الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة مريم واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا آآ واذكر يا نبينا في الكتاب الذي انزل عليك وهو القرآن قصة ابراهيم مع ابيه قال الطبري فاقصص على هؤلاء المشركين قصصه يعني قصص ابراهيم وقصص ابيه وقال القطبي واذكر في الكتاب الذي انزل عليك وهو القرآن قصة ابراهيم وخبره قصة ابراهيم وخبره وقوله واذكر هنا جاء في سورة الشعراء واكلوا عليهم نبأ ابراهيم اذا واذكر واتل واقصص كلها بمعنى ولهذا قال ابن كثير في تفسيره قال يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم واذكر في الكتاب ابراهيم واتله على قومك هؤلاء الذين يعبدون الاصنام واذكر لهم ما كان من خبر ابراهيم خليل الرحمن الذين هم من ذريته ويدعون انهم على ملته. وقد كان صديقا نبيا فقال لابيه اه نعم ويدعون انهم على ملة وقد كان صديقا نبيا مع ابيه يعني اذكر لهم قصته مع ابيه كيف نهاه عن عبادة الاصنام؟ فقال يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. اي لا ينفعك ولا يدفع اذا امر الله نبينا صلى الله عليه وسلم ان يذكر لقومه قصص ابراهيم ثم اخبر ان ابراهيم كان صديقا نبيا فكان صديقا وصديق كثير الصدق وشديد الصدق ومن شدة تصديقه عليه السلام انه لما رأى في المنام انه يذبح ابنه اسماعيل توفى بهذه الرؤيا واضجع ابنه ليذبحه تصديقا او من شدة تصديقه لربه وتنفيذه لامر ربه ففدى الله ابنه بذبح عظيم واثنى عليه ثم قال اذ قال لابيه يعني حين قال ابراهيم لابيه وابيه وازر وقد مر الكلام على ذلك على اسمه وبعض قصصي ابراهيم مع ابيه اذ قال لابيه يا ابتي لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا فيه آآ الرفق واللين في مخاطبة آآ الناس حينما تدعوهم الى التوحيد يدعوهم الى الحق فهذا ابراهيم الخليل مع ابيه يقول يا ابتي هذا في غاية اللطف والرفق مع ايضاح الحق وبيانه فقال يا ابتي اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك قال ابن كثير يقول وان كنت قال وان كنت من صلبك وتراني اصغر منك وتراني اصغر منك لاني ولدك فاعلم اني قد اطلعت من العلم من الله على ما لم تعلمه انت ولا اطلعت عليه ولا جاءك بعد فاتبعني اهدك صراطا سويا اي طريقا مستقيما موصلا الى نيل المطلوب والنجاة من المرهوب اذا بين ابراهيم لابيه حتى يكون مسوغا له ان يدعوه الى هذا الامر لان الغالب ان الابن معلوماته في الغالب مثل يستقيها من ابيه فبين ابراهيم عليه السلام انه قد جاءه من العلم من الله جل وعلا لانه نبي من انبياء الله ما لم يأتك ما لم يأتي ازر ولهذا عليك ان تتبعني لان عندي علم لا تعلمه انت ولم تطلع عليه. ولم يؤتكها الله ولم يؤتكها الله ولم يؤتيكها الله عند ذلك او قال اهدك صراطا سويا وهذا فيه بيان نتيجة باتباع الرسل واتباع الرسل انهم يهدون الى الصراط السوي والسوية المستقيم الذي لا عوج فيه كما قال جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم فهو مستو سوي لا اعوجاج ولا انحراف فيه وهو دين الاسلام ثم قال ابراهيم يا ابتي لا تعبدي الشيطان يا ابتي لا تعبدي الشيطان اه قال ابن كثير اي لا تطعه في عبادتك هذه الاصنام فانه هو الداعي الى ذلك والراضي به يعني قال لا تعبد الشيطان. المراد ان من عبد شيئا من الاوثان والاصنام فقد عبد الشيطان. لان الذي امر بعبادته هو الشيطان فتكون طاعة للشيطان كل من عبد غير الله فانما يعبد الشيطان قال ابن كثير مبين هذا قال اي لا تطعه في عبادتك هذه الاصنام فانه هو الداعي الى ذلك والراضي به كما قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وقال ان يدعون من دونه الا اناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا وقد جاء من بعض الصلاة عن بعض السلف ان مع كل صنم جنية اذا فمن عبد غير الله فانما عبد الشيطان لان الشيطان هو الذي امر بذلك وهو الذي حسنه وزينه لعابديه قال جل وعلا يا يا ابتي عن ابراهيم يا ابتي لا تعبدي الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصية عصية اي ذو عصيان والعصي والعاصي بمعنى واحد قال ابن كثير عصيا اي مخالفا مستكبرا عن طاعة ربه فطرده وابعده فلا تتبعه تصر مثله ثم قال جل وعلا مخبرا عن قول ابراهيم الذي فيه الشفقة على ابيه قال يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن ان يصيبك ويلحق بك عذاب من الرحمن من الله جل وعلا قال ابن كثير ان يمسك اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن اي على شركك وعصيانك لما امرك به فتكون للشيطان وليا يعني فلا يكون لك مولى ولا ناصرا ولا مغيثا الا ابليس وليس اليه ولا الى غيره من الامر شيء بل اتباعك له موجب لاحاطة العذاب بك. كما قال تعالى تالله لقد ارسلنا الى امم من قبلك فزين لهم الشيطان اعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب اليم نعم من عبد الاصنام اتخذ الشيطان وليا له تولاه من دون الله وجعله وليا له ونصيرا ومعينا ولجأ اليه واعتمد عليه ومن فعل ذلك فقد خاب وخسر لان الشيطان في النار ووقود جهنم ويقوم يوم القيامة حينما يدخل النار هو واتباعه يقوم خطيبا فيهم فيزيدهم حسرة الى حسرتهم وشرا الى شرهم وانه ما كان له عليهم من سلطان الا ان دعاهم فاستجابوا له فيزيد حسرتهم حسرة وندامة اذا يتجلى في هذه الايات اه رفق ابراهيم ولطف مع ابيه مع ايضاح الحق وبيانه والدعوة الى التوحيد والى الصراط المستقيم والتحذير من الشرك ومن اتباع الشيطان وبيان عاقبة اتباع الشيطان لكن برفق ولين بان هذا الرفق واللين ادعى الى قبول المخاطب كما ارشد الله جل وعلا الى ذلك في قوله لموسى وهارون حينما ارسلهما الى فرعون وهو جل وعلا يعلم ان فرعون سيدعي الربوبية وانه لن يؤمن ولن يتذكر ولن يخشى وسيستمر في كفره الى ان يهلكه الله ويدخله النار فقال لهما فقولا له قولا لينا لماذا لعله يتذكر او يخشى اذا القول اللين ادعى واقرب الى ان يتذكر ويتعظ المدعو ويخشى الله جل وعلا قال جل وعلا قال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم اه القائل هنا هو ازر ابو ابراهيم قال اراغب انت عن الهتي وهذا الاستفهام استفهام توبيخ وتقريع وزاد السكاني ايضا وتعجيب فهو استفهام جمع بين التقريع لابراهيم والتوبيخ له والتعجب من منه في طلبه من ابيه ان يترك الهته ويترك عبادة الكواكب قال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم؟ يعني امعرظ عنها ومنصرف عنها لا تريدها ثم توعده فقال لان لم تنتهي اي لئن لم تنته عن ذكر ذكرها بسوء عن ذكر الهتي الكواكب والنجوم التي كان يعبدها من دون الله لان لم لان لم تنتهي لارجمنك قال بعض المفسرين لارجمنك بالحجارة واقتلنك وقال بعضهم ارجومنك باللسان والمراد به السب والقول القبيح اي لاسبنك سبا قبيحا واهجرني مليا اي واهجرني زمانا طويلا. وعلى ذلك تدور عبارات السلف فقال مجاهد اه وعكرمة وسعيد واهجرني مليا قال دهرا وقال الحسن البصري زمانا طويلا وقال السدي ابدا وقال علي ابن ابي طلحة والعوفي وقال علي ابن ابي طلحة والعوفي عن ابن عباس يعني هو من قول ابن عباس من طريقين واهجرني مليا قال سويا سالما قبل ان يصيبك مني عقوبة وكذا قال الضحاك وقتادة وعطية الجدلي وابو مالك وغيرهما اختاره ابن جرير واورد القرطبي قول ابن عباس بلفظ ان ابن عباس قال انه قال اهجرني ملي قال ائتزني سالم العرض لا يصيبك مني معرة واختار ذلك ابن جرير الطبري و يلاحظ اه كيف ان ابراهيم خاطب ابنه بهذا الخطاب العنيف وسماه باسمه وقال يا ابراهيم ولم يقل يا ابني مقابلة لقول ابراهيم يا ابتي ومع ذلك وانكر عليه انكارا شديدا وتهدده ومع ذلك الان ابراهيم عليه السلام له الخطاب مرة اخرى. وترفق به فقال قال سلام عليك سلام عليك ساستغفر لك ربي سلام عليك قال الطبري سلام عليك يقول امنة مني لك ان اعاودك فيما كرهت والى دعائك الى ما توعدتني عليه بالعقوبة قال ابن كثير سلام عليك كما قال تعالى في صفة المؤمنين واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وقال تعالى واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ومعنى قول ابراهيم لابيه سلام عليك يعني اما اما انا فلا ينالك مني مكروه ولا اذى وذلك لحرمة الابوة ثم قال ساستغفر لك ربي اي ساسأل ساسأل الله فيك ان يهديك ويغفر ذنبك انظروا الى هذا الاحسان من ابراهيم وانه قال بانه سيستغفر لابيه ويطلب من الله ان يغفر له ذنبه ثم قال انه كان بي حفيا انه اي ان ربي جل وعلا كان بي حفيا قال ابن عباس لطيفا حفيا يعني لطيفا بي آآ وقال قتادة ومجاهد انه كان بي حفيا قال عوده الاجابة وقال السدي الحفي الذي يهتم بامره وكل هذا حق فان الله كان حفيا بابراهيم محتفيا بامره مهتما به عوده انه يجيب دعاءه وكان لطيفا به وهداه لعبادته والاخلاص له آآ قال ابن كثير وقد استغفر ابراهيم لابيه مدة طويلة وبعد ان هاجر الى الشام وبنى المسجد وبعد ان ولد له اسماعيل واسحاق عليهم السلام في قوله ربنا اغفر لي ولوالدي والمؤمنين يوم يقوم الحساب وقد استغفر المسلمون لقراباتهم يعني لما سمعوا هذه الاية وقول ابراهيم ودعائه واستغفاره لابيه يقول ابن كثير وقد وقد استغفر المسلمون لقراباتهم واهلهم من المشركين في ابتداء الاسلام وقد استغفر المسلمون. قالوا ها ابراهيم قدوة. قال وذلك اقتداء بابراهيم الخليل في ذلك. حتى انزل الله تعالى قد كانت لكم اسوة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم. وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده الا قول ابراهيم الا قول ابراهيم لاستغفرن لك لابيه لاستغفرن لك. وما املك لك من الله من شيء. يقول يعني الا في هذا القول فلا تتأسوا به اي بابراهيم ثم بين تعالى ان ابراهيم اقلع عن ذلك ورجع عنه فقال تعالى ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا من موعدة الا عن موعدة وعده وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه. ان ابراهيم لاواه حليم اذا ابراهيم وهذا مر معنا الكلام عليه وبيان وجه الحق فيه ان ابراهيم استغفر لابيه لانه لم يعلم انه سيوافي على الشرك لم يعلم انه سيوافي على الشرك وانه يموت مشركا. والا اذا مات مشركا لا يجوز الاستغفار للمشركين ابدا ولو كانوا اولي قربى ولهذا جاء في البخاري انه انه يقول ابراهيم انك وعدتني يقول ابراهيم لربه يا رب انك وعدتني الا تخزيني واي خزي اخزى من ابي الا بعد فيقال له يا ابراهيم انظر تحت قدميك فينظر واذا هذا ابوه ازر على هيئة ذكر او على هيئة ذيخ ظبع الذكر من الضباع يأكل نتنه فيقول سحقا سحقا بعدا بعدا. فيؤخذ ابراهيم ويقذف في النار بقوائمه فيرمى في النار. فاستغفار ابراهيم لابيه آآ وعده بذلك ولم يعلم انه لانه ما علم انه سيموت على الكفر فلما علم يوم القيامة تبرأ منه قال جل وعلا عن ابراهيم واعتزلكم وما تدعون من دون الله قال الطبري اعتزلكم اي اجتنبكم. وما تدعون من دون الله من الاوثان والاصنام والاعتزال هو المجانبة والمفارقة. وفيه بيان ان الانسان لابد ان يتجنب ويعتزل اهل الكفر واهل الشرك الشرك ولا يكون جليسا مخالطا لهم وانما يغشاهم اذا غشيهم بقدر ما يقيم عليهم حجة الله ويدعوهم الى الحق لكن لا يكون معهم جليسا لهم اكيلهم شريبهم. ولهذا ابراهيم لما لم يستجب له قومه اعتزلهم بل وترك العراق وذهب الى الشام وعاش بقية عمره في الشام كما في قصة اه اتيانه هاجر وابنها اسماعيل الى البيت الحديث في البخاري وغيره انه كان يعودهم من الشام يعني في اخر عمره قال واعتزلكم وما تدعون من دون الله اعتزلكم وافارقكم وافارق ايضا عبوداتكم ولا ادعوها ولا اعبدها كل ما تدعون من دون الله وادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا اي ادعو باخلاص العبادة له. ونحوه قال قال ابن كثير في تفسيره الاية عموما قال فلما اعتزل الخليل اباه وقومه في الله ابدله الله من هو خير منهم وهب له اسحاق ويعقوب يعني ابنه وابن ابنه وابن اسحاق كما قال في الاية الاخرى ويعقوب نافلة. وقال ومن وراء اسحاق يعقوب. ولا خلاف ان تحط ولد يعقوب وهو نص القرآن في سورة البقرة ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق ولهذا جاء في الحديث المتفق على صحته ان عيسى ان يوسف او النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن خير الناس قال يوسف نبي الله ابن يعقوب نبي الله ابن اسحاق نبي الله ابن ابراهيم خليل الله وفي اللفظ الاخر ان الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم. ثم قال جل وعلا ووهبنا لهم من رحمتنا. نعم قبل ذلك دعا ربه قال عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا. ومعنى شقيا قيل خائبا وقيل عاصيا وقيل اراد بهذا الدعاء ان يهب الله له ولدا واهلا يستأنس بهم في اعتزاله ويطمئن اليهم عند وحشتي وقيل اراد دعاءه لابيه بالهداية وعسى للشك لانه لا يدري هل يستجاب له فيه ام لا؟ ثم وهذا ذكره الشوكاني ثم قال والاول اولى يعني لا تجعلني شقيا اي خائبا ولا عاصيا. آآ ثم قال قال جل وعلا فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحاق. فلما اعتزلهم يعني فارقهم ونابذهم وتركهم وايضا اعتزل ما يعبدون من دون الله الاصنام فلم يعبدها. ولم يعظمها وهبنا له اسحاق ويعقوب. بشارة عظيمة وهبنا اعطيناه هبة منا. اسحاق وقد مر معنا يأتي انه وهبه اسحاق على كبر سن وامرأته على كبر سن من امرأته. وسبق ان ذكرنا انه كان عمره تسعين سنة فكان هذا هبة ولهذا الهبة فيه اظهر من معنى طاء لانه كان في سن لا يولد لمثله لا هو ولا لزوجه. وهبنا له اسحاق ويعقوب ويعقوب ابن اسحاق هذا شيء عظيم وانس للرجل ان يوهب له من ابنائه نبي وايضا هذا النبي يلد نبيا ايضا ويكون يلد ويكون نبيا. قال وكلا جعلنا نبيا كلا من يعقوب من اسحاق ومن يعقوب كل منهم يكون نبيا. من انبياء الله هي نعمة عظيمة الانسان يفرح اذا كان ولده صالحا فكيف لا يفرح ابراهيم والله قد جعل ابنه وابن ابنه كل منهم نبي من انبياء الله من المصطفين الاخيار. ثم قال جل وعلا ووهبنا لهم من رحمتنا وهبنا لهم قال الطبري ورزقنا جميعهم يعني ابراهيم واسحاق ويعقوب من رحمتنا وكان الذي وهب لهم من رحمته ما بسط لهم في عاجل الدنيا من سعة رزقه واغناهم بفظله. هكذا قال الطبري ويقول آآ ابن كثير يقول آآ ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدقا عليا. قال ابن عباس يعني الثناء الحسن. وكذا قال السدي يعني يفسر عليا لكن نعود الى قوله وهبنا له من رحمتنا ابن جرير رحمه الله كأنه يجعل هذا في الرزق الذي اعطاه الله اياه في الدنيا فقط او اعطاه لهؤلاء الانبياء في الدنيا والذي يظهر والله اعلم انه اعم من ذلك فالرزق والغنى من رحمة الله بهم وايضا جعلهم انبياء من رحمة الله لهم وهو اعظم في المنة قال وجعلنا لهم لسان صدقا عليا قال ابن عباس كما ذكر ابن كثير هو الثناء الحسن و لخصه ابن جرير الطبري فقال ورزقناهم الثناء الحسن والذكر الجميل من الناس ثم قال الطبري وانما قال عليا لان جميع الملل والاديان يثنون عليهم ويمدحونهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين اذا جعل لهم لسان صدق في الاخرين وثناء وثناء حسن وهذا من رحمة الله بهم ثم قال جل وعلا واذكر في الكتاب موسى انه كان مخلصا وكان رسولا نبيا يقال فيها ما قيل واذكر في الكتاب ابراهيم اي واقصص واتل عليهم في القرآن خبر وقصص موسى ابن عمران كليم الرحمن فانه ايضا من اولي العزم قال انه كان مخلصا هكذا قرأ عاصم وحمزة والكسائي مخلصا بفتح اللام ومعناه اي اخلصه الله واختاره واختاره وجعله خالصا من الدنس مخلصا من الله اخلصه الله وقرأ الباقون مخلصا بكسر اللام اي اخلص هو عبادته وتوحيده لله. فصار من المخلصين كلا القراءتين حق سبعيتان ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من اهل العلم القراءتان كالايتين. القراءتان كالايتين يعني في المعنى ولهذا نأخذ من هذه الاية ان الله اخلصه فهو من المخلصين ممن اخلصهم الله واجعل لهم مقاما عظيما وهم ايضا من المخلصين لله سبحانه وتعالى قال وناديناه من جانب الطور الايمن. هذا فيه اختصار للكلام. والا مر معنا ذكر قصته بشيء من البسط وسيأتي ان شاء الله ايضا ذكر شيء من البسط لها ولكن في قوله وناديناه النداء من الله وهذا دليل على ان الله جل وعلا يتكلم وانه يتكلم بحرف وصوت وينادي ويسمعه من يناديه وناديناه من جانب الطور الايمن مر معنا ان الطور الاظهر انه جبل الطور المعروف الذي في سيناء على طرف خليج العقبة وهو الان اذا كنت في مدينة حقل في شمال المملكة العربية السعودية آآ على الخليج العقبة اه امامك وانت مثلا اه في حدود السعودية تنظر اليه عنك في الجهة الغربية جبل عظيم وهو سيناء بالمنطقة التي تسمى سيناء. قال وناديناه من جانب الطور الايمن آآ قال ابن جرير ان جانب الطور الايمن الايمن ايمنيون. موسى لان الجالي قال لان الجبل ليس له ايمن ولا ايسر وخالفه غيره وممن خالفه ابن كثير فقال وناديناه من جانب الطور اي الجبل الايمن اي من جانبه الايمن من موسى. يعني جانب الجبل. من جانبه الايمن ميم موسى حين ذهب يبتغي من تلك النار جذوة رآها تلوح فقصدها فوجدها في جانب الطور الايمن عند شاطئ الوادي الايمن فكلمه الله تعالى وناداه وقربه وناجاه وهذا الذي قاله ابن كثير هو الحق وان انه من من جانب الطور الايمن وان جانب الطور الايمن ايظا كان فيه آآ وادي طوى الوادي المقدس كما قال جل وعلا فلما قضى موسى الاجل وسار باهله انس من جانب الطور نارا. قال لاهلهم خذوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بخبر او جدوة من النار. لعلكم تصطلون اما تاه نودي من شاطئ الوادي الايمن في البقعة المباركة من الشجرة اذا النداء المذكور بين انه من شاطئ الوادي الايمن الذي هو ايضا في الجهة اليمنى من جبل الطور وذلك باثناء رجوعه بعد ان تزوج وبقي عشرة حجج سنين ثم رجع الى مصر اوحى الله اليه على ما ذكره الله عز وجل في هذه الاية. قال وقربناه نجيا وقربناه نجيا. قال ابن عباس نجيا قال ادني حتى سمع صريف القلم وهكذا قال مجاهد ابو العالية وغيرهم قالوا يعني صريف القلم بكتابة التوراة وقال الصديق قربناه نجيا ادخل في السماء فكلم وقال قتادة قربناه نجيا نجا بصدقه وقال الامين الشنقيطي اي قرب الله موسى في حال كونه نجيا اي مناجيا ربه والمناجاة الاصل فيها المخاطبة والتحدث بسرية او بخفظ صوت وهذا دليل على شرفه ومقامه وان الله ادناه ونجاه وكلمه قال ووهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيا ايظا وهبنا له رحمة منا به وباخيه هارون وجعلنا خوه هارون نبيا من الانبياء كما قال جل وعلا اه واخي هارون عن موسى في اية اخرى واخي هارون هو افصح مني لسانا فارسله معي رد ان يصدقني اني اخاف ان يكذبون وقال قال قد اوتيت سؤلك يا موسى وقال فارسل فارسل الى هارون ولهم علي ذنب فاخاف ان يقتلون. ولهذا قال بعض السلف ما شفع احد في احد شفاعة في الدنيا اعظم من شفاعة موسى في هارون ان يكون نبيا. قال الله تعالى ووهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيا ونأتي بهذا على اخر ما اردنا ان نتكلم به وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد