الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة مريم واذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت من اهل بها مكانا شرقيا آآ يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره مبينا وجه مناسبة هذه الايات مع الايات التي قبلها التي بها ذكر زكريا وسؤاله الولد وان الله رزقه ذلك يقول رحمه الله لما ذكر تعالى قصة زكريا عليه السلام وانه اوجد منه في حال كبره وعقم زوجته في ولد ذكيا طاهرا مباركا. عطف بذكر قصة مريم في ايجادها ولدها في ايجاده ولدها عيسى عليهما السلام منها من غير اب. فان بين القصتين مناسبة فان بين القصتين مناسبة ومشابهة هذا ذكرهما في ال عمران وها هنا وفي سورة الانبياء يقرن بين القصتين لتقارب ما بينهما في ليدل عباده على قدرته وعظمة سلطانه وانه على ما يشاء قادر آآ يقول جل وعلا واذكر ايا نبينا اذكر في الكتاب والمراد به القرآن اذكر للناس في هذا الكتاب مريم وهي مريم بنت عمران. وهي من سلالة داوود عليه السلام. بل ويقال من سلالة عثمان ابن داوود عليه السلام. وكانت من بيت طاهر طيب في بني اسرائيل وقد ذكر الله تعالى قصة ولادة قصة ولادة امها في سورة ال عمران وقد مر معنا وانها نذرتها محررة اي تخدموا مسجد بيت المقدس يعني امها نذرت ما في بطنها محررا يعني ان الحمل الذي في بطنها وكانت تظنه ولدا نذرت ان تحرره وان تجعله آآ آآ خادما لبيت المقدس وكانوا يتقربون الى الله جل وعلا اه بذلك. فلما وضعتها ووضعتها انثى كما اخبر الله جل وعلا وهي كانت تظن انه ولد ومع ذلك وفت بنذرها كما قال جل وعلا اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا. فتقبل مني انك انت السميع العليم فلما وضعتها قالت ربياني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت. وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا. وكفلها زكريا. كلما دخل عليها المحراب ووجد عندها رزقا. قال يا مريم انى لك هذا؟ قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب كما مر معنا في سورة ال عمران اه فنشأت نشأة عظيمة في خدمة بيت المقدس وكانت فيه فصار من خبرها ما قصه الله جل وعلا اه في هذه الايات وفي ال عمران وفي غيرها قال واذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت ومعنى انتبذت يعني تنحت تنحت اخذت ناحية تنحت عن قومها واعتزلتهم منفردة عنهم من اهلها مكانا شرقيا يعني مكانا في الجهة الشرقية من بيت المقدس. كما قال آآ ابن عباس وغيره انه قال اعتزلتهم وتنحت عنهم وذهبت الى شرق المسجد المقدس بس والمراد انها صارت في الجهة الشرقية من بيت المقدس وليس المراد انها داخل بيت المقدس؟ لا من جهة الشرق كما جاء في البخاري او كما ذكره آآ البخاري ويقال انها انما تنحت عن اهلها يعني ما هو سبب تنحيتها عن اهلها فقال بعض المفسرين انها تنحت عن اهلها اه لانها ارادت ان تتفرغ للعبادة ارادت ان تتفرغ لعبادة الله سبحانه وتعالى وقال بعض المفسرين انها انما تنحت لما جاءها الحيض لما جاءها الحيض تنحت وذهبت الى تلك الجهة ذكر آآ ابن كثير وابن جرير عن ابن عباس واسنده عن ابن عباس قال ان اهل اه الكتاب عليهم الصلاة الى البيت والحج اليه يعني اهل الكتاب او تقريب النصارى يصلون الى المشرق ما هو سبب ذلك؟ لماذا يصلون الى جهة المشرق يقول ابن عباس كان اهل الكتاب يصلون الى البيت يعني الى البيت الحرام الى مكة والحج اليه وما صرفهم عنه الا قيل ربك فانتبذت من اهلها مكانا شرقيا. قال خرجت مريم مكانا شرقيا فصلوا قبل مطلع الشمس. رواه ابن ابي وابن جرير وروى ابن جرير ايضا عن ابن عباس قال اني لاعلم خلق الله اني لاعلم خلق الله او اني لاعلم خلق الله باي شيء اتخذت النصارى المشرق قبلة؟ لقول الله تعالى فانتبذت من اهلها مكانا شرقيا واتخذوا ميلاد عيسى قبلة لهم وقال قد هذا مكانا شرقيا شاسعا متنحيا. وقال محمد بن اسحاق ذهب ذهبت بقلتها. تستقي من الماء يعني باناء تستقي تريد تأتي بماء وقال نوف البيكالي اتخذت لها منزلا تتعبد فيه فالله اعلم هذه الاقوال يعني لا تعارض بينها. لكن كل منهم يذكر شيئا من التفصيل والله اعلم في ذلك. لكن الذي لا شك فيه ان اتخذت مكانا لها في الجهة الشرقية من بيت المقدس كما هو ظاهر القرآن. قال فاتخذت من دونهم حجابا اي استترت وتوارت دون اهلها آآ واتخذت حجابا سترا حاجزا يحجز بينها وبينهم. اما لانها تريد يعني آآ ان ان يكون ادعى للاخلاص في عبادتها لا يراها احد او انها لما جاءها الحيض وارادت تغتسل يعني اختفت فيه على قول بعض اهل التفسير والله اعلم قال فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا فارسلنا اليها روحنا وهو جبريل على قول جمهور المفسرين. وقول اكثرهم كما قال جل وعلا نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين. ورجحه آآ آآ الامين الشنقيطي رحمه الله واستدل ببعض الايات التي منها ان الملائكة بشرت مريم بعيسى بن مريم فقال دل على ان الروح هنا هو جبريل عليه السلام اه فتمثل لها بشرا سويا. تمثل اي تصور لها بصورة بشر يعني ادمي انسان وقوله سويا قال الطبري فتشبه لها في صورة ادمي سوي الخلق سوي الخلق فيهم يعني في صورة رجل من بني ادم معتدل الخلق وقال الشوكاني اي مستوي الخلق لم يفقد من نعوت بني ادم شيئا اذا تمثل لها على صورة بشر سوي انسان كامل ليس فيه نقص ولا على ما هو معتاد ومعروف من بني ادم قال قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا. لما دخل عليها وجاءها وهي معتزلة للناس في هذا المكان ليس عندها احد خشية على نفسها من هذا الرجل لانه ظاهره انهم بني ادم. فخشيت على نفسها فقالت اني اعوذ بالرحمن منك اي استجير بالرحمن منك ان كنت تقيا يعني ان كنت ذا تقوى ان كنت من المتقين ان كنت ممن يتقي محارم الله ومعاصيه وهذا دليل ان التقوى يا اخوان تحجز صاحبها ولهذا قال اورد البخاري عن ابي وائل قال علمت مريم ان التقي ذو نهية ان التقي ذو نهية بظم ومعنى قال الحافظ ابن حجر ذو نهية اي ذو عقل وانتهاء عن فعل القبيح لان التقوى امر يقوم بالقلب فيحمل العبد على فعل الطاعات واجتناب المعاصي المعاصي. ولهذا المؤمن حقا اذا قيل له اتق الله اتق الله ارتدع وامتنع وبعض الناس اذا قيل له اتق الله قال انا اتقى منك اتق الله اجعل بينك وبين عذابه وقاية. بفعل اوامر الله واجتناب نواهيه. قال جل وعلا قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا. وقد اورد ابن كثير اه اثرا هنا انه اه لما قال لها الملك فالملك نعم اي فقال لها الملك مجيبا لها ومزيلا ما حصل عندها من الخوف على نفسها لست مما تظنين ولكني رسول ربك اي بعثني الله اليك ويقال انها لما ذكرت الرحمن قالت اعوذ بالرحمن انها لما ذكرت الرحمن انتفض جبريل فرقا وخوفا وعاد الى هيئته. وقال انما انا رسول ربك لاهب ليهب لك غلاما ذكيا اذا بعد ان استعاذ بالله منه طمأنها وقال انما انا رسول ربك. انا رسول من الله. وهي مؤمنة عابدة تقية تعرف ربها قالت اني قال انما انا رسول ربك لاهب لك. لاهب لك. وهذه القراءة هي قراءة الجمهور لاهب لك جمهور القراء وقرأ ابو عمرو ابن العلاء ليهب لك ليهب لك ومن هنا اختلف العلماء لاهب لك هل الوهب هو الله او جبريل؟ فمن العلماء من قال الواهب هو هو الله جل وعلا كما في القراءة الثانية ليهب لك وعلى قراءتي لاهب لك الكلام فيه تقدير. اني رسول من ربك ارسلني اليك لاجل انه سيهب لك وقال بعض المفسرين بل ان الوهب هنا هو جبريل لانه هو الذي يعني تولى هذا الامر والله جل وعلا ارسله بذلك وكان الاعلام لها بذلك من قبله. ولذلك هو الذي نفخ فيها من روحه نفذ في جيب درعها فولدت نفخته الى فرجها فحملت وعلى كل حال الامر في هذا هين نقول ان نسبة الهبة الى الله والى جبريل كل منهما حق. فالهبة منسوبة الى الله لانها بامره. وتقديره وارادته وتهيئة اسباب ذلك وهو منسوب الى جبريل باعتبار انه هو الذي باشر النفخة في جيب درعها فكانت سببا حملها. وهذا معهود في القرآن كما في قوله جل وعلا قل الله قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم وقال في اية اخرى الله يتوفى الانفس حين موتها. فهو حق بكل اعتبار. فاسناده الى الله لانه بامره واذنه ايه واجله الذي ضربه له واسنده الى ملك الموت لانه الذي باشر آآ قبض الروح قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما ذكية. غلاما هذه بشارة انه ذكر وايضا زكية اي طاهرا من الذنوب من تزكى وزكاه الله ولهذا كان نبيا من انبياء الله بل هو من اولي العزم قال جل وعلا قالت انى يكون لي غلام؟ انى بمعنى كيف يكون لغلام؟ كيف يكون لي ولد وهذا استفهام تعجب والا هي لما علمت انه رسول الله اطمأنت ولكن هذا على سبيل التعجب ولهذا ابدت العلة عن هذا التعجب وهذا الاستفهام الذي صدر منها فقالت انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ما اصابني بشر ما جامعني بشر يعني ما تزوجني احد بعقد نكاح لست زوجة لاحد وليس لي زوج ولم اك بغيا ايضا لم اكن زانية لان البغي هي الزانية فمن اين يكون الحمل؟ ليس لي زوج فيقال انني حملت من زوجي ولست من النساء الزانيات اللاتي يزنين فيحملن فمن اين يكون لي اه ولد لان هذه هي الاسباب المعلومة التي جعلها الله عز وجل يكون بسببها الولد. قال قال كذلك قال ربك قالوا الكاف هنا في كذلك في موضع رفع. اي الامر كذلك او كما قيل لك هكذا قال الله جل وعلا قال كذلك قال ربك هو علي هين. كونك تحملين من من غير زوج هذا على الله هين لان الله على كل شيء قدير ولا يعجزه شيء وكما تقدم كلام الحافظ ابن كثير ان قصة مريم وابنها وقصة زكريا وولده ان فيها بيان قدرة الله جل وعلا على كل شيء جل وعلا ودليل على عظمة سلطانه وانه على ما يشاء قادر وقد ذكر ابن كثير وذكره آآ ايضا الامين الشنقيطي وغيرهم من اهل العلم ان الناس من حيث الولادة اربعة اقسام لا خامس لها اما مخلوق من غير ام ولا اب وهو ادم واما مخلوق من اب دون ام وهي حواء لانه خلقت من ادم وخلق منها زوجها واما مخلوق من ام واب وهذا سائر البشر واما مخلوق من ام دون اب وهو عيسى فعيسى يقابل حواء حواء خلقت من اب دون ام وعيسى من ام دون اب الناس اربعة اقسام والله على كل شيء قديم. قال اه نعم قوله لم يمسسني يعني لم يصبني يعني المراد بها انها ما جامعها احد وليس لها زوج يجامعها. قال جل وعلا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله اية للناس هو على الله هين وايضا الله اراد ان يجعل عيسى ابنك هذا الولد اية للناس اي علامة دالة على كمال قدرة الله جل وعلا. فالله على كل شيء قدير. سبحانه وتعالى ورحمة منا ورحمة منا قال قال ابن كثير رحمه الله ورحمة منا اي ونجعل هذا الغلام رحمة من الله نبيا من الانبياء يدعو الى عبادة الله تعالى وتوحيده كما قال في الاية الاخرى اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين. اي يدعو الى عبادة الله ربه في مهده وكهولته وقال الامين الشنقيطي رحمة منا اي لمن امن به ومن كفر به فلم يبتغي الرحمة لنفسه في اذا ورحمة منا وكان امرا مقضيا. وكان هذا الامر انه يكون لك ولد وانه يكون نبيا هذا امر مقضي قد فرغ منه اي مقدر في الازل مسطور في اللوح المحفوظ لابد من وقوعه قد قضاه الله هذا امر مقضي قد قضاه الله لابد من وقوعه ثم وذكر ابن كثير بعض الامور يمكن ان ان يعني نذكر شيئا منها اه يقول قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي وساق بسنده عن مجاهد قال كانت قال قالت مريم آآ عليها السلام كنت اذا خلوت حدثني عيسى وكلمني وهو في بطن واذا كنت مع الناس سبح في بطني وكبر هكذا قال وهذا يعني اولا عن مجاهد والذي يظهر انه من اخبار بني اسرائيل وظاهر آآ الامر انها ما كان يتكلم الا بعد ما ولدته الا بعد ما ولدته فمثل هذه الاخبار يعني لو لم تذكر فهو احسن من ذكرها ولو ذكرت لا بد ان ينبه عليها ثم قال سبحانه وتعالى فحملته فانتبذت به مكانا قصيا. الكلام فيه شيء مطوي من الخبر لكنه معلوم ولابد منه فتقدير الكلام انه اطمأنت الى قول الملك لاهب لك غلاما زكيا وان الملك يعني دنا منها ونفث في جيب درعها ونفثت هذه النبتة او النفخة من جبريل الى فرجها ولجت في فرجها فلما ولجت فرجها قال الله كن فكان عيسى وهذا هو قول جمهور اهل العلم ان جبريل نفذ في جيب درعها جاي بالدرع يعني اعلاه الذي يكون تحت الحنك الذي يدخل منه الرأس فنفذ فيه فنزلت هذه النفخة فولجت في فرجها فقال الله قم فكان فحملت بعيسى. قال فحملته اذا في كلام مقدر. فنفخ في جيب درئها فحملت ثم لما اوشكت على الولادة انتبذت به مكانا قصيا اذا الكلام فيه تقدير وهذا ان بلغة القرآن واعجازه. لكن تلاحظ ان هناك شيء مقدر لكنه يفهم من بقية النصوص والكلام الذي بين يديك يدل على ان هناك شيء قد تم هناك امور لان الكلام الذي امامك مبني على امور حصلت قبله تنازع العلماء او تكلم العلماء في مدة في مدة حمل عيسى المشهور عند الجمهور انها حملت به تسعة اشهر الحملة المعروفة الطبيعي الذي عليه نساء بني ادم وقال عكرمة ثمانية اشهر ولهذا قال ولهذا لا يعيش ولد لثمانية اشهر وقال طبعا هذا حسب علمهم لانه سابقا هذا حسب التجربة. ابن الثامن لا يعيش لكن ابن السابع يعيش وابن التاسع يعيش. لكن الان مع تطور العلم انه حتى لو انجبته لثمانية اشهر اه يحتفظ تحت العناية في المستشفيات حتى يعني يمر عليه الشهربقي يعيش باذن الله عز وجل. قال وقال ابن جريج آآ اخبرني المغيرة ابن عثمان ابن عبد الله الثقفي سمع ابن عباس وسئل عن حبل مريم قال لم يكن الا ان حملت فوظعت ما كان الا انها حملت مباشرة نفذ جبريل فوضعت قالوا وهؤلاء يقولون يدل عليه الفاء فحملته لان الفعل الترتيب والتعقيب قال ابن كثير مجيبا عن هذا قال وهذا غريب يعني هذا القول عن ابن عباس وكانه اخذه من ظهر قوله فحملته فانتبذت به مكانا قصيا فاجاءها المخاض الى جذع النخلة. فالفاء وان كانت للتعقيب لكن تعقيب كل شيء بحسبه. جميل هذا الجمع لكن تعقيب كل شيء بحسبه. كقوله تعالى ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما الفاء هنا فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا الفاء هنا للتعقيب لكن بحسبها ليس انه مباشرة وضعه علقة ثم بعده بفترة يسيرة لا بل بينهما مدة اربعين يوما كما في الصحيحين ان بين كل صفتين من اطوار الجنين اربعين يوما الحديث الصادق المصدوق حديث ابن مسعود ثم ذكر ايضا ادلة مثل للدلالة على ان التعقيب لكل شيء بحسبه. ولا يلزم منه ان يكون في نفس اللحظة وفي نفس الوقت قال جل وعلا آآ فحملته فانتبذت به مكانا قصيا. اي اي تنحت واعتزلت وذهبت الى مكان قصي ومعنى قصية قالوا نائيا بعيدا من الناس آآ وهذا وصفه الله جل وعلا في اية اخرى وبينه بقوله وجعلنا ابن مريم وامه اية واويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين ذات قرار ومعين. اذا هذا المكان القصي مكان ربوة مرتفع من الارظ آآ ذهبت اليه مريم وجمهور المفسرين على ان هذا المكان آآ كان هو بيت لحم هو مدينة بيت لحم المعروفة بهذا الاسم الى يومنا هذا فانتبذت به الى ذلك المكان. قال فأجاءها المخاب فاجاءها المخاض فأجاءها آآ هذا التعبير اولا معناه فاجاءه يعني اظطرها اضطرها هو تعديه يعني او اه اضطرها لان كلمة جاء لها معنى واذا قيل اجاءها او جاء فلان واجاء فلان هذا له معنى اخر جاء به واجاء به اي كما يقولون جاء به واجاءه الى موضع كذا اي اذا حمله على المجيء اليه. والمعنى انه هنا لما عديت همزة دل على ان اجائها يعني اضطرها الى ذلك. اضطرها الى هذا الامر فأجاءها المخاض الى جذع النخلة. اذا اضطرها المخاض لما نزل بها والمخاض هو الطلق الطلق وشدة الولادة واوجاعها. يطلق على الاوجاع التي تصيب المرأة حين الولادة فاضطرها المخاض الى جذع النخلة الى ان تتكئ او تلجأ الى جذع نخلة كان عندها في المكان التي الذي كانت فيه آآ والمخاض هو الولادة وقيل له مخاضا اه مأخوذ من المخض وهو شدة الحركة او الحركة الشديدة لشدة تحرك الجنين في في بطنها اذا اراد الخروج. اذا فا جاءها المخاض يعني اضطر والمخاض وهو الطلق لما جاءتها الولادة الى جذع النخلة واد يدعو النخلة ساقها يكون يابسا اسفله. ليس عليه سعف ولا جريد آآ اجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا لما جاءها المخاض والطلق والولادة هنا هي المشكلة في وجهة نظرها لانها ستأتي بولد واذا رأوا الولد ماذا سيقولون عنها؟ سيبهتونها. وفعلا حصل ذلك حصل ذلك بعد ذلك كما اخبر الله جل وعلا لقد جئت شيئا فريا يعني الزنا ما كان ابوك امرأ سوء وما كانت امك بغيا. اذا اتهموها فهي عليها السلام لشدة حرصها على سترها وصيانتها تمنت انها قد ماتت او انها لم يكن لم تكن شيئا ولهذا قالت يا ليتني مت قبل هذا قبل هذه الولادة وقبل مجيء الولد وقبل المخاض وكنت نسيا منسيا. قال الامين الشنقيطي رحمه الله النسي والنسي هو ما حقه ان يطرح وينسى لحقارته؟ والمراد تقول ليتني كنت نسيا يعني شيئا تافها حقيرا من حقه ان يترك وينسى. قالوا مثل خرق الحيض ونحوها اشياء تافهة. ما احد يأبه تنسى تترك فهي تتمنى انها كانت كذلك حتى لا ترقى لها هذه المشكلة ويتكلم الناس فيها ويتهمونها بالزنا وتجر آآ يعني الذنب والاتهام لبيتها ولاهلها وقولها منسية يعني كانت تمنت انها تكون نسيا يعني شيئا لا قيمة له حقير حقه ان ان يترك وينسى ومنسيا ايضا ان ذلك الشيء التافه الذي من عادته ان يترك وانسى قد نسي فعلا. وطرح بالفعل فوجد فيه النسيان الذي الذي هو حقه يعني خلاصة القول ان النسي الشيء الحقير الذي لا قيمة له لا يذكر. ومنسيا ايضا هذا الشيء الحقير نسي ايضا هو حقير ما يعبأ به ومع وجوده ينسى لا يذكر ولا يأتي على لسان احد المراد انها تتمنى انه ما حصل لانها تمنت انها لم تكن وجدت حتى لا يتكلم الناس فيها وهذا فيه كما يقول اه اهل العلم ومنهم ابن كثير فيه جواز تمني الموت فيه جواز تمني الموت عند الفتنة قال فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنة فانها عرفت انها ستبتلى وتمتحن وتمتحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس الناس امرها فيه على السداد ولا يصدقونها في خبرها. وبعد ما كانت عندهم عابدة ناسكة تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية ثم قال ابن كثير وقد قدمنا الاحاديث الدالة على النهي عن تمني الموت. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به قال لكن هو اراد ان يجمع هذا جمع جميل. قال وقد قدمنا الاحاديث الدالة على النهي عن تمن الموت الا عند الفتنة انه جاء في الحديث في مسلم وغيره ان الرجل قبل قيام الساعة لكثرة الفتن يمر على قبر اخيه المسلم فيتمرغ عليه ويقول يا ليتني مكانه لكثرة الفتن فعند وجود الفتن يجوز تمني الموت. لكن بدون ذلك لا. او لاجل ظرر اصابه في بدنه لا. وهذا جمع حسن لذلك هي تمنت ذلك وتمنت ان تكون نسفا منسيا واكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد