بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. يقول الله جل وعلا في سورة طه افلم يهدي لهم كم اهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم؟ ان في ذلك لايات لاولي النهى. افلم يهدي لهم الاستفهام هنا استفهام للتقريع والتوبيخ والفاء فيه للعطف على مقدر وهذا توبيخ لاهل مكة ولكفار قريش الذين كفروا بالنبي صلى الله عليه واله وسلم ولم يؤمنوا به ولم يتعظوا ويعتبروا بمواعظ القرآن فيقول جل وعلا اولم يهدي للذين اولم يهدي لهم كم اهلكنا قبلهم؟ ومعنى يهدي هنا يبين قال الطبري افلم يهدي لقومك المشركين بالله ويهدي يبين يقول افلم يبين لهم كثرة ما اهلكنا قبلهم من الامم. وقال بعضهم افلم يبين لاهل لاهل مكة كاهلاكنا من قبلهم افلم يهدي للذي افلم يهدي لهم كم اهلكنا قبلهم من القرون كم هنا للتكفير اهلكنا قبلهم من القرون جمع قرن. والمراد بها الامم السابقة التي كذبت الرسل ولم تطعهم وعصوهم فلما ابوا الا التكذيب اهلكهم الله واخذهم اخذ عزيز مقتدر قال جل وعلا يمشون في مساكنهم وكفار قريش يمشون في مساكن تلك الامم التي اهلكناهم وذلك حينما يخرجون في تجاراتهم حينما يخرج كفار قريش في تجاراتهم او في اسفارهم فيمرون بديار الحجر وثمود ويمرون بقرى لوط في الشام وغيرها كذلك في اليمن يذهب تمرون بديار سبأ وغيرهم فذلك مما يوجب لهم الاعتبار بالا يحل بهم ما حل باولئك. اذا او لم يبينوا هذا الاستفهام انكار وتوبيخ لكفار قريش؟ او يهدي يبين لكم ما اهلكنا من من القرون ومن الامم السابقة المكذبة الذين كذبوا رسلهم وانتم تمشون في مساكنهم وتمرون بديارهم وتعلمون ان هذه ديار ثمود وهذه ديار قوم لوط وهذه ديار سبأ قال افلم يكن ذلك واعظا لكم وزاجرا لكم عما انتم عليه من الكفر والتكذيب لئلا ينتهي بكم الامر الى ما انتهى به اليهم فقد اهلكهم الله ودمرهم وصاروا خبرا بعد عين. فتوبوا الى الله وامنوا واحذروا من الاستمرار على الكفر. قال جل وعلا ان في ذلك لايات لاولي النهى. ان في ذلك قال ابن كثير ان في ذلك لايات لاولينها اي العقول الصحيحة والالباب السقيمة. كما قال تعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او واذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. وقال في سورة الف لام ميم السجدة ولم يهدي لهم كم اهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم. ان في ذلك لايات افلا يسمعون نعم في ذلك ايات عبر دلائل واضحات لكن لمن لاولي النهى لاصحاب العقول السليمة والفطر المستقيمة الذين يعقلون ويتدبرون ويتأملون قال جل وعلا ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما واجل مسمى قال ابن كثير اي لولا الكلمة السابقة من الله وهو انه لا يعذب احدا الا بعد قيام الحجة عليه. والاجل المسمى الذي ضربه الله تعالى لهؤلاء المكذبين الى مدة معينة لجاءهم العذاب بغتة. هكذا قال ابن كثير وقال غيره وهو تقريبا يعني متصرف فيه من كلام الطبري يقول اي لولا الكلمة السابقة وهي وعد الله سبحانه وهو وعد الله سبحانه وتعالى بتأخير العذاب عن هذه الامة الى الاخرة لكان عقاب ذنوبهم لزاما اي لازما لهم لا ينفك عنهم بحال ولا يتأخر اذا ولولا كلمة سبقت اذا الكلمة التي سبقت هي ان الله جل وعلا لا يعاجل هذه الامة بالعذاب وان كانوا ابن كثير يقول ان المراد به انه لا يعذب احدا الا بعد قيام الحجة عليه. هذا حق لكن هنا هنا قد قامت الحجة عليه اليس النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم صباح مساء ويتلو عليهم القرآن واقام عليهم الحجج والدلائل فالاظهر والله اعلم هنا ان المراد لولا كلمة سبقت من ربك وهو تأخير العذاب عن هذه الامة وعدم معاجلتها ليتوب تائبهم ويرجع مذنبهم لكان لزاما واجلا مسمى لكان اي الهلاك والعذاب لقومك لاهل مكة وقيل القتل وقيل الموت وكلها متقاربة ومؤدها واحد فلولا كلمة سبقت من ربك لكان عذابهم وهلاكهم لزاما لازما لا محالة لا ينفك عنهم بحال ولا يتأخر واجل مسمى واجل مسمى قال ابن كثير الاجل المسمى الذي ضربه الله تعالى لهؤلاء المكذبين الى مدة معينة وقال بعض المفسرين وهو يوم القيامة وقيل يوم وقيل يوم بدر فنظر والله اعلم انه كما قال ابن كثير الذي ضربه الله لهم اذا فلولا كلمة الله جل وعلا التي سبقت منه في الازل انه لا يعذب هذه الامة لا يعذبهم في الدنيا وانما يؤخرهم الى ان يهلكوا فلا يستأصل هذه الامة بعذاب يأتي عليهم جميعهم كما فعل بالامم السابقة لان هذه الامة امة مرحومة ولهذا كم تابع من المشركين الذين كانوا يعارظون النبي صلى الله عليه وسلم ويؤذونه تاب الله عليهم ورجعوا وانابوا وهذا من رحمة الله عز وجل بهذه الامة. قال جل وعلا فاصبر كما فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. فاصبر يا نبينا فاصبر يا نبينا على تكذيب قومك لك وعلى تكذيب اهل مكة لك على ما يقولون من الاقوال الباطلة فقد قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم بانه ساحر وقالوا انه كذاب وقالوا انه كاهن فقالوا شاعر وقالوا مفتري وقالوا صابئ وقالوا مجنون اقوال خبيثة كثيرة. اذا ما هو الحل؟ فاصبر على ما يقولون الصبر وحبس النفس على الامر وتحمله الامر وتحمله وهذا هو المنهج لمن اراد ان يسير على طريق النبي صلى الله عليه واله وسلم فان الداعي الى الله في الاعم الاغلب يجد من يؤذيه بالقول ويتهمه بعبارات معروفة طعنا لاهل السنة الملتزمين بها وقد يطعن في الشخص نفسه وذاته بعبارات سيئة ومؤذية وظلم وبهتان فما هو الحل اصبر بعض الناس ينفعل وربما يترك الدعوة ربما يترك المكان وربما ينتصر لنفسه ويرد ويسفه بمن قال له مثل ذلك انظر الى التوجيه العظيم الرباني الكريم لخير الخلق اجمعين قدوتنا واسوتنا صلى الله عليه واله وسلم قال فاصبر على ما يقولون اصبروا ايها الدعاة الى الله اصبروا على ما يقوله الناس على ما يقوله الكفار على ما يقوله عنكم اهل البدع على ما يقوله عنكم المخالفون لدينكم هذا هو الحل الصحيح اصبر على قولهم واستمر في دعوتك وبيانك للحق فان الله مظهر دينه جل وعلا ومعلن كلمته وهنيئا لمن كان من دعاة الحق واعوانه وانصاره قال جل وعلا وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها التسبيح معلوم انه التنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع التعظيم له والمحبة ولكن هل المراد هنا هو التسبيح او المراد الصلاة قال الامين الشنقيطي اكثر المفسرين انها الصلوات وسبح بحمد ربك وما بعدها المراد بها الصلوات الخمس ثم قال الامين الشنقيطي رحمه الله انها تشمل التسبيح التسبيح اليدوي والتنزيه ومنه الصلاة والصلاة من التسبيح لان فيها تسبيح لله جل وعلا سبحان ربي العظيم سبحان ربي الاعلى سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة وغير ذلك مما جاء في الصلاة وقوله حق رحمه الله فالانسان مأمور بالدعوة الى الله والصبر على اذى المخالفين وعلى قولهم وايضا كثرة التسبيح والتنزيه لله جل وعلا وكثرة الصلاة هذه من اسباب النصر والتمكين قال جل وعلا في امر الصلاة واستعينوا بالصبر والصلاة قال جل وعلا وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها قبل طلوع الشمس وهي صلاة الفجر وقبل غروبها وهي صلاة المغرب وهي صلاة العصر قبل طلوع الشمس صلاة الفجر وقبل غروبها صلاة العصر لان صلاة المغرب بعد مغيب الشمس وهذا جاءت به السنة ففي الحديث الذي في الصحيحين عن جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله الله عليه واله وسلم فنظر الى القمر ليلة البدر فقال انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ايه ؟ ما يلحقكم ظيم. ولا مشقة في رؤيته، لان القمر اذا كان في وسط السماء ما ليلحق الانسان ظيم او اشكال في رؤيته. كل يراه في مجلسه. ولو كان الناس ملايين مملينة لكن مثلا عند النظر الى الهلال تراء الهلال هنا يتظامن الناس بعظهم الى بعظ اذا رأوا احد ينضم اليه الاخر يقول تعال قرب انظم الي قرب مني حتى اريك وهو في هذه الجهة انظر لخفائه لكن ليلة خمسة عشر ليلة البدر القمر في وسط السماء ويضيء على الجميع ويصل نوره الى الجميع ويراه الجميع. قال جل وعلا انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر. وهذا اثبات الرؤية رؤية الله جل وعلا في الجنة وهي اعظم نعيم يحصل عليه اهل الجنة. وسيأتي ان شاء الله الحديث في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر قوله جل وعلا للذي احسن الحسنى وزيادة ان الزيادة هي النظر الى وجه الله الكريم. والحسنى هي الجنة وهذا امر متواتر عند اهل السنة والجماعة دل عليه القرآن والسنة وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون والاحاديث متواترة في هذا حديث جرير وغيره قال انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم ان لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا. ثم قرأ الاية وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. اذا النبي صلى الله عليه وسلم فسر قال لا تغلبوا على الصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ثم فسر ذلك او استدل عليه بهذه الاية. وجاء في مسلم ان جرير ابن عبد الله راوي الحديث قال يعني الفجر والعصر يعني الفجر والعصر هذا دليل على اهمية هاتين الصلاتين قال جل وعلا ومن اناء الليل الاناء هي الساعات ومن اناء الليل يعني من ساعات الليل انا جمع ايني بالكسر على وزن نحي على وزن نحي مفرد انحاء. وفيها لغة اخرى الى جمع اناء على وزن مع اه نعم اه هنا على وزن مئة مفرد امعاء. اذا الان جمع اني بالياء او جمع اناء والمراد بها الساعة وهنا اناء الليل ساعات الليل واختلف العلماء المراد بها فقال بعضهم هي صلاة العشاء وقال بعضهم هي صلاة المغرب والعشاء. والصواب انها صلاة العشاء لانه سيذكر المغرب بعد ذلك. فقال فسبح يعني فصلي. في اناء الليل وليس ببعيد انه ايضا يشتمل التنفل والتطوع قال واطراف النهار. يعني سبح في اطراف النهار. واطراف النهار المراد بهما صلاة الظهر وصلاة المغرب. لان صلاة الظهر في اخر طرف بالنهار الاول النهار طرفان او قسمان من الصباح الى الظهر النصف الاول فهذي في اطراف النهار بطرف الاول اخر طرفه الاول. والمغرب في اخر طرفه الثاني وبناء على هذا تكون هذه الاية انتظمت الامر بالصلوات الخمس كلها. قبل طلوع الشمس وقبل غروبها هذه الفجر والعصر واناء الليل هذه صلاة العشاء. وهناك من قال انها العشاء والمغرب. واطراف النهار الظهر لانها في اخر طرف النهار الاول والمغرب لانها في اخر طرف النهار الثاني. او الاخر قال لعلك ترضى. قال الطبري كي ترضى كي ترضى وقال السمعاني والقرطبي لعلك ترظى اي تثاب ثوابا عن ذلك يرضيك تثاب على ذلك ثوابا يرظيك وترظى فيها قراءتان. قرأ الكسائي وابو بكر ترضى بضم التاء يعني تعطى الرضا ويرضيك الله. ترظى من الله او يرظاك الله وقرأ الباقون بفتحها ترضى والكساء ابو بكر ترظى وقال ابن كثير لعلك ترضى قال كما قال تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى. وفي البخاري ومسلم يقول الله تعالى يا اهل الجنة فيقول لبيك ربنا وسعديك فيقول هل رضيتم؟ فيقولون وما لنا لا نرضى وقد اعطيتنا ما لم تعطي احدا من خلقك. فيقول اني اعطيكم افضل من ذلك فيقولون او اي شيء افضل من ذلك؟ فيقول احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده ابدا وروى الامام احمد والامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال يا اهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد ان ينجزكموه وهو من حديث صهيب الذي اشرنا اليه انفا. يا اهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد ان ينجزكموه فيقولون وما هو الم تبيض وجوهنا وتثقل موازيننا وتزحزحنا عن النار وتدخلنا الجنة قال في كشف الحجاب فينظر اليه فوالله ما اعطاهم خيرا من النظر اليه ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم للذين احسنوا الحسنى وزيادة وهي الزيادة. وجاء في بعض الروايات عند ابي عوانة وهي الزيادة هذا وهذا دليل ان الصلوات ايها الاخوة سبب لرضا الله جل وعلا. اذا اردت ان يرظى الله عنك بعد ان تحقق التوحيد وتجتنب الشرك الزم الصلاة و مما يذكر هنا آآ وفاتنا ان نذكره نحن ذكرنا عند قوله اطراف النهار الحديث الذي في الصحيحين انك مش سترون ربكم وايضا ذكر ابن كثير ما رواه الامام احمد ومسلم عن عمارة ابن رؤبة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يلج النار احد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وهذا يدل على فضل صلاة العصر ولهذا قال في الحديث الاخر من صلى البردين دخل الجنة وهما الفجر والعصر فلهما مزية خاصة وفيه ما تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار فيشهدون صلاة الفجر جميعهم مع المسلمين ويشهدون صلاة العصر مع المسلمين نسأل الله من فضله العظيم قال جل وعلا ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا. لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى. وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا. نحن نرزقك والعاقبة للتقوى. يقول الله جل وعلا ولا تمدن عينيك قال الطبري ولا تنظر الى ما جعلنا لضرباء هؤلاء غرباء يعني امثال واشكال يعني لامثال ونظراء كفار قريش او اهل الدنيا ولا تنظر الى ما جعلنا لضرباء هؤلاء المعرضين عن ايات ربهم واشكالهم متعة في حياتهم قول واشكالهم يعني لضرباء هؤلاء واشكالهم متعة في حياتهم الدنيا يتمتعون بها من زهرة عاجل الدنيا ونظرتها وقال ابن كثير لا تنظر الى هؤلاء المترفين واشباههم ونظرائهم وما هم فيه من النعيم فانما هو زهرة زائلة ونعمة حائلة لنختبرهم بذلك وقليل من عبادي الشكور وقال السعدي ولا تمدن عينيك معجبا ولا تكرر النظر مستحسنا الى احوال الدنيا والممتعين بها من المآكل والمشارب اللذيذة والملابس الفاخرة والبيوت المزخرفة والنساء المجملة فان ذلك كله زهرة الدنيا. تبتهج به نفوس المغترين اذا نلاحظ ان اقوال المفسرين كلها تدور على انهم قال لا تمدن عينيك اي لا تنظر الى الدنيا واهلها ونظرة نظر المعجب. فلماذا عبر لا تمدن والمفسرون يقولون تنظرن الجواب ذكره القرطبي قال لا تمدن ابلغ من لا تنظرن لان الذي يمد بصره انما يحمله على ذلك حرص مقترن يعني نظروا معه حرص يقترن به حرص على هذا الشيء يريده والذي ينظر قد لا يكون ذلك معه مجرد انه نظر. قال لك يا علي لك الاولى لك النظرة الاولى وعليك الثانية هذي ان بلغت القرآن وهذا وان كانت توجيه كريم للنبي صلى الله عليه وسلم فهو كذلك لنا يا اخوان لنا والنبي صلى الله عليه وسلم معصوم فنحن احوج ما نكون الى هذا ولهذا قال الله جل وعلا لنفتنهم فيه وزهرة الحياة الدنيا اذا معنى ازواجا يعني امثالهم ونظراؤهم واشكالهم في كل قرن وفي كل زمن يجعل الله عز وجل هناك ناس اغنياء ما عندهم الا الدنيا اموالهم كثيرة جائتهم الدنيا على ما يريدون فالازواج هنا الامثال والنظراء كما اختاره الطبري وكذلك الامين الشنقيطي زهرة الحياة الدنيا اي زينتها زينة الدنيا وقيل زينتها بالنبات وقيلها زهرة الحياة الدنيا بهجتها وحسنها وما يروق الناظر منها وكل ذلك حق والمراد بما يعطون في هذه الدنيا من المال من الاولاد من الترف من الغنى الى غير ذلك لا تنظر لان الانسان اذا نظر الى هذا قد يتأثر ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رأى شيئا من هذا النعيم وامثاله قال اللهم لا عيش الا عيش الاخرة وجاء عن بعض السلف يعني يروى عن سفيان اه انه يروى عن عن سفيان وعن غيره انه كان بل ويروى عن هشام حدثنا حفص بن غياث عن هشام عن ابيه انه كان اذا دخل على اهل الدنيا فرأى من دنياهم طرفا فاذا رجع الى اهله فدخل الدار قرأ ولا تمد عينيك الى قوله نحن نرزقك ثم يقول الصلاة الصلاة رحمكم الله وثبت في الصحيحين ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك المشربة وهي الغرفة علية مرتفعة لما ال ظهر لما من نسائه حلف ان لا يدخل عليهن شهرا قال لما ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك المشربة التي كان قد اعتزل فيها نسائه حين منهن فرآهم متوسدا مضطجعا على رمال حصير وليس في البيت الا صبرة من قرظ واهب معلقة القرض نوع من الدباغ صبرة واهب جلود معلقة كي تكن من قرب او نحوها فابتدرت عينا عمر بالبكاء. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك؟ فقال يا رسول الله ان كسرى وقيصر فيما هما فيه يعني من النعيم وانت صفوة الله من خلقه يعني وانت في هذه الحال فقال او في شك انت يا ابن الخطاب اولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا. الله اكبر قال ابن كثير فكان صلى الله عليه واله وسلم ازهد الناس وكان صلى الله عليه واله وسلم ازهد الناس في الدنيا مع القدرة عليها اذا حصلت له ينفقها هكذا وهكذا في عباد الله ولم يدخر لنفسه شيئا لغد صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال جل وعلا ورزق ربك خير وابقى. قال ابن ابن جرير ورزق ربك الذي وعدك ان يرزقك هو في الاخرة حتى ترضى وهو ثوابه اياك خير لك مما متعناهم به من زهرة الحياة الدنيا وابقى اي وادوم لانه ولا انقطاع له ولا نفاد. وقال ابن كثير ورزق ربك خير وابقى قال ادوم وقال السعدي ورزق ربك العاجل من العلم والايمان وحقائق الاعمال الصالحة والاجل من النعيم المقيم والعيش السليم في بجوار الرب الرحيم خير مما اعطيتم ومما هم فيه الذي مددت عينيك اليه وابقى اي ادوم واثبت لان نعيم الجنة لا ينقطع خالدين فيها ابدا كما قال جل وعلا والاخرة خير وابقى فهذا فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتوجيه رباني كريم وهو كذلك لنا لا تغتروا في الدنيا ولهذا اورد ابن كثير رحمه الله بعض الاحاديث المتعلقة في الاعراب عن الدنيا فنؤجل الكلام عليها الى درس الغد والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد