذب انه لكبيركم الذي علمكم السحر اي انتم انما اخذتم السحر عن موسى. واتفقتم انتم واياه علي وعلى رعيتي. لتظهروه كما قال تعالى في الاية اخرى ان هذا ان هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها اهلها فسوف تعلمون ثم اخذ يتهددهم فقال لاقطعن ايديكم وارجلكم من من خلاف ولاصلبنكم في جذوع النخل اي لاجعلنكم مثلة ولا ولاقتلنكم ولاشهرنكم قال ابن عباس فكان اول من فعل ذلك. رواه ابن ابي حاتم اذا قال امنتم له واذى من قول فرعون اي قال فرعون وفي سورة الاعراف اامنتم في بعض القراءات يعني استفهام انكاري ينكر عليهم يعني كيف تؤمنون به تصدقون به وتقرون له وتتبعونه بما جاء قبل ان اذن لكم لان عدو الله يرى انه ربهم والههم وانه لا يجوز لاحد اه ان يفعل شيء الا باذنه وهذا دليل على شدة عطوه وكفره وضلاله نسأل الله العافية ولهذا قال انه مهما جاء به موسى من اية لن يؤمن بها اذا الرجل ليس قصده معرفة الحق ولهذا لما حصل ما حصل وامن السحرة الذين هم اعلم الناس بالسحر وفي مشهد من الناس لم يثنه عن كفره فهو لا يريد الايمان اصلا لان كان يظن انه يريد انه سيغلب موسى ثم قال حجة شيطانية ليظهر امام شعبه بقوته وهكذا اذا عجز اه اه صاحب الضلال عن البيان الحق فانه يلجأ الى القوة وهذا معروف حتى في مناظرة اهل البدع مع انه لا ينبغي مناظرة اهل البدع كفاحا الا عند الاضطرار الى ذلك كما هو منهج السلف لكن اذا غلبوا بالحجة صاروا يصرخون ويتهددون ويتوعدون وهذا لا يغني من الحق شيئا وهذا لا يجعل الباطل حقا ابدا ولا يرد الحق قال انه لكبيركم الذي علمكم السحر. ان موسى هذا هو كبيركم الذي علمكم السحر فانتم تلامذته وهو استاذكم الكبير فلو قطعن ايديكم وارجلكم من خلاف يقول يقول ابن عباس اول من صلب هو فرعون هو اول من صلب لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف. معنى من خلاف يعني يقطع اليد اليمنى مع اليسرى ويقطع اليد اليسرى مع اليمنى يخالف بينهما عدو الله هذا يقول انه يعني يزعم انه اشد نكاية ولاصلبنكم بجذوع النخل ايضا لا لا لا يقتصر على القطع قطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى. بل ايضا يقوم بصلبهم وهو ربطهم ربط اجسادهم ربط اجسادهم بعد قطع ايديهم وارجلهم يربطها على جذع النخل ليكون نكالا يراهم الناس وينظرون اليهم ويخوف الناس ولتعلمن اينا اشد عذاب وابقى هذا يقوله على سبيل التهديد لتعلمن اينا اشد عذابا وابقى. قال ابن كثير اي انتم تقولون ان قومي اني وقومي على ظلالة وانتم مع موسى وقومه على الهدى فسوف تعلمون من يكون له العذاب ويبقى فيه يعني ابن كثير رحمه الله فسر الاية ان المراد اننا نحن على الحق وانتم على الباطل وانتم تهددوننا بالعذاب فستعلمون او من من هو اشد عذابه وابقى من الذي يعذبه الله عذابا اشد وابقى؟ نحن فرعون وقومه ام ام موسى وقومه هكذا قال ابن كثير فقال غيره واقتصر القرطبي عليه المعنى لتعلمن اينا ايها السحرة الذين اتبعتم موسى لتعلمن اينا اشد عذابا انا ام اله موسى انا ام رب موسى الذي يزعم وهذا قول والله اعلم هو الاظهر متوجه وقال بعضهم ذكره الامير الشنقيطي في اضواء البيان ان انه قال ذلك تهكما بموسى لاستظعافه له وانه لا يقدر على ان يعذب من لم يطعه لتعلمون اينا اشد عذاب وابقى. ايها السحرة انا ام موسى موسى تهددكم بالعذاب وما يقدر يفعل بكم شيء وانا ترون انني اشد عذابا منه وابقى اي ادوم اديم عليكم العذاب قال آآ ابن كثير او قبل ذلك قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الحياة الدنيا الى ان السحرة علموا ان هذا ليس بسحر وان هذا هو الحق الذي لا مرية فيه ولهذا الايمان والعقيدة يا اخوان ما تعقد عليه القلوب والايمان يفعل الافاعيل اذا وقر في القلوب ولذلك كما قال ابن كثير فلما صال عليهم بذلك وتوعدهم هانت عليهم انفسهم في الله عز وجل وقالوا لن نؤثرك على ما جاءنا. لن نختارك اثروا يعني اختاره وقدمه على غيره لن نختارك على ما حصل لنا من الهدى واليقين. لن نختارك الها لنا ولا دينك ولن وعلى الايمان بالله الذي تبين لنا وعرفناه قال والذي فطرنا يحتمل ان والذي فطرنا انها قسم انهم قالوا لن لن نؤثرك لن نختارك على ما جاءنا بالبينات والله الذي فطرنا لشدة تأكدهم وثباتهم و يحتمل ان يكون والذي فطرنا معطوفا على البينات. يعنون لا نختارك على فاطرنا وخالقنا الذي انشأنا من العدم لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات ولا نختارك على فاطمة لن نختارك على ما جاءنا من البينات وعلى خالقنا الذي انشأنا من العدم المبتدئ خلقنا من الطين فهو المستحق للعبادة والخضوع لا انت قاله ابن كثير ثم قالوا معلنين التحدي والثبات على الحق وعدم التراجع عنه فاقض ما انت قاض اي افعل ما شئت وما وصلت يدك هكذا قال ابن كثير اي افعل ما شئت وما وصلت اليه يدك انما تقضي هذه الحياة الدنيا اي انما لك تسلط في هذه الدار وهي دار الزوال ونحن قد رغبنا في دار القرار ثم قالوا انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وهذا اعتراف منهم انهم كانوا على خطأ عظيم والسحر كفر نعوذ بالله وعبادة غير الله كفر قال ابن كثير اي ما كان لنا من الاثام انا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا اي ما كان منا من الاثام خصوصا ما اكرهتنا عليه من زحم لنعارض به اية الله ومعجزة نبيه. ثم ساق ثم قال قال ابن ابي حاتم وساق عن ابن عباس في قوله وما اكرهتنا عليه من السحر قال اخذ فرعون اربعين غلاما من بني اسرائيل فامر ان يعلموا السحر وقال علموهم تعليما لا يعلمه احد في الارض قال ابن عباس فهم الذين امنوا بموسى وهم من الذين قالوا امنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر. وكذا قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم ثم قال جل وعلا عنهم قالوا والله خير وابقى فالله خير وابقى. قال ابن كثير اي خير لنا منك وابقى اي ادوم ثوابا مما كنت وعدتنا ومنيتنا وهو رواية عن ابن اسحاق رحمه الله وقال محمد بن كعب والله خير اي لنا من منك ان نطيعك وابقى اي منك عذابا ان عصي ورويحنا نحوه عن ابن اسحاق ايضا قال ابن كثير والظاهر ان فرعون لعنه الله صمم على ذلك وفعله. طيب اذا والله خير وابقى الله خير والاولى حمل الاية على العموم. الله في كل شيء جل وعلا وابقى فهو الباقي الذي لا يزول جل وعلا الدائم ملكه وانت ميت زائل وصائر الى حتفك ثم قال ابن كثير والظاهر ان فرعون لعنه الله صن صمم على ذلك وفعله بهم رحمهم الله ولهذا قال ابن عباس وغيرهم من اصبحوا سحرة وامسوا شهداء. وهذه مسألة وهي هل فرعون قتل السحرة لما تابوا صلبهم بجذوع النخل فعل بهم ما تهدد ام لا قولان للسلام فمال ابن كثير الى انه فعل ذلك بهم فعل ذلك قتلهم وصلبهم وفعل بهم ما فعل وذهب بعض المفسرين الى انه لم يفعل ذلك وممن قال الامين الشنقيطي في اضواء البيان واعلم ان العلماء اختلفوا هل فعل بهم فرعون ما توعدهم به او لم يفعله بهم؟ فقال قوم قتلهم وصلبهم ومنهم قول ابن عباس كانوا في اول النهار سحرة وفي اخره اه شهداء آآ قال وقوم انكي قال الامين الشنقيطي وقوم انكروا ذلك. واظهروا ما عندي انه لم يقتلهم. وان الله عصمهم منه لاجل ايمانهم راسخ بالله تعالى لان الله يقول لموسى وهارون انتما ومن اتبعكما الغالبون. والعلم عند الله تعالى وهذا القول له وجه من النظر لانك لو تأملت في في الايات التي جاء فيها ذكر الصلب ان فرعون قال لافعلن ولا افعلن. لاصلبنكم لاقطعن ما قال وما جاءت اية واحدة تدل على انه فعل ذلك ويمكن يستأنس بالاية انتم ومن تبعكم الغالبون ان مقتضى الغلبة الا لا يغلبهم فرعون ويقتلهم بل يظهرهم الله عز وجل عليه والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد