الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة مريم واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد رسولا نبيا يأمر الله جل وعلا نبيه محمدا صلى الله عليه واله وسلم ان يذكر في القرآن وهو مما اخبره الله به في القرآن اه اسماعيل نبي الله اسماعيل وهو جده. لان لان نبينا صلى الله عليه وسلم ينتهي نسبه الى اسماعيل الى ابراهيم الخليل اه فامره ان يذكر عنه انه كان صادق الوعد قال اه ابن جريج لم يعد ربه عدة الا انجزها يعني ما التزم عبادة قط بنذر الا قام بها ووفاها حقها وروى ابن جرير اه عن سهل بن عقيل انه قال ان اسماعيل وعد رجلا مكانا ان يأتيه فجاء ونسي الرجل فظل به اسماعيل وبات حتى جاء الرجل من الغد فقال ما برحت من ها هنا؟ قال لا. قال ما برحت من ها هنا؟ قال لا. قال اني نسيت. قال لم اكن لابرح حتى تأتيني فلذلك كان صادق الوعد وقال سفيان بلغني انه اقام في ذلك المكان ينتظره حولا يعني سنة حتى جاءه وقال ابن شهود بلغني انه اتخذ ذلك الموضع سكنا وهذا لا شك انه من اخبار بني اسرائيل لكن اهل العلم يحكون مثل هذا وربما يعني يذكرون شيئا يؤيده وروى ابو داوود آآ في سننه لكن ضعفه الالباني آآ عن عبدالله آآ ابن ابي الحمساء قال بايعت رسول الله سلم قبل ان يبعث فبقيت له علي بايعتوا يعني من المبايعة يعني باع عليه بضاعة او سلعة قال بايات رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يبعث فبقيت له علي بقية فوعدته ان اتيه بها في مكانه ذلك قال فنسيت يومي والغد فاتيته في اليوم الثالث وهو في مكانه ذلك. قال فقال لي يا فتى لقد شققت علي انا ها هنا منذ ثلاث انتظرك وهذا لفظ الخرائط قال ابن كثير وساق اثارا حسنة في ذلك ولكن مع ذلك سنده فيه آآ ضعف وقال بعضهم انما قيل له صادق الوعد لانه قال لابيه ستجدني ان شاء الله من الصابرين. فصدق في ذلك قال الامين الشنقيطي ومما يبين شدة صدقه ووعده انه وعد اباه بصبره له على ذبحه ثم وفى بهذا الوعد ومن وفى بعهده في تسليم نفسه للذبح فان ذلك من اعظم الادلة على عظيم صدقه في وعده آآ ثم قال ابن كثير فصدق الوعد من الصفات الحميدة كما ان خلفه من الصفات الذميمة قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان اه اخرجه البخاري ومسلم ثم قال ابن كثير ولما كانت هذه صفات المنافقين كان التلبس بظدها من صفات المؤمنين. ولهذا اثنى الله على عبده ورسوله اسماعيل بصدق وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم صادق الوعد ايضا لا يعد احدا شيئا الا وفى له به وقد اثنى على ابي العاص ابن الربيع زوج ابنته زينب فقال حدثني فصدقني ووعدني فوفى رواه البخاري وغيره وذكر كلاما نحو ذلك ثم قال وكان رسولا آآ وكان رسولا نبيا اه يعني كان اسماعيل رسولا نبيا قال ابن كثير في هذا دلالة على شرف إسماعيل على أخيه إسحاق لانه انما وصف بالنبوة فقط واسماعيل وصف من النبوة والرسالة وقد ثبت في صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله اصطفى من ولد ابراهيم اسماعيل وذكر تمام الحديث فدل على صحة ما قلنا آآ وكان يأمر اهله اه بالصلاة آآ هنا وكان رسول النبي ذكر بعضهم انه ارسل الى جرهم الذين سكن عندهم هو وامه او جاؤوا ونزلوا بعد ذلك بعد ان نبع الماء ماء زمزم انه ارسل اليهم وجاء ذلك في قراءة ابن مسعود وكان رسولا الى جرهم لكن هي قراءة شادة كما اه هو معروف ليس من القراءات السبعة آآ قال وكان يأمر اهله بالصلاة والزكاة كان اسماعيل عليه السلام يأمر اهله بالصلاة ويأمر اهله بالزكاة. قال ابن كثير هذا ايضا من الثناء الجميل والصفة الحميدة والخلة السديدة. حيث كان مثابرا على طاعة ربه عز وجل امرا بها لاهله. كما قال تعالى لرسوله صلى الله عليه واله وسلم وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى وقال تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله اما امرهم ويفعلون ما يؤمرون قال ايمروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر ولا تدعوهم هملا فتأكلهم النار يوم القيامة. ثم قال ابن كثير جاء في الحديث عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وايقظ امرأته فان ابت نضح في وجهها الماء رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وايقظت زوجها فان ابى نضحت في وجهي بالماء اخرجه ابو داوود وابن ماجة بسند صحيح وعن ابي سعيد وابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا استيقظ الرجل من الليل وايقظ امرأته فصليا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات رواه ابو داوود والنسائي وابن ماجه بسند صحيح كما قال الالباني وغيره اذا هذه من صفات اسماعيل عليه السلام انه اذا كان يأمر اهله بالصلاة وكان يأمره ايضا باخراج الزكاة ولا شك انهم كان لهم صلاة وزكاة لم يبين لنا كيفيتها لكن كانوا كان عندهم شيء من ذلك كان عندهم شيء من ذلك وامرهم الله به فكان يأمر اهله به ويفي به. قال وكان عند ربه مرضيا اي كان اسماعيل عليه السلام عند ربه مرضيا يعني رضيا ذكيا صالحا قد رضي الله جل وعلا عنه. ثم قال جل وعلا واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا. ورفعناه مكانا عليا وهذا ايضا يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يذكر في الكتاب في القرآن ادريس لقومه ويذكر لهم قصصه وخبره اه واثنى عليه بانه كان صديقا نبيا صديقا كثير التصديق والايمان وايضا كان نبيا من انبياء الله جل وعلا وان الله جل وعلا رفعه مكانا عليا وقد جاء في الحديث الصحيح اه ان النبي صلى الله عليه وسلم مر به ليلة اسري به في السماء الرابعة. وجده في السماء الرابعة ثم تلا هذه الاية ورفعناه مكانا عليا يعني مكانا عاليا وهو اه السماء الرابعة اه او في السماء الرابعة و آآ ذكر ابن كثير بعض الاخبار عن كعب الاحبار وفيها شيء من المبالغة والله اعلم بصحتها ولذلك اعرضوا عنها ومما قيل فيه ان المكان العلي اه هي الجنة ولا شك ان ذلك حق لان السماء الرابعة بالجنة وقيل اه وقيل انه في السماء السادسة والله اعلم وذكر كعب وغيره انه سأل ان ادريس احب ان يزداد عمله اتاه خليل له من الملائكة وحمله الى السماء فلقيه ملك الموت في السماء. الرابعة فقبض روحه وكان هذا الملك كلم اه هذا كلم ملك الموت يعني خليل ادريس من الملائكة كلم ملك الموت في ان يؤجل له اه فقال تعجبت امرت بقبضة في السماء الرابعة فتعجبت من ذلك فقبض روحه في الحال وذكر شيء منا هذا والله اعلم لا نستطيع الجزم به وهو من اخبار بني اسرائيل لكن لا شك ان الله رفعه مكانا عليا كما قال جل وعلا ثم قال اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم وممن حملنا مع نوح ومن ذريتي ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا آآ اولئك اتى باسم الاشارة الدال على البعيد لبيان علو هؤلاء الانبياء الذين سبق ذكرهم فقد بلغوا منزلة عظيمة ورفعة فهم من المصطفين الاخيار وممن اختصهم الله جل وعلا بالنبوة وممن يدخلهم الجنة ورفع شأنهم في الدنيا والاخرة الذين انعم الله عليهم من النبيين وهؤلاء كلهم انبياء الذين سبق قصصهم سبق قص عيسى وابراهيم وموسى وهارون واسماعيل وادريس فكلهم من الانبياء قال ومن ذرية ادم وكلهم من ذرية ادم ولكن هنا فرق قال من ذرية ادم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا آآ قال ابن كثير يقول تعالى هؤلاء النبيون وليس المراد آآ المذكورين في هذه السورة فقط. بل جنس الانبياء عليهم السلام استطرد في ذكر الاشخاص الى الجنس الذي الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم وقال السدي واختاره ابن جرير قال فالذي عني به من ذرية ادم هو ادريس والذي عني به من ذرية من حملنا مع نوح هو ابراهيم والذي عني به من ذريته ابراهيم اسحاق او اسحاق اسحاق ويعقوب واسماعيل. والذي عني به من ذرية اسرائيل موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى ابن مريم قال ابن جرير ولذلك فرق انسابهم وان كان يجمع جميعهم ادم لان فيهم من ليس من ولد من كان مع نوح في السفينة وهو ادريس فانه جد نوح قال ابن كثير قلت وهذا هو الاظهر ان ادريس في عمود نسب نوح عليهما السلام وقد قيل انه من انبياء بني اسرائيل اخذا من حديث الاسراء حيث قال في سلامه على النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح ولم يقل والولد الصالح كما قال ادم وابراهيم عليهما آآ السلام آآ سم اورد ما رواه ابن ابن ابي حاتم عن عبد الله ابن محمد ان ادريس اقدم من نوح بعثه الله بعثه الله الى قومه فامرهم ان يقولوا لا اله الا الله ويعملوا ما شاءوا فابوا فاهلكهم الله قال ابن كثير ومما ومما يؤيد ان المراد بهذه الاية جنس الانبياء انها كقوله تعالى في سورة الانعام وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم ووهبنا له اسحاق ويعقوب كل هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين واسماعيل واليسع واسماعيل وليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ومن ابائهم وذرياتهم واجتبيناهم وهديناهم ومن ابائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم اه اه الى قوله اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدي فبهداه مقتدي اه ابن كثير رحمه الله يعني اه بل اكمل وقال وقال تعالى ورسل قد غصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما فكان ابن كثير رحمه الله يقول هذه الاية المراد بها الجنس وليس المراد بها هؤلاء الانبياء خاصة ليس هؤلاء الانبياء خاصة وانما المراد به جنس الانبياء وهذا حق لا شك لكن لا شك ان هؤلاء الانبياء لهم خصوصية لكن يلاحظ انه لما ذكرهم هنا ذكر اه اصول الانبياء فابوا الناس ادم وذكره لان ادريس قبل نوح ثم ذكر نوح لان الناس الموجودين من ذريتي نوح ثم ذكر ابراهيم لان الانبياء كلهم من بعده من نسله ثم قال وممن هدينا واجتبينا. يعني ممن هديناهم الى الحق واجتمعين يعني اصطفيناهم واخترناهم اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا بيان عن حالهم وخشيتهم من الله وخوفهم انهم اذا تليت عليهم ايات الرحمن تلي عليهم القرآن وايات القرآن خروا سجدا. خروا يعني نزلوا الى الارض وسقطوا الى الارض ساجدين على جباههم وبكيا ايضا يبكون فهم يسجدون تذللا وخضوعا وخشوعا لله جل وعلا ويكون سجودهم مصحوبا ايضا بالبكاء من خشية الله جل وعلا والبوكي جمع باك قال ابن كثير ولهذا اجمع العلماء على شرعية السجود ها هنا اقتداء بهم واتباعا لمنوالهم. يعني يجمع العلماء على ان هذه الاية من من الايات التي يسجد عندها من ايات سجود التلاوة لان هؤلاء ممن ممن امر نبينا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم ونحن كذلك مأمورون باتباع نبينا صلى الله عليه واله وسلم. ولهذا يقول ابن كثير اذا تلى عليهم اياتنا اية الرحمن خروا سجدا وبكيا اي اذا سمعوا كلام الله المتظمن حججه ودلائله وبراهينه سجدوا لربهم خضوعا واستكانة انا وحمدا وشكرا على على ما هم فيه من النعم العظيمة هو اخرج الطبري عن سفيان الثوري عن الاعمش عن ابراهيم عن ابي معمر قال قرأ عمر ابن الخطاب رضي الله عنه سورة مريم فسجد وقال هذا السجود فاين البكي؟ يريد البكاء يعني انصح هذا عنه فانه سجد ويرى ان هذه من الايات التي يسجد فيها سجود التلاوة لكن قال اين البكاء وهذا يعني آآ زهدا من عمر في نفسه فانه نعم سجد كما سجدوا لكنه لا يجد البكاء كما يجده الانبياء اه رضي الله صلى الله وسلم عن الانبياء ورضي عن الفاروق آآ قال ثم قال جل وعلا فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة فخلف يعني جاء بعدهم من خلفهم خلف يعني من بعد من بعد الانبياء الذين اشير اليهم ومن بعد اولئك الصالحين جاء من بعدهم خلف قال الطبري يعني خلف سوء يقول حدث بعدهم وخلافهم وتبدل منهم بدل سوء قوم اضاعوا الصلاة فهم اضاعوا الصلاة واختلف العلماء في معنى اضاءة الصلاة فقال اه قائلون المراد باظاعتها تركها بالكلية وهذا قاله محمد ابن كعب القرظي وابن زيد ابن اسلم والسدي واختاره ابن جرير قال ابن كثير ولهذا ذهب من ذهب من السلف والخلف والائمة كما هو المشهور عن الامام احمد وقول عن الشافعي الى تكفير تارك الصلاة للحديث بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة والحديث الاخر العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر اذا فذهبوا الى ان المراد اضاعوا الصلاة يعني تركوها بالكلية وتارك الصلاة بالكلية كافر قال اخرون المراد به اضاءة مواقيتها قال الاوزاعي عن موسى بن سليمان عن القاسم بن مخيمرة فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة قال انما اضاعوا المواقيت ولو كان تركا كان كفرا وروى آآ نحوه عن ابن مسعود انه قيل له ان الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن الذين هم عن صلاتهم ساهون وعلى صلاتهم دائمون وعلى صلاتهم يحافظون. قال ابن مسعود على مواقيتها قالوا ما كنا نرى ذلك الا على الترك. قال ذلك الكفر تركها كفر وانما المراد هنا اضاءة اه اوقاتها وجاء عن مسروق انه قال لا يحافظ احد على الصلوات الخمس في كتب من الغافلين وفي افراطهن الهلكة وافراطهن اضاعتهن عن وقتهن وجاء آآ ايضا عن عمر ابن عبد العزيز انه قال لم تكن اضاءتهم تركها ولكن اضاعوا الوقت وهذا يريد انه يعني كقوله جل وعلا فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. يعني يسهون عنها حتى يخرج وقتها وهو معروف خلاف العلماء في حكم تارك الصلاة اه والذي ترجحه الادلة ان تارك الصلاة كافر بدليل الحديثين الذين اوردهما المؤلف وادلة اخرى مبسوطة في محلها وهناك من العلماء من قال ان معنى اذا اضاعوا الصلاة يعني ان هذا يكون عند قيام الساعة في امة النبي صلى الله عليه وسلم. قال المجاهد عند قيام الساعة وذهاب صالح امة محمد صلى الله عليه وسلم ينزو بعضهم على بعض في في الازقة نسأل الله العافية يعني ينزوا يعني يجامع ويطأ بعضهم بعضا يفعل به الفاحشة في الازقة في الشوارع. والناس ينظرون. وكذا اه روي ايظا عن عطاء ابن رباح انهم من هذه الامة يعنون في اخر الزمان فصارت الاقوال ثلاثة اما ان المراد انهم يتركون الصلاة بالكلية او يضيعون وقت الصلاة او ان هذا في امة النبي صلى الله عليه وسلم ويأتي ذلك في اخر اه الزمان اه والذي يظهر الله اعلم هو القول الاول لان من يقول اضاعة وقتها كانهم يرون انهم لم يكفروا. وهذا كما قال ابن سعود وغيره وعمر ابن عبد العزيز والقاسم مخيمرة قال انما اضاعوا المواقيت ولو كان تركها كان كفرا فكأنهم يرون ان هؤلاء من المسلمين. والصواب ان هؤلاء ظاهر امرهم انهم كفرة. لان الله جل وعلا قال فسوف الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فهذا الاستثناء يستثني من تاب منهم فيكون مسلما يدخل الجنة. واما ان بقي على تلك الحال فليس بمسلم ولهذا الاظهر والله اعلم ان المراد به ترك الصلاة اضاعوها يعني تركوها. وعلى كل حال آآ من يقول بكفر تارك الصلاة صلاة يقول سواء ضيعها حتى يخرج وقتها الصلوات كلها او ترك صلاة واحدة من غير عذر فانه يكفر بذلك آآ يحصل هنا ايراد ما رواه الامام احمد وابن ابي حاتم وحسنه الالباني في الصحيحة عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون خلف بعد ستين سنة اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكون خلف يقرأون القرآن لا يعدو تراقيهم. ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق وفاجر قال بشير قلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة؟ قال المؤمن مؤمن به والمنافق كافر به والفاجر يأكل به و آآ الله اعلم يعني هكذا قال والحديث يحتاج يعني الى اه مراجعة في بعض آآ انفع به اه قال جل وعلا فسوف يلقون غيا اه غيا قيل هو قيل خسارا وهذا مروي عن ابن عباس اخريا قال خسرانا وقال قتادة شرا وقال عبد الله بن مسعود واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم وجاء عن ابي عياض انه قال واد في جهنم من قيح ودم قيل هلاكا وظلالا وهذا هو الاظهر والله اعلم انهم سيلقون غيا سيلقون شرا وخسرانا وظلالا لانهم كانوا في الغي وسيجدون جزاء ذلك الا من تاب وامن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا الا من تاب. اه هذا الاستثناء يدل على ان ما بعده بخلاف ما قبله فقال الا من رجع عن ترك الصلوات يعني تاب عن اضاءة الصلاة تاب من اضاعة الصلاة فحافظ عليها وتاب من اتباع الشهوات وامن يعني صدق واقر وهذا دليل انه لم يكن مؤمنا ذلك حين ذلك الفعل وعمل صالحا يعني صدق واقر بقلبه واتبع ذلك بالاعمال الصالحة ومنها الاتيان بالصلاة واجتناب الشهوات فاولئك يدخلوا الجنة فاولئك اتى باسم الاشارة الدال على البعيد للدلالة على علو مكانة من تاب ورجع وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يدخلون الجنة يدخلون الجنة لانهم عملوا بالاعمال التي توصل اليها باذن الله جل وعلا ثم قال ولا يظلمون شيئا فيدخلهم الله جل وعلا الجنة ولا يظلمون شيئا لا يظلمون يعني لا يظلمون شيئا من اعمالهم والظلم يأتي بمعنى النقص ولا ينقصون شيئا من اعمالهم بل يجازون يجازون عليها اه قال ابن كثير وذلك قال ولا يظلمون شيئا. قال وذلك لان التوبة تجب ما قبلها وفي الحديث الاخر التائب من الذنب كمن لا ذنب له ولهذا لا ينقص لا ينقص هؤلاء التائبون من اعمالهم التي يعملوها شيئا ولا قوبلوا بما عملوه قبلها فينقص لهم مما عملوه بعدها لان ذلك ذهب هدرا وترك نسيا وذهب مجانا من كرم الكريم وحلم الحليم. يعني خلاصة كلامه انه يقول يعني هؤلاء لا ينقصون شيئا من اعمالهم التي عملوها وذلك انهم لا لا يقابلون باعمالهم السيئة حينما اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فتلك الاعمال السيئة اه التي تابوا منها آآ لا لا ينقص بها من حسناتهم التي عملوها. لماذا؟ لانهم لما تابوا جب ذلك ما قبله وغفر الله لهم كل ما وقع فاعطوا جزاءهم كاملا ولم ينقص منه شيء بسبب تلك الاعمال التي فعلوها وهي ذنوب ومعاصي ولهذا قال لان ذلك ذهب هدرا يعني آآ اهدره الله تجاوز عنه اه وتركه نسيا يعني ايضا ترك ما ما يحاسبون عليه لان التوبة تجب ما قبلها وذهب مجانا يعني لا يجازون عليه من كرم الكريم جل وعلا لانه اكرم الاكرمين ومن حلم الحليم لانه حلم عليهم حلم عليهم حتى تابوا وانابوا ورجعوا الى الله سبحانه وتعالى. اه ثم قال ابن كثير وهذا الاستثناء ها هنا كقوله في سورة الفرقان والذين لا يدعون مع الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله فورا رحيمها. يعني يقول هذه الاية التي معنا يعني هو يريد ان يؤكد الكلام الذي ذكره انهم لما تابوا فان الله سبحانه تجاوز عن تلك السيئات ولا ينقص حسناتهم بسبب ما عندهم من السيئات لانه تاب عليهم منها وغفرها لهم بل يبدلوا سيئاتهم حسنات فتصبح حسنات ولهذا لا يظلمون شيئا اه من اعمالهم التي عملوها وهذا من كرمه جل وعلا فضله على عباده آآ لكنه نص على مسألة انه لابد من التوبة ولابد من العمل الصالح في الايتين في الاية الاولى واية سورة الفرقان ولهذا لا يكفي ان الانسان يتوب ويبقى لا يعمل عملا صالحا. لا يكفي ان يتوب ويعمل عملا صالحا لكن لا يقر ولا يؤمن. فلا بد ان يجمع بين هذه الامور يتوب وهو الرجوع من من الذنب والمعصية الى طاعة الله وايضا الايمان وهو الاقرار والتصديق والاعتقاد وايضا الاعمال صالحة وهذا هو تعريف الايمان عند اهل السنة والجماعة. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد