بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. يقول الله جل وعلا وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى يأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه واله وسلم ان يأمر اهله بالصلاة. واهله قال بعض المفسرين هم امته وقال بعض المفسرين بل اهله هم اهل بيته وعلى كل حال حتى لو قيل بانهم اهل بيته فان الامة مخاطبة بما خطب به النبي صلى الله عليه واله وسلم فكل واحد مأمور بان يأمر اهله بالصلاة وهذا دليل على اهمية الصلاة. قال ابن كثير رحمه الله وامر اهلك بالصلاة اي استنقذهم من عذاب الله باقام الصلاة وقال آآ الشيخ السعدي رحمه الله وامر اهلك بالصلاة قال اي حث اهلك على الصلاة وازعجهم اليها من فرض ونفل والامر بالشيء امر بجميع ما لا يتم آآ الا به والامر بالشيء امر بجميع ما لا يتم الا به فيكون امرا بتعليمهم ما ما يصلح الصلاة ويفسدها ويكملها. يعني معناه وامر اهلك بالصلاة ليس معناه فقط تقول لهم صلوا بل كذلك ايضا تبين لهم احكام الصلاة كيف يتطهرون؟ ما الذي يبطل الصلاة؟ ما الذي يفسدها؟ آآ قال جل وعلا وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها واصطبر انت عليها. قال الطبري واصطبر على القيام بها. وادائها بحدودها انت يعني هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فهو امره اياه امرأه له بالصلاة وايضا امره بان هو ايضا يصطبر عليها غير الصبر. وهذا دليل على ان الصلاة شاقة على النفوس. تحتاج الى مصابرة والى بذل مزيد صبر وعناية واهتمام ولهذا يقول ابن كثير رحمه الله واصطبر عليها واصطبر انت على فعلها. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا قوا انفسكم واهليكم نارا وآآ قال الشيخ السعدي في تفسيره واصطبر عليها اي على الصلاة باقامتها بحدودها واركانها وادابها وخشوعها فان ذلك كمشق على النفس ولكن ينبغي اكراهها وجهادها على ذلك والصبر معها دائما فان العبد اذا اقام الصلاة على الوجه المأمور به كان لما سواها من دينه احفظ واقوم واذا ظيعها كان لما سواها اضيع ثم قال جل وعلا لا نسألك رزقا نحن نرزقك قال ابن كثير اي اذا اقمت الصلاة اتاك الرزق من حيث لا تحتسب. كما قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ولهذا قال هنا لا نسألك رزقا نحن نرزقك قال الثوري اي لا نسألك رزقا اي لا نكلفك الطلب لا نكلفك الطلب اه و آآ روى الامام ما لك بسند صحيح كما في مشكاة المصابيح بتصحيح الالباني له عن ابن عمر رضي الله عنهما ان اباه عمر كان يصلي من الليل ما شاء الله حتى اذا كان من اخر الليل ايقظ اهله للصلاة يقول لهم الصلاة ثم يتلو هذه الاية وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها وهذا متعلق بالجزء السابق من الاية. اذا عمر كان هو يصلي واذا فرغ من التهجد امر اهله بالصلاة وتلا هذه الاية اذا الاية عامة وامر اهلك بالصلاة الصلوات الخمس وكذلك حثهم على النوافل يحثون على النوافل لانها تكمل الفرائض آآ وهنا الله سبحانه وتعالى وعد عباده بالرزق وعد عباده بالرزق وهذا دليل على ان اقامة الصلاة من اسباب الرزق. قال الامين الشنقيقي رحمه الله قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة الاستعانة بالصبر على امور الدنيا والاخرة لا اشكال فيه لا اشكال فيها. واما نتيجة الاستعانة بالصلاة فقد اشار لها تعالى في قوله في ايات من كتابه فذكر ان من نتائج الاستعانة بها النهي عما لا يليق وذلك في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وانها تجلب الرزق وذلك بقوله وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ولذا كان صلى الله عليه واله وسلم اذا حزبه امر بادر الى الصلاة ثم قال الامير الشنقيطي رحمه الله وايضاح ذلك ان العبد اذا قام بين يدي ربه يناجيه ويتلو كتابه هان عليه كل كل ما في الدنيا رغبة فيما عند الله ورهبة منه. فيتباعد عن كل ما لا يرضي الله في رزقه الله ويهديه فيرزقه الله ويهديه اه اه ذكرنا بالامس اه اثرا مثل الاثر الوارد عن عمر هنا الذي سبق ان اشرنا فيه ان عمر كان يقوم فينادي اهله وقد ذكر ابن كثير بعد قوله جل وعلا لا نسألك رزقا قال عن هشام بن عروة عن ابيه عروة ابن الزبير انه كان اذا دخل على اهل الدنيا فرأى من دنياهم طرفا فاذا رجع الى اهله فدخل قرأ ولا تمدن عينيك الى قوله نحن نرزقك. ثم يقول الصلاة الصلاة رحمكم الله ثم اورد ابن كثير رحمه الله بعض الاحاديث اه وقد وعدنا بالامس اننا نذكرها في الدرس القادم فها هو الوفاء الوفاء بالوعد. اه يقول ابن كثير روى الترمذي وابن ماجة آآ عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول الله تعالى يا ابن ادم تفرغ لعبادة املأ صدرك غنى واسد فقرك وان لم تفعل ملأت صدرك شغلا ولم اسد فقرك صححه الالباني في الصحيحة وفي صحيح ابن ماجه والترمذي وروى ابن ماجة عن ابن مسعود بسند حسن كما قال الالباني في صحيح ابن ماجة وقال في صحيح الترغيب حسن لغيره روى عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت نبيكم صلى الله عليه واله وسلم يقول من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله هم دنياه ومن تشعبت به الهموم في احوال الدنيا لم يبالي الله في اي اوديته هلاك. لم يبالي الله في اي اودية بهلك روى ايضا اي روى ابن ماجة اه عن ابي عن زيد ابن ثابت بسند صححه الالباني في صحيحه الترغيب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كانت الدنيا همه فرق الله عليه امره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له ومن كانت الاخرة نيته جمع له امره وجعل غناه في قلبه. واتته الدنيا وهي راغمة واتته الدنيا وهي راغبة لا شك ان الدنيا تشغل القلب تشغل القلب فاذا اعتنى بها الانسان وجعل همه وجعل حديثه عنها وجعل دائما يسعى لها وكل حديث وكل حياته وكل يومه حولها وحول جمعها لا شك ان هذا يؤثر تأثيرا كبيرا على العبادة ولهذا كفى بهذه المواعظ كفى بهذه المواعظ الحقيقة بيانا وايظاحا الله جل وعلا يقول وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى يكفي هذا الله قال اصطبر مر اهلك بالصلاة واصطبر انت عليها ولا نسألك رزقا على هذا. رزقك علينا نحن نرزقك هقبل على عبادة الله وابشر لكن لا يعني هذا الانسان يعطل الاسباب ينقطع العبادة ولا يبذل سببا لا يبذل سببا لكن هو اذا لزم العبادة واقبل عليها واخذ من السبب من طلب الدنيا سببا فان الله يفتح عليه به الرزق الكثير. ولهذا قال الله عز وجل لنبيه ولا تنسى نصيبك من الدنيا هذا ما يتعلق بالدنيا لكن امر الاخرة امره بالمسابقة امر العباد بالمسابقة سابقوا سارعوا آآ وكذلك الاحاديث التي سمعناها وهي احاديث صحيحة لا تجعل الدنيا اكبر همك ولا تجعلها بين عينيك اجعل الاخرة والخوف من الله والاستعداد ليوم الاخرة مع بذل الاسباب من غير يعني طمع ولا حرص ولا شره ولا استغراق لكثير من الوقت ثم قال جل وعلا والعاقبة للتقوى. قال الطبري والعاقبة الصالحة من عمل كل عامل لاهل التقوى والخشية من الله دون من لا يخاف له عقابا ولا يرجو له ثوابا وقال ابن كثير والعاقبة للتقوى اي حسن او اي وحسن العاقبة في الدنيا والاخرة وهي الجنة لمن اتقى الله العاقبة الحميدة ومن عظمها الجنة كذلك عاقبة حميدة في الدنيا ثم في الاخرة للتقوى لاهل التقوى للمتقين وهذا حث على ان يتقي العبد ربه في جميع اموره. وليبشر فان العاقبة له وهذا ذي جميع الامور في جميع الامور لان الدنيا فانية فقد يكون بعض الناس لا يتقي الربا لا يتقي الغش لا يتقي الغصب تكثر امواله تأتيه اموال ويحصل بسبب ذلك على اموال لكن لا يغرنك ذلك العاقبة للتقوى يوم القيامة عاقبة اكل الربا والغاصب ومن وقع في الحرام عاقبته الا من تجاوز الله جل وعلا عنه حسنات ماحية ومصائب مكفرة حاقبته النار نعوذ بالله والعذاب الشديد الدنيا ماذا طال عمر الانسان؟ كم يعيش مئة؟ خمسين سبعين ثمانين تسعين ثم بعد ذلك مرتحل وتاريخ لها لكن اذا كان عذابه سرمدي عذابه خلود مدد طويلة نسأل الله العافية ما ينفعه مهما تنعم به في الدنيا لكن لو فرض انه عاش فقيرا عمره ثم اذا مات انتقل الى سعة رحمة الله والى نعيمه لكان قد فاز اعظم الفوز فينبغي الانسان ان يحذر من الدنيا لان الدنيا ايها الاخوة محبتها شيء جبلي شيء جبل لي في في في في قلب العبد ولهذا وهي من اخطر ما يكون على الانسان ولهذا جاء في في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يزيغ قلب احدكم ان للصحابة لاحظ ليزغ قلب احدكم ان ازاغه شيء الا الدنيا يعني ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخشى على ان تزيغ قلوب الصحابة الا بسبب الدنيا. ان ازاغها شيء مع انهم اهل الايمان والصبر والقوة ايضا جاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ذئباني جائعان بافسد جائعان ارسلا في غنم او في زريبة غنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه. رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديثا حسن وصححه الشيخ الالباني اذا يا اخوان احذروا من الدنيا وكم رأينا ورأيتم اناس كانوا على تقى وصلاح وطلب للعلم لكنهم قالوا نريد ان نحصل شيئا يغنينا فتركوا العلم تركوا اه مدارسة العلم واقوال الدنيا فلا حصلوا الدنيا وما حصلوا العلم بل شغلتهم والله المستعان وايضا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لكل امة فتنة وفتنة امتي المال رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وصححه الالباني ينبغي للانسان ان ينتبه لهذا الامر لا نقول يعطل الاسباب لا يعمل بقدر ما يغنيه ويكفيه ويعني يسد حاجته لكن يكون همه اكثر امره هو اشتغال بالعلم وابتغاء الدار الاخرة. ثم قال جل وعلا والعاقبة للتقوى ذكرنا معناها اه قال ابن كثير وفي الصحيح وهو في صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت الليلة كأن في دار عقبة ابن رافع وان اوتينا برطب برطب من رطب ابن طاب فاولت ذلك ان العاقبة لنا في الدنيا والرفعة وان ديننا قد طاب. وان ديننا خطاب ثم قال جل وعلا وقالوا لولا يأتينا باية من ربه او لم تأتهم بينة ما في الصحف الاولى وقالوا اي كفار قريش اي كفار قريش قال الطبل وقالوا اي كفار قريش لولا يأتينا باية اي هلا يأتينا محمد باية من ربه كما اتى قومه صالح بالناقة وعيسى باحياء الموتى وابراء الاكمه والابرص. يعني يتحججون ومعنى لا لولا يعني هلا قال كفار قريش لولا يعني هلا اكان محمد باية تدل على صدقه وان انه رسول من عند الله ارسله الله ونحو ذلك قال ابن كثير يقول قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن الكفار في قولهم لولا اي هلا يأتينا محمد باية من ربه اي بعلامة دالة على صدق في انه بانه رسول الله. ثم قال جل وعلا لم تأتهم بينة ما في الصحف الاولى وهذا استفهام انكاري وتوبيخي او لم تأتهم بينة ما في الصحف الصحف بينت قال الطبري بينة اي بيان ما في الكتب التي قبل هذا الكتاب. اذا بين هنا بمعنى بيان يعني اولم يأتي بيان ما في الصحف الاولى يعني هذا القرآن جاءهم ببيان ما في الصحف الاولى. فهذا اكبر دليل على انه من عند الله. دليل ان القرآن من عند الا وان محمدا رسول الله. وهذه اعظم اية للرسول صلى الله عليه وسلم. وهي انزال القرآن عليه كما سيأتي. يقول ابن كبير مفسرا لهذه الاية قال اولم تأتيهم بينة ما في الصحف الاولى؟ يعني القرآن العظيم الذي انزله الله الذي انزله عليه الله وهو امي لا يحسن الكتابة ولم يدارس اهل الكتاب. وقد جاء فيه اخبار الاولين بما كان منهم في سالف الدهور بما يوافقه عليه الكتب المتقدمة الصحيحة بما يوافقه عليه الكتب المتقدمة الصحيحة منها فان القرآن مهيمن عليها يصدق الصحيح ويبين خطأ المكذوب فيها وعليها وهذه الاية كقوله تعالى في سورة العنكبوت وقالوا لولا انزل عليه ايات من ربه قل انما الايات عند الله وانما انا نذير مبين. اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. ان في ذلك لرحمة ذكرى لقوم يؤمنون قال وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال ما من نبي الا وقد اوتي من الايات ما امن على مثله البشر وانما كان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله الي. فارجو ان اكون اكثرهم ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة وهو كذلك. النبي صلى الله عليه وسلم اكثر الانبياء تابعا. ولهذا ثلثا اهل الجنة من امته صلى الله عليه وسلم وحده دون بقية الانبياء. والثلث الباقي فيه اتباع الانبياء السابقين فهو اكثر الانبياء تابعا صلى الله عليه وسلم. ومعجزة ومعجزته صلى الله عليه واله وسلم تختلف عن معجزة غيره فان معجزة غيره تنتهي بموت النبي عصى موسى ابراهيم عيسى الاكمه والابرص لكن معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم باقية الى قيام الساعة الى ان يرفع الله جل وعلا القرآن في اخر الزمان من الارض ولهذا لا يزال اليوم لا يزال هناك اليوم من يقرأ القرآن او يقرأ تفسيره فيؤمن بسبب ما فيه من الخير والعلم والبيان والايضاح فهو معجزة باقية ولا يزال يهتدي بها الناس وليس ذلك خاص بزمن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اكرام من الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه واله وسلم غاية الاكرام ثم قال ابن كثير وانما ذكر ها هنا اعظم الايات التي اعطيها عليه السلام وهو القرآن. وله من المعجزات ما لا يحد ولا يحصى كما هو مودع في كتبه ومقرر في مواضعه نعم اياته المعجزة كثيرة صلى الله عليه واله وسلم لكن اعظمها القرآن ومن معجزة القرآن انه محفوظ بحفظ الله الى يومنا هذا لا يستطيع احد ان يزيد فيه حرف بل لا يستطيع لو وضع فتحة بدل كسرة او كسرة بعدها فتحة اذا لم تكن من القراءات الا ويفضح ويبين امره ولله الحمد والمنة. قال جل وعلا او لم تأتهم بينة ما في الصحف الاولى قيل الصحف الاولى التوراة والانجيل وقيل بل سائر الكتب يعني التوراة والانجيل وسائر الكتب فجاء في هذا القرآن بيان لما جاء فيها وما ذكره الله فيها من اين عرف هذا النبي صلى الله عليه وسلم هذا دليل انه من عند الله انتم تريدون اية؟ هذه اعظم اية ان كنتم تريدون الحق. لكن في الحقيقة هم لا يريدون الحق قال جل وعلا ولو ان اهلكناهم بعذاب من قبله. لقالوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك من قبل ان نذل ونخزى. قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من اصحاب الصراط السوي ومن اهتدى يقول ابن كذيب ثم قال تعالى ولو انا اهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا اي لو ان اهلكنا هؤلاء قبل ان نرسل اليهم هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وننزل عليهم هذا الكتاب العظيم لكانوا قالوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا قبل ان تهلكنا حتى نؤمن به ونتبعه كما قال تعالى فنتبع اياتك من قبل ان نذل ونخزى ثم قال يبين تعالى ان هؤلاء المكذبون ان هؤلاء المكذبين متعنتون معاندون لا يؤمنون ولو جاءت كل اية حتى يروا العذاب الاليم. يعني قوله هنا لولا ارسلت الينا رسولا حل بهم العذاب هذا كله من باب التعنت من باب التعنت والا هم لن يؤمنوا وهم يعلمون حقا انه رسول الله وان ما جاء به الحق. قال يبين تعالى ان هؤلاء المكذبين متعنتون معاندون لا يؤمنون. ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. كما قال تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم لعلكم ترحمون. ان تقولوا انما انزل الكتاب على طائفة من قبلنا وان كنا عن دراستهم الغافلين او تقولوا لو انا انزل علينا الكتاب لكنا اهدى منهم فقد جاءكم بينة من رب وهدى ورحمة فمن اظلم ممن كذب بايات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن اياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون اية سورة الانعام وقال جل وعلا واقسموا بالله جهد ايمانهم لان جاءهم نذير ليكونن اهدى من احدى الامم. فلما جاءهم نذير ما زادهم الا وقال واقسم بالله جهد ايمانهم لان جاءتهم اية ليؤمنن بها قل انما الايات عند الله وما يشعركم ان اذا جاءت لا يؤمنون ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون اذا هم انما يقولون هذا من باب التعنت والا لو جاءته كل اية ما كانوا ليؤمنوا. اذا ولو انا اهلكناهم بعذاب من قبله من قبله اي من قبل بعثة النبي صلى الله عليه واله وسلم من قبل النبي صلى الله عليه وسلم من قبل بعثته وقال الطبري من قبل ان ننزله من قبل ان ننزله عليهم يعني القرآن ومن قبل ان نبعث داعيا يدعو يدعوهم للحق اذا والقولان متلازمان من قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم ومن قبل ايضا انزال الكتاب عليه والكتاب القرآن انزل على النبي صلى الله عليه وسلم. لقالوا ربنا هل لقالوا ربنا اي يا ربنا لولا اي هلا ارسلت الينا رسولا وهذا دليل ان المراد من قبله كما قال ابن كثير. انه راجع على الرسول صلى الله عليه وسلم. لانه قال لو ولو ان اهلكناهم باعلام من قبله لقالوا ربنا لولا ارسلت الينا رسولا اذا من قبله من قبل الرسول لو لم يرسل اليهم رسول لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك نؤمن بها ونكون من المؤمنين ونتبعها ونعمل فيها من قبل ان نذل ونخزع اه الاصل في الذل هو الهوان والخزي هو الافتراح. والمراد به في الاية كما قال الطبري قال من قبل ان نذل بعذابك من قبل ان نذل بتعذيبك ونخزى به وقال السمعاني والشوكاني والقرطبي كذلك من قبل ان نذل في الدنيا ونخزى في الاخرة ولا شك ان ان كل ذلك حاصل في الدنيا والاخرة. فقد جعل الله الذل والخسار على من خالف امر النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا. وكذلك يذلون اشد الذلة في الاخرة ويخزون اشد الاخزاء حينما يحل بهم العذاب ويقع بهم ثم قال جل وعلا قل كل متربص قل كل متربص آآ قال الطبري او قال ابن كثير قل يا محمد لمن كذبك وخالفك واستمر على كفره وعناده كل متربص اي منا ومنكم فتربصوا اي فننتظروا وقال ابن كثير قل كل متربص قال ابن جرير الطبري قل كل متربص اي منتظر لمن يكون الفلاح منتظر لمن يكون؟ الفلاح. فتربصوا تربصوا انتظروا انتظروا فستعلمون من اصحاب الصراط السوي ومن اهتدى قال ابن كثير اي ستعلمون من اصحاب الصراط السوي اي المستقيم. ومن اهتدى الى الحق وسبيل الرشاد. وهذا كقوله تعالى وسوف يعلمون يرون العذاب من اضلوا سبيلا وقال سيعلمون غدا من الكذاب الاشر. وقال الطبري فستعلمون من اهل الطريق المعتدل الذي لا اعوجاج فيه اذا جاء امر الله وقامت القيامة انحن ام انتم؟ ومن اهتدى؟ وستعلمون حينئذ من المهتدي الذي هو على سنن الطريق القاصد غير الجائر عن قصده منا ومنكم. انتهى كلامه. وقوله اولم تأتيهم فيها قراءتان؟ فقرأ نافع ابو عمرو حفص اولم تأتهم بالتاء؟ وقرأ الباقون بالياء اولم يأتهم والمعنى لا يختلف باختلاف آآ القراءتين. وبهذا نكون بفضل الله ومنه وكرمه وتوفيقه انتهينا من تفسير سورة طه والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد